عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-19, 02:49 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 ــ المشكله لا تكمن فى تصرفه الحالى نجاهها.
بل هى فى ادراكها بان تصرفه المجنون بدأ يفقد اهميته ازاء
الرغبه المللحه التى يثيرها فيها......
كانت فيللا ال ميكونوس فى اثينا اكثر رسميه من الفيللا فى ميكوس ذات الترف العادى. فهنا. حريه الدخول والخروج غير موجوده. كذلك المألوفيه بين الخادم والسيد, الحراس الذى يخفرون المدخل الئيسى واراضى الفيللا. يقومون بواجبهم بجديه تستدعيها الضروره. كما ان معظم الغرف تفتقر الى الحميميه على الرغم من جو العائليه العام. احست مارثا بثقل شكوكها وهى ترتدى ثياب العشاء فى غرفه النوم التى افترضت انها ستتشاكرها مع زوجها. شعرت بعصبيه وقلق, وبحيره رهيبه, لا سيما ان تصرف دايون تجاهها لك يخفف من عبئها شيئا.
من المفروض ان تشعر بالسرور كونه كف عن تعذيبها. فهو لم يعد يلسمها لوو يسخر منها او يفعل شيئا من شأنه ان يفسد ثقتها الظاهريه, لكنها لم تشعر بأى سرور. كانت ممزقه بين امرين. معرفتها بانه يتوقع منها عطاء لا تستطيع المطالبه به. وبين احساسها المتزايد بان حياده ما هو الا نوع من التعذيب المحض.
هذا لا يعنى ان اساء معاملتها. فمنذ شجارهما الاخير على الشاطئ وهو يتصرف بحذر شديد. يعاملها بتهذيب فى حضور الاخرين. وبعدم اكتراث عندما يكونان وحدهما.
تركها للجزيره, لم يكن صعبا كما توقعت. لان جوزى تجاوبت بسرعه مع الانسه باول.. او حيل, كما فضلت ان تدعى. كانت فتاه دمثه للغايه, الا انها اهتمت بجذب اليكس اكثر مما هتمت بكسب عواطف طفله فى الخامسه. قامت بعملها على نحو جيد. كما ان جوزى احبتها, لكنها سرعان ما فقدت حماستها لوجود مربيه تلبى حاجاتها باستمرار, فعادت تطلب من امها ان تقرأ لها قصصا. وتلح على دايون واليكس بان يسبحا معها فى الحوض
ــ اذن, كانت على صواب .
لقد ظن بها اسوأ الظنون .
كيف يمكنه ان يتكلم عن الحب والوله ولم يكن يثق فيها البته؟
تقلصت اعصاب مارثا . حين سمعت الهليكوبتر تطير فوق الفيللا فى الساعه الحاديه عشره والنصف. اذن, المربيه الانكليزيه قب الموعد المحدد. افترضت ان دايون سيتوقع وجودها فى غرفه الاستقبال كى ترحب بوصولها. حتى جوزى , التى اظهرت خشيتها منها فى الصباح, ما لبثت ان تحمست وثار قيها الفضول الى التعرف عليها . اعترفت مارثا بصدق ذاتى بان كرهها للزائره الجديده قد اشتد ازاء حماسه ابنتها المتزايد. فهى كانت, لسنوات طويله, المحور الوحيد فى عالم جوزى وعواطغها. واذا نجح دايون فى تحطيمه. فلماذا سيبقى لها؟
نتيجه لهذه المشاعر اليائسه, قضت الصباح برفقه ساره. مفضله عداءها المكشوف على اهتمام الاخرين وخماستهم. علما بان اسباب سخط اختها على وصول المربيه يختلف عن اسبابها. فجوزى اخبرت خالتها, بطريقتها العفويه, ما علمته من صوفيا. بخصوص سفر مارثا ودايون الى اثينا . وعلى الفور , انسحيت ساره واقامت بينها وبين اختها حاجزا من الاستنكار الجليدى.
الا ان صوت هبوط الهليكوبتر ارغمها على الكلام, فعلقت ناظره الى مارثا:
ــ الن تذهبى الى المدرج كى تستقبليها؟ سمعت السياره تغادر قبل بضع دقائق. حسبت ان الفضول سيحملك على رؤيه المرأه التى ستحتل مكانك.
ــ انت تبالغين يا ساره . هذه فكره دايون وليست فكرتى. ارادت ان يخفف عنى المسؤوليه. انه لا يفهم بانى افضل ان اررعى جوزى بنفسى.
هتفت ساره بازدراء:
ــ من الحماقه ان تصدقى ذلك. فانت تعلمين قصده من هذه اللعبه! انه يحاول الوقوف بينكما ويعرف انه ما دامت جوزى تعتمد عليك فلن يستطيع ابدا ان ياخذها منك.
قاطعتها مارثا بحركه واهنه:
ــ كفى يا ساره!
نهضت واقفه واخذت تقلص يديها وتفتحهما وهى تحاول الا تصدق مزاعم اختها. تابعت تقول:
ــ ليس الام هكذا. ادرنى دايون ان ارافقه الى اثينا. وجاء بالمربيه ليضمن رعايه جوزى اثناء غيابى. هذا كل ما قصده.
ردت ساره هازئه:
ــ احقا؟ اتقصدين القول انه لم يكن بالامكان ان تبقى جوزى معى ومع روجر لبضعه ايام؟ كلا, هذا ليس اجراء مؤقتا يا مارثا. بل هو اجراء دائم. انك تستخدمين مربيه انكليزيه لاسبوع واحد.
تنفست مارثا بضيق . لقد عبرت ساره بكلام عما يساورها من شكوك مماثله .
لم تشأ ان تواجه الحقائق الغيضه التى يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار . ما هى لعبه دايون. والى متى تستطيع الاحتمال؟
قالت اخيرا:
ــ سأذهب فى نزهه قصيره.
سألتها ساره بدهشه :
ــ الى اين ستصلين فى نزهتك؟ لقد قرب موعد الغداء.
اجابت وهى تبتعد عنها:
ــ سأمشى قليلا. الى اللقاء.
كانت الساعه تقارب الواحده عندما عادت تهبط التل الى الفيللا. لكنها رفضت ان تشعر بالقيود, فلها مطلق الحق فى ان تخرج للتنزه ساعه تشاء ولن يوقفها اى شئ يقوله دايون او يفعله. ان كان يتوقع وجودها فى الفيللا كى تستقبل نصيرته الجديده, فهو المسؤول عنسوء تقديره. وهذه المرأه . كائنا من تكون. لا يجب ان تتصور انها ستحظى بسلطه كامله.لدى مرورها فى الحديقه سمعت اصواتا تنبعث من الباحه. لكن بعد المسافه حال دون تمييزها لهويه المتكمين. دخلت الى البيت عبر الابواب الزجاجيه لاحدى قاعات الاستقبال. ومن هنا صعدت الى غرفتها من دون ان تلتقى باحد.
الا انها توقفت على العتبه وحدقت مشدوهه فى المشهد الذى طالعها. بدت الغرفه مليئه بالناس مع انه لم بكن سوى الخادمتيت شابتين. لكن ارض الحجره. وكل خوان وطاوله ومقعد. كانت طافحه بعلب كرتونيه متعدده الاحجام. تندلق منها فساتين وتنانير. وبنطلونات وقمصان. احذيه وملابس داخليه. كم كل لون وزى يمكن ان يتصوره انسان.
هتفت وهى تحدق حولها مندهشه:
ــ ما الذى يجرى؟
ثم وعت الفتاتين لم تفهما عبارتها فكررت السؤال باليونانيه. اجابتها احدهما:
ــ انها ملابسك الجديده سيدتى. لقد طلب السيد دايونيسوس ان نوضبها فى الخزائن والادراج.
قالت وهى تنظر بحيره عاجزه الى فستان للسهره من الحرير الارجوانى الثقيل:
ـت أطلب ذلك حقا؟
اجابت التفاه الاخرى مبتسمه بمكر:
ــ نعم, سيدتى, اشياء جميله وفيره العدد. لا بد ان السيد دايونيسوس يحبك كثيرا. اليس كذلك.
عضت شفتها السفلى بقوه. اغلب الظن ان لا علاقه للحب بهذه العطايا. كل ما فى الامر ان دايون يريدها انيقه كى لا يخجل من مظهرها, بعد ان لاحظ النقص الفادح فى ثيابها.
لكن هذه الملابس وفيره جدا.... كما قالت الفتاه! متى ابتاعها ؟ كيف عرف الانواع التى تحاتجا. والحجم الذى يناسبها؟
الجواب بسيط . انه يعرف النساء. وقد خمن. على ما يبدو . انها اصبحت تلبس حجما يقل درجه واحده عن حجم الذى كانت ترتديه خلال زواجها منه. لا ريب ان احتار فى اختيار الثياب التى تريدها. لذلك ابتاع كل الانواع.
اطبق عليها الذهول وشعرت كأن هناك من يكتم انفاسها . لم تدر ماذا تفعل او تقول. اضافه الى هذا. عليها ان تقابل مربيه جوزى.
سمعت خطوات تتقدم على الرواق فادركت هويه القادم.
لم تجد الوقت لابداء ايه معارضا اذ انه سارع الى صرف الخادمتين بكلمه امر حاسمه. خرجتا بسرعه وهما تبتسمان خلسه. لكن ما ان ابتعدنا عن نظريهما حتى هاجمته مارثا باحتجاج ثائر. سارت الى وسط الغرفه وقالت ملوحه بيديها دلاله على الازدراء:
ــ ما كل هذا؟ الا تليق ملابسى بمقامك؟ هل تخجل من مظهرى؟ اهذا خو السبب؟ اتريد ان تجعل منى شجره تزينها بثمار استغلاليتك؟
نسيت كليا, كيف اقلقتها فكره الذهاب الى اثينا, كونها لا تملك ثوبا يليق بحضور الحفله الفخمه التى ستقام هناك. اعماها الغضب فلم تبصلا الا وجها اخر لسيطرته عليها؟ ووترا اخر فى موسيقاه ترقص على ايقاعه. تمهل دايون فى اجابتها. اغلق الباب واسند ظهره اليه تاركا لها المجال كى تهدئ ثورتها. قال اخيرا:
ــ اين كنت؟
ردت بعد اكتراث:
ــ ايهمك ان تعرف؟ اتريدنى ايضا ان اشرح لك كيف اقضى كل دقيقه من وقتى؟
ــ اصمتى!
ادركت لاول مره انها ست وترا حساسا. فرفضت الاكتفاء بذلك الانتصار الصغير وتابعت تتحداه بقولها:
ــ لماذا تريد اسكاتى؟ انك تعاملنى كأننى طفله. ثم تثور عندما اعاملك...
ــ كأننى طفل! اين كنت يا مارثا؟ اريد ان اعرف اين كنت عندما وصلت الانسه باول.
ــ ذهبت للتنزه. اكيد انك حصلت على هذه المعلومات من ساره.
ــ ان معلومات اختك لا يمكن الوثوق بها. اين تنزهت؟ هل ذهبت الى القريه؟ افضل او انك تترفعين عن التصرف كفتاه قرويه. وان تتصرفى بالطرييقه اللئقه التى يتوقعها الناس من زوجتىز
شملها بنظره مزدريه وتابع:
ــ فكى هذه الجديله السخيفه وال اقتلعت شكرع من جزوره!
ارتجفت غضبا. تذكرت كيف كان يصر فى الماضى. على ان تبقى شعرها طويلا , فاقترحت بتحد:
ــ ربما تفضل ان اقصه.
ضاقت عيناه واقترب منها بتمهل. كان فمه متقلصا ينذر بالخطر, كما ان الغضب المتوهج فى عينيه سمرها فى مكانها. وقفت من دون حراك وتركته ينزع الرباط المطاطى عن الجديله ويحر الخصلات بحركه قاسيه جلبت الدموع الى عينيها.
وقف يحدق فيها وقال يتحذير بارد:
ــ لا تناورى بالعابك يا مارثا! انزعى هذا الفستان القبيح وارتدى شيئا اكثر ملائمه لانوثتك.
تقلص فكها وقالت بحنق خانق:
ــ ربما تفضل ايضا ان تختاره لى بنفسك.
ثم شهقت مرتعبه حين امسك بباقه الفستان ومزق صدره. وافقها قائلا بوحشيه:
ــ ربما من الخير ان افعل ذلك.
استدار جانبا وراح يقلب الثياب الملقاه على السرير. قال اخيرا:
ــ هذا يف بالغرض. هيا. ارتديه, ام تريديننى ان البسك اياه بنفسى؟
الصقت صدر فستانها الممزق بيدين ملهوفتين. فعلق بضق ومراره واهدابه الحريريه تظلل عينيه:
ــ اذكر انى كنت البسك ثيابك... وانوعها عنك ايضا. بوسعى ان اقوم بدور الوصيفه عند الضروره, وان احصل على استمتاع فى الوقت نفسه.
تلاحقت انفاسها بتأثير كلماته. لا ريب انه سينفذ تهديده اذا ما عارضته ثانيه. تصارعت مع عقلها غير ان عقلها انتصر فى النهايه.
ــ دايون, ارجوك....
شعرت باحتقار ذاتى كونها اتاحت له ان يذلها على هذا النحو. الا انه اظهر عدم الاكتراث وسلمها الثوب الذى اختاره.
حالما ولجت الحمام. نزعت الفستان الممزق مدركه ان لا جدوى من اصلاحه. بعد ان غسلت وجهها وذراعيها ارتدت الثوب الجيد.
عندما خرجت من الحمام توقعت ان يكون غادر الغرفه لكها رأته يرتكز الى طاوله الزينه.
استقام فى وقفته لدى ظهورها وعلق قائلا:
ــ انه يعجبنى. الان, جاء دور شعرك. اترديننى ان اسرحه عنك؟
تقدمت بسرعه من طاوله الزينه. وقالت:
ـت ساسرحه بنفسى. بوسعك ان تنصرف. لن افعل شيئا يفسد خططك.
رد بسلاسه وهو يناولها لفرشاه:
ــ سأخرج عندما اقرر ذلك. انت امرأه جميله يا مارثا. لم تبذلين كل جهدك لاخفاء جمالك؟ اما زلت تخافين منى؟
جف حلقها وقالت محاوله التركيز على مهمتها:
ــ انا؟ اخاف منك؟ لا تكن سخيفا!
ــ اهذا ما تظنينه؟
وقف خلفها. فاقشعرت جلدها توقعا. ارغمت نفسها على عدم التحرك عندما مرر اصابعه على القماش الحريرلا واحست بما تكوى جلدها.
عجزت اخيرا عن الاحتفاظ بجمودها فهمست:
ـت انا اود.. ان لا تفعل هذا.
التقت عيونهما فى الرأه فتحداها بقوله:
ــ لم لا؟ احب ان المسك واشعر بدر فعلك. كفانى ما اضعت من سنوات حتى الان.
لكنه اطلق سبابا مكتوما وابتعد فى اتجاه الباب كانه ضجر من ممارسه هذه الالعاب المضنيه.
قال بحده ونفاذ صبر:
ــ هيا, ان الانسه باول تنتظر قدومك.
وقف اليكس فور ظهورها واتسعت عيناه ددهشه من اناقتها الرائعه, بعدما اعتاد على رؤيتها فى ثيابها الصيفيه القطنيه.
تلفتت حولها بحثا عن المراه التى استخدمها دايون لرعايه جوزى. ولما وقع بصرها عليها اصيبت. بدورها , بدهشه واضحه.
الانسه باول لا تحمل اى شبه للسيده بينيت. با انها تختلف, نوذجيا, عن سائر المربيات اللتواتى التقتهن فى حياتها, كانت شابه. لا تتعدى الثالثه والعشرين. ذات قوام نحيل جذاب. وشعر اسود مجعد. كانت تتميز فحسب بلباس المربيه الرسمى... بلوزه بيضاء وتايور من الكتان الزيتى, وقد طرزت على صدره الاحرف الاولى لاسم المؤسسه التى اوفدتها, ابتسامتها جذابه ايضا. تظهر اسنانا بيضاء فيها شئ بسيط من عدم الاستواء. ولولا انتقاد ساره المتهكم لمالت اليها مارثا من اول نظره.
لدى اقترابها وقفت الفتاه بدورها, كذلك قفزت جوزى من كرسيها وتقدمت من امها تقول بلهفه:
ـ هذه الانسه باول. اليست لطيفه؟ كانت تخبرنى ان هذه هى اول مره تعتنى فيها ببنت صغيره مثلى؟
ــ اقالت ذلك يا حبيبتى؟
التفتت بحرج صوب دايون الذى سارع الى ضبط الموقف. فقبض على رسغها وجذبها الى الامام ثم قال مكملا مهمه التعريف :
ـت اقدم لك... والده جوزى. انها تتشوق الى التعرف عليك.
ــ اهلا . سيده ميكونوس.
دمت يديها بتهذيب فاضطرت مارثا الى مصافحتها. ابتسمتا لبعضهما البعض مع ان ترحيب مارثا كان مقتضبا الى حد ما.
ارخى دايون رسغها ثم دعا الجميع الى تناول الغداء الباره الذى اعدته ماريا.
اثناء الطعام, استطاعت مارثا ان تقيم الفتاه بسهوله اكبر, اصغت اليها وهى تجيب على اسئله دايون. فاقرت بانها تبدو مولعه فعلا بالاطفال. جوزى, من جهتهل. وجدت فى المربيه فردا ممتعا يضاف الى اهل البيت, وعندما احست مارثا بنظره ساره تتركز عليها وجدت صعوبه كبرى فى اخفاء مشاعرها الحائره.
ثم خاطبتها الانسه باول بقولها:
ــ اخبرنى السيد ميكونوس انك انكليزيه يا سيده ميكونوس. هل انت من لندن. ايضا؟
وافقتها مارثا ببعض الجمود:
ــ انا من ومبلدون. أأنت منها؟
تــ انا من هامستيد, لككننى اتطلع الى العيس فى اليونان. ان مناخها رائع . وهذه الجزيره....
عوضت حماستها عن متابعتها للشرح, فانحنى اليكس صوبها وسألها ان كانت قد زارت الجزر من قبل. هنا, اغتنم دايون الفرصه وهمس مارثا قائلا:
ــ حسنا؟ ما رأيك فيها؟
فنظرت الى يديها. واقرت بصوت خفسض:
ــ انها تبدو غايه فى الدماثه. اكنها... قالت انها تتشوق الى العيش فى اليونان. افهم من هذا انها ستقيم نا طويلا.
ـ طبعا. انه اتفاق دائم. حسبتك على علم بذبلك.
تلطعت اليه بقلق دائم. حسبتك على علم بذلك.
تطلعت اليه بقلق وسألت:
ــ اتاف دائم؟ بالنسبه الى من؟
ضاقت عيناه واجاب مضجر:
ــ لا ضروره الى لهذا السؤال. كلى طعامك وكفى عن النظر الى وكأننى عفريت!
سمعته ينهد باعياء قبل ان يستدير الى جوزى التى كانت تشد كم سترته. تاركا زوجته تواججه استنكار ساره الواضح.
بعد الغداء جاءت صوفيا لتصطحب الانسه باول الى جناحها الخاص, واصرت جوزى بصخب على مرافقتها فسمح اها بذلك . احست مارثا بخواء غريب. فدايون واليكس انغمسا فى حديث حول انتاج النفط,وحين استأذنت ساره فى الهذاب الى غرفتها. نهضت مارثا بدورها لكن دايون نقل اهتمامه اليها وسألها:
ــ الى اين تذهبين؟
ــ سأذهب الى غرفتى. الديك مانع؟
ازاح كرسيه الى خلفوقالك
ــ نعم, امانع بشده. اريد ان اقضى العصر برفقه زوجتى. وارجو الا تستثقلى هذا الطلب.
ــ لا تدعينا نؤخر انصرافك.
هتفت ساره بحنق متجاهله تنهيده مارثا القلقه:
ــ لا يمكنك ان تعاملها كعبده لك. انها امراه ذات حقوق خاصه ولا سلطه لك عليها الا من خلال الطفله. انك تتعمد تعذيبها بطريقه تدعو الى القرف!
ــ ساره....
تجاهل دايون توسل مارثا وخاطب ساره بصوت بارد:
ـت انا لم اعذبها ولم اشوه تفكيرها الى حد جعلها لا تعرف اى شئ تصدق! لكننى اعتزم تغيير ذلك كله. وان لم يعجبك الوضع فلا مناص لك من احتماله.
استدار الى اختها وهتفت:
ـت مارثا! الن تفعلى شيئا لتمنعيه من التكلم معى بهذا الاسلوب.
ـت دايون..ز
ــ لا تتدخلى فى هذه القضيه يا مارثا.
اطلقت ساره هتاف غضب ثم جرت مقعدها وابتعدت عنهما من دون ان تتفوه بكلمه.
شعرت مارثا بالذنب كونها تسببت فى ايلام اختها. همت بان تلحق بها لكن دايون تحرك بسرعه وواجه زوجته قائلا بغضب:
ــ دعيها تذهب. صدقينى, بوسعى ان اكون قاسيا مثلها, واذا توجدت لى مبررا لذلك فبوسعى ان اطردها فى اى وقت.
شهقت مارثا وعجزت عن النطق. تأوه دايون ساخطا ثم امرها بقوله:
ــ احضرى ثوب السباحه. سنغادر فى خمس دقائق. لا تدعينى انتظر.
ــ واذا رفضت؟
ــ انصحك بالا تفعلى.
استدار عائدا الى حيث يقف شقيقه, وتابعا حديثهما كأن شيئا لم يكن.
فكرت مارثا ان تلحق بساره لكنها خشيت ان ينفذ زوها تهديده.
صعدت الى غرفتها . وشعرت بارتياح حين وجدت ان الثياب الجديده قد وضعت فى الخزانه والادراج اثناء غيابها.
وجدت دايون بمفرده. وبدا ان اليكس انصرف ليتابع اعماله. وتأملها زوجها بامعان ثم نهض عن مقعده بتكاسل. علف وهو يتقدم منها ويشير الى المايوه:
ـت ما تزالين على عدهك القديم. انا واثق من وجود مايوهات اخرى ضمن مجموعه الثياب التى اوصيت ليها لكن لا بأس. لا يهمنى ما ترتدين ما دمنا سنبقى بمفردنا.
سارت معه عبر الحدائق قم قطعا الساحه حيث وجدا سياره جيب فى انتظارهما.
سرعان ما بعثر الهواء شعرها حين دارا حول اراضى الفيللا الخارجيه وانطلقا عبر الجزيره على الدرب المعشوشبع. الا انها انتعشت وهى تحس الريح تشد شعرها وتلطف رطوبه جلدها. شعر دايون تبعثر ايضا. وتهاوت بعض الخصلات على جبينه حين استدار ايها قائلا:
أا سسنذهب الى اتفيا.
لم تجبه على تصريحه لانشغالها بافكارها الخاصه. فتابع قائلا بحده:
ــ ما بك؟ هل يذكرك المكان بايام سعيده؟ بذكريات تفضلين ان تنسيها؟
اغضبها انه استطاع قراءه افكارها. قالت وهى تغرز اظافرها فى كفيها:
ــ كنت افكر فى ساره. لا يجب ان تعاملها هكذا. انها لم تؤذك ابدا. لماذا...
قاطعها بعنف:
ــ لن نتحدث عن ساره هذا العصر. لم ادع غيره تلك المرأه تسمم نزهتنا الخلويه هذه.
ــ الغيره! كيف تجيز لنفسك بان تتكلم عن الغيره؟
ــ مارثا , ارجوكو اتوسل اليك. دعينا الان من هذه المواضيع. الا يمكننا ان نستمتع بيومنا؟ هل يستحيل علينا ان نجتمع بمفردنا من دون ان نقحم شخصا اخر فى احاديثنا؟
ــ اردت القول...
لكنها قطعت عبارتها واطبق شفتيها. ايه جدوى ترجى من مخاصمته خلال هذه الساعات القليله التى سيقضيانها معا؟ خير لها ان تحتفظ الان بارئها الخاصه.
كى يصلا الى الخليج. اضطرا الى ترك الجيب وهبوط المنحدر الصخرى. كانت هناك مواطئ اقدام لكن صعوبه الوصول اليها جعلت مغامره الهبوط اكثر تشويقا. نزل دايون امامها. و حاملا الحقيبه الجلديه على ظهره وبعض المناشف وتبعته مارثا محاوله الهبوط دونما حاجه الى مساعدته المعروضه.
كان الرمل مبيضا بتأثير الشمس. وغمر دفئه اصابع قدميها حين وقفت تتأمل الشاطئ والبحر المحم بالصخور. السكون الشامل , لا يعكره الا اصوت الطيوم المستنكره هذا التطفل. كما احدث رشاش الماء. وهو يهاجم برك الصخور. صدى ايقاعيا لصراخ الطيور.
شعرت مارثا بالاستراخاء وطغى جمال المكان على امتعاضها. رأت دايون يراقبها فقطبت قليلا ثم قالت كأنها تبرر استرخاءها:
ـ لقد نسيت مدى جماله وهدوئه.
انى رأسه بموافقه صامته ثم القى الحقيبه والمناشف على الرمال.نزع صندله وسار الى حافه المياه حيث غطس قدميه فى الامواج الصغيره. راقبته مارثا قليلا ثم جلست على الرمل مثنيه الساقين.
رجع دايون فركزت بصرها على نقطه بعيده فى الافق, ثم نزع قميصه واضطجع قربها. غير متكرث بحمايه جمسه من اشعه الشمس المباشره. لان سمره جسمه بيعيه لا تحتاج الى حمايه.
ظلت مارثا تجلس مثنيه الساقين لكن بجمود بدأ تعبها وتاقت الى الطس فى المياه الزرقاء كى تحرر جسمها من الحراره والتعرق.
تحرير قميصا من ضغط نطاق الشورت. اشعرها ذلك ببعض الارتياح الا انه لم يخلص صدرها من اللزوجه الواخزه.
قال دايون وكلماته تفجر اسطوره نمه:
ــ ارتدى المايوه او اسبحى من دونه. احتارى ما يروقك. فنحن هنا بمفردنا.
تنفست بعمق وقالت بخجل:
ــ هذا المايوه مازال رطبا. كما انه لا يوجد مكان اغير فيه ثيابى.
اجابها متنهدا بضيق:
ــ سأغمش عينى ان كان ذلك يسرك. انما لا تتوهمى بانى لا تذكر بالضبط كيف تبدين من دون ثياب.
سارعت الى النهوض اثر ذلك هذا التصريح الفاتك. فاضطجع دايون على بطنه وادار وجهه بعيدا. اكتفت بهذه الخلوه المعقوله فنزعت الشورت والقميص واتدرى نصف المايوه التحتى. لكن بسبب رطوبه الصدريه وجدت صعوبه فى اقفالها عند الظهر. كانت لا تزال تحاول ذلك. عندما انقلب دايون على ظهره ثانيه.
تأمل جسمها الرائع التكوين. ولما لاحظ محاولاتها الفائله فى ربط الصدريه نهض واقفا بخفه. ادار جسمها المتصلب وقال بعد ان ادى المهمه:
ــ اقترح الان ان نسبح لبعض الوقت كى لا تصابى برشح من جراء رطوبه المايوهه. ما رأيك؟
قلصت شفتيها وشكرته عل مساعدته ثم اومأت رأسها كرد ايجابى على اقتراحه. لسعتها بروده المياه فى البدايه ثم هتفت بانفعال حين لطمت الموجه الاولى ساقيها. ابتسم دايون وغاص فى الامواج الاقوى لكن مارثا لم تحذ حذوه. الامر الذى ارغمها على ان ترفع قدميها عن القعر الرملى وتسبح قدما فى مياه اهدأ.
سبح دايون عائدا اليها ودار حولها وهو يضرب الماء بكسل. عامت على ظهرها كى تتجنب نظراته الساخره. لكنه قبض على وسطها ودفعها نزولا فرفعت رأسها لتجده يضحك من حيرتها. سبحت تسابقه بغضب. ولما ادركته . وعت بانه اتاح لها الانتصار عن تعمد. انقلب غضبها الى تسليه فحاولت ان تغطسه كما فعل بها سابقا.
قال مداعبا وهو يصد هجماتها بيسر:
ــ لست قويه بما فى كفايه. انظرى, سوف اغوص من تلقاء نفسى . ان كانت هذه رغبتك.. غاص تحتها ثم ارعبها حين وجدته يحملها على كتفيه هتفت باحتجاج:
ــ اطاعها فورا واتاح لها التخلص منه بحركه بهلوانيه خلفيه.
اكتشفت انها تستمتع استمتاعا هائلا, فمنذ سنوات طويله لم يلاعبها احد على هذا النحو, باستثناء ملاعبات دايون السابقه. اجتاحتها موجه حنين الى تلك الايام الخاليه من المشاجرات البشعه.
استلقيا بعد ذلك على الشاطء. جنبا على جنب, حيث غمرهما سلام غريب. قال دايون فجأه, وهو يحمى عينيه بذراعه:
ــ صارحينى يا مارثا. هل كنت ستطلعيننى على ويه جوزى. لو لم تبرز مشكله سكوت؟
كرهت مارثا ان تفسد انسجامها فقالت متنهده انها بصدق:
ــ لا ادرى. اود ان افكر هكذا. لكن بعدما رأيتك ثانيه..
ارتكز دايون على مرفقه وحثها قائلا:
ــ اجل؟ ماذا حصل وقتئذ؟
اجابت متلعثمه:
ــ بدوت.. قاسيا جدا..ز وحقودا! عندما ارغمتنى على اخبارك, اعتقد... انى كرهتك فى تلك اللحظه.
ــ تابعى.
ــ ليس لدى ما اضيفه. انت تعلم ماذا حصل. جئت الى انكلترا, وصدقيتنى بعد ان رأيت جووزى!
ــ كلا. لا اقصد هذه الناحيه.. اريدك ان تخبرينى. لماذا تنيلين الى الاعتقاد بانك كنت ستخبريننى من تلقاء نفسك ومن دون اى اكراه؟
ــ اوه... من اجل جوزى, على ما اظن,ادركت انى سأظلمها... ان لم اخبرك.
ــ رما اردت انك ترينى الطله الجميله التى انجبناها معا.
ارتعشت داخليا لاحساسها بجاذبيته المدمره, وقالت بجرأه:
ــ بعد الاتهام الذى وجهته الى؟
ــ يا الهى! اليس لديك اى تصور عن شعورى انذاك؟ عندما اعتقدت ان المرأه التى احبها بوله, قد عاشرت رجلا سواى؟ اردت ان اؤذيك مثلما اذيتنى, بل اكثر بكثير. لكننى لم استطيع ان افعل شيئا! لذلك اسمعتك كلاما لا يغتفر. اعترف بخطأى, لكننى كنت اعتقد نفسى مصيبا. انذاك. هذا هو عذرى الوحيد!
استقامت جلسته وهى ترتجف. حدقت الى الصخور العاليه من دون ان تراها. اذن, كانت على صواب, لقد ظن بها اسوأ الظنون. كيف يمكنه ان يتكلم عن الحب والوله ولم يكن يثق فيها البته؟
جلس بدوره وراح يتأملها بعينيه الداكنتين والقادرتين على سحب روحها وتعريضها لسيطرته اللامباليه.
ــ مارثا.. هل بمكانك ان تتفهمة عذابى انذاك؟ الا توجد فى قلبك ذره عطف تاه انسان خمس سنوات فى جحيم؟
عجزت عواطفها عن الصمود اما تهجمه المخادع. ولم تشأ ان تتابع هذا الموضوع القابل للانفجار .فقالت بارتباك:
ــ كثير على المرء ان ينتظر خمس سنوات يا دايون. من الصعب على الان. ان اصدق.... اعلانك عن تلك المعاناه.
ــ مارثا . توقعت منى ان افعل. عندما....عندما..
ــ عندما ماذا؟
حيرها العذاب الذى غشى وجهه. لكنه اشاح عنها واخذ يفرك عنقه بعنف اظهر مدى اضطرابه.
بعد صمت قصير. تنهد واستدار نحوها قائلا بخشونه:
ــ لن تصدقينى ابدا. اليس كذلك؟ لم تكفى عن اتهامى بانى المسؤول عما حدث؟
بدأت تقول بحزن:
ــ دايون...
لكها صمتت حين قبض على عنقها وادار وجهها صوبه.
ــ قولى انك لا تريديننى ان افعل هذا. فاتوقف فورا. اشعر الان كأننى مع مارثا العذراء. حين احببتها لاول مره. اتذكرين روعه ذلك الحب يا صغيرتى؟
تلاحقت انفاسها فلمست كتفه كأنها تجرب رد فعلها. وانبعث فيها احاسيس كانت تظنها مفقوده.
غمغم وهو يداعب اذنها:
ــ اتشعرين بالحب؟
اومأت بلهفه واجابته هامسه:
ــ انت تعرف الجواب. اواه يا دايون. لم يكن هناك احد سواك فى حياتى..
ــ الات تاكدت من ذلك.
اشعرها جوابه باهانه مؤلمه.لكنها عجزت عن اخماد الرغبات التى كانت تمزق مقاومتها وتسخر من اردتها العاجزه عن صده.
وفجأه, صفعها الحرمان عندما انقلب على ظهره مبتعدا عنها وحدق فى السماء باسرير جامده, لم تستطع ان تصدق انه تركها وانه خذلها مره اخرى. مزقها الم العواطف المثاره من دون ارتواء. فجمدت مكانها بلا حراك. كيف استطاع ان يعذبها هكذا ويعذب نفسه؟ لكنه فعل, وشعرت بخذلانه القاسى يجتاح كيانها.
جلست بعنف وعقدت الصدريه بسهوله هذه المره, ربما ارتجاف اصابها الشديد جعلها تصيب الهدف. فى اى حال, شعرت الان بمناعه اكبر ضد احتقاره. اذ لم تجد سببا اخر لتصرفه المستعصى على فهمها.
احس دايون بتكحركها.فجلست امامها واستوضحها غاضبا:
ــ لم هذا الاستياء يا حبيبتى؟ اى نوع من الرجال تظنيننى؟
ــ لا اعرف ماذا تعنى...
رد بازدراء:
ــ اوه . اعتقد انك تعرفيم. انا لست غبيا. انت تريديننى... اعلم ذلك.. والله وحده يعلم انى لا استطيع اخفاء رغبتى. لكنى اسئل نفسى, الام ستدوم هذه الحال؟ بوسعى ان اثير عواطفك, لكن هل يسعنى ان احرك قلبك؟ انك تظلميننى ان كنت تظنين انى اريدك فقط. ليس هذا الاسلوب الذى درجت عليه عائلتى.
ــ انكم تسعون الى التملك الكلى. اهذا ما تقصده؟ ثم هل تستطيع الانكار بانك تريدنى فقط من اجل جوزى؟
حدجها بنظره وحشيه جعلتها تنكمش وتبتعد عنه. هتف ساخطا:
ــ جوزى! كيف يمكنك ان تتكلمى عن جوزى فى ظرف كهذا؟
نهض واقفا وقال باعياء:
ــ البسى ثيابك. لم يعد هناك ما نقوله لبعضنا البعض!
مع ذلك. فضلت مارثا ان ترك جوزى فى عهده جيل, بالرغم من ان ساره لم تكف عن الادلال بأرئها المنحازه. مرارتها الكستمره تركت اثرا فى نفس مارثا فتساءلت, هل هى ساذجه فعلا, ام ان ساره تتعمد ان توهمها بانها كذلك؟
فى الليله السابقه لمغادرتها الجزيره, صارحت روجر بشكوكها هذه , لكنه سخر من مخاوفها وهتف قائلا:
ــ ان ساره تحب التذمرو الم تلاحظى؟ لست ادرى. ربما كانت هكذا دائما ولم نلاحظ ذلك الا الان.
ــ ماذا كان بوسعى ان افعل خلاف ما فعلت؟ ان دايون....
قاطعها روجر مؤنبا:
ــ كفى عن لوم نفسك! كان لابد ان يعرف, ان اجلا او عاجلا, عندما كبرت جوزى كان من الطبيعى ان تندمى على صمتك.
ــ اندم؟
ــ نعم, تعلمين انى على صواب فلم لا تقرين بذلك؟ كنت ارالك تضطربين كلما اثير موضوع ابوه الطفله, كان الشعور بالذنب ينهش حياتك, وانت تعلمين هذا.
ــ اذن , تطن انى اصبت باطلاع دايون على الحقيقه؟
ــ طبعا, اليس هذا رأيك ايضا؟
لم تجبه انذاك, لكن نظرتها عبرت عن موافقتها ... روجر, يا له من صديق عزيز. ليتها وقعت فى حب رجل مثله, تأنس اليه وتفهمه. بدل ان تقع فى حب يونانى متقلب الاهواء, مفعم النفس بكبرياء. قومه وغطرستهم.
كان مجيئا الى هنا, تجربه منهكه للاعصاب. فقيظ الصيف يلهب اثينا, بعكس ردهات الفيللا واجنحتها المبرده. كما ان حمويها استقبلاها بفتور. شخص اخر اتقبلها بفتور. المرأه التى كانت تأمل بان تصبح الزوجه التانيه لدايون. وقد استقت مارثا هذه المعلومات من الخادمه الصغيره التى اوكلت اليها مهمه الاعتناء بها. اسم المرأه جوليا كوريتكتن, التقتها مارثا فى المره الاولى لوصولها. وقد اوضحت من خلال تصرفاتها انها تعتبر مارثا مجرد عقبه مؤقته, فيما عاملت دايون بمألوفيه مزعجه.
عبرت عن علاقتهما الوثيقه. اما مارثا فامضت السهره تراقب بغيظ تلك العواطف المتبادله. التى تصورت ان دايون هو المسؤول الوحيد عنها.
فكرت الان , وهى تضع عطرا ناعما على عنقا ورسغيها . من الجائز ان دايون يلعب بعواطف جوليا لدوافع خاصه به.هل كان صادق العواطف عندما كانا على الشاطئ؟ هل كان يعتزم اغواءها. لكن تجاوبها التلقائى اشعره بالخذلان؟ انها لا تدرى. بل كان يعتزم اغواءها, لكنها تجاوبها بدأت تتبين الان بوضوح استحاله عيشها مع دايون على هذا النحو الحيادى المائع.
دخل دايون من باب غرفه اللبس فزاد قربه من عذابها. بدا جاذابا وكامل الرجوله فى بدله للسهره من المخمل الرمادى. انجذب بصرها اليه مثل المغنطيس. وتلكأ على كتفيه العريضين وساقيه القويتين.
منذ مجيئهما الى اثينا, اتخذ دايون غرفه اللبس مكانا لنومه. الامر الذى اثار لغط الخدم حتما. الا انها بدا غير مكترث بما قد يقال عنهما, وتصرف بشكل عادى, كانه اعتبر نومهما فى غرفتين منفصلتين. امرا جد طبيعى, اما مارثا. فانتظرت بقلق وصول هذه المعلومات الى والديه. لانه متى حدث هذا, سيصبح وضعها مستحيل الاحتمال.
سألها دايون بعد ان اغل الباب خلفه:
ــ هل انت مستعده؟ يسرنى انك عملت بنصيحتى فارتديت الثوب الذى اخرته عنك؟ لن لون يناسب بشرتك.
ــ شكرا.
حاولت ان تتكلم بجمود وهى تنهض واقفه. لم يخف عليها ان لون الفستان العنابى. انسجم بجمالل رائع مع بشرتها البيضاء المسمره. كانت الخادمه الصغيره. ايرين. قد بلغتها رغبه السيد داينيسوس فى ان ترتدى هذا الثوب بذات. اطاعت تعليماته من دون تردد. اذ كفاها خوفها الاخر من حضور الحفله, اضافه الى ان الثوب جميل حقا, وارادت ان تبدو فى كامل بهائها.
تقتدم منها دايون مخرجا من جيبه الداخلى علبه مستطيله:
ــ لدى شئ قد يشكل ملحقا مناسبا لثوبك . تفضلى.
تناولت العله المفتوحه. وشهقت اعجابا بالقلاده والقرطين فى داخلها .
غمغمت بصوت محتنق من ذده التأثر:
ــ لالا ادرى ماذا اقول. انها قطع جميله. لكنها ليست لى, بالتأكيد؟
ــ الياقوت والماس يشكلان مزيجا مثاليا لفستانك, هات, دعينى البسك القلاده عنقها فغطت الاحجار باصابعها. ادركت الان سبب اختياره لهذا الفستان. وتساءلت متى ابتاع هذه الهديه النفيسه. قال لها:
ــ جاء دور القرطين. خذى, البيسيهما بنفسك. حسنا, تبدين الان مثالا للزوجه المدلله.
قلصت شفتيها وحدقت الى شكلها فى المراّه بفتور. سألته بهمس مرتعش:
ــهل ابتعتهما لهذا الغرض ؟ كى لا تخجلك امام اصدقائك؟ كى لا يقول الناس ان دايونيسوس ميكونوس يبخل على زوجته, بغض النظر عن تصرفها المشين السابق؟
اجابها متجهما:
ــ ابتعتهما لظنى بانك لن ترغبى فى لبس المجوهرات التى تركتها هنا اليوم رحيلك! الان. هيا بنا, ان والدى ونيكوس وكاساندرا فى انتظارنا.
لم تقل شيئا. تناولت دثارا شفافا ورخجت امامه فى الغرفه. من الواضح ان مظهرها لم يحدث لديه اى انطباع . وهذه ليست بدايه طيبه للمحنه الاخرى التى تنتظرها.
كانت الحفله مقامه على ظهر اليخت اندريا ستانغوس. الراسى قرب المرفأ الرائع حيث المقر الرئيسى لنادى اليخوت الاغريقى. كانت فرصه للرجال كى يتاقشوا العمل فى اجواء مريحه للاعصاب. فى حين تتجمع زوجاتهم فى حلقات كى تتناقلن الشائعات المستجده. لقد حضرت مارثا العديد من هذه الحفلات فى ما مضى. لكنها شعرت هذه الليله بتوتر ورهبه. سيما ان وجودها سيكون مصدر الرئيسى للغط والتساؤلات. قصدوا الحفله فى سياره ليموزين سوداء. فيما صفان من المقاعد الفخمه التنجيد اضافه الى المقعد الامامى. جلست مارثا فى المقعد الخلفى بين حماتها وسلفتها كاسندرا. زوجه نيكوس فيما احتل الرجال الثلاثه المقعد الاوسط. كانت البدايه المعتاده لكل سهره, جيث ينفصل الجنسان باكرا عن بعضهما. بدأت مارثا تحس صداعا خفيفا بسبب خشيتها من لقاء سائر الزوجات اللواتى شجبن موقفها على ما يبدو.
قالت سيده ميكونوس. مخاطبه كنتها الاخرى عبر مارثا:
ـت كيف حال ساندرو الصغير . هذه الليله؟
تكلمت باليونانيه. لكن مارثا فهمت عبارتها بسهوله لان معرفتها للغه بدأت تعود اليها مع مرور الايام.
ابتسمتكاسندرا لحماتها. وهى ارمأه مكتنزه الجسم. واجابتها برضاء واح:
ــ تحسن كثيرا. لقد زالت معظم البقع ولم يبق سوى بعض الاحمرار على جلدده . شكرا يا ماما.
ــ هذا خبر مطمئن.
اومأت اريادنى ميكونوس برأسها الشائب. ثم تقلصت اعصاب مارثا حين استدارت تحدق فيها. معلقه ببرود:
ــ اعتقد اننا سنتعرف قريبا على حفيدتنا الاخرى. اتظرنا رؤيتها خمسه اعوام. فلن يضيرنا ان ننتظر اسبوعا اخر.
احتارت مارثا فى ايجاد الجواب المناسب, لكن دايون استدار على مقعده وواجه امه قائلا بهدوء:
ــ انت تعرفين الوضع يا ماما. اخبرتك ان جوزى تحتاج الى وقت كافى كى تتكيف مع اجوائها الجديده. لم يكن من الحكمه ان ننقلها بسرعه الى اثينا, لاسيما فى هذا القيظ, كما انك ستزورين الجزيره بنفسك بعد بضعه ايام.
هذا الخبر الجديد بالنسبه الى مارثا جعلها تبحث عن تفسير له فى عينى زوجها.الا انه استدار بسرعه كى يرد على سؤال وجهه اليه والده. اما والدته فتقبلت تفسيره بحركه يدويه عن رغبتها فى اقفال الموضوع.
ابتسمت كاساندرا لمارثا وقالت بلف:
ــ كلنا نتطلع الى التعرف الى جوزى.
كانت فى سن مارثا تقريبا.انما تختلف عنها كثيرا من حيث الشخصيع,كونها لا تلطب من حياه زوجها اكثر من الجزء البسيط الذى يمنحه لها.لعنت حماتها باستخفاف:
ــ جوزى!لا ادرى من الذى اختار للطفله اسما كهذا !كان يجب ان يطلق عليها اسم لويز او كريستينا.
اجابتها مارثا بهدوء:
ـــ كانت والدتى تحمل اسم جوزفين.
لاذت السيده الكهله بمت واضح الاستياء.لكن كاساندرا ايضا. تسأل سلفتها باهتمام:
ــ انها فى الخامسه من عمرها ,اليس كذكل؟ساندرو فى سنها ايضا.سوف يتشاركان الهو واللعب.
تجاهلت مارثا استياء حماتها.واجابت سلفتها قائله:
أأ نعم. هل مرض ساندرو مؤخزا؟سمعتك تقولين هذا قب قليل.ان الطفح الجلدى مزعج جدا فى هذا الحر.
اومأت كاسندرا وقالت مفسرع:
ــ اصيب بالحصبه.مسكين ساندروا! لقد عانى منها الامرين لكنه مسرر الان بشفائه ويتشوق الى زياره الجزيره.
استطاعت مارثا ان تخفى ذعرها من قدوم هذا العدد الكبير من الزوار.
هل يتوقع منها ان تقوم بواجب المضيفه تجاههم جميعا؟ هل سيكون اليكس هناك. ام ان هذه المناسبه ستكون واحده من تلك المناسبات.حيث ينصرف الرجال الى اعمالهم وتبقى زوجاتهم لرعايه الصغار؟
كان اليخت شعله من الاضواء الملونه ومناره صوتيه من الموسيقى والاحاديث المتبادله.كان هناك طعام وفير. ورقص للذين تحمسوا له وانجذبوا الى حلبه التى اقيمت على ظهر لمركب.بدا لمارثا انه اشبه بباخره سياحيه اكثر مما هو يخت خاص,انما سيسهل عليها فى هذه الحال,ان تضيع وسط عشرات الضيوف الاخرين.
كان اندريا ستاتغوس,صاحب اليخت,رجلا قصيرا مكتنز الجسم. التقته مارثا عده مرات ,فى ما مضى,بحك الزماله الكهنيه التى تربطه بالعائله.اما زوجته فتشبهه فى الشكل, مع ان سترته البيضاء الرسميه بدت بسيطه ازاء الخواتم والاساور التى تغطى معصميها واصابعها.
قوبل وصول مارثا بمشاعر مختلطه.استقبلها الجميع بتهذيب بالغ, الا ان احست بالتساؤلات والوشوشات الخبيثه التى تبودلت من وراء الاكف الساتر للافواه. تساءلت,كيف يقدر دايون ان يظهر كل هذه اللامبالاه ازاء سخطهم المكتوم؟
بعد اتمام التعريفات وعوده الضيوف الى متابعه احاديثهم.اغتنمت مارثا الفرصه.وانسلت بعيدا من دون ان يلاخظها احد.
ارتكزت على حاجز اليخت واخذت تراقب تراقص الالوان على سطح المياه. كان مساء جميلا بعد ان تحول قيظ النهار الى دفء ناعم.واحست بالعتمه تلفها مثل معطف مخملى.
ــ اترغبين فى كأس شراب؟
اجفلها الصوت الخشن الذى انبعث خلفها, ولم يخف تركيزها القلق حين استدارت وتعرفت على زوجها.وتناولت منه كأس بتردد واضح, فتابع يقول:
ــ ما قصدك من هذا التصرف الاحمق؟ انا لم اجلبك الى هنا كى تقبعى فى الظلال, امله ان لا يلحظ احد غيابك حتى انتهاء السهره.
رشفت رشفه من شرابها وغمغمت بارتعاش:
ــ ما قصدك من هذا التصرف الاحمق؟ انا لم اجلبك الى هنا كى تقبعى فى الظلال,امله ان لا يلحظ احد غيابك حتى انتهاء السهره.
رشفت رشفه من شرابها وغمغمت بارتعاش:
ــ ما اعمق فهمك لنفستى!لماذا جئت بى الى هنا دايون؟كى تذلنى وتحرج موقفى؟ لم لتزهو بسلطتك على امام اصحابك؟ تنهد دايون وارتكز على الحاجز الى جانبها.حدق فى البحر شاردا وسألها بفتور:
ــ هل ستصديقين ان قلت انى لم افعل ذلك لاى سبب من هذه الاسبال؟ لقد عدنا الى حياتنا الزوجيه يا مارثا, ولم اجد داعيا لاخفاء هذه الحقيقه. لاذت بالصمت فاستدار اليها مستوضحا بنفاذ صبر:
ــ هل لنا ان ننضم الى الضيوف .ام تريدينهم ان يتصوروت بدقه ما نفعله الان فى هذا الجزء المنعزل من المركب؟
ــ عد الى الحفله... ان شئت. انا افضل البقاء هنا .فى هذا الهدوء.كما انى احس صداعا.
ـت احقا لقد داهمك فى الوقت المناسب!
قالت مدافعه عن نفسهاا:
ــ بل انه غير مناسب بالمره.
ترددت قليلا ثم تابعت:
ــ انت تعلم انى اذا عدت الى هناك.سأصبح عرضه لامتعاضهم البالغ من جراتك على الاتيان بى الى الحفله.
ــ اتظنين حقا انى اتيت بك لاتخلى عنك فى اللحظه الحرجه؟
ــ الم تفعل ذلك دائما؟
ابتسم بمراره وقال:
ــ ربما فى الماضى. قبل ان ادرك بعض الحقائق.
ــ ماذا تعنى؟
وقال وهو يحضن ذراعها باصابعه:
ـت تعالى, لن اتخلى عنك الليله ولا فى اى وقت فى المستقبل.
اتسعت عيناها دهشه من تصريحه. لكنه سارع الى دفعها امامه على ظهر اليخت. فكرت بيأس,لنه يدلى بتصريحات كهذه من دون ان يحسب حسابا لنتائجها. وهى لا تستطيع ان تتابع العيش وسط هذه الغموض. دخولها مه دايون.جعل الزوجات الكهلات وميلاتهن الاصغر سنا, يتقبلن مارثا كواحده منهن.فالى جانب نفوذه الواضح فى محيط ازواجهن المهنى.كان دايون رجلا محبوبا.والعداء الذى يظهرنه لزوجته, ينتج عن الغيره فى معظم الاحيان, لم يعجبهن ان يتقبلن هذه الفتاه الانكليزيه فى وسطهن, ولكن هذا الاستناكر الذى اخمد مؤقتا لدى زواجهما ,سرعان ما انبعث مجددا حين تصرفت مارثا بتلك الطريقه الشائنه. لذلك صعب عليهن ان يتقبلن حقيقه هذا التصالح. والزمن وحده هو الكفيل باقناعهن بان دايون لم يرتكب غلطه ثانيه باسترجاعها.
لم تلاحظ من قبل وجود جوليا كورياكان .لكنها رأتها الان تستأذن من رفيقها وتتجه صوبهما, حيث كانا يتحادثان مع رجل سياسى وزوجته. هتفت جوليا مخاطبه دايون باليونانيه كعادتها:
ــ عزيزى! حسبت انك لم تصل بعد.كنتاتكلم مع ابويك قبل قليل’ لكنها لم يخبرانى بان هنا.. مع زوجتك.
ضغط دايون بيده على خصر مارثا ليمنعها من التراجع واجاب جوليا بدماثه:
ــ جئنا معا. انت تعرفين االدكتور سبيرودون وزوجته, اليس كذلك؟كنا نتذمر ممن الغيظ الذى الهب المدينه هذا النهار.
ــ اوه , صحيح.
وزعت ابتسامتها على رفاقه الثلاثه ثم استدارت اليه تقول معاتبه:
ــ توقعت حضورك الى اكاديميه الفنون هذا الصباح, انما يبدو انك نسيت معرضى الصغير لسبب ما.
رمقت مارثا بنظره مزدريه جعلت حمى غضبها تضرج وجنتيها. اذن, لم يستنكف دايون عن ضرب موعد مع امرأه اخرى, حتى اثناء وجودها فى اثينا! اى ثمن ستدفعه الان بعد كلاممه الخاوى من المصالحه؟
صمت الضيفان الاخرن بحرج,لكن دايون هتف ضاربا جبينه بكفه:
ــ يا الهى! انى اعتذر,لقد نسينا معرض براتو.
نسينا؟ كان يتحدث بلسانهما معا. شعرت مارثا بمزيج من الارتياح والاستياء, وفيما عجزت جوليا عن اخفاء غيظها لكنها سراعان ما تمالكت مشاعرها وقالت بليونه:
ــ لا شك ان ثمه امورا اخرى تشغل بالك فى الوقت الحاضر, يا عزيزى.
ــ صحيح.
اشتد ضغط اصابعه على خصر زوجته وتابع:
ــ انا واثق من ان زوجتى كانت ستسر بمشاهده لوحات صديقك,لذك اكرر اعتذارنا.
ثم خاطب زوجته:
ــ لقد اخبرتك ان جوليا ترعى الفن والفنانين, الن افعل, يا حبيبتى؟ارتعشت لكمته التحببيه لكنها حين واجهت تحديقه الدافئ شعرت بالاضطراب.من السهل ان تقنع نفسها بانه يتصرف هكذا الا ليثبت حبهما للضيفين الواقفين معهما. ولينفى شكوك الضيوف الاخرين. مع ذلك عجزت عن تحديه تحت وقع نظراته الحانيه.فقالت اخيرا وهى تواجه جوليا:
ــ نعم... اخبرتنى.انها هوايه ممتعه. ربما استطعنا ترتيب موعد اخر لحضور المعرض.
قالت جوليا بغضب واضح وازدراء:
ــ لا اظن ذلك, اذ يدو ان مسؤولياتك الحاليه يا دايون, لا تتيح لك وقتا للاستمتاع. ربما من الافضل ان تتصل بى عندما تتحرر قليلا... من تبعاتك.
اهانتها الصريحه احرجت مارثا كثيرا. انها لا تعلم شيئا عن مدى ارتباط دايون بجوليا,لكن مهما كان نوع علاقتهما. قلا يمكنها ان تصمت على هذه الاهانه المكشوفه. فتحت فهما لتدافع عن كرامتها الا ان دايون بادر الى القول بنبره لطيفه, كذبت صلابه كلماته الباتره:
ـت من الليله فصاعدا, بم يبق هناك ما نقوله لبعضنا البعض. يا جوليا, يبدو لى انك تعانين من سوء فهم معين لمشاعرى نحوك. يؤسفنى ذلك.
ابتسم قليلا كانه يسخر من اعتذاره وتابع:
ــ لا بد انك كنت تعرفين انى رجل متزوج وان لدى طفله, لا انكر انك شابه جذابه. لكننى لا احتاج الى صديقه.
كان تصريحا فظا وقاسيا. حرك فى قلب مارثا بعض الشفقه على الفتاه الاخرى, بل انها ارتعشت حين غمغمت جوليا مستأذنه من الزوجين سبيرودون, قبل ان تخختفى وسط الناس المحيطين بموائد العشاء.
بقى دايون قاضا على ذراع مارثا وقال معتذرا بدوره:
ــ اسف لما حدث, والان, نستأذنكما بالانصراف...
قاد زوجته الى حلبه الرقص الضيقه, واحتواها بين ذراعيه بحب واثق قبل ان تجد وقتا لمعارضته . كانت الدقائق مرهقه لكليهما. ومع انها ارادت ان تستوضحه بعض الامور الا ان ضعفها الحالى حال دون ذلك.
قالت موضحه:
ـت لكنك لم تخبرنى عن معرض جوليا.
ـت كلا,لم افعل. لكننى لم اشجعها ايضا على ملاحقتى.
ــ اذن,انت تعترف بانها فعلت؟
تراجع قليلا لينظر الى وجهها وعلق بجفاف:
ــ لا اصدق بانك تغارين منها, فكلمه الغيره لا مكان لها فى قاموسك, هل ما اذكر.
ــ هذا صحيح. لكنك لم تجبنى على سؤالى.
ــ حسنا ,كانت هناك امرأه او اثنتان داعبهما الامل, بان تتوصلا الى الزواج منى. ان القلاده حول عنقك, تكفى وحدها لحمل عدد من النساء على مصارحتى باحر عبارات الغرام.
قالت بابتسامه متوتره:
ــ انك تبخس نفسك حقها يا دايون,فانت كنر ثمين بحد ذاته.
ــ اوتظنين هذا؟
ــ انا لست موضوع حديثنا. لكنك لو سألتنى هذا فى الماضى, لاجبتك بالايجاب.
ــ فى الماضى؟ كم انت رومانسيه يا حبيبه قلبى.
احنت رأسها وقالت:
ــ متى سنغادر؟ مادمت قد اثبت قدرتك على تحريكى تبعا لمشيئتك, فل لنا ان نعود الى بيتنا؟
لاد ساخرا:
ــ بيتنا؟ هل اجسى على التصديق بانك, مثل جوزى, بدأت تعتبرين هذا المكان بيتا لك؟
تحاشت النظر اليه وقالت بتوسل:
ــ لا ترهقنى بهجماتك يا دايون.
فى النهايه غادرا الحفله قبل الاخرين. اشتد صداع مارثا. وعندما اتضح لدايون ان صديقا له سيغادر مع زوجته فى الحاديه عشره, عرض على مارثا ان يعودا معهما فى سيارتهما. بم يبد مكترثا باستياء والديه من هذا التصرف, واسترخت مارثا على المقعد الخلفى بارتياح.
لدى وصولهما الى الفيلللا التى بدت خاليه فى غياب ارسط واريادنى, عربت مارثا الردهه الرخايه وهى تشعر بارتياح لانهما عادا الى البيت بمفردهما. وبات بامكانها ان تأوى الى فراشها من ذون ان تضطر الى سماع شروحات حماتها وانتقاداتها المحتومه. حتى صداعها بدأ ينحس بفعل البروده داخل البيت, مع ان زوجها اخطأ فهم تنهيده الرضا الى اطلقتها. اذ قال لها وهو يتجه الى غرفه الاستقبال الرئيسيه:
ــ اذهبى الى فراشك. سأشرب كأس ثم اصعد بدورى لانام. سنعود غدا الى الجزيره, لكن اتركى حقائبك فى متناول اليد لانى سأغادر الى نيويورك فى غضون عشره ايام.
توقفت على الدرج وهتفت:
ــ نيويورك! لكننى.....
ــ ستذهبين معى. الم يتضح لك مقصدى بعد؟ لقد استخدمت مربيه مناسبه لجوزى لانى لا اريدها ان تعانى من جراء تصرفاتى.
لعقت شفتيها بحيره, فهز كتفيه واختفى داخل الغرفه, تاركا اياها تفكر فى هذا التطور المفاجئ . سوف يصطحبها الى نيويورك كى يبسط علاقتهما المتوتره الى مناطق جديده لم يسمح لها بدخولها من قبل. هل سينتقم منها بهذه الطريقه ام ان لديه دوافع معينه لا تسطيع ان تحددها؟ فى غرفه النوم, كان المصباح المضاء الى جانب السرير يرسل شعاعا خافتا على الاثاث الداكن والستائر الحريريه.
القت دثارها جانيا وتخلصت من حذائها العالى الكعب. زعت القلاده والقرطين, واخذت تذرع ارض الغرفه وافكارها المتلاطمه تحول دون استرخائها.سألت ننفسها بحيره وتقطيب, ماذا يحاول دايون ان يفعل بها؟
اذا اصطحبها الى نيويورك فأى فائده سيجنيها من وجودها, سوى ان يجعل منها هدفا لتفجير احفاده؟ الم يكفه ما اثبته الليله من سلطه؟
جلست على السرير ونزعت جواربها فيما القلق يوسع بؤبؤيها. كلا,لا يمكنها الاستمرار على هذا النحور.لا مناص من حدوث الانفصال مهما بلغت التضحيه. ان المشكله لا تكمن فى تصرفه الحالى تجاهها ,مع انها تعانى الامرين من احتماله. بل المشكله فى الطريقه التى يحرك بها مشاعرها تجاهه, وادراكها بأن تصرفه المجنون لدى ولاده جوزى بدأ يفقد اهميته ازاء الرغبه الملحه التى يثيرها فيها.
دخلت الحمام ذى الالوان المنسجمه ع غرفه النوم.
ترددت قليلا ثم فتحت الحنفيتين.كانت تستعمل الدوش فى الايام السبعه الماضيه,لكنها رغبت الان فى التمتع بمغطس معطر المياه, عل ذلك يساعدها على النوم. اضافت الى الماء محتويات قمقم من املاح الاستحمام, وابتسمت راضيه حين اخذت فقاقيع الصابون تتزاحم على سطحه.
غمرها الفء فاطبقت عينيها فى استرخاء ناعس وسط الجو البخارى. نسيت كل شئ عن الحفله وعن تصرف جوليا الكريه, وتذكرت فقط ملمس زوجها وهو يدور بهل راقصا على الحلبه الصغيره.
ــ مارثا! مارثا, ماذا تفعلين هناك؟
تناهى اليها صوت دايون اّتيا من مكان بعيد, ففتحت عينيها ببطء ووعت انه يطرق باب الحمام.
عاد يهتف بقلق وحده:
ــ مارثا! اجبينى! أحدث لك شئ؟
رفعت جسمها لتتخذ وضعا مريحا واجابته:
ــ انا بخير. انى استحم. سأكون معك بعد دقيقه.
اتضح لها سبب قلقه حين رأـ قدميه الحافيتين والروب المربوط بارتخاء,فخمنت انه اراد استعمال الحمام ايضا.
قال بصبر نافد:
ــ اتعلمين انك هنا منذ نصف ساعه واكثر؟ حسبت انك تعرضت لاذيه ما. لم ادرك انك كنت تغطين فى نوم قصير!
ــ ما هم لو فعلت؟ اسفه ان كنت تنتظر دوورك لتستعمل الحمام.
اجاب بحده:
ــ لم اكن انتظر.هناك حمامات كثيرت غير هذا. لكننى لم استعمل احدها لانى كنت قلقا عليك.
ــ اسفه
استوت جالسه فى كرسى, ووعت بان هذه الحركه جعلت نصف جسمها الاعلى ينكشف لنظرته الغاضبه. تابتعت تقول:
استوت جالسه فى كرسى, ووعت بأن هذه الحركه جعلت نصف جسمها الاعلى ينكشف لنظرته الغاضبه. تابعت تقول:
ــ كان يجب ان تسعر فى قرع الباب. لم احسب انك ستلاحظ تأخرى اذ قلت انك ستشرب كأسا.
قال مقلصا قبضتيه:
ــ قلت سأشرب كأسا وليس زجاجه بكاملها. ظننت فى البدايه انك فى كان اخر ولما بخثت ولم اجدك فكرت فى الحمام.
كانت ما تزال كرتبكه بعد استيقاظها المفاجئ. سألته وقربه يعذبها:
ــ هل كنت تستحم يا دايون؟ الهذا السبب لبست الروب؟
مدت يدها ولمست الروب لكنه اجابها بخشونه:
ــ ليس مهما ما كنت اعتزم فعله.
لذ لها اضطرابه فقالت تستفزه:
ــ استحميت تحت الدوش قبل ان اخرج,الا اننى فكرت ان المغطس قد يساعدنى على الاسترخاء. وهذا ما حصل.
ختف بصوت معذب:
ــ مارثا! ماذا تحاولين ان تفعلى بر, بحق السماء؟
رددت كأنها لم تفهم قصده:
ــ ماذا احاول ان افعل بك؟ لا شئ على الاطلاق. كنت استحم, هذا كل ما فى الامر. اعتذر ان كان منظرى يؤذى مشاعرك.
اشاح عنها وقد تقلصت كتفاه بفعل عاطفه كان يحاول جاهدا ان يكبتها. عجزت عن احتمال المزيد, فمدت يدها نحوه وخمست:
ــ دايون! لا تذهب, ارجوك......
توقف مكانه لكنه ظل مشيحا عنها, تنهدت بضيق ثم جئت على ركبتيها.
ــ دايون, هل تذكر كيف كنا فيما مضى؟ اتذكر كيف كنا نتشارك....كل شئ؟
تأوه قالا:
ـت يا الهى! اتريديننى ان احتقر نفسى اكثر مما احتقرتها؟
نظر اليها. ولما هزت رأسها بصمت , عجز عن مقاومه اغرائها فهتف محتجا:
ــ هذا جنون!
ــ اريد حبك.
همست له وحميمه عناقهما تعطل انضباطها وتعقلها.
غمغم بدوره, وعيناه نصف المطبقتين تلتهمان جمالها:
ــ هذا مبتغاى . لا اظن انك ستتمكنين الان من ايقافى....
خيل اليها انها تحس وضعا شبيها بالغرق مع فارق ان القدر الرهيب لا يقدم اليها شيئا يوازى الاحاسيس الرائعه التى يثيرها فيها. الا ان انعتاقها من الاراده الضابطه لتصرفها كان شبيها بورقه نبات تنساق مع المد حالمه مستسلمه. ثم ما عادت تحس شيئا سوى الذفء ودايون, والمشاعر الجارفه.....


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس