عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-19, 02:59 AM   #406

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,972
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

في الغد ، صحت جيهان لا تدري كيف بعد ليلة لا تذكر قضتها كيف .
بآلية نظرت إلى ملامحها في المرآة ،
ذكرها ذبول وجهها بزهور سعادتها التي ذبلت سريعا ، قبل حتى أن تتفتح براعمها .
و كالعادة ، مرت الدقائق و الساعات ثقيلة على قلبها و فكرها و هي تتنقل بيومها باستسلام بين مهامها الرتيبة .
كانت في الفصل منحنية على رأس أقرب طالباتها إليها تحاول أن توصل لها إحدى النظريات بشكل تجريبي عندما اهتز هاتفها داخل جيب بلوزتها البيضاء .
كانت رسالة قصيرة من الدكتورة :
" مدام جيهان لقد نسيت شيئا في مكتبي ، أرجو منك الحضور اليوم لاستلامه لأني سآخذ إجازة . "
تنهدت و هي تجعد جبينها محاولة التذكر ، امتقع وجهها قليلا ثم عادت بما تبقى من عقلها و تركيزها إلى وجوه طلبتها .
.
..
...
بعد انتهاء المحاضرة ، جلست في مكتبها ، تحاول جذب الدرج العنيد بتوتر ارتفع تدريجيا حتى تحول لغضب امتصته أصابعها لتجذب بشدة أوقعت الدرج بين يديها .
أطرقت برأسها بيأس و هي تحاول إعادته إلى مكانه بينما كلمات ماضية ترن داخل أذنيها :
" برفق يا جيهان ، برفق ، لا تتصرفي بعنف ، تصرفي بقوة لكن بصبر "
قالها في تلك المرة حين وقع درج تسريحتها بين يديها .
ابتسامة ملتوية تمايلت على شفتيها بين استهزاء و ألم و هي تقف تنفض يديها من الدرج الذي وضعته على الأرض باستسلام و غادرت و هي تشعر بجميع أدراج حياتها تقع الواحد تلو الآخر .
.
..

- تفضلي مدام ، قالت الدكتورة و هي تمد يدها نحوها تناولها صورته التي كانت قد نسيتها آخر مرة التي و لدهشتها كانت فقط بالأمس .
تمتمت شكرا خفيفا و هي تأخذها منها و تضعها داخل حقيبتها دون النظر إليها .
رفعت وجهها لتحيي الطبيبة لتجد نظرة لم ترها من قبل داخل مقلتيها ،
ترددا .
قررت الاحتفاظ بصمتها بينما راقبتها تأخذ قلمها كالعادة و تبدأ بنقره نقرات متوالية .
- مدام جيهان أتعرفين ماذا أرى أمامي ؟ تكلمت أخيرا تخرج من قوقعة غموضها .
أرى امرأة شبه كاملة ، طول ، جمال ، علم، ثقافة و أخلاق إضافة إلى أسرة طيبة و متماسكة و لكن
و لكن للأسف كل هذه الأشياء لن تنفعك إذا استعملتها ضدك و ضد سعادتك .
فكرت كثيرا في مشكلتك و تعرفين إلى ما توصلت ؟


لمعت نظرة استفهام داخل عيني جيهان فاستمرت نور الهدى دون التخلي عن نقر رأس قلمها :
- مشكلتك هي مشكلة الآلاف حولنا .
مشكلتك أنك لم ترى سوى نفسك ، هل رأيته هو كشخص في هذه العلاقة ؟
لا أعتقد ، كل ما رأيته هو خيباتك ، هو إحباطك ، هو كبرياؤك .
- غير صحيح طبعا ، ردت جيهان و لمعة عينيها تتحول إلى تحفز غاضب .

بنفس الهدوء قابلت الدكتورة نظراتها و هي تسألها :
- ما الذي يؤكد لي أنك كنت تراعينه ؟
- عندما كنت أشعر بالبرد كنت أغطيه مثلما أغطي نفسي ، عندما يتأخر كنت …
- لا تقولي أكثر ، الجملة الأولى تكفي .

بهزة رأس رافضة قالت تلومها ، تتهمها ، تتعاطف معها :
- كيف إذن سمحتي لنفسك و له بتضييع شيء جميل كهذا من بين يديكما ؟ كيف ؟

غصت جيهان بحروفها ليأتيها سؤال الدكتورة التالي يزيد من غصتها :
- أخبريني الآن و بصراحة ماذا كان الطلاق بالنسبة لك ؟
- الطلاق كان ، بدأت تقول بصوت تحشرجت نبراته ، كان مطرقة سحقت كل أحلامي

ساد بين المرأتين صمت صنع من ألم و شفقة وضعت له الدكتورة حدا و هي تضغط على زر فوق مكتبها .
- تفضل أستاذ أحمد ، قالت فارتفعت عينا جيهان فورا بذهول لتقابل عينيه بنظرات فيها عمق لامس شغاف قلبها .

خفضت عينيها بسرعة لتسمع الدكتورة توجه حديثها نحوه :
- أستاذ أحمد كنت أسأل مدام جيهان إن كان هناك مجال للعودة بينكما ؟

كلا ! لا يمكن أن تفعل هذا بها ، تسارعت الكلمات تضج داخل فكرها المرتبك في وجوده بينما تنكمش في جلستها أكثر و تطرق برأسها أكثر .
- لا أعرف رأيها لكني أنا ما زلت أريدها ، انبعث صوته الهادئ ، نبراته الرجولية تملأ المكان ، تملأ ذلك الفراغ الذي لا يملأه شيء سوى حب رجل مثله ، لا شهادات عليا و لا ثقافة و لا مال و جاه و لا أي شيء .
و أريدها أن تعلم أنها أهم عندي من الدنيا و ما فيها .

انكمشت جيهان أكثر على نفسها .
تتردد كلماته داخل جنبات روحها .
أن يريدها رجل كما هي
رجل رآها في أسوأ حالاتها
رآها في الحضيض و رغم ذلك مازال يريدها هي
هي من دون جميع النساء
مازال يرى فيها أشياء جيدة لم تنجح أبدا أن تراها هي في نفسها
رجل مثل هذا كانت ستتخلى عنه
و فجأة خانها تماسكها ، سقط قناع قوتها ، انهار جدار صمودها و انهارت تبكي و تبكي و تبكي .
وجهها بين كفيها ، قلبها ضائع منها ، روحها ترفرف بعدم تصديق بينما تشعر بذراعيه ترفعانها إليه ليضمها إلى صدر شعرت أنها لم تغادره يوما .
لحظة تجمدت فيها الثواني و الأحاسيس و وجدت نفسها تضيع بين حضنه أكثر .
أفاقت و هي تسمع صوت الدكتورة تقول بنفس هدوءها الجامد :
- سأخرج الآن لأترك لكما بعض الخصوصية .

فتحت الباب نصف فتحة لتعود و تقول لهما من خلف ظهرها :
- على فكرة سأقطع الصوت و لكن كاميرا المراقبة ستظل تعمل .

..........................
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس