عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-19, 06:12 PM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث



جلست أليكس في غرفة الطعام , وقد أثارت شهيتها رائحة الخبز المحمص الطازج . وكانت تشعر بنوع من القلق لما قد تحمله الأيام القليلة القادمة , فوجودها مع ماركوس بمفردهما خلال طريق العودة سيكون مختلفا جدا عن وجودهما هنا , لوجود أشخاص قد يزيلون أي توتر ينشب بينهما .
كان شريط القبعة الأحمر يشعل ضميرها . لقد استرجعته من سلة المهملات هذا الصباح , لأنها استسلمت من جديد بدافع الإحتفاظ به . قالت لنفسها انه سيكون بمثابة تذكير بأن من فاز به قد أشير إليه بالأحمر لخطورته .
سُئلت ان لم تكن قد تناولت الطعام , فأجابت انها تنتظر قدوم أحدهم . عند الساعة الثامنة تماماً , دخل ماركوس الغرفة , رجل قوي البنية بكل معنى الكلمة , مرتديا سروالا من الجينز وقميصا قطنيا كحلي اللون , واتجه إلى المطبخ دون أن ينظر حوله , وعاد منه حاملا فنجانا من القهوة , واتخذ لنفسه مكانا خاليا قرب باب المطبخ .
شعرت بالخزي لانتظارها شخصا من الواضح أنه لم يفكر بها قط . انتظرت اليكس للحظة أو اثنتين , ثم اتجهت إلى المطبخ لتحضر لنفسها بعضا من القهوة . لم ينتبه لها عندما مرت به , لكنه كان ينظر إليها مباشرة عندما خرجت .
ألقى بنظرات ثاقبة إلى xxxxب ساعة الحائط , والتي كانت تشير في حينها إلى الثامنة وخمس دقائق , وسألها :
" ألا يوجد عندكِ ساعة منبهة ؟ "
توردت بشرة اليكس وقالت : " اني هنا منذ بعض الوقت .".
قال :" إذا , لماذا لم تتناولي فطوركبعد ؟ عليكِ احضار الفطور بنفسكِ هنا , حيث العمال لديهم الكثير من العمل للإهتمام بالجياد خلال هذا الوقت من النهار .".
قالت :" اعتقدت انه ربما علي أن أنتظرك .".
قال :" لاحاجة في أن تسرفي في اتباع قواعد السلوك المهذب الصارمة ".
نهض و سحب الكرسي المقابل له , ثم أضاف :" اجلسي , سوف اراجع معكِ وجهة سيرنا لليوم ".
قالت بعناد :" لقد سبق واتخذت لنفسي مقعدا هناك ".
قال :" إذا , استبدليه ".
وكانت نظرات عينيه الرماديتين الحادة تهدد بالمتاعب ان لم تطعه , فجلست وقد شعرت بالغضب يملأ نفسها .
جلس قبالتها يرتشف قهوته وهو ينظر إليها , بينما شغلت نفسها بوضع الزبدة على قطعة من الخبز لتمسح فوقها قليلا من مربى الكرز , محاولة في الوقت ذاته أن لا تشعر بالتوتر الشديد .
قال أخيرا :" أعتقد أنه لابد منه ".
نظرت إليه وسألته :" ماهو الأمر الذي لابد منه ؟".
قال :" أن يكون هناك أمزجة تتناسب ولون الشعر ".
وضعت اليكس السكين محدثة قعقعة , والغضب يغلي في داخلها ثانية .
قالت :" لو أنك تعرف كم هو ممل أن تسمى حسب لون شعرك , أتمنى لو ... ".
توقفت فجأة عن الكلام والعرق البارد يتصبب منها , كادت أن تقول , أتمنى لو أني ولدت سمراء مثل ايلين , كانت على بعد أنملة من كشف سرها , إلا أنها أنهت كلامها قائلة بفتور :
" أتمنى لو أن الناس لا يفعلون ذلك , قد أغيره إلى أي لون في العالم ".
سألها باقتضاب :" أخضر مثلا ؟ لاتكوني حمقاء , لو أنكِ منحته لون اوراق الزان في الخريف فذلك لن يكون فقط نذير شؤم , بل ستكون أعلى درجات الغباء , ان تظاهرتِ بأنكِ تريدين استبداله بهذا اللون ".
قالت :" أوراق الزان في الخريف ! اعتقد أنك تقصد أنه جاف ومتكسر ؟".
نظر إليها بعبوس وقال :" اعتقدت أن نساء القرن العشرين لا يتأثرن بكلمات المجاملة ".
وقالت :" و أنا اعتقدا أني في حل من هذهِ الصفة ".
نظرت عيناه الرماديتان في عينيها للحظة وسألها :
" هل سبق وان ادعيت بالفتاة المغرورة ؟ أو هل علي أن أقول اليكس المغرورة ؟".
وقبل ان تتمكن من اجابته نشر خريطة على الطاولة بشكل مايل كي يتمكن كلاهما من قرائتها , وأضاف :
"يكفي الكلام من دون جدوى , لقد حان الوقت لنبدأ بالعمل , هذهِ هي الطريق التي أتمنى أن نقطعها اليوم ".
أشار إلى الطرقات عبر آرلس وأفينيون إلى حيث يصلان إلى الطريق الرئيسي , ثم نحو الشمال قليلا " وقال :
" وفي حال سارت الأمور على خير مايرام , سوف نخلف ورائنا الطريق العاك من هنا في لوريال ".
لاحظت أنه يملك يدين جميلتين , ونحيلتين , و أن أصابعه طويله ومستدقة الأطراف . كانت أظافره مقلمة جيدا وقد أحسن الإعتناء بها جيدا ايضا . ثم تنبهت لما كانت تفعله وذكرت نفسها بحدة من يكون هو . قد تكون يداه جميلتين , لكنه يملك قلبا فاترا وحقيرا .و أعادت انتباهها الى ما كان يقوله و أخذت تحث تركيزها ليستعيد حيويته .
قال :" لقد اعطاني المالمونت عناوين لاتجه نحوها . ومن حسن الحظ أن اتصالاتهم الخاصة بركوب الجياد منتشرة في قسم كبير من فرنسا , لذا ان التزمنا بالبرنامج فإننا لن نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن مكان نضع فيه الجوادين أو أنفسنا , لا أريد منكِ أن تقودي , لكن في إمكانكِ الانتباه للخريطة والتأكد من أننا لم ننحرف عن الطريق العام ".
قالت :" حسنا ".
قال :" هل حزمتِ أمتعتكِ ؟".
قالت :" جاهزة بالتأكيد ".
قال :" إذا , سأنزل حقائبكِ ".
قالت :" لا حاجة لذلك , فليس عندي حمال في كل مكان اذهب إليه ".
قال :" كما ترغبين أحضريهم إلى الإسطبل , لاحاجة لكِ لأن تبحثي عن المالمونت , سيكونون هنا ".
كان الرينج روفر قد حُمل برزم من التبن و أكياس من العلف الخاص بالجياد , ومطرات بلا ستيكية مملوءة بالماء , وضعت اليكس أمتعتها في السيارة ببعض الصعوبة , متنبهة إلى العينين الرماديتين تراقبانها , وهي تعرف أن ماركوس الذي رأى بوضوح أن القليل من المساعدة قد يكون مناسبا , ما كان ليعرض عليها ذلك مرة ثانية ".
سألها :" أتريدين امتحان ميسترال قبل الرحيل ؟".
اجابته :" إن لم تكن على عجل ".
قال بصبر :" ما كنت لأقترح ذلك , لو كنت على عجل ".
تحولا عن الرينج روفر واتجها حو الحقل حيث اسرجا ميسترال ولا سكو اللذين بقيا هادئين .
عندما كانت اليكس على وشك امتطاء الجواد , قال ماركوس :
" إشارتين ..."
تورد لونها وقاطعته قائلة :
"هيا ! اعتقدت أني أثبت نفسي بالأمس " وارتفعت على صهوة الجواد بخفة .
نظر إليها , وقال :" انطلقي إذا ".
ضغطت اليكس بركبتيها على جانبي الفرس الصغير . وعلى الفور , انطلقت ميسترال بسرعة البرق , كما لم يفعل أي جواد امتطته اليكس من قبل , متجهة نحو السياج وعادت بسرعة نحو ماركوس , الذي تراجع بحذر انما ليس بسرعة بعيدا عن طريق الزوبعة , شدت اليكس الرسن وعلى نحو مفاجئ لا يقل عن مفاجأة انطلاقها , توقفت ميسترال بطريقة جعلت عدم طيران راكبها من فوق رأسها معجزة .
قال ماركوس بنوع من الحنق :
"الإشارتان هما : شد الرسن بهدوء وضغط الركبتين برفق . قد يكون من الحكمة في المستقبل أن تأخذي الوقت الكافي لتصغي وتفكري قبل أن تتصرفي ".
قفز ماركوس إلى ظهر سرج لاسكو وسار به بنعومة كالحرير وكانت انطلاقة اليكس الثانية أفضل بكثير من انطلاقتها الأولى .
قال لها :" إن الجياد الكامارغ سريعة الاستجابة حيث أخف لمسه تعكس ماذا تريدين , لا حاجة لأن تكوني قاسية عليها كما قد تكونين قاسية على بغل عنيد ".
قالت اليكس :" أعتقد أني سأتذكر هذا ".
بعد جولة لا بأس بها , دخل كلا الجوادين إلى العربة من دون اعتراض . شعرت اليكس أنها قد بدأت تفهم ميسترال , وتعهدت ألا تكون متسرعة في تولي الأمور في المستقبل .
ودّعا المالمونت شاكرين وانطلقا متجهين نحو آرلس .
سألها ماركوس بعدما قطعا مسافة لا بأس بها :
" متى عليكِ العودة . لقد فكرت أن بضعة أيام من التأخير قد تعني أنكِ ستتأخرين في العودة إلى عملك . هل يجب عليكِ الإتصال بالمستشفى ؟ ".
أجابته :" ليس هناك مشكلة في الواقع , ليس هناك مستشفى في الوقت الحالي ".
نظر إليها مستفهما . قالت بحزن :
" المستشفى حيث كنت أعمل قد أقفل منذ وقت قريب . القصة القديمة ذاتها .. الإفتقار إلى الموارد المالية ".
قال :" إذا أنتِ من دون عمل وكذلك خالية اليدين ".
أجابته :" لستُ خالية اليدين , إني فقط لا أملك الوسائل التي تمكنني من الحصول على المال في الوقت الحاضر . لكن نعم , إني لسوء الحظ من دون عمل ".
أحست بنبرة الإستهجان في صوته عندما قال :
" مستحيل ! لقد فقدتِ عملكِ , وتنطلقين في رحلة و كأن لا هم عندكِ ".
قالت اليكس ببرود :" ليس تماما , لقد فكرتُ مليا قبل اتخاذ القرار , لكنني كنتُ قد حجزت لهذه الرحلة مسبقا , ولم أجد سببا حقيقيا لإلغائها , أو لأخيب أمل أصدقائي الذين كنتُ أرافقهم . وبينما أنا بعيدة فكرت كثيرا في مستقبلي . ومازلت غير متأكدة مما سأفعله . ففي مجال اختصاصي قد أجد فرجا مناسبة في حقل الصناعة , الأعاب الرياضية والتمارين الخاصة و أيضا الخدمة الصحية , لا أنوي التسرع في أي عمل , طالما أن تغييرا قد فرض علي ".
بقي صامتا للحظة , ثم قال :
" إذا تستطيعين فعل ذلك ".
قالت اليكس بحير :" فعل ماذا ؟" .
قال :" التفكير أولا , ثم التصرف , و أن تعطي جوابا منطقيا دون أن تفقدي السيطرة على نفسك ".
استطاعت ببعض الصعوبة أن تجيبه بكلمات مشاكسة وأخذت تنظر بتصميم إلى الخارج من خلال النافذة .
قال لها بوجه جامد افتحيه إذا كنتِ تشعرين بالحر الشديد " .
أدركت اليكس , رغم أنها تكون سيطرت على كلماتها , أن احتقان الغضب في وجنتيها قد فضح أمرها .
سألته هل هذهِ آرلس التي نراها في البعيد ؟ إذا كانت كذلك وجب علينا التركيز كثيرا , فالخريطة تبدو معقدة ".
قال لها ببرود :" أتمنى أن يكون في امكانكِ إعطاء تفسيؤ يدل على اطلاع أكبر للخريطة ".
قالت :" اسم المكان مذكور فوق الوسط . لا استطيع فعل شيء حيال ذلك , إني في حيرة ولا أستطيع سوى أن أقول يجب تتبع الخط -57.".
قال :" إذا , من الجيد أن أحدنا ليس كذلك ".
اقتربا من آرلس , المدينة الدائرية الحمراء الجميلة , وساد الصمت بينهما بينما كان ماركوس يقود بثقة عبر المدينة التاريخية , و أخيرا , أصبحا على الطريق المؤدية إلى أفينيون .
قالت باقتضاب :" آسفة . لم أكن بذي فائدة كبيرة ".
قال لها بهدوء :" على الأقل , كان لديكِ الحس لتبقي صامتة ولا تقدمي إلي تعليماتكِ الجنونية الخاطئة . أعرف آرلس على أية حال . لكن في امكانكِ إن رغبتِ أن تركزي على أفينيون قبل أن نصل إلى هناك ".
انحنت اليكس فوق الخريطة للتركيز عليها , وقد انسدل شعرها إلى الأمام ليحجب وجهها , قالت بحذر :
" أعتقد أنها تبدو سهلة جدا , على أي حال .. سيكون هناك اشارات للطريق العام , أليس كذلك ؟ وكل ماعلينا هو أن نتبعها ".
مد يده ليبعد شعرها , ونظر إليها بشفقة قائلا :
" إنسي أمر الخريطة . لم ألتقِ امرأة في حياتي تستطيع قراءة واحدة , لنأمل فقط أنكِ تستطيعين القبام بأفضل من ذلك مع الجوادين , يمكنكِ ايضا أن تلقي رأسكِ إلى الوراء وتتركينني أتدبر أمري . سنتوقف عند أول محطة استراحة على الطريق العام لنستريح ".
القت اليكس برأسها إلى الوراء وفكرت , أي قدر سيء جمعها بماركوس . أيمكن أن يكون هناك هدف ما ؟ وجال في خاطرها امكانية القيام بأي نوع من الإنتقام من أجل ايلين . لن تحظى ثانية بمثل هذه الفرصة , لكن المشكلة كانت أن ماركوس ممسك بكل الوراق , إنه الرئيس . هو من بملك المال . ووسائل العودة إلى انجلترا , بينما هي تعتمد عليه في كل شيء , لن يتردد , دون شك أن هي أغضبته كثيرا , أن يتركها على قارعة الطريق . تلوت وقد أحبطتها تلك الفكرة .
سألها :" متضايقة ؟".
فتحت عينيها دون أن تنظر إليه وقالت :" لا , أبدا . إنني متعبة فقط ".
كان عليهما أن يتوقفا في موقف الشاحنات عند محطة الإستراحة , تبادلا الأدوار في الذهاب لتناول وجبة طعام خفيفة كي لا بتركا الجوادين دون حراسة .
ذهب ماركوس أولا , تحت اصرار اليكس . فيما فتحت الباب على مصراعيه وجلست على درج الرينج روفر , وقد رفعت رأسها نحو الشمس المشرقة و أغمضت عينيها ".
" تأخذين جواديكِ في رحلة معكِ , أليس كذلك ؟".
فتحت عينيها لترى سائق شاحنة شاب بريطاني الجنسية يفتح غطاء العربة المتوقفة إلى جانبهما .
قال :" لستُ أخذهما بل إني أعيدهما معي , إنهما هدية من الساحل ".
قال :" هدايا رائعة ! ".
قال :" ساحل رائع ! ".
ابتسم لها ابتسامة عريضة وقال :
"لا بأس بذلك لبعض الوقت . كل ما أقوم به هو نقل حبوب الفطور ".
قالت مشيرة بيدها إلى السماء المشرقة :" أفضل توزيعها في انجلترا تحت المطر ".
قال :" صحيح ". واتكأ على غطاء عربته مهيئا نفسه للكلام :
" ما اسمكِ ؟ أنا أدعى غاري ".
قالت :" اليكس ".
ردد متأملا :" اليكس .. اسم جميل , أتريدين قطعة من الشوكولا ؟" مد يده إلى الصندوق و أخرج لو ح شوكولا بريطاني الصنع معروف , وكسر منه قطعة .
نظرت اليكس إلى حيث مدون مكان الصنع وقالت :
" لا أصدق هذا ! أيهما جاء أولا تفضيل الماركة أو الدعاية التلفزيونية ؟".
كانت تتناول القطعة المقدمة لها وهي تضحك , عندما ظهر ماركوس إلى جانب مقدمة الرينج روفر وتعابير الإستهجان تظهر على وجهه .
قال بفظاظة :" لقد عدت , يمكنكِ الذهاب الآن ".
قالت دون مبالاة :" سأفعل في غضون دقيقة , ريثما أنتهي من تناول قطعة الشوكولا يوركي ؟ هذهِ الأصلية ".
قال بلهجة جارحة :" حقا ؟ لن تتأخري كثيرا , أليس كذلك ؟".
تجمدت اليكس , وبدأت عينا السائق تنتقل بينهما من واحد إلى آخر , وقد انفرجت اساريره لاستهجان ماركوس .
قالت لماركوس :" سأعود بسرعة قدر ما أستطيع ".
أدارت له ظهرها لتستثنيه , طالما أن اهتمامه الوحيد على مايبدو هو وضع حدٍ لهذا المزاح المتبادل الودود , و قالت :
" كم من الوقت تأخذ معك الرحلة إلى الشاطئ , يا غاري ؟".
أجابها :" إن سار كل شيء على مايرام , سأعبر إخر تقاطع من كالايس الليلة . هذا يذكرني , أنه من الأفضل أن أنطلق إن كنت أريد القيام بذلك ".
وتنحى جانبا بلباقة وهو يلوح بمرح .
انتظرت اليكس لتلوح له مودعة , فقط لتصر على موقفها , ثم اتجهت الى مبنى الاستراحة , عادت الى السيارة بعد نحو خمس عشرة دقيقة .
.كان ماركوس يقرأ صحيفة لابد أنه ابتاعها من المحل .
عندما صعدت الى السيارة , مررها اليها , مشيرا الى موضوع ذي عنوان شنيع عن قاتل هاجم مرة الطريق العام ويعتقد انه قد يكرر جريمته .
قال باقتضاب :" أخبريني ان احتجتِ الى ترجمتها ".
قالت :" لغتي الفرنسيه كافية لتجعلني أعرف عما تتحدث , ولا رغبة لي لأن أقرأها بالتفصيل ".
"عليكِ ذلك , فقد تقنعكِ انه ليس من المستحسن ان تدعي غريبا يقلكِ عندما تكونين على قارعة الطريق ".
قالت :" لم تكن ان يقلني من مكان الى مكان . غاري مجرد سائق شاحنة بريطاني ودود وغير مؤذٍ أبداً . أراد فقط أن يلقي التحية على مواطن من بلاده ".
صحح لها بلهجة ذات مغزى :" مواطنة , وحتى أشنع قاتل عُرف عنه أنه يتحدث بمودة الى جاره ".
" لقد كان يقدم لي قطعة من الشوكولا فقط ! ".
" ألم يحذركِ أحد من قبل ألا تقبلي الحلوى من الغرباء ؟".
قالت :" نعم .. عندما كنتُ طفلة , انما لربما فاتك أنني لم أعد طفلة ".
نظر اليها وقال باقتضاب :" لم يفتني ذلك ".
قالت :"إن استمريت بالتحدث في هذا الموضوع لمدة أطول سأبدأ بالتفكير أن يكون لدي سبب كاف لأن أحذر منك كما تعتقد انه يجب أن أحذر من غريب بريء تماما ".
قال :"قليل من التعقل الحذر لن يكون خطأ , لقد و أخبرتكِ بأني أعتقد انكِ تفترضين ان الأمور أسهل مما هي فعلا . قد يناسبكِ ذلك جدا , لكن في الوقت الحالي أنتِ في عهدتي , وسأكون ممتنا ان لم تتحدثي لكل رجل يكون على مقربة منكِ ".
سألته بحدة :" وهل تدرك كم يبدو ذلك فظا ؟ ".
قال :" بالطبع , لقد قصدتُ ذلك ليكون له تأثير معين ".
" حسنا , لا ضرورة لكل جهودك هذهِ . إنني أعرف كيف أعتني بنفسي , إنني متأكدة من ذلك ".
سألها :" وماذا يعني ذلك ؟".
" ذلك يعني , أنني تدربت على سلسلة من صنوف الدفاع عن النفس ,و أن اي شخص يحاول التفكير في أن يجعاني موضوع مقالة كتلك المقالة الفظيعة التي أريتني إياها سوف يفاجئ حقا . انني أؤكد لك ذلك ".
قال :" يبدو ذلك جيدا . لكني أفضل ألا أرى برهانا على ذلك ".
أدار المحرك , مشيرا الى ان الموضوع في مايعنيه هو , قد سُوي وانتهى . ابتعدا عن الموقف واتجها نحو الطريق العام ثانية بهدوء تام وقد بدا مهتما في تفكيره بسلامتها كما هو مهتم بسلامة الجوادين .
سألته بعد دقائق :
" ألن يجد ميسترال ولاسكو الحياة مقيدة قليلا كمهرين أليفين . أعني .. جياد الكامارغ معتادة على العمل , أليس كذلك ؟".
أجابها :" سيعملان عندي , انني أقوم بتربية الماشية ".
سألته :" هل أنت مزارع ؟".
قال :" تبدين مندهشة ".
لقد كانت كذلك . فقد أخبرتها ايلين انه كان محاسبا , لكنها لم تستطع اعطاء تفسير لذلك .
قالت بلهجة غير واضحة :" توقعت أنك تملك اختصاصا ".
قال لها :" حسنا , انني مزارع لبعض الوقت فقط انها في معظمها هواية , تطلب جمع الماشية والتنبه لها عندما تكون منتشرة في الساوث دونز , سيكون عملا كافيا لمنح ميسترال ولاسكو احساسا بالعزم ".
" اذا كانت هذهِ هوايتك , فما هو عملك الحقيقي ؟".
أجابها :" الحسابات أو الحرى بي القول , التأكد من ان الناس الآخرين يقومون بالحسابات بشكل صحيح , لدي شركة محاسبة ولها فروع منتشرة في جنوب الشرق ".
قالت :" 1لك يتناسب أكثر ونوع العمل الذي تخيلت انك تشغله ".
قال :" جاف وغير واضح ؟".
سألته برقة من منا ال1كي الآن ؟".
رمقها بنظرة باردة وقال :" لا ذكاء في ذلك . انني أفهم كيف تفكرين ليس إلا ".
كان نوعا من المواضيع التي لا تساعد على الارتياح . فعادت اليكس الى الموضوع الاكثر أمانا , الحديث عن الخريطة , قالت له :
" مفرق واحد بعد , نصبح بعدها في لوريال ".
قال :" في هذهِ الحالة , اقترح عندما نصل الى فرع المالمونت في هذا المكان ان نتوقف لتناول الغداء , وان كان متأخرا , بدلا من التوقف في قارعة الطريق ".
قالت :" ذلك يناسبني ".
قال :" حالما نغادر الطريق العام , احرصي على الانتباه الى دكان يمكننا شراء بعض المعلبات منه من اجل صباح الغد , فستفي بالغرض اذا لم يكن علينا الدوران كثيرا قبل العودة الى الطريق مجددا , لدينا مايكفينا لليوم , لقد أعطتني هانريت سلة مليئة , يبدو و كأنها تكفي لإطعام اثني عشر شخصا ".
قالت :" أنت لا تعرف مدى شهيتي !".
قال :" لو كانت تتعدى شهية متعافية , لما استطاع سروالك الخاص بركوب الخيل ابقاء نتائج مايترتب على ذلك مخفية ".
طرفت اليكس عينيها , انما لم تتكلم , لم تنتبه بالأمس الى انه كان يراقب اي شيء سوى قدرتها على الامتطاء .
وصلا أخيرا الى مراكز امتطاء الخيل ابقاء نتائج حيث كان عليهما ان يمضيا تلك الليلة هناك .
لقد استقبلا استقبالا وديا , وأرشدا الى حفل حيث يمكن لميسترال و لاسكو أن يتركا بأمان لينطلقا في عدوهما على حريتهما . اعتذر صاحب المكان عن عدم توافر غرف نوم خالية . لكنه عرض عليهما استعمال اي واحد من الحمامات الموجودة في المنزل للمدة التي يريدانها بين الساعة الساعة السابعة والثامنة في أثناء تناول النزلاء وجباتهم في غرفة الطعام , وأخبرهم عن عدة مطاعم في المنطقة , كما عددّ لهما اماكن التسلية فيما لو رغبا في الذهاب لرويتها , ثم هرع الى الداخل ليتركهما يهتمان بالجوادين ولينصبا خيمة .
فكرت اليكس , عندما شرعا القبام في أعمال مختلفة , في انه من الأسهل الاسترخاء عندما يكون هناك عمل يجب القيام به .
راقبا بمرح الجوادين اللذين كانا سعيدين لخروجهما من العربة ثانية , وقد أظهرا ابتهاجا مفاجئا و أخذ يعدوان في الحقل تغمرهما فرحة الحرة . كانت اليكس في الذي تبسط فيه طعام الغداء , قد بدأت تشعر بالراحة أكثر من اي وقتٍ مضى . ووجدت نفسها فعليا تتحدث الى ماركوس دون ان تتمعن في كل كلمة تتلفظ بها .
لابد ان هانريت ذهبت الى المدينة عندما حضرت طعام هذه الرحلة , فقد كانت فطيرة لذيذة بالبصل مع الكثير من عصير البندورة , والكثير من الخبز المحمص و أنواع متعددة من الجبن وسلة ملأى بالفاكهة . أخرج ماركوس من حقيبة مبردة زجاجة شراب وكانت أشعة الشمس المنبعثة من خلال أوراق الشجرة التي جلسا تحت ظلها عند نهاية الحفل , جعلت اليكس تتكلم على سجيتها .
لذا عندما قال ماركوس فجأة :
"تعرفين , انكِ تذكرينني بشخص ما , لكن علي اللعنة ان كنت أذكر من ".
كانت كلماته كصدمة رهيبة . عرفت اليكس , على الرغم من أنها لا تشبه شقيقتها كثيرا , إن هناك التشابه المحتوم في التعبير , طريقة العائلة المشتركة والمميزة في السلوك كما التشابه في الشكل الخارجي .
قالت بسرعة لتخفي بقدر ماتستطيع :" لابد أني أمتلك وجها من النوع الجميل عالميا , فلطالما قيل لي أن هناك من تشبهني في مكانٍ ما ".
كان يحدق بها بتجهم وبدت من عينيه الرماديتين نظرة تأمل , قال :" لا , الأمر لا يتعلق بمظهرك , إنه اكثر من ذلك , انه نوع من السلوك الذي تتصرفين به , ان لم يبد ذلك سخيفا يمتلكني شعور أننا قد التقينا من قبل .. لم يسبق أن التقينا , أعرف ذلك , إنني متأكد , وإلا ماكنتُ لأنسى هذا الشعر ".
قالت :" لا لم يسبق أن التقينا , لقد ولدت ونشأت في سوسكس . هل أنت كذلك ؟ ربما هو مجرد تشابه في النشاة ".
قال :" ربما كذلك ".
الموضوع بدا غير مقنع ولكنه لحسن حظها غير الحديث .
و سألها :" أتريدين المزيد من الفاكهة ؟".
أجابته :" لا أٍتطيع تناول شيء بعد ". وقفزت على قدميها , سعيدة للفرصة التي أتاحت لها التحرك من جديد و أضافت :
" سأنظف هذهِ الأشياء ".
قال لها :" هناك زبدية وماء في صندوق الرنج روفر . سأتدبر أمر أماكن نومنا بينما أنتِ تقومين بذلك ".
لم تعر اليكس اهتماما كبيرا لهذهِ النقطة , وبينما كانت تنظف الصحون , عرفت أنها لا يمكن أن تتشارك الخيمة مع هذا الرجل , إن كانت هذهِ فكرته فعليه أن يعيد النظر فيها ثانية . في إمكانها أن تفرغ السيارة من كل بالة شعير وكيس بندق خاص بالجياد و تنام هناك , أو تحت الشجرة .
كانت مستعدة لعدم التسبب بخلق صعوبات الى حد معين , إنما مشكاركته الخيمة فاق قدرة احتمالها .
لكن ما راته عندما دعاها لم يكن خيمة , بل أرجوحتين شبكتين مشدودتين من إحدى الأشجار إلى طرفي السيارة المتعاكستين .
دفع إحدى الأرجوحتين دفعة صغيرة مما جعلها تتأرجح بقوة وقال :
" هانحن هنا . من يحتاج لغرف منامنة ؟".
قالت له بحذر :" أولا , ماذا سيحدث إن امطرت السماء ؟ وثانيا , لم يسبق لم أن نمت في أرجوحة شبكية ".
أجابها :" حسنا , انها فرصتكِ الليلة لتكتشفي كيف تكون . أما بالنسبة لتوقع سقوط الأمطار , ففي إمكانكِ نسيان ذلك . فإن الصحيفة التي اشتريتها , عن تعقل تؤكد لي أن الطقس سيستمر مشمسا والسماء صافية حتى نعبر القنال ".
قالت :" لقد جعلني سماع هذا أشعر بالآرتياح . لكن أمرا ثالثا , خطرني الآن . ماذا يحدث ان تقلبت في النوم ؟".
أجابها :" إما عليكِ أن تفعلي ذلك بطريقة صحيحة أو تسقطين " وابتسم لها ابتسامة صغيرة .
فكرت بدهشة , إنها المرة الأولى التي يبتسم فيها لي مباشرة , ثم تابع قائلا :
" لم يسبق أن سقطتِ عن السرير , أليس كذلك ؟".
أجابته :" لا, لكن السرير يعلوو نحو أربعة أقدام عن الأرض , آه حسنا , سوف نرى ! ".
كانت تفكر بينها وبين نفسها أنه إن نام ورأسه باتجاه الشجرة ستضع رأسها باتجاه الرينج روفر . لم تكن تريد أن تكون عيناها قبالة عينيه تحت ضوء القمر . وكانت الصورة التي ارتسمت لها خيالية جدا لدرجة بدت معها مضحكة , الأمر الذي جعلها تطلق ضحكة عفوية , فقال على الفور وقد علا التجهم وجهه :
"ها هو ينتابني ثانية الشعور بأني أعرفكِ ".
: إنك تعرفني منذ نحو أربع وعشرين ساعة على الأقل ".
قال :" لاحاجة لأن تعاودي تذمرك . لقد بدأتِ تكونين ظريفة تقريبا ".
قالت :" ألم يخبرك أحد أن الفتاة لا يسرها أن يقال لها أنها نوعا ما تشبه الكثيرات , وليست انسانة مميزة ولو كان ذلك مجرد افتراض ؟".
أجابها :" لا , لكن على أي حال , قضاء أربع وعشرين ساعة معكِ أقنعتني أنه ليس هناك مايسعدكِ بعيدا عن حيوان ذي قوائم أربعة من فصيلة الخيول . لذا أقترح أن نأخذ الجوادين في نزهة بعد ظهر هذا اليوم , سيؤدي هذا على الأرجح إلى خلاف أقل من المجادلة ".
قالت اليكس باقتضاب :" لاشيء أحبه أكثر من ذلك ".
وعادا الى الميدان مرة اخرى . وكان الميدان مكانا آمنا ليتواجدا فيه , وفكرت ليست الصداقة المريحة ولا المحادثة المسلية التي قد يتمتع بها النساء والرجال الآخرون متوافرة لرجل من عائلة ويكفورد وامرأة من عائلة ليورد . إن الفرق بينهما كالفرق بين الثريا والثرى . الهرة والكلب , القطب الشمالي والقطب الجنوبي . سوف تبذل قصارى جهدها كي لا تنسى ذلك .
عندما عادا بعد ساعتين من الركوب على صهوة الجوادين , أمضيا الساعة التاليه في الإهتمام بالجوادين ةاطعامهما وسقيهما . استلقى ماركوس بعدها على إحدى الأرجوحتين الشبكيتين معلنا أنه سيأخذ قيلولة صغيرة .
أخرجت اليكس من حقيبتها كتابا وذهبت لتجلس تحت احدى الأشجار . لم تطن على استعداد لتجربة الأرجوحة وعيناه الرماديتان الباردتان تنظران اليها بلهو .
كان الطقس حارا جدا , مما جعل الحشرات الطائرة الفضولية تتواجد بكثرة . حاولت اليكس إبعادهاا بينما كانت تقرأ , وقد انتابها شوق كبير للبحر الذي خلفاه ورائهما .
رفعت رأسها وقد أثار انتباهها صوت لم تلحظه إلا عندما عم السكون كل شيء . مياه جارية . لابد أن هناك ساقية بالقرب من هنا , أو ربما نهر . لاشيء تتمناه الآن أكثر من السباحة ليخفف عنها وهج الحر .
نظرت نحو الأرجوحة الشبكية . كان ماركوس هادئا جدا , وقد غطت قبعته عينيه وجزءا من وجهه . أخذت تنظر إلى صدره وهو يرتفع ويهبط برقة متأكدة أنه غط بسرعة في النوم .
اتجهت بحذر نحو الرينج روفر وقد كانت حريصة جدا بألا تحرك أي شيء بطريقة تجعل السيارة تهتز , واستطاعت أن تخرج ثوب السباحة من حقيبتها . ثم وبعدما رمقته بنظرة سريعة , اتجهت نحو بوابة الحقل وتسلقتها كي لا يحدث فتحها أي صوت يوقظ ماركوس .
أدى بها الممر بعيدا نحو الشمال عبر بستان فاكهة , ثم إلى بستان صغير آخر رأت عند نهايته بريق الماء . كانت النقطة التي وصلت إليها من النهر ضحلة , المر الذي فسر سبب سماعها صوته عن مسافة بعيدة . لكن عندما سارت على طول مجراه وصلت بسرعة الى مكان حيث كانت الضفاف أعلى ومجرى النهر أضيق والمياه عنيقة كفاية للسباحة , لكن ليس لدرجة منعتها من رؤية الحجارة في قعرها . ولم يكن هناك أي أو انسان على مدى نظرها . وبدلت ثيابها بسرعة وغطست قليلا في الماء .
كان ذلك منعشا حيث أخذت تسبح بعكس حركة المياه الرقيقة , ثم عادت ثانية لتغامر في الإبتعاد نزولا مع مجرى المياه .اثتربت منها مجموعة صغيرة من البط . نظرت إليها بعيون حمراء وتابعت سيرها وكوفئ هدوؤها عندما طفت على ظهرها لفترة قصيرة , تاركة المياه تسيرها كا تريد , بوميض أزرق رائع ظهر عندما اندفع طائر الملاعب ظله كالسهم في جسمها وداخل نفسها عندما قررت أخيرا أن البرودة المنعشة قد تحولت إلى برد , فخرجت مكرهة من الماء حيث تركت ملابسها .
نسيت أن تحضر معها منشفة , لكن في الوقت الذي تكون فيه قد قطعة فيه هذا البستان الصغير وتحت أشعة الشمس القوية تكون قد جفت وفي امكانها ارتداء ملابسها من جديد , انتعلت حذائها وجمعت أغراضها واتجهت عائدة نحو الحقل .
طانت قد ارتدت سروالها وقميصها قبل أن ترى ماركوس يفتح يوابة الحقل ويخرج إلى البستان وينظر حوله . لم يتطلب الأمر سوى نظرة ثانية لمعرفة أنه كان غاضبا جدا .
سألها :" أين كنتِ ؟".
قالت :" أسبح , يوجد هناك نهر يبهج النفس ".
قال بلهجة باردة أكثر من مياه النهر :" هل هو كثير أن طلبت منكِ أن تفصحي عن نواياكِ ؟".
أجابته :" لقد كنتَ نائما . لم أفكر أنه من الضروري أن أوقظك , كما و أني اعتقدت أن الفكرة لن تروق لك ".
قال :" هل تعنين أنكِ لم تفكري ولو ثانية ؟ انطلقت بمجرد أن خطرت لكِ الفكرة ؟".
كانت اليكس قد اكتفت من ذلك , لقد آن الآوان لأن يوضحا هذا الأمر بشأن ماتستطيع القيام به وما لا تستطيعه . فقالت :
"هل هناك من سبب لا يجعلني أفعل ذلك ؟ بدا أنه وقت فراغ , وكما أن الأمر يعنيني اعتقدت أن لي المبرر لأن أستغله على هذا النحو . لم أدرك أنه يفترض بي مراقبتك و أنت نائم , وأخشى أنك لم تأتِ على ذكر تلك المهمة الخاصة خلال محادثتك الأولية ".
شد على فكه وقال :" إس\ي لي خدمة وتوقفي عن قلة الإحترام هذهِ. اعتقدت أنني أوضحت لكِ هذهِ النقطة في وقت سابق من هذا النهار , لكن من الواضح أنكِ لم تدركيها . إني مسؤول عنكِ , طوال فترة عملكِ عندي , أريدأن أعرف أين أنتِ وماذا تفعلين , هل هذا واضح ؟".
قالت :" ذلك واضح , ولكنه غير ضروري اطلاقا " وبدات اليكس بالابتعاد وهي تضيف :" لم أعد بحاجة إلى مربية منذ سنوات ".
أمسك ذراعها ليوقفها وقال :" ولم تحظي بواحدة , لقد حظيت برجل يقدر تماما مسؤوليته ".
والتقت للحظة عيناها الخضراوين بعينيه الرماديتين قبل أن تحرر نفسها من يده .
قالت :" حسنا سأوقظك في المستقبل من سباتك العميق لأطلعك على ما أنوي القيام به ".
فقال بحزم رقيق :" آه , لا لن تفعلي ذلك , تنتظرين حتى استيقظ قبل أن تقرري القيام بأي شيء ".
قالت :" حسنا , هل هناك شيء آخر ؟".
أجابها :" نعم , إن كنتِ تريدين انتهاز الفرصة لأخذ حمام فقد حان الوقت الآن للقيام بذلك . سوف أفعل أنا الشيء نفسه ومن ثم نذهب ونجد مكانا لتناول الطعام".
قالت اليكس بحماس زائف :" كم هذا جميل ".
عاد ماركوس الى الحقل قبلها , ولاحظت أنه قد ارتدى سروالا رماديا جميلا وقميصا قطنيا تتناسب معه . كان ذلك تللون يوحي بالبرودة يناسب بشرته البرونزية وشعره الجميل . بينما عادتهي وارتدت السروال الأصفر وقميص الأبيض اللذين ارتدتهما طوال النهار .
قالت معلنة عما هو ظاهر :" لقد بدلت ملابسك , لم ألاحظ أننا ذاهبان إلى مكان خاص ".
رفع حاجبيه وقال :" لا أعتقد أن أي صديق من المالمونت سوف يرشدنا إلى مقهى نقال , وقبل أن تشني هجومكِ على مختلف الجبهات , لم أقصد بتلك الملاحظة أي انتقاد لما ترتدينه , بل ستبقين كما أنتِ ".
فقالت له بحزم :" أفضل ان أكون أكثر ملائمة ,, لذا عليك أن تذهب وتراقب الجوادين لفترة قصيرة كي يتسنى لي بعض الوقت لتغيير ملابسي ".
خطا بضع خطوات ووقف على مسافة بعيدة عنها و قد أدار ظهره لها .
بحثت اليكس في حقيبتها , وهي تعرف تماما ماذا تريد . لقد اشترت ثوبين قبل العطلة ودفعت ثمنهما الكثير الكثير . إنما عوّض عليها انها كانت قد لفتهما ووضعتهما في كيس من البلاستيك داخل حقيبتها كيفما اتفق , وثم سحبتهما بعد يومين لتجدهما دون أي جعة .
اختارت الثوب الأخضر ذي الياقة العسكرية وارتدته بسرعة , ثم انسلت إلى داخل الرينج روفر على المقعد إلى جانب السائق و أخفضت المرآة بلمسة خفيفة , وعقصت بسرعة شعرها إلى الوراء بمشطين من الطراز القديم , و أصبحت جاهزة بعدما وضعت أحمر الشفاه الباهت اللون والذي يتناسب مع لونها . نادت ماركوس وأخبرته بأنها جاهزة .
عاد ورمقها بنظرة متمهلة من رأسها حتى أخمص قدميها . قال باختصار :
" أتتوقعين الذهاب إلى الريتز ؟" .
هل هذا إطراء أم إهانة ؟ ماكانت اليكس لتحفل بذلك .
كان المطعم الذي وصلا إليه , بعد أن قادا عبر هضاب الفيركور الخضراء . يقع على جانب شديد الإنحدار , وشاهدا من على طاولتهما على المصطبة التي كانت جدرانها مليئة بالبوغيفيليا ,مناظر خلابة للقرية من الأسفل . هبط الظلام بينما كانا يتناولان الطعام . انما المنظر الذي كانا يطلان عليه لم يكن أقل جمالا حيث أضاءت الأنوار الوادي و كأنها انعكاس لنجوم السماء وقد تريثت أشعة شمس المغيب الأخيرة , لترسم صورة ظلية لقمم الجبل المغلول .
وبدا ان النادل الذي كان يقوم بخدمتهما تخطى في استنتاجه إلى أنهما زوجان حقيقيان , ولم يقم ماركوس بأي عمل كي يبدد وهمه هذا . كان ماركوس يتصرف بجاذبية واضحة ولطافة ظاهرة حتى أن اليكس نفسها وقعت ضحية ذلك .
بعدما تذوقا كل صحن من الأطعمة اللذيذة التي قدمت لهما , وتناولا الشراب الذي اختاره ماركوس . بدأت اليكس تصبح أكثر ودودة. اليكس التي عرفها أصدقاؤها. لا المخلوقة السريعة الغضب التي هي دائما في موضع الدفاع عن النفس الذي جعلها وجودها مع ماركوس ويكفورد تتحول إليه .
تفاعل ماركوس حيال وجهها المتألق وعينيها الضاحكتين واللامعتين بطريقة لم تجعل الخطأ في تحديد علاقتهما أمرا مدهشا , ليس فقط بالنسبة إلى النادل , بل بالنسبة إلى الآخرين الذين جذب وجه اليكس المشرق عيونهم .
فيما هما خارجان من المطعم , كان زبائن آخرون يدخلون فوضع ماركوس ذراعه حول اليكس ليبعدها جانبا .
واشتدت قبضته حولها بدلا من أن يفلتها , وأدارها لتنظر نحو الوادي ليتمكن من أن يشير إلى شهب يسقط متألقا عبر السماء .
قال :" تمني ! لن تحظي بفرصة أفضل ! ".
كانا لوحدهما الآن للحظة , وراقبا النجمة وهي تنطفئ في صمت . سألها برقة :
" هل تمنيتِ ؟".
لم تكن اليكس قد كونت أمنية بعد فيما شعرت بحنين مبهم . ندم بأن جو العشاء الذي تشاركاه معا كان زائفا . وأنه كان على طبيعته , وهي انسانة ماكان يجب أبدا أن تكون عندها القدرة لتتظاهر بأنها كانت مستمتعة برفقته , ولا حتى من اجل إنقاذ المظاهر .
نظرت إليه بتمههل :" ليس تماما ".
قال :" ذلك يجعلنا اثنين . من الصعب التفكير في أية أمنية الآن , أليس كذلك ؟ لقد كانت أمسية جميلة . أشكركِ على مشاركيكِ لي فيها ".
ثم وبينما كانت لا تزال تنظر إليه , مأخوذة بأفكارها الحلوة المرة , قربها نحوه أكثر وقبّلها ... وتركته يفعل ذلك .
ومع احساس بالذنب أدركت أنها لم تبذل أي محاولة للإبتعاد , وتجمدت بين ذراعيه متصلبة من الخجل . ماذا كانت تفعل ؟ بماذا تفكر ؟ وكيف استطاعت ذلك؟
سألها :" أتشعرين بالبرد ".
قالت :" قليلا , و أشعر بالتعب أيضا ".
فكرت في ما بعد , بينما كانت جالسة بصمت إلى جانبه وهو يقود السيارة في طريق العودة , ان تلك اللحظات القليلة كانت الأكثر حماقة في حياتها . وفيما كان يعانقها شعرت أن هذا حقيقي . وليس ماضي العائلة البعيد بما فيه من مرارة وحقد . ولا الأذية التي عانت منها ايلين مؤخرا نتيجة لرفضه لها , رغم أنها كانت خجلة من التفكير بذلك , ولا حتى الضرر الذي لحق بصحة والدها نتيجة لذلك , وكان ذكل أكثر الأفكار خجلا منها جميعا . لم يبدُ لها أي شيء أكثر واقعية من تلك اللحظة , و أرادتها أن تستمر إلى الأبد .
لم يحصل ذلك , بالطبع . لقد انطفأت كما الشهب , وهاهي الآن نادمة على ما فعلت , وقد تنبهت كليا لخيانتها النفسية لشقيقتها ووالدها . وشعرت أن ماركوس قد شعر أيضا بالندم على ذلك التصرف . ماكان ذلك إلا قليل من تأثير ليل ساحر سرعان مايزول في آخر الأمر .
شعرت بالإرتياح بعدما عادا إلى الحفل المظلم حيث أبقيا ميسترال و لاسكو وتمايلت بنعس قرب السياج , عندما قال ماركوس أنه ذاهب إلى النزل ليسددا الفاتورة ليتمكنا من الإنطلاق باكرا عند الصبح .
شعرت بفرحة كبيرة , عندما سقطت عن الأرجوحة الشبكية على الأرض الصلبة في أول محاولة لها لكي تصعد إليها . قالت لنفسها هذا هو المكان الذي ينبغي أن أكون فيه , سعيدة لأن أشعر بنوع من التعذيب , حتى ولو كان هزليا . كانت محاولتها الثانية أكثر نجاحا من سابقتها , وفي الوقت الذي عاد فيه ماركوس كانت مستلقية في أرجوحتها الشبكية . لم تكن نائمة , بل بدت و كأنها لا ترغب بأن يزعجها أحد .
سمعته يتحرك حولها , يتحضر للنوم محاولا بجهد ادخال ساقيه الطويلتين داخل كيس نومه . وبعد لحظة أو اثنتين قال برقة :
" تصبحين على خير , اليكس ".
تمتمت بكلمة تصبح على خير بشكل غير واضح , ومن ثم ساد الصمت المكان ماعدا صوت تنفس ميسترال و لاسكو بين الحين و الآخر وحفيف الليل .
شعرت اليكس بالأمان ثانية . وهي كالشرنقة داخل كيس نومها , حيثث عقلها وعيناها مغمضتان على سحر النجوم .
ستشرق الشمس غدا وعندها سترين بوضوح تام إلى أين أنتِ تتجهين تماما . وضاقت شفتيها بتصميم عندما فكرت , مع من .


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس