عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-19, 06:15 PM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع



فتحت اليكس عينيها لترى ميسترال يدفعها برأسه نافثا أنفاسه الساخنة على عنقها . مررت احدى يديها من خلال كيس النوم , وفركت الأنف الأبيض قبل أن تدفع الجواد قليلا بلطف بعيدا عنها .
لاحظت أن هناك حركة خلف الأرجوحة الشبكية الخرى فسوت وضعها بحذر لتتمكن من رؤية مايجري .
كان ماركوس يرتدي ملابسه . فبقيت مستلقية بهدوء وتعقل وهي تنظر إلى انحناءة ظهره الجميل البرونزي اللون بينما كان يرتدي سرواله الجينز . كانت ساقاه برونزيتين بلون ظهره وذات عضلات قوية . لقد نام من دون أن يرتدي ملابس النوم الأمر الذي كانت تأمل لو أنها فعلته لنفسها . لكن الآن تنبهت إلى أنها تختلس النظر إليه , أدركت انها كانت تلاقي الأمر نفسه لو أنها هي من نهضت من النوم أولا . شعرت بسرور لأنها ارتدت بيجامتها القطنية . إلا أنها استمرت في النظر إليه .
و أصبحت مدركة تماما لطبيعة شعورها فيما هي تنظر إليه , واندست في كيس نومها كي تبعد منظره عن عينيها . فكرت يائسة , آه يا ايلين , أي شقية حقيرة أنا , أعرف كل مافعله لكِ و أد\ نفسي على وشك الوقوع في حبه . ماذا جرى لي ؟ أولا ما حصل ليلة الأمس , والآن ها أنا أرمقه بنظرات حب كأي متلصص . إني جديرة بالإزدراء .
قال :" هل أنتِ مستيقظة ؟". كان يقف بالقرب من أرجوختها الشبكية , وكان عندها حرية الإختيار للنظر في عينيه , لكنها ما كانت تفضل أن تلتقيهما في الوقت الحاضر , أو ان تقع عيناها على القسم العلى من جسمه الذي كان عاريا حتى خصره .
فركت عينيها وقالت :" الآن فقط ".
سألها :" كيف نمتِ ؟" , تثاءبت .
فقال بتهكم :" من الواضح أنكِ لم تستيقظي منذ وقتٍ طويل ".
تمتمت وهي تتصنع النعاس :" كم الساعة الآن ؟".
قال :" إنها السادسة , لكن لا تلوميني لإيقاظكِ , عليكِ بلوم ميسترال . على أي حال بما أنكِ استيقظتِ , لا فائدة من التريث . أعني ... إن استطعتِ أن تفتحي عينيكِ ".
سار بعيدا , ومد يده لتناول كيسه الإسفنجي الذي علقه على غصن الشجرة التي كانت الأرجوحة الشبكية مشدودة إليها . وتدبرت اليكس أمرها لتستطيع الإستقامة في جلستها و أخذت تتأمل خطوتها التالية .
سألته :" كيف تنزل عن هذه؟" أصابها الذعر عندما أخذت الأرجوحة تتأرجح بقوة .
نظر إليها نظرة ساخرة , وقال :" بالحكمة . الحركات المتهورة غير مطلوبة بالتأكيد ".
انتظرت اليكس حتى أصبح عند البوابة تقريبا , ثم حاولت أن تحرر نفسها من كيس النوم و الأرجوحة الشبكية في الوقت ذاته . إلا أن الأرجوحة خانتها ورمتها إلى الأرض هلى يديها وقدميها , وكيس النوم فوق ظهرها , قذفت به جانبا ونظرت بقلق عبر الحقل لترى ماركوس واقفا ينظر إليها من الجهة الخرى من البوابة .
فصرخت قائلة , وقد اختفى كل شعورها نحو جاذبية مظهره :
" هيا , اضحك . كان من اللائق أكثر لو أنك أعطيتني جوابا مفيدا لسؤالي منذ البداية . لقد فعلت الأرجوحة اللعينة ذلك أيضا عندما حاولت الصعود إليها ليلة أمس ".
قال دون ان يظهر على وجهه أية تعابير :" ذكريني أن أعطيكِ شرحا عنها الليلة , لم ألاحظ أن في الأمر مشكلة ".
كانت غاضبة لعدة أسباب لدرجة أنها نهضت بسرعة لتقف على قدميها وقد نسيت كل شيء بشأن الأرجوحة لتجد وجهها علق في شباكها . وسمعت كلمات الإستنكار قادمة من فوق البوابة تقول :" وماذا بعد ؟ ". لكن في الوقت الذي خلصت نفسها به كان ماركوس قد رحل .
جهزت نفسها بأدوات وينتها وثياب نظيفة , وسارت نحو البوابة لتترقب بنفاذ صبر عودة ماركوس .
عندما عاد , كانت ملآى بالحيوية و انيقة في سروال الجينز و قميص مخطط باللونين الكحلي والأصفر الباهت , وكان مزاجها باردا كما مظهرها . كان ماركوس حينها قد أسرج الجوادين .
قال بلطف :" يمكننا أيضا أن نجعلهما يعملان قليلا قبل أن نغادر , وهكذاسيدخلان العربة برضى أكثر , وقد يحالفنا قليل من الحظ فنصل ألى مكان يقدم القهوة والفطائر الطازجة ".
قالت :" كما تريد . هل اقفلت السيارة ؟".
أجابها :" لا ".
ورمى لها بالمفاتيح ثم أضاف :" إفعلي ذلك من فضلكِ , إن كنتِ ستضعين أغراضكِ فيها بالمناسبة شكرا على توضيبكِ لوازم النوم ".
"إنني هنا من أجل القيام بذلك , أليس كذلك ؟ ".
كان ينظر إليها بتمعن عندما عادت إلى ميسترال وناولته المفاتيح . قال :" هل عاودكِ اليوم شعوركِ السابق ؟".
أجابته :" لا أعرف ماذا تقصد ؟".
قال :" آه , نعم . لقد فعلت ذلك . لقد كنتِ الليلة الماضية انسانية ".
" لقد شربت كثيراً الليلة الماضية ".
قال :" جون ذلك , ماكانت الجياد البرية تستطيع أن تجعلكِ تبتسمين , ولا أهمية للقبلة العرضية . كانت تلك السبب وراء شعوركِ اليوم أليس كذلك ؟".
" طالما أنك أتيت على ذكرها , إني أفضل ألا يتكرر ذلك الجزء الخاص من الليلة الماضية ".
قال :" لامزيد من الشراب ؟" وكان في إمكانها ان تدرك من بريق عينيه أنه كان يتعمد عدم فهم ماعنته .
قالت بحدة :" لامزيد من القبلات العرضية " إن أرادها أن تقول ذلك مبارشرة , ففي إمكانه سماع مايريد . وأضافت :" لقد طرحت الشك في تعقلي بالتورط مع شخص لا أعرفه خلال هذهِ الرحلة .حسنا , إني رزينة كفاية لأعرف أنك أسأت تفسير ماحصل الليلة الماضية . لقد أخذت على حين غرة تماما . أرجوك دعنا لا نسبب المزيد من الإحراج لكلٍ منا ".
قال بتهكم :" حسنا اطرحيني أرضا ... و أنا كنت أخدع نفسي بأنكِ قبلتني فعلا بالمقابل , أي أشكال غريبة قد تتخذ السلبية المفاجئة ".
شحب وجه اليكس بسرعة , وقالت :" كن ظريفا كما تريد , لكني أقول لك بوضوح تام إنني لا أريد أن يتكرر ماحدث . من الآن وصاعدا , سنركز على الجوادين , إنك استخدمتني للاهتمام بهما , ولا شيء أكثر من ذلك ".
كانت نبرة صوته تدل على الشفقة عندما قال :
"لو كان عندي أدنى فكرة بأنكِ سوف تسيئين تفسير قبلة عرضية تقديرا لعدة أشياء مجتمعة كالطعام الجيد , المناظر الخلابة , ورفقة بدت أقل مللا مما كان متوقعا , لكنت أحجمت عن التسبب لكِ بهذهِ الجديدة " لف ذراعيه حول صدره ووقف ينظر إليها ثم أضاف :
" إنكِ تعطين أهمية كبيرة لأمرٍ لا يعني سوى القليل جدا . صدقيني لو كان لي جدة وكانت هناك لقبلتها ".
قالت :" لقد أوضحت وجهة نظري , أستطيع أن أؤكد لك انها ليست أسخف من الهرج الذي أحدثته أنت لابتعادي عنك خطوتين . على كل منا ان يتعلم كيفية احتمال خصوصية مزاج الآخر فقط ".
لكزت سرج ميسترال لكزة قوية , وقد نسيت كل تعليمات الأمس , مما جعل الجواد الصغير ينطلق بسرعة . وعندما أنهت دورة همجية حول الحقل وعادت إلى نقطة الإنطلاق قال ماركوس بحد :
" لنأمل أن أتعلم القدرة على التحمل أسرع مما تتعلمين أنتِ ركوب الكامارغ ".
لم يكن هناك جواب يفوق ذلك حيلة ودهاء , لذا اتجهت اليكس نحو البوابة , ولقد لمست ميسترال برقة فيما أفكارها حول ماركوس عكس ذلك تماما . على أي حال لقد أوضحت النقطة حول أي فرص رومانسية قد يواجهانها خلال وضعهما , وفكرت أن كثرة التهكم حول تلك الفكرة كما يفعل هو أفضل من ان يأخذها على محمل الجد . فلا مزيد من العواطف الزائفة التي يحدثها ضوء النجوم وضياء القمر .
مر بها وحث لاسكو على العدو سريعا . وحذت اليكس حذوه . وجدا مقهى فاتحا أبوابه في احدى القرى التي مرا بها . فأوثقا الجوادين إلى مقعد ثابت في الفسحة الصغيرة .
وبينما كانا ينتظران احضار القهوة على طاولة في الخارج , قال ماركوس :
" في حال عندكِ أية هواجس , إنني لا أمارس هواية الإغواء عند تناول فطور الصباح ".
أجابته :" توقف عن ذكر ذلك الموضوع يا ماركوس , أعتقد كلانا يعرف السبب ".
كانت الشمس قد أصبحت دافئة بينما أخذت الحياة تدب في المحلات والبيوت . أطلقت ميسترال فجأة سعلة مزعجة فنظر كلاهما نحوها .
سألها بتهجم :" هل كانت تفعل ذلك خلال ركوبنا ؟".
فكرت اليكس ثم قالت :" أعتقد انها فعلت ذلك عندما انطلقنا فقط ووبخت نفسي لذلك , لإني لكزتخا بقوة لتنطلق ".
قال :" تنبهي جيدا وتحققي إن استمر ذلك , هلا فعلتِ ؟ فلا أريدها أن تمرض ".
تابعا تناول طعامهما , والكثير من انتباههما موجه نحو الجوادين إلا انه لم يحدث مزيدا من السعال .
قالت اليكس :" آه , انظر محل البقال هناك , إلى جانب المخيز , قد فتح بابه الآن . إن احببت أستطبع أن اذهب إليه واحضر بعض الأشياء للغداء ".
قال :" سيوفر علينا ذلك توقفا , سأدفع الفاتورة هنا بينما أنتِ تقومين بذلك ".
وقفت تنتظر , محرجة , حتى نظر أيها . سألها :" ما الأمر ؟ هل تريدين المزيد من القهوة ؟ اعتقدت أنكِ انتهيتِ ".
قالت :" لا , لا أريد المزيد من القهوة . إني .. إني أحتاج لبعض المال . لا أملك أي منها ".
قال :" بالطبع ليس معكِ , تفضلي ... " واخرج اوراقا مالية مطوية من جيب سرواله الخلفية وأعطاها إياها ثم قال بتذمر , وقد رأى كم جعلها ذلك تشعر بالارتباك :" ما من حاجة لتتضايقي . لقد نسيت , هذا كل شيء , اذهبي الآن ".
انطلقت اليكس عبر الساحة وهي تشعر و كأنها قد ضبطت وهي تتسول , وقد أدركت ثانية كم هي معتمدة على ماركوس ويكفورد . إنها لا تستطيع أن تشتري لنفسها قرصا مهدئا إن شعرت بصداع في رأسها . ياله من وضع سخيف و مغضب .
ابتاعت خبزا و شرائح لحم فرنسية ونصف صندوق من جبنة الكامبيرت وحوالي نصف كيلو من المشمش ثم توجهت نحو ماركوس الذي كان قد عاد إلى الجوادين.
أخبرته عما اشترته وقالت :" لقد تساءلت هل اشتري بعض الزبدة لكني اعتقدت أنها قد تذوب . ولم أشتري أي شيء للشرب ".
قال :" ذلك جيد . لقد أحضرت زبدة ومرطبات في صندوق مبرد في السيارة ".
قالت :" خذ بقية المال . لقد أعطيتني الكثير , أكثر مما احتجت . سعر الخبز ستون فرنكا , و ...".
قاطعها قائلا :" لا أريد فاتورة بكل غرض . ضعي البقية هنا واحتفظي بها في جيبك , إن هناك متسعا لها ".
ومد يده بشيء ما تجاهها , وعيناه تقيمان تفصيل يروال الجينز على جسدها بتناسق .
بحذر اخذت منه رزمة صغيرة , وقد غلفت باتقان بورق أسود لماع وربطت بشريط ذهبي . سألته :" ما هذهِ ؟".
أجابها :" افتحيها واكتشفي بنفسك ".
سحبت الشريط وفتحت الورق لتجد محفظة جلدية سوداء صغيرة ذات قسمين منفصلين يقفلان بمشبكين ذهبيين دقيقين . تفحصتها ثم نظرت إليه وقالت :
" لم يكن هناك حاجة لهذهِ , عندي جيوب ولا أحتاج إلى محفظة ".
ضعي بقية المال الذي طلبته لتوك بمرارة كبيرة فيها , وهكذا فإني سأوفر على نفسي رؤيتكِ تتقدين احمرارا " .
وبينما كانت لا تزال مترددة تنظر إلى هديته , قال بسرعة :
" شراء امرأة يتطلب الكثير أكثر من محفظة قيمتها دريهمات , إن كان ذلك مايدور في رأسكِ الصغير . ما تحميلنه هو عرض صريح لأنانية كاملة من جهتي فقد أصبحتِ الآن مسؤولة كليا عن توفير الغداء خلال سفرنا , ولن يكون علي التفكير بها اطلاقا , ولن يكون علي أيضا رؤية مظهر آخر من مظاهر الإرتباك السخيفة تلك . حسنا , هل ستقفين هناك إلى الأبد ؟".
وضعت اليكس المال المتبقي في المحفظة ثم وضعتها في جيبها . والتقت عيناها عينيه واتقدت احمرار من جديد .
" آه , ارمي بتلك المحفظة اللعينة بعيدا إن كان ذلك يشعركِ بالارتياح , إن ذلك لا يهمني خقا لا من قريب ولا من بعيد ".
فيما تبعته على صهوة الجواد , أدخلت اصابها إلى جيبها لتتحسس المحفظة الصغيرة وتجهمت ثانية . ماذا سيقول إن هي أخبرته أنه أعطى هدية لامرأة من عائلة ليوارد ؟ مامن شك أن الفتنة ستخف قليلا . استقامت في جلستها وحثت ميسترال برقة إلى الأمام لتقطع المسافة التي أضاعتها خلال أحلام يقظتها . من حسن حظها أنه لم يعرف , وهي بالتأكيد لن تخبره .
سعلت ميسترال مرة او مرتين بعدما عادا إلى الحقل , وبينما كانت تتناول كمية الفستق التي أعطيت لها . التقت عينا اليكس بعينا ماركوس وقالت دونما اقتناع :
" ربما غصت ببعض الطعام ".
قال بفظاظة :" عنزة ولو طارت , اسدي لي خدمة , لا تبرري ذلك , إن كانت الفرس ستمرض فإنها ستمرض , ومهما نظرنا إلى الناحية الإيجابية فذلك لن يغير شيئا ".
التقطت اليكس أوعية الماء . إن كانت لا تستطيع قول الشيء الصحيح . فالأفضل أن تقوم بعملٍ نافع . لكن تلك الحركة أيضا لم تلق استحسانا .
أخذ أحد الأوعية منها وقال بلهجة فظة :" لا حاجة لأن تسقطي شهيدة . ذلك لن يحسن الأمور أيضا ".
قالت , وقد شعرت ببعض التبرير :" وكذلك تهجمك علي " واتجهت نحو الحنفية في الباحة , حيث تبعها ماركوس في صمتٍ مطبق .
عادا إلى الطريق العام وعبرا نحو خمسين ميلا , ومازال الصمت مخيما عليهما قبل أن يتلفظ بكلمة أخرى حيث قال :
" أعتقد أن الإعتذار ضروري . هل ذلك ما تحتاجينه لتعاودي الكلام ثانية ".
قالت بسطحية :" لا , إني أدعك بأمان فقط ".
تحرك بغضب على مقعد القيادة . وقال :
" حسنا , إني أسلم بأنني لم أكن مهذبا معكِ هناك . أردت فقط أن يكون كل شيء وفق ما خططت له عندما أعود إلى الديار مع الجوادين , ولم يكن السير مع حيوان مريض ضمن مخططاتي ".
لم تكن اليكس لتهدر أية عاطفة تجاه الطفلة المدللة والزوجة المناسبة بالطبع . قالت بلهجة تعكس شعورها بدقة واضحة :
" بالتأكيد لن يلومك أحد بسبب المرض ؟".
قال :" المسألة ليست مسألة لوم , إن هذهِ مناسبة خاصة جدا . حلم يتحقق أردته أن يكون حلما مثاليا , وليس نصف كابوس ".
قالت بجفاف :" أنا خارج سربي , فأنا لم احظ قط بأحلام تتحقق على هذا النحو ".
قال :" و أنتِ لا ترين لماذا قد يتحقق ذلك لأي شخص كان , هل هذا هو الأمر ؟".
قالت له بحزم :" انظر , إنها على الأرجخ ليست شيئا خطرا لتقلق بشأنه . وإن كانت كذلك . اليس من المفيد أكثر أن تبحث عن طبيب بيطري بدلا من المشاجرة حول ذلك ؟".
" صوت الحكمة . أنتِ محقة بالطبع " عندما نظر إليها هذهِ المرة بدا مستعدا لتبديل مزاجه .
قال :" إذا , افعلي شيئا لتبعدي ذلك عن تفكيري , حديثيني عن عائلتك , عن صديقك , عن أي شيء , تكلمي فقط , لقد اكتفيت من الصمت ".
لمعت أضواء الخطر في رأس اليكس , العائلة .لم يكن يوجد الكثير من الراحة في ذلك الحديث . قالت محاولة صرفه عن هذا الموضوع :
" إنها عائلة عادية , والدتي ووالدي يتمتعان بتقاعدٍ مبكر , أختي متزوجة وعندها طفل , كلنا سعداء وقانعون . ويسعدني القول , ليس هناك ممتلكات تذكر ".
وانتقل بلكف إلى الموضوع التالي . حيث سألها :" وماذا عن موضوع الصديق ؟".
" لاحاجة للقول إنهم جميعا من الطباء ".
"جميعهم ؟ هل يعني ذلك أن ليس هناك من شخصٍ مميز ؟".
قالت :" أنهم جميعا يعتبرون أنفسهم مميزين جدا "
سألها :" و أنتِ ألا تعتبرينهم كذلك ؟".
أجابته :" لست في عجلة لأفضل أي شخص معين عن البقية ". ثم أدركت أنها كانت تضيع الفرصة لتؤكد أنها ليست حرة .
فأضافت بزيفٍ كلي :" هناك شخص قد اكون مستعدة للشعور نحوه بجدية أكثر , لكن ذلك عليه الإنتظار حتى أسوي وضع عملي ".
سألها :" كيف يبدو ؟".
اللعنة على الرجل واصراره ! عليها الآن اختراع شخص . جالت فكرها بسرعة على تلامذة الطب والأطباء الشبان الذين تعرفهم , فوجدت نفسها غير قادرة اطلاقا على اختيار واحد من المجموعة ووضعه في دور الحبيب الخيالي . كانوا جميعهم متشابهين جدا , يعملون بجد , يلعبون بجد , يتصرفون بصبيانية على نحو غريب , كل واحد منهم , يجب أن يكون الأمر إذا اختراعا كاملا .
قالت :" إنه يكبرني سنا , طويل جدا وعريض المنكبين , إنما بشكل متناسق تماما, إنه جميل , وعيناه رماديتان و ..." وقطعت كلامها وقد شعرت بالحرارة تخنقها عندما أدركت أنها تصف ماركوس نفسه .
قال باقتضاب :" البطل الرومانسي المثالي ".
قالت :" ليس تماما . عنده التواؤ جذاب في أنفه حيث كسره ذات مرة بينما كان يلعب الركبي ".
قال بمرح :" من الجيد وجود أنفٍ مكسور , فقد بدا الفتى المثالي بشكل خيالي جدا حيث لا يمكن لكلمات أن تصفه . والآن مالذي يضحككِ ؟".
قالت :" مجرد التفكير في ... ". وبحثت بسرعة عن اسم ثم تابعت :" في امبروز على أنه مثالي ".
قال ماركوس بازدراءٍ واضح :" امبروز ؟ ها قد أصبح عنده عاهتان الآن ".
قالت :" أتعتقد ذلك ؟" وتعمدت أن يبدو صوتها حالما وهي تضيف :" إنه يعجبني "؟
سكت من جديد و بقي كذلك حتى توقفا لاستراحة قرب شالون .
شربت ميسترال عندما فتحا العربة لينعشا الجوداين فقد كانتا عطشتين . وبينما كان كلٍ منهما ينتظر الآخر ليتناول القهوة في المقهى سمعا السعال الجاف من جديد . وكانت اليكس مقتنعة تماما كما ماركوس أن الفرس الصغيرة ليست بخير .
ازداد الطقس حرارة أكثر فأكثر , وبينما كانت اليكس تراقب المسافات الشاسعة التي يقطعانها تحركت بضيق محاولة أن تبعد الجينز عن ساقيها , وكان ظهرها ما زال يؤلمها قليلا أيضا , نتيجة السقطة عن الأرجوحة . لم يكن يؤلمها معظم الوقت , لكن قضاء ساعات في السيارة جعلتها تشعر بكدماتها .
فاجأها ماركوس بالتوقف ثانية عند منتزه في غابة بليني . قال بتهذيب :" سوف نأكل الآن , لا أريد أن أكون منشغلا عندما نصل إلى محطتنا الليلية كي آخذ ميسترال و أرى مابها ".
لم تكن رحلة ممتعة فكل واحدٍ منهما كان قلقا . وبدأت اليكس تتساءل كم من الوقت سيضاف إلى رحلتهما إن كان عليهما الإنتظار ريثما تخضع الفرس للعلاج . كانت تعرف انه لن يسمح لها بنقل جواد مريض عبر القنال .
لقيا صعوبة أكثر في إيجاد مركز الفروسية الذي كانا متوجهين إليها , وعندما وصلا إليه , أعطت قراءة اليكس للخريطة الكثير من علامات الرفض والاستهجان من ماركوس النزق . على أية حال , لقد بدا مرتاحا نوعا ما عندما خرج من المنزل الأبيض الطويل بعدما تحدث مع رئيس المركز .
قال وهو يصعد إلى مقعد القيادة :" إننا محظوظان . إن الطبيب البيطري هنا الآن . يفحص جوادا يعاني من إصابة في مؤخرة قائمته فوق الحافر مباشرة وحالما ينتهي من ذلك سيفحص ميسترال ".
قالت اليكس ببساطة :" إنني سعيدة للغاية ".
" و أنا كذلك . سنعرف على الأقل ما الأمر , و إن كان خطرا أم لا . لم يكن هذا اليوم أفضل أيامنا حتى الآن . أليس كذلك ؟".
" طالما الأمور ليست خطرة يمكننا نسيانها كلها ".
لكن عندما خرج ماركوس والطبيب البيطري من عربة الجوادين حيث تركا ميسترال بعد المعاينة , كان وجه كاركوس قاتما . اتجه الطبيب نحو البوابة وعاد ماركوس إلى حيث كانت اليكس تربت على عنق لاسكو .
قال بتجهم :" أنها حمى الخيل "؟ كان مرض حمى الخيل مرضا بغيضا وخطيرا تصاحبه حمى والتهاب في الحنجرة . حتى إنه يكون فتاكا .
قالت :" أوه , لا ".
قال :" مازال في مراحله المبكرة , ظاهريا , لم يكن في إمكاننا اكتشافه في وقتٍ أبكر , كما ان الطبيب يقول أن جياد الكامارغقوية جدا و يمكنها مقاومة هذا المرض جيدا . وهذا أمر مشجع , لقد حقنها بحقنة كبيرة من دواء الإلتهاب , وعلي أن أقود حتى منزله الآن لاحضار مزيد من الجرعات لاعطائها لها , حيث لم يكن معه مايكفي منها ذات الفعالية المطلوبة . سنخرجها ونفك العربة , ثم سنترك الجوادين وننطلق بسرعة ".
قالت اليكس :" يمكنني أن أدرب لاسكو بينما تقوم أنت بذلك . لا أعتقد أنه من المفترض امتظاء ميسترال قبل خضوعها للمعالجة أليس كذلك ؟".
هاجمها ماركوس قائلا :" كم يتطلب منكِ وقتا فهم أمرٍ بسيط ؟ لن تتجولي في منطقة غير معروفة بمفردك . لم أسمح بذلك مساء أمس ولن أسمح به الليلة , ولا غدا . ولا في أي وقتٍ طالما أنتِ في خدمتي . هل أنتِ مصممة على الضياع أو الإغتصاب أو الإغتيال ؟ مابكِ ؟".
" إنني أدرك بالطبع أن قلقك الرئيسي هو على جوادك الغالي , ولكني اعتقدت فعلا إنني أقدم عرضا للمساعدة ".
" لا تعتقدي أنكِ خدعتني للحظة واحدة . ما قصدته فعلا هو أنكِ اكتفيتِ من السير على الطرقات في هذهِ الحرارة , صحيح ؟ حسنا , أيتها العنيدة , لسنا هنا من أجل المرح , لا أرغب في المزيد من القيادة أنا أيضا , لكن يجب أن نفعل ذلك ".
قالت :" ليس من قبلنا نحن الإثنين , إنني أشعر بصداع رهيب ولن أصعد إلى السيارة ثانية .." وأسقطت نفسها على المقعد الطويل إلى جانب الحقل , وهي تحدق به .
و أضافت :" إنك غير منطقي اطلاقا . يمكنك منعي من ركوب لاسكو إذا أصريت على إثارة هذا الهرج , لكن على الأقل في إمكاني البقاء هنا و إطعام الجوادين . إنني لا أحاول التهرب من دون القيام بشيء و أنا متأكدة أن الجوادين لن يمسهما اهتياج شديد ويدوساني حتى الموت , إذا كان ذلك هو البند التالي على لائحة عاداتك الرهيبة ".
نظر إليها نظرة حقيرة ةقال :" الأمر الذي يظهر أي كارثة ممكنة على لائحتي هو فشلك التام في الإدراك أن هناك طرقا معقولة في التصرف ".
قفزت على قدميها من جديد وقالت :" لا يمكنك أن تكون أكثر عقلانية من التقدم في سبيل التأكد من أنه في إمكانك التعامل مع المواقف الصعبة . كم مرة عليّ أن أقول لك إنني أستطيع الإعتناء بنفسي ؟ ".
قال بلهجة ساخرة يتطاير من نبراتها اللهب :" كل الفتيات أخذن دروسا في الدفاع عن النفس ؟".
ردت عليه بسرعة :" كان مدربنا بحجمك , وقد حرص على جعل الأمر يبدو كدرس تعلم الباليه ".
أخيرا لم تعد اليكس قادرة على السيطرة على نفسها , وقالت :" حسنا . طالما أنك تعتقد أنك تعرف كل شيء , جربني , أنظر , إني أدير لك ظهري . أنظر ماذا سيحدث لك إن حاولت الإمساك بي ".
قال :" لا تكوني سخيفة . اختاري قتالا مع شخصٍ مثلك ".
قالت :" خائف أن تفقد وقارك , أليس كذلك أو هل أنت خائف من أن فتاة صغيرة تستطيع أن تؤذيك ؟".
قال ببرود :" في الواقع العكس هو صحيح ".
صرخت قائلة :" جبان! جبان !".
كان يقف هناك وقد لف ذراعيه حول صدره , وأخذ ينظر إليها وقد بدت مذهولة ومشمئزة في الوقت ذاته .
قال لها ببرود :" يبدو أن الصداع قد زال ".
قالت :" ذلك يحدث ذلك دائما , عندما يظهر ألم أكبر من الصداع . تعال . كن رجلا فعلا ودعني أبرهن لط أن ماتلفظت به ليس سوى هراء . أنظر ".
ولوحت بذراعيها وتطاير شعرها فيما هي تحاول الدوران حوله وظهرها ما زال باتجاهه , ثم أضافت :
"إنني لا أنظر إليك , على الأقل أظهر شجاعتك لكي تخلص نفسك . لا أستطيع أن أسهل لك الأمور أكثر من ذلك " .
قال :" حسنا طالما أنكِ مصممة على أن تجعلي نفسكِ حمقاء ".
انتابها الخوف بعد موفقته المفاجئة , لكنها تستطيع القيام بذلك . ألم ترمي استاذها الأثقل منها وزنا أرضا , وقد أثنى عليها وطلب منها أن تعيد عرض ذلك لتلامذة صفها ثانية ؟ قالت بشجاعة :" هيا , إذا ".
قال وقد بدا صوته أقرب :" إني قادم , وسوف اقترب منكِ إن أصريتِ على الوقوف وظهركِ لي . عليكِ على الأقل أن تستفيدي من معرفتكِ بأني اتجه نحوكِ . إنني على بعد عشر خطوات منك الآن , وأنا أقترب ... واقترب ..".
لمست يده ذراعها اليمنى , فتفاعلت على الفور وقامت بحركة كادت تظهر بشكل حاسم كم كان مخطئا في الإستخفاف بها .
بدلا من ذلك وجدت نفسها تطير في الهواء لتحط على ظهرها على مجموعة من الأعشاب .
الأسوء من ذلك أن ماركوس كان يقف منفرج الساقين أمامها , وقد بدا وكأنه لم يتحرك قط , وهو ينظر إليها .
" وكيف ستخرجين من هذا أيتها الحمقاء الصغيرة ؟".
لم تكن تقوى على اجابته , ولم يكن عندها جواب لترد عليه . كما أنها لم تقع فقط في ورطة , بل كانت خائفة أيضا .
سار إلى أحد الجوانب , ثم مد يده ليمسك بيدها .
وقف ينتظرها حتى تسترد أنفاسها , حتى استطاعت أخيرا أن تتلفظ بكلمتين حيث قالت :" ليس عدلا ".
زمّ شفتيه وقال :" بعد التبجح والتظاهر بالشجاعة . ذلك يفي بالغرض . لسوف تعيشين مع مواقف كتلك . والآن ربما أستطيع متابعة الأعمال المهمة وافنسحاب من هذهِ التمثيلية التحذيرية السخيفة التي دبرتها ".
قالت بكلماتٍ مخنوقة :" كان يجب أن تخبرني ".
" اسدي لنفسكِ خدمة , عندما تتحضرين للهجوم في المرة المقبلة , تأكدي أن مهاجمكِ لا يعرف شيئا أكثر منكِ ".
تركت نفسها تسقط جالسة على المقعد الطويل . بعدما انطلق بسيارته . هذا الرجل البغيض , لابد أنه حائز على الحزام الأسود في لعبة الجودو . لقد ذفها في الهواء وكأنها كيس من البطاطا .
آه ! ضربت بنعليها على المقعد في غضب , ثم وجدت أن الصداع لم يختفِ قط , بل رجحت عليه حدة مزاجها .
جلست هناك لفترة أطول , وهي تشعر بأسى كبير على نفسها و بأنها أكثر من مجرد حمقاء صغيرة , ثم نهضت على قدميها . لن تطعم الجوادين , إنها لا تشعر أنها قادرة على القيام بأي شيء , ليس بعد .
رأت , من خلال الأشجار , المياه تتلألأ و كأنها إشارة ضوئية تناديها . لكن كاركوس ويكفورد , الغبي , أخذ متاعها معه . وهكذا فإن ثوب البحر خاصتها , في ذلك الرينج روفر اللعين , ولا تعرف كم سيطول غيابه . وانتابتها موجة أخرى من الغضب .حسنا . لن يمنعها من السباحة لقد سبحت عارية من قبل وستفعل ذلك الآن .
كانت مياه آرمنون كالمرهم الشافي . لم تسبح اليكس كثيرا بل تركت نفسها تطفو لفترة قصيرة قرب الضفة , ثم أخذت تحرك قدميها في الماء اجتنابا للغرق , وعيناها مغمضتان لمجرد الإسترخاء .
إلا أنها صدمت بقوة , عندما سمعت صوت ماركوس يقول :" ماهو العمل الأقل وعيا من قبلكِ لتفعليه , وأنا واثق تماما بأني أعرف ماذا كنتِ تنوين القيام به ".
أصيبت اليكس بالذعر وكادت تختنق بالماء الذي ابتلعته , ثم اتجهت سابحة تحت الماء إلى الضفة المقابلة حيث كانت هناك أشجار متدلية ولم تظهر إلا عندما أصبحت على بعد مسافة آمنة .
فعلت ذلك في الوقت المناسب لترى ماركوس قد خلع ملابسه بسرعة , وغطس في مياه النهر ثم ظهر ثانية وقد قطع نحو نصف المسافة نحوها .
قالت بسرعة :" ابقَ بعيداً عني ! ".
" لا تقلقي . إني لا أفكر في تكرار التمثيلية ".
سألته بيأس :" لماذا عدت بسرعة كبيرة ؟".
أجابها :" لأن الطبيب البيطري يسكن على بعد مئتي يارد من هنا ".
أخذ يسبح بتكاسل ذهابا و إيابا وهوو يراقبها , ثم أضاف :" لماذا تجلسين هناك بعيدة عني ؟" .
أجابته بحدة :" إني انأى بنفسي عنك , هل يفاجئك ذلك ؟".
حرك قدميه في الماء حتى أصبح على بعد سبعة أو ثمانية ياردات عنها فقط .
قال :" لا تجعلي من الأمر مأساة . لقد تأكدت أنكِ ستسقطين أرق سقطة ممكنة , إنكِ بخير على ما أعتقد ؟ ".
قالت :" لا , شكراً لك ".
قال :" أفترض أنكِ لستِ مخبولة لدرجة أن تسبحي لو أنكِ تعانين من تأثيرات موجعة على أثر .. تجربتك ".
قالت :" لا يسمح لي تقريبا بالسباحة الآن , أليس كذلك ؟".
قال :" عقاب أنزلته بنفسك , لكن لا تقلقي مجرد غطسة صغيرة هي كل ما أريده . ولقد اكتفيت الآن . من الأفضل أن تخرجي من الماء أنتِ أيضا ".
سبح نحو الضفة وخرج من الماء ثم ناداها قائلا :
" ألا تشعرين بالبرد ؟".
بذلت اليكس جهدا كي لا تصطك أسنانها وقالت :" لا , اطلاقا ".
كانت مياه النهر عميقة تجري مسرعة عند هذهِ النقطة , ورغم حرارة بعد الظهر فقد كانت تشعر بالبرد حتى عظامها .
أذ ماركوس وقته وهو يجفف نفسه . أخذت تسبح ذهابا وإيابا , وقد حرصت على أن تبقى على الجهة البعيدة من النهر وهي تشعر بأنها ضعيفة ومتجمدة .
ناداها قائلا :" حقاً , يجب أن تخرجي من الماء الآن ".
قالت :" ليس بعد , أرجوك لا تنتظرني ".
قال :" مامن مشكلة , لستُ على عجلة للقيام بأي شيء آخر . لكنكِ حقا يجب ألا تبقي لمدة اطول في الماء , سوف تندمين على ذلك إن أصبتِ بالبرد الشديد ".
فكرت اليكس باشمئزاز , ليس بنصف الندم الذي سأشعر به إن خرجت من الماء و أنت تقف هناك تنظر إلي . آه , أي حمقاء كانت هي ! من سوى مغفل سيعتقد فعلا أنها قد تستطيع الإفلات من هكذا نوع من الحماقة ؟ إن لم يقرر هذا الرجل اللعين العودة إلى الحقل , ستكون مجبرة على إخباره أنها لا تستطيع الخروج من الماء طالما هو واقف هناك .
توقفت عن السباحة ونظرت إليه , وهي تتساءل إن كان وجهها ممتقعا كما تشعر به , وشحذت قوتها لتدلي باعترافها الصغير .
إلا انه تكلم أولا فقال وهو ينظر إلى السماء :
" هذهعِ الشمس تتألق ثانية فوق الماء حسنا, أعتقد أننا نستطيع أن نسمر بهذهِ اللعبة لساعات قبل أن تستسلمي وتكوني عقلانية . إن أدرت لكِ ظهري , هل سيحل ذلك المشكلة ؟ وسأكون رجلا نبيلا لدرجة أن أضع منشفتي في خدمتك...".
وقذف بها إلى حافة النهر و أضاف :" ليس معكِ واحدة , أو أي شيء آخر بالطبع , طالما أن كل ثيابكِ معي ".
لقد كان يعرف ذلك طوال الوقت , فكرت اليكس بغضب , وقد أبقت عينيها على ظهره بحذر فيما كانت تسبح نحو الضفة وخرجت من الماء بسرعة , وهي تشعر أنها معرضة للخطر بشكلٍ بشع , لتلفّ نفسها بمنشفة البحر الرطبة . ارتدت سروالها وقميصها اللذين كانا يلتصقان بنزق وهي تسحبهما على جسمها الرطب .
قالت بحقد :" أعتقد فكرتك هذه هي من أكثر الدعابات هزلا في العالم ".
قال :" إنها ممتعة جدا , موافق . هل يسعني أن أستدير الآن ؟ أو أنني في خطر من مزاجكِ ثانية ؟".
قالت :" لا, أنت أقوى مني . لقد تعلمت ذلك الدرس ".
قال :" جيد " ثم استدار ونظر إليها , وأضاف :
" أتمنى أنكِ قد استوعبتِ بصدق وبشكلٍ جيد هذين الدرسين اليوم . القوة والخصوصية , والذي يبدو أنكِ لا تملكين أيٌ منهما ". ثم سار بعيدا من دون أن يضيف كلمة أخرى .
امتطى بعدها ماركوس لاسكو في جولة مسائية . مقترحا أن اليكس قد ترغب في الاعتناء قليلا بالجواد ميسترال .
وعندما عاد ماركوس كانت قادرة على التحدث معه دونما قيود للسيطرة على نفسها مع كل كلمة .
قال لها :" لقد استطعت أن أتدبر لنا مكانا في المركز مع بقية الضيوف . لقد كان يوما شاقا , ولا أعتقد أن أيا منا قادر على البحث عن مكان آخر في المنطقة ".
توجها إلى غرفة الطعام عند الساعة الثامنة والنصف , وقد رحبت اليكس بفكرة الإختلاط مع أناس آخرين لفترة قصيرة . كان هناك عائلتان انكليزيتان غيرهما يمضيان عطلة في المركز , هكذا قيل لماركوس , وكان عليهما الجلوس إلى طاولة تتسع لثمانية أشخاص مع زملائهما .
كانت ترتدي ثوبها الجلدي المفضل ذي الرسومات الجريئة والغامضة . ذات اللون الأزرق الطاووسي وظلال من اللون الأخضر , مع سترة من القماش الأبيض الرقيق . وكانت قد ربطت شعرها إلى الوراء بشريط أخضر عند مؤخرة عنقها , ووضعت حلقا عنقودي الشكل يجمع ألوان الثوب .
عاد ماركوس أيضا من الأستحمام بأناقة بسيطة , حيث ارتدة قميصا قطنيا جميلا بلون الشوفان وسروالا أخضر اللون .
وسحب لها الكرسي في غرفة الطعام لتجلس عليها وقد تلألأ الضوء المنبعث من النصباح المعلق على الحائط على شعره .
كانت رفقة العائلتين الانكليزيتين طيبة , عائلة من ميدلاند أفرادها أكبر سنا من العائلة الأخرى التي قدمت من اسكس ومعها طفلا . والطعام كان ممتازا . لم يسع اليكس إلا أن تلاحظ كم أحب الطفلان ماركوس بسرعة , وكم كان هو لطيفا معهما , فقد أخذاه عند نهاية وجبة الطعام لينظرا إلى المهرين اللذين كانا يعتبرانهما خاصتهما , لكنها لاحظت بسرور بأنه لم يسمح للصبي والبنت الصغيرين أن يفعلا أي شيء أو أن يذهبا إلى أي مكان كانت لديه سلطة طبيعية وسارة عليهما وقد أطاعه الطفلان دونما سؤال .
انتهى النهار , بكل مافيه , أفضل بكثير مما من به خلال معظم الوقت , وكانت اليكس مجبرة على التساؤل , إن كان الرجل يهتم بالحيوانات يمكن أن يكون سيئا كليا .
بينما كان يحقن ميسترال بآخر خقنة لليوم , وهي واقفة تحمل المصباح وتراقبه وقد بدت تعابير الإهتمام على وجهه.
استعدا للنوم ونصب ماركوس الأرجوحة الشبكية , ولكن قبل أن تصعد إليها دسّ أنبوبا صغيرا في يدها .
قال :" ضعي من هذا على كدماتك, لم يكن عندي فكرة أنكِ سقطتِ سقطة مؤذية إلى هذا الحد عن الأرجوحة , كان يجب أن تخبريني ".
فعلت اليكس مابوسعها لتتجاهل الجانب المحرج في ذلك الموقف . وقالت :
" إنها بسيطة . إن الكدمات تظهر عليّ بسهولة , هذهِ طبيعة بشرتي . لكن شكرا على أية حال ".
" أنتِ أيتها الفتاة الصغيرة المضحكة .." .
ثم فجأة رفرفت أجنحة ولمع وميض أبيض مر من فوق رأسيهما بارتفاع قدم أو اثنتين , فقفزت اليكس بتوتر .
قال :" إنها مجرد بومة ".
تساءلت اليكس , بومة أو نذير شؤم .. بدا لها أن توقيت طيرانها وهدفها المميت دون شك ينذرانها بوجود خطر محدق . خطر ساكت في أفكارها , فيما قالت له بسرعة طاب مساؤك وصعدت إلى أرجوحتها .
تكورت في كيس نومها التماسا للدفء , وهي تحدق في النجوم المتناثرة في السماء المظلمة , و أرغمت نفسها على التفكير فيما حدث خلال النهار , لقد أمسكت المحفظة السوداء عدة مرات ونظرت إليها بسرور . لقد تحول هكذا تصرف إلى مرارة في تفكيرها الآن . كيف استطاعت أن تشعر بالإمتنان نحو رجل أحدث هكذا مصيبة في حياة عائلتها ؟ لقد اعتبرت نفسها دائما الفتاة الواعية المدركة بينما ايلين هي الأخت الحمقاء والطائشة .
لم تعد متأكدة الآن , عليها أن تراقب نفسها و ألا تكون متأكدة من أي شيء , سواء كان حبا أو كراهية .
قد يمكن خيانة الحب , ألم تجد نفسها تقترب من الطريق الذي قد يؤدي بها إلى خيانة شقيقتها ووالديها ؟
أدارت ظهرت لماركوس وانتظرت برزانة حتى يغلبها النعاس ويمحو الصورة الكئيبة وغير المرضية لنفسها والتي تعيش فيها .


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس