عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-19, 06:20 PM   #7

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس



إن كانت الأمور قد بدت سيئة الليلة الماضية , فإن القدر تدخل ليجعلها اسوأ بشكلٍ مؤكد قبل مغادرتهما مباشرة في الصباح .
تذكرت اليكس ساعتها , التي كانت قد وضعتها في حقيبتها وجعلت ماركوس ينتظر ريثما تبحث عنها بين ثيابها . وفي غمرة عجلتها , رمت الحقيبة دون أن تقفلها ثانية في الصندوق . حيث ارتددت وسقطت على الأرض وقد تناثرت محتوياتها بسرعة فائقة .
هرعت اليكس بسرعة مندفعة إلى الأمام لتلتقط الأغراض , وكان همها أولا ألا تدع ماركوس يلتقط ملابسها الشخصية , لكنها رأته بعد ذلك يمسك كتابا صغيرا لونه أحمر داكن , وترنح قلبها خوفا. لقد كان ذلك جواز سفرها , وفي داخله اسمها الحقيقي .
قالت بسرعة :" سآخذ هذا ".
وقف و أبعده كي لا تستطيع الإمساك به وسألها :" لِمَ كل هذهِ العجلة ؟ هل أنتِ خائفة من أن أرى صورتكِ البشعة على جواز سفرك ؟".
قالت :" لا " وحاولت أن تنتزعه من يده , لكن محاولتها باءت بالفشل فناشدته قائلة :
" أرجوك لا تنظر , إنها صورة مريعة ! ". وتسارعت ضربات قلبها وكأنه شيء هائج .
قال :" أنتن دائما هكذا . وذلك مايحدث التسلية ".
فتح جواز السفر ونظر إلى الصورة , ثم إليها وقال :" يالها من جلبة من أجل لا شيء . إنها صورة مقبولة . إني لا أمزح اطلاقا ".
فكرت للحظة , للحظة أمل يائسة إنها سوف تفلت بذلك لكنها رأت عينيه تتجهام إلى الصفحة المقابلة وقال :" لا ذكر لعلامات فارقة الآن , وإلا ربما في هذه اللحظة بالذات عند نقطة اكتشاف ..".
توقف عن الكلام , وعلمت اليكس أن لعبتها قد انتهت لقد رأى اسمها . لابد أنه فعل ذلك . ماذا غير ذلك قد يعنيه الصمت المفاجئ ؟ لاشيء أقل من معجزة يجعله لا يضع النقاط على الحروف الآن . انحنت بخوف , وأخذت تلتقط الملابس كيفما اتفق وتضعهم داخل حقيبتها , وكأنها في هذهِ اللحظة وقعت في ورطة , ورطة حقيقية .
بدا و كأن الصمت سيستمر إلى مالانهاية . لكنه تكلم أخيرا .
سمعته يسألها ببطءٍ قاتل :" هل كانو يدعونكِ يوما بساندي ؟".
تركت حقيبتها على الأرض ووقفت لتواجهه :" كنت يوما ...".
قال :" جال في بالي أنكِ ربما قد تكونين يوما . لا تقولي لي , كان ذلك يوما عندما كان اسم عائلتكِ مختلفا أيضا , أليس كذلك ؟ ليس وارد فقط , إنما ليوارد , ساندي ليوارد , صحيح ؟".
أومأت برأسها إيجابا , وقلبها يقفز من مكانه قلقا وقد شلتها النظرة التي بدت على وجهه .
قال :" و شيء يحدثني أنكِ لستِ الآنسة ليوارد الوحيدة , عندكِ شقيقة صحيح ؟".
" دعنا لا نتصرف بطريقة غير مشرفة يا ماركوس . من الواضح أنك تعرف أني شقيقة إيلين ".
قال بلهجة باردة وساخرة :" لكن هذهِ المعرفة جاءت متأخرة جدا . عليكِ أن تعطيني بعض الوقت لأتمكن من استيعاب ذلك . ربما عليكِ أن تبدأي منذ أول لقاء مشرف حصل بيننا ".
مد يده نحوها , يدا ثابتة بينما كانت يدها ترتجف . لكن عضلات وجهه المتصلبة كانت شاهدا على مدى غضبه وقال :
" كيف حالكِ , يا ساندي ليوارد ؟".
كانت مصدومة جدا بالانهيار المفاجئ لخداعها الذي كتمته بحذر لدرجة أنها مدت يدها نحو يده دون أي تفكير .
وبدلا من أن تتلقى مصافحة ساخرة , دفعها بخشونة نحوه بدل المصافحة وامسك كتفيها بإحكام بينما كان وجههعلى بعد بضع انشات من وجهها , وقسماته تلتوي من شدة الغضب .
قال بصوتٍ بارد كالثلج :" حان وقت التفسير . لماذا هذا التصرف ؟ تخججلين من اسمكِ , أليس كذلك ؟ ".
قالت :" لا , أبدا . لكن اعتقدت أن رجلا من عائلة ريكفورد ربما لن يجد ذلك أمرا مستساغا ".
نظر إليها باستخفاف وقال :" لا تختبئي خلف اصبعك ".
قالت :" إني لا أفعل ذلك . لقد أعطاني الجيل الحالي دوافع كصيرة لأخذ الحذر ".
دفعها بخشونة بعيدا عنه وقال :" أي حقيرة ماكرة أنتِ , وحريصة على مصلحتك الخاصة ".
قالت بحقد :" ذلك ليس منصفا . لكي أستحق ذلك الوصف كان علي أن أعرف من أنت سلفا , وصدقني لو كنت أعرف ذلك , مامن ظروف مهما كانت صعبة , كانت لتجبرني على المجيء إليك ".
بعد دقيقة قال :" كيف حدث أنكِ متأكدة لهذه الدرجة أني أنا الرجل الذي عرف أختكِ العزيزة ؟ ".
قالت :" اسمك , الذي لم تكن ليز تعرفه كاملا ".
قال :" ليست الأسماء فريدة ".
قالت :" ولقد أرتني ايلين صورة لك ".
قال :" من المؤسف أنها لم تريني صورتكِ ".
قالت ببساطة :" ها أنت أمامها , ولست في حاجة لأي تفسير إضافي عن عدم رغبتي في استعمال اسمي الحقيقي . ماكنت لترحب بفكرة السفر معي , ولكنت عدت بمفردك إلى انكلترا , أليس كذلك ؟".
قال بينما أنتِ , من الناحية الأخرى , كنتِ يائسة جدا للحصول على انتقال مجاني لدرجة أنكِ قد تنحطين ألى أدنى درجة للحصول عليه ".
" إن كنت تذكر لقد حاولت المغادرة على الفور , بعدما عرفت من أنت . لقد كنت مشدوهة , كما أنت الآن ".
قال :" مشدوهة ؟ إنني غاضب جدا ".
قالت :" حسنا , مهما أردت تسميته . كان علي التفكير على الفور , ولم يكن ذلك بالأمر السهر . لقد تمنيت لو أنك لم تلحق بي ذلك اليوم . لقد كنت أتصرف بطريقة مشوشة نوعا ما . ولا تظن أنني استمتعت باليومين الماضيين ".
قال :ط حقيقن من أنتِ تلقي الضوء بالتأكيد على تحولكِ من صديقة إلى فتاة متعجرفة ".
قالت بازدراء :" أعتقد أنك تظن أنه يجب على كل امرأة أن ترمي بنفسها عليمك وتقول : نعم أرجوك! حالما تشير إليها ببنانك الصغير ".
قال :ط أعني , لقد صدمتني جدا تلك الجلبة التي أثرتها حول قبلة عرضية ".
قالت باقتضاب :" حسنا, إنك تعرف الآن . إني شقيقة ايلين . ذلك أمر نسيته للحظة طائشة تحت تأثير ضوء القمر والشراب , إنما ليس تحت ضوء النهار ".
صرخ قائلا :" ياله من أمرٍ جدير بالثناء , لكني نسيت المبادلات الاجتماعية , أخبريني كيف حال أختكِ العزيزة ؟".
توهجت عينا اليكس غضبا , وقالت :" لقد تزوجت , عندها طفل رائع وهي سعيجة جدا بالتأكيد ".
قال :" إني سعيد جدا لسماع ذلك . لقد نجحت أخيرا بعد زواجٍ فاشل وعلاقة فاشلة . يبدو أن المثل القديم صحيح . المرة الثالثة هي الثابتة ".
" كيف يمكنك قول شيء غليظ وبشع لهذهِ الدرجة ؟".
أجابها بالسرعة ذاتها :" كيف أمكنكِ أن تفعلي مافعلته ؟ لكن لستِ مجبرة على الإجابة عن هذا الآن . أليس كذلك ؟ يظهر الجواب على بعد عدة اميال عند شخصٍ عرف أختكِ في ظل ظروف لقائي بها . من الواضح أن فن المخادعة يجري في عروق العائلة ".
أنهت توضيب أغراضها من جديد في حقيبتها , ثم نهضت لتواجهه . قالت :
" حسنا , لن نستفيد شيئا من نبش الماضي . أفترض أنك تريدني أن أغادر بأسرع مايمكن . لسوء الحظ ومن أجل أن أفعل ذلك , علي أن أطلب منك اقراضي بعض المال . يمكنك التصور كم أكره القيام بذلك , لكنها تبدو الطريقة الأسهل للخروج من موقفٍ بغيض لكلينا ".
قال :" تديرين ظهركِ وتهربين ؟ هل هذهِ ميزة أخرى في العائلة تتشاركينها مع أختكِ ؟" .
قالت :" إنك حقير ! ".
قال :" وأنتِ نسيتِ أمرا ".
قالت :" لكني متأكدة أنك ستخبرني ما هو ".
قال :" لقد عفدتِ معي اتفاقا . لم يتغير شيء . مازال عندي جوادان وعلي أن أعود بهما إلى انجلترا . وما زلت في حاجة لمساعدة . هل تقولين لي أنكِ تنوين التراجع الآن عندما كشفت خدعتكِ الصغيرة ؟ ".
كان الآن دور اليكس لتقف مشدوهة .. فقالت :" هل تقول أنك سوف تستمر باستخدامي عندك ؟".
قال بلهجة بغيضة :" من المذهل مايستطيع الإنسان تحمله عندما يكون الأمر مفيدا ".
قالت :" أنا , أنا لا أعرف كيف يمكن أن تجري الأمور ".
قال :" إن كنتِ تتحدثين عن العلاقات , فأنا أيضا لا أعرف . لكن فيما يختص بالعمل الذي بين أيدينا , فسوف نصرّ على أسناننا ونتابع القيام به , فلم يقل أحد أن علينا أن نمتع أنفسنا . وستجدين بالنظر إلى أدائك حتى الآن أن الأمر مريح لتتمكني من أن تظهري كليا استياءكِ لهذا الوضع ".
قالت اليكس بلهجة متقدة :" هذا أول توبيخ قاس ".
قال :" أوافقكِ كليا , إنما طالما نحن معا , طالما علينا تحمل ذلك . لقد اخترت العمل عندي , لذا أقول علينا أن نضع هذهِ الفكرة في مرحلة التنفيذ ".
تركها لتضع حقيبتها في مؤخرة الرينج روفر وتنضم إليه في المقدمة .
بدأت كلامها عندما شعرت أن الصمت لم يعد محتملا قائلة :" لو أني عرفت ...".
" إسدي لي خدمة . لا تقولي شيئا . احتفظي بكل ماعندكِ لنفسكِ , افتراضات , أفكار واعتذارات بكل شيء ".
قالت بعنف :" ليس عندي ما أعتذر لأجله ".
قال :" إني متأكد أنكِ تعتقدين للحظة أن عندكِ كما مع شقيقتك , المتعة الشخصية تحتل المكانة الأولى فوق كل شيء آخر ".
" أعتقد من الأفضل أن ندع أختي خارج الموضوع ".
"خارج الموضوع بشكلٍ تام . لقد هربت مباشرة إلى عالم اميركا الملون الحالم . بناءً على ماقلته أنتِ ".
كانت نبرة صوته غاضبة جدا وهو يقول ذلك , بحيث عرفت اليكس أنه ليس هناك من فائدة في الجدال ".
بقيت العلاقات بينهما على أدنى مستوى , ماعدا اعلان موجز من ماركوس بأنهما سيمضيان تلك الليلة مع اصدقاء له في منزل ريفي صغير في غابة ليونز , وبعدما دخلا إلى غابة الزان الجميلة بقليل , قاد الرينج روفر إلى حافة الطريق وتوقف .
قال :" لم نصل بعد , لكن قبل أن نصل علينا إيضاح امر . أعتقد أنه من الممكن , وربما من المستحي أننا سنبقى ليوم أو يومين مع تيم وكريستين , طالما أن كلا الجوادين يجب أن يخضعا لفحص الطبيب البيطري في ديبي , وتأخير مع الأصدقاء سيكون أفضل بكثير من تأخير على المرفأ ".
قالت اليكس بهدوء :" إني أدرك ذلك ".
" طبعا إنكِ الشابة التي تعرف كل شيء , أليس كذلك ؟".
قالت :" ليس كل شيء تماما , ليس لدي حل , حتى الآن , كيف سنمضي بقية الرحلة في هذا الجو ؟".
قال :" تماما . ذلك السبب بالضبط الذي جعلني أتوقف . إن أجبرنا على قبول ضيافة تيم و كريستين , أقل شيء يمكننا القيام به هو التصرف بأساليب متمدنة . وذلك يعني التظاهر المضني بأننا نستطيع تحمل بعضنا البعض ويستمتع كلٌ منا برفقة الآخر . وإلا فإننا سنجعل حياة بعض الناس الظرفاء محرجة جدا ومربكة ".
قالت اليكس بضجر :
" أعتقد أنني أستطيع القيام بذلك ".
قال :" أتستطيعين ؟ بالطبع لقد مضى عليكِ يومان وأنتِ في ثوب التمرينات . أموت لأعرف إن كنت ممثلا جيدا . على أي حال ... تتطلب اللياقة أن نبذل بعض الجهد من أجل ذلك على الأقل . إذا , لتعرفي القليل عنهما . تيم هو انكليزي الجنسية , وكريستين فرنسية . هو يملك الكثير من المال لدرجة أنه لا يعرف ماذا يفعل به و لكن بدلا من أن يهرع محاولا أن يسلي نفسه اشترى هذا المنزل الريفي الآيل للسقوط , الذي ما كان لأحدٍ ليمسه , وبمساعدة كريستين استطاعا معا أن يعيدا ترميمه . إنهما لا ينجبان , لكن أطفال الآخرين ينجذبون نحومها كما الحديد إلى المغناطيس , وكذلك الأصدقاء وأقاربهم , إنهما شخصان من ألطف الناس الذين أعرفهم , ولا أريد أن يزعجهما شيء , هل هذا واضح ؟".
قالت :
" تماما, اتمنى أن لا يكون لديهما سبب ليندما على حضوري ".
قال :" من الأفضل ألا تتمني فقط ".
أدار محرك السيارة بقوة وانطلقا عبر ضوء الغابة الأخضر المرقط .
بدا أن المنزل الريفي الأسباني قد شيد وتآلف مع الأرض.
كانت شجرة اللبلاب قد تسلقت فوق جدرانه الحجرية المزهرة وربطتها إلى الأرض جحيث نمت الأوراق الخضراء .
وكانت الجدران نفسها ترمي بوميض انعكاسها فوق مياه الخندق المائي . وغابة الزان تضمها جميعا في جو الغابة المشرق .
فكرت اليكس أنها لم ترَ أجمل من هذا المكان في حياتها , وحتى ماركوس قد تأثر به ليتحدث عنه .
قال لها بصوت شبه عادي :"قبل أن يأتيا توم وكريستين إلى المنزل الريفي كانت معظم الجدران غارقة في الخندق المائي , ولم يكن هناك غرفة واحد صالحة للسكن في المنزل , كان عندهما قافلة من البيوت المتنقلة على عجلات للعمال , الأصدقاء , والمساعدين ولهما في السنة الأولى , كان ذلك منذ خمس سنوات , إن ما أنجزاه منذ ذلك الحين هو عمل خارق . هاهو تيم ".
كان هناك رجل نحيل القامة أسمر اللون تدل ملامحه على الذكاء , ينزل عن حصادة كان يقطع بها الأعشاب بين الخندق المائي والأشجار , قدم نحوهما , فقفز ماركوس إلى الأرض .
قال :" إذا , لقد قمت بذلك , في الوقت المحدد . عمل جيد ! ".
تصافحا بحرارة , ثم ابتسم تيم وسأله :" ومن هذه ؟ قم بواجباتك يا ماركوس ".
قال ماركوس :" اليكس تساعدني في الإهتمام بالجوادين خلال الرحلة . اليكس ليوارد ... تُعرف أيضا بساندي ".
وعادت نظرات الحقد لترتسم في عينيه الحادتين عندما نظر إلى اليكس قائلا :
" تيموثي هيوجز , صديق قديم من أيام الدراسة ".
قال تيم وهو يصافح اليكس بحرارة :" مرحبا , يا ساندي . يسرني أن ألقاكِ ".
" مرحبا . لكن أخشى أن لا أحد من أصدقائي يناديني ساندي هذهِ الأيام . إني أدعى اليكس لكل من يهمه الأمر ".
قال تيم :" ليكن اليكس . إذ يبدو أنكما تعرفان بعضكما منذ زمنٍ بعيد " ونظر إليهما نظرة يغمرها الإهتمام .
قال ماركوس ببرود :" يمكنك القول أن أشياء قديمة تجمعنا " ونظر حوله ثم أضاف :" حسنا أين الجميع ؟ إنك لا تدير المكان بمفردك أليس كذلك ؟".
أجابه :" لا, هناك المجموعة المعتادة هنا , لكن هناك أكثر من الغرف الشاغرة للجميع , ابنة عم كريستين و زوجها وأولادها من نانتيز معنا . لكنهم سيغادرون غدا . جان بول شقيق كريستين , سيبقى هنا لأسبوع آخر , لقد ذهبوا جميعا إلى رون لقضاء فترة بعد الظهر , لكن التعليمات حول تقسيم الغرف قد تركت مع آلبرتين ,إن قدت نحو عبر الحديقة نحو الأسطبلات ياماركوس , يمكنك أن ترشد اليكس نحو المطبخ حيث آلبرتين , ثم توجه إلى الأسطبلات وسألقاك هناك . إنني متشوق لرؤية هذه الحيوانات التي تنقلها معك ".
قال ماركوس وهو يصع الرينج روفر ثانية :
" هناك قصة صغيرة حولهما لكني سأخبرك بها لاحقا ".
فيما قاد الرينج فوق الجسر إلى داخل الحديقة , قال لأليكس بلهجة خاصة أبقاها لها :" قطعنا أول عقبة . على الأقل وجود رفقة معنا يخفف من التوتر قليلا ".
قالت ببرود :" قعم , معرفة ذلك كان أمرا مريحا جدا ".
سكت لوقتٍ كافٍ حتى يصل إلى آلبرتين التي خرجت للقائهما , وهي تمسح يديها الملأى بالطحين بمنشفة , ثم تركها مع مدبرة المنزل , قائلا إنه سيحضر المتاع لاحقا .
كانت آلبرتين امرأة بشوشة قطعت منتصف العمر , وهي في واقع الأمر ترغب في العلاقات العملية , الأمر الذي كانت اليكس تواجههه عادة في المناطق الريفية . وقد زادت لهجتها الانجليزية الانطباع الفظ الذي ظهر مع سؤالها الأول .
قالت :" اسمحي لي يا سيدتي أن أسألكِ . أنتِ والسيد مارك حبيبان أم صديقان؟".
" لا هذه ولا تلك في الواقع , إننا رب عمل وأجير . رغم أننا نعرف بعضنا قبل الشروع في هذه الرحلة ".
قالت آلبرتين :" حسنا , إذا أنتما ترغبان بغرفتين للنوم ! ".
" بالتأكيد " قالتها اليكس موافقة مع تشديد جعل المرأة الفرنسية تضحك .
كانت الغرفة التي أرشدت إليها اليكس على الجهة الخلفية من المنزل الريفي وافترضت أنها تطل على باحة الاسطبلات , لأنها استطاعت سماع صوت ماركوس وتيم وهما يتحدثان في الأسفل .
أظهرت آلبرتين بوضوح مكان تعليق الملابس في الخزانة ذات النقوش الجميلة والمصنوعة من خشب السرو .
و أشارت إلى المناشف الموجودة على مشجب المناشف القديم الطراز , وقلبت بنشاط زاوية شرشف السرير الأبيض المطرز وفتحت أخيرامصراعي النافذة لتدخل أشعة الشمس وتنعكس على السجادة الصينية القديمة الصنع المزدانة بألوان الخريف الدافئة , ثم خرجت قاصدة الطابق السفلي وهي تقول :
" إن كنتِ تريدين شيئا آخر , اطلبيه من فضلك! ".
أقفلت اليكس الباب وجلست مذهولة على كرسي محفور ذي ظهرٍ عالٍ وهي مازالت تعاني إحساسا غريبا من الطرقات المنبسطة امام عينيها , والذي غالبا ماتخلفه الرحلات الطويلة . كم هو جميل أن تحظى بمكان خاص بها .
عندما قرع بابها بعد لحظات قليلة وأعطاها حقائبها بوجه متجهم , رفضت العرض الذي حمله إليها لتناول فنجان من الشاي , قائلة أنها متعبة و أخبرته بأنها تفضل أخذ حمام مريح قبل العشاء . أعاد تذكيرها بأن تتظاهر بالبهجة ثم استدار و غادر المكان دون أن يتلفظ بأي كلمة أخرى .
بعد أن استحمت , استلقت اليكس على سريرها لفترة قصيرة , تفكر في الوضع الذي وجدت نفسها فوجدته مقيتا . بعد وقت قصير نهضت لترتدي ثيابها .
ارتدت بلوزة حريرية طويلة فضفاضة خضراء اللون وسروالا ضيقا أسود , وعقصت شعرها إلى الوراء بشال مخطط باللونين الأسود والأصفر يتناسب وملابسها , وانتعلت حذاء باليه خفيفا في قدميها .
غار قلبها في صدرها عندما فتحت باب غرفة نومها لتهبط الدرج إلى الطبق السفلي . وفكرت في مواجهة عيني ماركوس الحاقدتين من جديد .
لم يكن هناك شيء لتخشاه في الوقت الحاضر , فقد نهض تيم , وليس ماركوس لملاقاتها و ليرافقها في جولة إلى حيث تجمع الآخرين على المصطبة الغربية .
كانت كريستين شبه سمراء ذات عينين بنيتي اللون ووجه ذي ملامح ذكيه ومتقلبة . وحيت اليكس بحرارة وسألتها إن كانت قد حصلت على كل ماتريده بطريقة أظهرت بكل معنى الكلمة بأنها مضيفة مثالية . شرح ريمي , ابن عم كريستين , بلغة انكليزية وافية بالغرض أن زوجته مازالت في الطابق العلوي تحضر الطفلتين لتصبحا جاهزتين للذهاب إلى السرير قبل أن تحضرهما لتناول العشاء . ثم قدم تيم معرفا بجان بول شقيق كريستين الأصغر .
رأت اليكس أن جان بول يملك جاذبية كبيرة جدا , عندما حثّها على تذوق شراب جديد ومن ثم رافقها إلى حيث طاولة توضع عليها أنواع من الشراب.
كان أسمر البشرة مثل كريستينوعيناه تنظران بتمعن لدرجة الاعجاب , إلى اليكس.
لقد رحبت بالتغيير . أخبرها أنه يعمل في شركة عالمية ويمضي فترة لابأس بها في المكاتب البريطانية .وطالما أن تيم وماركوس وكريستين كانوا غارقين في تذكر الماضي . اقترح أن يمشيا ولم يكن عند اليكس أي مانع للهرب من جوار اليكس . دعا ريمي للذهاب للذهاب معهما لكنه قال انه مشى كثيرا اليوم .
سنح الوقت لماركوس ليهمس لأليكس بينما كانت تمر إلى جانبه بعد أن عادا هي وجان بول من نزهتهما القصيرة قائلا :
" أرى أنكِ قد شفيتِ من تعبك ".
قالت اليكس وهي تبتسم بلطف :" نعم إنه من المدهش كم يمكن للرفقةأن تكون منعشة وسارة ".
توقفا عن تبادل المزيد من التعليقات السخيفة . عندما ظهرت تيريز , زوجة ريمي مع الطفلتين لتلقي التحية على الجميع وعلى كريستين , تقريبا في الوقت ذاته قائلة :" إلى الطاولة , جميعكم ".
تحرك الجميع بغير انتظام الأمر الذي أدى إلى انفصال اليكس وماركوس مرة ثانية حيث وجدت نفسها تجلس بالقرب من جان بول إلى الطاولة , وماركوس يجلس على الجهة المقابلة .
دارت المحادثة حول تعليم الفتاتين الفرنسية والانجليزية الأمر الذي تحدث عنه كل الراشدين بكفاءة . كانت المحادثة مثيرة ووجدت اليكس نفسها تشعر بالآسترخاء .
كانوا قد بدأوا يتناولون الحلوى عندما أحنت كريستين رأسها إلى الأمام لتتمكن من رؤية اليكس , وبعد أن رمقت ماركوس بنظرة سريعة قالت :
" أخبريني , يا اليكس ما رأيكِ برجل لا يجد صعوبة في التفكير اطلاقا بالذهاب إلى الكارماغ لمجرد أن يشتري حصانين ؟ ألا تعتبرينه متهورا ؟".
وفكرت اليكس , يجب ألا أقول شيئا يظهر أني أعتقد أن زوجته مدللة جدا وابنته قد أفسدت .
قالت :"أعتقد أن ذلك يظهر مدى اهتمامه بزوجته وعائلته ".
ساد صمت ملأته الحيرة , ثم اتجهت العيون نحو ماركوس .
سألته كريستين :" ماركوس . ماذا أخبرت هذهِ الفتاة ؟".
أجابها :" لاشيء , صدقا . هأخشى أنها تملك ميلا إلى القفز نحو النتائج . إنني تركتها فقط تصدق افتراضها أن لدي زوجة مدللة , متطلبة تدفعني إلى إشباع رغباتها ".
أعطت مودة الاحتجاج المهذب اليمس وقتا لكي تتغلب على صدمتها وارتباكها , وانتظرت لكي تخفت الأصوات قبل أن تقول له عبر الطاولة :" إذا يا ماركوس , إنك تحقق رغباتك , لا رغبات الآخرين ".
لاقت كلماتها هذه موجة من الضحك , وتمتم جان بول قائلا برقة :" أحسنتِ".
تقبل ماركوس الأمر بشكلٍ جيد , كما الآخرون . وأخذ يضحك معهم . لكن اليكس شعرت أنه ينظر إليها بينما تابع الجميع تناول طعامهم .
عرفت أن هذه البهجة الظاهرية تخفي شيئا آخر تستطيع خي فقط قراءته بسهولة كبيرة في أعماق عينيه . ركزت اهتمامها على جان بول , الذي جعل بالتأكيد ذلك بالنسبة إليها أمرا سارا جدا .
سألها :" هل تعرفين هذهِ المنطقة من فرنسا جيدا ؟".
أجابته اليكس :" إني بالكاد أعرفها . لقد أمضيت بعض العطلات في بريتاني , وفي الجنوب , لكني أخشى أن النورماندي هي جزء من القسم الكبير الذي لا أعرفه ".
قال بجاذبية :" إذا يجب أن نعالج ذلك . ربما ترغبين بنزهة في السيارة قي الغابة قبل أن يهبط الظلام ؟ أعرف أنكِ أمضيتِ معظم النهار على الطريق , لكن قيادة متمهلة بين الأشجار بسيارة مكشوفة والريح تداعب شعركِ . يجب أن أقول شعركِ الرائع . سيكون ذلك بهيجا , ألا تعتقدين ذلك ؟ ".
رأت اليكس أن ماركوس قد لاحظ لهجة الحديث الحميمة , وشعرت بموجة من البهجة لأن رجلا آخر قد يجدها جذابة بهذا الشكل العلني .
قالت مؤيدة الفكرة :" تبدو هذهِ فكرة جميلة ".
قال :" إذا , دعي الأمر لي "".
نادى جان بول ماركوس عبر الطاولة قائلا :" ماركوس , يا عزيزي إنك لا تمانع أن أخذت اليكس لفترة قصيرة , أليس كذلك ؟ أريد أن أنتهز الفرصة لكي أعرّفها على غابة الزان االجميلة التي عندنا ".
أجال ماركوس برقة , ثائلا :" يالها من فكرة جميلو , لكني آسف . أنا واليكس لدينا عمل يجب أن نقوم به . يجب تنظيف الجوادين والعناية بهما ووضعهما في مكانهما ".
نظر إلى اليكس و أضاف :" قد تخدعك بمظهرها المتأنق , لكني أخشى القول أنها فتاة عاملة ".
قال جان بول بلهجة ودوة :" يالك من مناظر , يا ماركوس . لكن حتى الفتيات العاملات يسمح لهن ببعض الراحة . سنؤجل نزهتنا حتى تنتهي ".
ورغم ذلك قال برقة لأليكس , عندما تحول انتباه ماركوس نحو مكان آخر :" هل هذا الرجل غيور من اهتمامي بفتاته العاملة , هل تعتقدين ذلك يا عزيزتي اليكس ؟".
قالت اليكس بسرعة :" بالتأكيد لا ".
قال لها جان بول :" أذا , إن لم تكن غيرة , فإنه سيء الطباع جدا . ما كان عليه أن يمنع نزهتنا القصيرة . غدا , عندما لا يكون عليكِ الاهتمام بجواديه الثمينين , سنفر هاربين . موافقة ؟".
قالت :" إني متأكدة أنه يمكنني القيام بذلك , وإني أرغب بذلك كثيرا ".
وعاود ماركوس ثانية النظر أليها بعينيه الحاقدتين . فأضافت بسرعة :" والآن من الأفضل أن أذهب و أبدل ملابسي , إن هذا الوقت يكاد بصعوبة أن يكون مناسبا للعمل مع حيوانات ذات القوائم الأربعة ".
قال لها جان بول :" بالتأكيد لا ". ضحكت له واستأذنت وصعدت إلى الطابق العلوي لتبدل ملابسها .
و حالما ابتعدت عن الآخرين , استطاعت أن تطلق العنان لمشاعرها ناحية ماركوس . اللعنة على كل شيء , لو أن الحقيقة قد أعلنت . وتألمت بانزعاج للطريقة التي حاول بها عن عمد جعلها تبدو حمقاء على طاولة الطعام , وقد شعرت بتعزية بسيطة للطريقة التي استطاعت أن تقلب الوضع عليه .
أما فيما يتعلق بحكايته الخيالية عن الجوادين وضرورة تنظيفهما والإعتناء بهما, فليست سوى خبث بكل معنى الكلمة , لقد أن هناك أملا في أن تمضي ساعة أو نحوها من البهجة مع جان بول , فتدخل و أحبط الفكرة .
ارتدت قميصها وسروال الجينز ثانية , وتوجهت نحو الاسطبلات . فدفنت وجهها في عنق ميسترال , تاركة مداواة الجواد الدافئة تذيب بركان الغضب في داخلها , ثم تنهدت وبدأت تمشط شعر الفرس بالمحشة .
لم ترفع نظرها عندما سمعت وقع أقدام ماركوس يدخل إلى الاس
بلات متوقعة أن يذهب مباشرة إلى مربط لاسكو , لكنه بدل ذلك ظهر واقفا إلى جانبها .
قال باقتضاب :" سأحقن ميسترال بدوائها أن كان في استطاعتك التوقف للحظة ".
تراجعت اليكس إلى الوراء دون أن تتكلم .
تعامل بصمت بسرعة ومهارة في معالجته للجواد , لكن عندما استدار التقت عيناه بعينيها .
سألها بسخرية :" أتشعرين بقساوة في تصرفي نحوكِ ؟".
قالت :" بالتأكيد لا ". وعادت إلى تمشيط الفرس بالمحشة .
قال :" أليس هناك ما يزعجكِ إذا ؟".
قالت :" ليس هناك ما يستحق أن أضيّع الوقت عليه ".
وضع يده في طريق المحشة وقال :" إني أشتري وقتكِ . أنا أقرر ما يشمل مضيعة الوقت ".
انتصبت ثانية , وقالت بلهجة مؤذية كلهجته :" أعتقد أنك أظهرت دون ريب أنك الرئيس . من يستطيع أن يشك في ذلك بعد هذه الليلة ؟".
طوى ذراعيه و أخذ يحدق بها . وقد ظهر في عينيه الرماديتين الحادتين بريق رضى وقال :" إذا , لقد كنت على حق . لقد امتعضتِ لأنكِ لم تمضِ وقتا مرحا مع جان بول ".
قال بصوت عميق :" لك كل الحق ان تقرر تماما متى يجب أن تنظّف الجياد , حتى و إن كانا قد نظفا تمام هذا الصباح . لكن الشيء الذي أعتبره غير اعتيادي هو تظاهرك بأنك متزوج حتى تتمكن من ارباكي علانية , هل تعتقد حقا أن ذلك كان ضروريا ؟".
أجابها موبخا :" بقدر ضرورة قفزكِ إلى الاستنتاج أن لدي زوجة . كنت قد سئمت من افتراضاتك في ذلك الوقت . لقد استخدمتكِ بسرعة في هذا المنصب ..".
قاطعته اليكس قائلة :" هذهِ الفكرة لن تستمر طويلا ".
إلا أنه تابع متجاهلا مقاطعتها له قائلا :" الذي أقصيتكِ عنه لآنكِ تملكين براعة تجعلكِ تسقطين عن صهوة الجواد عندما يجفل ويثب , وتملكين كا هو محبب أكثر من ذلك كله , استنتاجكِ أن لدي زوجة متطلبة , لقد تركتكِ تعتقدين ذلك . ربما فكرة زواجي الخيالية قد تجعلكِ تشعرين بأمان أكثر ".
نظرت إليه بحقد وقالت :" أو أنت , رغم أنك كنت تقريبا تحت تأثير سوء الفهم بأني سوف أرمي نفسي عليك ".
ابتسم ابتسامة باردة وقال ::" عدا عن مرحكِ إني أتساءل بشأن تلك النقطة , لكن ذلك تحول ليكون سخافة وليس مكيدة ".
قالت :" أستطيع أن أرى الآن , بإعادة النظر في ما حصل , وبعد هذا الإدراك المتأخر للحقيقة , أنك فعليا لم تذكر قط أي شيء عن الزوجة التي اعتقدت أنها لديك . كان عندك كلام أكثر لتقوله عن موضوع ريبيكا . لمجرد الحصول على معلومات صحيحة . هل هي موجودة فعلا ؟".
اكفهّر وجهه وقال :" إنكِ تعرفين جيدا أن ريبيكا موجودة . لا تتلاعبي على ذلك الموضوع ".
أجابته اليكس :" هل أنت الوحيد المسموح له أن يتلاعب بالأمور , إذا ؟ أن كانت قصة زواجك هي خرافة فلا تلومني لأني أتساءل بشأن أبوتك أيضا ".
قال :" أنا لم أدعِ الأبوة قط , أن كنتِ تريدين أن أقول الحقيقة على نحوٍ غير ضروري فسأفعل . ريبيكا هي ابنة أخي , لقد توفي والداها لذا هي بمثابة ابنتي . ولا أعتقد أن بعض التدليل هو في غير محله في ظل الظروف الراهنة ".
أجابته اليكس باستهزاء :" ليس إذا كنت تتخيل أن الهدايا المادية تستطيع أن تحل مكان مافقدته ".
صرخ بوجهها قائلا :" لقد كنت أخبرتكِ بذلك . ولك أكن أسألكِ رأيكِ به . إنكِ دائما جاهزة بأجوبتكِ الذكية . أليس كذلك أيتها الآنسة التي تعرف كل شيء ؟ يوما ما سيجعلكِ رجل ما تكفين عن الكلام هكذا ".
قبل أن تتمكن من التحدث قبلّها . و أدركت اليكس جيدا ماذا كان يفعل . في اللحظات الأولى من الاستياء اللاذع كان يحاول أن يسوي بسيطرة رجولية حقيرة وضعا لم يكن حله بمفرده بالسهولة التي يتمناها . وحاولت للحظة عنيفة مقاومة أن تبعده عنها . لكن مابدأ غضبا اتخذ فجأة اتجاها وتحركا خاصين . لقد تحول الظلم إلى انفجار من العاطفة شديدة الاتقاد.
حركت اليكس يديها كي تبعده , لكن لمرة واحدة فقط , حيث تجمدت بعد ذلك فوق دفء كتفيه فيما توقف وأبعدها عنه ليحدق في عينيها المنبهرتين . بدا و كأن مامن أحدٍ منهما سيتحرك , إنما بعد ذلك قبلها ثانية .
أخذت يداها تنزلقان تلقائيا حول عنقه . ولم تعرف إن كانت كلمة لا المخنوقة التي تلفظت بها تعني , لا تفعل هذا , أو لا تتوقف عن فعل هذا , كان كل ماعرفته أن الارادة , الحس والاستقلالية على مايبدو قدهجروها , وشعرت عندما أفلتها أنها ضعيفة كقطة صغيرة .
قال لها :" من المؤسف أني لن أكون موجودة لأخبر ذلك المسكين كم يستطيع بسرعة أن يسوي مسألة سكوتكِ ".
نظرت إلى وجهه الصارم العدائي , وروعتها فكرة أن كل تلك العاطفة الجياشة العنيفة يمكن أن تكون من قبلها هي .
أي نوع من النساء هي . لأن تغرق تحت تأثير هكذا مشاعر نتنة لأي رجل ؟ انحنت و أخذت بانفعال شديد تجمع كل معدات تنظيف الجياد .
سألها :" إنكِ على عجلة , أليس كذلك ؟".
أجابته :" إني أضع هذهِ الأشياء في مكانها . فليس في نيتي البقاء هنا معك. سآتي في الصباح الباكر غدا وأقوم بتنظيفها ".


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس