عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-19, 06:49 PM   #8

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس



دخلت كريستين إلى الإسطبلات في اللحظة التي كانت فيها أليكس تنهي تنظيف الأشياء في اليوم التالي.
قالت"آوها" وقد شدت على حرف العلة بلهجة فرنسية شفوقة وتابعت قائلة "الفتاة المسكينة لقد أرغمها على العمل ليل نهار ذلك المسخ ماركوس!".
ابتسمت أليكس وقالت: "ليس تماماً. إنني أنهي فقط ما تبقى من عمل ليلة الأمس".
أمضت كريستين وقتاً طويلاً في الانتظار تتحدث حتى انتهى تنظيف الأشياء، ثم دست ذراعها في ذراع أليكس بينما كانتا تسيران باتجاه المدخل الرئيسي.
قالت: "يجب ألا تأخذي كلامه على محمل الجد، هذا الرجل الذي حاول أن يخادعك على طاولة العشاء مساء أمس، قد يتصرف مثل شخص أخرق صلب، إنما في داخله شخص آخر طيب جداً سواء صدقت ذلك أم لا".
أعطتها أليكس جواباً مبهماً، لكنها شعرت أنها تعرف ماركوس أكثر بكثير مما تعرفه كريستين.
كان هناك عندما وصلتا إلى غرفة الطعام، ينتظر لتناول الفطور،وقد بدا عسكرياً صارماً بقميصه وسرواله الكاكي اللون وبريق الشمس يلمع على رأسه الجميل. قبل كريستين على خديها، وألقى تحية الصباح باتجاه أليكس، إلا أنه أبعد عينيه بسرعة عن عينيها.
ذهبت كريستين إلى المطبخ، وقد تركتهما معاً. سألها ماركوس ببرود: "كيف حال ميسترال هذا الصباح؟".
أجابته: "أعتقد أنهاتبدو أفضل حالاً".
قال لها: "إذاً سوف نعطيها تمريناً خفيفاً، إن لاسكو يحتاجه بالتأكيد، والأرض هنا سهلة كفاية. أتريدين القهوة؟".
عادت كريستين وهي تحمل في يدها سلة مليئة بالفطائر الطازجة منالفرن. وعندما انتهوا من تناول الطعام، عاد ماركوس وأليكس إلى الإسطبل مباشرة.
كان الجواد الصغير سعيداً لتعافيه، وأخذ يتمخطر بفرح على خطى لاسكو. لم يكن الكلام ضرورياً بينهما فيما كانا يتبعان الممرات الهادئة عبر الغابة. فقد جعل غناء العصافير، وأشعة الشمس المرقطة. الجو لطيف نوعاً ما، وعادا إلى الإسطبل دون أن يتبادلا أي كلمة تقريباً.
كان ماركوس هو الذي كسر الصمت أخيراً، بينما كانا يعلقان الأسرجة. فقال: "أرى أنك نظفت العدة".
أجابته: "قلت أنني سأفعل ذلك".
قال: "سامحيني إن لمأكن مستعداً للافتراض أن القول والعمل مرتبطان في عائلتك". وربت على ظهر ميسترال مهنئاً ودون أن يمنح أليكس وقتاً لتجيبه أضاف: "لقد تحملت الامتطاء جيداً. ذلك أمريجب أن تشكر عليه".
قالت له ببرود: "لقد سرت بذلك أكثرمني".
"إذاً ستكونين ممتنة لتسعي أني لا أنوي إمضاء مزيد من الوقت معك اليوم. لقد طلب مني تيم أن أرافقه لنرى إعادة ترميم منزله، قصر ايبرت. سنكون غائبين لمعظم النهار. ستتمكنين من إيجاد شيء تقومين به دون ريب".
فسألته عن غير قصد: "يوم عطلة؟".
قال: "إن ذلك يعني الآن، نعم".
"في هذه الحالة،فإني على الأرجح سأقبل العرض الذي قدمه لي جان بول مساء أمس". بدت على وجهه نظرة راعدة.
قال ببرود: "ربما جان بول لديه أشياء أخرى يقوم بها".
قالت: "إن كان عنده ما يقوم به ، فسوف يقول ذلك. لكنه بدا مساء أمس متلهفاً جداً ليؤكد ل أنه سيرافقني في النزهة التي وعدني بها في وقت لا يتعارض مع عملي عندك. ومما قلته لي الآن، يبدو أن اليوم سيكون مناسباً".
قال بسرعة: "طالما أنك لا تجعلين من نفسك إنسانة مزعجة جداً". غادرت الإسطبل بسرعة وسمعت صوت شيء ارتطم بباب الإسطبل مصدراً صوتاً قوياً بعد ماابتعدت بضع خطوات فقط. عرت أليكس بنوع من الرضى الآثم وتمنت لو أن الذي رماه كون قدارتد وارتطم به.
قصدت كريستين التي قالت أن جان بول لم ظهر بعد،لكنها على وشك أن تأخذ له القهوة وستطلعه أن أليكس تريد التحدث إليه.
قرع جان بول على باب غرفة نومها، بعد أن أنهت حماها وكانت ترتدي الثوب الفضفاض الذي أعطتها إياه كريستين.
انحنى على عضاضة الباب فيما عناه تتفحصانها بدقة.
"خلابة". كانت أول كلمة تلفظ بها، أتبعها بسرعة بقبلة على كل خد، ثم أضاف بتعبير بارع: "في فرنسا يحيي الواحد منا الآخر هكذا".
سألته بلهجة ساخرة: "هل تفعلون ذلك حقاً؟ اعتقدت أن هذه بلاد التصافح بالأيدي".
قال: "إننا نفعل أشياء أخرى بالأيدي". وأمسك بإحدى يديها ورفعها برقة إلى شفتيه، وعيناه تلمعان باحتيال كان من المستحيل إخفاؤه.
قالت أليكس بأناة: "أتوقع أن عندك هدفاً آخر لتقرع علي بابي. أكاد لا أستطيع التفكير بأنك هنا لأنك شعرت فجأة بدافع لتعلن عن مائة طريقة مختلفة في التحية".
قال: "بالطبع. لقد أعلمتني كريستين أنك ترغبين برؤيتي. ألن تدعيني للدخول؟".
قالت: "نحن في انجلترا لا ندعو رجالاً غرباءللدخول إلى غرف نومنا إطلاقاً".
ضحك وأظهر عدم تصديقه عندما قال: "ماذا؟ إطلاقاً؟".
قالت: "حسناً، قلمايحصل ذلك. ولا يحدث بالتأكيد إن صدف وكانوا رجالاً فرنسيين جموحين".
قال: "كم أنتم معشر الإنجليز غريبو الأطوار إذاً! هل سيسمح لنا بالهرب اليوم؟ هل رق قلب ماركوس؟".
قالت: "حسناً ... لقد منحني يوم عطلة".
سألها: "وماذا ترغبين أن تفعلي اليوم؟".
أجابته: "أي شيء تقترحه".
قال: ""هذه الفتاةتلعب لعبة المصادفة!".
نظرت أليكس نظرة حازمة وقالت: "أي شيء تقترحه من البرنامج السياحي المحلي، هذا ما قصدته، قلت إنك ستريني النورماندي. هذا ما أرغب القيام به".
قال: ""إذن هذا ما سنقوم به. وإني أعدك بإمضاءوقت ممتع. بعد ربع ساعة؟ لأتناول فنجان قهوة فقط؟".
قالت أليكس: "سأكون جاهزة".
كانت جاهزة بعد عر دقائق، وقد ارتدت ثوباً قطنياً سويسري الصنع وقرطين ذهبيتين، ووضعت لمسات الزينة على وجهها، وعطر وايتلينين.
كان آخر شيء تريده هو الارتطام بماركوس وه تنزل الدرج. لكنهذا ما حدث بالفعل. توقف، قاطعاً الطريق عليها. ونظر إليها نظرة محارب وهو يتمعن بمظهرها جيداً. سألها: "هل أفهم من مظهرك أنك ستقومن بنزهتك؟".

سألته بتهذيب: "هل هناك شيء آخر تريد مني القيابه؟".
"من الجيد أن تسوية الأمر معك لا يتطلب وقتاً كثيراً".
احتفظت أليكس برباطة جأشها، وقالت له: "حسناً. إن كنت قد أنهيت كلامك، فإني أتمنى لك نهاراً جيداً".
أمسك ذراعها بحركة سريعة وبسرعة جعلها تتجه صعوداً ثانية. قال: "ليس بهذه السرعة. أريد أن أتكلم معك". وفتح باب غرفتها ودخل إليها ثم أقفل الباب وراءه. قالت بجفاف: "من الجيد أن جان بول لم ير هذا. لقد كنت أقنعه للتو أن لغرفة النوم حرمتها".
قال بتجهم: "إنها قصة له".
قالت: "آه. لقد حصل ذلك دون جدل. إنه لا يخيفني أكثر منك".
قال: "إن كنت على استعداد لتأخذي تحذيراً، فإني لا أنصحك أن تطلقي العنان لجان بول. لقد سمعت خلال السنين الكثيرة حول طاقته الناشطة جداً. لا ...". رأى أنها على أهبة الاحتجاج، فرفع يده المستبدة ليسكتها وتابع قائلاً: "اسمعيني. هلاّ فعلت؟ جان بول هو الأصغر، هوطفل العائلة، لقد دللته وأحبته كثيراً كل قريباته طوال حياته المذهلة، وليس فقط قريباته. عنده فكرة فيما يتعلق بأي امرأة، إنه يأخذ مايريده".
سألته ببرود: "هل تعني أنه يفكر في الدخول معي بسرعة إلى أقرب فندق في مكان ما ويوسع مضمار العلاقة؟".
"إن أردت أن تظهري الأمور بهذا الأسلوب الغير مهذب".
قالت: "لم لا؟ إنه اقتراح غير مهذب، أليس كذلك؟ لا فائدة من وضعه في كلمات جميلة".
قال باقتضاب وفظاظة: "كنت أنوي فقط أن أخبرك أن ما قد تعتبرنه صداقة طبيعية قد يساء فهمه من شخص من نشأة مختلفة. ما كنت أريد لأحد أن يقف في موقف محرج، هذا كل شيء. وأنت رغم كل شيء...".
أنهت جملته بشيء من الضجر: "مسؤوليتك، أنظر، يا ماركوس لا تعاملني كطفلة في مدرسة حضانة. لا أريد أن يعتني بي أحد، أقلهم أنت. أما فيما يختص بهذا النهار فإني لا أرى حاجة لذلك. إنناسنقوم بمشاهدة بعض الأماكن هذا كل شيء. إني لا أعتقد أن جان بول يفكر أن يشدني من شعري ويسحبني إلى أقرب كهف. كما أن لا أعتقد أنه من النوع الذي قد فرض نفسه على شريكة لا تريد ذلك". قالت جملتها الأخيرة وفي عينيها نظرة تحد تعكس ذكرى واضحة لتصرف ماركوس في الليلة السابقة.
أجابها بسخرية لاذعة: "ماذا عن شريكة قد تبدأ غير راغبة إنا تغير رأيها بسرعة مدهشة؟".
قالت: "أعتقد أن ذلك شأني".
قال: "كالمعتاد عقلك منغلق على أي اقتراح لمصلحتك".
قالت: "لا، أبداً،أنت أكدت على أن تكون علاقتنا جيدة مع مضيفتنا. وأنا قبلت العرض للخروج بنزهة مع شقيق مضيفتنا. كم يسعني أن أكون أكثر لطفاً وطاعة وانفتاحاً، هل لي أن أعرف؟ جان بول ليس سائقاً مجهولاً وهو ليس بغريب التقيته في الريف المهجور. إنه رقيق جذاب جداً ومثير للبهجة. والآن، إن كنت لا تمانع يجب أن أذهب، إنه ينتظرني. لا تقلق أنا متأكدة أننا سنمضي وقتاً رائعاً".
خرج جان بول من غرفة الطعام فيما وصلت هي إلى الردهة. قال مظهراً استحسانه لثوبها: "آه! يا حلوتي! وتنتعلين حذاء مناسباً للسير أيضاً".
سألته أليكي: "هل تعلم كريستين أننا ذاهبان الآن؟".
قال: "نعم، لقدأخبرتها. لقد نلنا موافقة رسمية! إذاً دعنا نذهب ياآنسة".
كان مسلياً،فاتناً وواعياً تاماً حتى منتصف بعد الظهر في رون، عندما أفسح المجال لما أسماه دافعاً لا يقاوم وقبّل أليكس فجأة عندما كانا ينظران إلى نصب جان دارك.
سألت أليكس نفسها، بماذا أشعر؟ وكان الجواب، لا شيء. كانت قبلته كملايين القبل الأخرى، ورغم أن جان بول كان خبيراً دون ريب في فنون الحب، إلا أنه لم يضئ أية شرارة صغيرة من التوهج الخجل الذي فجرته لمسة ماركوس في داخلها الليلة الماضية.
أحس جان بول بموقفهاب سرعة.
فيما كانا عائدين إلى السيارة سألها: "هل أنت غاضبة؟".
أمسكت بيده وضغطت عليها قائلة: "لا. أبداً! كيف يمكنني أن أكون كذلك، فيما أنت تمنحني يوماً ممتعاً!".
قال: "إذاً فأنت لست غاضبة، لكنك لست سعيدة أيضاً. لا تنكر ذلك يا صغيرتي. إنني خبير عندما يتعلق الأمربحرارة القبلة".
ضحكت أليكس ضحكة معترضة قائلة: "ما زال الوقت مبكراً قليلاً للتحدث عن السعادة. لقد التقينا لتونا فقط".
"ليس لذلك علاقة بالأمر إن وجد السحر، فالوقت والظروف لا معنى لهما. لنفترض أن ماركوس الآن..".
قالت بلهجة هازئةتماماً: "ماركوس! إنه لا يتحملني".
نظر إليها بمعرفةوقال: "عندما تعترض سيدة بهذه القوة، يعني ذلك أن هناك شيئاً ما في الجو".
قالت: "لا شيء سوى كراهية مباشرة. إن عائلتينا على عداوة مستمرة منذ ثلاثة أجيال".
"وما دخل العائلات فيما يحدث بن رجل وامرأة؟".
أجابته: "صدقني ياجان بول! إننا نتقاتل طوال الوقت كالهر والكلب".
قال: "ذلك هو!". وكأنها برهنت تلك النقطة يشكل ولا يقبل الجدل. وتابع قائلاً: "الحب والكره مشاعرمتقاربة جداً. الحب واللامبالاة لا يمكن أن يكونا أبعد بكثير. لا تقولي لي إنه لم يقبلك قط. كيف يمكنه مقاومة ذلك؟".
عندما خطر لها ماحدث الليلة الماضية اتقدت أليكس احمراراً.
قال ليثير غضبها: "أرى أنك تعرفين أكثر مما أنت على استعداد للإفصاح عنه. تعالى لنتناول بعض الشاي الذي تحبونه أنتم معشر الإنجليز، وحدثيني عن عائلتكما والخلافات...".
أفسحت أليكس المجال لدافع التحدث إلى شخص ما،وعندما انتهت من إعادة القصة المؤسفة بين ماركوس وايلين تراجع جان بول على كرسيه متجهماً.
قال: "ذلك لا يبدو إطلاقاً ماركوس الذي أعرفه وعرفته لسنوات".
سألته: "إذاً ألا يظهر ذلك كم هو مستاء كلياً ليعرف أنه قدخدع مرة أخرى من قبل فرد من عائلة ليوارد".
نظر إليها بعطف،وقال: "لقد وضعت نفسك في موقف صعب علة ما يبدو، يا حلوتي أليكس".
قالت له بقوة: "لا! ألم أقل لك للتو كم من الصعب أن يكون هناك شيء بيني وبين ماركوس سوى الكره؟".
أمسك يدها وطبع على كفها قبلة. وقال لها: "حسناً جداً، يا صغيرتي. أنت لست مغرمة به إطلاقاً، إن كان هذا يبهجك. لننسى الآن هذا الموضوع ونتمتع بوقتنا ثانية".
كان الوقت متأخراً عندما عادا إلى المنزل بعد ما تناولا العشاء في مطعم على جانب النهر في لي آنديلي، جلسة ساءت عندما جمعت الغيوم في السماء وأثارت تلاطم الأمواج في مياه النهر.
كانت البرتين وحدها في المنزل. لقد غادر ريمي وعائلته إلى منزلهم خلال النهار، أما الآخرون فقد ذهبوا إلى مقهى الصوت والضوء الذي يبعد بضعة أميال.
ذهبت أليكس لتتفحص الجوادين، رغم أن البرتين أصرت أنهما قد أطعما، وأن ميسترال قد أعطيت حقنتها المسائية. وبينما كانت عائدة. فتحت السماء قربها. خالجها شعور بالرضى الخبيث عندما خطر لها أن ماركوس سيتبلل في مكان ما في هذا الليل المظلم. استأذنت وصعدت إلى غرفتها، تاركة جان بول يشاهد فيلم آخر السهرة على التلفاز.
عندما أوت إلى فراشها. استدارت ودفنت وجهها في الوسادة، غارقة في مجموعة من الأفكار القلقة.
استيقظت على صوت رعد عنيف لم تسمع مثله في حياتها قط. لا بد أن العاصفة في ذروتها. جلست في فراشها ورأت وميض البرق من خلال شقوق مصراعي النافذة، توالى قصف الرعد وكان هناك صوت أزيز خافت،قريب ومخيف لسقوط الأسلاك الكهربائية على الأرض.
الجوادان! لا بدأنهما خائفان.
زحفت أليكس من سريرها وركضت نحو الباب. وهي تلبس الثوب الفضفاض الحريري فوق بيجامتها المزخرفة برسم فأرة. كانت أبواب غرف النوم مفتوحة فيما هي تسير مسرعة. لم يكن عندها فكرة كم كانت الساعة أو كم من الوقت مضى على نومها. لكن بقية المجموعة لم تعد بعد. نزلت الدرج مسرعة نحو الإسطبل.
كانا ميسترال ولاسكو، واقفين في زاوية الحظيرة، يصهلان باضطراب، ورأت أليكس عندما لمع البرق من جديد الخوف يظهر في عيونهما.

قالت لهما: "كل شيء على ما يرام، أيها الصغار. أنتما بأمان هنا، سوف تنتهي العاصفة قريباً". أحضرت تفاحتين من الكيس وأطعمتهما للجوادين، ثم وقفت بينهما ويد على كل منهما، وهي تتكلم إليهما برقة وهدوء. شعرت بأنفاسهما المتلاحقة، وخشيت أن يعيد ذلك السعال ميسترال وقررت أن تبقى معهما ريثما تهدأالعاصفة.
بعد قليل، وبعدما خفت قوة الرعد، جلس لاسكو على القش وحذت ميسترال حذوه، لكن بينما كانت الفرس تستلقي بارتياح سعلت سعلة صغيرة جافة. سحبت أليكس ملاءة وجلست إلى جانبها، وقد استمرت بتمتمة كلمات مهدئة وتابعت حركة يدهااللطيفة فوق الوبر الأبيض، وبدأ البرق خف تدريجياً. كان الطقس دافئاً ومظلما في الإسطبل. أحنت أليكس رأسها وألقته على خاصرة ميسترال. سوف تنتظر لفترة بعد، حتى تتأكد أن ميسترال لن تسعل ثانية... كان الجلوس هكذا مرحاً بالفعل، ورأسها يعلو وينخفض برقة بينما أخذ تنفس ميسترال يهدأ. كانت العاصفة قد هدأت، وغمر الإسطبل هدوء مثير على النعاس.
تحركت أليكس على صوت ينادي باسمها، ثم عادت إلى النوم ثانية. وبدأت تستيقظ فعلاً على لمسة شفاه رقيقة على جبهتها. تمتمت قائلة: "جان بول! أنت عنيد!".
سمعت صوتاً هو بالتأكيد ليس صوت جان بول، يقول بفظاظة: "استيقظي وانهضي!".
فتحت أليكس عينيهاورأت ماركوس قف فوق رأسها وفي يده مصباح. كان شعره يلمع رطباً، وكان وجهه يحمل تعبير الامتعاض الشديد المألوف.
قالت: "أنت!". وشعرت بصدمة شديدة عندما أدركت أنها لمست وجهه لتوها الآن، وأضافت محاولة أن تخفي ارتباكها وهي تقفز على قدميها قائلة: "إنك مبتل تماماًً".
قال بسخرية: "وبالتأكيد لست الولد المحب".
اتقدت أليكس احمراراً لإشارته إلى طريقة إيقاظها، وقالت: "اعتقد...". بدأت، ثم توقفت فجأة مترددة.
قال بجفاف: "اعتقدت ماذا؟".
أجابته: "لا شيء. كنت أحلم".
قال: "سرت في نومك إلى هنا، أليس كذلك؟".
قالت أليكس وقد بدأت تستعيد وعيها: "بالطبع لم أفعل، أيقظتني العاصفة واعتقدت أن الجوادين قد يكونا خائفين، كانا مضطربين جداً. فوقفت وتحدثت إليهما قليلاً، لا بد أن النوم غلبني. هل الوقت متأخرجداً؟".
قال: "لا. إنها الساعة الثانية". نظر حوله بارتياب وأضاف: "افترض أنك بمفردك؟".
صرخت قائلة: "آوه لا تكن سخيفاً جداً! وبالحديث عن السخافة، لماذا بقيت تحت المطر كل هذا الوقت؟".
قال: "لقد توقف مطعم الصوت والضوء عندما ازدادت كثيراً تأثيرات الأصوات الخارجية، لكن مضيفينا المجانين أصروا على الذهاب إلى مطعم فيتنامي بعد ذلك حيث خرجنا نتصبب عرقاً. على الأرجح أنناسنصاب جميعاً بذات الرئة".
قالت ببراءة: "عدناأنا وجان بول إلى هنا عند الساعة العاشرة والنصف. هل رأيته؟ كان شاهد فيلماً يستمرعرضه حتى الساعات الأولى".
قال ماركوس: "نعم،رأيته، لسوء الحظ".
سألته: "ماذا تعني بسوءالحظ؟".
نظر إليها شزراً وقال: "أعتقد أن الأحمق سيكون متشوقاً ليخبرك بما حدث إن لم أفعل أنا، عندما صعدت إلى الطابق العلوي كان باب غرفتك مفتوحاً على مصراعيه وأنت لست موجودة في أي مكان. كانت غرف الحمامات فارغة، وعرفت أنك لست في الطابق السفلي، لذا سارعت إلى استنتاج النتيجة الظاهرة".
"الظاهر فقط لإنسان له مثل تفكيرك. وماذا فعلت؟".
أجابها: "فعلت ما كان ليفعله أي رجل مسئول، اتجهت إلى غرفة جان بول وأنا مستعد لصرعه...".
"يا له من أمر مروع سخيف لتقوم به".
قال: "كان ذلك نوعاً ما رأي جان بول، ألا أنه لم يعبر عنه بنفس القوة".
قالت: "إنك محظوظ لأنه لم يضربك".
صرخ قائلاً: "لا. إنه لا يجرؤ. معاملة النساء بخشونة عمل قديقوم به".
قالت: "لقد تصرف، على الأقل، اليوم بتهذيب".
أجابها: "ليس عند دليل سوى كلمتك هذه". وأخذا يحدقان ببعضهما البعض
قالت وهي تبتعد: "سأعود الآن. لا طائل من هذه المحادثة، لاأعرف لماذا جئت إلى هنا".
لحق بها إلى الباب وقال: "أنظري خارجاً، وستعرفين في الحال". فتح الباب على مصراعيه، ورأت أليكس أنه حيث كان يوجد من قبل خندق مائي وطريق واسع يطل الإسطبل عليها، قد أصبح الآن مجردخندق مائي محفوف بالمخاطر
شهقت دون وعي منها وسألته: "ماذا حدث؟".
قال: "فكرة تيم الرائعة في حفر قناة لتمر بها المياه إلى الخندق المائي أدت إلى نتيجة عكسية. لم يستطع المجرور تصريف المياه بذات السرعة التي تتدفق بها". نظر إلى قدمها التي كانت تنتعل بهما خفين رقيقين وأضاف قائلاً: "تنتعلين حذاءاً مناسباً، أليس كذلك؟".
اتجه نحوها مما جعل أليكس تصرخ بغضب: "لا تلمسني!".
نظر إليها شزراً وقال: "بماذا تعتقدين بأنني أفكر؟ قبل أن تطلقي العنان لمخيلتك، دعيني أقل لك ماأنويه فقط هو حملك إلى المنزل. لقد انقطعت الكهرباء أيضاً. وقد تسقطين في هذا الخندق المائي في هذه الظلمة".
قالت أليكس بسرعة: "أستطيع أن أخلع هذه وأجذف".
قال: "لا تكوني سخيفة". وقبل أن تتمكن من الاعتراض أكثر حملها بن ذراعيه. ثم سألها بلهجة أرق قليلاً: "من أين جئت بهذا الثوب الحريري؟".
أجابته: "لقدأعارتني إياه كريستين".
قال: "إنه أفضل بكثير من بيجامتك تلك التي تزينها رسمة الفأرة والتي يبدو أنك فخورة بها جداً". رفعها وقال بانفعال: "حاولي ألا تكون ككيس بطاطا. ضع ذراعيك حول عنقي وتمسكي جيداً. هل يمكنك ذلك؟".
فعلت ما طلبه منها. وحاولت أن تبقي رأسها بعيداً عنه."أعطني فرصة لأرى أين أضع قدمي، هل تستطيعين ذلك؟".
لم ينبس أي منهما ببنت شفة حتى أنزلها إلى الأرض على أعلى الدرج المؤدي إلى داخل المنزل.
دخلا الردهة حيث ترك أحد ما نور المصباح الصغير مضاء بشكل خافت، وكان إلى جانبه شمعتان مضاءتان.
سألها ماركوس: "هل أنت في حاجة لشراب كي يدفئك؟".
قالت وهي تتحاشى النظر في عينيه: "لا شكراً. سأصعد إلى فوق مباشرة".
قال: "خذي إحدى الشموع معك. سوف تمنحك النور الكافي لتتلمسي طريقك إلى الطابق العلوي".
قال: "نعم، شكراً، عمت مساءاً".
" عمت مساءاً ". لكن بعد نحو دقيقتين ناداها بقوة قائلاً: "لقد أعطى وقتاً جميلاً للذكرى، أليس كذلك؟".
توقفت ونظرت إليه،وشعرت بالدموع تترقرق في عينيها، وانتابها دافع قوي لتصرخ قائلة إن ما من شيءيستطيع جان بول القيام به ليؤثر بها بقدر هذه اللحظات الغالية القليلة، فيما هو يحملها من الإسطبل إلى المنزل، وقد شعرت بخشونة ذقنه وتنبهت لضربات قلبه القوية ورائحة الصنوبر المنعشة للصابون الذي استعمله. كيف سيتصرف إن أجابته إجابة صادقةكهذه؟ أبعدت نظرها عنه وقالت: "كان مجرد قضاء يوم في الخارج...". ثم هرعت ترتقي الدرج المظلم.
كان مهتماً بشأن النور. كان هناك ما يكفي من النور لترى إلى أين تتجه في هذا المنزل. إنما المستقبل، فهو أمر مختلف. بداالمستقبل فجأة أكثر ظلمة وتعقيداً وضبابية من أي وقت مضى.
لا فائدة من خداع نفسها أكثر. فإنها إما تتجه نحو الجنون أو أنها وقعت في حب الرجل الذي يفترض أن يكون موضع كرهها. ربما هي تشعر بالاثنين. لماذا هو؟ دوى السؤال في رأسها المعذب. إنها تحب شقيقتها ووالدها. أليس كذلك؟ وهي تكره ما فعله ماركوس ويكفورد بهما. جلست على سريرها تحت ضوء القمر يخالجها شعور بالخوف أكثر من أي وقت في حياتها.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس