عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-19, 06:54 PM   #10

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن



استيقظت اليكس باكرا صبيحة اليوم التالي قلقة تجاه الأسبوع القدام . كان المنزل هادئا يلفه السكون , أخذت تراقب من نافذتها لبرهة الخراف على البساط الخضر في التلة المجاورة , وقررت النزول إلى الطابق السفلي لتتعرف على المطبخ قبل أن يتوجب عليها فعلا القيام بأي شيء هناك .
وجدت أن آنا قد تركت قائمة بالحاجات الخاصة المتنوعة التي تحتاجها بيكي للمدرسة , وقائمة اقتراحات مفيدة عن الوجبات مشيرة عن الأطعمة المتوفرة في البراد , والخزائن نظيفة حيث يشير كل شيء فيها إلى مستوى العناية التي وفرتها آنا وبأنها مثال يحتذي به .
شارفت على الساعة الثامنة صباحا عندما وضعت الفطور على الطاولة . أعدت الشاي وحملت الصينية إلى فوق . سكبت الفنجان الأول فور وصولها , وقرعت باب غرفة نوم ماركوس . ولم يكن هناك من رد فوري , لذا تناهى إلى مسمعها صوت الماء الجاري في إحدى غرف الحمام , وافترضت أن ذلك الصوت منبعث من غرفته .
فتحت الباب بهدوء ودخلت الغرفة دون تردد , أحست بالصدمة عندما وجدت أن ماركوس مازال مستلقيا في سريره , ووجهه ناحيتها فيما كانت يده مطوية تحت رأسه الجميل , ومضت تنظر إليه وهي تفكر كيف بدا وجهه محببا وقد زالت خطوط القساوة والصرامة التي تعودت رؤيتها عليه لتبدو رقيقة وهو يغط في نومه . وضعت الفنجان بهدوء على الطاولة وهي تتساءل إن كانت تزيح الستائر وتوقظه أو تمضي في سبيلها . كان القرار عائدا لها . لكن الجلبة الصغيرة التي أحدثها الفنجان جعلته يستقيظ حيث فشل قرع الباب في ايقاظه .
تحرك وفتح عينيه وظنت لوهلة أنه سيبتسم لها , وحالما تحقق من شخصية من كان في غرفته , استعاد وجهه النظرة القاسية المألوفة لديها وجلس فجأة قائلا :" ماذا تفعلين هنا ؟".
قالت :" استيقظت باكرا و أعددت الشاي ". و أشارت إلى الفنجان الذي إلى جانبه.
قال :" هكذا إذا , إشارة أكيدة على عودتكِ إلى تلك المدينة ". تناول الفنجان ورشف رشفة طويلة وهو يتأملها .
كانت اليكس مازالت مرتدية بيجامتها , ولم تكن المرة الأولى التي ترا فيها ماركوس عاري الصدر كما هو الآن , كما لم تكن المرة الأولى التي تتحادث معه قبل أن ينهض ليرتدي ثيابه , شعرت اليكس أنها قد فعلت شيئا طائشا واستفزازيا تقريبا , شعرت أنه كان يفكر ضمن هذا الاطار فيما كانت عيناه الرماديتان تنظران بثبات نحوها .
قالت :" اعتقدت أنك في الحمام . لهذا السبب دخلت , لقد قرعت الباب مرتين ". وسارت نحو النافذة وسحبت الستائر الثقيلة قائلة :" لابد أن بيكي قد استيقظت ".
كانت تشدد على تلك النقطة لتحول الانتباه الذي قد يفسر خطأ . فبيجامتها المشهورة برسم الفأرة عليها بدلا من أن تبدو محتشمة بدت رقيقة وملتصقة بجسمها .
سألها وكأنه يقرأ أفكارها :" أليس عندكِ عباءة نوم ؟".
قالت :" لم أحضر معي واحدة ".
قال :" إذا نظرت في الخزانة ناحية يدكِ اليسرى , ستجدين بيجاما خضراء من الكشمير لم أرتدها قط . يمكنكِ استعمالها بينما أنتِ هنا ".
أخرجت اليكس عباءة الوم وارتدتها بسرعة . لامس طولها الأرض فيما تدلت أكمامها . كانت فعلا محتشمة .
قالت باختصار :" شكرا ". وجعلت طريقها نحو الباب وهي تطوي أكمامها .
توقفت ونظرت إليه بعد أن ناداها قائلا :" لستِ في حاجة يا اليكس لاختلاق الأعذار لتحضري لي الشاي في الصباح . أنتِ هنا للاهتمام بأمر بيكي وليس بي ".
توردت منزعجة وقالت :" أحضرت الشاي لنا جميعا ",
قال :" لكن بيكي لا تشرب الشاي ".
" لم أكن أعلم هذا . سأتذكر ذلك في المستقبل و أعد الشاي لنفسي فقط . لست في حاجة لترغم نفسك على شربه ان لم تكن تريد ذلك . سآخذ الفنجان من طريقك ".
قال فيما تستدير لتتوجه نحو الباب ثانية :" هناك شيء آخر " توقفت ونظرت بتمرد نحوه وقالت :" نعم ؟".
قال :" هناك أمر مازال يقلقني . أعتقد أنه من الأفضل تنقية الجو حيال هذا الموضوع قبل أن يستحفل أمر ويؤدي إلى سوء تفاهم . من المؤكد أن آنا ستعود إلى هنا ".
" بالطبع سترجع , أنت قلت أنها ستغيب لمدة أسبوع ".
قال وقد نظر بثبات نحوها بعينيه الرماديتين :" خطر لي أن حاجتكِ إلى وظيفة ومقارنة إلى سهولة العمل هنا , قد تعمدين لانتهاز فرصة بقاءكِ هنا هذا الأسبوع لتمضي قدما في الاستمرار في العمل . وتفكيركِ في هذا الاتجاه ليس بالفكرة الجيدة ".
" هل تعتقد حقا أني قادرة على التخطيط هكذا ؟".
قال :" كانت أختكِ تبقي تفكيرها منصبا على الإهتمام بمصالحها الخاصة . ربما تكون ميزة في العائلة تشاركينهم بها ".
قالت منفعلة التفكير كذلك يعكس الخزي عليك بدلا مني . لا أتعمد العمل هنا بشكل دائم للحصول على فدية كبيرة . في الواقع بعد بداية يوم كهذا . بدأت أتساءل لماذا عرضت أن أبقى هنا ؟".
فتح الباب فجأة وبدا صوت بيكي مشرقا حيث قالت :" صباح الخير ! ها أنتما هنا!".
كانت ترتدي سروالا وسترة وقد احتضن المسماكان ساقيها النحيلتين , لكن وجهها كان يشع حماسا واشراقا .
قالت اليكس بنعومة :" صباح الخير , يا بيكي ".
أمسكت بيكي بيدها وقالت :" اليكس ويا عمي ماركوس , لن أكون مصدر إزعاجٍ , أعدكما لكن مضى على وجود ميسترال هنا اثنتي عشرة ساعة حتى الآن ولم أمتطها بعد بشكل جيد . لذا هل يمكننا الخروج وبسرعة ... ؟".
قال لها ماركوس :" يالكِ من فتاة عديمة الصبر ! علينا أن نرى إن كانت اليكس تفكر بركوب الجواد قبل تناول الفطور ".
قالت اليكس بثبات :" لا تعتمد عليّ , ٍأعد الفطور , بينما تكونان في الخارج . بعدها تعودان جائعين جدا وسيكون حينها كل شيء جاهزا ".
قال ماركوس :" من الأفضل أن تذهبي وترتجي ثيابكِ يا بيكي . هل اغتسلتي جيدا ؟".
قالت بيكي :" آه ياعمي ماركوس ! بالطبع . لقد كنت أغتسل جيدا منذ أمد طويل حتى الآن ".
قال :" هيا بسرعة إذا ". تبعت اليكس بيكي , لكنه ناداها ثانية قائلا :" مهلا يا اليكس , دقيقة فقط ".
أجابته :" اعتقدت أن كل شيء في حاجة للقول عنه قد قلناه ".
تدلت رجلاه عن السرير ورفع سروال بيجامته ووقف ينظر إليها ويداه على خاصرته .
قال :" ربما قيل الكثير , لكن تجربتي مع بنات جنسكِ دفعتني إلى الشك بدوافع كل شخص . إني أعتذر , إن كنت على خطأ وقد تسببت بجرح مشاعرك ".
" أؤكد لك بأنه مامن حاجة لأن تخلط بيني وبين أختي عندما ينتهي هذا الأسبوع , لن تكون لتطلب مني أن أرحل , سأكون في طريقي ولن أتأخر دقيقة واحدة ".
" إن اخترت تجاهل طلب الاعتذار , فليكن كذلك , لنغير الموضوع , فيما يتعلق بمهمة ركوب الجواد , لم أكن أقترح عليكِ المجيء معنا لمظاهر اجتماعية , أردت أن أريكِ أفضل الطرق التي تسلكينها , عندها سأعرف بأنكِ أنتِ وبيكي سوية على مايرام عندما أكون مرتبطا بعمل آخر , لذا أكون مسرورا إن قبلت ولو مكرهة بالمجيئ معنا ".
قالت اليكس بقساوة :" كما الحال دائما , أنت الرئيس ".
غادرت غرفته , وأقفلت الباب ورائها بنعومة متناهية , بينما كانت مشاعرها تدعوها لأن تصفع الباب في وجهه .
كان للهواء النقي وحماس بيكي الزائد للقيام بالجولة , الأثر في جعل اليكس تنسى مالحقها من أذى .
امتطى ماركوس فرسا كبيرة . كانت اليكس على ظهر لاسكو , فيما بيكي كانت تنهب الأرض على ظهر جوادها ميسترال أسرع منهما , لق\ تعلمت بسرعة درجة التحكم المطلوبة على الجواد الصغير , وهاهي الآن تعود نحوهما لتدور حولهما وتسير بينهما وعلى ثغرها ابتسامة مشرقة .
قالت :" أليس هذا أمرا محببا ؟ نحن الثلاثة كأب و أم وطفلتهما . عائلة حقيقية ". وتركتهما لتعدو بجوادها بهدوء , تاركة اليكس تبتسم ساخرة للكلمات البريئة فيما بدا وجه ماركوس متجهما .
قال :" ربما كان عليّ اعدادكِ لهذا المنحنى الخاص ".
تصلبت اليكس وقالت :" هل تعتقد أني أخذت ما كانت تقوله الطفلة على محمل الجد ؟ هيا يا ماركوس ! كانت ملاحظة طفولية دون تفكير , فهي لم تقصد ذلك ".
قال :" لست متاكدا حيال ذلك . منذ خاضت محاولات زواجي أكثر من مرة . ولم تكن على علم كم هي فكرة الزواج غير ملائمة بالأخص في هذه الحالة ".
قالت باقتضاب :" لا تقلق . سأحرص على جعلها تعلم أني على علاقة بشخص آخر ".
" قد تبدو بيكي أكبر من سنها , لكنها الوحيدة في مدرستها من دون أم وهذا الأمر يجعلها عرضة للتأثر . إنها بمثابة صفحة بيضاء وهي مصممها على أن املأ سطورها . وكان هذا واحدا من الأسباب وراء عدم رغبتي بقائك هنا . وبمنأى عن أي افتراضات من ناحيتها . و إن كانت لا تعني لكِ شيئا , لكنها في النهاية ستؤذي بيكي ".
" اعتقدت أنك تأكدت بأني سأكون ملمة بالوضع . لكن ماذا عن آنا ؟ أليست معنية بهذا الدور أيضا ؟".
" آنا أكبر منكِ سنا بمرتين . وهي أكثر من جدة لها . كما و أنها لا تهتم بالجياد لسوء الحظ , أنتِ كما أتخيلكِ , تقاربين مثال الطفل . شابة , جميلة , تركبين الخيل وفوق هذا كله تبدين وكأنكِ حورية تخرج من البحر على ظهر جواد أبيض تماما كما في القصص الخرافية السحرية ".
قالت :" أتوقع أن بيكي ستتعلم تدريجيا بأن الزواج يعتمد على اثنين يقبلان ببعضهما البعض ".
" أتوقع أنها ستفعل ذلك , ولكن هذه مفاجأة غريبة كليا عن عالم قصص الأطفال كما نعلم جميعا . من الأفضل اللحاق بها الآن فانها تمضي بعيدا أمامنا ".
سنحت الفرصة الأولى لاليكس لترسي دعائم نظرية "ارتباطها الآخر" عندما اقترح ماركوس أن يقودها الى محل لتناول الشاي والحلوى عشية يوم الأحد , عندما قالت فجأة , وهي تعرف أن بيكي تنظر إليها :" سأبقى هنا , إن سمحتم لي , علي أن أكتب رسالة إلى امبروز ".
سألت الطفلة على الفور :" ومن يكون أمبروز هذا ؟".
قالت :" صديقي ".
قالت بيكي غاضبة :" إني لا أحب اسمه ".
حذرها ماركوس بحزم قائلا :" هذا قول فظ يا بيكي ".
قالت :" آسفة , هل لي أن أرى صورته ؟".
كانت اليكس مجبرة على القول :" أخشى أن ليس معي صورة له , فلم يكن هناك متسع لها في حقيبتي ".
ساد الصمت لحظة قالت بيكي بعد :" لِمَ لم يأتِ معكِ ؟".
قالت لها :" لايسع الأطباء دائما أن يأخذوا عطلة عندما يريدون ذلك ؟".
أجابت بيكي :" ألم يطلب منكِ الانتظار حتى تسنح له الفرصة ويأتي برفقتكِ أيضا؟".
هب ماركوس لنجدتها قائلا :"بيكي , ان استمريتِ في طرح الأسئلة طويلا , لن نحصل على الحلوى ولن يحصل أمبروز على رسالته ".
أمسك يد الطفلة وقادها بحزم نحو الباب , ونظرة عينيه تقول لاليكس , ألم أقل لك ذلك ؟
تلك الليلة لاحقا , بعد أن أوت بيكي إلى فراشها , طرح موضوع دفع أجرتها , الأمر الذي أغضب اليكس لأنها تقدمت بعرضها للمساعدة فقط وليس تمديدا للعمل الذي تتقاضى أجرا عليه .
قالت , وقد شعرت بالندم للكلمة التي قالتها :" عرضت المساعدة كصديق ".
قال :" أنتِ تعرفين حق المعرفة اني لا أسمح لكِ أن تفعلي ذلك ".
بدت كلماته وكأنه يشير إليها كم هو مستحيل بالنسبة إليه أن يعتبرها كصديقة , توردت من شدة الارتباك .
وقالت بنزق :" إذا ادفع لي ماتعتبره مناسبا لخادم ".
استهل كلامه قائلا :" بالطبع , إني لا أنظر إليكِ كخادم ...".
قاطعته قائلة لا أريد الخوض في هذا الموضوع . صمم الرأي طالما أنت افتعلت هذه المشكلة ولا تتوقع مني أن أفاوضك كعامل في دكان ".
" أرى أنكِ قررتِ أن تكوني صعبة للغاية ".
قالت :" صعبة فقط لأنك تجبرني على أن أكون كذلك ".
وخرجت هذه المرة وقد صفقت الباب ورائها بقوة .
كان لها ما أرادت , فقد كان لدى ماركوس أسبوع حافل بالعمل . ولم تره إلا قليلا. كان يتناول طعامه خارج الدار ويعود في المساء بعد أن تكون قد أوت إلى فراشها.
في يوم , وفيما كانت جالسة في غرفة مكتبه , وجدت على طاولة مكتبه صورة ضمن اطار فضي جميل , تضم الزوجين الباسمين والدي بيكي .
وقفت اليكس تنظر اليها حزينة لما آلت إليه هذه الابتسامة التي فارقت الحياة . على الأقل إنهما يرقدان وهم على ثقة أن هناك من يحسن العناية بابنتهما . ليس هناك من عم لديه هذا الشعور الصادق مثل شعور ماركوس تجاه بيكي . ومهما كان ماتحمله اليكس ضده , فإنها بالتأكيد لا تنكر عليه ذلك .
لقد أحبت الرجل . فقد كانت تمضي الساعات الطوال تقوم بالمهام الصغيرة والني هي خير دليل على ذلك , من وضع الزهور على مكتبه , وتقديم صينيات العشاء والتي كانت تعود إليها في الغالب دون أن تمس , اضافة إلى غسل كلابسه .
سألت نفسها باحتقار عندما تيقنت مما كانت تفعله , تلعبين دور الزوجة اليس كذلك ؟ أيتها الغبية ! الخائنة والحمقاء التي لا تعرف الخجل ! لذا تعمدت ليلة الأربعاء ألا ترسل له صينية العشاء .
\خل عليها بمكابرة قبل أن تأوي إلى فراشها و أرغمها على أن تعد له شيئا قائلا :" إن كنتِ لا تمانعين أمر سهل , أن تحضري لي شيئا للآكل ".
ورمى بنفسه على الكرسي و أدار جهاز التلفزيون ليشاهد الأخبار , فيما هي مضت نحو المطبخ لتقطع له بعض الخبز وتضع في داخله لحم الدجاج.
عندما سكيت له القهوة وحملت فنجانها لتأخذه معها إلى فوق , قال لها :" إبقي هنا واشربيه معي ".
قالت :" حسنا . فقط لعدة دقائق ".
سألها :" هل بيكي بخير ؟".
قالت :" إنها بألف خير , تغط في نومها الآن ".
قال :" سأزورها عندما أصعد لاغتسل من غبار المدينة . هل أنجزت فروضها ؟".
قالت :" لقد ساعدتها قليلا في ذلك ".
" عادة يوم الأربعاء يوم سيء . يا لبيكي الطيبة ".
استمعا لبررهة إلى الأخبار وعندما نظرت إليه اليكس وجدت عينا ماركوس مغمضتين . بدا متعبا جدا . كان مازال حاملا فنجان القهوة في يده وقد مال على نحو خطر . نهضت وحاولت أن تأخذ منه الفنجان بلطف .
هفهفت الأهداف الطويلة وانفتحت . وارتسمت ابتسامة دافئة وصادقة غير متوقعة مما جعل قلبها يخفق شوقا .
قال :" آسف . لقد كان يوما عصيبا . إنه لأمر غريب أن أفتح عيني و أجدكِ هنا وليس لائقا أن أدعهما يغمضان ".
قالت اليكس بهدوء :" ان تكون لائقا ليس أمرا يظهر بقوة على جدول الأعمال بيننا , أليس كذلك ؟".
أمسك معصمها وقد اختفت الابتسامة ولمعت عيناه بخبث قائلا :" أنتِ لا تدعين شاردة تفوتكِ , أليس كذلك ؟".
ركزت على ألا تتأثر بلمسته وقالت :" لا أستطيع إلا أن أكون واقعية , هل ترغب بالمزيد من القهوة ؟".
أطلق يدها وقال :" سأتدبر أمري عندما تغادين المكان ".
سألها حالما وصلت إلى الباب :" هل اتصل أحدهم ؟".
أجابت :" لا , أجريت اتصالا واحدا مع أهلي ".
قال بتوتر :" ليس عليكِ أن تقدمي تقريرا عن كل اتصال تجرينه , هل أخبرتهم عن مكان وجودك ؟".
قالت باقتضاب :" لم أدخل معهم في التفاصيل ".
" ألالا تتمنين لو أنك نوقيت الحذر تجاه مالك ؟ ففقدان المال لم يجعل الحياة سهلة بالنسبة لكِ ".
قالت :" أو أنت , على أي حال , من قال أن الحياة سهلة ؟".
قال :" خبرتي حتى الآن لم تبرهن أنها هكذا ".
كما في كل مرة , لم يتوصلا إلى اتفاق طوال الوقت الذي يقضيانه سوية .
توجهت اليكس في اليوم التالي إلى ايستبورن وحصلت على مجموعة من اعلانات للوظائف حول طبيعة عملها . كان عليها أن تفعل شيئا لتحول تفكيرها تجاه مستقبلها الحقيقي بدلا من العيش مع أسطورة مستحيلة . أخذت أوراقا ومغلفين معها وجلست في مقهى يطل على البحر لترسل طلبي توظيف .
دخل ماركوس تلك الليلة قبل أن تمضي بيكي إلى فراشها . كان يحمل كيسا من الورق وقد وضعه بين يدي الطفلة وهو يقول :" أعتقد , أن في داخله شيئا تتمنينه ".
فتحت بيكمي الكيس برغبة و أطلقت صيحة من الإبتهاج فيما سحبت بيجاما عليها رسم فأرة .
قالت كستغربة بفرح شديد :" آه , عمي ماركوس! انظري اليكس , تماما مثل بيجامتك!".
نهضت متعثرة ورمت ذراعيها حول ماركوس قائلة :" إنها رائعة ! شكرا لك سأرتديها الليلة , الآن ".
صعدت السلم بأسرع مايمكنها , فيما أحضر كاركوس كيسا آخر ووضعه على الطاولة أمام اليكس قائلا :" هذه لكِ . دليل تقدير , إن أحببتِ ".
فتحت اليكس الرزمة بقليل من التحسب , لتخرج منها غلالة من الحرير والدانتيل المخرم , خضراء اللون , الأكثر إغواء قد يتمنى أي شخص أن يراها . لكن اليكس حدقت فيها و كأنها حية رقطاء تخرج من الكيس .
تطلعت بعينيها اللآمعتين احتجاجا نحو ماركوس وقالت :" ماهذا ؟".
أجاب دون مبالاة :" تعبت من رؤيتكِ وتلك الفأرة اللعينة تزحف فوق صدرك لقد كنت ترتدينها منذ غادرنا الكامارغ . لقد حان وقت غسلها ".
قالت اليكس بطريقة مؤذية :" بالطبع , قد غسلتها , لدي منها زوجان متشابهان".
قال :" إذا , حان الوقت المناسب للتغيير , أليس كذلك ؟".
وضعت الثوب في الكيس ودفعته على الطولة نحوه .
سألها :" ماذا أفهم من تصرفكِ هذا ؟".
ارتفع صوتها قائلة :" بأني لا أقبل هديتك . كان عليك أن تعرف كم هو غير لائق أن تعطيني شيئا كهذا ".
قال مستغربا :" توقفي عن التفكير بطريقة سخيفة , لقد رأيت الاثنين في واجهة المحل واشتريتهما دون تروٍ . ولم يكن هناك من مهنى عابث خفي وراء ذلك ".
" لقد قطعت مسافة طويلة اليوم خارج المدرسة لأصحح ما قالته بيكي في وصفي لصديقتها آيما بأني أعيش مع العم ماركوس . إن وصل خبر هذه الهدية إلى المدرسة عندها ستصدق الاشاعة وتضيع جميع جهودي سدى ".
نظر بطريقة مؤذية نحوها وقال :" هل الأمر فعلا بهذه الأهمية أن ثرثر بعض أطفال المدرسة عنه ؟".
قالت :" لابد أن المر يعني لك الكثير حتى لو أن طفلا واحدا حصل على أفكار خاطئة . إذا كانت بيكي ذكية جدا , ألن تأخذ هدية كهذه بأنها ايماءة حميمة جدا بالفعل ؟".
في غمرة انفعاله دفع الرزمة على الطاولة لتستقر في حضنها . وقال :" ما تفعلين به لا يعني لي شيئا , دعيه يتطاير على سارية علم المستشفى , اعطه الى عامل التنظيفات ".
قالت اليكس :" لا تتصور أني سأفعل غير ذلك !". امسكت الكيس وتوجهت نحو الباب وكأنها تحمل قنبلة لم تنفجر بعد .
قال لها :" افعلي ما بدا لك , لقد ارتكبت غلطة . لم أدرك بأنكِ امرأة متخلفة ذات عقلية تعود إلى العصر الفكتوري ".
" فكر كما تشاء . إني سعيدة لأقول أن آنا قد اتصلت بعد ظهر اليوم وستعود إلى هنا يوم السبت ".
قال :" شكرا على ذلك ".
مضت الى فوق مصممة على ألا تخرج من غرفتها تلك الليلة , سمعت ماركوس وهو يصعد ويتحدث الى بيكي في غرفتها , ثم يعود ويقفل على نفسه داخل المكتبة . عندها فقط شعرت بالارتياح لتبدأ بترتيب الأشياء التي لن تكون في حاجة اليها ثانية , لوضعها في حقيبتها .
كانت قد غسلت شعرها وجففته و على وشك أن تخلع ثيابها وترتدي عباءة النوم الخ راء وتندس في الفراش , عندما سمعت قرعا ناعما على باب غرفة نومها. أسرعت اليكس إلى اطفاء النور وحبست أنفاسها .
قال ماركوس بصوت ناعم :" ليس أمرا جيدا التظاهر بأنك نائمة , لقد رأيت النور , هيا يا اليكس ".
مضت ببطء نحو الباب وفتحته وقالت :" كنت على وشك أن آوي إلى الفراش ".
" اسمعي , كان ذلك جدالا سخيفا لا يستحق الذهاب إلى النوم من أجله . لقد أعددت الشاي تعالي وتناولي كوبا ".
قالت ببطء :" حسنا , إذا ". وتبعته إلى الأسفل .
سكب لها الشاي ودفع بصحن من البسكويت بالشوكولا نحوها .
قال :" بادرة سلام . لم أقصد حقا أن أضايقكِ , ربما علي أن أختار هدية أقل خصوصية , لقد رأيت قميص النوم في الواجهة وفكرت على الفور أن هذا هو لونكِ المفضل . ولم أكن أقصد شيئا غير ذلك ".
فيما التقت عيناها بعينيه الرماديتين , شعرت اليكس أن كل هواجسها قد ذابت . وقالت :" أعتقد أعتقد اني تماديت كثيرا في ردة فعلي , لا أنكر بأنه كان شيئا جميلا " وقد شعرت بأن كلمة ثوب نوم كان مستحيلا عليها قولها وفيها ايحاء مثير على المدى البعيد . ومن شدة خوفها بدأت يدها تهتز وهي تتكلم وكذلك صوتها , وضعت الفنجان واستدارت لتفر هاربة .
وقف قبالتها ومنعها من المغادرة قائلا :" اليكس ..".
كان تعبيره رقيقا . وتأثرت بذلك مما دفعها إلى أن تشهق بصوتِ عال وتمسح دموع عينيها بكم روبها .
قالت :ط لا أعرف مالذي يحدث لي . أثور للحظة ثم أنفجر باكية بعدها ".
تراجعت إلى الوراء وقالت :" لكني أتوقع أن الدموع ونوبات الغضب حالة سوية للمسار عندما يجتمع واحد من آل ليوارد وآخر من آل ويكفورد ".
قال :" اللعنة على الليوارد ! واللعنة على الويكفورد! ".
تغيير تعبيره بدا هزليا , قالت :" أعتقد أني سأخذ الشاي لاتناوله فوق ". والتقت عيناها بعينيه فيما انحدرت دمعة جرت على خدها وأضافت :" قبل أن تتحول مبادرة السلام إلى سلاح للحرب ".
قال بشراسة :" امضي إذا , اهربي ! للحظة واحدة اعتقدت فعلا أنكِ كنتِ ستنسين من أي عائلة أنتِ "ز
" لا أظن أن أي واحد منا قادر أن يفعل ذلك يا ماركوس ".
طوى ذراعيه وراقبها وهي تمضي , عندما وصلت ‘لى الباب سمعته يطلق ضحكة مرة :" كثير عليكِ هذا التصرف المثالي ". عبارة سمعتها وهي تصعد الدرج.
بتصميم ملّح , أخبرها ماركوس في اليوم التالي بانه مصمم على ألا يفترقا وهما متخاصمان . فهو سيأخذ عطلة بعد الظهر , حيث يمكنهما اصطحاب بيكي من المدرسة ويمضيان في نزهة إلى برلينغ غاب . نزهة صغيرة فقط , لنه عازم على اصطحابهما سوية لتناول العشاء مساءا في الخارج . اعترضت اليكس بأنه ليس مضطرا أن يفعل ذلك , أجابها بأنه يعرف هذا و لكنه عليه أن يفعل ذلك . فكرت في الأمر عندما رحل واعتقدت أنه لا بأس في ذلك طالما ان بيكي ستكون معهما طوال السهرة , فوجود الطفلة معهما سيساعدها كثيرا في السيطرة على نفسها .
كانت النزهة جيدة , مع أن اليكس فكرت أن قلبها كاد ينخلع فيما كانت تراقب ماركوس وبيكي , كانا كلاهما عزيزين إليها .. فكرت في صورتهما التي ستبقى في ذاكرتها لتعذبها في أحلامها فيما قد تصبح عليه طيلة حياتها .
كانوا يستعدون للذهاب وتناول العشاء في الخارج .
عندما جاء ماركوس إلى غرفة اليكس ليقول أن بيكي ليست على مايرام . فهي تشعر بأنها مريضة وتريد الذهاب للنوم .
أخبرته اليكس قائلة :" إذا يجب علينا أن نلغي حجز الطاولة لهذه الليلة , فهناك لحم في البراد".
قال :" لكن بيكي لا تريد ذلك , في الواقع لقد اتصلت بالسيدة آرلتون حتى قبل أن تخبرني بأنها متوعكة وطلبت منها أن تحضر وتجلس معها , وهي تقول أنها لا تريد أن تفسد علينا الأمسية ".
أخذت اليكس علىى حين غرة بهذه المبادرة , وقررت بعد لحظة قائلة :" لا أبالي اطلاقا في البقاء هنا ".
قال لها وهو ينظر إلى ثوبها الأسود , فيما الشال الايطالي يتدلى من يدها :" لكن بيكي تبالي كثيرا جدا , لا أنت على أهبة الاستعداد , أعتقد أن علينا أن نمضي قدما فيما خططنا له , فليس هناك من خطب ينال بيكي حتى و إن يكن ذهابها إلى النوم باكرا لن يشفيها ".
قالت :" إن كان ذلك يسعدك ..".
قال وهو يستدير لينزل إلى الاسفل :" لست سعيدا تماما بأي شيء , إنما الأمر هو الاختيار بين أهون الشرين ".
زادت شكوك اليكس حيال دوافع بيكي عندما دخلت إليها لتودعها , وقالت لها عندما رأت الثوب الأسوج :" عمي ماركوس سيحب ذلك! إنه عاري الكتفين أليس كذلك ؟".
قررت اليكس أن لا جدوى من قول أي شيء . فغدا سينتهي كل ذلك وستعود بيكي لتستقر ثانية بين يدي آنا .
لم يجد كلاهما هي وماركوس بأن الأمسية سهلة , فالكهف الذي كانا يجلسان الذي كانا يجلسان فيه كان معدا للجلسات الحميمة .
لكن بدا أن كليهما لم يكونا في هذا الوارد , فالمحادثة السطحية كانت أفضل ما توصلا إليه . كانت اليكس تجد صعوبة كبيرة في تناول طعامها على الرغم من انه كان طعاما شهيا . وكلاهما اعتذر عن قبول الحلوى من صينية ضخمة جلبت إلى طولتهما .
لقد بذلت جهدا ككبيرا لترفع كأسها وتقول :" هذا نخب مستقبل خال من المتاعب يا ماركوس ".
رفع كأسه بايماءة ظاهرية ةقال :" سأشرب ذلك , لكن دونما إيمان كبير لحدوث المعجزات , مهما كان حجم مايفعله ذلك بالنسبة إلى طفلة مثل بيكي و رجل لديه الكثير من الأعمال ليقوم بها ".
أخفضت اليكس عينيها وسألته :" هل فكرت يوما أن تفعل ماتريد بيكي منك أن تفعله , الزواج ؟".
شعرت أن الصمت أصبح مهزا للمشاعر , وإن يكسر جداره تحكم كأس ماركوس الفارغة في يده المشدودة عليه . بدا وكأنه غير عالم بما فعله .
قالت بصورة واهية:" لقد عنيت فقط أن الأمر سيكون أسهل بكثير عليك , فإن بيكي محقة في ذلك ".
قال بقوة :" هل هذا مايعنيه الزواج لكِ ؟ الحياة سهلة ؟ ولا وجود للمتاعب اطلاقا؟".
قالت :" أنت تحرّف سؤالا بريئا تماما ".
قال :" اذا دعيني أجيب على سؤالكِ البريء برد تهكمي , لقج تعلمت بسرعة أن جنسكن بعيد عن العيون الحالمة عندما يأتي الأمر إلى الزواج . فرجل يملك منزلا جميلا ولديه ابنة اخ تحتاج إلى عناية أكثرمما يحتاجه الطفل العادي , أمر غير مرغوب فيه . ولأعيد عليكِ ماقلته أنتِ حرفيا , حتى لو كانت فدية كبيرة لن تجعل عرضك قابلا للتنفيذ , تحمل ذلك لأسبوع هو أقصى مايمكن لأحدهم أن يتقبله مواجهة واحدة أو اثنتان من هذا النوع من التصرف تجعلان الرجل يتخلى سريعا عما يسمونه الجنس اللطيف , فأنا وبيكي سنتدبر أمورنا على طريقتنا . لكن كفانا حديثا عني . دعينا نتكلم عن واحدة قد أحسنت تنظيم حياتها جيدا , أخبريني كيف حال ايلين هذه الأيام ؟".
أصيبت بالذهول عندما سمعته يذكر اسم أختها بهذا القدر من السخرية , جاوبته باختصار :"إنها بألف خير ".
" واحدة من المحظوظات في أن تجد شريكا مناسبا ".
" أجل , ولقد سبق وعلقت على ذلك . لا أعتقد أن هناك شيئا تكسبه من وراء مناقشة أمر أختي , أليس كذلك يا ماركوس ؟".
" إني سعيد لأعرف بأنها سعيدة. من الؤكد أنكِ لا تجدين خطأ في ذلك ؟".
قالت اليكس باهتياج :" سعادة ايلين توقفت على أن تكون امرا يعنيك منذ وقت طويل ".
قال وقد التقت عيناه بعينيها رافضا أن يدعها تنظر جانبا :" ومع هذا يبدو أنكِ مازلتِ تحملين ضغينة تجاهي لما حدث منذ أكثر من سنتين . إني أجد ذلك أمرا غريبا ".
ارتفعت حدة غضب اليكس مما جعل الشرر يتطاير من عينيها وقالت :" أمر غريب ؟ لو أن تلك الأمور لم تحصل بينكما أنت وايلين , لكانت بقيت في هذا البلد . كيف تتوقع أن يكون شعورنا ؟ إنها أختي الوحيدة وبالكاد أستطيع رؤيتها . فوالدي لديهما حفيد ولم يتعرفا عليه بعد ".
قال :" الواقع أن ايلين شعرت أن هروبها كانت غلطتي . إاذا لم تستطع أن تقوى على ما حدث فالأمر عائد إليها . فأنا مازلت هنا ".
قالت بهدوء :" لست بصدد مناقشة ما حدث بينك وبين ايلين . أرغب في العودة إلى المنزل يا ماركوس ".
قال :" ألا تعنين أنكِ تريدين العودة إلى شاستس ؟ حسنا . هذه الليلة كانت غلطة , وهذا الأسبوع برمته كان غلطة . والغلطة الأكبر من هذا كله هو انسياقي وراء الفكرة بأنكِ يمكنكِ أن تأخذي مكان ليز ".
نهض واقفا ليسحب كرسيها إلى الوراء :" أوافقك الرأي , على أية حالة . شكرا لك على هذا العشاء ".
" العشاء في زنزانة منفردة قد يكون أفضل من هذا ".
فيما نزلت من السيارة في شاستس . تعثرت اليكس بحصاة على الأرض مما أتلف كعب حذائها . فسقطت على ماركوس .. ولم تكن الملامسة الفجائية أمرا يمكنها استدراكه .. وبدا أن كليهما لا يستطيعان استدراكه .
قال بوحشية :" لا تتكلمي ! ما فائدة الكلام بيننا ؟ فالكلمات لا تفعل شيئا سوى التفريق بيننا خصوصا عندما أعرف أن وراء كل هذه الكلمات يكمن هذا ..".
انحنى وقبلّها و أحست بنيران التجاوب تتأجج في داخلها . كانت شفتا ها , يداها وجسدها في شوق إليه كما هو حاله نحوها .
دفن وجهه في شعرها وقال :" منذ البداية لقد دفعتني نحو الجنون . لقد حاربتك وخدعتكِ و أقنعت نفسي بأني أكرهكِ , لكن تحت كل هذا لم أطلب شيئا من ذلك . أنتِ أيضا تشعرين بذلك يا اليكس . ليس في إمكانكِ أن تنكري . فإني أرى ذلك واضحا في عينيكِ . وأسمعه جيدا في صوتكِ و أشعر به كهالة حول جسدكِ عندما اقترب منكِ ".
قالت بصوت مخنوق :" ماركوس .." دفعت صدره عنها مستخدمة كل قوتها وتابعت :" لا فائدة من الأمر , فالكلمات موجودة هناك سواء قلناها ام لا . والسبب الذي فصلم عن ايلين كامن هناك كما هو الحال بيني وبينك الآن , هذا ليس سوى جنو وعندما يختفي هذا الجنون , ستكون الكلمات في انتظارنا حتى نسمعها جيدا , فما من شيء سيتغير ".
حكمت ذراعاه الطوق حولها وقال :" كيف يمكنكِ قول هذا , الآن , وأنتِ قريبة مني إلى هذا الحد ؟".
سألته بانكسار :" ومالفارق ان قلت ذلك أم لم أقله , فالوضع الذي يفرقنا لن يرحل عنا عنا , وكلانا يعرف ذلك ".
في تلك اللحظة فتح الباب بقدر ماتسمح له سلسلة الأمان المتصلة به ملقيا الضوء في الممر وقد انبعث صوت السيدة آرلتون وهي تقول :" هل هذا أنت يا سيد ويكفورد ؟".
تراجعت اليكس وقالت مرتعبه :" لا أستطيع مواجهتها ".
استعاد ماركوس سطرته على نفسه وقال بهدوء وهو يتجه نحو الباب :" أجل, ياسيدة آرلتون . فقد ذهبت اليكس لتوها لتفقد الجياد هل كل شيء على مايرام ؟ وهل أنتِ جاهزة لأوصلكِ إلى المنزل ؟".
سمعت أصواتهما تختفي تدريجيا داخل المنزل ودفعت نفسها نحو الشجيرات . ولم تتحرك ثانية حتى خرجا من المنزل و دخلا السيارة وشقا طريقهما في الظلام .
ثم دخلت المنزل بصمت ورأت صورتها الشاحبة في مرآة الصالة وهي تصعد السلم إلى غرفتها , كان عليها الرحيل , وان لا تعرض نفسها لمزيد من العذاب مع ماركوس .
انهت توضيب امتعتها , بعد ذلك جلست اليكس عند النافذة في الظلام تذرف الدمع ببطء على خديها وهي تعرف أنها لن تغفو للحظة منتظرة بزوغ الفجر في الأفق . وما أن شق الضياء طريقه في السماء . مضت بحذر إلى الطابق الأسفل . لم يسمعها أحد , وتركت ملاحظة لماركوس تشرح له فيها أنها لم تجد وسيلة أخرى توصلها إلى المحظة . وتقول له أنه يمكنه أن يجد السيارة متوقفة عند موقف السيارات في المحطة .
وكتبت ملاحظة أخرى لبيكي تقول أنها تكره لحظات الوداع , ووعدتها أن تكتب لها عن قريب . رسالة الى بيكي فقط مرسلة لها .
مع نظرة أخيرة نحو البيت القديم الحبيب , انطلقت راحلة . و ألم الفراق خلف الدموع , خلف الكلمات وقد جعل قلبها ثقيلا وضخما بحجم صخرة في صدرها ...


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس