عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-19, 09:57 PM   #12

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

10_وحان الرحيل




طرقت ( هالة) الباب عدة طرقات قبل أن يسمح لها ابوها بدخول غرفته ووجدته و قد انتهى من صلاته فاقتربت منه قائلة بصوت يشف عن الحزن :
ـ سمعت انك ستترك عملك هنا و تغادر بورسعيد
أجابها ( منصور) فى هدوء :
ـ نعم سأرحل صباح الغد
قالت فيما يشبه التوسل :
ـ ألا يمكنك ان تغير رأيك و تبقى ؟
هز رأسه قائلا بنفس النبرة الهادئة :
ـ مع الأسف لا يمكننى ذلك و انا فى طريقى إلى مغادرة مصر بعد ايام قليلة و السفر إلى احدى البلاد العربية
( هالة) :
ـ هل ستعمل هناك ؟
( منصور) :
ـ نعم
قالت ( هالة) :
ـ و لكنك .. أعنى .. أنت
و اكمل ( منصور) عبارتها المبتورة قائلا :
ـ طاعن فى السن و لست فى عمر يسمح لى بالعمل فى تلك البلاد لكن عملى هناك لن يكون مرهقا و لن يزيد عن العمل الذى مارسته هنا فقد سبق لى العمل فى تلك الدولة و لى اصدقاء و معارف هناك سيرحبون بى
( هالة) :
ـ هل يمكنك أن تترك لى عنوانك حتى اراسلك فى تلك الدولة التى ستذهب إليها ؟
( منصور) :
ـ عندما يستقر بى المقام هناك سأرسل لكى عنوانى
اقتربت ( هالة ) من أبيها لتنحنى فجأة على يده و تقبلها فسحب يده سريعا و هو ينظر إليها بدهشة قائلا :
ـ ( هالة) هانم ماذا تفعلين ؟
انحدرت عبرة من عينيها و هى تقول :
ـ مهما حاولت أن اقول فلا اعرف كيف اوفيك قدرك من الشكر على مساعدتك لى فى محنتى و مساهمتك فى لم شمل أسرتنا مرة اخرى لقد قدمت لى صنيعا لن أنساه
قال ( منصور) متأثرا :
ـ إننى لم افعل شيئا و لم يكن يمكننى ان افعل شيئا لولا حبك لزوجك و حب زوجك لك و لأولاده إن ما بينكما قوى و يجب ان يبقى قويا و متماسكا حتى لا تعصف به الأهواء
ـ حافظى على زوجك اجعليه يشعر باحترامك و تقديرك دائما يبقى ملكا لك و اياك ان تبخسيه قدره أو تحاولى الاقلال من رجولته و كرامته و إلا خسرتيه إلى الأبد هذه هى النصيحة الوحيدة التى استطيع ان اقدمها لكى قبل رحيلى
( هالة) :
ـ هل يمكننى أن اطلب منك صنيعا آخر من أجلى ؟
( منصور) :
ـ انا تحت امرك يا ( هالة) هانم
( هالة) :
ـ أرجوك توقف عن مناداتى بكلمة هانم هذه و قل لى يا بنيتى
قال و قد ازداد تأثرا :
ـ كما تريدين يا بنيتى
( هالة) :
ـ يالها من كلمة حرمت منها طويلا و على الرغم من أننى سمعتها من عدة اشخاص إلا منك فأشعر أنها تبدو مختلفة منك انت بالذات
و حاول ( منصور) ان يختصر الموقف قائلا :
ـ و ما هى الخدمة التى تريدينها منى ؟
نظرت إليه متوسلة و هى تقول :
ـ أن تبقى و لا تغادر بورسعيد أرجوك
قال لها ( منصور) و هو يحاول مقاومة مشاعره :
ـ لا استطيع يا بنيتى لا استطيع صدقينى
( هالة) :
ـ و لا حتى من أجل خاطرى
( منصور) :
ـ لو كان الأمر بيدى ما فارقتكم لحظة واحدة فأنا اشعر أننى مشدود إلى هذا المكان لقد تعلقت بـ ( وجدى) و الا ولاد و لكن لابد ان اسافر
قالت ( هالة) :
ـ كم سأفتقدك و كم سأفتقد حنانك الأبوى الذى حرمت منه طويلا
وحول وجهه عنها ليخفى عينيه المغروقتين بالدموع قائلا :
ـ أنا ايضا سأفتقدك كثيرا
و فى أثناء ذلك دلف ( وجدى) من الباب المفتوح إلى داخل الغرفة و يبدو أنه فوجئ بوجود أخته حيث نظر إليها بدهشة قائلا :
ـ ( هالة) .. هل أنت هنا ؟
قالت و هى تمسح تلك العبرة التى انحدرت على وجنتها :
ـ جئت لأودع عم ( عبد التواب) قبل رحيله
و غادرت الغرفة حزينة فى حين اقترب ( وجدى) من أبيه و على وجهه علامات التردد و ما لبث أن قال بعد برهة من الصمت :
ـ هل أنت مصر على الرحيل ؟
قال ( منصور) و هو يتظاهر بترتيب امتعته :
ـ نعم
( وجدى) :
ـ لماذا ؟ أعنى ما الذى جعلك تفكر فى مغادرتنا هكذا فجأة و دون سابق انذار ؟
أجابه ( منصور) بهدوء :
ـ أليس هذا ما كنت تتمناه ؟
( وجدى) :
ـ نعم و لكننى ظننت أن الأمر سيستغرق وقتا أطول من ذلك إنك لم تبق معنا سوى شهر واحد
( منصور) :
ـ اعتقد انه يكفى و اطمئن لن اسبب لك ازعاجا بعد اليوم فكما ظهرت سأختفى و لن ترانى بعد ذلك يمكنك ان تمارس حياتك فى اطمئنان و هدوء و كأنك لم ترنى أبدا
قاوم ( وجدى) احساسه المبهم بالذنب و هو يزداد اقترابا من أبيه قائلا :
ـ هل أنت مسافر إلى احدى الدول العربية حقا ؟
( منصور) :
ـ نعم
( وجدى) :
ـ و ما هذه الدولة ؟
( منصور) :
ـ السعودية لقد سافرت إليها من قبل .. سأقضى بضعة أيام بالقاهرة أولا ثم أسافر
( وجدى) :
ـ حسنا متى يحين موعد سفرك حتى احضر لنقلك إلى المطار بسيارتى ؟
ابتسم ( منصور) فى مرارة قائلا :
ـ هل أنت حريص على راحتى حقا أم أنك تريد أن تطمئن إلى مغادرتى البلاد ؟ قلت لك اطمئن سواء كنت فى القاهرة أو فى اى دولة أخرى فى العالم تأكد أننى سأختفى من حياتك إلى الأبد
قال ( وجدى) و على وجهه ملامح الصدق :
ـ إننى لا اقصد ذلك يمكنك أن تبقى إذا أردت و كيفما شئت فأنا لم أعد اشعر بالانزعاج لوجودك
تأمل ( منصور) وجه ابنه مليا ثم قال بعد برهة من الصمت :
ـ هل تريد منى أن ابقى حقا ؟
قال ( وجدى) محاولا التظاهر باللامبالاة :
ـ إذا أردت
تحول ( منصور) عنه ليعود إلى ترتيب أمتعته و هو يقول :
ـ أشكرك على كل حال
دنا ( وجدى) من أبيه قائلا و قد تحلت اللامبالاة فى صوته إلى اهتمام حقيقى :
ـ و إذا قلت لك : إننى أريد منك أن تبقى
استدار ( منصور) ليواجه ابنه و هو يقبض على كتفيه بيده قائلا :
ـ حقا يا ( وجدى) هل تريد منى ان أبقى معك حقا ؟
وقف ( وجدى) واجما لا يدرى ماذا يقول لقد احس بتيار عاطفى يسرى فى نفسه تجاه أبيه و لكن شيئا ما كان يجعله يصر على مقاومة هذا التيار لقد خشى أن يعود فيعلن رغبته الحقيقية فى بقاء ابيه فيظهر فى صوته ما ينبئ عن تلك العاطفة الحقيقية و يعلن عن انهزام كراهيته لذلك الأب الذى حرمه من حنانه و رعايته و ابوته سنوات طوالا ظل ( وجدى) واجما لا ينطق بكلمة حتى تحرر كتفيه من يدى أبيه الذى تقلصت ملامحه فجأة فأسرع بالجلوس على أحد المقاعد و سأله ( وجدى) فى قلق :
ـ ماذا بك ؟
تحامل الأب على نفسه لكى يخفى تلك التقلصات التى بدت على وجهه قائلا :
ـ لا .. لا شئ مجرد صداع بسيط
( وجدى) :
ـ هل أحضر لك أى مسكن ؟
( منصور) :
ـ لا داعى لذلك فأنا معتاد على هذا الصداع الذى يذهب و يجئ
( وجدى) :
ـ لقد نسيت أن اشكرك على ما فعلته من أجل ( هالة)
( منصور) :
ـ هل نسيت أننى أبوها ؟ الأب لا يتلقى شكرا على مساعدته لابنته
و أمسك برسغه و هو يجلس على مقعده قائلا :
ـ أريد منك أن تعتنى بـ ( هالة) و ترعاها جيدا فى غيابى فلن أستطيع مساعدتها مرة اخرى فى المستقبل إنك شقيقها الوحيد و ليس لها احد سواك أريد منك ان تقوم بمسئوليتك تجاهها ليس كشقيق فقط و لكن كأب أيضا و ليس بدافع حبك لذاتك و أنانيتك التى كشفتها فيك و لكن بدافع حبك لها و حرصك عليها هذا هو مطلبى الوحيد منك أن تكون الأخ و الأب فى آن واحد
هز ( وجدى) رأسه مؤمنا على كلام أبيه ثم قال :
ـ إذن فأنت مصمم على الرحيل
( منصور) :
ـ نعم سيكون ابتعادى فى صالحك و صالح اختك إذ ان ماضى لا يشرف أحدا منكما لقد ادركت أنك كنت محقا فيما قلته لى فى البداية
أخرج ( وجدى) من جيبه رزمة من النقود ليقدمها إلى ابيه قائلا :
ـ أعتقد انك ستحتاج إلى بعض النقود معك حتى تنتهى من ترتيبات سفرك
لكن ( منصور) أزاح يد ابنه الممتدة بالنقود قائلا :
ـ احتفظ بنقودك فلست بحاجة إليها
حاول ( وجدى) الاعتراض قائلا :
ـ و لكن
لكن أباه قاطعه قائلا :
ـ قلت لك : لست بحاجة إلى نقود فيمكننى تدبير أمرى بنفسى
( وجدى) :
ـ كيف إننى كما أرى ...
و نهض ( منصور) ليقوده إلى الباب قائلا و هو ينهى الحديث :
ـ من الأفضل أن تعود الآن إلى زوجتك قبل ان تقلق عليك و تتساءل عن سر وجودك هنا
توقف ( وجدى) عند الباب قائلا :
ـ متى ستغادر المنزل ؟
( منصور) :
ـ فى الصباح و لا أريد وداعا فسوف أرحل و انت نائم حتى لا أسبب ازعاجا لأحد
( وجدى) :
ـ هل أنت واثق أنك لست بحاجة إلى النقود ؟ إننى مستعد أن اعطيك أى مبلغ تتطلبه
( منصور) :
ـ أشكرك لكن صدقنى لست بحاجة إلى أى مبلغ من المال هيا .. هيا انصرف
و خطا ( وجدى) خارج الباب لكن ( منصور) جذبه من ذراعه قائلا :
ـ انتظر
ووقف أمامه قليلا و كأنه يريد أن يملأ عينيه منه قبل أن يفارقه ثم أحاط عنقه بيده و هو يضمه إليه و قد اختنقت عيناه بالدموع قائلا :
ـ سامحنى يا بنى فقد أخطأت فى حقك كثيرا

تراجع ( وجدى) برأسه إلى الوراء و قد هزته عاطفة أبيه أراد ان يقول شيئا و لكن لسانه لم يساعده دفعه أبوه بعيدا عنه و هو يقول محاولا التخلص من ذلك الموقف العاطفى :
ـ هيا .. هيا عد لبيتك و زوجتك
و من عينيه انحدرت قطرة دمع
قطرة كبيرة

***


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس