عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-19, 10:03 PM   #15

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فى اثناء ذلك كان ( منصور) قد انتهى من الفحص الطبى الذى اجراه لدى الطبيب حيث نهض من فوق مائدة الفحص ليرتدى ثيابه و يقترب من الطبيب و هو يقول :
ـ قل لى الحقيقة يا دكتور لم يعد هناك جدوى أليس كذلك ؟
نظر إليه الطبيب حائرا لكنه لم يلبث ان اطرق برأسه قائلا :
ـ نعم لقد تمكن المرض الخبيث من احشائك
استقبل ( منصور) الخبر بصمت مهيب استمر لحظات ثم قال :
ـ كنت اعرف ذلك و احسه فقد كانت آلامى فى الفترة الاخيرة غير محتملة
قال له الطبيب بصوت حزين :
ـ لقد بذلنا كل ما بوسعنا لكن المرض استفحصل و الامر متروك الآن بين يدى الخالق سبحانه و تعالى
سأله ( منصور) :
ـ كم تبقى لى ؟
أجابه الطبيب :
ـ هذا فى علم الله و لكن بحساباتنا الطبية أمامك بضع أيام قليلة
( منصور) :
ـ كل ما اطلبه منك الآن هو بعض المسكنات لكى توقف ذلك الألم الرهيب الذى يهاجمنى من آن لآخر فقد اصبح الألم فوق احتمالى إلى ان تنفذ مشيئة الله
الطبيب :
ـ مع الأسف حتى المسكنات لن تخلصك من آلامك تماما و لكن ربما استطاعت التخفيف بعض الشئ سأكتب لك بعضها
قدم له الطبيب التذكرة الطبية قائلا فى أسى :
ـ هل ترغب فى ان ابلغ أحدا من أقاربك بالأمر ؟
صمت ( منصور) قليلا ثم نهض واقفا و هو يقول :
ـ أشكرك و لكن ليس لى أحد يمكنك إبلاغه
ثم اغتصب ابتسامة مريرة على وجهه قائلا :
ـ أعتقد ان هذا افضل حتى ارحل عن هذه الدنيا بهدوء دون ان اسبب الحزن لأحد
كان ( وجدى) فى أثناء ذلك مستغرقا فى قراءة أوراق و خطابات أبيه بدموع حارة فقد كشفت له تلك الاوراق و الخطابات عن مفاجأة غير متوقعة مفاجأة زلزلت كيانه و هزت ضميره لقد عرف من هذه الاوراق و الخطابات المتبادلة بين أبيه و خاله الدور الخفى الذى قام به أبوه لمساعدته دون ان يدرى فقد أمد ابوه خاله بالمال اللازم لانقاذ مصنع الزجاج من الافلاس و البيع بعد ان تراكمت عليه الديون و الاعباء و هو الذى اسهم فى تطوير و تنمية ذلك المصنع ليتحول إلى مؤسسة كبيرة عن طريق المساعدات الخفية التى كان يقدمها إلى خاله لاضافتها إلى حسابات الشركة و ذلك لعلمه أن (وجدى) يعمل بها و ان المؤسسة ستعود إليه بعد ان اشتراها سرا من خاله و إن ابقى عليه ظاهرا مالكا لها كما انه هو الذى اضاف بعض الأرصدة المالية لحساب خاله قبل ان يموت لعلمه بأن ذلك المال سيئول إليه و إلى اخته بعد وفاته و كل تلك الأوراق و الخطابات تكشف عن ذلك كما كشف عن مبلغ السبعين ألف جنيه التى تبقت معه و التى أودعها البنك باسم ابنه و أبناء (هالة) بالتساوى بعد ان حرر الشيكات و كتب خطابا قصيرا لجاره كان يهم بتسليمه له لتقديمه إليه و إلى اخته بعد موته لقد فعل أبوه كل ذلك من أجله و من اجل أخته كان يرعاهم دائما بصورة مستترة و من بعيد و هو الذى تصوره انانيا قاسيا جاء يبحث عنه طمعا فى ماله لقد قابل كل ذلك بجحود بالغ و نعته بأحط الصفات دون ان يحاول الاب ان يدافع عن نفسه مرة واحدة او يكشف عن الحقيقة و لكن لماذا ؟ لماذا فعل ذلك ؟
و فى تلك اللحظة فتح باب المنزل حيث فوجئ ( منصور) بوجود ابنه فهتف قائلا :
ـ ( وجدى) ما الذى جاء بك إلى هنا ؟ و كيف عثرت على مكانى ؟
اقترب منه ( وجدى) حاملا فى يده الاوراق و الخطابات و هو يقول :
ـ ليس هذا هو المهم .. المهم ان تقول لى اولا لماذا أخفيت عنى الحقيقة ؟
وضع ( منصور) الادوية التى يحملها معه فوق المكتب قائلا بغضب :
ـ كيف سمحت لنفسك أن تقلب فى اوراقى ؟
رد عليه ( وجدى) :
ـ لقد عثرت عليها مصادفة و انا اقلب فى الصور
أحس ( منصور) بالآلام تعاوده فى امعائه فجلس على المقعد القريب و هو يحاول ان يخفى تلك التقلصات التى ظهرت على وجهه و عاد ( وجدى) يلح عليه فى سؤاله قائلا :
ـ قل لى لماذا اخفيت عنا الحقيقة كل هذه السنين ؟ لماذا تركتنا نكرهك ؟ و لماذا تركتنى اتعامل معك بكل هذا العقوق بالرغم من كل ما فعلته من اجلى ؟
أجابه ( منصور) :
ـ لأننى خشيت أن تظنوا ان هذه النقود التى انفقتها من اجلكم من الاتجار بالمخدرات كنت اعرف انكم لن تصدقونى حينما اقول لكم إن هذه الأموال قد حصلت عليها عن طريق الحلال تماما فبعد خروجى من السجن سافرت إلى السعودية و عملت فى خدمة أحد الامراء هناك خدمته بكل اخلاص و و فاء حتى صرت اقرب إليه من اخيه و عندما مات الرجل ورثنى جزء من ثروته فعدت بها إلى القاهرة و قررت ان استغلها فى رعايتكما و تعويضكما عن تقصيرى فى القيام بمسئوليتى كأب و زوج تتبعت اخباركم و استطعت الاتصال بخالك بوسيلة ما حينما علمت أنه ينوى بيع مصنعه الذى عينك للعمل فيه و قدمت له المساعدة اللازمة لانقاذ المصنع من الافلاس ثم اشتريت منه المصنع بعد ان اتفقنا على اخفاء هذا الامر و ان يبقى فى الظاهر المالك الفعلى للمصنع الذى سرعان ما تمكنت بمساعدة جهود خالك و اموالى من تحويله إلى مؤسسة كبيرة و كنت أعرف ان ذلك كله سيئول إليك و إلى اختك فى النهاية و مادمت قد عرفت الحقيقة فقد اودعت كل ما تبقى لدى من مال باسم ابنك و ابناء ( هالة) فى احد البنوك و كنت سأكلف احد الاشخاص تسليمها إليك بعد موتى لكن يمكنك ان تأخذ الشيكات الآن ما دمت موجودا هنا
قال ( وجدى) غير مصدق :
ـ و لكن لماذا لم يخبرنا خالى بذلك ؟
( منصور) :
ـ لأننى جعلته يقسم على القرآن أمامى بأن يبقى ذلك السر خفيا بيننا و لا يخبر به احدا مدى الحياة كما اجبرته على ان يقسم امامى بألا يخبر اى مخلوق عن وجودى او لقائى به
تنهد ( وجدى) قائلا :
ـ و الآن فهمت السر فى تبدل موقفه منك خلال السنوات الاخيرة و كيف كان يقول لأمى دائما ان تتذكرك بالخير و ألا تظلمك فى حكمها عليك و عندما كانت تسأله عن السر فى تحوله هذا كان يلوذ بالصمت و لكن لا يمكن ان تكون قد اخفيت عنا وجودك و كل ما قدمته من اجلنا خشية ان نظن أنها اموال جاءت عن طريق المخدرات فقط كان يمكنك ان تحاورنا و ان تثبت لنا حقيقة المصدر الذى جاءت منه هذه النقود
( منصور) :
ـ ليست خشيتى من ألا تصدقونى فقط هى التى جعلتنى أخفى الحقيقة عنكم و لكن ماضى الذى لا يشرف ايضا لقد وضعت ذلك فى تقديرى و كنت أعرف ان ظهورى فى حياتك و انا احمل على اكتافى ذلك الماضى سيتسبب فى الاضرار بمستقبلك و مكانتك التى وصلت إليها كما يلحق الضرر بأختك و أبنائها و عندما جئت إليك فى بورسعيد تعمدت ان ابدو امام صعلوكا متشردا جاء يبحث لنفسه فقط عن مأوى و عمل حتى اكون قريبا منك و من اختك و كنت مقتنعا قبلك بأن يظل وجودى و حقيقتى سرا خفيا فلم اكن اريد سوى ان اكون قريبا منكما و ان انعم بصحبتكما فى ايامى الاخيرة و قبل ان افارق الحياة
قال ( وجدى) بقلق :
ـ تفارق الحياة ؟! ماذا يعنى هذا ؟
قال ( منصور) سريعا و هو بيحاول معالجة زلة لسانه :
ـ أعنى انه لم يبق لى فى العمر مثل ما مضى لقد تقدمت فى السن كما ترى و من يدرى
و فوجئ بابنه يخر امامه على الارض جاثيا على ركبتيه و قد امسك بيديه ليقبلهما فى حرارة قائلا :
ـ سامحنى يا أبى
ابتسم الاب ابتسامة صافية مرددا :
ـ إنها المرة الاولى التى اسمعها منك منذ سنوات طويلة
انهال ( وجدى) تقبيلا ليدى والده و ركبتيه قائلا :
ـ إنك اعظم اب فى الوجود فقد اقدمت على الكثير من التضحيات فى الوقت الذى قابلت انا فيه كل ذلك بمنتهى العقوق و الجحود إننى لن اغفر لنفسى ابدا
رفع الاب وجه ابنه إليه قائلا :
ـ لا تحمل نفسك أكثر مما تحتمل فكل منا أخطأ فى حق الآخر و قد نسيت كل شئ الآن و أنا لم اكن أريد منك سوى هذا العطف و الحنان الذى اراه منك الآن
قال ( وجدى) :
ـ أما انا فلن اسامح نفسى فأنا ..
قاطعه الاب و هو يساعده على النهوض قائلا و الابتسامة على وجهه :
ـ ما رأيك لو أعد لك بعض الحلوى الشرقية التى كنت تحبها من يدى و انت طفل صغير ؟
ضحك ( وجدى) و قال :
ـ أوافق و لكن بشرط ان تعدها لى هناك فى بورسعيد فى منزلى
تراجع الاب فى مقعده و بدت على وجهه ملامح الرفض قائلا :
ـ بورسعيد ؟! لكنى لن استطيع ان اعود معك
قال ( وجدى) بإصرار :
ـ لماذا يا أبى ؟ لقد جئت إلى هنا لأعود بك لم يعد هناك ما نحرص على اخفائه لقد قلت الحقيقة للجميع لزوجتى و اختى و لكل الذين يعرفوننا فى بورسعيد
قال له الاب و قد بدا مذعورا :
ـ لماذا فعلت ذلك ؟
( وجدى) :
ـ لأن هذا هو ما كن يجب أن يحدث منذ البداية إنك أبى و يجب ان يعلم الجميع بذلك و الآن انا اكثر الأبناء فخرا بك
ترقرت الدموع فى عينى الأب و هو يقول :
ـ و لكن يا بنى أنا ..
قاطعه ( وجدى) متوسلا و هو يقول :
ـ أرجوك يا أبى عد معى إن ( هالة) و الاولاد و زوجتى و الجميع فى انتظارك عد يا أبى عد
مرت ثلاثة أيام على وجود ( منصور) الدهشورى فى منزل ابنه لم يتركه الجميع خلالها لحظة واحدة إلا تلك الساعات التى يقضيها فى النوم فقد اصبح محاطا ليلا و نهارا بابنته و زوجها و ابنه و زوجته و احفاده أحاطه الجميع بحبهم و حنانهم و رعايتهم و كأنهم يعوضونه و يعوضون أنفسهم عن كل سنوات الفراق و كل ما حرم منه من حب و حنان و كان ( منصور) حريصا خلال تلك الايام على اخفاء آلمه و حقيقة مرضه عنهم إذ كان يهرع إلى غرفته مختفيا عن الانظار كلما شعر بذلك الوحش الذى لا يرحم و هو يهاجمه لينهش امعائه
و فى احدى الامسيات و بينما كان جالسا أمام التلفيزيون و قد تعلقت ( هالة) بذراعه و احاط به احفاده من كل جانب يداعبونه و يداعبهم و بينما جلس ( وجدى) على الارض إلى جواره و احاط زوجته بإحدى ذراعيه إذا به يستشعر ذلك الألم و قد هاجمه من جديد و على نحو أكثر قسوة فتخلص من يدى ابنته قائلا و هو يحاول إخفاء آلامه :
ـ لقد سهرت اليوم أكثر مما يجب سآوى الآن إلى غرفتى
قالت ( هالة) محتجة :
ـ الوقت مازال مبكرا يا أبى
أجابها و هو يتحامل على نفسه :
ـ سامحينى يا بنيتى فإننى أشعر بحاجة إلى النوم تصبحون على خير
و أحس ( وجدى) بشئ من القلق تجاه أبيه فنهض ليلحق به قبل ان يصعد إلى غرفته قائلا :
ـ هل تشعر بشئ يا أبى ؟
ابتسم الاب برغم آلامه الهائلة قائلا :
ـ لا .. لا شئ لا تقلق فأنا فقط بحاجة إلى النوم هيا عد لزوجتك
و لكن ( وجدى ) لم يتخلص من قلقه و هو يقول :
ـ هل اصحبك إلى غرفتك ؟
ظل الاب محتفظا بابتسامته و هو يقول :
ـ لماذا يا ولدى ؟ هل سأضل الطريق إليها ؟ إن أباك لم يصل إلى إلى هذه الدرجة من الكبر هيا عد إليهم حتى لا تثير قلقهم و تحرك ( وجدى) عائدا بخطوات مترددة فى حين اخذ الاب يتحامل على نفسه و هو يصعد درجات السلم و يحس بألم لا يطاق فى احشائه كان يريد ان يصل إلى غرفته قبل ان يلحظ احد آلامه المضنية لكن قدميه لم تساعداه فقبل ان يصعد الدرجتين الأخيرتين من السلم الخشبى احس برجفة تسرى فى كل اوصاله فنادى ابنه قائلا :
ـ ( وجدى)
هرع الابن ليتلقف اباه الذى هوى بين ذراعيه و قد اصابه الذعر هاتفا :
ـ أبى ما الذى حدث ؟
قال ابوه و هو يزدرد لعابه و قد بدا الألم رهيبا على وجهه :
ـ هناك حقيقة اخيرة اخفيها عنك و آن لك ان تعرفها إننى اموت يا بنى
كاد ( وجدى) يصرخ و هو يقول :
ـ ماذا ؟
لكن ( منصور) وضع يده على فم ابنه قائلا :
ـ لا تثير انتباه الآخرين احملنى إلى فراشى أولا
و حمل ( وجدى) أباه إلى غرفته حيث أرقده على الفراش و هو يجثو إلى جواره و قال الاب و قد اختفت ملامح التقلص من على وجهه لتحل محلها ملامح الارتياح :
ـ الحمدلله أننى وجدت ذراعاك لتحملانى فى اللحظة التى احتاج إليها
تدفقت الدموع من عينى الابن المذعور و هو يقول :
ـ أبى ما نوع هذا المرض ؟ و متى اصبت به ؟
قال الاب :
ـ منذ سنتين تقريبا لم اشعر بخطورته و قسوته لكنه سرعان ما تمكن منى و بدأ يصارعنى صراعا لا هوادة فيه و لكننى لا اشعر الآن أنه قد انتصر على فلم يكن الموت هو ما يخيفنى حقا لكنى كنت بحاجة فقط لكى اعوض سنوات الحرمان التى عانيتها بعيدا عنك و عن أختك كنت بحاجة لحبكما و وجودكما بقربى و هذا هو سبب مجيئى إلى هنا و كنت أخاف ان افارق الدنيا و انتما ناقمان على دون ان تعرفا كم احبكما و كم تعذبت لفراقكما و الحمد لله لقد قضيت الايام الاخيرة محاطا بكل الحب و الحنان الذى افتقدته و تمنيته و استطعت انت و اختك و زوجتك و زوج اختك و اولئك الاحفاد الاشقياء ان تعوضوننى فى تلك الايام القليلة عن كل حرمان السنين و الفضل فى هذا يرجع إليك فشكرا لك يا بنى شكرا لأنك اسعدت أباك العجوز فى ايامه الاخيرة و جعلته يفارق هذه الدنيا و على وجهه ابتسامة و الآن مرحبا بالموت
انهمرت دموع الابن فى غزارة قائلا :
ـ أبى .. لا تقل هذا مازال أمامنا الكثير من الايام و الشهور و السنين لنعوضها مازلنا بحاجة إليك نعم نحن بحاجة إليك أكثر من حاجتك إلينا فلا تقل هذا و لا تفارقنا ما زال لدى الكثير لأقوله لك و تقوله لى مازلت بحاجة لحبك و حنانك و رعايتك أكثر مما احتجت إليه و أنا طفل صغير فلا تتركنى
و امتدت يد الاب تتحسس قسمات وجه ابنه و على وجهه تلك الابتسامة الصافية إلا انها لم تلبث ان تهاوت إلى جنبه بلا حراك و تجمدت معها الدموع فى عينى ( وجدى) حتى الدموع عجزت عن ان تعبر عن أحزانه فى هذه اللحظة لقد حرم من أبيه طويلا و كان لقاؤه معه قصيرا لم يستطع ان يمنحه كل ما اراده ان يمنحه إياه من حب تكفيرا عن ذنبه فى حقه و اظهارا لذلك الحب الدفين فى اعماقه بالرغم من الصورة الظالمة التى انطبعت فى ذهنه عنه كما لم يستطع ان يحصل منه على التعويض الكافى لحرمانه منه كل هذه السنين لم تكن نقوده هى التى يحتاج إليها و لا المنصب الذى وصل إليه و امتلاكه لكل تلك الثروة التى تحت يديه و التى كان لأبيه فضل كبير فى امتلاكه لها بل كانت حاجته الحقيقية التى كشفها خلال الايام الاخيرة هى وجوده إلى جواره نعم لقد كشف انه يحب اباه أكثر من اى شئ آخر بل إنه كان مستعدا للتضحية بكل ما يملك مقابل أن يبقى معه و إلى جواره و لو لعام واحد فقط و لكن هكذا كانت مشيئة الله و اختار القدر ان يكون فراقهما طويلا و لقاؤهما قصيرا فى اللحظة التى كشف فيها ( وجدى) كل هذا الحب الكامن فى أعماقه نحو ابيه و جذب ( وجدى) الغطاء ليسدله على وجه أبيه قائلا :
ـ وداعا .. وداعا يا أبى الحبيب
و ترك لدموعه العنان

***


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس