[سارة الحالك]

صباحكم معطر باجمل الورود
لا اقاوم زيارة هذه الصفحة كل مرة تجعلني اقف في دوامة الحياة و اتذكر مواقف و ذكريات دفنتها سرعة الايام و مشاغل الحياة
هذه الذكرى فيها من السعادة و الحزن الكثير و هما احيانا يكونان رفيقان لا ينفصلان
بحكم عيشي جل طفولتي تقريبا الى عمر 18في مدينة صغيرة بعيد عن مدينتي الاصلية حيث العائلة الكبيرة و كل الاهل و الاحباب
و هذا يعني انني تقريبا لم اتعرف على اغلبهم الا بزيارات قصيرة و مناسبات قليلة
و منهم جدي من ابي و جدتي لطالما كانا بالنسبة لي شخصين لطيفين
علي تقبيلهم و زيارتهم في المناسبات لانهم يقدرون خصوصيتهم و يفضلون العيش بهدوء
لكن بعد عودتنا الى مدينتي الاصلية مرض جدي و احتاجت جدتي لشخص يقيم معهم و يبقى للمساعدة و العناية بجدي و استقبال الزوار لكن ان يكون شخص واحد لضمان استمرار نظامهم الهادئ و رفضت كل العروض الاخرى و كنت انا المختارة
كانت مغامرة جديدة بالنسبة لي البقاء بعيدا عن امي و ابي و اخواتي لشهور
لكنها سمحت لي بالتعرف على اكثر انسانين رائعين يشعان حنان و ايمانا و
رفقتهما كانت رائعة جدا اكتشفت شخصية جدي الحقيقة بانه انسان ملتزم و يقدس الوقت و يحترم المواعيد كما انه يعشق جدتي و لا يخجل من التصريح بذلك دائما و بانه شخص مليئ بالعواطف و يمتلك قلب مرهف و حساس رغم انه يغلفه بالجدية و الصرامة احيانا و استمتعت بالتعرف على هواياته و كتبه المفضلة و استمعت لمغامراته و اسفاره و اخبرني باسرار لا يعلمها حتى ابي عن حياته و طفولته
كانت الايام الاسعد في حياتي ندمت على كل وقت توفر لي و لم اقضيه معه
و احببته جدا اكثر من السابق و اكتسبت صديقا بعمر الخامس و التسعين عاما و كان الامر رائعا بحق صدمني بصراحته الشديدة فكان الحديث معه مريح جدا
تعلمت في تلك الفترة كل شيء عن العناية بمنزل كبير و بشخص يحتاج للرعاية في كل شيء و بالطبع الحلم و الصبر على مزاج جدتي الحبيبة
شاء القدر ان اغادر لعدة ايام لظروف لكنه توفي قبل عودتي و حزنت لذلك جدا و ابكاني كثيرا فراقه و عدم توديعه لكنني ممتنة لذلك لانني لم اكن لاحتمل رؤية المه و احتضاره و اخر لحظاته و لم تكن لتفارق عقلي ابدا
مازالت اذكر اخر ابتسامة له عندما ودعته و وعدته بالعودة و اخر كلماته لي انت ملاكي و انا احبك و كان الكلام الاجمل و الاصدق الذي قيل لي
مازالت تلك الايام تعود للذاكرة كلما زرت جدتي و بقيت معها نتذكرها احيانا بفرح و نضحك على طرائفنا فيها و احيانا اخرى بحزن و بدموع و ندعوا لجدي بالرحمة و الجنة