عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-19, 06:21 AM   #56

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم.


.
.
غمضت عيونها بحرقه من كلامه ، لفت لسلمان ومسكت كفه : حبيبي سلوم ، لين اليوم وانا اشوفك طفل صغير بشكلك يوم كنت مريض وتطلبني اداويك ، وانا مشيت وتركتك
سلمان بغصه : مسامحك يانظر عيني و..
سكت عجز يكمل ، وابتسمت بألم : قلبك كبير ، الله يسعدكم بالدنيا والآخره
دخل الضابط وقال بضيق على حالهم : فارس ، سلمان ، نعتذر منكم لازم ناخذها الحين
ناظروا لها برعب ، سلمان شبك يده بيدها وكأنه فعلاً طفل ومايبيها تروح وتتركه.
حاولت توقف لكنها ماقدرت ، فارس كان يناظر فيها مصدوم مو مستوعب انها خـلاص بتروح ولاعاد بترجع.
الضابط : تفضلي معانا ياام فارس
فارس وقف قدام الضابط وقال بصوت مهزوز : طيب ندفع ديه ، اي شي بس لاتاخذونها
الضابط : فارس ! هذا وانت ضابط وعارف القوانين وعارف حدود الله ، شد حيلك وانا اخوك
سلمان لازال يناظر فيها بصدمه وشاد يده بيدها وقال بهدوء : لاتروحين يمه.
سحبت يدها منه وقالت بصوت باكي : ودعتك الله
وقفت ووقف معاها وحضنته بكل قوتها وحنانها اللي خبته داخلها سنين طويله.. وكان لفارس من حضنها نصيب ، مرت ربع ساعه وهم يودعونها بدون اي كلمه ، لين سحبوها وطلعوها من المبنى كله.. الى ساحة الموت.

بعد 7 ساعات ؛
انتشر خبر وفاة ام فارس .. والكل دعى لها بالرحمه كثر ماتكلموا فيها واكثر ، وهذي علامة خير.
سُلطـان " ابو حديده " قرأ الخبر وعرف انها ام فارس ، قام واخذ مفتاحه وطلع لبيت فارس ناوي يعزيّه ، وصل ونزل وطق الباب بعد مااتصل بفارس كم مره ولا رد.
انسـام كانت منسدحه على الكنب وسرحانه بالسقف ودموعها تنزل بصمت ، عمرها ماتوقعت بتشوف فارس بهالضعف والحزن ، وراها وفاء كانت تاكل شبس وتتابع مسلسل بجوالها ومو معجبتها حالة انسام لكن ماتبي تضايقها.
طق الباب وقامت وفاء فتحته بكل ثقه على بالها فارس لكن شافت شخص غريب صرخت وسكرت الباب بقوه وكانت تنتفض من الخوف : من انـت ؟
تنحنح : هدي يااختي انا صديق فارس جاي اعزيه
وفاء : فارس مو موجود ، تعال بكره
سلطان : خلاص اذا رجع بلغيه اني اتصلت عليه ، وقوليله ابو حديده مر ومالقاك
وفاء بصدمه : حديده ؟ الله يسد نفسك انت وهالأسم ، الله يعينك ياحديده.
سلطان اتصل جواله وكان بيمشي لكن وقف لما شاف اسم فارس ورد : هلا فارس
فارس : هلابك ، متصل ؟
سلطان : ايه انا عند بيتك
فارس : تفضل ، جاي انا بالطريق بكلم اختي تفتح لك
قفل منه واتصل على وفاء وقال لها تفتح له ، وجلس ينتظر بمجلس الرجال.
وفاء جابت ناصر وعطته حديده ودخلته على سلطان ، ناصر مد الحديده لسلطان وهو مبتسم.
سلطان بأبتسامه : وش هذا ؟
ناصر : وفاء تقول تفضل هذي بنتك



.
.
سلطان جلس شوي يستوعب وضحك ضحكه عاليه : خفيفة دم هالبنت ، عكس اخوها سبحان الله
ناصر : ليش تضحك
سلطان : رجع لها الحديده وقول لها وراح تصير بنتك بعد ياام حديده
وفاء سمعته وخافت : وييي اسم الله علي ، شكله ماشاف وجهه بالمرايا ، بدخل ابرك لي لايشوفني فارس ويموت مو ناقص صدمات
انسام كانت واقفه على باب المدخل وسمعتها : يعني تدرين ان اللي سويتيه غلط ؟ وش هالميانه
وفاء : دُعابه
انسام : الا قلة ادب ويبيلك تربيه بس بستر عليك
وفاء وقفت قدامها وناظرت لرقبتها بخبث : انتي استري اللي برقبتك اول ثم استري على بنات الناس
انسام انصدمت : وقحه
وفاء : لاتنسين المعوذات على فارس ، حتى وهو حزين فيه حيل ، ماشاءالله بس
انسام ضربتها بقوه على يدها ودخلت ووفاء ضحكت ودخلت وراها..

سلمان دخل بيته بعد يوم قاسي لدرجة الهلاك ، ماتت امّه
ندم على كل لحظه ماكان قريب منها ، لام نفسه الف مره " وخير ياطير هي قاسيه وهي اللي بدت وهي اللي تركتنا خير ياطييير ليش ماكنت قريب لها ، هذي امك ياسلمان امك ، اااه ياشين شعور الندم ، احس ودي امسك قلبي بيدي وأحرقه "
كانت يده على عيونه يفركهابقوه وبدون شعور ، ويده الثانيه تمسح على صدره وكأنه يطبطب على جروحه واهاته المتخبيه داخله.
حس بيدّين ناعمه تمسك ايدينه وتجمعهم بين يدينها ناظر فيها وكان نظره متغبش من كثر مافرك عيونه ، عزوف حاولت قدر الإمكان تمسك دموعها لكن لما شافته بهالوضع تمنت لو ماتت ولاشافته كذا.
سلمان رجع له الشوف وركز فيها ثواني وقال ببحه : وش جايبك ؟
عزوف انصدمت من عيونه وحمرتها اللي مو طبيعيه قالت بهدوء : قوم غسل عيونك
سلمان سحب يدينه منها : قومي نامي
عزوف: انام وانت تعبان ؟ والله مااسويها
سلمان : دخيل الله لاتشوفيني وانا منهار ، قومي نامي ياعزوف
عزوف اخذت المويا وجلست جنبه على الكنبه وصبت بيدها شوي وغسلت وجهه وركزت على عيونه ، وشالت شماغه ومسحت على شعره وفتحت ازارير ثوبه ومسحت على صدره بلطف وهمست بأذنه : اهدا ، لاتفكر ، ارتاح شوي
ناظر فيها وابتسمت بألم : ارتاح ، انا معاك
قرب راسه لصدرها وفهمت عليه وحضنته برقه وشبك اصابعها بأصابعه نفس الحركه اللي سواها مع امه.
وكان يناظر لوجهها بهدوء وعيون ناعسه.
عزوف : اسأل الله يرحمها
سلمان ببرود وعيون ذابت من النعاس همس : اسأل لقلبي الصبر و السلوان على هذا الوجه الحلو
ابتسمت له وباست عيونه لين ارتخى ونام رغم انه ماكان متوقع ينام ، وانتهى يوم من اصعب الأيام ، الكل حزين لكن راضين بالقدر ولاعندهم اي اعتراض لحكمة رب العالمين ، وصارت قصة ام فارس عضه وعِبره لكل من تغريه نفسه بملذات الدنيا..



عريب كانت بغرفتها تذاكر بشغف للإختبارات النهائيه ، ومشغله تفكيرها وطاقتها وجهدها ووقتها للمذاكره بس.
دخلت امها وجلست قدامها وقال بهدوء : لك شهر تقولين ابي افكر ، الرجال مل منك
عريب : لو مل صدق كان امداه شاف غيري
امها : والله امرك عجيب ، يعني واضح انه يبيك انتي مايبي وحده غيرك ، ياعريب الوحده وش تبي غير واحد يحبها
عريب : اتوقع انك تشوفيني اذاكر ومو فاضيه لهالتفاهات
امها : ابوك قال اسأليها ، يبون جوابك النهائي
عريب بربكه : انا مستحيل اتزوج لين اتخرج ، اذا يبيني من جد خليه ينتظرني
امها : على خير.

انسام كانت على سريرها تحاول تذاكر لكن روز مو مخليتها تركز ابد من كثر ماتبكي ، توترت منها سوت لها كل شي وماهي راضيه تسكت وباقي على اختبارها كم سـاعه بس وهي ماذاكرت شي.
التفتت لها وصرخت بدون شعور : خــلاص اسكتي
روز خافت وبكت اكثر ودخل فارس على صراخهم ومعاه ناصر ؛ عصب على انسام لإنه سمع صوتها تصرخ ، شال روز بسرعه وقعد يهديها ويمشي فيها وقرا عليها لين هدت ، عطاها السبحه حقته علشان تلعب فيها.
قال بحده : صاحيه انتي تصارخين على طفله ؟
انسام : جننتني مو قادره اذاكر ، ليش ماتاخذونها عني دامكم فاضيين
فارس اخذ نفس وقال بهدوء : طيب ليش بتبكين خلاص ماصار شي ، ذاكري
انسام بقهر : مو فاهمه بعض المسائل
فارس : يعني مدري اقابل روز ولا اقابلك
انسام : قابلنا كلنا
جلس جنبها وسند ظهره ونوم روز على صدره واخذ كتابها وقرأ المسأله وقطع عليه صوت ناصر : كلكم عند بعض وانا ؟
فارس : تعال
ركب ناصر ونام على يد فارس وانسام نست المسائل وجلست تتأملهم ، فارس انتبه لها ورمى الكتاب : تعالي معهم
انسام : لا بذاكر
فارس : لي يومين ماحضنتك ، ماتغارين ماتشتاقين ماتحنين ؟
انسام : كنت مشتاقه لكن لما عصبت علي راح الشوق ، واذا ع الغيره لو اقولك كم مره اغار باليوم بيصير خراب بيوت
فارس : انا انسان اقدّر الغيره حتى لو الأسباب تافهه ، يعني مايصير خراب بيوت يمكن يصير خراب اشياء ثانيه
انسام : يعني بتخرب روجي مثلاً
فارس بغمزه : لابخرب مكياجك كله ، وبخرب ملابسك وماالى ذلك
انسام بربكه : بروح للصاله اذا نومتهم تعال ذاكر لي
فارس : قلت تعالي !
انسام ابتسمت ونامت جنبه ولمها لحضنه مع روز وناصر ، ناظر فيهم ثلاثتهم وسرح بعيون انسام وهمس : الله اخذ مني امي ، وعوضني فيكم ، اه لو يدرون الناس بلذة الحياه مع الايتام ماظل يتيم بدون كفاله ، ولايتيمه بدون زوج
انسام : لا احنا مو ايتام ، انت امنا وابونا
فارس ضحك : صرتي مثل كلام ناصر ، بس مالومك الاختبارات غسلت مخك
انسام شدت عليه : مابي اذاكر ابيك تضمني.


.

راكان : هلا عمي ، بشر ؟
فايز : البنت ماتبي تتزوج لين تتخرج
راكان : كم باقي لها
فايز : سنه
راكان : خلاص بملك عليها الحين والزواج بعد سنه مافي مشكله
فايز : ابي اشوفها اذا موافقه على الملكه ولالا
راكان : كل شي تستشيره فيها خلاص الخمها يارجال ماراح تندم اوعدك
فايز : اكيد ابي استشيرها مو هي صاحبة القرار ، اهجد ياولد
راكان : لاحول ولاقوة الا بالله ، رد لي خبر عاد ، مع السلامه
فايز : في امان الله
نزل جواله ونسى يقفله وقال بهدوء : سمعتي وش قال ؟
عريب بربكه : ايه
فايز : موافقه تكون الملكه الحين والزواج اذا تخرجتي
عريب : لا
فايز : مدري منين وارثه هالعناد ، مقرود اللي بياخذك عز الله ، ياانس ، انـس
انس من غرفته : هلا
فايز : قم ابيك توديني للمخيم
انس رغم انه يذاكر لكن مايحب يرفض شي لأبوه وطلع معه.

عزوف كانت منسدحه بملل وفاتحه كتابها وتتصفحه وتفكيرها بمكان ثاني ، لما كانت عند امها ماتخليها تتنفس من كثر المذاكره والحين فقدت اللي يشد عليها ويساعدها.
اتصلت على سلمان وثواني ووصلها صوته الهادي : هلا
عزوف : سلمان ، تعال
سلمان : فيك شي ؟
عزوف : لا بس ابيك توديني لأمي
سلمان : ليش
عزوف : ابيها تدرسني مو فاهمه شي
سلمان : لحظه
قام وطلع من الاستراحه وجلس على سيّارته وهمس : عزوف
عزوف : هلا
سلمان : انتي متى تعتمدين على نفسك ؟
عزوف : شسوي والله صعب ماحبه
سلمان : ليش ماتكلمتي بدري ، شايفه الساعه كم ؟ امك يمديها نامت ، خلي اهمالك ينفعك
عزوف : طيب خلاص لاتعصب ، باي
قفلت وحاولت تركز وتقرا اكثر من مره وتكتب علشان ترسخ المعلومات اكثر واسترسلت بالقراءه فجأه حست بيد على خصرها وشهقت وناظرت جنبها بسرعه وشافته كان منسدح بنفس وضعها ومبتسم لها ، ماردت الأبتسامه وكملت تقرا.
قرب لإذنها وهمس : احبك
ناظرت فيه بصدمه ورجفت يدها وقالت بحده : ليش راجع
سلمان : اتوقع اني نسيت قلبي عند وجهك الحلو‏ ، ورجعت عشانه
عزوف : اها طيب وش تبي الحين
سلمان : ابي اروّق فيك عشان تذاكرين مزبوط
عزوف : انت ماروقت فيني ، انت بعثرت افكاري
سلمان : الملم شتات افكارك بحضني ، معاي لاتشيلين هم
عزوف بضيق : الا بشيل هم الرسوب ، والناس يدورون العيوب دواره
سلمان : عيوبك لو عابها الكل أنا ابوسها لك
ناظرت فيه بُرهه وابتسمت لاشعورياً من نظراته وضحكت بخجل وغطت وجهها وهمس بإذنها : من دواعي سروري أكسب ضحكتك نهاية كل نقاش.



راكان وقف قدام بيت فايز وهو معصب ، اتصل رقم عريب مره ومرتين وثلاث واربعه ، المره الخامسه ردت بهدوء : نعم ؟
راكان : اطلعي لي
عريب وقفت وهي خايفه لما عرفت صوته : وش تبي وين اطلع
راكان : اطلعي لي برا ابيك بكلمه
عريب برعب : لالا بتخطفني صح ؟ بكلم الشرطه وربي
راكان : يابقره لو ابي اخطفك مااقولك اطلعي
عريب : انت ماتستحي ولا تخاف ؟ عيب عليك انقلع عن البيت افضل لك
راكان : ابوك وانس بالمخيم وامك نايمه والحاره فاضيه ، ادخل عليك ولا تطلعين لي بهدوء ؟
عريب رجفت : على اي اساس اطلع لك ؟ تبي الناس تتكلم فيني
راكان : بتطلعين لي ولا كيف
عريب : ماني طالعه
راكان : اجل تحملي اللي بسويه ولاتلوميني لإني عاشق وماعلى العشاق ملام.
عريب قفلت بوجهه وهي مستبعده انه يسوي شي لكن فجأه حست قلبها بيوقف وشعرها يشيب من اللي سمعته ، فتحت الشباك وناظرت فيه وانصدمت ، كان مشغّل اغنيه ومعليها لآخر شي بقمة جو الهدوء ، بدون مراعاة للناس النايمه ، وكانت كلماتها تصدح بالحارات المجاوره مو بس حارتهم ، وكان جالس منسدح على كبوت سيّارته وحاط ايدينه تحت راسه ويناظر فيها ويغني مع الأغنيه بصوت عذب " انا جاهز ترا لحربك ، احبك حيل بدمّرك "
قفلت الشباك وقعدت تدعي ان الله يعمي الجيران عنه ولايجي ابوها بالوقت الغلط.
اتصلت عليه ورد : هلا
عريب : اذا طفيتها بجيك
راكان رجع وطفّاها وقال بهدوء : انتظرك
اخذت عبايتها وطلعت وهي ترجف ودموعها بعيونها وتدعي محد يشوفها ، فتحت الباب وماشافته بمكانه وارسل لها رساله : تعالي بأول لفه
مشت لين وصلت اول لفه وشافت سيّارته ، وقفت عنده بابه ولاناظر فيها كان سرحان بجواله طقت عليه الشباك وفتحه لها واربكتها نظراته وابتسامته : بتركبين ولا اشغل اغنيه
حطت جوالها بوجهه وكانت مجهزه رقم الشرطه : بتتكلم ولا اتصل ؟
راكان بتشديد : بتركببببييين ولا اشغغل !
عريب بحقد : وبعدين معاك ؟
راكان رفع صوت الأغنيه وغنى معاها " حرب سويت من شفتك ، دخيل عيونك وشفتك ، وحبات الكرز خدك وبسماتك جنُونيه"
دخلت نفسها بسيّارته وسحبت الوصله وقطعتها بقوه وضربتها على صدره وقالت بصوت مهزوز : مريض ، لازم تتعالج حرام بحق شبابك يروح وانت تعاني من نقص بالعقل ومرض بالنفس.
راكان ببرود : وحب بالقلب ، انتي وبعدين معاك ؟ بتركبين وتخليني اقول اللي عندي ولااتهور اكثر
عريب سحبت مفتاح سيارته عشان تضمن انه مايهرب فيها ، لفت بسرعه وركبت جنبه وواضحه رجفتها ودموعها قالت برجفه : تكلم بسرعه وش تبي وش هالموضوع اللي مخليك تسوي كل هالسخافات
راكان : وافقي علي
ناظرت فيه بصدمه لمدة ثواني وهمست : بس كذا ؟
راكان : اي والله بس كذا .



عريب : كنت تقدر تقول لي برساله
راكان : لا ، ابي اقولها لك بلساني وبصريح اللفظ ، ابيك تشوفين اللي بعيوني لك ، ابيك تشاركيني باقي حياتي ، بس وافقي وخلينا نملك ، والزواج لو تبينه بعد سنتين عادي.
عريب كانت مقهوره رغم ان كلامه هداها شوي وقالت بحده : واذا ماوافقت ؟
راكان سند ظهره واخذ نفس وقال ببرود : شفتي حركاتي هذي ولا شي عند اللي بسويه لما ترفضين ، والله لأجننك جنون والله
عريب : بس مافي شي بالغصب ليش ماتقتنع ؟
فتح ازارير ثوبه وقال بتعب : احبك ياخبله احبك ليش ماتفهمين ؟
عريب صدت شوي وناظرت فيه بتردد بتتكلم لكن عجزت ، نزلت ورجعت لبيتهم تركض ، دخلت غرفتها وطاحت على سريرها وبكت بقوه من قوة الموقف والخوف اللي عاشته ،
اما راكان مشى وهو ضامن موافقتها ومرتاح نفسياً رغم الكوارث اللي سواها.

هند وصلتها رِساله من ساره " تعالي لبيت ابوي اليوم في إجتماع بخصوص الورث"
هند : مابي اجي، ومايهمني الورث ولا الفلوس
ساره : بلاش عناد وتعالي ننتظرك
هند قامت تتجهز وقالت للسواق يمرها وبعد عشر دقايق طلعت لبيت ابُوها ، دخلت للبيت وشافتهم مجتمعين لكن مو جمعة عمل مثل ماقالت لها ساره ، شافت كيكه عليها شموع وبالونات وصوت الأغاني مالي الدنيا.
سعود قرب لها وهو شايل الكيكه وعرف انها مو فاهمه وقال بإبتسامه : سنه حلوه عليك ، ويارب ان الجاي من عمرك اجمل من اللي راح
هند دمعت عيونها لما تذكرت تاريخ ميلادها ، ساره وقفت جنبها وهي تضحك : معليش ادري اني جافه ولاعمري سويت لك حفله ، عكس سعود متحمس
هند ابتسمت ونفخت وطفت الشمعات ورفعوا صوت الاغاني وبدوا يرقصون ماعدا سعود كان ياكل ويناظر فيهم بحبّ ، اربع خوات جميلات رغم نفور العلاقه بينهم الا انه مستبشر خير وبدايته من هالجمعه ، حتى جوري اللي كانت مو متقبلتهم هي اللي جهزت الحفله وبكل حماس.
هند تعبت من الرقص وجلست وجلسوا كلهم حولها وارتبكت : شفيكم
سديم : ماسألتي وش هديّتك يااجمل من كبر ؟
هند : ماتعودت على هالسوالف يعني ماتهمني
سديم : لا دامك معانا بتتعودين على ايام جميله بإذن الله
سعود طلع من وراه خمس تذاكر سفر وحطهم قبالها : هديتك سفره على حسابنا
هند غطت وجهها مصدومه وكمّل سعود : التذاكر مني
سديم : والسكن علي
جوري : وغداكم وعشاكم علي
ساره : مادري وش بقى بعد لكن انا بساعدكم بكل شي
هند دمعت عيونها : ياالله ماتوقعت يجي هاليوم
جوري بندم : اسفه على كلامي ، حنا خوات مالنا الا بعضنا.
هند ابتسمت وحضنتها ولأول مره تحس بهالشعور ، حمدت ربها لإنها جربت شعور حب الأهل ولمة الإخوان واغتنت بحبهم عن حب غيرهم ، ولأول مره تحس ان سلمان مو مهم بحياتها.



رائد كان في بيت خاله يسلّم على امه وقالوا له انها نايمه ، وطلب منهم يصحونها لإنه مايشوفها كل يوم بحكم ان البيت بيت عائله وصعب كل يوم يجيهم ، انتظرها كثير ولاجت انسدح على الكنبه ، طال فيه الإنتظار وكان النوم اسرع من امه ، غفى بدون شعور ، بعد عشر دقايق دخلت امه وهي متحمسه لشوفته ، شافته نايم ورق قلبها عليه ماحبت تزعجه.
اتصل جواله وعقدت حواجبها مستغربه " امل مين " اخذها الفضول لمعرفة صاحبة الإتصال ، فتحت الخط وسكتت ووصلها صوت امل : رائد ، مابغيت ترد ، ليش ماترد ليش ؟ يعني عشان قلت الحق ؟ لاتنكر انك تحب انسام وتموت فيها ، لاتخدعك طيبة قلبك وتوهمك انك مرتاح لراحتها ، ترا فارس يكرهها وحياتها معاه جحيم ، انا بنت خالته اول بنت بحياته بعد امه ، انا اعرفه مثل مااعرف نفسي ، وربي فارس مايحبها لكن اخذها عشان يستر عليها ومايقولون الناس مطلقه مرتين ، رائد لازم نسوي حيله ونطلقهم من بعض ، بكذا بيرجع لي فارس وانت بترجع لك انسام ، حرام نكابر ونكذب على انفسنا ، العمر مره ولازم الانسان يضحي علشان يعيش ، العمر مره لازم نعيشه مع اللي نحب.
ام رائد كانت مصدومه كثر شعر راسها من اللي سمعته ، وقد صدمتها قد فرحتها بكلام امل ، لوتطلقت انسام للمره الثالثه بتكون عار على العائله كلها وبكذا يكون الإنتقام لأم رائد واسترداد لحقها من العجوز جدتهم ومن انسام اللي هي راس المصايب ومن ابو رائد اللي طلقها ومن فارس اللي خرب كل تخطيطها ، ابتسمت بخبث وقفلت الخط وفتحت الواتساب وكتبت رساله لأمل " امل ، صوت الجوال متعطل ولاتقدرين تسمعين صوتي ، خلينا نتفق على خطه الحين وبشكل مستعجل لأني مشغول".
امل ابتسمت وقعدوا يخططون بكل حقد لظلم انسانه بريئه ذنبها الوحيد انها انولدت بمُجتمع يخاف من العِباد لكن مايخاف من رب العباد..

بيوم ملكة عريب وراكان :
كانوا مجتمعين في بيت فايز ، وعريب ترجف من الربكه وتدعي انه مايطلب يشوفها.
عزوف كانت ترقص هي ووفاء وصرخت وفاء : نسم قومي هزي بخصرك الحلو
انسام : لا مالي خلق ارقص وانطقي اسمي زين
عزوف تعبت وجلست جنب انسام واستغربت وفاء من شكلها ؛ عسى ماشر ؟
عزوف بتعب : احس اني دايخه و.. لا مافيني شي
انسام وهند كانت بينهم روز ويلعبونها ويضحكون عليها ، وصلت رساله لجوال انسام ، واخذته عزوف من كثر ماهي تعبانه مانتبهت انه مو جوالها ، شافت الرساله " اطلعي لي خلف البيت ، ابيك ضروري "
طلعت بسرعه بدون ماتنتبه ان المُرسل " فارس " زاد فيها الدوران وتماسكت لين وصلت خلف البيت بمكان مظلم وهادي وشافته معطيها ظهره وراحت له بخطوات سريعه ومسكت يده ولفته ناحيتها وطاحت بحضنه.



مسكت يده ولفته ناحيتها وطاحت بحضنه وهمست بدون تركيز : تـ، تعبانه لاتخليني، احتاجــك
كانت مرتخيه ورفعها بحضنه وشد عليها وجلس يبوسها وهي كانت شبه مغمى عليها وصحاها صوت الصرخه الحاده من وراها : انســــام
ابعدت عنه بعيون ذبلانه ناظرت خلفها ، شافت فارس يتهجم عليها بكل وحشيه ، ناظرت فيه وقالت بخوف : سـ، سلمان شفيه هـ،
صدمها وحست اطرافها تنشل من الصدمه ، ماكان اللي حاضنها سلمان ولاتعرفه اصلاً ، تمنت بهاللحظه ماينبض قلبها ولا يبقى فيها روح .. من قوة صدمتها ماركزت ان فارس طايح ضرب مُميت بالرجال ، تسندت على الجدار ولمت نفسها وفجأه مسكها بقوه ناوي موتها لكن الله الهمه وسرح بعيونها ولما تأكد انها مو انسام رجع خطوتين وقال بصدمه : من انتي ؟
همست : عـ، عزوف
فارس تضاعفت صدمته وهز راسه منكر للي يشوفه : لالالا ، عزوف زوجة اخوي ؟ مستحيل ينعاد موقف ابوي بسلمان ، لا لا اللي جالس اشوفه انا كذب ، عزوف ماخانت سلمان ماخانته ماخانتــه
عزوف فوق التعب الجسدي اللي فيها صدمه وخوف حست انها بتطيح وتماسكت وقالت بحرقه : والله مااعرفه ، فارس اسألك بالله لاتظلمني فـ،
فارس بصوت مهزوز : ماظلمتك ! انا شفتك بعيني ، مدخله رجـال غريب لبيت ابوك وطايحه بحضنه !
توسعت عيونها بصدمه وقالت برجفه : والله مادخلته ، فارس خاف ربك فيني والله مااعرفه والله
فارس غمض عيونه : لو ماشفتك بعيني ماصدقت فيك
رمى عليها شماغه وقال بحده : تستـّري
عطاها ظهره وضرب قبض يده بالجدار ، يحاول يفرغ اللي داخله ، ناظر للرجال اللي شافه ، اول مره يشوفه ، كان طايح وخشمه ينزف وثوبه متشقق وكله جروح رفسه على بطنه بكل مايملك من قوّه وقال بحده : ورب البيــت لأذبحك يالنجس
ناظر لعزوف شافها لافه شماغه عليها وتصيح بحرقه توّجه لها وقال بحزم : وانتي شسوي فيك الحيـن
ضرب كفينه ببعض وقال بصوت غريب : اول مره بحياتي احس عمي فهد معاه حق يوم علم ابوي على امي ، مارضى يشوف اخوه ينخدع ويسكت ، مثل موقفي الحين احس انا اللي تعرضت للخيانه مو بس سلمان
عزوف وقفت بصعوبه وناظرت فيه بعيون دامعه : خلني افهمك السالفه ، و. وصلتني رساله من سلمان يقول اطلعي لي خلف البيت ، وانا اول ماوصلت ضـ،ضميته على بالي سلمان بس ماادري من هو ، والله ماادري
فارس : اجل من اللي يدري انا ؟ تبريرك ماله منطق ابد
عزوف مدت الجوال بوجهه وصرخت : شووف ، شوف بعينك الرساله ووقتها
فارس قرأ الرساله بصدمه والصدمه الأكبر جوال انسام بيد عزوف والرساله من رقم فارس قال بهدوء : هذا جوال انسام ، والرساله من رقمي لكن مو انا اللي ارسلتها !



فارس : هذا جوال انسام ، والرساله من رقمي لكن مو انا اللي ارسلتها
ضرب جيوبه يدوّر جواله وماكان موجود اخر مره شافه لما وصلته رساله من رقم غريب وطلع بدون تركيز بأي شي غير الرساله ، تأكد ان في شي غلط بالموضوع.
عزوف كانت تناظر للجوال بصدمه ودموعها تنزل بصمت وقهر" وش جاب جوالها بيدي ؟ وليش ماتأكدت انه موجوالي قبل لااحط نفسي بهالمصيبه قالت بصوت باكي : ماادري والله ماادري انا متعوده ماحد يرسل لي غير سلمان مانتبهت للأسم
فارس : وصلتني رساله من رقم غريب يقول شوف مرتك وش تسوي خلف البيت
سكت شوي يسترجع اللي صار وتوسعت عيونه لما استوعب " انسام ماتدري ، وصلتها رساله من رقمي من شخص حقير متعمد يخرب بيننا ، لو قاريتها وجايه وشايفها انا ممكن اذبحها ، لكن صارت براس عزوف ".
عزوف خلاص وصلت لمرحله ماقدرت تتكلم او تدافع اكثر قالت بضعف : لاتقول لسلمان لاتحرمني منه
ارتفع صوته المبحوح من وراها : مايحتاج يقول ، شفت بعيني
ناظروا له ، حست بفاجعه لما شافت نظراته المكسوره ولمعة عيونه وملامحه الذابله وانفاسه السريعه ، توجهت له بخطوات سريعه وقفت قدامه وقالت بتوسل : والله كـذب
سلمان همس بدون شعور : خنتيني
هزت راسه بسرعه : لا لا والله ماخنتك
سلمان كرر بنفس النبره : خنتيني ، خنتيني خـنـتـيـنـي
ارتفع صوته ومسك عنقها بيده وحشرها ع الجدار وقال بصوت غريب : حذرني ابوي ، حذرنننننني لكن ماسمعت كلامه
فقدت انفاسها وصار وجهها الوان ويدينها تضرب يده القاسيه تطالبه بالرحمه لكن سلمان كان منعمي وكأن غضب اهل الأرض جميعاً اجتمع بصدره همس بحرقه : قتلتيني مثل ماقتلتني اميّ
فارس سحب يده عنها بقوه ودفه وقال بحده : اهـدأ ، لاتستعجل
سلمان لازال يناظر فيها ، شماغ فارس كان مغطي ايدينها ، وشعرها طالع شال شماغه وحطه على راسها بقوه : واقفه بينهم بدون حجاب وتقولين ماخنتك
فارس سحبه عنها ومسكه بقوه : من اللي قال لك ها ؟ وصلتك رساله صح ؟
سلمان ببحه : يوم شفتك تركض بدون شعور خفت عليك ودخلت وراك ، شفت كل شي يافارس ، مااستاهل منها تخونني
ناظر فيها بنظرات عميقه تحكي حجم الألم بداخله : عطيتها عمري ، وحطيت الدنيا تحت رجولها ، وخانتني
نزل راسه وغمض عيونه وكمل بغصه : استوعبت كلام ابوي يوم قال " اخذت امك بعد قصة حب يحكي فيها القاصي والداني ، وخانتني "
فارس بلهجه شديده : ماخانتـك ، اللي صار كله ملعوب من شخص حاقد
سلمان : ملعوب ؟ ملعوب وانا شايفها بحضنه
فارس : اي نعم ملعوب ، وراح اعرف كل شي الحين
اتجه للشخص اللي صار مثل الجثه من كثر الضرب اللي جاه من فارس ..



اتجه للشخص اللي صار مثل الجثه من كثر الضرب اللي جاه من فارس ، سلمان لو تقدم له خطوه راح يقتله بدون اي تردد لذلك قرر انه يمسك نفسه شوي لين يفهم السالفه وبعدها بيحرق كل شي ، كانت عيونه بعيونها الباكيه ورجفتها قربت له ومسكت كفه بقوه وهمست بحرقه : والله، انك مكفيني ومالي عيوني عن جميع الرجال ، ومانخلق اللي اساويه فيك ، لكن ظلمتني
لفت بتمشي وحوط يده على خصرها وشدها له لدرجة انها حست بتدخل فيه ناظرت فيه برعب من مسكته ونظراته وحرارة انفاسه السريعه لما همس : يمين بالله ونذر على رقبتي لو طلعتي خاينه لأعذبك واكسر كل مكان بجسمك وأرميك بالنار ، قلتلك كل جزء فيك ملكي واللي يقرب لأملاكي مايسلم
عزوف حست بألم ببطنها مو طبيعي وتغيرت ملامحها وقالت بصوت خافت : سـ، سلمان اتركني ، بتموتني والله
سلمان توّجهت نظراته لفارس وهو يسحب الرجال لين قوّمه وضرب راسه بالجدار وقال بصرامه : تكلم يالواطي من مرسلك ، تكـــلّم
كان يتنفس بصعوبه من الالم اللي يحسه وفارس يضربه ولاهو مركز ابداً قطع عليهم صوت ارتفع صداه بالمكان كله : فــــارس ، لحظـــه لاتسوي شي ، فــارس وينــك
كل اللي بالبيت طلعوا حريم ورجال مرعوبين من صراخه وقفوا بالحوش باللحظه اللي طلع فيها فارس من وراهم ، شاف رائد بشكل مُزري وزادت علامات الأستفهام فوق راسه وتضاعفت صدمته وطلع سلمان وقف وراه ينتظر اي كلمه تخمد نيران بداخله ، رائد كان حاس فيهم جلس على ركُبه يتنفس بصعوبه وحمد ربه انه وصل بالوقت المناسب من عرف الخطه مشى اخر سرعه وخالف كثير وتسبب بمشاكل مقابل انه ينقذ انسام من المُوت المحتوم مثل ماكانت ماشيه الخطه قال بتعب : اللي صار خطه وظلم من امي وامل بنت خالتك يافارس ، وهذي المحادثه تقدر تقراها.
فارس تأكدت شكوكه وبدون لايقرا المحادثه التفت على سلمان وضرب خده : استوعب ، كانوا ناوين انسام وجت بعزوف ، استوعب استوووعععب سلمان ، عزوف تعبانه الحق عليها واترك الباقي علي
عريب بصراخ : وين اختي ؟ وين عـزوف وش سويتوا فيهـا
سلمان استوعب لما صرخت عريب ورجع بسُرعه لمكانها ، شافها مثل الجثه طايحه على الارض بسُكون تام ، ضاقت فيه الأرض وانحنى لها رفع راسها وضرب خدها بخفيف وقال بنبرات راجفه : عزوف ، عزوف
عريب صاحت وجلست جنبها ومسكت يدها وضغطت عليها وقالت بصوت باكي : عزوف حامـل ، حملتوها فوق طاقتها الله لايسامحكـم
ترددت الكلمه بمسمعه " حامل " حس قلبه ينزف ومافي اي قوه كونيّه تقدر تنهي بشاعة الشعور اللي يحس فيه، علشان كذا كانت تدوخ وماتركز واخذت جوال انسام بدل جوالها وعاشت ليله من اسوء ليالي عُمرها..




بالمستشفى ؛
كان واقف عند سريرها وماسك كفها بتملّك وانانيّه خايف تصحى وتروح وتخليه ، كره نفسه كثر الدقايق والساعات اللي مرت من عمره ، تمنى لو يرجع الزمن ساعه ورا ، كان كذّب عيونه وصدق حلفها ودموعها ، كان يغار علها من اشياء تافهه وماتنحسب ، كيف مايغار اذا شافها بحضن غيره ويبوسها وكأنها شي يملكه ، فقد عقله وماتوقع ان السالفه بتوقف هنا ، كان ملزم على قتله لكن أختفى ، ووصّى فارس انه يترك ام رائد له ، بشّره الدكتور ان الجنين بخير وكل شي تمام لكن هبط ضغطها واغمى عليها.
مسك يدها ورفعها وباسها بقوه ، اوجعه اكثر ارتخائها وكأن مافيها روح همس عليها بألم : غيرتي اجبرتني اظلمك ليت مشاعري انعدمت ولا تسرعت ، والله اني اسف كثر مااحبك
مسح على جبينها وجلس عندها ينتظرها تصحى ويحاول يجمع كلام يعبر عن اللي داخله لكنه مُشتت.

فارس وصل بيت خواله ونزل بسرعه وكل شي بعيونه ظـلام ، فتح الباب بقوه ودخل وشاف خالته مشاعل وامل جالسين وامل طاح منها جوالها ورجفت لما شافت شكله ، وقفوا وقالت مشاعل بخوف : بسم الله عليك شفيك
فارس قرب لأمل بنظرات هاديه عكس العواصف اللي داخله ، امل رجفت ورجعت خطوتين فارس نزل عقاله وفتحه ولفه على بعض وصفقها فيه على وجهها وصرخت بأعلى صوتها وبكت من شدة الألم وضربها على يدها بنفس القوه ومسكته مشاعل وقالت بصراخ : شفيك انت شفييك
فارس : اتركيني عليها هالـ•
مشاعل انصدمت من كلمته : استح على وجهك هذي بنت خالتك
فارس : هذي دمرت حياة بنتك ، شوفيها بالمستشفى بين الحياه والموت بسبب هالكلبه
مشاعل انفجعت :عزوف ؟ شفيها ؟
طاحت ومسكت ثوبه وكملت بصوت باكي : ودني لها تكفى ، تكفى
امل كانت تصيح وتتألم وفارس يستحقرها بنطراته قرب لها وقال بحقد :حتى الإحترام اللي كان بيننا انسيه ، والله لوريك سود الليالي يالواطيه
بصق عليها بكل قهر وهو نفسه يذبحها لكن خاف على خالته مشاعل واخذها للمستشفى بأسرع مايمكن.
.

صحت عزوف وهي حاسه بألم ببطنها ناطرت حولها وعرفت انها بمستشفى حست بشي ثقيل على يدها وناظرت وشافته ، انعصر قلبها ورجع لها الرُعب ورجفت ولاشعورياً نزلت دموعها لما استرجعت كل اللي صار وبالحرف الواحد اعتلت شهقاتها ، كانت مثل الخناجر لقلبه رفع راسه بسرعه وسرح فيها حس الهواء انعدم قرب لها يبي يبوسها وصدت وغمضت عيونها بقوه.. همس بألم : الحمدلله على سلامتك وسلامة ولدنا
عزوف بصوت باكي : لو تهمك سلامتي ماوصلتني هنا
سلمان : ليه ماقلتيلي انك حامل ليـه
عزوف : كنت بفاجئك ، كنت ابي افرحك لكن اعدمت فرحتي
سلمان : كنت اصارع الموت وانا اشوفك بحضن غيري ، الله يشهد .




فارس دخل بيته وكانت جالسه انسام تاكل اظافرها من القهر وملامحها ذابله وعيونها تلمع ، جنبها ناصر وروز يلعبون، عرف ردة فعلها وجلس بالكنبه الثانيه وشال شماغه وعقاله.
انسام ماتدري كيف تعبر عن اللي فيها وقفت وصرخت : اطلـع بـرا !
فارس ببرود : وين اروح
انسام : لو تروح للقبر لاتجلس عندي
فارس وجه نظراته لناصر وروز خاف عليهم ، وقف وبرمشة عين سحب يد انسام ودخلها للغرفه وقفل الباب ووقفها على الجدار وثبت ايدينه وراها ولازالت نظراته بارده وهمس : ها وش فيك قوليلي ، حرام تدمرين نفسيتهم بصراخك
انسام حدت على اسنانها بقهر : صدقت فيني ودخلت تبي تذبحني
فارس : لا مو صحيح ، انا دخلت بذبح اللي ظلمك
انسام : كذاب ، عسى الله ياخذكم وترتاح الارض ويرتاح قلبي من شركم
فارس : امين
انسام دفته بقهر ومشت حضنها بقوه ورجعها لحضنه وهمس على اذنها : انا قسيت على نفسي وعلى كل شي بحياتي ، بس انتي اللي قسيتي علي ولاقدرت اقسى ، قوليلي ليش هالقسوه
انسام بحرقه : مو اول مره تصدق فيني ، يعني لو ماتصير اشياء تثبت العكس كان انا من زمان ميته ولامشلوله بسببك ، انت شخص مجنون وراح تقتلني بيوم من الأيام
فارس : راح اقتلك من حبي لك مو من شي ثاني
لفها له لين صار وجهها مقابل وجهه ، مسك سلسالها وقربها له اكثر وباس شفايفها بلطف وناظر فيها لين حسها هدت.
همس : لاتكبرين السالفه ، الحمدلله انكشف كل شي ، وكل واحد اخذ جزاه وانتهى الموضوع.
انسام : لاتحاول ترضيني بالبوسات وعذب الكلام ، انا احب راحتي ، وراحتي واضح انها بعيشتي لحالي بعيد عنكم ، مو مستعده اعيش مع واحد شكاك ومايثق فيني.
فارس ببرود : لكن انا عندي استعداد اعيش مع وحده قاسيه وماترحم حبيبها المسكين اللي محتاج يحضنها ويبوس خصرها اللي فرّق عوايل
انسام اخذت شنطه وجمعت فيها اغراض روز واخذت عبايتها وطلعت للصاله وشالت روز : يالله ناصر بنطلع
فارس طلع وقال بهدوء : وين بتروحون
انسام : لبيت جدتي
فارس : ماراح اسحب المفتاح واهاوش وأوجع راسي ، قسم بالله لو تطلعين خطوه برا البيت كسرت رجولك !
رجع لغرفته وانسام جلست تتذمر صح انها احسانا تمشي كلامها عليه لكنه يخوفها اذا عصب وتسمع كلامه غصب ، مقهوره من عدم ثقته فيها حتى لو الأشياء اللي تصير كبيره ومجبور يصدقها ، اقل شي مايستعجل ويظلمها ، تعبت منه كل ماتقول خلاص صار كويس يصدمها فيه ومع ذلك متأكده انه يحبها ، نزلت دمعتها ومسحتها بسرعه وهمست بإبتسامه : شدعوه انسام تبكين ، عادي اللي صار عادي .




كانت صاده عنه ودموعها تنزل بصمت ، كانت متاكده لو شافت عيونه ونظراته لها بتضعف وتسامحه حتى لو ان جروحها كبيره وماتبرا بسهُوله.
سلمان بهمس : ناظري فيني لاتعذبيني بصدك
عزوف ماردت ابد ، سلمان ضغط على يدها : أفهميني
عزوف رفعت يدها اللي فيها مُغذي ومسحت دمعتها وكمل سلمان : اروح اخونك عشان تجربين اللي انا جربته ؟ أحس كأني أنزلقت في درب ما يناسبني، درب مختلف عن دروبي اللي أخترت المشي فيها
سحبت يدها منه بقوه وقامت بصعوبه حاول يساعدها لكن صدته وقفت وضغطت على زر النداء ، ثواني وجتها الممُرضه.
عزوف : ابغى اطلع
سلمان ماحب يعارضها وهو عارف انها تكره المستشفيات وقع على خروجها ، ولبست عبايتها لحالها ورغم تعبها ماخلته يساعدها ، طلعوا وكانت بتمشي ناحية الشارع ومسكها وقالت بقهر : اتركني والله ماروح معاك ، بتصل على ابوي ياخذني
سلمان وهو يمشي فيها ناحية سيارته : والله ماياخذك احد
عزوف : عيب عليك مسفل فيني وتبيني ارجع لبيتك ، والله لأهرب واروح لمكان ماتدله
سلمان فتح السياره وركبها بالقوه وقفل الباب ، ركب جنبها ومشى ، سكتت وقررت تجاريه وهي تعرف كيف تقهره مثل ماقهرها..
وصلوا للبيت ونزلوا ،دخلت غرفتها وكانت بتقفل الباب وحط رجله ومنعها ، ودخل سحبها وجلسها على السرير وفصخ عبايتها وكان بيمددها لكن دفته عنها بقوه : ابعد مالك شغل فيني
رجع خطوتين ودخل اصابعه بشعره وسرح فيها وهي تتكلم بشكل يقطّع القلب : وش تبي بوحده خانتك مثل امك ، واليوم صدقت كلام ابوك فيها
سلمان : ايامنا الحلوه لاتنسينها بسبب يوم واحد جبرني اقسى عليك
عزوف وقفت وقبضت يدها وضربتها على صدره : وليش تقسى علي ليش تصدق فيني
سلمان : شفت بعيوني منظر ذبحني
همست : كرهتك
سلمان ببرود : مافي مشكله اخليك تحبيني من جديد
رفعت يدها الثانيه وضربته بكل يدينها بعنف : انت حقير ، كنت بتموتني وتموت ولدك انت قاسي ماتحس
سلمان تاركها تفرغ اللي داخلها وهي مسترسله بدون شعور وبصوت راجف : بتصير سمعتي بالقاع ، بوطي راس اهلي بسببك ليش تصدق فيني
سلمان جمع ايدينها بيدينه وقال بحده : ابوك فهم والناس فهمت الا انتي مو راضيه تفهمين
سحبت نفسها وجلست على السرير وسحبت المخده وضربته فيها ومسكها ، سحبت مخده ثانيه وضربته لكن ماوصلته ، اخذت الثالثه لكن سبقها ورمى عليها المخده اللي معه وقرب لها برمشة عين مسك ايدينها يمنعها من الحركه ونام فوقها بكل ثقله وثبتها وهمس بإذنها : روحي انتي روحي ، وأنا ما عندي أغلى من هالروح
عزوف ببحه : طلـقـنـي
ناظر لعيونها بشتات وبهتت ملامحه اكثر.

قام عنها وجلس على حافة السرير وعطاها ظهره وحنى راسه شوي واصابعه تمسح في شعره وعيونه تتأمل الفراغ اللي قباله بدهشه وتفكير عميق وصدمته من كلمتها ، تخيّل حياته بدونها ؟ كيف يعيش بدونها وهي اللي انتشلته من قاع اليأس والضيق وانعشت حياته بعد ماكان فاقد الأمل بكل شي.
جلست جنبه ويدها على بطنها تداري المها ويدها الثانيه مسحت دموعها برقّه..
قال بدون مايناظر فيها : مابي اسمع هالكلمه مره ثانيه ، حتى لو كانت مزحه ، أنسيها
عزوف حدت على اسنانها وقالت بقهر : بتطلقني
سلمان التفت لها وركز عيونه بعيونها وقال ببرود : اقسم بالله العظيم ماتطلعين من حياتي الا بطلعة روحي ، اقتليني كانك تبين الخلاص !
توسعت حدقة عينها وسالت دمعتها من كلامه وخوفها من انه يموت مامداها ترد الا طلع وتركها ، غطت وجهها وبكت بحرقه ، كانت تبي تقهره بالكلمه ماعندها نيه تتركه ابد ، لكنها جرحته بالكلمه لو واحد غيره قال لها بدالك عشره ، لكن هو متمسك فيها للموت..


أنا ، وشلون اودّعها؟
‏أنا التّوديع مشكلتي .


،
،



عريب كانت جالسه تلعب بجوالها وجنبها امها تصلي.
وصلتها رساله منه " لو مارديتي بجيك"
دخلت محادثته وردت عليه : هلا ؟
راكان : ليش التطنيش ؟
عريب : كنت اذاكر ماعندي وقت للجوال
راكان : الله يوفقك
كانت متوقعته يعصب ويهاوشها بس صدمها بهدوءه كانت بترد عليه لكن سمعت صوت غريب جنبها والتفتت شافت امها طايحه على سجادتها وصرخت وقامت لها وهي مفجوعه من المنظر كانت تصلي ومافيها اي شي رفعت راسها وهي تصيح : يمه شفيك يمه
مافي اي حركه من امها وزاد الخوف بقلبها وسحبت جوالها وكتبت لراكان : تكفى تعال بسرعه.
اتصلت على الاسعاف بصعوبه ورجعت عند امها تصيح ، راكان قرأ وطلع بسرعه واتجه لبيتهم ، وصل وسحب بريك قوي لما شاف الإسعاف والتجّمعات ، نزل بدون شعور وركض لهم دخل البيت ووصله صوت شهقاتها قبل لايشوفها ، شاف المسعفين شايلين شخص وهي طالعه وراهم وتصيح.
اتجه لها ومسك اكتافها بقوه وقال بخوف : عريب عسى ماشر ؟ وش صاير ؟
عريب بصوت باكي : امي طاحت ماادري شفيها ، اخاف تكون ماتت
بكت بقوه وغطت وجهها ، راكان تقطع قلبه والتفت وراه وشاف البيت فاضي ، اخذها لحضنه بحنان وقعد يمسح على ظهرها ويهمس بصوت هادي : امك بخير صدقيني ، عادي هذا شي طبيعي ، تلقينه مجرد اغماء ، لاتصيحين بوديك لها الحين
عريب : بس امي مافيها سكر ولا ضغط ولاعمرها شكت من شي الحمدلله ، فجأه طاحت
راكان : تصير ، شوفيني انا دايم اتشنج ويغمى علي بدون سبب وارجع اهبل من قبل ، حتى مره وفاء قالت لي اهب ياوجهك على كثر ماتتعب ليه ماتموت وتفكنا منك
ضحكت وابعدت عنه ومسحت دموعها وضحك لضحكتها : عسى الله يحفظني لك بس.



وصلوا للمستشفى وجلسوا ينتظرون وراكان اتصل على ابو انس وخلال عشر دقايق كانوا موجودين بالمستشفى يحاتونها.
راكان كان متجاهل نظرات فايز له وجالس جنب عريب وماسك يدها ، وهي مستحيه من ابوها وتحاول تسحب يدها منه لكنه ماسكها بقوه.
عريب بهمس : اتركني احرجتني مع ابوي
راكان : المفروض هو ينحرج ولايتدخل بين زوجين
انتبهوا على صوت انس : هادكتور كيف حالها امي وش فيها عسى ماشر طمننا ؟
الدكتور : تعرضت لخفقان بالقلب نتيجة اضطراب بمستويات الأملاح بالدم وصحت الحين مافيها اي شي تقدرون تاخذونها
عريب براحه : الحمدلله
فايز : الحمدلله ، مايحتاج تنومونها عندكم عشان نتطمن اكثر
الدكتور : لا بس شربوها عصير برتقال وتصير تمام ، سلام
مشى وكانوا يناظرون فيه مستغربين ، اول مره يواجهون دكتور بهالبرود ، لكن مااهتموا كثير ودخلوا عند امهم.

الساعه 7 الصبح ، فارس فتح باب بيته ومعاه ناصر كانوا بيطلعون لدواماتهم لكن وقف لما شاف عيسى عم ناصر.
صد عنه ونزل نظارته وتأفف بملل : اصبحنا وأصبح الملك لله
عيسى : شخبارك ياناصر
ناصر : بخير
فارس طلع وسكر الباب واتجه لسيّارته ، عيسى مشى وراه وقال بحده : الى متى تهرب ؟ الى متى وانت طاغي على الناس وتحسب الدنيا على كيفك ، رفعت عليك قضيه وكسبتها انت ، انا مستغرب من القانون والعداله كيف ممكن يوقف ضد الحق ، وقف معاك ضدي لإنك ضابط وعندك واسطه
فارس قاطعه ببرود : الواسطه مالها دخل ، وعمر القانون ماظلم احد
ركب سيّارته وركب ناصر ومشى ، وعيسى مشى خايب و مقهور.



سلمان كان واقف قدام المرايا ويزبط غترته ، وقفت وراه ماسكه البخور كالعاده تبخره قبل لايطلع لكن صدمها لما سحب منها المبخره وبخر نفسه..
همست : من اللي مفروض يزعل انا ولا انت ؟
سلمان : ماازعل من شي تافه انا
انقهرت من كلمته وقالت بنفس بروده : اذا الطلاق شي تافه عندك ليش حلفت انك ماتطلقني ؟
ضرب المبخره على الطاوله وطار منها شرار وصرخت عزوف خايفه لكن مالمسها شي.
سلمان : أصبحنا واصبح الملك لله
عزوف شالت المبخره وطلعت وحطتها عند شعرها تبخره وفجأه سمعت صوته وراها : اسحب حلفي ، وعندي استعداد اصوم واطعم مساكين ، بسافر شهر ، ارتاحي فيه واذا رجعت نتفاهم ، اذا صملتي على الطلاق ماراح اجبرك تعيشين معي.
تعداها ومشى مصدومه ومتضايقه من كلامه لكنها حست انه يختبرها لأنها متأكده من ردة فعله الأولى ، نست انها حامل وركضت وراه لإنه مسرع بخطواته وقفت قدامه وعقد حواجبه : انهبلتي يابنت تركضين وانتي حامل ! اعقلي واتركي هالحركات السخيفه.
طلع بدون مايسمع كلامها ، عصبت عليه قهرها كثير رغم انه البادي وقعدت تفكر كيف تقهره..


عند مشّاعل :
كانت جالسه وتتصفح بالمواقع من يوم عرفت ان عزوف حامل وهي حالفه تجهز لها كل شي لها ولطفلها ، متحمسه كثير وفرحانه يمكن اكثر من عزوف وسلمان ، وتحمد ربها ليل نهار لأنه عطاها وارضاها بعطاياه ، جلست جنبها امل وكالعاده مشاعل متجاهلتها تماماً.
امل بربكه : خاله ممكن جوالك بكلم امي ، لإنها ماترد على رقمي
مشاعل : لا مو ممكن ، اصلاً انتي لو تستحين ماجلستي عندي بعد اللي سببتيه لبنتي
امل : كنت ابي انسام مو عزوف
مشاعل تركت جوالها وناظرت لها بإستحقار : وتعترفين بكل وقاحه ولا كأنك كنتي بتهدمين بيتها وحياتها ، تدرين لو صار لأنسام شي بزعل اكثر من زعلي على عزوف ، لأن انسام اكثر وحده انظلمت بالحياه من كل اللي حولها ، والحين بعد مااستقرت حياتها بتدمرينها ؟ لعنبوك انتي ايش من بشر ؟ خربتي حياتك وبتخربين حياة الناس ! ليش الحسد اذا الله عطاك ام وأب واخوان وزوج يحبك ليش تفرطين بالنعمه !
امل بغصه : خلاص ياخاله يكفي والله تعبت من تأنيب الضمير حتى امي صارت ماتكلمني
مشاعل : اتمنى صدق يأنبك ضميرك وتعرفين ان حركاتك ماتضر احد غيرك !
فجأه دخلت عزوف : السلام عـ،
طاحت عينها بعين امل وكشرت : شخبارك يمه
سلمت عليها وجلست جنبها وردت امها : بخير انتي طمنيني عنك
معزوف : الم خفيف ببطني بس
مشاعل : بقوم اسوي لك حليب
قامت وتركت عزوف مع امل ، والصمت سيّد الموقف.
امل بضيق : ا. اسفه
عزوف : عفواً ؟
امل : اسفه والله مانويت لك الا الخير
عزوف : كم مره قلت لك اتركي انسام بحالها ، المره هذي الله سلمني وعداها على خير بس المره الجايه بيذبحونك والله ، وكأننا ناقصين مشاكل علشان تزيدين علينا !
امل : خلاص بعيش في بيت ابوي وبريحكم من شري بس سامحوني اخاف اموت وفي احد شايل علي
عزوف : خلاص ، قفلي ع الموضوع!
دخلت مريم " ام امل " وقامت عزوف سلمت عليها.
وامل حاولت تتقرب منها كثير لكن تصدها ، تعبت نفسيتها من قسوتهم عليها ، حتى ابوها بعد ماعرف سبب طلاقها من مشاري عصب عليها ، وقال لها لاشوف وجهك انتي فشلتيني ووطيتي راسي ، ونفس الشيء امها قالت لها انا ماربيتك كذا ولاعلمتك تخربين بيوت النـاس ، وضرب فارس لحد هاللحظه معلم بجسمها ويعورها ، ماتت لهفتها عليه بعد ماضربها ، لكن ماتدري متى يموت الحُـب .. خايفه مايموت الا بموتها.
حطت يدها على قلبها وهمست بألم : يارب ريّح قلبي يارب..
عزوف وصلتها رساله من رقم سلمان : حاسه بشي ؟
استغربت وردت له : لا ، ليش ؟
سلمان : قلت يمكن بطنك تألمك كالعاده
عزوف سكتت شوي تستوعب وضحكت على نفسها وكتبت :تصدق صايره انسى اني حامل
سلمان : الله يستر من فهاوتك بس..



كانت جالسه بغرفة منعزله عن الناس ، حاسه حالها هم على قلب اخوها واهله ، لكن الحاجه تذبح ، بعد ماكانت معززه مكرمه ببيت زوجها وبين عيالها، صارت مثل اللاجئ ، لاليلها ليل ولانهارها نهار ولاحياتها حياه ، حتى الأكل بالحسره تاكل..
تذكرت اخر شي صار لها لما شافت سلمان ، دخل اخوها وقال بهدوء : ام رائد ، تعرفين سلمان؟
ارتبكت ام رائد : اي ولد حماي ، وش فيه
اخوها : موجود يبي يقابلك ، اطلعي له
ام رائد : وش يبي
اخوها : ماادري ، اطلعي شوفيه
لقت حجابها وطلعت وكانت مرتبكـه لآخر درجه دخلت وسلمت انتظرته يرد السلام مارد.
جلست بعيدعنه وقالت بربكه : سم ياولدي
سلمان بهدوء وبدون مايناظر فيها : الحمدلله ، ماني ولدك ، لو ولدك كان انتحرت من زمان
ام رائد : ليتك ولدي ولا ولد جواهر اللي خانت زوجها و.
سلمان بحده : امي حتى وهي زانيه أشـرف منك !
ام رائد : اي مالومك انقهرت عليها واكيد بيكون هذا ردك
وقف ومشى لها وشهقت بخوف لما مد يده ومسك عنقها بقوه وحد على اسنانه بغضب : لسانك الوصخ لايجيب سيرة امي ، تفهمين !
ام رائد بخوف : اتركني ياويلي لاتذبحني تكفى
شد عليها بقوه لين اختنقت : والله ماشفع لك الا ان عزوف بخير ، لو قربتي لحياتنا مره ثانيه ، يمين بالله حتى بيت اخوك هذا مايضفك، والله لأدشرك بالشوارع والله ، لاتنسين كلامي !



عريب تراسل راكان ولأول مره تطول المحادثه بينهم ، عرفت عنه اشياء كثيره وبالمقابل هو تعرف عليها اكثر وجذبه اسلُوبها ، ومرت ساعات طويله ولا حسوا فيها.
عريب : بيأذن الفجر
راكان بصدمه : اقسم بالله احسب الساعه 12
عريب : بصلي وانام لاتنسى تصلي
راكان : ممكن ترسلين صورتك
عريب بربكه : لا
راكان : لاتخليني اعصب على اخر شي ، ارسلي
عريب : مابي
راكان : استغفر الله لاتحديني على الهبال اللي انتي خابرته !
عريب خافت يسوي نفس المره اللي فاتت وارسلت صورتها.
تأخربالرد وطفت جوالها وقامت تتوضا ، راكان سرح بالصوره دقايق لين تعبت عيونه وكتب لها : بعد نظره طويله تمنيت ابوس الصوره لكن أخاف انه يبين عندك كم مره بستها ، لأن مطورين البرامج هالأيام يخرعون عرفتي كيف ؟ فما نبي مشاكل.
رجعت عريب وكانت تنشف ايدينها وتقرا كلامه وضحكت وردت له : مافهمت شي
رد بعد تنهيده طويله : والله الواحد يتمنى لو انه يجلس ويتكلم معك صبح وعشيّة ويلازمك مثل ظلك بس للأسف ماهي طلابه..
عريب ارتبكت وكتبت له تصبح على خير وقفلت جوالها ، خايفه تسهر معاه اكثر لإن كلامه يجذب وطلباته ماتخلص والمشكله بيخليها تنفذ طلباته غصب حتى لو كانت رافضه..



سلمان دخل للغرفه وانصدم انها نايمه بدري ، بالعاده تنتظر ، ولاجهزت شنطة سفره واغراضه مثل ماطلب منها ، مسك مفاتيحه وحركهم بسرعه عشان يزعجها بالصوت وتصحى لكن عزوف ماكانت نايمه اصلاً ، تتصنع النوم.
جلس ع الكرسي وشغل سجاره وبدا يدخنها وانتشرت الريحه بالغرفه ، مايحب الدخان لكن يحتاجه بوقت ضيقته، كان منتطرها تنكتم وتقوم لكن ماحست ، اذن الفجر ووقف عند راسها ثواني وبانت الربكه عليها وزادت انفاسها ورمشت عيونها ، عرف كذبها وابتسم ابتسامه جانبيه لكن بسرعه تلاشت ، قال بهدوء : ارجع من الصلاه والقى شنطتي جاهزه ..
طلع بدون اي كلمه ، عزوف جلست وهي تتنفس بسرعه من الربكه وقامت سحبت شنطته وبدت تجهز ملابسه بحزن ماتبيه يسافر لو اسبوع فكيف لو يسافر شهر ، وهي ترتب كانت تفكر كيف تمنع هالسفره ، او ع الاقل تمنع تأخيره، فكرت تقول له انها سامحته لكن ماتبي تكذب عليه ، ماتبي تسامحه بسهوله وهو ظالمها ومقارنها بأمه وكان بيموتها ، لازم تطنشه لين تتأكد انه ندم وتعلم واخذ درس بالثقه ، طاحت عينها على جوازه وتذكرة سفره وابتسمت وراحت له بسرعه اخذت الجواز وخبته بدولابها بين ملابسها ، وراحت تصلي.
بعد نص ساعه ، دخل سلمان مستعجل وقبل ياخذ شنطته فتحها وتأكد ان كل شي يحتاجه موجود من ملابس وعطورات والاشياء الصغيره، قفلها واتجه للطاوله اخذ تذكرته وعقد حواجبه لما مالقى الجواز ، قعد لحظات يتذكر وين حطه رغم انه متأكد تاركه هنا ، جلس يدور بكل مكان بالغرفه بإستثناء دولاب عزوف ولاجاء على باله اصلاً.
ناظر للساعه كانت 6 الصبح ، وطيارته بعد ساعه ، طلع للمطبخ بسرعه وشافها جالسه وتشرب مويا قال بهدوء : وين الجواز
عزوف : ماادري
سلمان قرب لها وسند ايدينه على الطاوله وكرر بتشديد : وييين الجواز ؟
عزوف : يعني ايش جواز ؟ اكله ولا غرض ولا ايش
سلمان سكت شوي وقرب لها ولما وصلها سحب شعرها بيده وشهقت بألم ووقفت معاه وهمس بحده : وييييين الجواز
عزوف بألم : قلتلك ماادري واترك شعري احسن لك
سلمان : بتقولين وينه ولا اسحبك من شعرك للغرفه تدورينه
عزوف مسكت يده وطلعتها من شعره وصرخت بوجهه : لاتضيع اغراضك وتجي تلومني انا
سلمان صدع راسه وقال بهدوء : اقنعيني انك مااخذتيه ؟
عزوف : اخذه وش ابي فيه يعني ؟ سلامات اخذه
سلمان عرف ان العصبيه ماتمشي معاها قرب لها وسحب خصرها له ووقال وهو يمسح على خدها : حبيبتي وين جوازي تأخرت ، يالله بسرعه طلعيه
عزوف ارتبكت : صدق صاير وقح ، تشد شعري وبعدها تضمني
سلمان : اسف ، طلعي جوازي تأخرت !



فلتت نفسها منه وطلعت لغرفتها فتحت دولابها اخذت الجواز ورمته قدامه على الطاوله ، دخلت سريرها وغطت نفسها بالكامل.
سلمان جاه اتصال من صديقه يطلبه يستعجل وقفل منه اخذ شنطته وطلع من البيت ركب سيّارته وحس بشي ناقصه، جلس يتذكر وش نسى ،وبعد ماتأكد انه اخذ كل اغراضه ذبلت عيونه وارتخت ملامحه لما تذكر انه ماوّدعها.. نزل بسرعه ودخل للبيت وقبل يدخل الغرفه سمع صوت شهقاتها.
دخل عليها وكانت جالسه على سريرها و حاضنه نفسها وتصيح من قلبها.. ابتسم بألم واندفعت مشاعره ناحيتها، خبت جوازي عشان مااسافر ، وانا كنت بمشي واخليها بدون سلام !
دخل عليها وجلس جنبها واخذها كلها بحضنه بدون مقدمات وضمها بكل حيله وباس راسها وهمس : لا تبكين ياروح سلمان
عزوف خافت بالبدايه ماتوقعته يرجع لكن رجع ولمّها بكل لهفته دفته عنها وقالت بصوت باكي : روح للي تأخرت عليهم
سلمان : ماعندي اهم منك
عزوف بصراخ : كذاب كذاب
قامت طلعت وتركته وهو وراها اسرعت بخطواتها ومسك يدها : كم مره اقول لاتركضين ، خافي الله انتي مسؤوله عن روح داخلك
سحبت يدها منه ومشت بهدوء ومسحت دموعها طلعت للحديقه وقفت عند باب الشارع وفتحته : اطلع
سلمان وقف وناظر فيها ببرود وكملت بربكه : بتروح عليك طيّارتك
سلمان : ماتبين ... تضميني ؟
عزوف بغصه : لا
قرب لها وهمس : متأكده ؟
ردت : لا
طاحت بحضنه وضمته بكل قوتها وكأنها اخر مره تشوفه، سلمان بادلها وقلبه متقطع عليها ابعدت عنه ومسحت دموعها بطرف كمها : خلاص روح
سلمان : قوليلي لاتروح ، ومااروح
عزوف: لا روح شدعوه كل هالدراما ، كأنك اول شخص يسافر
سلمان ابتسم : الدراما لسبب ثاني مو لإني بسافر ، صح ؟
عزوف بربكه : يمكن ، يالله توكل على الله
سلمان : انتبهي لنفسك
عزوف : وانت بعد
سلمان : استودعتك الله.
طلع بعد ماتبادلوا نظرات الحب والشوق اللي بدا قبل لايسافر ، كانت متأكده انه مستحيل يطلقها مثل ماهو متاكد انها مستحيل تطلب الطلاق صدق ، لكن القرار الصائب انهم يبعدون عن بعضهم شوي ، يرتاحون من اللي مروا فيه.
اخذت جوالها وارسلت لعريب وردت بنفس الدقيقه : هلا
عزوف : الظهر بجيكم سلمان سافر ، بجلس عندكم شهر وبنفلها
عريب : الحمدلله على هالبشاره ، الله لايحرمني منك يااحلى اخت
عزوف استغربت : شفيك
عريب : راكان
عزوف : شفيه
عريب : قال لي احبك والحين انا قاعده ادف كنبات المجلس لحالي ، واهلي مستغربين من نشاطي وقوتي
عزوف ضحكت : مدري ليش حسيته يشبه سلمان ، الله يعينك عليه لو يشبهه
عريب : لالا انا وراكان مانشبه احد ، انا وراكان غير
عزوف : مهما سويتوا ماتوصلون ربع مواصيلنا.

.
.

الساعه 7:40 الصبح ؛
عريب كانت جالسه جنب امها على سريرها وتسوي لها كمادات ودموعها بعينها : يمه تكفين روحي للمستشفى
امها بتعب : لا، عادي بتحمل ، روحي يمه لاختبارك لاتتأخرين
عريب : كيف اروح وانتي تعبانه ، عادي ارسب عشانك
امها : ياعريب روحي وش فيك مكبره الموضوع كلها حراره و..
حست بمغص ببطنها وقامت بسرعه توجهت لدورة المياه واستفرغت اعزكم الله ، وعريب معاها غسلت وجهها ورجعتها جلستها وجابت عبايتها : بتروحين للمستشفى انتهى الكلام
طلعت لأبوها وقالت له وفز وراح لها وقومها بالغصب واخذها للمستشفى ، وعريب معاهم ورفضت تروح لإختبارها.
دخلوها للغرفه وسندتها الممرضه وقاست ضغطها ودخل الدكتور وكان نفسه اللي شافها المره اللي فاتت ولما عرف فايز قال بإبتسامه غريبه : رجعت مره ثانيه !
فايز بحده : ايه زادت حالتها سوء ، وهالمره لو تقول شربوها عصير بكب العصير على راسك
عريب : رجعت مره ثانيه ؟ وش هالإستهتار كأنك مصدوم ان في ناس تمرض رغم انك دكتور ومفروض تكون متعود ؟
الدكتور قرب لها وسألها بعض الاسئله والتفت لفايز وقال بهدوء : لازم ننتظر ثمانية ساعات لين يحضر استشاري المخ والأعصاب و..
فايز مسك ياقته وقال بحده : تنتظر دكتور غيرك ياوجه الفلس ، عطها شي يهديها
الدكتور : لو سمحت لاتخليني اتصرف معك تصرف غير لائق ، احترم المكان اللي انت فيه
صرف لها مسكن وطلع ، فايز معصب وفكر يشتكي عليه.
قال بهدوء : امشي ياعريب خليني اوصلك
عريب : لا يبه اصلاً فات وقت الاختبار ، ارجع للبيت وانا بنام عندها لين يجي الإستشاري.


فـارس ؛ كان جالس يشرب قهوته بالصاله وانسام بالمطبخ ، وروز قدامه تلعب ع الارض ، كان سرحان فيها ويبتسم لحركاتها ، فجأه وقفت وتمسكت بالطاوله وبدت تمشي حبه حبه لين تركتها ومشت خطوتين وطاحت.
فارس ابتسم مستانس لإنها بدت تمشي وانحنى لها وقومها يبيها تمشي مره ثانيه ونادى انسام وطلعت مستغربه : شفيك
فارس : شوفي
ناظرت لروز وشافتها تمشي لحالها وبدون ماتتمسك بشي ابتسمت ولمعت عيونها : ياروحي ، اخيراً
فارس سحبها وباسها بقوه لين بكت ووقف وعطاها انسام : والله لو مسموح اخذتها لدوامي
انسام : اصلاً لو مسموح بتاخذني انا ، صح
فارس غمز : انتي لو ابيك اخذتك حتى لو ممنوع ، اهربك تهريب
انسام ابتسمت : مجنون وتسويها ، يالله توكل
فارس طلع وروز بكت تبيه وهو خاطره يبقى معاها لكن مجبور يداوم ، صار متعلق فيها بشكل لايُعقل وكأنها بنته ، طلع لدوامه وكالعاده كان عيسى واقف له مثل الشوكه بالبلعوم ، وصل ضغطه مليون بعد ماكان مروق.








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس