عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-19, 05:11 AM   #5

أخت الشهيد.
 
الصورة الرمزية أخت الشهيد.

? العضوٌ??? » 442326
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » أخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond reputeأخت الشهيد. has a reputation beyond repute
افتراضي

في يوم الخميس الموافق ١٣/ ٢ /١٤٣٨هـ
طلبت معلمة اللغة العربية أن نقدم لها واجبٌ بعنوان "شخصية أثرت في حياتي" وكان يجب علي كتابته وإلاّ ستخصمُ درجاتي، بعد أن خرجت المعلمة بدأ صديقاتي بالإستشارات وكل واحدةٌ منهن كانت تسأل الأخرى ستكتب عن من؟، وعندما سُئلت لم أكن مكترثة لأدآء الواجب، لم أكن مهتمةً له! لقد كان جُلُّ إهتمامي وتفكري في ذلك الخبر السيء، مُر المذاق، شائكٌ على القلب، صعبٌ علي إستيعابه!
لم أصدقه لكنه أرهقني جعلني كالمجانين أحدث نفسي بكثرة، أغيب عن الواقع، أصرخ على لا أحد!!
كيف يعقل لقد حادثته يوم الخميس ظهراً عندما عدتُ من المدرسة! لقد كان بخير كان مسرورًا عندما حادثني
لغد سألني عنّي وعن إخوتي وكنّا جميعًا بخير، تمازحنا معه وكان يضحك معنا! أنهينا الإتصال ونحن فرحون!
كيف لي أن أنام وعندما أستيغض في ظهرِ يوم الجمعةِ على خبر إستشهاده!!
كيف لي أن أصحو على خبرٍ يقول لي أنني لن أراهُ مجدًّا، وأنه سيذهب بعيدًا حيث لا أستطيع الوصول إليه؟!!
كيف لي ألّا أحتضنهُ من جديد؟، وألّا أشتمّ رائحته!!؟، سأُحرم من سماع صوتهِ همساتهِ، ضحكاتهِ، سأُحرم من رؤيته ومن مناجاته! كُلُّ هذَا سأُحرم منه؟!!!
يصعب علي أن أتقبل، فهذا كثيرٌ علي.

هذا ما كان يدور في رأسي، جعلني غير مكترثةٌ للواجب المدرسي.
سألتني صديقتي المقربة لقلبي عن من سأكتب وعن إذا ما كنت أستطيع الكتابة، فأنا مازلت متعبة جدًا وهذا يتضح على ملامحي الشاحبة، فقدتُ أخي في الشهرِ السابق.
أخبرتها بأنه "نعم أستطيع ولكن لا أعرف عن من سأكتب لم أحدد الشخص الذي سأكتب عنه"
اصرّت علي بأن تقوم بواجبي بدلاً مني، ولكنني رفضت ولم أُطل الحديث معها فعدت مسرعةً لعزلتي.

أنتهئ وقت الدوام فرجعتُ إلئ المنزل إلى غرفتي المظلمة، بكيت أخي حزنًا وشوقًا، بكيته حبًّا، لماذا تركني؟ لماذا رحل عني فأنا أحبه جدا، لا أستطيع العيش دونه! أعلم أنه قضاءٌ وقدرٌ من ﷲ، وما أجمل ذلك القدر أن يموت شهيدًا!! كم هو شيءٌ جميل، يشعرني بالفخر فأنا أختٌ لشهيد أختٌ لبطل،لكن أشتاقه أحبه ولا أريده أن يفارقني، أعلم أننا سنموت جميعًا، وأعلم أنه لن يبقئ أحدٌ علئ هذهِ الأرض، فكل من عليها فان،
تمنيت أنني متُّ قبله، فربما كان اكثر قوةً مني على الفقد! ربما تستطيع التحمّل؟.

عندما قررت كتابة واجبي المدرسي، لم أفكر كثيرًا لأجد هذهِ الشخصية ففي حياتي الكثير من الشخصيات وفي مجتمعي أيضا، منهم: أبي الذي أتعلم منخ الصبر والحكمة، وأمي التي أتعلم منها الحنان والرحمه، وإخوتي الذين أتعلم منهم التلاحم والعطاء، وصديقاتي الذين أتعلم منهم التعاون والوفاء.
لكنني أخترت شخصا واحداً لأكتب عنه، وأنا أعلم أنه لن تستطيع كلماتي وأحرفي من توفيته حقه،وأنه لن أستطيع أن أحصر أثرهُ على حياتي في ورقةٍ ولا في مجلد ولا حتى في كتاب!.
لغد أحترت من اين ابدأ ومن أين انتهي..
أابدأ ببره لوالديه، أم بولائه لوطنه ودينه، أم بحسن أخلاقه وطيب تعامله، أو برحمته وبياض قلبه، أو محبته لربه؟ ام وام و أو والكثير الكثير، لا أعلم من اين ابدأ واين انتهي؟ أخاف أن أظلم حقه، أخاف ألّا أحسن وصفه أخافُ كثيراً.
فهو الذي يشعرني بمعنى السعادة، فهو من يوصيني على أن أبرَّ بوالدي، وهو الذي يوصيني على صلاتي.
لا أنسى حزنه حينما أراد أن يذهب بي معه في عُمرةٍ إلى مكه، كان يظن أنها عُمرتي الأولى وستكون معه كبقيّة اخوتي،خاب ظنه عندما علم بأنها الثانيه وأن أول عمرةٍ لي مع غيره.
لا أنسى عتابه لي ذلك اليوم، كيف تكون أول عمرةٌ لي ليست معه.
كتبت وكتبت من المفترض أن أكتب بيدي لكنني سطرتها بدموعي التي تنهمر كلما كتبت حرفا سقطت سيلاً، لم أستطع متابعة الكتابة، فرؤيتي إنعدمت ويداي لم تقوئ الإمساك بالقلم.
غيّرت واجبي وكتبت عن صديقتي..

هل تعلمون؟ كان يُسميني بإبنته وكنت أعتبره أبي وأخي وحبيبي، ولكنني فقدته.. هل أنا يتيمةٌ الآن؟ صحيحٌ أن أبي مازال حيًّا "اطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية" لكنني أشعرُ باليُتم بعد فقدان أخي! اللهم أرحمه اللهم ارحمه اللهُمَّ ارحمه، اللهم اكرم نزله اللهم اكرم نزله اللهم أكرم نزله🕊️🌿.
حَ الشرقي ✨.


أخت الشهيد. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس