عرض مشاركة واحدة
قديم 14-05-19, 11:47 PM   #11

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الأول:
.قال تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
"آية قرآنية ضمت بين كلماتها القليلة حكمة من حكم القرآن الكريم الكثيرة: أن الله سبحانه و تعالى لا غير حال قوم حتى يغيروا هم حالتهم الدنيوية من خير إلى شر و من شر إلى خير...فبسبب معاصيهم تُصْبَغ أرواحهم بالتعاسة و الشقاء، و بسبب حسناتهم و خيراتهم تعانق عنان السماء...
لا يأتي التغيير بمجرد كلمات قيلت أو سطرت بحبر على ورق يبهت بمرور الزمن...التغيير يأتي بالنية الصادقة و العمل الجاد على التحول ناحية الأفضل"
.

اجتمع الجميع بعد صلاة المغرب في غرفة الجلوس، الأم تجلس على الأريكة الكبيرة وعينيها تتبعان ما يعرض على شاشة التلفاز، أما الابنة الكبرى فجلست على الأريكة الصغيرة التي تفضل دائما الجلوس عليها حاملة بين يديها حاسوبها. أصابعها تطرق لوحة المفاتيح بتناغم... الابن الأصغر كان يجلس كعادته على السجاد الفاخر ضاربا عتاب أمه المعتاد عرض الحائط، هاتفه في يديه يبحر بين ثنايا الموقع الأزرق... كل من الثلاثة يركز فيما يفعله ليصيح فجأة كل من الابن والأم في وقت واحد:-" سيكون رمضان يوم غد إن شاء الله".
رفعت الفتاة عينيها ناحية التلفاز، حيث ظهر الشريط الأزرق والذي تعلن فيه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ثبوت رؤية الهلال...فغمغمت قائلة: -"رمضان كريم أمي، رمضانك كريم أيوب".
قالت الأم بحنو وهي تضمها: -"رمضان مبارك سعيد يا ابنتي، اللهم اجعله شهر مغفرة للذنوب، ورزقنا أجر صيامه وقيامه إيمانا و احتسابا".
أمنت الابنة على دعاء أمها، أما الابن فقال:-"ووفقنا للحصول على ميزة جيدة في الامتحانات".
-"اللهم آمين يا رب العالمين، سأذهب لغرفتي لأكتب آخر فقرة من البحث، علي أن أسلمه للأستاذ يوم غذ".
قالت الأم بهدوء: -"حسنا يا ابنتي، أعانك الله".
توجهت إيمان إلى غرفتها، أما والدتها فالتفتت إلى ابنها وقالت بتأنيب: -"وأنت ألن تدرس؟ أم تظن أن السماء ستمطر عليك بالمعرفة يوم الامتحان بفضل دعائك ذاك فقط؟" قام أيوب بكسل من مكانه وهو يقول:-"ها أنا ذاهب يا أمي سأدرس قليلا قبل موعد صلاة العشاء حتى أصلي التراويح في المسجد رفقة أبي".
أومأت الأم برأسها وقالت: -"رضي الله عنك يا بني".
توجه إلى غرفته، أما والدته فحملت هاتفها لتتصل بأفراد العائلة وصديقاتها لتهنئهم بحلول الشهر الفضيل...
************************
قرابة أذان العشاء، توجهت سميرة -والدة إيمان- إلى المسجد، و قبل ذلك طرقت غرفة ابنتها لتسألها: -"إيمان هل تذهبين معي لصلاة التراويح؟"
تحججت إيمان بدراستها لتجيب أمها قائلة: -"تعرفين يا أمي علي إنهاء البحث، ومراجعة الدروس من أجل الامتحانات، سأصلي العشاء فقط هنا في المنزل".
فقالت الأم وهي تغادر الغرفة: -"حسنا كما تشائين".
أنهت إيمان بحثها، وأعادت مراجعته مرة أخرى لتتأكد أنه خال من الأخطاء. ثم قامت من مكتبها، دخلت حمامها الصغير الملحق بغرفتها، توضأت وشرعت في صلاة العشاء. بعد انتهائها جلست على السجادة تذكر الله، فتساءلت في نفسها: -"لماذا تحججت بالدراسة حتى لا أذهب مع أمي إلى المسجد، فها أنا قد انتهيت باكرا وكان بمقدوري كتابة ما تبقى لي بعد الصلاة".
ثم خاطبت نفسها قائلة مرة أخرى : -"إيمان لقد أوشكت على إتمام اثنين و عشرين سنة، ولم تصلي في حياتك التراويح، لم لا تصلينها هذا الشهر لتكون فاتحة خير لك، وبداية جديدة مع الله مليئة بالطاعات".
نهضت بسرعة قبل أن يتمكن منها الشيطان وتتكاسل في أدائها، وشرعت في البحث عن مصحفها القديم الذي لم تفتحه منذ رمضان الماضي، فوجدته في ركن منزو في مكتبها، مليء بالغبار... أزالت الغبار عن سطحه وهي تقول: -"أنا مهملة جدا، كيف لا أستطيع قراءة وردي اليومي كل شهر؟ لن يأخذ من وقتي طويلا".
استقبلت القبلة مجددا، وشرعت في الصلاة قارئة بصوت شجي لم تكن تعرف أنها تملكه.
عاد الثلاثة من المسجد، ذهبوا إلى غرفة الجلوس يتناقشون حول مواضيع عدة. انضمت إليهم إيمان بعد لحظات، فسأل أيوب والده قائلا: -"أبي لا زلت أذكر أن الإمام في السنة المنصرمة قرأ نفس الآيات التي صلى بها اليوم:""يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)صدق الله العظيم""، هل هذه مجرد صدفة؟
رد عليه والده بنبرة حانية:-"لا يا عزيزي ليست مجرد صدفة فالإمام يتعمد قراءتها من أجل تبيين أن الله يأمر المؤمنين بالصيام وهو : الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل ، لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاق الرذيلة. هل فهمت الآن يا بني؟
-"أجل يا أبي، بارك الله فيك".
كانت إيمان تصغي إلى الحديث الدائر بين والدها وأيوب باهتمام شديد، إذ لم يسبق لها أن سمعت هذه الأمور، فهي لم تكن على دراية كافية بدينها الإسلامي، هي مسلمة بالفطرة، تعرف ما فرض عليها القيام به وما حرم عليها، فلم تكن تحب قراءة الكتب الدينية فهي تشعرها بالملل كما تقول...
انتصف الليل، ظلت إيمان تذاكر للامتحانات، وأيوب غط في نوم عميق. أما والداها فكانا يصليان قيام الليل.
أذن الفجر، فصلى الجميع فرضهم، عند انتهائها فتحت إيمان مصحفها لتقرأ بعضا من آيات الذكر الحكيم، والتي وجدت فيها الراحة والسكينة والسلوان لقلبها. ثم اتجه الجميع إلى غرفهم بعد شروق الشمس وقيامهم بأذكار الصباح...
استيقظت صباحا على صوت عبد الباسط عبد الصمد، يقرأ بصوته الشجي صورة البقرة... ابتسمت بسعادة وهي تتذكر أنه أول يوم من شهر الغفران، شهر تحمل أيامه أصواتا وروائح ونكهات خاصة... ابتداءً من المدفع الذي ينطلق قبيل أذان الفجر، وصوت مؤذن مسجد الحي الشجي كترنيمة رقيقة تشق سكون الليل وهدوءه وخصوصا عندما يقول: (الصلاة خير من النوم) ، فصوت عبد الباسط المنبعث من هاتف والدها الجالس في مكتبه والذي يشعرها بالسكينة... وصوت الأطفال الذين يلعبون ويمرحون بعد عودتهم من المدرسة، وكأن الحبال الصوتية الخاصة بالصائمين منهم لا تشكوا من شيء بسبب طول ساعات الصيام أو حرارة الجو ليصرخوا بصوت عال... صوت الإمام السديس المنبعث من التلفاز قبيل أذان المغرب وهو يصلي التراويح بمكة المكرمة، فتتعلق أعين المتابعين خلف الشاشة بهذا المكان العظيم وتهمس الألسنة بالدعاء لزيارته... أما الروائح المنبعثة في هذا الشهر فيكون مصدرها الأساسي المطبخ، حيث تقف كل أم لتحضر أشهى المأكولات، فترى كل طبخة على مائدة الإفطار الغنية كعروس متوجة تخبرك بصراحة أنك لن تقدر على مقاومتها وعدم التذوق منها بحجة أن الإكثار من الطعام مضر بالصحة... رائحة "الحريرة" التي تكسر الأجواء وتجعل اللعاب يسيل وأنت تنتظر موعد الأذان حتى ترتشف منها... ورائحة "الملوي" و "البغرير" تجعلك تتمنى أن تكون عسلا حتى تنسكب على سطحه... أما صحن "الزميتة" فتكفيك رؤيته موضوعا على الطاولة كتاج مزين بفصوص ذهبية، عفوا أقصد مزينا بقطع اللوز المقلية فتتمنى متى سيصدر القرار السامي بأن تصير سلطانا فتنعم بجمال التاج وحدك... أما قطع "الشباكية" المذهبة يجعلها العسل ورشات السمسم تلمع وكأنها نجمة مضيئة تزين سماء الليل السوداء... وتبدو لك العصائر بمختلف ألوانها وكأن قوس فزح تخلى عن مكانه في السماء ليزين طاولتك الغناء... ولاجتماع الأهل والعائلة في رمضان نكهة خاصة يفتقدها كل مغترب بعيد عن أهله ووطنه فيحن إلى لقائهم ومشاركتهم الصيام والقيام...
قامت من مكانها لتتوضأ وتصلي الضحى، ثم فتحت خزانتها لتخرج ثيابها و ترتديها...لمحت شيئا مغلفا و موضوعا بعناية في خزانتها،فأخرجته و فتحته لتجد الجلباب الذي أصرت والدتها أن تخيطه لها...ابتسمت و ارتدته و تركت شعرها العسلي منسدلا على ظهرها...نظرت لنفسها في المرآة لتتسع ابتسامتها و حملت حقيبتها لتغادر الغرفة...مرت إلى المطبخ،فوجدت أمها منهمكة في التحضيرات...قالت بابتسامة و هي تقبلها: -"صباح الخير يا أمي".
قالت الأم ببشاشة: -"صباح النور يا حبيبة أمها،لقد زادك الجلباب جمالا".
ابتسمت إيمان و هي تقول: -"شكرا لك يا أماه؟"
-"هل ستذهبين الآن؟"
أومأت برأسها،فنظفت والدتها يديها و غادرت المطبخ...عادت بعد لحظات و هي تحمل وشاحا بنفس لون الجلباب، أعطته لابنتها و هي تقول: -"ضعي هذا حبيبتي إنه يلائم الجلباب".
أخذت إيمان الوشاح من يد أمها و توجهت إلى غرفتها. وقفت أمام المرآة و ظلت مترددة في وضعه...سمعت صوت والدها الهادئ: -"إن كنت غير مقتنعة الآن،فلا داعي لتضعيه يا إيمان".
أومأت برأسها نفيا،و لفت شعرها برباط مطاطي لتضع الحجاب على رأسها...التفتت إلى أبيها و هي تقول: -"كنت أفكر في ارتدائه منذ أشهر".
ابتسم لها والدها،أما والدتها فأطلقت زغرودة و عانقتها و هي تقول: -"مبارك يا ابنتي أنا سعيدة لأنك اتخذت هذا القرار"...
هنأها والدها، فاتسعت ابتسامتها لتبدو كشمس مشرقة تزين محياها البريء الذي زاده الحجاب براءة و جمالا. ثم غادرت المنزل تتبعها دعوات أمها لها بالنجاح...




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس