عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-19, 02:18 PM   #75

فاطمة ٢٠٠٠
 
الصورة الرمزية فاطمة ٢٠٠٠

? العضوٌ??? » 443962
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 144
?  نُقآطِيْ » فاطمة ٢٠٠٠ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر والأخير

رواية مجنونة وجننته الحمد لله

إنتهت أيام العزاء وأنا طوال تلك الأيام لم أنم ولم أكف عن البكاء

كيف لا وقد غادرت أمي الحبيبة غادرت قبل أن أخبرها بحملي

غادرت قبل أن أعتذر منها غادرت بسرعة كبيرة

فلم أتخيل أنها سترحل عني يوما

ظللت شهرا حزينة علي فراق أمي ولم يتركني فارس أبدا

بل ظل معي يواسيني ويذكرني دائما بأني حامل وعلي ألا أحزن كثيرا فهو خطر علي صحته

وكان هذا هو الشئ الوحيد الذي يجعلني صامدة ولا أحزن من أجل أمي

ثم تعودت علي غيابها ليس كثيرا ولكن تعودت

أما بالنسبة لجامعتي فأخذت هذه السنة إجازة لأني حامل وكان لدي وسواس بأني سألد بعد دخولي الإمتحان مباشرة

فلهذا أخذت هذه السنة ٱجازة كي أستقبل مولودي أو مولودتي

وأتجهز نفسيا أيضا لإستقابله /لاستقبالها

.

.

اليوم نحن ذاهبين أنا وفارس لشراء ملابس أطفال

وكنت قد قررت ألا أعرف نوع طفلي كي تكون مفاجأة سارة لنا

وذهبنا بالفعل وإشترينا ثيابا للنوعين سواء كان ولد أو بنت

كي نكون متجهزين دائما لأي مفاجأة

بعد شراء الثياب ذهبنا لأحد المنتزهات نتنزه قليلا ونشم هواء نظيفا بعيدا عن الزحام في الأسواق

كنا دائما نتكلم عن طفلنا أو طفلتنا ونتخيل كيف سيكون شكلها

وكان دائما فارس يحلم بفتاة تشبهني بعيناي الزرقاء

وبشعري الأشقر الطويل

وتحدثنا كثيرا حول الأسماء واتفقنا أنه إن جاء ولد سيسميه فارس سيف ااذي أصبح صديقنا المقرب منذ فترة

ونسيت أن أخبركم أنه قد بدأ قلبه ينبض من جديد بحب فتاة أخري غير تلك الموت التي تعرفونها 😒

المهم إتفقنا أن نسمي الولد سيف وقال لي بأنه إن كانت فتاة سأسميها أنا

وأردت تسميتها ترتيل علي إسم أمي رحمها الله ولم يمانع فارس بل رحب بالفكرة كثيرا وكنت آمل دائما أن تكون شبيهة لأمي في أخلاقها وفي حكمتها وفي طيبتها وفي كل شئ

عدنا للمنزل منهكين ونمنا سريعا

اه نسيت أن أقول أني حاليا بالشهر السابع يعني تبقي لي شهرين

وأري مولودي الحبيب الذي عشقته قبل أن أراه

وكيف لا فحب الأم لطفلها لا يضاهيه حب في العالم

وعندما أصبحت حاملا عرفت كم أمي كانت تحبني

وتخاف علي وتحافظ علي وتحاول حمايتي بكل الطرق

كما أفعل أنا الآن مع طفلي الحبيب آه كم أشتاق لرؤيتك حبيبي

.

.

.

قرر فارس اليوم أن يقوم بفكرة مجنونة ونخرج للتنزه رغم البرد القارس في الخارج ولكني لم أمانع فأنا مجنونة بطبعي كما تعلمون

ولا تظنوا بأن الزواج والحمل قد غيرني لا أبدا ما زلت مجنونة كالعادة وسأعلم أطفالي الجنون مثلي

ولكن هذا سر لا تخبروا فارس هل سمعتم 😂

خرجنا وتنزهنا ورغم برودة الجو إلا أنه كان ممتعا بحق

ولم يكن هناك أحد بالمنتزه وهذا طبيعي فالمجانين أمثالنا فقط هم من يفعلون ذلك 😂🎆

كنت أشم رائحة إحدي الوردات بالمنتزه وفاجئني فارس بأنه حملني ودار بي وركض بي

وأنا أضحك وأصرخ وأقول "أنزلني يا مجنوووون"

فيضحك ويقول "تعلمت الجنووون منك "

وركض بي كثيرا إلي أن تعب وبالفعل كان يوما رائعا

وعدنا للمنزل سعيدين وبهذه الحركة تأكدت من جنونه والحمد لله

وفزت بالرهان الذي راهنته لنفسي مسبقا وهو أني سأجعله مجنونا في يوم من الأيام

وها أنا الآن مجنونة وجننته والحمد لله

.

ورغم كل تلك السعادة التي كنت فيها كنت أشعر بوخز في قلبي

ولا أعلم لم لدي شعور بأني لن أري طفلي للمرة الأولي

.

.

.

.

.

كانت تلك آخر جملة كتبتها سهر في مذكراتها

قبل أن ترحل وتتركني وحيدا بقلب رحل معها

يوم رحلت ومات معها يوم ماتت

ربما لست كاتبا جيدا مثلها

ولكني سأكمل القصة التي لم تكملها سهر بعد

في اليوم التالي لآخر جملة كتبتها سهر

شعرت بألم خفيف في بطنها وأيقظتني ثم إزداد الألم

ولم أكن أعرف ماذا علي أن أفعل

فألبستها عباءتها وطرحتها وهي تصرخ من قوة الألم وشدته

وذهبت معها سريعا للمشفي وأدخلتها في الطوارئ

وظلت هي لخمس ساعات بداخل غرفة العمليات

فالعملية كانت صعبة للغاية

وكنت أنا طوال تلك الخمس ساعات أدعو لها ولطفلتي كي تكونا معي بسلامة

وبعد طول إنتظار خرج الطبيب وهو يقول "جاءتك فتاة "

إبتسمت إبتسامة كبيرة جدا فلقد جاءت ترتيل أخيرا

جاءت طفلتي الحبيبة ولم يكن هناك أحد بفرحتي بتلك اللحظة

إلي أن قال الطبيب "ولكن أعزيك في أمها فلقد رحلت لربها لأن الولادة كانت صعبة عليها كثيرا ولم يتحملها جسدها النحيل

ورحلت البقاء لله "

هل هو يمزح بالتأكيد نعم هو يمزح سهر لن تذهب بهذه السرعة

سهر ما زالت عروسا

ما زالت عروسا لم أكمل معها سنة واحدة كيف

كيف تذهب هكذا لا بالتأكيد هناك شئ خاطئ

سهر حبيبتي أنا لقد وعدتني أن تبقي معي

كيف يحدث ذلك لقد كانت معي منذ ساعات

كيف ترحل عني هكذا هذا الطبيب مجنون بلا شك

سهري لن تذهب وتتركني وحيدا هذا مستحيل

.

كان هذا ما يدور بخاطري بتلك اللحظة بعد أن جثوت علي أرض المشفي من هول الصدمة وكنت لآخر لحظة مقتنعا أن هناك خطأ وستعود سهر لي لأنه ربما هي مغشيا عليها هذا طبيعي فهي ضعيفة جدا ولن تتحمل خمس ساعات في الولادة

نعم هي مغشي عليها ليس إلا وستعود لي سهري المجنونة

المرحة العطوفة التي جعلت قلبي يعشق منذ أن رأيتها

.

ولكن خيبوا توقعاتي كلها وأخرجوا ترتيل في عربة مخصصة للأطفال

وأخرجوا سهري علي عربة للأموات بل وغطوا وجهها أيضا

وذهبت إليهم راكضا ورفعت الغطاء عن وجهها

وقلت ودموعي كالشلال علي خدي "سهر سهر حبيبتي لا تتركيني هكذا

سهر من سيرعي طفلتنا جاءت فتاة كما كنت تتمنين

وسأسميها ترتيل أيضا كما قلت هيا هيا يا حبيبتي إستيقظي "

أمسكتني الممرضة فأبعدتها عني بقسوة قائلا "إبتعدي عني

سهر لم تمت سهر لن تتركني وحدي هكذا

لقد تعاهدنا أن نبقى سويا ولن نفترق

هي لن تخلف عهدها معي بكل تلك البساطة هل فهمتي

هل فهمتم جميعا

كلكم كاذبون أساسا وسهر ستستيقظ الآن هل فهمتم

سهر سهري أرجوك إفتحي عينيك سأقبل يدك أو سأقبل قدمك

أي شئ ولكن لا تتركيني هكذا أنا أحتاجك جدا يا سهري أحتاجك "

ولكن لم تجب بل ربما لم تسمعني أصلا

ربما روحها الطاهرة ترتفع في السماء الآن

تتلألأ بروح شفافة طاهرة لم تؤذي مخلوقا قط

بل كانت رحيمة حتي بالوردات

كانت تبكي لمجرد أن وردتها قطفت

كانت هي الوحيدة التي أزهرت قلبي

بعد أن كان تربة جافة لا يسقيه أحد

كانت تخفف عني همومي وتزرع في الفرح والعشق

تعلمت الجنون علي يديها تعلمت الفرح علي يديها

تعلمت كل شئ علي يديها ولكنها الآن ذهبت وتركتني حزينا وحيدا منكسرا وعادت تربة قلبي جافة كما كانت من قبل

.

.

أقسمت ألا تكون في حياتي إمرأة غيرها

أقسمت أن أعيش علي ذكراها الطاهرة

كي ألتقي بها بجنة رب العباد وأخبرها أني كنت لها وحدها

ولم أكن لإمرأة غيرها بل لم أفكر في ذلك حتي

.

.

.

.

.

أمي لم يعجبها الوضع الذي فرضته علي نفسي

وحاولت أن تجعلني أتزوج عدة مرات ولكني كنت صامدا

آب لم أفكر قط في الزواج بغيرها لأني لها وحدها

كما كانت هي لي وحدي فنحن خلقنا لبعضنا ليس لآخرين

ظل سيف يزورني كما كان في حياة سهري

ربما هو الصديق الحقيقي فعلا الذي كانت تحكي عنه سهر

.

.

.

.

ظلت فتاتي ترتيل تكبر يوما بعد يوم

وكل يوم يمر تزداد شبها بأمها أكثر وأكثر

وأزداد عشقا لأمها أكثر وأكثر

فربما هي تركتني وحيدا

ولكن تركت لي قطعة منها تشبهها تماما بنسخة مصغرة

كم هي رحيمة بي حتي بعد وفاتها

.

.

.

.

اليوم تكمل ترتيل أربعة اعوام

ويوم ميلادها دائما يذكرني بيوم رحيل أمها عني

ولذلك كل يوم ميلاد لها أذهب للمقبرة وآخذ ترتيل معي

وأظل أحادث سهر مطولا وأخبرها عن ترتيل وشقاوتها

وعما تفعل بي وبالجيران فهي نسخة مصغرة من أمها بكل شئ

حتي بجنونها الذي عشقته نسخة منها

.

.

تعبت ترتيل ونامت علي قدماي وجلست وحيدا أنا وأمها

فقلت "سهري حبيبتي إشتقت لك كثيرا

لم يمض يوم لم أتذكرك فيه

لم تمض ساعة إلا ومر طيفك في بالي

لم يمض أسبوع إلا وأنا أتذكر كل موقف جنوني مر علينا معا

لم يمض شهر إلا وزرتك أنت وأمك الحبيبة ترتيل

لم يمض عام إلا وأحضرت لك صغيرتك كي تشعري بها وبي

معها وأحكي لك كم كبرت وكيف أصبحت تشبهك

لم يمض وقت إلا وأمي تحاول تزويجي وأنا أرفض ذلك

لم تمض ليلة إلا وأنا أبكيك وأتذكرك حتي جف الماء من عيني وأصبح يقطر دما بدل الدموع

لا حياة لي بعدك يا حياتي

إشتقت إليك كثيرا يا سهري إشتقت إليك كثيرا بحق "

بكيت أيضا عند قبرها حتي تعبت ثم أخذت ترتيل

وعدت للمنزل أحتضنها وأحاول أن أشعر بأمها فيها

هذه ترتيل صغيرتي لا أمنع عنها شيئا تريده

لأنها أمها وتشبه أمها وكل شئ فيها أمها .

.

.

.

.

.

.




اليوم مرت خمس سنوات علي ذكري رحيلك يا سهري

وجلبت لك إبنتك كالعادة ولكن هذه المرة أحضرت لك مفاجأة

سيف ألم تشتاقي له بالطبع فلقد كان صديقك الوحيد

.

قال سيف "سهر إشتقت إليك يا صديقتي

إشتقت إلي مرحك الذي كان بلا حدود معي

إشتقت إلي أن تذهبي عني حزني بذهابنا معا للملاهي

إشتقت إلي كلماتك الرقيقة التي تذهب الهم والحزن

من قلبي إشتقت إليك يا سهر ليتك معنا الآن

لقد تزوجت بفاتن هل تذكرينها تزوجت بها وأنا سعيد الآن

ليرحمك الله يا صديقتي "

.

.

عدنا من المقابر للمنزل وطلبت أن يبيت معي سيف اليوم

لا أعلم لماذا لكني أحسست أني يجب أن أبقيه معي الليله

.

.




ثم في مذكراتها قلت "سهر إشتقت إليك كثيرا وأشعر أني يجب أن أذهب إليك الليلة يااارب لقد تعبت بدونها إرحمني

ياااالله يا رحيم يا بديع السماوات والأرض لقد إشتقت إليها كثيىا وأنت تعلم ذلك إرحمني من هذا العذاب أرجوك يااااارب

لحظة أشعر إن روحي تزهق الآن سآتي إليك سهري

إني اموووو "

.

.

.

إستيقظت في اليوم التالي فإذا بفارس ميت مبتسم علي كتاب لم أعرفه فحزنت عليه كثيرا وغسلناه وكفناه وصلينا عليه

ثم عدت لإبنته في المنزل وجلست معها أقرأ ما كتب فارس

ولكني إكتشفت أنها مجرد يوميات ومذكرات لسهر وفارس

وكنت أبكيهما كثيرا علي كل كلمة كتباها

ونظرت لترتيل المبتسمة بحانبي فليست مدركة لما يحدث

وقررت أن آخذها وأربيها لأن ليس لها أحد حتي جدتها توفيت

وقررت قرارا آخر

سإنشر قصتهما للجميع

فلا حب بعد حبهما ولا عشق يفوق عشقهما ....

.

.




النهاااية

.

.

شكرا لكل اللي شجعوني أكمل جد شكرااا كثير لكم وياريت رأيكم بالرواية لأنه بيهمني كتير

تحياتي يا قمرات

أختكم فاطمة البتول💝💝


فاطمة ٢٠٠٠ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس