عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-19, 11:45 PM   #11

أسماء 74

? العضوٌ??? » 445686
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » أسماء 74 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني من رواية تاجر لدى أبى


" الفصل الثاني "
التفاعل سئ جدا 😒😒🖐

لم يعرف النوم طريقا لعينه طوال الليل ، ظل يفكر وهو يتقلب على فراشه ، هل يرحل فعلا ! وماذا بعد أن يرحل ؟!! حقا إنه لأمر محير !!!
الساعة الآن السادسة والنصف ، نهض يوسف من فراشه متوجها إلى الخلاء ليلمح والدته تقف فى المطبخ تعد الإفطار كالمعتاد ، وأمامها الصغيرة "نور" جالسة على منضدة صغيرة ،،،تلك التى لا تكل من النهوض باكرا وما المانع إذا كانت تنام بعد العشاء !
دلف يوسف إلى المطبخ واقفا خلف الصغيرة التى توليه ظهرها بكرسيها ليقوم بوضع يديه على عينيها فى حركة مداعبة منه وتضحك الصغيرة وقد عرفته ، لتلتفت إليهما نادية على أثر الصوت باسمة .
قبل يوسف الصغيرة عدة قبلات متتالية على خدها ، تلتها زغزغة فى اماكن متفرقة فى جسدها الصغير لتتعالى ضحكات الصغيرة ويالسعادته لذلك!
نادية : والآن توقفا ، توقفا وهيا اجلسوا لتتناولوا طعامكم .
يتوقف يوسف عن دغدغة الصغيرة ويحملها واضعا إياها على رجله وجلس لتناول الإفطار .
ألم تستيقظ أمل بعد ؟؟ يوسف متسائلا
نادية: لا، لم أرغب فى إيقاظها أنت تعلم أنها تتأخر فى الدراسة من أجل نيل الإمتياز حبيبتى المسكينة .
يوسف : حسنا
يضع يوسف الشطائر أمام نور ويطعمها بيده وأمه تراقبهم بإعجاب قائلة : يوسف ، تناول أنت طعامك نور تأكل منذ طلوع الصباح
لتنظر لها الصغيرة قائلة بعفوية جميلة : لم آكل سوى القليل فقط
وهنا يضحك أخاها مقبلا رأسها بقبلة عميقة قائلا وهو ينظر إليها : نور تأكل كما تريد أليس كذلك ؟!!
تومئ الصغيرة برأسها باسمة
صمت قليل قطعته نادية بسؤالها : هل قررت ؟
يبطئ يوسف من مضغ اللقمة منتبها لوالدته ويقول : لا أعلم ولكنى على الأغلب سوف أذهب .
ارتياح داخلى اجتاح نادية بعد جملة إبنها ، انعكس على ملامحها لتقول بعد برهة : موفق إن شاء الله
تتابع الصغيرة الحوار بنظرات بريئة توزعها بين أبيها وأمها وإن كان لم تفهم شئ .
أنهى يوسف تناول طعامه بعد وقت قليل ثم نهض ورفع أخته من على رجله لتجلس إلى مكانه : والآن سأغتسل لأذهب كى لا أتأخر
أومأت أمه برأسها وأكملت ارتشاف كوب اللبن فى صمت .
اغتسل يوسف وأدى فريضته ، ثم ألقى السلام على والدته وخرج .
بعد ساعتين ...
وصل رائد إلى المخزن وملامحه الحانقة توحى بأن هناك خطب ما ، على عكس وجهه البشوش دائما ، ليجد يوسف جالسا إلى مكتبه .
يوسف متهكما : ولماذا كلفت نفسك وأتيت اليوم يا رجل ؟!!!
رائد متأففا بإنزعاج جلى: المواصلات يا بنى ، هذه المدينة حقا مزدحمة بما يكفى ،، سأمت!!!
ترتسم ابتسامة خفيفة على وجه يوسف متأملا هيئة صديقه وعبوسه الذى يجعله يبدو كطفل فى السادسة متذمرا من إلحاح والدته من أجل تناول طعام لايحبه !!
جلس رائد وبدأت ملامحه تلين تدريجيا ليسأل يوسف المطأطئ رأسه يتأمل الأوراق أمامه ممسكا بقلمه فى يديه قائلا : ماذا ؟!!
يوسف دون أن يلتفت : ماذا ماذا ؟؟!!
رائد بتمهل: هل قررت بشأن موضوع السفر ؟!!
زفر يوسف معتدلا فى جلسته وأسند ظهره إلى كرسيه متجها ببصره إلى رائد : سأرحل .!!!
....
فى إحدى القرى الكبرى حيث طبيعة الريف الجميلة وحلاوة المساحات الخضراء المزروعة بمختلف المحاصيل الزراعية، وكذلك الأشجار المثمرة ذات الثمار الناضجة والبراعم الشهية، أيضا البيوت التقليدية على الطراز الأصيل .
وأخيرا أمام أحد تلك المنازل ، بل هو أشبه بالقصر ، ينم عن ثراء استثنائى ، ويمنح فرصة للمار من أمامه لتخيل كيف يكون سكان هذا القصر !!!
فى غرفة كبيرة، تحتوى على أثاث قيم وألوان زاهية ،،، تجلس أميرة جميلة فى بداية العشرينات من عمرها ذات شعر منسدل من الدرجة الغامقة للون البنى ، ووجه أبيض به القليل من الشحوب الدائم ، تزينه عينان بنيتان بهما القليل من الكحل .
تجلس الفتاة على أمام لوحة رسم تخط بفرشاتها ما يحلو لها من الألوان المختلفة وهى شاردة تارة فى رسمها وتارة أخرى فى النافذة الزجاجية التى خلف لوحتها و التى تطل على مساحة خضراء منعشة للنظر تمنحها خيالات تضفى جمال فوق جمال لوحاتها .
طرق والد الفتاة الباب مستئذنا بالدخول
مريم : ادخل
دلف الشيخ عبدالله باسما كعادته: كيف الحال
لتجيب مريم مبادلة والدها الابتسام قائلة : الحمدلله
جذب الشيخ كرسيا ليهم بالجلوس عليه فى مواجهة ابنته الوحيدة
الشيخ مربتا على يدها : جئت اطمئن لاستيقاظك
تبتسم مريم : استيقظت من ساعتين
الشيخ متسائلا بجدية : هل أحضرت زينب الفطور من أجلك ؟
مريم : أجل .. أجل ، وتناولت فطورى
الشيخ بنبرة عاطفة: لم أرغب فى جعلهم يوقظونك لتناول الفطور معنا فضلت إراحتك وتركك نائمة
تومئ مريم برأسها متفهمة
وهنا يرن هاتف الشيخ ليستأذن من ابنته ويغادر إلى الخارج
الشيخ : ما الجديد؟
المتصل : تم قبول العرض
الشيخ : هذا جيد
يغلق الشيخ الخط ، ويهاتف رقم اخر
الشيخ : السلام عليكم....أعدوا تجهيزاتكم
...
فى منزل يوسف
استيقظت أمل من نومها لتجد والدتها فى غرفة الجلوس منهمكة فى تنظيم الثياب ورصها وإلى جوارها أختها الصغرى تلعب بدميتها .
أمل : صباح الخير
نادية : صباح النور ، ما أردت إيقاظك باكرا لإننى أعلم أنك تسهرين .
أمل متثائبة: فعلا ، ولكننى جائعة جدا
نادية وهى تلملم باقى الثياب : سأنهى هذه القطعة وأحضر لكى شيئا لتأكلينه .
أمل : لا أمى ، لا داعى ، أنت ارتاحى انا سأحضر الطعام لنفسى ليس شاقا .
نادية : لا ، إذهبى إلى الحمام وتوضأى لتصلى وسأكون احضرت لك طعاما
تستعد أمل للإعتراض ، وتوقفها امها وهى تنهض بالفعل فى طريقها إلى المطبخ ، بينما نور منشغلة بألعابها .
أمل باستسلام : حسنا ،هل ذهب أخى منذ مدة؟
نادية : ذهب باكرا اليوم ، كنت مستيقظة انا واختك ، وتناولنا الإفطار سويا .
أمل وهى تراقب أختها : لا حرمنا الله منك يا أمى ، أسأل الله ان يطيل فى عمرك ويحفظك دوما بحفظه ، ثم مضت إلى الخلاء
...
فى المخزن
رائد : هل أنت مرتاح لقرارك؟
يصمت يوسف لدقيقة ثم يجيب وهو يحك رقبته: أتمنى أن أكون كذلك
يتأمل رائد صديقه ثم يقول : لا تقلق .. كن متفائلا وستصبح الأمور على ما يرام ان شاء الله
يضغط يوسف على شفتيه ثم يقول : رائد ، لن أوصيك على أمى وشقيقتى، أمانة بين يديك إلى أن أعود.
رائد مربتا على كتف صديقه : توكل على الله وأعدك بأنهم أمانة،، لن أخيب ظنك ابدا كن مطمئنا .
...
عاد يوسف إلى المنزل ليجد والدته وشقيقتيه مجتمعين
ألقى يوسف السلام وجلس إلى جوارهم.
نادية : ما الأخبار ؟ كيف كان اليوم ؟
يوسف : الحمد لله
تنهد يوسف ثم تابع : أود إخباركم شيئا
اشتدت الأنظار على يوسف فى تأهب لما سيقول
وهنا بدأ يوسف فى سرد ما دار فى اليوم على أخته وأمه ، وأبلغهم بمكالمته للضيف الذى زارهم منذ يومين ، وأنه قبل تلك البعثة
خفق قلب نادية لسماع ذلك من ابنها ، بينما كانت أمل مندهشة فلم يخبرها أحد بالأمر من قبل
أمل بدهشة: أى سفر يوسف ؟
يوسف : سأذهب فى رحلة تجارية إلى قرية كان أبى رحمه الله على معرفة بأولئك التجار الذين سأعمل معهم
نادية : توكل يابنى ، ولكن متى؟
يوسف : بعد ثلاثة أيام من الآن .
...
إذن لدى يوسف مهلة ثلاثة أيام للسفر ، مهلة منحها إياه القائمين على تلك الرحلة كي يكون على أتم الإستعداد من أجل الرحيل .
وحان يوم الرحيل ..
استيقظت الأسرة التى لم تنم تقريبا بعد الفجر ، كانت والدة يوسف أول المستيقظين
جهز يوسف أغراضه ومستلزماته بمساعدة والدته التى تستعد لوداع ابنها كما ودعت أبوه وإن كان وداع مؤقت ، ولكنه الوداع
تحاول أم يوسف التماسك خشية أن يضعف إبنها او يتراجع عن قراره مذكرة نفسها بأن هذا هو الحل الأفضل له
بعد ساعة جاء رائد إلى منزل صديقه ليكون إلى جانبه
وقامت نادية بإيقاظ أمل لتودع أخيها ، لكنها لم ترد ان توقظ الصغيرة المتعلقة بأخيها.
وآنت لحظة الرحيل ...
يوسف : أين نور ؟!! لما لم توقظيها يا أمى أريد رؤيتها قبل أن أسافر !!
لتبرر نادية : أخشى أن تبكى، أنت تعلم أنها متعلقة بك جدا وسوف تحزن
يوسف وقد ابتلع غصة مريرة فى حلقه: إذن سأراها فقط .
دلف يوسف إلى الغرفة التى تنام بها شقيقته الصغرى ، ودنا من سريرها وقبلها قبلة طويلة بث فيها شوقه الشديد لها ، ثم تأملها للمرة الأخيرة وخرج .
وفى الخارج كان رائد يجلس إلى جوار والدة يوسف وأخته ، وكان يسترق النظر إلى أمل التى كانت تبدو شاحبة حزينة ، يكن حزنا فى داخله لأجلها بالذات .
أطل يوسف عليهم بعد أن ودع أخته الصغرى ، وقف الجميع ، ثم هبط يوسف على يد أمه يلثمها، وحضنها.
و اتجه إلى أخته وقبل رأسها وحضنها هى الأخرى .
يوسف : أمى ، كونوا بخير دائما وسأكون على اتصال بكم
أمل : تابعى دراستك ولا تتأثرى بغيابى أبدا، رحيلى مؤقت ، وإذا أردتم أى شئ تواصلوا معى ولا تخفوا عنى أمرا ،
ثم أشار إلى صديقه قائلا : رائد هنا بمثابتى أنا لا فرق بيننا ، اطلبوا منه أى شئ
ثم أضاف مازحا لتخفيف حدة الأجواء: وأنا اتفقت معه ان نتحاسب فور عودتى.
ليبتسم الجميع بما فيهم رائد مستمرا فى إلقاء المزحات مع صديقه وكالعادة يخطف الأنظار إلى أمل يتابع ردة فعلها: ومنذ متى وأنا آخد منك مالا يابنى ، منذ متى وأنت تحاسبنى من الأساس
ليضحك الجميع ويودعهم يوسف للمرة الثانية ثم يحمل أمتعته وإلى جواره رائد يساعده.
أوصل رائد صديقه إلى مكان السيارة التى سوف تقله إلى القرية ، ودعه يوسف ثم أوصاه بأختيه وأمه ثم استقل السيارة ورحل .
رحل إلى حياة ستغير حياته
،،،
يتبع
الموعد ( الإثنين والخميس أساسى + يوم إضافى )
قراءة ممتعة 🌳🌳




أسماء 74 غير متواجد حالياً