عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-19, 08:07 PM   #104

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

سمعت صوت رنين هاتفها الخاص .. انقبض قلبها تنطق تلقائيا بقلق يا رب سترك ... لا احد يتصل بي بهذا الوقت ..

اتجهت لمائدة الطعام حيث تضع هاتفها وهي تردد بلسانها وقلبها ..

خير ان شاء الله .. اللهم اجعله خيرا ..

فلا احد يتصل بها في هذا الوقت ..

انتبهت للاسم الذي ينور شاشة الجهاز ... انها ابنتها فنار التي تسكن بمحافظه ثانيه

فتحت الخط وقبل ان تلحق على قول حرف واحد ... وصلها صوت ابنتها الباكي:

"الحقيني اماه .. ولدي! .. سأفقده .. قصي سيضيع من يدي! .. "

ردت عليها امها بصوت يملئه الهلع :
" اسم الله عليه يا ابنتي .. لماذا تفاولين على الولد !.. استغفري ربك وأخبريني ماذا حصل ! .. "

شعرت وكأن الارض تميد بها وضربات قلبها تكاد تصم اذنيها ... سحبت اقرب كرسي وجلست عليه .. وهي تستعيذ بالله في سرها بينما فنار تهتف بنبره منتحبه

"الحافلة التي تنقلهم للمدرسة تعرضت لحادث ... وقصي أصيب بجرح كبير بسبب سقوط زجاج النافذة عليه وهو ينزف ويحتاج لنقل دم .. ولم نجد من فصيلة دمه.
ولدي سيموت اماه ... اذا لم نجد له دم بأسرع وقت "

وضعت الام كفها على فمها تمنع شهقتها ان تخرج وتسمعها ابنتها ... دموعها بدأت تنزل دون ارادتها ...

رددت في سرها :

" إلهي .. لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك ... إنك على كل شيء قدير

إلهي .. إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك و سترك الجميل
أن تحفظه وتشفيه وتمده بالصحة و العافية .. "

عليها ان تمثل القوه وان تكون كما تعودوا ان يروها دائما ...

اجلت حنجرتها وهي تبعد الهاتف قليلا عن فمها ثم قالت لابنتها :

" استعيذي بالله يا ابنتي .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. "

ولكن فنار لم تكن بحال ينفع معها كلمات قليله لتهدأ .. تجيبها بانهيار...

" ماذا افعل؟ الجميع الان يبحث عن متبرع فئة دمه o سالب ولم نجد احدا ...

بنك الدم لا يوجد به عبوة واحده من هذا الصنف بسبب الحادث المروع لعدد من السيارات والحافلات الذي حصل قبل يومين وهم اصلا يعانون من قلة المتبرعين لهذا الصنف .."

وانا رفضوا ان يأخذوا مني لأنني حامل .. "
توسلت لهم "خذوا دمي وانقذوا ولدي "... لكنهم لم يستمعوا لي ......

استمرت فنار تحكي لامها كل التفاصيل

" خالي رجل كبير وتعرفين ان حالته لا تسمح خصوصا بعد الجلطة التي اصابته مؤخرا .. ولا احد من اولاده الذين هم هنا يحملون صنف دمه .. "

كان عقلها يفكر سريعا بكل الاتجاهات وهي تسمع ابنتها ولكن للأسف لم تجد شيء تضيفه بعد كل ما قالته ...

لذا ليس امامها الان سوى ان تهدئها وتتصرف بسرعه .. لذا سارعت بالقول لابنتها

" فنار حبيبتي لا تجزعي .. صدقيني ربك رحيم كريم لا ينسى عباده .. "

"ونعم بالله .." رددتها ابنتها بين شهقاتها... واكملت تقول لامها

"اتصلت بفارس، وجدت هاتفه مغلق ... "

اجابتها الام : " تعلمين انه يغلقه عندما يدخل قاعة المحكمة .. " واكملت

" اليوم عنده جلسة يترافع بها عند الساعة الثامنة .... "

هتفت ابنتها بجزع :

" ماذا افعل ولا احد سواي انا وفارس فقط من اخذنا فصيلة دمك اماه ؟.. "

ردت عليها الام بسرعه :

" إهدئي بنيتي ... سآتي اليك انا حالا .. الامر لا يحتمل اي تأخير "

"ماذا تقولين يا أمي !!!" سألت فنار بفرغ

" انت حالتك الصحية لا تسمح .. "

قالتها وشعور الندم يسيطر عليها .. الان فقط تنبهت لما فعلته .... هي اكثر واحده تعرف امها ولكن في لحظة جزع سيطرت عليها فقدت صوابها واتصلت بها

بهدوء ردت عليها امها .... " قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا "

ردت عليها ابنتها بصوت حاولت ان تظهر به قوتها على قدر ماتستطيع :

"امي اسمعيني .. انا لم اتصل بك لكي تأتي بنفسك .... لا يمكن ان اقبل ان تتبرعي بدمك ...
لأني لم اجد طريقة اصل بها لفارس سريعا اتصلت بك .... ما أريده منك فقط ان تقولي لابي او احد اخوتي .. ايهما تستطيعين الوصول اليه اسهل واسرع

ان يذهبوا الى فارس ويبلغوه بحاجتي له ... ليأتي الي بأسرع وقت ..
ارجوك امي حالة قصي لا تتحمل اي تأخير .. انا لم اتصل بك الا بعد ان يئست من ايجاد احد يتبرع له .. ولم يبقى مستشفى في المحافظة عام او خاص لم يذهب اليه زوجي واخيه ولم يحصلوا على قنينة من صنف دمه

لم يتبقى امامي الا فارس"

ردت عليها امها وهي تقف وتتجه لغرفتها بحركة سريعة :

"فنو حبيبتي .. إهدئي! توترك هذا يضرك ويضر جنينك .. حبيبتي ادعي له بالشفاء .. دعاء الأم مستجاب وانا سأتصرف لا تحملي هم ..

مسافة الطريق ونكون عندك .... لا تحملي هم بنيتي .

استودعكم الله حبيبتي "

انهت المكالمة بسرعه كي تستغل الوقت لتتصرف وتذهب بأسرع وقت ... اتصلت بزوجها كي يأتي اليها حالا ويذهبون لابنتهم فلا وقت عندهم يضيعونه في البحث عن طريقه للوصول الى فارس

كان الهاتف يرن وينتهي دون رد ...كررت المحاولة وكانت نفس النتيجة ..

دخلت لغرفتها كي تغير ملابسها وقد قررت السفر فورا الى هناك، لا وقت تضيعه بالاتصالات بأحد ولديها وسام او بسام ..

فالأول بعمله والثاني بجامعته واكيد الان داخل المحاضرة وهاتفه صامت ....

وحتى لو وجدت من يذهب لفارس الآن ... اكيد مع ازدحام الطرق الداخلية سيحتاج وقت طويلا ليصل .. وسيجده الان داخل جلسة المحكمة ولن يستطع احد فعل شيء قبل ان تنتهي الجلسة ....

كلها امور تؤخر ذهابهم وحفيدها حالته حرجه والتأخير ليس من مصلحته.

دخلت الحمام الملحق بالغرفة كي تتوضأ فهي لا تخرج من بيتها دون وضوء أبدا

... غيرت ملابسها .. فتحت الخزنة الصغيرة الموجودة في دولاب الملابس .. اخرجت منها رزمة من المال ثم عادت واغلقتها ....

وضعت النقود بحقيبة يدها، حملت الهاتف بيد والحقيبة بالأخرى وخرجت من غرفتها مسرعة ...

اتجهت للمشجب القريب من باب البيت ارتدت عباءتها العريضة موديل الفراشة التي تعودت على ارتدائها فوق ملابسها اثناء السفر او الخروج للأسواق ...
احكمت لفة حجابها ... اتجهت للهاتف الارضي واتصلت بمكتب زوجها كمحاوله اخرى عل وعسى ان يكون موجودا في مكتبه صدفة او يسمع احدهم الرنين ويبلغه ولكن لم تحصل على رد

وقبل ان تخرج من باب البيت الخارجي اعادت الاتصال بهاتف زوجها النقال كمحاوله اخيره فهي لا يمكن ان تجازف وتخرج من البيت دون علمه ...

هذا الموضوع بالذات عنده خط احمر .... وحصل بسببه بينهما الكثير من المشاكل ..الى ان قالها لها بتأكيد قاطع ...

" لو جاءك اتصال وقالوا لك أنني بين الحياة والموت ... اتركيني اموت بسلام ، افضل من ان اعيش واعلم انك خرجتِ دون علمي وموافقتي ... "

اجرت اخر محاولة للاتصال وهي تقفل الباب خلفها ، لكن دون إجابة.

تأكدت انه نسي ان يعيد تشغيل الصوت في جهازه ... فهو يغلقه ليلا ويعيد تشغيله صباحا .. وهذا يحصل معه احيانا وليس الامر بجديد ..

وقفت مكانها تفكر ... ماذا تفعل الان ! .. زوجها عصبي وتعلم جيدا انه لن يمرر الامر على خير ...

وابنتها تحتاجها بينما حفيدها في خطر، هاتف ابنها مغلق ... والوقت ليس بصالحهم

توكلت على الله وقررت ان تسافر وهي تمني نفسها بالقول ...

" بالتأكيد اذا علم السبب لن يغضب ..

حياة حفيدي الان عندي اهم من نفسي وحتى اهم من حياتي وحياته هو ...

نحن اخذنا نصيبنا من الدنيا .. لكن الصغير لايزال بأول حياته ولا يمكن ان اجازف واخاطر به بسبب قناعات جده المتزمتة ... الان قصي عندي اهم من كل شيء .. "

قبل ان تضع هاتفها في حقيبتها ارسلت لزوجها رساله تبلغه باختصار عن عدم تمكنها من اخذ موافقته بخروجها واعلمته بالسبب

تعلم جيدا انه لن يقرأها .. فهو ليس من محبي استخدام الهاتف كثيرا .. ولم يشتريه وانما هي من اوصت ولدها كي يشتري له واحدا ..

غايتها الاطمئنان بوجود وسيلة اتصال دائمة معه .. فمن يعرف ماذا يحصل فجأة .. قد يجد نفسه بموقف يحتاج ان يتصل بأحدهم لأي سبب

خرجت من بيتها واغلقت الباب خلفها ... ومشت باتجاه الشارع العام وهي تردد بسرها

" بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله "
لتستقل سيارة اجره تأخذها الى الكراج العمومي الخاص بسيارات الاجره بين المحافظات


ومنه تستأجر سيارة تنقلها الى المحافظة التي جاءت منها ..

.................................................

......................

........



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 04-07-19 الساعة 01:19 PM
um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس