الفصل الحادي والعشرون
ورافقها الى السيارة وقال:
" وما دخل اللطافة في الجمال؟".
كانت سارة رياضة بيضاء , لون أثاثها جميل , وكانت قطعها المعدنية تلمع في الشمس , وسقفها مفتوحا , ولهذا رأت أيفين أنها سيارة جديدة , قالت بسخرية:
" كل الرجال الأسبان يحبون أطراء النساء".
فسألها مانريك :
" وحتى دون جوان ؟".
" الوصي على رجل يعرف المسؤولية .....".
قال مانريك وهو يدير محرك السيارة , ويقودها الى خارج البوابة ثم الى الطريق الشديد الحرارة , وكان البحر يبدو على البعد أزرق فاتنا :
" أنه أسباني وله عينان سريعتان , وهو لا يزال شابا ...... فكيف يتولى الوصاية عليك؟".
" آمل ألا تظن......".
ضحك وقال:
" بالطبع لا , من الواضح تماما لي أن أحد لم يحدثك عن الحب".
" ألا نتحدث في شيء آخر؟".
" آمل أن يكون الكلام مسموحا ".
" الكلام لا غبار عليه في نطاق الصداقة".
" أذا كان الوصي يريدني أن أعاملك كتلميذة مدرسة , فأولى به أن يحجزك في برجه , هل أدور بالسيارة وأعيدك الى البيت؟".
" كلا , فهو سيخرج".
" مع الغريبة راكيل؟".
" أتوقع ذلك".
" تسود الجزيرة أشاعة نية زواجه منها , أتعتقدين أنه سيتزوجها؟".
" إنه لا يحدثني عن أسراره".
" لا أعتقد أنك ستحبين زواجه منها , أذا أصبحت راكيل سيدة القلعة ربما تمانع في بقاء زوجها وصيا على فتاة جذابة".
" أن دوم جوان لن يصبح وصيا علي بصفة دائمة , وهو كريم الى حد أنه يريد مساعدتي , وأنا أقيم في القلعة بينما يعلمني السيد فونسكا بعض الأمور التي تعينني على العمل".
أبطأ مانريك اسرعة السيارة عند وصولهما الى منعطف في الطريق وأتاح له ذلك أن يلقي نظرة عليها , كان شعرها يمرح في الهواء وبدت صغيرة وجذابة , وغير مدركة لجاذبيتها , فسألها:
" هل أنت جادة ؟".
" نعم عملا أمتع من الأشتغال خادمة".
" هناك ما هو أمتع من العمل ... وهو أن تتزوجي".
" أود أن أحب قبل أن أخطو هذه الخطوة".
أغاظها مداعبا بقوله :
" لكنك تخافين من الحب".
" لم أعد أخافه , شأني شأن أي فتاة أخرى , ولكنني حذرة , أإنظر الى البحر يا ريك ! أنه يبدو جميلا حتى لا أكاد أصدق أنه أرعبني".
وأسرعا بالسيارة , وكانت أيفين تملأ عينيها بكل شيء , وتختزن مشاهدات اليوم حتى تتمكن من تذكرها أذا حان وقت مغادرتها الجزيرة , مرت السيارة على بساتين اللوز , والزيتون , وطاحونة هواء فوق رابية تعيد للمرء صفحات دون كيشوت , وبدت جبال أسبانيا على البعد بنفسجية اللون , سألته أيفين:
" هل الجزيرة مثل أسبانيا؟".
" الى حد كبير , كأنما سرق أحدهم الزمن الغابر قطعة من الأندلس ووضعها في المحيط , أنا من الجنوب ومع ذلك قد أزداد شغفا بالحياة هنا"
أبتسمت وقالت:
" أنت رجل مدن , فالموسيقى والغناء سيأخذانك حول العالم , وأنت تعرف ذلك".
" هذا صحيح".
***************************