مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب | الفصل الثاني والعشرون
"أتساءل أذا كنا سنتذكر في المستقبل هذه النزهة في شمس النهار ؟ مرورنا هذه اللحظة ببيت أبيض الجدران يزدان بزهر أرجواني ؟ ورؤيتنا في اللحظة التاليى لشخص بمفرده على الشاطىء يجمع عشب البحر ويكدسه في عربة يجرها حمار ؟ هل يمكنني أن أشم رائحة العشب ورائحة الزهور , ولعله يأتي يوم أشمهما فيه مرة أخرى , وبمجرد أن أغمض عيني سأتذكر".
ونظرت الى مانريك وتفحصت صورة وجهه الجانبية , وأضافت : " هل ستذكر؟".
" الذكريات شيء ضبابي للغاية , أريد أن أمسك بشخص حي بعيش ويتنفس".
" هذا لأنك رجل , أظن أن الرجال يتذكرون فقط الأشياء التي تؤذيهم".
وفكرت في دون جوان الذي ما كان ليعود ويستعيد لقبه , ويعيش في قلعة أجداده لو لم يتعرض لذلك الحادث المخيف , لقد مر حتى الآن على حد قول مدرسها بأوقات كان يتألم فيها.
أوقف ريك السيارة , وكان صوت البحر يملأ الجو , أستنشقت هواء البحر بعمق وشعرت بالأمان لجلوسها هنا , ولم تعد تذكر لحظة غرقها في ظلمة البحر , سألها:
" فيما تفكرين ؟".
أمسك ريك بيدها , وأبهامه على عظام رسغها الهش وقال:
" منذ لحظة بدت عليك صورة فتاة حالمة , ترى من الذي يشغلك في أحلام يقظتك وخارجها؟".
" كل أنواع البشر".
قالت ذلك ضاحكة , ولكن نبضها كان يسرع , وتساءلت عما أذا كان قد شعر بسرعته.
" أنت تعكرين نزهتنا يا أيفين , أن كثيرات من الفتيات في طبعهن الغزل , وهن يعرفن لغة العيون , لا بد أن حياتك حتى الآن كانت محمية".
" كانت حياة محصورة , وهذا شيء مختلف , فالفتاة التي تفقد والديها لا تكون محمية يا ريك , لهذا لا تعاملني كما لو كنت طفلة".
" أود أن أعاملك كحبيبة".
وأقترب بوجهه الوسيم منها , مما أضطرها على التراجع فوق مقعد السيارة:
" ريك........".
" أن المحرمات فرضت علينا , وهي تغري الرجل".
" أرجوك لا تفسد يومنا".
" أنا أبذل جهدي لتحسين اليوم , أنظري حولك , تجدين أننا وحدنا بأستثناء جامع الأعشاب البحرية , والمركيز ليس على مرمى البصر , ومن المحتمل أ يكون مع دونا راكيل ولعله يسترضيها بكل تحفظه المهذب".
حاول أن يداعب شعرها الأحمر الداكن , فأكتفت بأن أبتعدت قليلا وقالت:
" ألا يمكن أن تكون أكثر تحفظا؟".
الواقع أن لمسته لم تحرك فيها الأحساس الذي سبق أن أحست به عندما شبك لها المركيز القلادة حول جيدها , أو عندما كان قريبا منها وهي تطل على البحر من نافذة برجه , وأضافت:
" أعتقدت أننا سنتناول الغداء في فينكا".
" بعد لحظة".
وأدرك ريك بأنها لا تريد أن يدنو منها , فبدا الأرتباك في نظراته , وسرعان ما سألها:
" هل الفتيات الأنكليزيات باردات كالثلج؟".
" أذا وجدن الشخص الآخر يريد أن ينتزع منهن شيئا دون أرادتهن".
" هذا واضح , وأظنك وجدتني غير جذاب".
" كلا يا ريك , كل ما في الأمر هو أنني أود معرفتك معرفة أفضل , أريد أن نكون أصدقاء.....".
ضحك بسخرية وقال:
" أصدقاء ! رجل وفتاة؟ ما كنت لتكوني معي هنا في السيارة لو لم أعجب بك".
" أهذا كل ما تهتم به , الغلاف لا المحتوى؟ ". ثم أمسكت بمقبض باب السيارة وفتحت الباب ونزل وقالت : " شكرا للنزهة......".
" لا تكوني بلهاء!".
" البلهاء لا تمانع في المعانقة في السيارات ".
ولما رأت المنحدر الهابط الى الشاطىء , خلعت حذاءها وركضت الى حيث توجد الرمال , وسمعت ريك يحاول مطاردتها , وشعرت بعدم الأرتياح أذ وجدت أن جامع الأعشاب البحرية وعربته التي يجرها الحمار قد تركا الشاطىء , وأذا بها وحدها على الشاطىء وشاب غامض يحاول اللحاق بها.
" أيفين .... أنت تتصرفين كطفل !".
ربما كان هذا صحيحا , ولكنها على الفور كرهت ريك ولا تريد أن يلمسها بعد الآن , أسرعت خطاها , وهي تسير على الرمال حافية , ورأت حاجزا خشبيا يكسر الأمواج , ثم لمحت على مسافة قصيرة رصيفا صغيرا به ممر بين الصخور يؤدب الى درجات سلم للرصيف , وما هي إلا لحظات حتى كانت تصعد الدرجات لاهثة , ثم أطمأنت عندما رأت نفرا من الناس يتمشى على الرصيف.
أرتدت حذاءها وأنضمت الى المشاة , ورأت ريك ينظر اليها من الشاطىء , ثم يعود أدراجه الى سيارته , لم تأسف عندما رأته يذهب , وأنضمت الى صبي صغير يصطاد السمك بصنارة صيد , سألته بأسبانية متلعثمة:
" هل أصطدت شيئا ؟". ******************* |