عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-19, 08:03 PM   #241

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني



كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا عندما وصلت الى حيث يتواجد الجميع في المستشفى العام ...

وجدت ان حفيدها قد تم ادخاله الى صالة العمليات بسبب حالته الحرجة ...

فقد اصيب بجرح غائر بسبب قطعة من زجاج النافذة الذي تكسر نتيجة قوة الاصطدام ..

كانت الزجاجة حادة الزوايا على شكل مثلث دخل جزء كبير منها في فخذه وبقيت مغروسة فيه ... مما ادى الى اصابته بنزيف حاد وفقد الكثير من الدماء ....




لم يستطيع الاطباء الانتظار الى ان يتوفر الدم المطلوب ..

كان يجب ان يدخلوه الى صالة العمليات بأسرع وقت من اجل تنظيف الجرح من الزجاج وتعقيمه وتقطيبه خوفا ان يصاب بالتسمم او داء الكزاز ...




عندها ستكون العواقب وخيمه ربما تصل الى الاضطرار لبتر ساقه واحتمال كبير ان يفقد حياته

كما ان الصغير قد بدأ يصاب بالإعياء بسبب فقدانه الكثير من الدماء ..

واكدوا على الاهل وإدارة المستشفى ان يسرعوا بإحضار الدم باي طريقه،

حياة قصي الان على المحك وتعتمد على الاسراع بحصوله على الدم اللازم من اجل انقاذه.

بعد جدال طويل مع ابنتها ومصطفى زوجها واهله المتواجدين هناك حول تبرعها بالدم ... أنهت الجدال بقولها....




" نترك الامر للأطباء هم أدرى بحالتي والسماح لي بالتبرع من عدمه! "

تم اجراء فحص شامل وسريع لحالتها الصحية .. واخذ عينة من دمها واجراء التحاليل اللازمه عليها .

وبعد ان تم التأكد من ان حالتها الصحية تسمح بالتبرع بالدم الذي اتضحت سلامته من أي عوائق .



وافق الطبيب على تبرعها مشترطا تناولها عصير طبيعي بعد التبرع واالتمدد لترتاح فترة حتى تستقر حالتها،

مؤكدا على ضرورة تناول العصائر الطبيعية بكثره خلال الايام القادمة وخصوصا البرتقال والليمون


............................



" تفضلي. " ..

قالتها ابنة عمها وهي جدة قصي لأبيه وهي تمد يدها التي تحمل كأس العصير ...

من نظره واحده اليها علمت انه لامجال لديها للاعتراض ..

كانت جدة قصي قد اتصلت بابنها محمود الذي كان بدوره يتنقل بين المستشفيات بحثا عن دم ملائم لابن اخيه ...

ابلغته بحضور جدة قصي وانها الان تتبرع له بالدم

فعليه قبل عودته شراء صندوق برتقال واخذه لأخته شمس التي من حسن الحظ انها موجودة في البيت لكونها هذا العام عندها ثانويه عامه ولديها عصر اليوم امتحان شامل مع مدرس اللغه العربيه الخصوصي ولكون العام الدراسي لايزال في اول ايامه قررت ان تتغيب اليوم عن المدرسه والتفرغ للمراجعه ....



قالت له :

" دع شمس تعصر كمية من البرتقال تكفي لملأ ترمسي الماء الموجودة لدينا ... واكد عليها ان لا تضيف له اي شيء لا ماء ولا سكر ... فقط بضع مكعبات من الثلج




تناولته نوال منها وهي تزم شفتيها بينما تقول ....

" اشعر بمعدتي كقربة مملوءة بالماء ... كم كأس من العصير قد شربت خلال هذه الساعة؟ ...

لم تستطيعي الانتظار حتى ينتهون منسحب الدم مني وأحضرت أول كأس."

التفتت لمحمود تستدرك بينما تدعي الانزعاج ..

" كله منك يا ولد ... انت من اتيت لها بالعصير "

رفع محمود يديه الاثنين قائلا ..

"انا بريء من هذه التهمه .. ابنة عمك اصدرت الاوامر وانا ليس علي سوى الطاعة والتنفيذ .. "



ربتت ام مصطفى على ساقها ...

" حبيبتي لولا شربك للعصير كنتِ أُصِبتِ بإعياء شديد .. وما كنت سأسامح نفسي لو اصابك اي ضعف ... "



كانوا يجلسون في غرفه خاصه تم نقل قصي لها بعد خروجه من العملية منذ ما يقارب النصف ساعة ...

فنار تجلس بجانب سريرابنها وتمسك يده اليمنى بينما اليسرى معلق بها جهاز ينقل له دم جدته.

بعد ان اكملت كأس العصير نهضت من مكانها لتضعه على المنضدة وهي تحمد الله قائلةً...



" قصي الان بخير وحالته مستقرة. "



لقد اطمأنت على استقرار حالة حفيدها ... عندما سمعت كلام طبيبه الجراح الذى زاره في الغرفه بعد خروجه بقليل من غرفة العمليات كي يطمئن على استقرار وضعه الصحي ويعطي توجيهاته للكادر التمريضي ...

ولقد طمأنهم بقوله لهم :

" ان من لطف الله به الإصابة لم تصل للعظم ...

فقط عليكم الالتزام بإعطائه المضادات الحيوية كي لا يصاب جرحه باي التهابات لا سامح الله .....

واكمل كلامه بتأكيده :

" انا ساتي لعيادته عصر اليوم قبل ذهابي لعيادتي الخاصه ..

يكون بطلنا قد انتهى من اخذ عبوة الدم .... واحتمال كبير ان اكتب له على خروج لا حاجه لبقائه في المستشفى "

أكملت نوال كلامها :

"بعد ان اطمأن قلبي عليه .. اسمحوا لي ان اعود الى بيتي .. وسا..."




وقفت ابنتها تقاطعها بقلق بينما تقترب منها لتمسك يدها ..

" ماذا تقولين اماه ؟.. كيف تسافرين الآن؟.... انت متعبه والطريق طويل ... انظري الى وجهك شاحب لا نقطة دم به .. هل نسيت كلام الطبيب؟ "

أيدها مصطفى الذي كان يقف قريبا منها ...

"ابقي اليوم فقط معنا خالتي وانا غدا من الفجر اخذك بنفسي واوصلك لبيتك..."

وشاركهم الاعتراض والدي مصطفى.

اعتذرت منهم، تجيبهم بينما تنظر لابنتها لأنها اكثر واحده تقدر الوضع :

" لا استطيع ... يجب ان اعود فلا احد يعلم بحضوري الى هنا ... "

بادر زوج ابنتها بإخراج هاتفه من جيبه وهو يقول :

"سأتصل بعمي واستأذنه...."

وقبل ان يفعل قاطعته بلطف ...

"لا فائدة من اتصالك .. لقد فعلت هذا اكثر من مره ... جهازه على وضعية الصامت لحد الان .. "

انهت ابنتها الحديث فهي اكثر واحده تقدر حالة والدتها الان والقلق الذي تشعر به

" لابأس يا مصطفى .. فقط اوصلها لكراج النقل .. وتأكد ان تستأجر لها سيارة حديثه ومريحه ... "

ولأنها بحاجة لوجود زوجها بجانبها لم تطلب منه ايصال والدتها الى العاصمة بنفسه.

قاطعهم والد مصطفى ...

" والله لن تذهب بسيارة أجره .. محمود من سيوصلها الى باب بيتها ... "

اكد كلامه ابنه الشاب الجامعي الذي يقف بجانب سرير مصطفى من الجهة الاخرى

خالتي تأمر وانا علي الطاعة والتنفيذ




( محمود بنفس عمر ولدها بسام وكثيرا مايأتي الى العاصمه ليقضي فترة نهاية الاسبوع وفترات اطول خلال العطلات مع بسام ويبيت عندهم )




حاولت ثنيهم عن ما يريدونه شاكرة ... لكن لم تجد اذان صاغيه خصوصا وهم يحملون لها جميل ما فعلته بحضورها وتبرعها بالدم

تقدمت ابنة عمها منها وسلمت عليها، شاكرة حضورها كما فعلت معها ابنتها بينما الام تخبرها بحنو.

"انتبهي لنفسك وصحتك حبيبتي "

عادت فنار وقبلت جبين امها وسحبت يدها لتقبلها ... ترد عليها.

" حفظك الله لنا يا اطيب واحن قلب في الدنيا كلها .."

سحبت يدها بسرعه قبل ان تقبلها وسحبتها لحضنها وهي تمسد على رأسها بيدها .. لم تستطع ان تقول شيء لابنتها فقد خنقتها عبرتها

احكمت فنار يديها حول امها وهي تدفن رأسها في تجويف عنقها ... وبصوت خرج بحشرجة واضحه، نطقت :

" لولاك كنت سأفقد ولدي اليوم ... اطال الله عمرك وادامك خيمه نستظل بها "

ابعدتها قليلا عن حضنها، كفكفت دموعها بكفيها، مع ذلك لم تستطع امساك دمعة هربت من عينها رغما عن كل محاولاتها لمنعها ..

ابتسمت وهي تزم شفتيها وسحبت انفاسها تجلي حنجرتها قبل ان تجيب...

" لم افعل شيء بنيتي .. الم تسمعي بالمثل القائل اعز من الولد ولد الولد! .. "




ربتت على زند فنار بخفه وهي تنحيها للجانب تستدرك بمرح ...

" هيا ابتعدي عن طريقي لأسلم على حبيبي قبل ان اخرج "

تقدمت من سرير حفيدها الذي كان بين النوم والصحو يتنقل بنظرات عيونه الناعسة بين الموجودين بالغرفة ..

قبلته فوق جبينه ودعت له وحصنته وهي تضع يدها على رأسه وتنفث عليه بأنفاسها ثم دست يدها في حقيبتها واخرجت رزمة من النقود وضعتها تحت وسادته ...

انتبهت لها ابنتها فأمسكت يدها وهي تقول بدهشة :

" ماذا تفعلين يا أمي؟ "

اغلقت فم ابنتها بيدها تقاطعها بتحذير ..

"هذه حلاوة سلامته من جدته .."




شارك كل من زوج ابنتها ووالديه بالاعتراض، فمجيئها لوحده فضل كبير لا يمكن ان يجازى ...

اسكتتهم بوقولها الذي رافقته ابتسامه تزين وجهها ...

" رجاء لا أحد يتدخل بيني وبين حفيدي .... "

التفتت إلى ابنتها ترمقها بنفس النظرة المحذرة...

" اياك ان تأخذيها منه .. سأسأله واتأكد."

عادت والتفتت لحفيدها تمسد على شعره تضيف بحنو تخلله بعض المرح ...

" من مثلك يا بطل ؟ ستكون اغنى الجميع ..

خصوصا عندما تحصل على هدايا جداك المهووسان بك .. ويتسابقان من اجل كسب ودك ..

وكأنهما في سباق باعتبارك اول احفادهما.. "

ابتسم جده وهو ينفخ صدره قائلا ...

" لامجال للمنافسة ... زوجك خسر السباق منذ بدايته .. ولكنه يقاوح ويرفض ان يرفع الراية البيضاء ...

قل لجدتك يا قصي انك تحبني اكثر من جدك رعد .."

لم يحصل من حفيده سوى على ابتسامه صغيره ..

لا يزال الصغير متعب جراء ما مر به ومن آثار ما مده به الأطباء منمسكنات ومهدئات،

لخشيتهم من أي حركة يأتي بهادون انتباه فيسبب الضرر لجرحه كونه صغيرا في العمر.

ابتسمت وهي تسير باتجاه الباب ...

" حربكم غير شريفه ولا يوجد تكافئ .. انت تستغل قربك منه وتغريه بالهدايا والمشتريات كي تكسب وده ..

ولكن عليك الاعتراف ....ما ان يرى جده رعد يبيعك بلمح البصر "

رفع كفيه دليل الاعتراف .. وانا اشهد بهذا ...

" ابن خالتي له جاذبيه لكسب الصغار رغم عبوسه الذي لا يفارق وجهه. "

حدجته بنظره بينما كنته تتدخل ضاحكة ...

" حذاري يا عمي ... الا ابي .. لا تقترب منه انه خط احمر عند امي .."

شاركت ام مصطفى الحديث ...

" لا فائدة من الكلام يا ابنتي .. ابيك وعمك حالة ميؤوس منها ...احدهما يتندر على الاخر ...

فهذا يصفه بالمكشر .. العبوس .. البركان

والاخر يصف عمك بالبارد .. لوح الثلج .. وغيرها من الصفات التي لا تقال امام الصغار "

كان الجميع يقف عند باب الغرفة المفتوح ... يبتسمون براحة بعد ان مرت عليهم ساعات عصيبة انتهت والحمد لله بسلام ...

قالت تودعهم ...

" سلام مؤقت .. لأنني بالتأكيد سأعود اليوم من جديد .. ما ان يسمع الباقين بما حصل بالتأكيد سيحضرون "

ردت عليها فنار ..

"لا داعي لحضوركم اليوم امي ... حاولي ان تقنعي ابي ان تؤجلوا حضوركم ليوم الغد ..

انت متعبه جدا ولست حملا لتسافري بيوم واحد ثلاث مرات .. عديني اماه "

هزت رأسها .. "ولو ان طلبك صعب وانت تعرفين معزة قصي عند ابيك واخوانك .. لكن سأحاول مع والدك على الاقل .. مع انني لا أعدك بنجاح المحاولة ..

الله كريم ... استودعكم الله ... "

" في امان الله ... " قالتها ابنتها وابنة عمها

بينما الرجال الثلاث ساروا بصحبتها ليوصلوها للخارج

سبقهم محمود بالخروج بعد ان اخذ من ابيه مفاتيح سيارته كي يحضرها من موقف السيارات وياتي بها امام باب المستشفى

ساعدها مصطفى بالصعود للسيارة بعد ان قبل اعلى رأسها وشكرها على حضورها بينما وقف والده بالقرب منه يوصي ولده الاخر ان ينتبه لخالته وان لا يسرع بالسياقة

بعد ان تحرك محمود مبتعدا قليلا ... بادرته بالقول

" خذني يا ولدي الى الكراج واستأجر لي سيارة ..

لا تحمل هما سأدعك تدفع الأجرة ولن اجادلك .... "

كمحاوله منها ان تثنيه عن اصطحابها بنفسه ... لتكفيه مجهود وتعب الذهاب والعودة بين المحافظة والعاصمة

لكن الشاب ابتسم مجيبا بمزاح لطيف ....

" هل تريدين ان يعلقني ابي بالفلقة ؟

اذا عدت وقلت له اني لم انفذ ما طلبه وتركتك تذهبين لوحدك ! "

ضحكت وهي ترد عليه :

" وكأني غريبه عنكم ولا اعرف هدوء ابن عمي حتى اصدق ما تقوله ... "

رد عليها بقوله

" خالتي الحبيبه .. دعيني ارد لك القليل من تعبك معي .. واهتمامك بي واعدادك لوجبات الطعام التي احبها كلما جئت اليكم ... "

ثم اكمل كلامه بقوله لها :

" اقرئي ادعيتك ياخاله وانفخي علينا ...."

حدثها ممازحا، فهو من عشرته لهم يعرفها كثيره الدعاء والتحصين للجميع ...

ابتسمت يائسة من اقناعه فاعتدلت في جلستها وبدأت تقرأ دعاء السفر

"الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا وإطوي عنا بعدة ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل والولد "

وبعد ان اكملت الدعاء بدأ تنفخ الهواء وهي تدير رأسها دورة كامله كانها ترسم دائرة ...

ثم التفتت باتجاه محمود وابتسمت وهي تنفخ عليه ..

ضحك الشاب وهو يهز رأسه دلالة اليأس...

" لافائده ابدا ...لن تتركوا حركات العجائز هذه انت وامي .. "

ضحكة صغيرة رافقت جوابها المؤنب :

" من تقصد بالعجائز ؟؟ احترم نفسك ياولد والا أرتك العجوز قوتها ..

هل تعتقد انك كبرت على الضرب؟ .. يبدو انك نسيت العصا التي ذقتم لسعاتها انت ورفيق دربك .. "

تندر على قولها مبتسما :

" وهل تسمين ضرباتك لسعات ياخالتي ؟..

بالكاد كنت تمسين راحة أيدينا .. من يرى جديتك وتهديدك وتلوحيك بالعصا وانت تأمرينا ان نفتح ايدينا ونبسطها امامك لناخذ عقابنا ...يتوقع اننا سننال ضربة يبقى احمرار اثرها ايام وليال

ولكنك لم تقسي علينا يوما حتى في الضرب ..

انا واثق بقوتك وشبابك .. واسحب غلطتي الكبرى ونبدل العجائز بالصبايا .. مارأيك؟ "

اعتدلت بجلستها وهي ترد عليه مبتسمه ..

" نعم هكذا اريدك دائما .. ان تحاسب على الفاظك قبل ان تطلقها جزافا

ولكن لم تقل لي اي حركات تلك التي اشرت لها اننا نفعلها انا وامك الصبيه ..."

ضحك من كل قلبه على وصفها لامه، موضحا لها مايقصده...

" الدعاء .. وهذا امر مفروغ منه ولا اعتراض عليه ..

لكن حركت النفخ هذه لا أفهمها ...

مرة تنفخون والراس يتحرك يمينا ويسارا ومرة اخرى على شكل دائره

وكلها بكفه والنفخ المخصوص بكفه لوحده .. "

" النفخ المخصوص؟ " سألته بتعجب...

نعم! قالها ليكمل توضيح مقصده ...

" عندما يكون الدعاء لشخص معين ... "

ثم أضاف بينما يقرب رأسه قليلا الى الجانب وعينيه مركزة على الطريق، صوته اصبح اوطأ قليلا كأنه يفشي لها سرا لا يريد ان يسمعه احد

" ساكشف لك سرا ياخالتي لكن عديني ان لاتفضحيني امام امي "

اجابته وابتسامتها الهادئه التي تميزها تنير وجهها :

" قل ياقرة عين امك .. تعلم ان خالتك بئر الاسرار .. "

"احيانا ابنة عمك بدل ان تنفخ الهواء تغرقنا بسيل من قطرات الماء الخارج من فمها ...

واذا اعترضنا تؤنبنا بقولها .... انه خير... هذه بركات امك ياولد... "

قهقهت بتسلية وهي تتخيل المنظر...

..........................................





عاد لغرفته الزجاجية الموجودة في مدخل مصنعه .. بعد أن وجه رئيس العمال بالمطلوب منه لأنه مضطر للخروج اليوم على غير عادته.

فهو معتاد على قضاء نهاره وسط عمال مصنعه، مشرفا بنفسه على تحميل وتسويق الانتاج ...

خلع سترة العمل الطويلة ورماها على الكرسي الجانبي ثم جلس خلف مكتبه.

اتصل من الهاتف الارضي على بيته ليقوللزوجته انه قادم الان كي تتحضر وتكون جاهزة عندما يصل ، فيذهبا فورا لبيت اخيه.

لم يحصل على رد ...

أغلق السماعة واخرج الهاتف النقال من جيب سترته المعلقة على ظهر كرسي مكتبه منذ الصباح ليتصل على هاتفها الخاص ..

ربما تكون في الحديقة تعتني بأحواض ازهارها العزيزة عليها وهو يعلم ان هاتفها النقال لا يفارقها ..

زوجته تختلف عنه كليا ، دقيقه ومنظمه ، تحسب حساب كل صغيره وكبيره كما يعلم يقينا انها لا يمكن ان تبقي الهاتف بعيدا عنها تحسبا لأي اتصال طارئ.

انتبه الى اشعارات عديده بمكالمات فائتة منها وبأوقات مختلفة من بعد خروجه من البيت صباحا واخرها قبل نصف ساعه تقريبا.

انشغل باله بسبب كثرة الاتصالات وتعجب كيف لم يسمع رنين الهاتف الارضي لأنها بالتأكيد قد اتصلت عليه ايضا، لاسيما وانه يتعمد ترك باب الغرفة مفتوحا من اجل ذلك.

اتصل بهاتف زوجته النقال بينما يتناول سترته ويضعها على يده ويخرج مسرعا .. فور ان سمع صوتها هتف بقلق ...

ماذا حصل ؟ هل انت بخير ؟ هل الجميع بخير؟

كان القلق واضحا جدا بصوته، فابتسمت تجيبه بهدوء محاوله امتصاص قلقه .. وتمهد له لكي لا تصدمه بما حصل لقصي ..

" لا تقلق .. انا بخير ... "

سمعته يقول لها ..

" الان انتبهت الى ان الهاتف كان صامتا عندما وجدت كثرة اتصالاتك "

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..
قبل ان تلحق وتقول له اي شيء اخر .. تمر بجانبهم شاحنة مسرعة بينما تطلق صياح زمور يصم الاذان من قوته.

كان قد وصل لسيارته ، جلس داخلها ورمى سترته على المقعد بجانبه ..

ليجفل وهو يسمع صوت الزمور ... سألها بصوت عال ولهجة تحولت من القلق الى الغضب الواضح جدا ..

" اين انت الان ؟

انا اتصلت على الهاتف الارضي ولم تردي ... "

على نفس ابتسامتها بقيت كي لا ينتبه محمود لارتباكها رغم شعورها بضربات قلبها المحققة لرقم قياسي بنبضاته الهادرة والدماء قد انسحبت من وجهها الشاحب اصلا ...

بصوت حاولت على قدر ما تستطيع ان يكون هادئ اجابته :

" انا في الطريق الى البيت لن أتأخر نصف ساعه وسأصل ... لا تقلق ... "

لكن!!

واه من لكن هذه

هو لم يسمع سوى اول كلمات من ردها لأنه كان قد اغلق هاتفه بوجهها

بينما هي استمرت وكأنها تحدثه ...

" عندما اصل سأحكي لك كل شئ ... "

انهت الاتصال بسلام ...

رغم علمها انه قطع الاتصال لكن استمرت بالحديث .. تلافيا للحرج امام شاب بعمر اصغر اولادها.

بعدها اغلقت هاتفها نهائيا ... فهي لا طاقة لها الان بالحديث.. لاسيما وانها تتوقع باي لحظه اتصالا للسؤال عن سبب تأخرهم عن عزومة الغداء.

..................................

..............

دعاء ختم المجلس

سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 08-07-19 الساعة 10:16 AM
um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس