عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-19, 12:52 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الرابع
كان العشاء في القلعة يقدم في ساعة متأخرة عادة، وبينما كانت فانيسا تنزل الدرج في طريقها الى غرفة الطعام التقت بالدون قادماً من جناحه.
سارا جنباً الى جنب، وأخبرها الدون انه سيراها في مكتبه في العاشرة و الربع أي بعد العشاء، شكرته على اعطائها موعداً سريعاً.
وكان على وشك طرح السؤال عليها عندما قوطع بنزول باربرا في ثوب من الشيفون الأبيض المطعم بالأسود.
وقفت باربرا في منتصف الدرج و نظرتها تنتقل من الدون الى فانيسا وكأنها تقول" ما الذي تتحدثان عنه؟".
فهمت فانيسا خوف باربرا، لم ترسل لها بأية اشارة لتريح قلبها
*************************
دعها تخاف ، هي ليست طفلة وعليها أن تعرف أن آخر شخص في الدنيا يريد الدون أن تقيم علاقة معه، هو رأي الفاداس.
كان العشاء عادياً رغم الاضظراب الذي كان بادياً على باربرا، ورغم نظرات الرجاء التي كانت تبعث بها الى فانيسا، بالكبع لن تخبر الدون عن اكتشافها للعلاقة بين باربرا وراي.
الأسباب عديدة، أولاً معرفتها لطباع الدون الشرسة ، ثانياً خوفها من عمل طائش تقوم به باربرا..كأن تهرب مع رأي إن قرر الدون أبعاده عن القلعة، وهناك سبب أكثر أهمية وهو خوف فانيسا على العلاقة الحميمة الدافئة التي تربط باربرا يولى أمرها الدون.
لوسيا كانت تجلس الى جوار دون رفاييل تشغله بحديثها الممتع وحركاتها المليئة بغنج الأنوثة، راي كان الى جانب فانيسا يتبادل نظرات الهيام مع باربرا الجالسة قبالته والتي كانت تحمر و تصفر خوفاً، من انكشاف امرها.
مع انشغال الجميع استرقت فانيسا نظرة جانبية الى الدون، وجهه القوي كأنه منحوت من الصخر، " كوجه نسر" قالت لنفسها.
لم تذكرت كيف طار إليها في محنتها واختطفها من براثن الموت الى وكره..كالنسر تماماً! شيء لا يصدق! أيكون هذا الرجل في ثياب العشاء الرسمية هو نفسه الذي تناولت معه الفطور؟ كان يلبس ثياباً عادية.
كان يكلمها بحماس طفل عن أسفاره و مغامراته، كان يلاعب الطفل بكل حنان ورقة، ويجلس في كرسيه بكسل يراقب العصافير تطير و يضحك بشقاوة من ماريا وهي تقرأ كفها!
انتهى العشاء، وكما كانت العادة انتقل الجميع الى الصالة لتناول القهوة، كانت الليلة دافئة.
انسحبت فانيسا الى الحديقة تمشي قليلاً قبل أن يحين الموعد في مكتب الدون.
سارت في ممر تحيط به أشجار الياسمين واستغرقت في أفكارها، غريب أمر هذا الرجل ، عندما كان يزور عمها في أورداز كانت تظنه بارداً وقاسياً.
كانت تعتبره رجلاً بلا هموم ولا مشاعر انسانية، ساخراً و متهكماً، وهاهي تكتشف العكس، هنا في بيته، تكتشف انه رجل يهتم بعائلة فقيرة لا طفل لها، يدفع تكاليف عملية ضخمة ممكن هذه العائلة من انجاب طفل جميل، انه انسان..انسان له مشاكله وأحاسيسه المرهقة!
اضطربت فانيسا لتلك الأفكار ، أحست بقلبها يخبط صدرها كالطفل و كأن أحداً لمسها، أقشعر جسمها وقامت تركض في ممر الياسمين.. نحو الباب.
دخلت الصالة ومنها اتجهت نحو باب مكتبة الدون، طرقة خفيفة على الباب وكانت وجها لوجه مع الدون.
تنحى الرجل جانباً وخجلت، وقع نظرها على لوحة كبيرة لأم مع طفلها ووقفت مأخوذة.
- تحبين هذه اللوحة اكثر من التي شاهدتها في صالة العرض؟
تذكرت فانيسا يوم أخذها لمشاهدة الصور الفنية في صالته الكبيرة، وتذكرت كيف ارتجفت امام لوحة ضخمة تمثل رجال محاكم التفتيش الاسبانية، وتذكرت صور الضحايا البشعة واندفاعها في القول:
- لو كانت هذه اللوحة ملكي لألقيتها في الخارج.
ضحك حينئذ وتساءل كيف يلقي بلوحة تقدر بالملايين، عرفت قمر الليل تلك اللحظة ان هذا الرجل الذي لم تستطع يوماً ان تتخطى حاجز البرودة و النفور القائم بينها وبينه، يختلف عنها تماماً، أحاسيسه لا تمت الى أحاسيسها بصلة، لن يكونا صديقين أبداً كما كانت هي وجاك كونروي.
*********************************
قال مركزاً نظره عليها:
- حققت لك طلبك بمقابلتي ياآنسة كارول،أتوقع أن تكون المقابلة حول العرض الذي قدمته لك هذا الصباح.
- نعم.
ونظر اليها بتأمل وهو يقول:
- تفضلي بالجلوس ، ماالذي تخفينه ياآنسة ؟ ولم لا تنظرين اليّ مباشرة؟ هل لأن مالديك لن يروق لي؟
ومع انه كان يتكلم بلطف الا ان فانيسا أحست بالتهديد في لهجته، أتره لاحظ نظرات باربرا المستغيثة على طاولة العشاء، أم تراه لاحظ نظرات الوله بينها وبين قريبه راي؟ لايمكن ان يكون رأى شيئاً من ذلك، كان اهتمامه كله منصباً على تلك الأرملة لوسيا!
قالت ببرود:
- جئت اخبرك ياسيدي انني أقبل عرضك.
- هكذا، اذن! هذا أمر مثير، ظننتك غير متحمسة للموضوع في الصباح، ماالذي جعلك تغيرين رأيك ياآنسة كارول؟
- أنت نفسك قلت، ياسيدي، ان طبيعتي الاستقلالية...
قاطعها بنظراته الحادة قائلاً:
- لا تعطيني اجابات مرواغة ياآنسة! هيا..كوني صادقة معي، لماذا تريدين البقاء؟ أمن أجل باربرا ام من اجلك أنت؟
رددت قمر الليل كلماته ببطء:
- لماذا اريد البقاء؟ وهل لي الخيار في البقاء أو الرحيل يادون رفاييل؟
- حتى الآن لم تقم السلطات بدفع التعويض عن بيتك، لكن بما انني تحرقك للعودة الى انكلترا، فأنا مستعد لتسليفك بعض المال.
مرت لحظات صمت ثقيلة، أحست فانيسا بالدم تصاعد الى وجهها، لم لم يعرض ذلك منذ اسبوعين؟ لم أصر عليها أن تبقى في بيته كل تلك المدة؟ الآن فقط وبكل برودة يقدم عرضه، تحرقها للعودة؟ وراقبته يشعل سيكاراً فخماً و ينفث دخانه في جو الغرفة ببطء، عندما فقدت عمها وبيتها شعرت ان الشيء الطبيعي كان عودتها السريعة الى انكلترا، لكنها الآن ترى الأمور بوضوح أكثر.
منذ أربع سنوات قدمت الى هذه المناطق البدائية، أصبحت لها جذور هنا، لن تقبل النمو بسهولة ان هي اقتلعت من الأرض الدافئة لتزرع في أرض باردة معتمة، ثم لا تستطيع تصور العودة الى حياة المدينة السريعة المزعجة، ومن بقي لها في انكلترا؟
- أليس لديك رد على اقتراحي ياآنسة؟
قالت باضطراب:
- لم أعد افهم شيئاً يادون رفاييل، مرة تأمرني بالبقاء هنا في بيتك، ومرة تعطيني الخيار بالرحيل، تعرض على وظيفة ثم تقرر أنني قد لا أتمكن من القيام بها.
- ربما ظهر الأمر محيراً لك ياآنسة، لكن اسمعي تبريري ،يوم فقدت عمك و بيتك كنت في حالة اضطراب شديد، لوذهبت الى انكلترا حيئذاك لما وجدت من يعطف عليك و يواسيك ، شعرت أن من واجبي ابقاؤك هنا الى حين تستطعين اتخاذ قرار حكيم، لايقدر العقل على اتخاذ قرار سيلم وهو في حالة اضطراب، ولا يعرف القلب مايريد وهو في قبضة الحزن.
**********************
ثم وقف فجأة و أخذ يمشي في الغرفة الواسعة وعينا فانيسا تلحقانه بدون أرادة منها، كانت ترتجف ، ربما لا حظ ذلك فتظاهر بانزال كتاب كبير عن أحد الرفوف، و أضاف قائلاً:
- الآن اعطيك حرية القرار ياآنسة كارول، بامكانك العودة الى انكلترا ساعة تشائين.
قالت باندفاع:
- وماذا بالنسبة الى باربرا؟
نظر اليها نظرة طويلة وقال:
- تبدين مهتمة بباربرا كثيراً، لماذا؟ أتعلمين شيئاً لا أعرفه؟
قالت وأحست بريقها يجف تحت نظراته الفاحصة:
- ليس تماماً.
ثم وقفت و أكملت :
- أنا شاكرة كرمك يادون رفاييل، لكنني أفضل أن اكسب النقود بنفسي، لقد وافقت على عرضك أن أكون مرافقة باربرا...من أجلها ومن أجلي أنا ايضاً.
قال مسرعاً:
- من اجلك أنت على الأكثر ياآنسة، فأنت لا تتحملين قبول أية مساعدة مني.
اندفع الدم حاراً الى وجهها وهي تجيب:
- عفواً ياسيدي؟
- كما تريدين ياآنسة كارول، قد تشعرين بالراحة معنا اكثر ان كنت تكسبين عيشك بنفسك.
بالطبع كانت فانيسا شاكرة لضيافته وكرمه لكن فكرة مرت ببالها..ربما كان تفضل لو تذهب، ربما لم يكن يرحب كثيراً بهذه المسؤولية الجديدة الملقاة على عاتقه، مهما يكن فبصفتها مرافقة ابنته ستصبح علاقته بها رسمية، وذلك أفضل بكثير.
- هل أعلم انا باربرا بالأمر، ام تفعلين ذلك بنفسك؟
أجابت باختصار:
- أنا افعل.
وقبل أن تتمكن فانيسا من تمنى ليلة طيبة للدون و الهروب من حضوره الطاغي، كان قد اخذ كتاباً صغيراً ونظر اليها قائلاً:
- من المؤسف حقاً انك لا تقرأين اللغة الكاستيلية، كنت ستمتعين بهذا الكتاب،انه أشعار آل سيد، هل سمعت بآل سيد؟
أشارت بالايجاب وقلبها يخفق بعنف فقد كانت نظراته اليها طويلة و فاحصة.
- بما انك لن تستطعين قراءة الأشعار، سأريك أشياء اخرى تسرك.
أمسك بيدها وقادها الى خزانة في زواية المكتبة، عندما فتحها لم تصدق فانيسا عينيها، كانت مليئة بأشياء كثيرة ثمينة ورائعة.
كان فيها المرواح المصنوعة من الحرير المزركش و العاج، والأمشاط المرصعة بالجواهروحلي من اللفضة و الذهب بالاضافة الى مجموعة جميلة من الشالات الاسبانية المختلفة.
قال مبتسماً:
- هذه الأشياء كانت لوالدتي، أذكر عندما كنت صبياً كم كنت أحب أن أجلس و أراقب والدتي وهي تختار قلادة أو أسوارة تجربها وهي تبتسم لوالدي وتسأل رأيه، كنت أشعر بالغيرة من والدي، كانت نظراتها اليه كلها حباً وولهاً، طبعاً كانت هناك نظرات جميلة من نصيبي لكنها كانت تختلف.
**************************
وضحك بحنان، ثم تناول عقداً من الاحجار اللامعة وقال:
- هذا العقد من الزمرد الجميل من كولومبيا.
ثم رفع عينيه عن العقد في يده الى عنق فانيسا و أردف:
- هل تجربينه؟
- بلطبع لا!
وابتعدت مسرعة و مرتبكة وهي تقول:
- لست..لست أهلاً لذلك!
ارتفع حاجباه بنظرة فاحصة ألأقاها على فانيسا من رأسها الى أخمص قدميها وقال:
- حقاً؟ أهي عادة عند الفتاة الانكليزية أن تنكر جمالها؟ أظن لون زمرد الأخضر يناسب جداً لون عينيك، أو ربما تلمحين الى الثوب الذي تلبسينه و لا يناسبك؟
أحست بالحرج و بدون وعي ضغطت بيدها على الثوب الأزرق الذي تلبسه، الثوب الذي أعطتها إياه باربرا، لقد لا حظ الدون كم يتنافر لونه الأزرق مع لون عينيها الأخضر.
هز الدون كتفيه و أعاد العقد الى مكانه، ولاحظت فانيسا انه لم يقفل الخزانة، ترى ألهذه الدرجة يثق بالخدم و العاملين في القلعة؟ الجميع يحبه و يخافه، قالت فانيسا لنفسها، اما أنا فأخافه.
نظر اليها الدون وكأنه ينظر الى شخص آخر بعيد:
- كم كانت أمي تبدو جميلة وهي تضعه حول عنقها.
- هل مات من زمان ياسيد؟
سألته بهدوء بينما كانت تفكر بأن صوته القوي العميق يصبح اكثر جاذبية عندما يهمس.
- والدتي لم تمت ياآنسة.
ونظر اليها مندهشاً.
- بعد وفاة والدي مباشرة اعتزلت امي العالم لتعيش في دير في سيفوفيا، كان حبها له كبيراً لدرجة لم يعد العالم يعني لها شيئاً بعده.
- هل يدهشك ذلك ياآنسة؟ ألا يمكنك فهم حب كبير كهذا؟
نعم، تفهم جيداً حباً كهذا، لكنها أرادت قمر الليل أن تسأله:
- وماذا عنك يادون رفاييل؟ لم تكن قد تجاوزت العشرين من عمرك فكيف تركت لك كل تلك المسؤوليات؟
لم تطرح فانيسا السؤال فقد كانت الكآبة تملأ وجهه، اشار نحو الشرفة وابتعد عن الباب لتخرج فانيسا قبله.
أرض الشرفة من الموزاييك الجميل وفي الزوايا تماثيل منحوتة من الحجر و الرخام، بدأ الدون يشرح لفانيسا عن تلك الأشياء الجميلة وكانت أفكارها بعيدة، الحنان الذي رأته في عيني الدون! كم استغربته، والخوف الذي يملأ قلبها كلما وجدت نفسها وحيدة معه! الخوف من ضعفها أمامه.
- آنسة كارول ألا تتمنين احياناً لو كنت تعيشين في أحد العصور الماضية؟..في عصر رومانسي مثلاً، هل تؤمنين بالحب؟ ألست أنت التي وصفتني بالقسوة لأنني منعت باربرا من الخروج وحدها للقاء حبيبها؟
قالت له بالجرأة:
- أنا وأنت ياسيدي لا نؤمن بنوع واحد من الحب، أنت تريده مكبلاً بالقيود و الممنوعات.
- اذن تجدينني تقليدياً، أليس كذلك؟
************************
وابتسم ابتسامة ملتوية وتابع:
- قولي لي، كيف تفسرين أنت الحب؟ أهو لعبة؟ غريب ان اجمل و أعمق كلمات عن الحب قالها اكليزي:" أنت الروح فيّ، التصق بك كما النار باللهب".
لو كانت فانيسا مع رجل غير الدون على شرفة تضيئها النجوم، والرجل يسمعها كلاماً جميلاً كهذا، لكانت ظنت انها مقدمة ليقول انه يحبها، لكن الدون رفاييل دوميريك! بالطبع لا.
- ربما كان الانكليز لا يجيدون الا الكلام عن الحب!
قال بمرح ساخر:
- أحب أن اتخيل قصة حب بين شخص لاتيني و فتاة انكليزية. ترى بأية سرعة يطفئ جليدها نار عواطفه، أو ربما تذيبها حرارته، تلك فكرة! بالطبع يمكن تذويب جليد الانكليز! أليس كذلك؟
- أتسأليني؟
دخلت اللعبة معه شاكرة العتمة التي تخفي وجهها الملتهب عن عينيه العميقتين.
قال بلهجة غريبة:
- بالطبع اسألك، ألم تذيبك حرارة حب السيد كوتروى، يا آنسة؟
قالت مجفلة:
- هذا سؤال شخصي جداً.
قال برقة غير عادية:
- الغور في عمق الشخصية و تركيبتها النفسية لعبة يحبها الأسبان.
- لكني لست اسبانية ياسيدي!
وعاد اليها تحفظها كله عندما ذكر اسم جاك كونروى.
أطلق ضحكة عصيبة وقال:
- ربما من اجل ذلك أحب الغوص في أعماق شخصيتك ، يا آنستي ، هيا.. لاتغضبي أنها فقط لعبة.
قالت بحدة:
- اكره أن يضع أي كان مشاعري على طاولة التشريح، هذا اقتحام أرفضه.
قال بلهجة سليطة:
- غريب ان تقول امرأة ذلك، النساء، حسب خبرتي، يرحبن بهذا الاقتحام كما سميته.
- يظهر ان خبرتك مع النساء خلت من البراءة ياسيد.
قال بلا مبالاة:
- لا يمكن لرجل ان يتفادى ذلك، الخبرة لا تأتي من البراءة، لا يمكن اعطاء الطهر حتى قدره الا بعد معرفة البشاعة.
صحيح! فكرت فانيسا في نفسها بسخرية، لم لا تظن ان كلمة الطهر تنطبق على الأرملة لوسيا مونتيز! لكن يظهر ان عين الحب عمياء، كما يقولون.
قال بلهجة ساخرة:
- اعتذر، واجهتك بسؤال من الطبيعي ان يزعجك، لكني اسباني ولا استطيع مقاومة أي تحد، أنت معي دائماً على حذر، هل ندخل؟
وسارت فانيسا امامه، أقسمت لنفسها أن تتفادى اللقاء به على حدة ان كان ذلك ممكناً.
انحنى الدون بكل تهذيب وتمنى لها ليلة طيبة، أجابته بالمثل و أسرعت خارجة من المكتبة ثم اتجهت الى غرفة نومها.
**********************
كانت كونسيبسون كالعادة قد أبعدت الغطاء عن السرير ووضعت قميص نوم فانيسا و العباءة في مكانهما المعتاد، كم كانت العباءة الخضراء تذكرها بثوبها الأخضر الذي كانت تحبه كثيراً ، هناك في أورداز ، في بيتها، حيث لم تكن غريبة ولم تكن " اجنبية".
وقررت فانيسا أن تشتري ثياباً خاصة بها عندما تحصل على أول أجر لها كمرافقة لباربرا.
عندما استيقظت صباح اليوم التالي، كان كل شيء جميلاً و منعشاً، البحر..الجبال البعيدة، ودفء الشمس المستيقظة، انسلت فانيسا خارجة من البيت بهدوء شديد.
كان الرمل دافئاً على الشاطئ البحيرة الصغيرة الخاصة التي تتصل بالبحر من الجهة الأخرى، خلعت فانيسا صندلها و بدأت تركض حافية باتجاه الكوخ الصغير المحاذي للبحيرة.
لم يكن الكوخ مقفلاً، دخلت فانيسا لتخلع ثيابها وترتدي ثوب الاستحمام، ألقت نظرة سريعة على أكوام المجلات وعلب السكائر، ثم ذهبت لتفتح الخزانة المليئة بثياب السباحة.
كانت باربرا قد أخبرتها ان هذه الثياب لاستعمال الضيوف الذين قد يخطر ببالهم أن يسبحوا في البحيرة، يفكرون بكل شيء، قالت فانيسا لنفسها وهي تختار ثوباً أخضر اللون. الثقافية
كان الماء منعشاً وسبحت فانيسا باستمتاع شديد، ستقضي نصف ساعة ثم ترتاح قليلاً على الصخرة الكبيرة وسط البحيرة و تعود الى القلعة.
كانت الصخور دافئة، استلقت فانيسا على ظهرها مغطية عينيها من الشمس بذراعها، وبدأ النعاس يغالبها عندما سمعت حركة قريبة منها، انتفضت جالسة، من تراه يكون في هذه الساعة المبكرة؟
لم تكن في رأسها صورة واضحة عمن تتوقع، لكنها بالتأكيد لم تكن تتوقع الرجل الطويل الأشقر الذي رأت، كان شخصاً غريباً لم تره من قبل، نظر إليها دون أن يفوته شيء من رأسها إلى قدميها، وقال باسبانية تحمل لكنة اجنبية:
- انه نهار جميل ياآنسة.
وانحنى لها.
ضحكت فانيسا لنفسها، لا يظهر عليه أنه خادم لأي كان، وجهه يحمل تعبيراً متهكماً غير مهتم برضى الآخر عن وجوده أو عدم رضاه، كان الأمر مثيراً، لقد ظنها فتاة اسبانية.
اجابت بالانكليزية وقد لفت ذراعيها حول ركبتيها:
- صباح الخير.
قال بابتسامة عريضة:
- أنت انكليزية اذن؟ ياإلهي كيف ظننتك اسبانية بهذا الشعر الأحمر؟
ومد لها يداً كبيرة قوية.
- غاري السنغ ياآنسة...؟
قالت مخفية اسمها الأول عن قصد:
- كارول، أنت سائح هنا ياسيد السنغ؟
- بالطبع لا، أنا اعمل هنا في شركة نفط كبيرة، هل أنت سائحة؟.
- أنا اعمل في القلعة عند الدون رفاييل .
أطلق صفيراً طويلاً وقال:
- هذه مفاجأة! ترى، هل أنت مرافقة جديدة للسيدة العجوز؟
***************************
- لا، أنا مرافقة ابنة الدون، احضرني من اورداز عندما بدأت الثورة هناك، لقد أسدى لي معروفاً كبيراً و أنا شاكرة له.
قال وهو يمسد شعره المبلول:
- بالطبع ياآنسة، بالطبع، إنه اجنبي طيب.
- نحن الغريبان هنا ياسيد السنغ، الجزيرة محمية اسبانية.
- هيا آنسة كارول، دعينا ننسى آنسة وسيد! مانحن الا غريبان محاطان بكل هؤلاء الاسبان، لنكن صديقين.
ولأنه ذكرها قليلاً بجاك كونروى، ابتسمت له وأخبرته ان بامكانه ان يناديها فانيسا، على الأقل هو رجل من جنسها وتستطيع التحدث اليه بكل راحة وحرية على خلاف سكان القلعة الذين لا تشعر معهم بذلك.
- اذن، كنت تعيشين في اورداز، سمعت ان الثورة قاسية هناك، ماذا حدث بالضبط..أو ربما لا تريدين التحدت في الموضوع؟
برغم مظهره الساخر كان هناك جو من الدفء يحيط بهذا الرجل جعل فانيسا تشعر بالراحة، أخبرته باختصار ثم انهت الحديث بذكر عرض الدون بخصوص وظيفتها الجديدة وقبولها ذلك.
- يقولون ان لدى سيد القلعة اسباباً شخصية دائماً من وراء كل عمل يقوم به، هل تعنين شيئاً بالنسبة إليه؟
قالت فانيسا بحدة:
- بالطبع لا! ولا أظن اني أروق له، كل القصة انه كان صديق عمي وكاسباني يشعر ان من واجبه الاهتمام بأمري، ثم انني بحاجة الى عمل واصبحت معتادة على الحياة البطيئة في هذا المكان من العالم!
قال وهو يتمدد بكسل على الصخرة:
- هذه الجزيرة جميلة جداً و دافئة كامرأة، هل يزعجك اعجابي بك يافانيسا؟
قالت ببطء، فرغم جاذبيته ومرحه لم يستطع هذا الرجل التغلغل الى اعماقها:
- لا، مادام الأمر ليس جدياً.
توقفت قليلاً ثم سألته:
- أليس لديك صديقة في اميركا؟
- اوه..كثيرات، في كل مكان احط به، لكن ولا واحدو كالمفاجأة التي انتظرتني هذا الصباح، عينان خضروان كالزمرد وشعر باحمرار النار،أواه.
- أنت تغازلني ياسيد السنغ.
ضحك مظهراً اسناناً بيضاء جميلة وقال:
- أنا ذئب ياعزيزتي، تصوري مهمة ترويضي!
ألقت نظرة سريعة على ساعة يدها وقالت:
- شكراً، عندي وظيفتي، وأظن الوقت قد حان لأباشر بالعمل.
قام غاري من مكانه مسرعاً وساعد فانيسا على الوقوف .
لحظة وكانت فانيسا في الماء ثانية، قفز غاري خلفها وأخذا يسبحان باتجاه الشاطئ.
سألها برجاء:
- نفس الوقت غداً؟
قالت وهي تفكر بباربرا:
- لا ادري.
************************
قد تريد أن تذهب في نزهة مبكرة، لا فائدة اذن من اعطاء وعد ، ولا تريد ان تعرف باربرة بأنها تأتي لملاقاة صديق اميركي جديد.
- اسمع باغاري، لا استطيع أن أعد بأي شيء، قد اجيء صباح الغد، هذا كل ما أقدر أن أقول.
- يكفي ذلك، الى اللقاء.
- الى اللقاء.
ودعته فانيسا وهي تدخل الكوخ لتلبس ثيابها وتعود الى القلعة، وبينما كانت تفعل ذلك كانت تحس بارتياح شديد، لم تعد وحيدة في هذا المكان، اصبح لها صديق يتكلم لغتها، وابتسمت.
**********************



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس