عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-19, 01:05 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء السابع
كانت صينية الشاي قد احضرت وعليها سلة من الفضة مليئة بقطع الحلوى و المعجنات المحشوة بالكريما الطازجة إلى جانب صحون صغيرة فيها فيها أنواع المربى المزينة بحبات المشمش و العنب.
- أحب الحلوى كثيراً تماماً كعزيزي رفاييل، ماذا ؟ ألن تأكلي؟ تخافين السمنة؟
ابتسمت فانيسا واجابت:
- لحسن حظي ازدياد الوزن ليس مشكلة عندي، لكنني تناولت الفطور منذ نصف ساعة فقط.
- لم تكن السمنة مشكلتي ابداً مع ان النساء بلدي يعانين منها كثيراً، في صباهن لا أجمل من قدودوهن، لكن مع مرور السنوات ومع الانجاب تأخذ اجسامهن بالامتلاء و الاستدارة،اما الوحوش البشرية التي هي رجال بلدي، فتحافظ على رشاقتها و تناسق أجسامها طويلاً، هذه الوحوش العنيدة الوسيمة!
**********************
لمعت عينا الدونا بفخر وحنان فأجابتها فانيسا التي بدأت ترتاح كثيراًً في حضرة هذا المرأة العجوز، بضحكة صاخبة مرحة.
- هل تجدين الرجل اللاتيني وسيماً ياطفلتي؟
- نعم، تقاطيع وجهه متناسبة وفيها جاذبية، لكني اعترف ان الرجل اللاتيني يشعرني بالهيبة و الخوف بالمقارنة مع الرجل الانكليزي.
- أظنك تتكلمين بالتحديد عن حفيدي،انه رجل قوي و عاطفي ولكي يكون سعيداً يحتاج الى امرأة ذات فلب دافئ و متفهم، ابني خوان، والد رفاييل كان كذلك وحسن حظه دفع به الى احضان امرأة استطاعت ان تفهم أمزجته المتغيرة فعاشا في سعادة عامرة وهذا ما أريده لرفاييل.
صمتت الدونا مانويلا و سرحت بافكارها للحظات ثم قالت:
- أخبريني ياآنسة كارول، مارأيك بالسيدة مونتيز؟
تسارعت ضربات قلب فانيسا لهذا السؤال المفاجئ فالسيدة مونتيز كما يبدو، مرشحة للزواج من الدون رفاييل، وهي فانيسا ، ليست سوى مرافقة لابنته ومن غير اللائق ان تعلق على اختياره لشريكة حياته، باربرا لم تكن تحب الأرملة الانيقة وكانت تصرح بذلك لفانيسا التي كانت تتحاشى ابداء رأيها بالموضوع، فباربرا خانت ثقتها عندما باحت بما اخبرتها اياه عن جاك كونروي في حضور الدون.
لاحظت الدونا تردد فانيسا في الاجابة فربتت على ركبتها بمسكة مروجتها وقالت لها مشجعة:
- هيا يا آنسة ، بامكانك التحدث الي بصراحة فأنا امرأة وصلت سن النضج منذ زمن بعيد و تسطيع ان تكتم سراً، رفاييل اسباني حتى العظم وعلى زوجته ان تكون امرأة حقيقية ، لا اقصد ان تكون كلها أنوثة فقط بل ان تكون ذات قلب دافئ محب وان لا تكون أنانية، ربما كانت السيدة مونتيز مثالية كمضيفة، فهي محدثة لبقة وجذابة وانيقة ايضاً، لكن الزواج السعيد هو الذي يبنى خلف كل هذا الستارات، وشخصياً لا اعتقد ان السيدة مونتيز تستطيع ان تقدح الشرر من الحجر الأصلي الذي هو رفاييل، آه طبعاً اعرف ان هناك قسوة الحجر في طبع رفاييل ومن اجل هذا اريده ان يتزوج من المرأة المناسبة، وان لم يفعل ذلك، فلا هو ولا زوجته سيتمكنان من الاستمتاع بالسعادة التي اعرف انه قادر على منحها، اخبريني بكل صراحة ياعزيزتي هل تجدين حفيدي وهذه المرأة مناسبين لبعضهما؟
قالت فانيسا ببعض التردد:
- اجل، اظنهما متناسبين...
- لكن أتحبينها؟ أتظنين ان لها قلباً دافئاً؟
- لا يستطيع الانسان ان يحكم على المظاهر يادونا مانويلا، لكني متأكدة أن باستطاعة الشخص نفسه ان يحكم ان كان قد اختار امرأة ذات قلب دافئ أم لا؟
- ليتني أستطيع الموافقة على ماتقولين لكن الرجال ياعزيزتي يخدعون بسهولة وأية امرأة تصمم على نيل زوج غني ووسيم كرفاييل تستطيع التظاهر بكل الصفات التي لا تملكها، ليكن الله في عوننا ان كانت لوسيا مونتيز تقوم بتمثيل دور للحصول على رفاييل، وقد لاحظت في المدة الأخيرة أن حفيدي يتصرف تصرفات غريبة...تماماً كرجل عاشق، كثيراً ما يتمشى وحده في الحديقة اثناء الساعات المتأخرة من الليل، من يدري ربما أوقعته هذه المرأة في حبها، فماهو سوى بشر وفي أواسط الثلاثينيات من عمره، ويعرف ان الوقت قد حان للتفكير جدياً بالزواج، والمثل القديم يقول ليس غير الأولياء يستطيعون العيش وحدهم.
**************************
توقفت الدونا عن الكلام و ابتسمت لفانيسا، كانت عيناها السوداوان تنظران اليهما بكل مباشرة وحدّة، عيناها كعيني حفيدها تغوصان في الأعماق باحثتين عن الحقيقة التي تكمن دائماً وراء كل اللياقات الاجتماعية والاحاديث السطحية، ومن ذلك المنطلق قالت الدونا بكل صراحة:
- انت فتاة طيبة ياعزيزتي لتستمعي بكل صبر الى ثرثرة عجوز مثلي، أمر سعادة حفيدي قد لا يعنيك كثيراً أليس كذلك؟
فوجئت فانيسا بالسؤال المباشر، كان قد مر ببالها في السابق ان زواج الدون من السيدة مونتيز قد يعني انتهاء وجودها هي في القلعة، لكن لم يسبق لها ان فكرت جدياً بسعادة الدون ان هو تزوج من تلك الأرملة.
الدون ليس ولداً صغيراً ليتوقع النشوة الكبرى من زواج كهذا، لابد انه يعرف تماماً ماهو مقدم عليه، لكن... وهنا طافت ببال فانيسا صورة الدون الوسيم في تلك الحديقة قرب البحر... ترى أيمكن ان يكون كل ما يطلبه هذا الرجل من المرأة التي ستصبح زوجته هو الأناقة و الجاذبية الاجتماعية؟
انتفضت فانيسا، منتبهة الى ان الدونا بانتظار الجواب على سؤالها:
- انا احترم الدون رفاييل وأدين له بحياتي.
- هذا كل شيء؟ لا مشاعر خاصة نحوه؟
- لا يمكن ان يكون هناك اكثر من هذا .. من لطرفين!
واتسعت عينا فانيسا الخضروان بالدهشة من هذه الفكرة غير المعقولة.
ضحكت الدونا وقالت:
- تتكلمين بكل تأكيد، الجاذبية بين رجل و أية امرأة ليست مستحيلة كما تعلمين، ، لماذا اذن تشعرين ان حفيدي لا يمكن ان ينظر الا بعيني الحارس و المستخدم؟
- لا..لا اعرف.
وحاولت فانيسا تجنب النظر في عيني الدونا، كانت تشعر بالاضطراب، وأزعجها شعورها هذا، لماذا لا تستطيع ان تتصرف بسهولة؟ لماذا لا تضحك من الفكرة و تبعدها باشارة مستخفة من يدها؟
- سامحيني ياصغيرتي لقد أحرجتك، الانكليز لا يحبون تعرية أعماقهم امام الآخرين، أليس كذلك؟
- نحن نميل الى التحفظ.
- ومع ذلك فالفتيات الانكليزيات يتمتعن بحرية تفوق كل ما تمتع به فتيات البلدان الاخرى، في الأمر تناقض ، لا؟ انتم ترفعون سياجاً حول العواطف، بينما نحن نرفع سياجاً من التقاليد حول الاناء الذي يحوي تلك العواطف..أعني الفتاة، الا تجر الحرية التي تعطى للشباب في بلادكم الى المشاكل في معظم الأحيان؟
- معك حق، ولكن اعتقد أيضاً ان كبت الشباب يدفعهم أكثر و اكثر الى ارتكاب الاخطاء سراً.
- أظنك تقصدين باربرا، لقد أخبرني الدون عن تعلقها بقريبه راي، واعلمي ياعزيزتي اننا لن نمانع في زواج كهذا لو كان من النوع الذي يستطيع تحمل مسؤولية بناء عائلة، الدون يحب باربرا لدرجة لا يستطيع معها تركها تتعذب في حياتها الزوجية، كان رفاييل حكيماً جداً عندما اختارك مرافقة لبابرا وكنت أنت لطيفة بقبولك هذا.
**********************
- انا استمتع كثيراً بصحبة باربرا، واعتبرها اختاً لي اذ طالما تمنيت ان تكون لي أخت.
- اذن انت تؤمنين بضرورة انجاب اكثر من طفل واحد؟ عظيم..عظيم جداً، تعجبينني ياعزيزتي ومن الآن سأناديك باسمك الاول فانيسا، كم هو جميل و يناسبك.
وربتت الدونا بيدها النحيلة على خد فانيسا بحنان واضافت:
- قبل لي أن لك صديقاً هنا، أميريكي شاب؟
دهشت فانيسا لهذه الملاحظة، فالدونا رغم عزلتها الظاهرة مطلعة تماماً على كل مايدور حولها في القلعة، ربما كانت لويزا مرافقتها، هي التي تقوم باطلاعها على مايجري، او ربما..وخفق قلب فانيسا بعنف، ربما كان الدون نفسه هو الذي أخبرها عن غاري ألسنغ! يا إلهي، هل حقاً جلس مع جدته وتناقشا في علاقتها مع غاري؟ لابد أن الدونا الذكية لا حظت ان حديثاً مايدور في نفس فانيسا فاسرعت قائلة:
- لا تظني ياعزيزتي اننا نعارض ان يكون لك اصدقاء هنا، كل ما في الأمر اننا تعرف الوضع الصعب الذي تمرين به لا نريد لك التسرع في موضوع الزواج هرباً من الوحدة و الحزن، انت تعرفين دون شك اندفاع الاميريكين للزواج لسهولة الطلاق في بلادهم.
- الزواج؟ ياإلهي بالكاد تعارفنا غاري وأنا، الزواج ليس أمراً مطروحاً بيننا.
- اعرف ذلك ياعزيزتي، لكن الوحدة التي تعيشينها قد تدفع بك الى مثل هذا التسرع، وربما كان تشدد رفاييل معك في هذا الموضوع عائداً الى اهتمامه بك كقريبة صديق و كشخص..
وتوقفت الدونا عن اكمال جملتها عندما لاحظت التعبير على وجه فانيسا ثم تابعت:
- مانظرة الشك هذه في عينيك يافانيسا؟ ماالذي قاله او فعله رفاييل ليدفع بك الى الظن بأنه يعاديك؟
- الشعور بالعداء أمر متبادل...
- أنت لا تحبين رفاييل؟
قالت الدونا مانويلا ذلك بعدم تصديق، اذ كيف يمكن لأي كان الا أن يعبد حفيدها؟ ثم حاولت ان تفهم فانيسا ان الأمر لا يتعدى رفضها للا نصياع لسلطة الدون، ففانيسا كما تعتقد معتدة كثيراً باستقلاليتها ولا ترضى لأي كان ان ينتفض من هذه الاستقلالية، وليس الأمر في النهاية سوى لعبة بين شخصيتين قويتين، عند قول هذا احتجت فانيسا بشدة قائلة :
- لكن الأمر لا يبدو دائماً كذلك.
- حقاً؟ الا تستمتعين احياناً بمثل تلك الشجارات الصغيرة بين رجل وامرأة؟ اذكر عندما كنت صبية وكان كل هؤلاء الشباب يحومون حولي ان افتعال تلك المشاجرات كان تسلية مثيرة بالنسبة لي.
ضحكت فانيسا من قلبها وسألت الدونا:
- أخبريني عن قصصك الغرامية ياسيدتي، احب سماع ذلك.
- كنت مصدر يأٍس كبير لكل مرافقاتي، لكن عندما قرع جد رفايبل بأبي عرفت انه الرجل المناسب.
*************************
- الم يكن زواجك مرتباً من قبل العائلة؟
- دون رفاييل الذي اصبح زوجي فيمابعد كان واحداً من الكثيرين الذين رشحهم والدي للزواج مني، لكن عندما عرفت انه لن ينحني لي كسواه ولن يتذلل عند قدمي قلت لنفسي لن يكون لي زوج غيره، نحن في اسبانيا نقول ان على المرأة ان تحب زوجها كصديق وتختاره كعدو.. فكيف اذا كان الزوج من عائلة الدوميريك يجري في عروقه الكثير من دم القراصنة القدماء! هل اخبرك رفاييل بذلك؟
ضحكت فانيسا وأسرعت قائلة:
- نعم، اخبرني و بكل فخر واعتزاز.
- هذا يذكرني ياصغيرتي بأشياء اريدك ان تريها، قومي الى تلك الخزانة و ناوليني صندوق الجواهر.
فعملت فانيسا كما طلبت منها دونا مانويلا، وأحضرت صندوقاً من الفضة ظهر عليه القدم الشديد.
شكرتها العجوز وأدارت المفتاح في القفل فانفتح الغطاء عن مجموعة ساحرة من القلائد والاقراط وكل أشياء الزينة، ترى، قالت فانيسا في نفسها ، أتكون هذه حلى تلك الانكليزية التي تزوجها الدوميريك الاول بعد أن أنقذها من البيع في سوق الرقيق؟
سألتها الدونا بصوت خافت:
- بماذا تفكرين ياطفلتي؟
فهمست فانيسا مخافة ان تعكر السحر الذي أضفته هذه الأشياء القديمة على اللحظة:
- بالفتاة التي تزوجها دون رفاييل الأول.
- اذن اخبرك رفاييل بالقصة المشهورة؟ هل أدهشك؟
- في البداية نعم، لكن حفيدك أخبرني ان الحب نما بين الاثنين فيما بعد.
- وهل تجدين الأمر غريباً، ان تقع فتاة انكليزية في حب قرصان اسباني عرض حياته للخطر من اجل انقاذها من مصير مخيف؟ نعم أحبته ورافقته في اسفار الى ان اكتشفا جزيرة لويندا هذه فاستقرا وكونا عائلة.قمر الليل
ابتسمت فانيسا ولمعت عيناها الخضراوان بحرارة:
- قصة رومانسية حقاً.
- ويجب ان لا تنسى ياعزيزتي ان ذلك الدوميريك الأول كان ابن عصره، ربما كان رجلاً قاسياً لكن كانت له الشجاعة و تزوج من تلك الفتاة التي انقذها، ربما كان السبب في نجاح ذلك الزواج ان عند كل امرأة، ، واقصد المرأة الانثى حقاً، جانباً بدائياً يميل الى الرجل رغم مقاومتها الظاهرية لهذا التسلط، انها تماماً كالنمرة التي تشاكس وفي الوقت ذاته تحب مروضها.
لم تناقش فانيسا ذلك مع الدون! طالما احست ان اعماقها كلها كانت ترتعش لذلك اللمعان المتسلط في عيني الدون رفاييل، وبينما هي تتفحص الاشياء الكثيرة في صندوق المجوهرات لفت انتباهها كيس من الجلد يضم كتاباً في داخله، فسألت الدونا التي اجابتها:
- انه ألبوم الصور! وكنت أبحث عنه طيلة الوقت، خذي انظري.
وشهقت فانيسا عندما رأت صور الدون رفاييل وهو صغير:
- ماأجمل خصلات شعره! ماأجمله!
********************
ابتسمت الدونا بفرح لردة فعل فانيسا وقالت:
- كان عفريتاً صغيراً لا يحب الا ان يبحر بقاربه الصغير مع الهنود ويعود في نهاية النهار منهكاً متسخاً، كنت آمل ان يصبح له اخوة واخوات، لكن ماريانا امه لم تستطع ان تنجب بعد رفاييل وانظري اليه الآن لديه كل السلطة لكنه لا يسيء استعمالها ابداً، أهل الجزيرة يحترمونه و يحبونه في نفس الوقت.
وابتسمت دونا مانويلا بكل فخر واعتزاز ثم اضافت:
- ستحتفل الجزيرة كلها اروع احتفال يوم يأخذ رفاييل عروساً له، وان كان حقاً وجد في الأرملة مونتيز حلمه، فليكن، مع اني عجوز تقليدية وتفضل ان تكون الصفات الأهم في الزوجة دفء المحبة و القدرة على التحمل، الى جانب الرغبة في انجاب الاطفال.
اكملت الدونا كلامها واغلقت ألبوم الصور من اذن فانيسا متفحصة وقالت:
- هذه لك ياعزيزتي، اعطيني يدك.
كانت دهشة فانيسا كبيرة كبيرة ولم تعط الدونا يدها، لكن هذه أصرت و ألبست فانيسا الأسورة الجميلة وسألتها ان اعجبتها فأجابت:
- لكن يادونا مانويلا، لا استطيع قبول حلى كهذه، انها من ذكريات العائلة..وماذا سيقول حفيدك عندما يعرف بالأمر؟
- ليس هذا من شأنه، ربما كانت هناك بعض القيمة التاريخية لهذه الأشياء لكنها لا تقارن ببقية حلى زوجة رفاييل الأول، هيا اقتربي يا عزيزتي ودعيني أضع الاقراط في أذنيك، كم يناسبك لونها الأخضر.
- لطيف منك يادونا مانويلا ان تسنحي لي بوضعها بعض الوقت...
- إنها لك يا عزيزتي، انا متأكدة ان المرأة التي لبست هذه الحلى يوماً كانت ستسر كثيراً لو عرفت انها اصبحت ملك فتاة انكليزية اخرى.
- تقصدين ان هذه الاشياء كانت لها..لتلك المرأة الانكليزية؟ يا إلهي! سأحافظ عليها كما احافظ على روحي...لكن ، هل انت متأكدة ان الدون لا يمانع؟ انا لست سوى مستخدمة هنا!
- لا تقولي هذا ياصغيرتي، انت اكبر من ذلك وانا متأكدة تماماً انه لن يمانع.
وربتت الدونا خد فانيسا الناعم بلطف ثم اضافت قائلة:
- لقد استمتعت بزيارتك كثيراً وارجو ان تتكرر في المستقبل، هلا طلبت من لويزا ان توافيني ياعزيزتي؟
مرة ثانية شكرت فانيسا الدونا على كل شيء، وخرجت باحثة عن لويزا ثم توجهت نحو غرفة باربرا لترى كيف أصبحت.
كانت باربرا مستلقية في سريرها في حالة نفسية متعبة، شجعتها فانيسا على الخروج و الجلوس معها على الشرفة، كان الطقس منعشاً و الغيوم قد بدأت تتجمع في السماء.
- ارجو ان لا تمطر كي تتمتعي بسهرة لطيفة مع ذلك الشاب الاميريكي الجذاب.
قالت فانيسا ببطء:
- لا عليك ياعزيزتي، لن أدع قطرات المطر تفسد علي سهرتي.
ورفعت نظرها الى السماء بينما كانت أصابعها تتلمس القرط الجديد المتدلي من أذنها وابتسمت لنفسها، كان الوقت الذي قضته مع الدونا ممتعاً وكالعادة سرحت فانيسا بأفكارها ناسية وجود باربرا الى جانبها، الجدة لا تبارك العلاقة بين الدون و الأرملة مونتيز ، بل تفضل لحفيدها شابة لم تفتح قلبها لرجل قبل رفاييل.
*************************
- بماذا تفكرين يا فانيسا؟ بسهرتك مع الشاب الأميركي؟
- لا، كنت افكر بزيارتي للدونا مانويلا.
أجابتها فانيسا التي امتدت اصابعها و قطفت زهرة حمراء من الشرفة، لم تتحمل الزهرة تلك القسوة و انتشرت أوراقها في حضن فانيسا التي جلعتها واحدة و برقة كبيرة وكأنها تعتذر للزهرة، يبدو ان الانسان يفسد الاشياء الجميلة و يشعر بالندم حين لا ينفع الندم!
- هكذا اذن؟ وهل دار الحديث حولي؟
- فقط بشكل عام، انظري ، الدونا أعطتني هذه الاسورة وهذه الاقراط، جميلة، مارأيك؟
- الاخضر ليس لوني المفضل، لكنه يناسبك ، ثم ان هذه الاشياء لا تناسب موضة هذه الأيام.
- أتريدين ان تقولي اني لست مع الموضة؟
- قلت لك اكثر من مرة انك لا تناسبين هذا العصر، لا انت ولا ذلك الرجل المتعسف الذي يتحكم بحياتي، ألم تلاحظي كيف كان ينظر الى راي واليّ ليلة أمس؟ اظنه يشك بعلاقتنا ولم يعد يهمني شيء فليعرف.
- انتبهى ياباربرا، لا أظنك تريدين معادة الدون من اجل انسان غير مسؤول كراي.
- ماذا تريدين مني ان افعل؟ أقبل برجل يختاره لي الدون ، لا يا عزيزتي لن يرغمني أحد على الزواج من شخص لا أحبه، لا تبتسمي لي بهذه الطريقة، ماذا تعرفين انت الانكليزية الباردة عن اصابع الحب الحارقة عندما تتغلغل في الصدر؟
قالت فانيسا بحزم:
- لا تفقدي اعصابك بهذا الشكل.
- من أنت لتصدري الأوامر لي؟ لا تنسي انك لست سوى المرافقة الانكليزية في هذا البيت، احتفظي برأيك لنفسك.
انتفضت باربرا من مكانها وركضت الى غرفة نومها مغلقة الباب خلفها بقوة.
عضت فانيسا على شفتها بندم ثم قامت لتذهب تاركة باربرا تهدئ غضبها بنفسها، كان وقت الغداء قد اقترب ورغم ان فانيسا فقدت شهيتها بعد الذي حدث الا انها اخذت تحضر نفسها للنزول قبل ان يبعث الدون بأحد الخدم في طلبها.
كانت فانيسا المرأة الوحيدة بين عدد من الرجال الاسبان حول طاولة الغداء، لوسيا مونتيز لم تعد من رحلتها بعد و باربرا تلازم غرفتها، لم يزعج هذا فانيسا، كانت معتادة على صحبة الرجال يوم كانت في اورداز، بل على العكس كانت مط انظار الجميع، واكثر من مرة كان على الدون ان يترجم لها الملاحظات التي كان يبديها ضيوفه الاسبان.
كان غداء عمل كما يظهر ووجود فانيسا اضفى الطراوة على جوه، وعندما استأذنت فانيسا للانسحاب رافقها الدون الى باب الصالة وهمس لها مبتسماً:
- كنت رائعة ياعزيزتي، وضعت هؤلاء الرجال في حالة نفسية منشرحة ممايسهل عليّ المهمة الآن.
- حظاً سعيداً ياسيدي.
ودعها الدون بانحناءة رسمية لكن نظرته الطويلة الى عينيها كانت تحمل دفئاً كبيراً.
*********************
لم تشعر بالرغبة في الذهاب الى غرفتها بل اتجهت نحو البحيرة، كانت الامواج الفضية تلطم الشاطئ ووقفت فانيسا برهة تراقبها، مأخوذة بانتظام حركة الامواج التي لا تتعب، لم تلاحظ ان طرف تنورتها امتلأ برشقات الماء و الرمل، وعندما ادركت ذلك ابتعدت متوجهة نحو الشاليه و تممددت على احد الكراسي المريحة المواجهة للبحيرة.
بدأت الصور و الذكريات تتوالى ..تذكرت يوم كانت في طريقها الى لندن للسفر الى لويندا وكيف شعرت عندئذ بأن دوران عجلات القطار كان يخبرها انه لن تكون لها عودة الى انكلترا، لم تكن حزينة، كانت تعرف ان احداً في انتظارها في الطرف الآخر اما الآن..وقبل ان تعرف استسلمت لنوم لذيذ دام اكثر من ساعة، لتستيقظ فجأة و تمد يدها مسرعة لتلتقط مجلة، وكأن حاستها السادسة نبهتها الى قدومه.
ما كادت تنتهي من فتح المجلة حتى كان يقف قربها بقامته المديدة، واكتشفت انها تمسك بالمجلة معكوسة.
بادرها الدون مستفسراً:
- هل تجدين القراءة اكثر امتاعاً على هذا الشكل؟
- ما أغباني!
تمتمت فانيسا وهي تصحح وضع المجلة و الدم يندفع الى وجهها ساخناً تحت نظر الدون المحدق فيها دون رحمة.
ببطء شديد ومن غير ان يرفع نظره عنها.. عن شعرها الجميل، عن عنقها و كتفيها المكشوفين سحب كرسياًً وجلس قبالتها ، سألته محاولة السيطرة على اضطرابها:
- آمل ان يكون اجتماع قد آتى الثمار التي اردتها ياسيدي؟
اومأ برأسه ان نعم ثم قال:
- مرة او اكثر على مائدة الطعام لاحظت على وجهك تعبيراً قلقاً، بالطبع رأيتك تحاولين اخفاء ذلك بالابتسام، لكن كافي القلب يظهر في العينين مهما حاولنا تغطيته، فكيف اذا كان المعني امرأة حساسة؟ هل في قلبك حزن يافانيسا؟قمر الليل
ربما كان هذه المرة الثانية او الثالثة التي ناداها فيها باسمها الأول و بنبرة دافئة حنونة، ازداد اضطراب فانيست امام جاذبية هذا الرجل اللاتيني الذي يعرف حق المعرفة تأثير جاذبيته هذه على المرأة، ويعرف كيف يسعملها لازاحة الستار الذي يغلف غموضها.
- لم لا تفتحين لي قلبك كما لو كنت عمّك؟
قالها الدون بجدية واضحة.
أجابت فانيسا:
- لكنك لست عمي.
- صحيح، لست عمك ولا يهمّني ان أكون.
- لم لا؟ لأنك تظن اني لا اقبل بعادات الاسبان؟ اتظن ان عمي اعطاني قدراً كبيراً من الحرية ياسيدي؟ انها الطبيعة الانسانية ان تعطي من تحب مساحة واسعة يتضمن فيها.
- لست هنا في معرض الحديث عن نقاط ضعف الطبيعة الانسانية، خاصة فيما يتعلق بشجون القلب ، مابك ياآنسة وما الذي يشغل بالك! ايتعلق الامر بباربرا؟
ياللرجل! يظهر انه مصر على معرفة مايدور في اعماقها، ماله ولها... ماله و لمزاجها المتعكر؟ لم لا يدعها وحدها؟
- باربرا تعرف انك تعرف بأمرها وامر السيد الفاداس وتخاف ان..
**********************
- باربرا الآن كالفراشة التي تحوم حول النار.. ولن ادعها تحرق نفسها ان استطعت ذلك.
هذا الرجل دائماً على حق، كم تتمنى لو تضع يدها يوماً على نقطة ضعفه! وكعادتها سبحت فانيسا بافكارها ثم قفزت من مكانها مرتجفة على حركة غير متوقعى الى جانبها، مجموعة من الطيور حلقت معاً تاركة اغصان الشجرة التي كانت تجلس في ظلها، اصابع دافئة قبضت على معصمها وصوت صاحبها الأجش كان يقول:
- لماذا تزعجك صحبتي ياآنسة كارول؟ لم تشعرين بالراحة في حضور الآخرين وفي اللحظة التي تجدين فيها نفسك وحيدة معي تضطربين و تستعدين لمعركة؟ كم نفذ صبري معك!
- أنا آسفة، لكني لست وحدي المسؤولة عن هذا الاحساس، انه شعور متبادل تصعب السيطرة عليه...
- تصعب السيطرة على غير ذلك ياآنسة، احذرك من العفريت الذي يسكنني، لا تدعيه يستيقظ اذ لن تكون تجربة ممتعة لك... اعدك بذلك.
- انا؟ انا اوقظ العفريت فيك ياسيدي؟ وهل عليّ ان اقبل أوامرك كلها دون سؤال كما يفعل كل من يعمل عندك ام يعيش تحت سقفك؟ أتظن تهديداتك فيما يتعلق باصدقائي لا تجعل الدم يفور في عروقي؟ ما المنتظر مني؟ ان اقبل التهديدات كأمر واقع مادمت في حماك؟ ومادمت راضخة ، كل مافي الكون يزهر و يشرق..
- هنا المشكلة اذن، ازعجك طلبي ان تكوني في القلعة في ساعة معقولة كما تفعل كل النساء في بيتي!
- لا ، ليس الأمر كذلك، الذي ازعجني هو ما اشرت اليه فيما يختص بعمله في الجزيرة و خطر فقدانه، ان هو لم يراع تقاليد بيتك ، بالطبع لا انتظر ان افعل انا مايحلو لي بينما لا يسمح لباربرا بذلك، لكنني أحتج بشدة على التهديدات التي توجه الى اصدقائي.
نظر الدون اليها باحتقار وقال:
- اتظنين هذا الرجل، غاري السنغ يريدك صديقة له؟ لاتقولي لي ان الانكليز يؤمنون بالحب الطاهر بين رجل مكتمل و امرأة جذابة، ياإلهي! نحن الذين يجري في عروقنا الدم الاسباني، برغم عاداتنا التي تعتبرينها بالية، لا يمكن ان نقع في مثل هذا الخطأ، نحن لا نهين الرجولة بهذا الشكل، ولهذا نضع القوانين التي تحك علاقة الرجل بالمرأة..لحماية الاثنين: تقولين صداقة! انت تموهين يا آنسة.
- أنت تتكلم عن الانسان وغاري ليس اسبانياً، وليس سيداً ينتظر من الجميع الانحناء امام سطوته!
طار صواب الدون و لمع الغضب في عينيه، وبحركة سريعة قبض على ذراعي فانيسا التي وجدت نفسها وجهاً لوجه امام رجل قادر على تحطيم عظامها في فورة غضبه، صرخ في وجهها:
- كيف تجسرين على مخاطبيتي بهذه اللهجة! اذن هذا الرجل ألسنغ يروق لك، فهو ليس اسبانياً، وانت تحبين الرجل الذي يتلاعب بالحب وكأنه للتسلية؟
- دعني..دعني ، انت تكسر ذراعي...
- لا ياآنستي..عندي رغبة في قهرك هذه اللحظة، ماذا أفعل بك؟ نحن الآن وحدنا..هل اجعلك تنحين امام سطوتي؟ لا تنسي ان في عروقي دم قراصنة، لا يمكنك تجاهل ذلك، غرائزي كلها متحفزة للانقضاض الآن مثل وحش تماماً.
****************************
لم تستطع فانيسا ازاحة نظرها عن وجه هذا الرجل الغاضب، كان يهزها بعنف و يحدق في عينيها كأنها فريسته ، فجأة اطلق ضحكة خافتة ثم قال:
- لا تخافي ياآنستي الانكليزية، أنت معي في امان رغم كل غرائزي المجنونة..بأمان كما لو كنت باربرا، فكفي عن النظر إليّ وكأني طاغية.
صمت الدون وأخذ يتفحص العلامات الحمراء التي تركتها اصابعه على ذراعي فانيسا وبهدوء مفاجئ همس:
- المرأة كالبحر تقدر ان تكون مخيفة في سلطانها ، امامها يلجأ الرجل الى قوته ليقمع قسوته الخفية، وهي دائماً تعي ان لديها من السلطان مايكفي لمحو قوة الرجل و تحويلها الى تنهدات تنسكب فوق استدارة كتفها الملساء، كوني حكيمة في استعمال سلطانك يا صغيرتي، فهم أما ان يوصلك الى السعادة أو الى اليأس.قمر الليل
مع الهدوء الغريب الذي يسبق العاصفة، احست فانيسا برغبة فرحة في الخضوع ، الخضوع لشيء ما، في هذا الرجل، ما اصغرها امامه ، كم تأسف الآن لمابدر عنها من عدم احترام، التقت عيناها بعينيه العميقتين وهمست:
- انا آسفة يادون رفاييل، لا حق لي بالتحدث اليك بهذه الطريقة.
هز الدون كتفيه بعدم مبالاة وأرخى قبضته عن ذراعيها قائلاً:
- أنت تنفرين مني لأني اتصرف كوني امرك الاسباني ولا اتصرف كما تتوقعين من رجل انكليزي، لكنني اسباني ، ومهما يكن فأن نيتي تجاهك حسنة.
في طريق عودتهما الى القلعة كانت ألوان السماء رائعة وآثار المطر أضافت جمالاً حزيناً الى لحظات الغروب تلك، وهناك على ذلك المنحذر وقفت فانيسا ورفاييل برهة براقبان الشمس تغيب وراء الجبال، كانت لحظة تنحبس لها الانفاس، لحظة غرقت السماء في جهة أخرى بشكل رائع و ببطء، اختفى كل ذلك ومات، تماماً مثل صحوة الموت، كان صفاء وجمال تلك الهنيات ونزل الغسق البنفسجي.
همس دون رفاييل مأخوذاً:
- ياللروعة!
تطلعت اليه فانيسا بطرف عينيها، لم تعرف ان حزن الغسق انعكس على وجهها، ولونه بألوانه الهادئة مظهراً جمال هذا الوجه وتكاوينه الدقيقة، ولم تعرف ان الرجل الواقف الى جانبها كان يراقبها مسحوراً.
- يعجبك المنظر، أليس كذلك؟ رأيتك مراراً عديدة تقفين في هذا المكان، تحدقين بالبحر و بالجبال.
خفق قلبها بعنف اذا لم تكن تدري في اللحظات التي كانت تقف فيها هنا..لم تكن تدري ان عينيه كانتا عليها.
******************
- من جناحي في قلعة ارى الشاطئ بأكمله، بماذا تحدقين وعم تبحثين؟
الا يمكنك بعد أن تقبلي بنسيان اورداز وانتهاء تلك الفترة من حياتك؟
تنهدت فانيسا واجابت:
- من الطبيعي ان يتعلق الانسان بالذكريات الحلوة.
- احتفظي ياعزيزتي بالذكريات كما لو كانت جواهر غالية، ضعيها جانباً، ذكريات اخرى ربما يجب ان تأخذ مكانها في حياتك، الم تقل لك ماريا العجوز ان احداثاً بانتظارك ؟ لابد ان يكون الحب احدها، لكن تأكدي ياعزيزتي من مشاعرك ، تأكدي انها الحب الحقيقي لا مجرد حاجة أو نزوة طارئة.
بالطبع كان يثير في حديثه الى جاك او غاري لم تضطرب فانيسا لكنها احست بثقل كبير يجثم فوق صدرها.
- لكن ماهو الحب؟
انطلق السؤال الهامس دون تفكير وادركت فانيسا انه لولا الهدوء الغريب الذي اشاعه الغسق حولها لماجرؤت على التفوه بمثل هذا السؤال امام الرجل الواقف الى جانبها.
- الحب ماسة خان يافانيسا,,ضربة خاطئة وتتحطم تاركة خلفها بحراً من الدموع، الحب رجفة ويد ممدودة تنتظر .. الحب نحلة عسل تعرف تماماً على اي مكان في الزهرة تحط.. الحب اشياء كثيرة ياصغيرتي لكنه فوق كل شيء هدية ..علينا ان نتأكد من اعطائها لمن يعرف قيمتها.
وسارا باتجاه القلعة وفانيسا تفكر في نفسها ان كلاماً كهذا لا يصدر الا من رجل غارق في الحب، ترى اتعرف لوسيا مونتيز قيمة الحب الذي يكنه لها هذا الرجل .
في غرفة نومها، اخذت فانيسا تستعد لسهرتها مع غاري ، لبست ثوباً من الحرير البرونزوي اللون ينسدل فوق ركبتيها، لم تنس الجواهر التي اهدتها اياها الدونا مانويلا والتي اضافت سحراً خاصاً الى مظهرها.
ثم اخذت تتلمس العلامات الزرقاء التي تركتها اصابع الدون على ذراعيها عندما كان غاضباً، وتذكرت كيف تحول غضبه الى نعومة حزينة شفافة.
ارتعشت فانيسا للذكرى وحاولت تجنب النظر الى عينيها في المرآة، ومدت يدها الى قارورة العطر فأخذت ترش منه على عنقها وكتفيها المكشوفين، ترى هل مزج هذا العطر خصيصاً من اجل والدة الدون؟ لابد ان يكون الأمر كذلك فهذه غرفتها.
وضعت فانيسا اللمسات الأخيرة و أسرعت خارجة من غرفتها ، وتوقفت برهة امام باب غرفة باربرا..قرعة خفيفة على الباب ثم دخلت، كانت باربرا ماتزال مستلقية على سريرها تستمع الى موسقى عالية صاخبة لم تسمح لها بسماع صوت خطوات فانيسا.
- الى متى ياباربرا تبقين مستسلمة لهذا المزاج المتعكر؟ الغلطة ليست غلطتي ان اكتشف الدون امر علاقتك بقريبه راي، اوقفي هذه الموسيقى العالية ياباربرا لنستطيع التحدث.
- لست مرغمة على البقاء ان كانت الموسيقى لا تعجبك.
اجابتها باربرا بتحد في اللحظة التي كانت تتجه فيها فانيسا الى الفوتوغراف لاسكاته، خيم صمت مطبق على الغرفة.. صمت مليء بالنفور و التحدي.
بدأت فانيسا تتكلم بغضب ثم حاولت السيطرة على نفسها:
- تصرفي كشخص ناضج ان كنت تريدين ان تعاملي كامرأة لا كفتاة صغيرة.
- وأنت ياآنسة فانيسا الزمي حدودك ان كنت تريدين ان تحتفظي بوظيفتك هنا، مكانك في خلفية الاشياء وليس من حقك التدخل بعلاقاتي الشخصية.
- باربرا ، يحزنني ان اراك غير سعيدة.
- حقاً؟
كان التحدي واضحاً في نبرات صوت باربرا، وعرفت فانيسا ان الفتاة تتألم وان علاقتها براي ليست علاقة عابرة فالفتاة متعلقة به ولا تنوي ان تخسره مهما حصل.
********************


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس