عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-19, 10:13 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-----------------------------
الفصل الثاني
ماهذا وماذا حدث وأين هي..؟
نعم أين هي ..؟ وتملك جين الذعر وهي تستيقظ فلا تتعرف إلى ما حولها ، لقد كانت في طريقها إلى الفندق ولكن هذا ليس فندقاً إنها متأكدة من ذلك.
ماهذا الألم الذي تشعر به عندما تتحرك؟ ومع الألم ، عادت إليها ذاكرتها أنوار السيارة ، الألم في كاحلها وهي تستدير لتسرع عائدة إلى الرصيف ثم الضربة العنيفة التي أصابت وركها وهي تسقط على الأرض الصلبة.
راف كوينلان..لقد تذكرت كل شيء عنه..كيف وقف في الظلام مشرفاً عليها ..عجرفته وغلظته، الطريقة التي أصر بها على احضارها إلى منزله رغم احتجاجها..
وتملكها الخوف من أن تنظر إلى نفسها تحت أغطية السرير وقد شعرت بما ستقع عليه عيناها إن هي فعلت ..
وساورها شعور مزعج وهي تفكر في أن أحداً بدل لها ثيابها أثناء فقدانها لوعيها اثر تناولها الحبوب المسكنة للألم والذي جعل راف كوينلان يسيطر عليها وهذا لم يعجبها لقد كانت في المستشفى ترتدي من الثياب غير الذي ترتديها الآن.
نظرت بحدة وهي ترى الباب يفتح بعد نقرة خفيفة لتدخل إمرأة طويلة القامة في ثوب أزرق بياقة بيضاء وهي تحمل بين يديها صينية فضية عليها إبريق قهوة و قالت ببشاشة:"آمل أن لا أكون قد ايقظتك من النوم".
وعقدت جبينها وهي تنظر إلى جين بحيرة قائلة:" لا أدري لماذا بدوت لي ، للحظة واحدة أشبه بـ ..انني آسفة لقد رأيتك لأول وهلة أشبه ..أشبه بامرأة كنت اعرفها لكنني لم أعرفك بنفسي ، إنني السيدة هوارد مدبرة منزل السيد كوينلان".
لقد خدعت راف بإعطائه اسماً زائفاً لها وعليها الآن أن تتابع ذلك فقالت لمدبرة المنزل تقدم نفسها إليها بالمثل:" إن اسمي جين سميث".
سكبت لها مدبرة المنزل القهوة وهي تسألها:" هل تريدين إضافة قشدة و سكر؟".
ردت جين باسمة:" نعم من فضلك".
ولم يكن من السهل عليها الجلوس لتتناول فنجان القهوة من يد المرأة فقد كانت كل حركة تسبب لها الألم كما أنها لا تدري أي تعليل سبق و أعطاه راف لهذه المرأة مفسراً به وجودها هنا.
زاد عبوسها وهي تنظر إلى جسدها المغطى بالملاءة، مازال ثمة أثر للحبوب المخففة للألم حيث يشعرها بالدوار.
تناولت فنجان القهوة من يد المرأة بيد مرتجفة جعلت بعض القهوة تنسكب في صحن الفنجان وعبست وهي تقول:" آسفة ، وأشكرك جداً".
كررت مدبرة المنزل الاسم متسائلة:" جين سميث؟".
تجاهلت جين تساؤل المرأة هذا فقد سبق و تحدثت عن هذا الاسم بمافيه الكفاية ولكن ارتشافها للقهوة جعلها تشعر برغبة عاجلة في أن تهرع إلى المرحاض.
لم تستطع جين أن تبقى في فراشها دقيقة واحدة اكثر من ذلك في مأزقها العاجل هذا ويبدو أن المرأة شعرت بعدم ارتيحاها فسألتها:" أيضايقك شيء ياعزيزتي؟".
فتكلفت جين الابتسام وهي تقول:" يبدو أنني لا أرتدي سوى قميص نوم حسناً إنني أريد دخول..".
فهتفت المرأة بأسف:" آه ياعزيزتي ما أشد غبائي إن جميع ملابسك هي في الغسالة في الطابق الأسفل، لقد حدثني السيد كوينلان عن تحطيم قفل حقيبتك المفاجئ مما جعل كل ثيابك الجميلة تتناثر على الرصيف الموحل تحت المطر سأنزل حالاً و أحضرها".
وما أن توارت المرأة خارجة من الباب حتى أخذت جين تكافح للوصول الى الحمام الملحق بالغرفة، كانت ساقاها تهتزان بينما كل خطوة تشكل ألماً مبرحاً قبل أن تنجح أخيراً.
وبعد ذلك استطاعت أن تفكر بهدوء ، كانت تفكر قمر الليل في الليلة السابقة أن تعود إلى البيت حيث جورادن ، ولكن الحادث قد أعاقها ، أما الآن فلم يبق أمامها خيار سوى العودة، لقد كانت منذ اسبوع متأكدة تماماً من أنها ستنجح في الاستقلال بنفسها في حياتها ولكن هاهي الآن مهزومة مدركة بأنه كان على حق و أنها بحاجة إليه وإلى نقوده لكي تعيش.
أغمضت عينيها شاعرة بالخجل لذكرياتها المؤلمة عن الأسبوع الماضي حيث عانت رفضاً مهيناً بعد آخر وبعد أن كانت متأكدة من أنها يمكنها إعالة نفسها و العناية بنفسها ولكنها وجدت نفسها إنها لا تملك الكفاءة لذلك و أن ليس بإمكانها الاستقلال بنفسها من دون كفاءات أو وسائل.
كان هنالك كثير من الفتيات الشابات في لندن لم يستطعن الحصول على وظائف قانونية فوجدن وسائل أخرى لإعالة أنفسهن ولكن العودة إلى جوردان كان هو البديل الوحيد فالوجه الذي تعرفه خير من الوجه الذي تتعرف إليه وقد صممت الليلة الماضية على ذلك عندما حزمت أمتعتها لتعود إلى البيت رغم كرهها لما ستراه من شماتة جوردان بها و غروره بنفسه وهو يرى تحقق تحذيره بشأنها بأنها لن تستطيع الاستقلال بنفسها.
وعندما خرجت من الحمام لم تكن مدبرة المنزل قد عادت إلى الغرفة بعد وهكذا أخذت جين تعرج في الغرفة وهي في طريقها إلى سريرها ، لقد بدا وركها محتوياً كل ألوان قوس السماء، و أصبحت الرضوض اكثر اتساعاً و عمقاً.
ربما لم تكن ترغب في البقاء في الفراش ولكنها لم تكن متأكدة من إمكانها احتمال ضفط الملابس على جلدها الذي أصبح بالغ الحساسية.
.
أخذت جين تنظر إلى جسدها بعين ناقدة كما لم تفعل من قبل، كان جسدها قد صبغته شمس الصيف مما سمح لبعض النمش بأن يظهر على جلدها كالعادة بالنسبة لحساسية الجلد عند ذوات الشعر الأحمر مثلها وكان وركاها غلاميان وخصرها نحيلاً أما ساقاها فكانتا مستويتين طويلتين بالنسبة لطولها البالغ مئة و أربعة وخمسين سنتمترا كما كان يقول لها جوردان.
جوردان جوردان جوردان ..إنها لم تدرك من قبل مبلغ اهتمامها بالملاحظات التي يعطيها إياها جوردان.
وجاءها صوت يقول:" إن جسمك في حالة مزرية أليس كذلك؟".
أطلقت صرخة مدوية وهي ترتمي على السرير مغطية جسمها بالملاءة ثم نظرت غاضبة إذا تجد راف أمامها إذ لم تكن قد سمعت صوت دخوله إلى غرفة ولكن ها هوذا واقفاً بهامته الضخمة مرتدياً بنطالاً من الجينز ضيقاً و قميصاً أزرق جعل لون عينيه قاتماً.
كان يجعل ملابسها النظيفة المكوية على ذراعه".
جلست في السرير وهي تقول:" ناولني من فضلك المعطف المنزلي".
ومدت يدها وهي ترمقه بنظرات ثابتة.
ابتدأ الاعجاب يكسو ملامحه وهو يتقدم منها ببطء ثم قال باسماً:" إنني فقط أتساءل من تكونين ياجين سميث؟".
ارتد رأسها إلى الخلف إزاء هذا التحدي و بانت عليها الحيرة وهي ترى كيف تحولت تعبيرات وجهه إلى الخشونة حين استقرت نظراته على شعورها الناري وتابع يقول:" أريد أن اعرف ذلك قبل أن تتركي هذا المكان".
اقشعر جسد جين خوفاً ولكنها سرعان ما نفت هذا الشعور معتبرة إياه سخافة، صحيح أنها لا تعلم بالضبط أين هي الآن ولكنها بطبيعة الحال تستطيع أن تخرج متى شاءت.
وسألها:" إلى أين كنت ذاهبة الليلة الماضية ومن أين كنت قادمة؟".
فردت عليه بحدة:" لا أظن أن هذا من شأنك".
كانت تدرك باستياء كما يدرك راف مقدار الضرر الذي أصابها وكان معطفها المنزلي الآن موضوعاً مع ثيابها الأخرى على مسند الكرسي.
كان ينظر إليها بعينين ضيقتين و ذراعاه معقودتان على صدره وهو يقول :" لقد اعطيت في المستشفى اسم فندق عنواناً لك ولكنك لابد كنت تعيشين في مكان ما قبل أن تنتقلي إلى الفندق".
كان يعتمد استفزازها فقالت محتجة:" راف ما قصدك من ..".
قاطعها يسألها:" من يكون هو ياجين سميث؟".
فقطبت جبينها وهي ترد عليه:" ومن هو هذا الذي تسأل عنه؟".
أجاب:" صديقك الثري".
فشهقت وهي تقول:" ماهذا الذي تتحدث عنه؟".
هز كتفيه وهو يقول ساخراً:" ربما كنت لا أعرف الكثير عن ملابس النساء ولكن كان بإمكاني أن أرى من الماركات المعلقة على ثيابك أنها غالية الثمن فمن اشتراها لك؟".
فأجابت:" ليس علي أن..".
فقاطعها:" لقد كان رجلاً أليس كذلك؟ ملابس من الحرير الخالص".
وأشار بيده إلى ثيابها وهو يتابع قائلاً بخشونة:" إما أنك اشتريت هذه لكي تسري بها حبيباً وأما أن عشيقاً قد اشتراها لك".
في الحقيقة كانت كل قطعة من ملابسها قد اختارتها بيدها لكي تسر بها نفسها و ليس شخصاً آخر، فقد كانت تعشق ملامسة الحرير لجلدها.
قالت بحدة:" إنك لا تعرف ما الذي تتحدث عنه".
فقال بصوت خشن:" حقاً؟".
وتابع قوله:" صدقيني إنني أعرف أكثر مما تظنين ولكن قبل أن يتشعب بنا الموضوع أريدك أن تعلمي أنني لا أبحث عن عشيقة غالية الثمن أو أية امرأة مهما كانت".
احتبست انفاسها وهي تسمع كلماته المهينة هذه كما احمرت وجنتاها غضباً وقالت:" وإذا كنت أنا أبحث عن حبيباً ثري فتأكد من أنه لن يكون أنت".
وتساءلت كيف يتهمها بمثل ذلك دون أن يعرف شيئاً عنها ، أوما برأسه قائلاً بسرور:" إننا إذن متفاهمان".
فردت قمــر الليل بحدة واستياء:" تماماً".
قال بزهو:" هذا حسن و الآن بعد أن اتفقنا على مالا يريده أي منا علينا أن تأتي على ذكر ما اريده أنا".
فهزت رأسها وهي مازالت تشعر بشيء من الدوار وقالت:" لم أفهم".
لابد أن تلك الحبوب التي سبق و تناولتها الليلة الماضية هي التي جعلتها تتخيل كل هذه المناقشات .
فقال وهو يجلس على الكرسي دون اهتمام لملابسها التي سيفسدها :" هل تحسنين الطباعة على الآلة الكاتبة؟".
قطبت جين جبينها وقد أصبحت تجد صعوبة في متابعة الحديث فقالت تسأله:" الطباعة على الآلة الكاتبة؟".
فأجاب لاوياً فمه:" نعم لابد أنك تعرفين ، إنها تلك الحركات عندما تضعين أناملك على مفاتيح الأحرف ثم تضغطين فتنطبع الأحرف على..".
فقاطعته لترد بحدة:" إنني أعرف جيداً ماهي الطباعة ولكنني لا أرى ما علاقة ذلك بي؟".
نظر إليها متأملاً ثم قال:" لكنني أن افترض بأنك دون عمل و لاسكن".
فردت قمــر الليل باستياء:" تباً لك ولافتراضاتك".
سألت نفسها هل هي مكشوفة الشخصية إلى هذا الحد؟ خصوصاً أمام هذا الرجل الساخر ذي العينين الثاقبتين؟ ومع أنه لم يكن مصيباً بافترضاته تلك مئة بالمئة إلا أنها كانت كافية لأن تثير أعصابها.كانت ماتزال لا تملك أية فكرة عن هذا المكان رغم أن مظهر السيدة هوارد المحترم، بعث شيئاً من الإطمئنان إلى نفسها.
رفع راف حاجبيه يجيبها:" ولكنها افتراضات صائبة".
ردت رأسها إلى الخلف لتقول متحدية:" ومن أنت ياراف كوينلان؟".
هز كتفيه العريضتين قائلاً:" إسمي الكامل هو رافرتي كوينلان ، العمر سبعاً وثلاثين، مطلق".
ونطق بالكلمة الأخيرة بمرارة وهو يضيف:" ومسؤول عن إدارة مزرعة تستنزف نفسها ببطء وتستنزفني معها حتى الجفاف".
كان هذا عرضا بالغ الاختصار لوضعه ولكن جين استطاعت من خلاله استخلاص الكثير ، فقد انتهى زواجه نهاية سيئة بصرف النظر عما إذا كانت بدايته سعيدة أم لا، وفي هذا يفسر بعض سلوكه نحوها إنما ليس كله.
وكررت كلامه ببطء:" مسؤول عن إدارة مزرعة".
فأوما برأسه قائلاً بخشونة:" لا يمكنني بالضبط الإدعاء بملكيتي لها في الوقت الذي هي فيه مرهونة بالكامل إنها لم تكن موضع اهتمام أبي لسنوات عديدة قبل أن يقتل مع أمي في حادث طائرة منذ خمسة سنوات تاركا أمرها يتدهور إلى حالة سيئة وهكذا قررت زوجتي الحبيبة أنها لم تعد تستطيع الإقامة في منطقة هامبشاير و الجهاد في سبيل المعيشة ناهيك عن الاستمتاع بحياتها فاستولت على القليل الباقي لتسديد نفقات الطلاق وقد استطعت أن أستبقي السيدة هوارد لأنها كانت تخدم في منزلنا من قبل ولادتي أنا فهي تعتبره منزلها هي قبل أن يكون منزلي أنا".
ولم تصدق جين هذا لقد شعرت بكبرياء عنيف في حديث راف عن المزرعة التي كان يعتبرها منزله، على الأقل لقد علمت الآن أين هي ليس لأنها تعرف هامبشاير ولكنها اطمأنت إذ علمت مكانها على وجه التقريب، وإذا كانت زوجة راف قد تركته لمثل هذا السبب فهي بلا شك لم تكن تحبه وربما هذا يفسر نوع سلوكه نحوها إذ ربما اعتبرها واحدة منهن ولكنه لم يوضح ما أراده بحديثه الذي ابتدأ به منذ دقائق وقالت تسأله مقطبة جبينها:" وما صلة كل هذا في كوني أجيد الطباعة أم لا؟".
فلوى فمه قائلاً:" حسناً بما أنني مسؤول حالياً عنك".
فقالت محتجة بعنف:" إن هذا غير صحيح قطعياً إنني أنا المسؤولة عن نفسي".
إنها على الأقل تحاول أن تكون كذلك ، لقد كان حسابها في البنك صفراً ورغم كل ما حاولت إنكاره أمام هذا الرجل فقد كانت علاوة على ذلك دون سكن ، وعندما تركت منزلها لم تفكر حتى بإحضار أي من مجوهراتها التي كان بإمكانها أن تبيعها و تستفيد من ثمنها.
قال راف وكأنه يعبر عن أفكارها:" إنك لم تحسني التصرف تماماً".
فأجابت بصوت متهدج إزاء محاسبته لها:" إنني أحاول ذلك".
حدق فيها و كأنه يحس بمشاعرها ثم قال:" إننا جمعيا نفعل ذلك أيتها الصغيرة ولكنه لا يكفي".
ووافقته في داخلها بحزن كلا إنه أحياناً لايكفي ، لم تكن تحب التفكير في جوردان وهو يجلس بانتظار عودتها لتخبره أنه كان محقاً في ظنه بأنها لا يمكن أن عيش بمفردها .
قاومت دموعها وهي تقول:"إن مشكلاتك ستنقص واحدة إذا أنا رحلت من هنا حالما أجد سيارة أجرة ".
فهي لا تظن أن جوردان سيمانع في دفع اجرة السيارة فإن اثبات صدق ظنه يستحق هذه التضحية.
ضاقت عينا راف وهو يسألها:"و إلى أين تذهبين؟ هل تعودين إليه؟".
صاحت غاضبة:" لقد سبق وقلت لك أنني..".
فقاطعها :" أخبرتني انك ستعملين عندي بالتأكيد وذلك عندما تتلاشى الأوجاع من جسدك فأنا لست من القسوة بحيث انتظر منك أن تحملي آلامك معك أثناء العمل وهذا أفضل من العودة إلى رجل يبدو بجلاء عدم رغبتك في العودة إليه".
قالت جين ببطء بعد أن استوعبت كلماته :" وماهي معلوماتك عن العمل الذي أحسنه؟".
وبدا الارتياب في صوتها وهي تعود لتقول:" وماهو نوع العمل الذي تتحدث عنه؟".
أجاب لاوياً شفتيه:" حسناً، لقد سألتك إن كان باستطاعتك الطباعة على الآلة الكاتبة ولم أقصد بهذا أن تطبخي لي طعامي، أي نوع من العمل ظننتني أقصد؟".
عمل؟ إن راف يعرض عليها عملاً في الواقع ولكن لماذا؟ إنه منذ قابلها ، لم تكن نظرته إليها و معاملته لها إلا باعتبارها شيئاً مزعجاً واعترفت بينها و بين نفسها بشيء من الحسرة ، أنها كذلك فعلاً، وهو ليس من نوع الرجال الذين يتحملون حوادث مزعجة كهذه التي حدثت الليلة الماضية تعترض حياتهم ولكنه من ناحية أخرى ليس بالرجل الذي يتنصل مما يعتبره مسؤوليته.
مسؤولية؟ ما أشد كرهها لهذه الكلمة ، ورفعت نظرها إلى راف لتسأله بحيرة:" أعمل عندك؟ هل تعني؟".
فقاطعها قائلاً:" يمكنني أن أدفع لك أجراً صغيراً ، هذا مع الغرفة و الطعام ، إذا كان هذا ما يقلقك".
وسكت وقد ضاقت عيناه باستياء ثم تابع يقول:" ربما كانت المزرعة تمر في احوال صعبة، ولكنني لم أفلس بعد".
ويبدو أنها مست منه و تراً حساساً دون قصد ولكن عرض العمل هذا كان مغرياً ، فقد كان هذا ما تتطلع إليه بالضبط
و تتمنى تحقيقه، فإن الاستقلال عن جوردان كان يعني لها الكثير، ولكن هذا لا يعني أن في نيتها أن تخبر راف عن الأمر، ونظرت إلى راف بغيظ تسأله:" ولماذا تعرض عليّ هذا العمل؟".
وتنهد بفروغ صبر و كأنه ندم على تقديمه هذا العرض ثم أجاب:" لا تظني أنني أقدم لك أحساناً، ياجين سميث، إن عندي مراسلات قد تأخرت الأجوبة عليها نحو ثلاثة أشهر، ذلك أنني من الانهماك في العمل في المزرعة أثناء الأشهر الأخيرة، بحيث لم أجد الوقت الكافي للرد عليها".
فقطبت جبينها وهي تسأله:" هل من عادتك الطبع على الآلة الكاتبة بنفسك؟".
ولم تكن هي تعني بسؤالها هذا أن الكفاءة تنقصه لحل المشكلات التي تعترضه ولكنها فقط تعتبر أن ذلك ليس شيئاً معتاداً من رجل في مثل مركزه، فهي لا يمكن أن تتصور أبداً جوردان وهو يقوم بطبع رسائله بنفسه مهما كانت الظروف.
وهز راف كتفيه قائلاً:" إن عندي عمة تأتي أحياناً من المدينة فتقوم بهذا العمل، أما السبب فهو لكي تبقي على علم بما يدور في هذا المكان".
وبانت السخرية على ملامحه وهو يقول:" ولكنها حالياً لا تجد وقتاً كافياً لذلك".
لم تكن جين طابعة ماهرة كما ثبت لها أثناء بحثها عن عمل طوال الأسبوع منذ قامت بالطبع لآخر مرة ولكن ، إذا لم يمانع راف بالنسبة إلى طباعتها البطيئة فهو على الأقل خالً من الأخطاء ولكن، هل أفكارها هذه تعني أنها حقاً تفكر في قبول عرضه هذا؟
ما الذي تعرفه عن هذا الرجل، عدا أنه يبدو قانونياً قائماً بذاته؟ فهي لا تعلم بالضبط أين هي الآن .
إن كل ما تحتاجه هو العمل لثلاثة أشهر فقط حتى الواحد الثلاثين من شهر آب ( أغسطس )، وهناك السيدة هوارد و يبدو أنها محترمة بمافيه الكافية.
وقف راف فجأة وهو يقول :" فكري في الأمر".
قالت مترددة:" آه ولكن..".
فقاطعها:" لقد أضعت من الوقت ما يكفي هذا الصباح، فإذا قررت ما تريدين أرجو أن تعلميني بذلك".
ومشى يجتاز الغرفة إلى الباب وقوة شخصيته تطغي على المكان، ثم وقف ملتفتاً إليها ليقول:" ولكنني أنصحك بالتفكير جيداً قبل أن تفضلي العودة إلى ذلك الوضع الذي ألجأك إلى التخلي عنه".
ومع تلك النصيحة ترك راف الغرفة وعادت جين تستلقي على الوسائد وقد أدار هذا الرجل رأسها فهو متقلب بين الخشونة و الغلطة وبين الرقة و العناية ، وهو لا يهمه من أمرها سوى ما يشعر به نحوها من مسؤولية إثر ما حدث الليلة الماضية، ولكن هل ياترى يهمها هذا الأمر؟.
إنها إذا هي قبلت العمل عنده ستؤدي واجبها نحوه تماماً دون أي خداع و ستجتهد في ذلك قدر إمكانها فيستفيد الاثنان من هذا الوضع هو بالخلاص من تلك المراسلات المتراكمة وهي ساتستفيد مادياً .
ولكن أليس راف اكثر غموضاً لدى التعامل معه من جوردان؟
ولكن ذلك سيكون لمدة ثلاثة أشهر فقط فهل ثمة عرض غير هذا؟ لا يوجد عرض آخر ، إن وضعها سيختلف تماماً إذا هي اشتغلت عند راف كوينلان.
وسألت نفسها هل هذا ثمن غال لتدفعه لكي تثبت خطأ جوردان، لقد فارقته و هي ملئية بالثقة بالنفس متأكدة أن بإمكانها إعالة نفسها، وسيكون هذا صحيحاً إذا هي قبلت عرض راف للعمل عنده.
لقد شب صراع في نفسها بين الكبرياء و الحاجة فانتصرت الحاجة ملقية جانباً بفكرة أنه ما عرض عليها هذا العمل إلا لشعوره بأنه التقطها من الشارع حيث كانت شريدة دون مأوى ، إنها ستقوم بالعمل وعندما يحين وقت ذهابها ستتركه دون أسف.
وكل ما عليها القيام به الآن هو أن يعلم جوردان بنجاحها، فهي تعلم أنه ينتظر الآن عودتها و قد تجلت الخيبة في وجهها وكانت على وشك أن تفعل ذلك الليلة الماضية شاعرة بالتعاسة كما لم تشعر به من قبل.
والآن ها قد استقر الأمر عند راف كوينلان.
كاننت عملية ارتدائها ثيابها مهمة شاقة، كما كانت تخشى،وعندما انتهت من ارتداء قميصها الصوفي الرقيق و تنورتها الواسعة كان العرق يسيل من جبينها و شعرت مرة أخرى بالغثيان ولكن لم يكن ثمة هاتف في غرفتها وعليها أن تجد واحداً، هذا إلى أنها كانت تشعر بفضول بالغ لمعرفة المكان الذي يحيط بها وكذلك رؤية المزرعة التي تحدث عنها راف وتركت غرفتها لتسير في ممر طويل علقت على جدرانه لوحات تمثل اجداده كما قال.
تابعت قمــر الليل سيرها بين لوحات و النوافذ فكل نافذة تمر بها تريها مناظر الريف من حقول واسعة و أشجار باسقة ، ولكن الأرض كان يبدو عليها نوع من الإهمال، فقد كانت الأعشاب تنمو في الحدائق بطريقة عشوائية نوعا ما، وكان العشب ينمو بين الحصى التي ترصف طريق السيارات واستطاعت أن ترى الاسطبلات إلى اليمين بعيداً عن المنزل، ولكنها كانت خالية من الخيول و يبدو أن راف كان صادقاً في قوله إن المال ينقصه لينفقه على هذه المزرعة الواسعة.
كانت دلائل نقص المال تبدو في المنزل نفسه إذ كان ثمة مساحات على الجدران تبدو جلياً أنها كانت أماكن للوحات هي غير تلك التي تمثل أجداده كانت معلقة ولعلها بيعت على مدى السنين لتسيير أمور المزرعة وكانت السجادات قديمة مهترئة كذلك رغم أن المكان كان في غاية النظافة بجهود السيدة هوارد.
كان من المؤسف أن هذا المنزل الرائع الجمال لا يمكن إصلاحه كما يجب لقد كان كل شيء هنا بعكس تلك الرفاهية الباذخة التي تحيط بجوردان، إنه السبب في هذه الآلام التي تعانيها أثناء نزولها السلالم بسبب تورم كاحلها و تصلب وركها وذلك لكي تعثر على الهاتف في الردهة الرئيسية و أنصتت برهة إلى راف و السيدة هوراد لكي تطمئن إلى عدم سماعها لها ومن ثم تناولت السماعة ثم أدارت الرقم.
وطال رنين الهاتف في الجانب الآخر إلى أن ردت عليها مدبرة منزل جوردان أخيراً و تذكرت جين أن هينسون الخادم في إجازته الأسبوعية.
وسألت عن جوردان عالمة بأن المخابرة سترسل إليه حيث يجلس خلف مكتبه في الطرف الأحير من المنزل حيث لا يصل إليه ضجيج الشارع حتى أنها استطاعت أن تتصوره جالساً خلف مكتبه بشعره الأسود البالغ القصر وتلك العقدة الأبدية بين عينيه الزرقاوين مسكبن جوردان فهو لا يكف عن العمل.
وزعق هو في الهاتف بصبر نافذا قائلاً:" نعم؟"
وعلمت جين أنها كانت على حق في ظنها أنه مستغرق في عمله في مكتبه.
وقالت قمــر الليل بحيوية و سرعة لكي لا تدع له مجالاً لمقاطعتها:" ريا-جين تتكلم إنني بخير و عندي وظيفة الآن وأنا لن أعود إلى البيت".
وبكل هدوء أعادت السماعة إلى مكانها قبل أن يتمكن من أن يقول شيئاً.
وعندما استقامت في وقفتها كانت ترتجف قليلاً ، لقد التزمت الآن بالعمل عند راف كوينلان ولو حالياً.
-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس