عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 05:09 PM   #9

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

امضت اورسولا الصباح في رسم تخطيط حدود الجبال وحدود البحيره.
حمل لها ديلغي ابريقا من الليموناضه البارده وارتشفت قليلا من كوبها الذي وضعه لها علي طاوله صغيره ثم وقف وراءها ينظر بانتقاد الي اللوحه.
-هل ورثت الموهبه عن والدتك؟
دهشت اورسولا واستدارت تنظر اليه ، تمسك بقبعتها:
-وكيف عرفت ؟ هل اخبرك فيدل شيئا ؟
-هز كتفيه قائلا: الموهبه لابد ان تاتي من شخص ما.
ثم قفل راجعا الي المنزل فنظرت اليه اورسولا حائره. من الواضح ان فيدل اخبره فماا العيب في ذلك ؟

عادت الي رسمها ،لقد وعدت نفسها ان تعود الي المنزل بعد الثانيه عشر .. ولكنها نسيت الوقت ولم تتنتبه حتي سمعت اخيرا وقع اكعاب رفيعه تتقدم منها .
قفزت واقفه وعيناها متسعتان .. النساء الايطاليات مشهورات بـأناقتهن .. ولم تكن رونا دوراليس شاذه عن هذه القاعده . كان فستانها من الحرير الاحمر . رونا امراءه جميله قوامها رائع ، شعرها اسود .جعلها جسمها تشعر بأنها مجرد تلميذه امامها.
احمر وجهها ، وكرهت نفسها .. قامت بجهد فائق للقاء رونا دوراليس بأبتسامه مشرقه:
- يالله كونتيسه .. لم يكن لدي فكره عن الوقت اسفه لانني لم استقبلك علي رصيف المرفأ.
ومدت يدها ، لكنها وعت متأخره ، ان يدها ملطخه بالدهان .
لم يفت الكونتيسه شيئا ولم يغب عن عينيها السوداوين الدعجاوين الجسد الطويل النحيل والشعر الاشقر او الشورت القصير والتي شيرت ، وقبعه القش القديمه.
افترت شفتاها ببطء عن ابتسامه راضيه .. وتظاهرت انها لم تر اليد الممدوده ،وتقدمت لتقبل اورسولا علي وجنتيها .
-الان اجبت علي اسئلتنا ، تساءلنا جميعا عن سبب عجله فيدلو الحبيب للزواج ..فأنت فاتنه وصغيره .
كان في صوتها لمسه .. ماذا؟ تسليه ام ضغينه؟
- ماروع اللقاء بك اخيرا .. واثقه انا من اننا سنصبح صديقتين .. حبيبي فيدل رجل محظوظ جدا .
تمتمت اورسولا قائله :
-ارجو ان تطلبي من ديلغي ان يحضر لك شراب ريثما ابدل ملابسي .
ثم توجهت الي المنزل ولكن قلبها كان في أثناء الطريق يبرد اكثر فأكثر فهي ليست بحاجه لمحلله نفسيه لتقرأ مابين السطور .. او لتفهم تلك النظره الخاصه في عيني رونا دوراليس ، وهي تلفظ اسم فيدل.
وفيما كانت تبدل ملابسها توضحت لها معالم الوضع الجديد .. لابد ان الكونتيسه وفيدل كانا عاشقين.. والكونتيسه والمرأه في روما شخص واحد.
فأيهما ياتري انهي العلاقه .. ومتي؟
6 -زوجي ليس لي


بقيت الكونتيسه هناك طوال العصر، بدا جمالها في غير مكانه في جبال وبحيرات التواريغو.
قالت رونا وعيناها السوداوان الدعجاوين تبديان عدم الرضي عن ثياب اورسولا البسيطه:
-سأقدم لك ان سمحت نصائح بشأن ملابسك واختيارها . ارجو ان يؤمن لك فيدل نفقات كافيه.
امضتا العصر في مناقشه امر الحفله وقالت تقترح:
-ساكتب لك لائحه بأسماء المدعوين .. ولكن عليك ان تقرري ان كنت تريدين ان يحضروا جميعا.
ثم تحدثت عن الملابس مجددا ذاكره ان علي اورسولا اختيار ثوب مميز للحفله .. كانت اورسولا طوال الوقت تبتسم وتهز رأسها موافقه مع ضيفتها الانيقه ،فلا مجال للانكار انها قد تساعدها ففيدل يتوقع من زوجته ان تحسن التصرف كما يتوقع ان تختار مصصي الازياء المعروفين وتدعو الناس المناسبين ... ويجب ان تكون ممتنه ولكنها لم تستطع تخلص نفسها من الاحساس بعدم الثقه .. امن الطبيعي ان تناقش العشيقه السابقه الامور مع الزوجه الجديده بكل هذه السعاده ؟ هذا يعني ان رونا أما لاتمانع في خساره فيدل وأما انها لم تخسره حتي الان.
لم يمض وقت علي ذهاب الكونتيسه حتي اتصل فيدل قائلا انه مضطرا للبقاء في ميلانو ثم سألها كيف قضت يومها فضحكت بأشراق مبالغ فيه واخبرته انها استقبلت ضيفه.
-من ؟
رنت الكلمه كالسوط في الهاتف وحين اخبرته قال بحيره :
-وماذا تريد ؟ هل قلت لها انني مسافر؟
لماذا غضب ؟ الا يريد ان تري احد؟
ام انه لايريد منها ان تقابل هذه المرأه بالذات؟


سارت علي طول الشاطئ المفروش بالحصي. كانت الجبال المحيطه بها تنعكس صورتها علي مياه البحيره الزرقاء.قعدت علي صخره كبيره تراقب المراكب الشراعيه فلفت نظرها يخت صغير،ذو اشرعه بيضاء وزرقاء راح يتجه نحوها ...راقبته وهو يقترب ..كان في الواقع مركب صغير علي متنه رجل واحد .. ولم تمض برهه حتي اتضح انه يوشك ان يرسو ..الم يشاهد لوحه التحذير بالابتعاد؟
توجه المركب الصغير مباشره الي الشاطئ،لاشك ان مالكه يظن المكان له وحده ..فلا مجال لرؤيه الفيلا من هنا.. وتساءلت عما اذا كان عليها ان تقددم لتقول له انها املاك خاصه ...ولكن مالداعي .. انها جزيره كبيره وهناك مجال كبير لكليهما وفي الواقع ما اروع ماسيكون التحدث الي شخص ما .
فجأه قفز الرجل الي المياه الضحله يدفع المركب الشراعي الصغير الي الشاطئ.
بدا لطيفا شابا في الخامسه او السادسه والعشرين اسمر اللون اسود الشعر.كان يرتدي ثوب سباحه ابيض يبرز رشاقه جسمه الطويل.
راقبته وهو يمد ويلوي ذراعيه ناظرا الي ماحوله بكسل ، ثم رأته يرمق الفيلا بنظره سريعه .. هذا يعني انه يعرف طريقه جيدا ؟ ثم عاد الي المركب متناولا منشفه وسله للنزهات انتظرت اورسولا حتي حضر كل شئ ثم تسللت من مخبئها وتقدمت اليه .
التفت اليها بحده ودهشه ثم ببهجه . بدا سيلا من الكلمات الايطاليه فهمت منه انه يعتذر لتطفله ويسألها الغفران . نظرت الي عينيه السوداوين الجميلتين وقالت:
-اتتكلم الانكليزيه؟
شعرت انها رأته من قبل ،ورمي يديه في الهواء غبطه:
- سي .. اجل .. الن تطريديني ؟اريد فقط ان استلقي تحت اشعه الشمس ثم اتناول الغذاء .. ربما ترغبين في الانضمام الي؟
هزت رأسها ولكنها تذكرت انها زوجه فيدل ،وهذا يعني ان عليها الا تشجع متطفلا .
-يستحسن ان تغادر ما ان تنهي وجبتك وسأتظاهر بأنني لم اشاهدك.
احتج بعينين حزينتين .. ومع انها ضحكت لحزنه المفتعل ،الا انها لاحظت مرحا خبيثا في صوته وقررت انه قد يكون بالفعل مرحا ورفيقا جيدا .. ولكنها بعد تردد بسيط تركته .
لم تفكر اورسولا بالحدث حتي صباح اليوم التالي عندما كانت تتناول الفطور علي الشرفه . في هذا الوقت اتصل بها فيدل ثانيه ليقول انه سيغيب بضعه ايام اخري بسبب بعض الاعمال المتراكمه . بدا لها الفراش الكبير فارغا بدونه ولكنها الان وفيما كانت تحتسي العصير ، شاهدت المركب مجددا ثم شاهدت شراعا صغيرا لونه ازرق وابيض.
قررت السباحه فاندفعت الي غرفتها لترتدي ثوب السباحه اخذت قبعه شمس ومنشفه وواقيا من اشعه الشمس . عليها الاتفعل ذلك طبعا لان فيدل لن يوافق ولكن ماذا عنه ؟ كم من النساء الجذابات سيلتقي بهن في ميلانو و فيينا ؟ فكرت فجأه في الكونتيسه فشعرت بالسرور لانها هنا في الجبل عوضا ان تكون حره في مكان ما مع فيدل .
كان المركب يرسو علي الشاطئ عندما وصلت اورسولا الي هناك . في البدايه تظاهرت بالدهشه والغضب لغزوه شاطئها الخاص مجددا ولكنه ابتسم لها ،ومد يده يعرفها بنفسه فقال ان اسمه ريكو دوريانو.
قالت له اورسولا بدون ان تذكر اسمها :
-هذا المكان الوحيد في الجزيره الذي استطيع السباحه فيه فالمياه عميقه الغور في ما سواه.

وعدها الا يكلمها او يقترب منها وابعد منشفته وسله طعامه الي الناحيه الاخري من الكهف الصغير ، وهذا لم يكن بالضبط ما خططت له اورسولا .. لكنها لم تستطع فعل شئ.
بعدما سبحت لبعض الوقت تقدم منها ريكو يعرض زجاجه مرطبات بارده .. وكانت مسروره بقبولها ، هكذا وضعا منشفتيهما في الظل وراحا يرتشفان العصير.
راح ريكو يحدثها عن نفسه قائلا انه هنا في عطله يقوم بالسباق في القوارب السريعه والمراكب قويه المحرك.
- للماذا لاتسابق الان؟
نظر الي البحيره ثم ابتسم :
- اصيب مركبي بحادث .. واحتاج الي مركب جديد .. ومن المعروف ان شراء مركب جديد امر باهظ الثمن.
ران صمت غريب ولم تجد اورسولا ما تجيب عنه . اضاف بعد دقائق يسألها:
- المكان موحش . وزوجك مسافر ؟
احست بالذنب ولكنها سارعت تقول له انها رسامه تقضي وقتها بالرسم.
دعاها مجددا لتشاركه غداءه وكادت توافق ولكنها تذكرت فجأه ان الخدم سيقلقون عليها ان لم تظهر بعد قليل فقالت:
- ولكن اذا كنت قادما غدا فسأتناول معك الطعام . ساطلب من الطاهيه تحضير الغداء.
ولكنه لم يكن قادرا علي المجئ في الغد واتفقا علي يوم الجمعه .. ابتسم وعيناه تطوفان بقدها الرشيق .
- اذا كان الزوج في المنزل فسأبتعد عن الطريق.
غضبت اورسولا وقالت وهي تجمع منشفتها وأغرضها :
- وقد لا اتمكن من المجئ علي اي حال.
كان اليوم حارا حقا .. حضر ديلغي لها الغذا في غرفه الطعام التي كان فيها مكيف فسر اورسولا دقه ديلغي في مراعاه مشاعرها وحاجاتها .. يجب عليها حقا ان تطلب من فيدل وضع مكيف في المطبخ.
تناولت وجبتها ببطء تفكر في ريكو كيف عرف انها متزوجه مع العلم انها خلعت خواتمها قبل التوجه للسباحه.
ماكان عليها الاتفاق مع البحار المتطفل علي موعد للغداء، فصباح يوم الخميس اتصلت الكونتيسه لتقول ان لائحه المدعوين جاهزه . سألتها ان كانت تريد رؤيتها في وقت ما في هذا اليوم.
قالت اورسولا : هل انت واثقه انني لا ازعجك كثيرا ؟ اتريدين ان اذهب ان اليك؟ صباح الغد ربما ؟
وهذا سيمنحها عذرا لئلا تلتقي ريكو .. ردت رونا بسرعه:
- لا ..لا .. سأتناول غدا الغداء مع .. صديق..
اي صديق ؟ فيدل ؟ ابعدت اورسولا الافكار المزعجه :
- سأتي اليوم .. وسنقرر معا ما ستقدمينه من طعام في الحفله .. اعلمي انك ستضطرين الي استئجار خدم اضافيين.
وكان ان جاءت الكونتيسه بعد الظهر ، فتناولت الشاي علي الشرفه . بدت اكثر جاذبيه اليوم في فستانها العاري الظهر الذي يظهر حنايا جسدها بالتفصيل.
- لدي اللائحه هنا.
فتحت ورقه كبيره ، اخرجتها من حقيبه صغيره فحاولت اورسولا الا تظهر صدمتها .. وسألت :
- كم عددهم ؟
- مئه .. مئه وعشرون ..لا اذكر بالظبط.
- انه عدد كبير ولكن ألن يأتي زوجك؟
ردت المرأه: مات دو******************************** منذ ثلاثه أشهر.
لماذا لا اتعلم اقفال فمي ؟
- اوه .. ماأشد اسفي .
- لايهم .. كان موته متوقعا منذ مده .. فقد كان زوجي اكبر مني سنا .. زواجنا كان زواج مصلحه.
- اجل .. وهل لديك اولاد ؟
- وهل ابدو لك اما ؟ لكن هناك من يعوض هذا كله .
ردت اورسولا بصوت جليدي ادهشها هي نفسها : لا اظنني فهمت قصدك.
ابتسمت الكونتيسه بلؤم،ولمعت عيناها بالحقد:
- اتظنين ان هذا كله سيدوم لك ؟ الحب .. وشهر العسل .. اتتصورين ان حياتك ستبقي عسلا الي الابد ؟
- لا .. بالطبع لا .. اعرف ان الامور تتغير ..
-لا تكوني قاسيه علي نفسك . انت شابه صحيحه الجسم .. وهذا طبيعي ..لا ؟ تستمتعين بزوج في فراشك .. وفيدلو رائع .. خبير .زكيف تقولين ؟ مفعم حيويه.
احست اورسولا بحمره الخجل تغزو وجنتيها : انا لا اضن ..
لكن الكونتيسه كانت مصممه:
- عزيزتي اورسولا .. سامحيني .. ولكنني اعتقدتك تعرفين انني وفيدلو ..
وتركت ما تبقي من الجمله الساخنه الحمراء في الهواء.. تنحنحت اورسولا التي جفت حنجرتها فجأه : شعرت بأنك وزوجي ..
- اه .. عظيم .. هذا ما ظننته .. ولكنني لا اظنك تتوقعين من رجل مثله ان يكون ..؟
- ناسكا ؟
- سي .. ناسكا ؟
وضحكت عاليا من الفكره ثم اردفت:
- وبما ان زوجي لم يكن .. قادرا علي المجامله فقد اصبح من السهل التوصل الي اتفاق كهذا .
ارتشفت اورسولا شايها:
- منذ متي وانت تعريفين فيدل ؟ كم دامت علاقتكما؟
- التقينا حين كان يسكن في روما قبل وفاه والده .. في ذلك الوقت كنت عروسا شابه تشعر بخيبه الامل . تزوجت لارضي عائلتي ولارضي نفسي بطريقه ما .. ولكنني سرعان ماعرفت ان المراءه بحاجه الي اكثر من اللقب والثراء ,, وفيدلو كان .. متعاطفا .. ولكنه تغير كثيرا في السنوات العشر المنصرمه بل فل نقل تغير كلانا .
- اتقولين انك كنت عشيقته طوال هذه المده؟
اتسعت عينا اورسولا الخضروان ذهولا وخوفا ..
-وماذا توقعت؟
- اعني حتي الان .. حتي الصيف هذا .. حتي بعد موت زوجك ؟
- ولماذا نتوقف بعد موت دو********************************؟
سألت اورسولا بصوت مخنوق :حتي حين كان فيدل في باريس؟
اخفت عينا الكونتيسه ابتسامه سريه .
- هناك في باريس التقاك .. وكان علي حق . ستكونين الام المثاليه لاولاده ..
وتحول قلب اورسولا فجأه الي قطعه ثلج. اما لاولاده ؟ .. انه الكلام نفسه الذي استخدمه فيدل .. وكأنهما خططا لهذا معا ..
اردفت رونا : لهذا لا اريد لك ان تتألمي . انت شابه لم تدعكك الحياه . وانا متأكده انك كنت عذراء قبل زواجك من فيدلوا ...صديقيني ، فيدلو يحترم مسؤولياته ويقدسها.
لاحظت شيئا في عين اورسولا فصمتت ، ثم اضافت:
- سيكافئك كونك زوجته وام اولاده مدي الحياه.
واشارت الي الفيلا ثم الي البحيره والجبال:
- ولكنك تخطئين ان خلت نفسك قادره علي الاحتفاظ بفيدلو لنفسك . فبعدما تمر بهجته الجديده بك فسيتطلع الي مكان اخر .. عندها يحين وقت تدبير امر علاقه غراميه خاصه بك.
صمتت اخيرا لان اورسولا ضربت فنجانها بالصحن فوق الطاوله .. واحترق الغضب الاحمر في عينهيها :
- وستكونين بلا ريب سعيده عندما يحصل ذلك لتستردي علاقتك مع زوجي ؟ سيدتي الكونتيسه من الافضل ان ترحلي.
- يا ابنتي العزيزه .. هل قلت شيئا كهذا ؟ هدئي روعك .. قد لا يشرد فيدل قبل سنه او سنتين .. واؤكد لك انني لست علي استعداد للانتظار طويلا .. تعالي .ز لقد اضعنا وقتا طويلا .. اين هي لائحه الضيوف؟ سأخبرك بعض المعلومات عنهم.
احست اورسولا بحواسها مخدره فاعطتها اللائحه ، لتصغي الي ماتقوله .ز اخيرا وبعد طول انتظار ، جاء ديلغي يقول ان اليخت جاهز ليقل الكونتيسه الي البر .ز
- ولم نناقش امر الطعام بعد او امر ملابسك .. ولكننا اتفقنا علي الموعد.
ردت اورسولا تذكرها: ان كان يناسب فيدل.
ضحكت رونا : يجب ان يكون كل شي بالطبع مناسبا لفيدلو.
حضنت اورسولا مودعه وقالت انها امضت وقتا جميلا وهذا ما لم تشعر به اورسولا البته.

كاد الفجر ان ينبلج قبل ان تغط في نوم قلق ، متوتر .. نوم شابه صوره رونا في احضان فيدل.
صب ريكو لنفسه مزيدا من العصير ونظر الي جانب وجه اورسولا الشارده .. كانا قد انهيا للتو غداءهما .. بالامس قررت عدم تلبيه الدعوه ولكن بعدما كشفته الكونتيسه ، وبعد تلك الليله المضطربه قررت العكس . أليست هذه هي العلاقه التي ستنقذها ان نفذت رونا ما تريد ؟
قال ريكو: انت صامته.
-كنت افكر ..
- هل كدرك احد ؟
-لا .
- أتتساءلين عما يفعله زوجك في فيينا ؟
سألت بدهشه : كيف عرفت انه هناك ؟
هز كتفيه وتمدد علي منشفته ينظر الي اصبع قدمه الكبيره :
- انت من قلت ذلك منذ يومين .
هل اخبرته حقا ؟ تشك في ذلك .
- اذا كنت تشتاقين اليه ، فأنا مستعد ..
مد يده يمررها علي ذراعها . صفعت يده بسكين كانت تحملها وصاحت به :
- ريكو دوريانو.
صرخ و كأنه يتألم ثم تلوي علي الارض مصدرا ضجيجا مرتفعا .. وبعد ذلك راح يقهقه سائلا عن رأيها بنزهه علي مركبه ؟
قالت معترفه : لست سباحه ماهره .
ضحك بسبب انعدام ثقتها به ثم قال ان الرحله ستكون لطيفه ، وانه مستعد ان وقع لها حادث ان ينقذها ويحملها الي كهفه السري حيث سيعيشان سعيدين . ضحكت من خياله الرومانسي متسائله عن سبب تضيع وقته هنا معها.
اخيرا وافقت علي مرافقته .. وكانت رحله عظيمه .. في البدء مال المركب بطريقه مخيفه وحين لاحظ ريكو اضطرابها سارع الي انزال الاشرعه حتي سار المركب بشكل مستقيم .. ولكنه لم يصطحبها الي مكان بعيد.
سألته اثناء الرحله عما اذا كان ينوي المشاركه في السباق هذا الموسم فتردد بالاجابه ثم قال انه سيشتري مركبا جديدا عما قريب .
عندما عادا الي الشاطئ قالت له : كانت رحله رائعه.
لقد سرتها الرحله.. لكن .. ماذا ؟ انها غير متأكده من شئ .. فقد رأته تاره منجذبا اليها وطورا نادما علي وجوده هنا.
وقفت اورسولا تنظر اليه وهو يبحر ولكنها شعرت بالضياع .. وكأنما صلتها الوحيده بالعالم الخارجي تنسل بعيدا عنها.
راحت تتجول متخذه طريقا وعره للوصول الي البيت . اخيرا وصلت الي سقيفه المراكب قرب الرصيف ، وتسألت عما اذا كان هناك قارب صغير تستطيع اخذه الي الخارج بنفسها . ولكن القوارب جميعها كانت في الداخل في مكان مقفل . بحثت عن المراكبي فلم تجده ، ربما يغط في قيلوله ممتعه. نظرت الي الرصيف والمراكبوالي الفنادق والكنيسه والي الناس البعيدين جدا فتساءلت لماذا تشعر انها واقعه في فخ.
استقبلها ديلغي امام الباب قائلا ان فيدل اتصل ساعه الغداء ليقول انه عائد الليله و لكنه طلب الا تنتظره .
ظلت رغم ذلك مستيثظه الي ما بعد منتصف الليل وكانت تنتظر بشوق رؤيته من جديد ولكن رافق شوقها قلق وقله ثقه بزوجها و ما السبب الا رونا واحاديثها . هاهي تحس بحاجتها الي فيدل الذي تريد منه ان يبعث في نفسها الطمأنينه بشأن حبه لها .
سألت اورسولا ديغلي الذي دخل الي غرفه الجلوس ليتأكد من اقفال النوافذوالابواب الزجاجيه.
- أتنتظر عاده حتي هذا الوقت المتأخر؟
قال لها لاداعي الي ان ينتظر اي منهما اكثر من ذلك لان فيدل لايعود احيانا قبل الرابعه او الخامسه صباحا ، وهكذا ذهبت علي مضض الي النوم.
كان الصباح يرسل اشعته حين استيقظت .. مدت يدها اليا الي السرير العريض فاذا الغطاء املس .. انه ليس هنا .
لاشك ان حادث ما قد وقع له . جلست اورسولا مذعوره . هل تحطمت طائرته الصغيره في الجبال .. لماذا لم يوقظها احد ؟
كانت في منتصف الطريق الي الباب عندما تذكرت فجأه غرفه نومه الخاصه . هناك امل ..
حبست انفاسها مذعوره . سارت علي اطراف أصابعها عبر غرفه الملابس المشتركه ، ثم فتحت الباب بهدوء. نظرت الي الغرفه ثم شعرت براحه عارمه بل شعرت انها توشك علي الاغماء . كان فيدل هناك مستلقيا علي معدته ، احيا منظر كتفيه ، وظهره العريضين ، ذكري حبهما العميق .. وفي هذه اللحظه بالذات .. عادت كلمات رونا لتعذبها : لاتخالي نفسك قادره علي الاحتفاظ بفيدلو لك وحدك مده طويله .
وقفت بالباب تنظر اليه وتفكيرها يعذبها وشكوكها تقتلها . لماذا تزوج بفتاه نكره مثلها ؟
سمعت حركه في السرير . وكأنه احس بوجود شخص ما .. تراجعت اورسولا بسرعه لانها تعلم ان عليها الابتعاد .. والتفكير ..
لكن الباب لم يكن مقفلا وراءها حين رأته يتقلب في فراشه متمتما بنعاس :
- رونا .. رونا .. ؟
7- ضاعت في عالمه

اندفعت اورسولا الي الغرفه صافقه الباب بقوه قائله:
-لا .. لست رونا .. هذه انا ، اتذكر ؟ لقد تزوجتني في لحظه ضعف منذ خمسه عشر يوم .. ولكن لاتقلق بشأن الكونتيسه فهي تكاد تعيش هنا في هذه الايام . وانا واثقه ان المياه ستعود لمجاريها بينكما في وقت قريب .
- اورسولا ..
لكنها لم تنتظر ، بل هرعت الي غرفه الملابس قبل ان يرمي الغطاء عنه ويقفز من السرير . ركضت من غرفه الملابس الي غرفتها ولكنه كان وراءها يمسك ذراعها . تلوت لتنسل من قبضته .. حاول ثانيه : اورسولا حبيبتي
كان غاضبا ولكنه غضب ممزوج بالتسليه : لم اكن اعني ..
ارتدت عنه ممسكه بمقدمه روبها : بالطبع لم تعني .. انها غلطه سخيفه .. لا تقلق .. فأنا اعرف كل شئ .
-كل شئ عن ماذا ؟
كان علي وجهه عدم الرضا ، لا .. ليس هذا ما يتوقعه من زوجته .. لقد اختار زوجه صغيره عديمه الخبره مشغوفه به ويتوقع منها الخضوع بهدوء ، فيما يتابع هو مغامرته العاطفيه المجنونه ..هل رونا هي الوحيده ؟ ردت بجفاء:
- اعرف كل شئ عن علاقتك برونا دوراليس .. منذ خمسه ايام .. الن تسألني ما اذا كنت حاملا .. ؟ لتستريح من ازعاج نفسك بي.
ترققت شفتاه غضبا وقال:
- لم يحن الوقت لتعرفي.
- لكنك لم تنكر سبب زواجك بي .. اليس كذلك ؟ الم تتزوجني من اجل انجاب الاطفال لك رد علي .. رد علي ألهذا السبب تزوجتني ؟
ارتدعنها .. فحدقت الي ظهره المستقيم . خلل اصابعه الطويله في شعره الاسود .. الان لا يبدو نعسان و ضعيفا . بل قويا وعدوانيا .. عاد ذلك التعبير الحاد الي صوته :
- لولا رغبتي فيك اما لاولادي لما تزوجتك.
استدار يواجهها وعيناه الزرقاوان باردتان:
- اعتقد اني قلت لك هذا في باريس ..
رفعت اورسولا رأسها:
- وهل كنت تظن انني سأكون اله انجاب فيما عشيقتك بانتظارك علي مسافه نصف ساعه ؟
- توقفي عن هذا اورسولا . لااسمح لك بمكالمتي بهذه الطريقه.
- بكل تأكيد . ظننتني سأجلس في المنزل ساكنه . حسنا .. عليك ان تحسب حسابي . فلن ابقي هنا لاكون مثار ضحك اهالي البلده .سأرحل فورا .
تحرك بسرعه فوق السجاد السميك ، يمسك ذراعاها ويكاد يرفعها عن قدميها :
- لن تفعلي هذا .. لن تتركيني ابدا .
في عينيه شئ مخيف ، شئ ابعد بكثير من كبرياء عائله زاراكوتشي العتيق .. كان شئا وكأنه غضب مميز خاصه ،انه اختار زوجه ستجرؤ علي الحاق الخزي والعار به .
صاحت محاوله مقاومته : لست سجينتك.
رد بصوت مرتجف : لست سجينتي بل زوجتي.
-هذا لا يعطيك الحق ..
تغيرت لمسه يده فصاحت :لا


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس