عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-19, 08:10 PM   #965

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر



مر اسبوع بقيت فيه نوال تتنقل بين بيوت اخوتها وابنتها ...

مخبرة الجميع .. انها مستغلة سفر زوجها الى خارج البلاد لحضور احد المعارض المتخصصه بمجال عمله .. بعد ان لفت انتباههم عدم حضوره لرؤية حفيده بعد الحادث وايضا بقائها لايام بعيدا عن بيتها وعن زوجها .. وهذا مالم يحصل من قبل ابدا ...

ولرغبتها في الاطمئنان على قصي حتى يقف على رجليه وتتاكد ان جرحه تم شفائه

جلست مع زوجة اخيها الكبير بينما زوجة الاخر الذي يسكن في النصف الثاني من بيت ابيهم بعد ان قسماه بينهما ... تخلفت اليوم على غير العاده لانها ذهبت لزيارة اخيها المريض ..

بينما الثالث يسكن ببيت مستقل بنفس المنطقه .. اخويها الكبيران اشتريا حصص الاخوات والاخ الثالث من بيت الاب بينما نوال رفضت ان تاخذ منهما مقابل نصيبها في البيت وبدعم من زوجها .. قالت لهم

" انا ليست محتاجه للمال واريد ان ابقى على احساسي ان هذا بيت ابي المفتوح لي باي وقت .. رغم اعتراض اخوتها الشديد وتأكيدهم انه سيبقى بيت ابيها المفتوح لها .. وهي صاحبة البيت وهم الضيوف .. ولكنها اصرت على رأيها "

لكنها تنازلت لهما رسميا والبيت الان باسم الاخوين ..

تجلسان في الحديقه وبالتاكيد ستنضم اليهم تباعا اخواتها وزوجة الاخ الثالث وبنات العم والجيران .. ..

جلسات العصريه التي افتقدتها نوال بعد ان تزوجت ورحلت للعاصمه ... تلك العادات والطقوس التي كانت تنتشر قديما وقت العصر حيث تجتمع النساء على فراش يتم وضعه على الثيل موزع عليه المقاعد في الايام التي يكون فيها الجو معتدلا .. ويضعون المراوح العموديه كي تحرك الهواء من حولهم .. يتناولون الكعك مع الشاي ..

العلاقات الاجتماعيه في المحافظات لاتزال تحتفظ بقوتها .. لمة نساء الجيران والاقارب عصرا .. كل يوم في بيت والقاسم المشترك الشاي والكعك ولا مانع من تواجد المعمول المحشو بالتمر او الحلقوم الاحمر او لب الجوز وغيرها الكثير من الحشوات ..

يقضين وقت ممتع يتبادلن فيه الاحاديث التي لاتخلو من الهمز واللمز بين النساء والمزاح المبطن واحيانا يكون بالقلم العريض ..

جلسات يقضين فيها وقتا ممتعا ويتناقلن فيها الاخبار الاجتماعيه . وبالاخير قبل اذان المغرب يتفرقن كي يلحقن بالصلاة في بيوتهن ..

وجدت نوال بهذه الجلسات ماتصبو اليه من لهو تشغل نفسها به عن التفكير .. لكن مهما انكرت وادعت انها قويه .. ولا مباليه وتتصرف وكأن شيئا لم يحصل .. وانها مستمتعه بقضاء الوقت بين اهلها وعائلتها ...

في النهايه يأتي الليل وتضع رأسها على وسادتها وتبدأ الصور تتوالى عليها تباعا .. كل ذكرياتها مع زوجها الحزينه والسعيده لتقف طويلا امام صورته الاخيره وهو يقف امامها معتذرا وفي ذات الوقت تشعر بالم شديد وصوت فارس يرن باذنها ... ابي طلقك ..

عندها تفقد سيطرتها على دموعها من الانفلات لتنام بعد مايكفي من الوقت كي تصبح وسادتها مبلله

اقتربت حفيدة اخيها من جلستهما تركض وتنادي جدتي جدتي جرس الباب يرن ..

قامت زوجة اخيها لترى من القادم لانهم يمنعون الصغار من فنح الابواب لأي طارق ..

دخلت وفارس خلفها...

وقفت امه لاستقباله .. حضنها وقبل رأسها وكتفها ..

وضعت كفها على خده ونظراتها التي تملئها الحنان والدفيء تغمره

قبلته وسألته عن نور والصغار ..

رفض ان يدخل وفضل الجلوس معهن على الفرشه بما انه لايوجد احد غريب .. متعللا بعدم وجود خاله واولاده وانه مستعجل ويريد ان يعود بسرعه ...

جلس بجانب امه بينما زوجة الخال ذهبت لعمل الشاي

قربت منه صحن المعمول والكعك وقالت له

" لاداعي ان تتعب نفسك بالمجيء يوميا حبيبي ... يكفي ان تاتي لتقضي معي نهاية الاسبوع انت وعائلتك ..

الطريق طويل وانت عندك دوام يومي .. لذا يكون قدومك عصرا وعودتك .. ليلا وانا اقلق عليك .. اسمع كلامي بني وارحني "

لاتعلم انه مجاز من عمله وياتي صباح كل يوم .. ليقضي النهار مع ابيه ويتركه مساء .. بعد ان ياتي عمه قصي الذي يرافقه ويبيت معه يوميا رافضا اي محاوله من ولده مصطفى او هو واخيه وسام بان يتناوبا معه بالمبيت ..

اليوم حضر متأخرا لان وسام معه منذ الصباح .. لذا حضر لزيارة امه اولا قبل ان يذهب الى المستشفى ..

بادرها قائلا : "ولما لاتاتين معي وترتاحين وتريحيني بدلا من هذا التشتت ؟

امي ارجوك صحيح اني وعدتك ان لاافتح معك اي حديث عن ابي ولكن مر اسبوع واعتقد انه كان كافيا كعقاب له ..

تعلمين جيدا مدى ندمه واحساسه هذه المره مختلف ... صدقيني لو رأيته لن تعرفيه .. انه متعب من غيرك .. اشعر وكأن لارغبة له بالحياة ...

اعلم انه اخطأ كثيرا بحقك .. ولكن لايمكن ان تنكري ان ابي يحمل قلبا طيبا والاهم انه يحبك ... ارحميه يكفي احساس الذنب الذي يرافقه .. "

لم يحصل على اي رد فعل من امه .. تجلس بهدوء وتلعب بحشائش الثيل لكن انتبه انها تقطعها بشده .. علم انها تكابر وتكتم

رفعت رأسها عندما وصلت زوجة خاله تحمل صينية فيها اكواب الشاي وضعتها في منتصف الفرشه وهي تقول باسمة ....

تفضلوا !

تناول كوبه وبدأ بارتشاف الشاي والسؤال عن خاله والاولاد في حديث يريد به قضاء بعض الوقت مع امه قبل ان يخرج ..

بعد ربع ساعه قام واستأذن .. اوصلته امه للباب

سألها كمحاوله اخيره ان ترافقه وتبقى في بيت وسام كما اتفقا سابقا ..

كان ردها " ليس الان بني .. احتاج للمزيد من الوقت .."

استسلم مغادرا ليتوجه نحو المستشفى حيث يرقد ابيه منذ اسبوع ..

كانوا قد رفعوا عنه اجهزة العنايه الفائقه منذ يومين بعد ان تأكدوا ان الازمه قد مرت بسلام .. ولكن لم يسمحوا بخروجه من المستشفى الا اليوم ..

دخل لغرفته وسلم على عمه قصي الذي كان موجودا .. بينما اخيه وسام قد عاد للعاصمه قبلهم كي ياخذ زوجته لتساعد نور بترتيب بيت ابيه وتحضير العشاء والاستعداد لاستقبالهم ..

تقدم من سرير ابيه وسلم عليه ... قبل رأسه وهو يسأله

اخبارك واخبار قلبك اليوم ايها العجوز ... ان شاء الله احسن!

هز الأب رأسه مجيبا ...

" اخباري والحمد لله والشكر احسن بكثير... اما اخبار قلبي فهي معك ..."

قالها وهو يوجه لولده نظرة عاجز لايدري ماذا يفعل

ابتسم وكأنه لم يفهم قصد ابيه وهو يرد...

" اطمئن .. الحمد لله قلبك حديد .. لقد قابلت الدكتور بطريقي وهو خارج من هنا وسألته ...

قال انه ترك لنا بعض الملاحظات مع الممرضه وهي ستاتي بها الينا قبل ان نخرج .. ان شاء الله اخر عهدك بالمستشفيات .... لا اعادها الله عليك وعلينا .. كانت ايام عصيبه .. ساذهب الان لاكمال اجراءا خروجك .."

خرج واغلق الباب ورائه ليترك قصي مع ابيه وهو يحاول معه من جديد ان ياتي الى بيته ...

ولكن كان يحصل على نفس الرد من رعد.

" دعني اعود لبيتي .. تعلم اني لاارتاح الا فيه... "

رد عليه قصي : " لاتكن عنيدا يارعد انت الان في مرحلة النقاهة ...تحتاج لعنايه خاصه وانتباه .. لااحد معك هناك .. لنفرض انك احتجت لشيء ليلا او شعرت بشيء ؟.. انت لاتزال تحتاج مساعده في ابسط امورك .. ولو فرضنا ان اولادك سيتناوبون ويبيتون معك ليلا ... من سيبقى معك طوال النهار؟ .. لااحد ..

وحدك بالبيت من الصباح ولغاية مابعد الظهر .. لاتتعب قلبي يارعد وتعال معي وان كنت تخشى من معرفة نوال ..لاتحمل هما .. لن نخبرها وانت ستبقى في غرفتك مرتاح ولن تشعر بوجودك حتى لو اتت لزيارتنا ..."

كان رعد يستمع وهو مغمض عينيه... يعلم بخوف قصي عليه ولكنه لايقدر انه لايستطيع ان يتواجد بالقرب منها ولكن بنفس الوقت بعيد عنها بعد الارض عن السماء ..

دخل فارس قاطعا الحديث وهو يقول...

" لقد انتهيت من كل شيء... "

دخل من خلفه عامل يدفع كرسي متحرك ترافقه رئيسة الممرضات

اقتربت من السرير وهي تقول :

ماشاء الله وجهك اليوم منيرا ... واضح انك سعيد لمفارقتنا ..

لو تعلم مع من تتكلم ماكلفت نفسها لتمزح معه .... لم يكلف رعد نفسه بالرد ولا حتى بالنظر اليها...

نظر قصي لفارس وهما يبتسمان ومجاملة منه بادر هو بالرد ...

" بالعكس اعتقد من يرافقكم هو الذي يكون سعيد .. يكفي انه يجد هنا الماء والهواء والوجه الحسن ... ماذا يريد اكثر من هذا "

ضحك فارس وهو يهز رأسه تعجبا من الفارق الكبير بين هذين الرجلين بالطباع رغم تقاربهما الشديد وعلاقتهما القويه بينما كان قصي يكمل كلامه المازح مع الممرضه

" انتم من ستتخلصون منه وترتاحون .. لاادري كيف تحملتم وجوده لأسبوع؟ "

كان قد اعتدل رعد في جلسته على السرير رافعا رأسه بشكل جانبي، ناظرا الى ابن خالته بطرف عينه بينما الاخر يبادله النظرات مبتسما واضعا يديه في جيبيه ...

ردت على كلام قصي ..

بالعكس كل مايهمنا سلامته .. هذا واجبنا وان شاء الله يكون راضي علينا .. قدمت ورقة لفارس وهي تقول ...

" هذه وصفة الادويه التي كتبها له الدكتور"

ومدت يدها بورقة اخرى...

"وهذه التعليمات التي اكد الدكتور على اتباعه لها... يقول انها مهمه جدا ...

كتبها لكي لاتنسوا شيئا ... شدد على الالتزام بها في الفتره القادمه ...

لان الحاله التي مر بها يمكن ان تعود اليه وتكون اشد من الاولى اذا اهملها "

نظر فارس الى الورقه وقرأ المكتوب بها بصوت عال "

الابتعاد كليا عن اي ضغط نفسي او عصبي

الامتناع عن تناول الوجبات الدسمة

الاسترخاء والهدوء

الإقلاع عن التدخين

الالتزام بالتغذية الصحية

تخفيض الوزن

محاولة تغيير نمط الحياة وتقليل الاجهاد واخذ فترة راحه بين حين واخر

نظر قصي لرفيقه وسأله باستهزاء واضح ...

"وكيف ان شاء الله ستطبق كل هذه الوصايا وانت لوحدك طوال النهار ؟"

اقترب من الكرسي الذي اجلسوه عليه قبل ان يبدأ العامل بدفعه من اجل الخروج

"هيا يارعد لاتكن عنيدا وتعال معي لبيتي ... اسبوع فقط اطمئن فيها عليك وبعدها اذهب لبيتك .. "

وجه رعد كلامه للعامل قائلا ... " هيا بني فلنذهب من هنا ... لقد سئمت من رائحة التعقيم والمستشفيات .. اسرع واخرجني ... "

تنحى قصي جانبا وخرج رعد يدفعه العامل متبوعا بفارس الذي استغرق في الحديث معه بينما رعد افكاره تاخذه لشاغله فكره وقلبه الذي سيتركها هنا ويعود لبيته وحيدا .. يحمل هما كبيرا يجثم على صدره ...

كيف سيفتح الباب ويدخل ولن تكون ابتسامتها اول شيء يتستقبله!

...................................

تقدم بسام وابن خاله من الجلسه الارضيه وسأل امه ...

" هل تحتاجين لشيء مني ؟... سنخرج وربما نتأخر قليلا "

عندما سألته الى اين رد عليها ..

" ساذهب اولا لبيت عمي قصي ناخذ محمود ونذهب للمقهى لنشاهد المباراة "

نهضت من مكانها وهي تجيبه..

" انتظرني ساتي معك لأرى قصي ... منذ يومين لم اره لانشغالي مع خالاتك التي اجتمعن هنا وتركن بيوتهن لمدة يومين

عندما اقترب بسام من بيت عمه قصي اتصل بمحمود الذي فتح الباب لحظة وقوف السياره ....

ضحكت نوال وهي تنزل من السياره تمازحه بالقول ...

" هل كنت تقف خلف الباب ؟"

القى عليها السلام بسرعه ثم ركب السياره وانطلقا لوجهتهما

دخلت واغلقت الباب الخارجي خلفها وهي تهز رسها يأسا من هذا الثنائي الذي اصبح ثلاثي بعد ان انضم اليهم ابن اخيها الاصغر منهما بعامين ...

اقتربت من باب المطبخ المفتوح .. كانت ابنة عمها تجلس على احد كراسي الطاوله وظهرها باتجاه الباب ... لم تنتبه اليها

تتحدث في الهاتف ومن صوتها واضح عليها الاستياء لانها سمعتها تقول

"ومافائدة ذهابك وبقائك معه لمدة اسبوع .... هل تضن ان هذا هو الحل ؟

ماذا سيفعل بعد ان ينتهي الاسبوع ؟ هل سيتغير شيء ؟

لا أدري كيف سمحت لهما ان ياخذاه من المستشفى والسفر به فورا !"

لم تعلم ماذا كان الرد ولكن سمعتها تتحدث من جديد باستياء اكبر ...

" تعلم جيدا أنني لم أقتنع منذ البدايه بأن تخفيا الأمر عن نوال... "

كانت على وشك تنبيهها لوصولها عندما سمعت اسمها فتجمدت بوقفتها تسمتع لباقي الحديث ...

" من حقها ان تعلم بمصاب زوجها .. لقد كاد أن يموت..

اسبوع راقد في المستشفى قضى منها يومان بالعناية الفائقه وهو بين الحياة والموت ... وانتم تخفون الامر عنها والان خرج وذهب لبيته ليبقى وحيدا..

هذا جنون ! بماذا يفكر اولاده؟.... هل كان ابوهم مريضا بالانفلونزا مثلا!... انها ذبحة قلبيه يارجل ويحتاج لعنايه ومراقبه .. واهتمام خاص "

بقيت نوال واقفه مكانها كالصنم ... زوجها كان في المستشفى يعاني من ذبحة وهي لم تعلم ...

بقيت تستمع لحديث ابنة عمها مع زوجها ... لاتعلم ماذا يقول لها ولكن من ردودها فهمت الكثير

انتبهت اليها تقف وهي ترد على زوجها بعصبيه

" ليس من حقكم ان تصادروا رأي نوال .. المفروض ان تبلغوها وهي من تقرر

لاتقل لي انه هو من طلب واستحلف الكل .. انا كل مايجري لايقنعني

مع ذلك لا أستطيع منعك من الذهاب اليه والوقوف بجانبه .. هذا واجبك "

شعرت نوال بان الارض تميد من تحت قديميها لذا تمسكت بالباب كي لاتسقط

مما تسببت باصدار صوت لفت انتباه ابنة عمها التي كانت تنهي مكالمتها وهي تتأفأف

لتلتفت وتتفاجأ بها تقف خلفها.

" نوال !!! " قالتها بتعجب

تقدمت اليها مسرعة لتمسك كفها وتقودها للجلوس وهي تسأل بذهول..

منذ متى وانت هنا ؟؟

تمالكت انفاسها بصعوبه وسألتها بقلق ...

" ماذا حصل لرعد ؟"

جاورتها تمسك بيدها وهي تدعوها ان تهدأ ووعدتها أن تخبرها كل شيء لم يعد امامها مفر بعد ان علمت ان ابنة عمها قد سمعت مكالمتها مع زوجها ...

ما إن أنهت أم مصطفى سرد التفاصيل حتى وقفت نوال بسرعه لدرجة ان الكرسي الذي كانت تجلس عليه سقط على الارض واصدر دوي صاخب.

أسرعت للخروج بينما ابنة عملها تلحق بها، امسكتها وهي تسألها...

الى اين انت ذاهبه هكذا ؟..

التفتت اليها، نظراتها هائمه لاتعرف ماذا تقول وماذا تفعل!

بكلمات متقطعه ردت : اريد .. ان اراه ..

انا السبب ... قلبه لم يتحمل قسوة كلماتي معه .. لن اسامح نفسي لو اصابه مكروه .. انا السبب .... انا السبب!

بقيت ترددها ودموعها تأبى التوقف وابنة عمها تمسكها من عضديها خوفا عليها من السقوط ... فهي ليست بالقوه التي تدعيها...

سحبتها للداخل وهي تخبرها بلطف...

تعالي اجلسي قصي قادم الان ويريد الذهاب اليه للبقاء معه هذه الفتره ..

كان يتصل بي لاحضر له حقيبة ملابس تكفيه لاسبوع ..

يقول ان اولاده غير متفرغين.... عندهم التزاماتهم ولا يعودون الا بعد الظهر

ويخشى عليه من البقاء لوحده هذه الفتره ...

بينما كانت تشرح لها دخل قصي وهو ينادي على زوجته. انتبه لوجود نوال فسلم عليها بحذر..

سأل زوجته "هل جهزت لي ماطلبته منك " ..

لم يوضح اي تفاصيل لوجود نوال

نهضت ام مصطفى وهي ترد عليه : "حالا اغير ملابسي واتي معكم "

لم ينتبه لكلمة معكم .. لذا سألها بتعجب ..

"الى اين تاتين .. قلت لك انا ساسافر لمدة اسبوع ولا يمكن ان اخذك معي ..."

ابتسمت وهي تخرج من المطبخ وتردد ...

" معكم قلت معكم يارجل ولم اقل معك ... "

انتبه لكلمة الجمع وفهم انها تقصد نوال ...

نظر لابنة عمه التي هزت رأسها لتؤكد له ما يفكر فيه.

ضرب بقبضته على الطاوله وهو يقول..

" ابنة عمك لسانها متبريء منها . كان يجب ان اتوقع انها لايمكن ان تكتم سرا "

كفكفت دموعها بيديها وهي ترد عليه بحزن ...

" ليس ذنبها .. انا من دخلت عليها وهي تتحدث معك ولم تكن منتبهة لي.. "

رفعت نظراتها اليه وسألته بقلق...

" استحلفك بالله يا ابا مصطفى كيف هو حاله ؟.. "

رد عليها بهدوء وهو ينظر لكفيه المعقودين امامه على الطاوله ..

" الان يمكنني ان اقول انه اصبح بخير وتجاوز الخطر .. لكن لو رأيت حاله طوال الاسبوع والاسلاك تنتشر على جسده بالتاكيد كنتِ ستنهارين .. "

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها بينما قصي يكمل كلامه

" هو يعلم انك مهما غضبت عليه لايمكن ان ترضي له بالاذيه .. لذا اصر على ان لايصلك الخبر .. عندما كنت معه يوم امس وكنت الومه على قراره بعدم اخبارك

قال يكفي ماسببته لها من اذيه طوال حياتها معي بصوره مباشره وغير مباشره

نوال اطيب قلب في الدنيا ولا تتحمل الاذيه لاي انسان ... قلبها لايعرف الكره ولا الحقد ... حتى لو بقيت مصره على الانفصال لكني على ثقة تامه انها لايمكن ان تكرهني او تتمنى يوما لي الاذيه ... انا اعلم انها ستتاذى اذا علمت بحالتي هذه

وقلبي لم يعد يتحمل إصابتها بأي أذى بسببي مرة اخرى... "

دخلت فنار تحمل الحقيبه الصغيره ومعها خالتها فهي لم تعلم بوصول امها الا عندما ذهبت خالتها لغرفتها تبلغها بوجودها وسفرهم الان ....

حضنت امها وهي تشاركها البكاء دون الحاجه لاي كلمات .. لقد علمت فنار بما حصل لابيها قبل يومين وذهبت لزيارته .. ومن وقتها ودمعتها لم تنشف على الحال الذي وصل اليه ذويها

تدخل قصي منهيا مايحصل بقوله ....

" فلنذهب بسرعه كي نصل قبل ان يحل الظلام !"

……………….

فتح وسام باب السياره لابيه وهو يتحمد لله على سلامته ... ساعده بالنزول ليلتف حوله حفيديه الذي ابعدهما فارس عن ابيه بقوله

اتركا جدكما يدخل ويجلس ثم سلما عليها ..

كانت نور وبشائر يقفان جانبا .. لم تستطع نور ان تكبح جماح دموعها وهي ترى شكل عمها المتعب.

لقد تغير كثيرا هذا الاسبوع ، كان فارس يرفض ان ياخذها معه لزيارته عندما يذهب إليه يوميا ...

لااحد يعلم بما حصل له .. والا كان البيت سيكون ممتلئا بالمستقبلين ..

دخل وجلس على اقرب اريكه اقتربت منه نور اولا لتقبل رأسه وكتفه وهي تتحمد له على سلامته وعودته لينير بيته بوجوده .. وتدعو له بطول العمر

تبعتها بشائر لتفعل المثل .. ليبادر هو بسحب رأسها ويقبل جبينها ويبارك لها الحمل الذي ابلغه وسام به عندما تحسنت صحته..

نادى حفيديه ليضمهما كلاهما الى حضنه ويوزع القبلات عليهما بالتناوب

اراد ان يحملهما ويجلسهما على ساقيه لكن ولديه اعترضا وابعداهما عنه وهم يشددان عليه ان يرتاح قليلا ..

انتحى فارس جانبا بزوجته وطلب منها ان تحضر لابيه عشاءا خفيفا خالي من الدهون وبدأ يسرد عليها التعليمات التي اكد عليها الدكتور...

قال وسام لابيه :" مارأيك يا أبي ان اصحبك الى غرفتك كي تغير ملابسك وترتاح على سريرك من عناء الطريق ؟"

انتبه الجميع لشحوب وجهه وهو يرد عليه .." لن ادخل الى غرفتي ابدا ..."

وسط دهشة الجميع من جوابه اكمل قائلا :

"احضروا لي سريرا وضعوه هنا .. ونور ستساعدني باحضار ما احتاجه من الغرفه فهي تعلم بمكان كل شيء .."

عندما اراد فارس ان يقنعه بان يرتاح الان على سريره حتى ييشتري له سرير جديد في الغد ويضعه حيث يريده...

رد عليه بطلبه منهم ان يخلو له الاريكه ...

" لاتتعب قلبي ياولد ,, قلت لك لن ادخل غرفة امك بغيابها .. افعل مااقوله لك ولا تجادلني ..."

تمدد على الاريكه وهو يكمل والان دعوني ارتاح قليلا اشعر بالتعب من الطريق...

خلعت نور له حذائه الذي كان لايزال يرتديه وجواريبه .. ثم ذهبت واتت بمفرش وضعته بالقرب منه لو اراد ان يتغطى ..

سحب فارس اخيه وصعدا معا للطابق الثاني من اجل ان ينزلا له سريرا من غرفهم القديمه،

بينما نور اخذت بشائر ودخلتا المطبخ كي تكملا اعداد العشاء.

............................

بعد نصف ساعه تقريبا وصل قصي بالقرب من بيت رعد فهو لم يتاخر كثيرا عنهم،

فقط الوقت الذي احتاجه للذهاب لبيته واصطحاب نوال وزوجته..

رفع نظراته للمرأة الاماميه ليرى نوال على نفس جلستها تنظر للخارج بنظراتها الخاويه، لم تنطق بكلمه منذ ان خرجوا من البيت وكأنها هائمه في عالم اخر منفصله كليا عن ما حولها.

رفع الهاتف واتصل بفارس

سأله عن حال ابيه ثم أخبره بأنه امام البيت الان ومعه والدته.

طلب منه ان يخرج الجميع من البيت كي تدخل لوحدها..

كان رعد في الحمام يغير ملابسه بمساعدة ولده وسام ... بعد ان اكملا نقل السرير واعادة ترتيب اثاث غرفة المعيشه

ذهب فارس للمطبخ وطلب من الجميع ان يذهبوا للخارج لاستقبال امه والضيوف

ولا يدخلوا معها ... واكد على نور ان تمنع الصغار من اصدار اي ضجيج عند استقبالهم لجدتهم

ثم عاد لغرفة المعيشه حيث وجد وسام يساعد ابيه في الجلوس على السرير .. ويقنعه ان يتمدد افضل له لكن الاب كان يقول

" اتركني جالسا هكذا قليلا اريد رعد ونو.... ونونه ... اسم دلع حفيدته الذي يناديها به الجميع الا هو يأبى الا ان يناديها باسمها ..

نادى فارس على اخيه قائلا له " احضر ماء لكي يتناول ابي ادويته "

ولحق به مدعيا انه سياتي باولاده .. بينما هو سحب اخيه من يده وهو في المطبخ وخرج به هو يقول له .. "علمت امي بما حصل وقد عادت مع عمي قصي الان "

بقي وسام فاغرا فمه اندهاشا ولم ينتبه ان امه دخلت من باب البيت الرئيسيه لوحدها بعد ان استقبلتها كنتيها واحفادها ..

وجدته يجلس على سرير لم يكن موجودا هنا سابقا يديه على جانبيه يمسك الفراش بقبضتيه رأسه منكسا ينظر للارض.

وقفت مكانها تتامله .. يبدوا انه قد نحف كثيرا ..

سألته والدموع تغرق عينيها ..

" كيف استطعت ان تنطقها ؟"

سمع صوتها ولم يصدق نفسه تخيل انها هلوساته التي بدأت تراوده في الاونه الاخيره حولها...

رفع رأسه ليجدها امامه ..

هب واقفا بقوه لايعلم من اين اتت له وهو من كان قبل قليل يشهر بالهوان والضعف .قائلا . "انت هنا انا لااحلم .. انت هنا فعلا .."

عادت وسألته من جديد وهي تتقدم منه والدموع تجري كنهرين على خديها

" كيف هنت عليك لهذه الدرجه؟ .. كيف استطعت ان تنطقها بلسانك؟"

اقتربت اكثر ليكون أول رد منها هي قبضتها اليمين التي ضربت بها صدره...

"الست انت من كنت تقول اني اسكن هنا؟ "

عادت وكررت ضربتها له ..

"هل كنت اعيش طوال حياتي في كذبه وأن مكاني ليس هنا حقا! "

رفعت قبضتها الاخرى لتشارك اختها بالضرب على صدره

" كم انت قاسي .. لتجرحني هكذا بكل سهوله ودون ان يرف لك جفن "

تركها تفرغ قهرها بين اضلعه .. لم يوقف ضرباتها والتي تلقاها بصدر رحب رغم ضعف جسده الان ..

لم يبرر ولم يرد .. يريدها ان تتكلم ان تنتقم ان تاخذ حقها منه

ولكن لم يستطع ان يصمد اكثر ...

سحبها لاحضانه ليسقط بها على السرير جالسا وهو يقول

" ااااااااااااااااااااااااا اااااه "

يشدد على احتضانه لها وهي تقابله بالمثل تلف يديه حوله وتضربه بقبضتها على ضهره

ضربات تضع فيها اهاتها

ودموعهما تتسابق بالجريان

حاولت ان تبتعد عنه خوفا عليه

ولكنه اوقف كل اعتراضاتها بقوله : " لن تبتعدي عن احضاني الا بموتي .. فلا تحاولي الفكاك مني حبيبتي .. "

حبيبتي .. لثاني مره تسمعها منه هكذا ببساطه .. صحيح انها سمعتها منه كثيرا ولكن ضمن حدود جدران غرفتهما فقط .. ليس من النوع العاطفي الذي يظهر مشاعره ابدا

عكسها هي من كانت تناديه بها في كل وقت وقبل اي حديث

مسح دمعة خانته قبل ان يبعد وجهها عن عنقه ويحتضنه بكفيه

قبل جبينها وابعد حجابها عن رأسها بيمينه ورماه ارضا ... فك شعرها الذي يعشقه والذي حرم عليها قصه .

ثم خلل اصابعه داخله ليعود ويحتضن وجهها مكفكفا دموعها بسبابتيه ..

بدأ ينثر قبلاته على كل جزء فيه بدءا من عينيها ووجنتيها، ينطق بين كل قبلة واخرى... " اسف.... آسف ..."

امسكت هي الاخرى رأسه وضمته لصدرها بينما هو حاوط جسدها بيديه دافنا رأسه اكثر في أحضانها ...

قالت وهي تقبل اعلى رأسه : "ماكنت ساسامح نفسي لو حصل لك اي شيء لاسامح الله

لايهمني ان اكون بعيده لكن مايهمني ان تكون بخير .. لايمكن ان اتخيل ان اعيش يوما في الدنيا وانت لست بها .."

رفع رأسه وقبل نحرها وهو يكرر اسفه مجيبا بحرقة الندم :

" لم استطع ان ادخل لغرفتك وانت لست هنا .. ولم استطع ان ابتعد عن البيت الذي يحمل روحك في كل زواية منه تؤنس وحدتي و بعدك عني.."

رفع رأسه واعتدل بجلسته، وأمسك رقبتها بكفه اليسار وسبابتها تمسد خدها ...بينما يمناه تنتقل على ملامح وجهها .. يتلمس شفتيها بسبابته يمسح خدها بكفه..

طالبها بلهفة وعدم تصديق...

".. قولي اني لا احلم ... اقرصيني كي اصدق انك بين يدي.."

لم تكذب خبر قرصته وهي تبتسم من خده ليكون رد فعله ان يسحبها اليه ليروي قليلا من ظمأه اليها

ابتعدت عنه وهي تشهق وتحاول ان تنهض من حضنه

ولكنه كان متمسك بها بشده يساره داخل طيات شعرها ويمينه يلفه حول خصرها

سألها بتعجب والخوف يملأ قسماته ...

" الى اين؟.. .. محال ان اتركك بعد اليوم لتبتعدي عني .. "

حاولت فك اسر يديه لها وهي تهتف بحرج :

" اتركني يارعد ... لقد نسيت اننا لسنا وحدنا .... ابا مصطفى وامه احضراني وهما هنا مع الاولاد .. "

لم يطلق سراحها فورا بل عاد لينهل من رحيق شفتيها وهو يقول..

" تبا لهم ! "

عادت ودفعته من كتفيه ولولا انه لم يكن بقوته والازمه التي مر اخذت منه الكثير ماكانت ستستطيع ان تبعده عنها ...

ضحكت وهي ترى نظراته الشبيهة بنظرات طفل اخذوا منه شيئا يحبه

مسدت على خده مواسية وهي تنهض وتتناول حجابها لترتديه بسرعه ..

عندنا ضيوف علينا ان نستقبلهم ..

"اعلم انه ابن خالتي السمج الذي ياتي باوقات غير مرغوب بها .. "

نهض وهو يمسك يدها كي يخرجا معا .. اوقفته لتمنعه من السير وطلبت منه ان يرتاح في سريره وهي من ستناديهم .. لكنه احتضن كتفيها وهو يقول لها ..

" لم اعد اعاني من اي شي منذ أن لمحتك مقلتاي ... قبل جبينها وقادها للخارج .."

...........................

عاد بسام ورفيقيه لبيت عمه قصي .. نزل محمود ودخل كي ينادي خالته لتعود مع بسام لبيت الخال كما اتفقت معه...

علم من فنار بموضوع السفر

خرج لبسام وطلب منه الدخول ... اطفأ محرك السياره ونزل واقفلها بعد ان ترجل ابن خاله ايضا ..

دخل للبيت متعجبا وهو يسأل محمود ....

" لماذا طلبت منى الدخول اين امي؟ .. هل قررت ان تبيت عندكم ؟"

وجد فنار امامه فأعاد سؤاله عن امه ..

أخذت بيده وادخلته لداخل البيت واجلسته..

تعجب بسام من كل مايجري .. لذا سألهم بقلق متزايد...

" اين امي ؟ .. هل حصل لها شيء؟.. لاارى احد هنا ! اين عمي وخالتي ؟ "

نهض وهو يسأل بصوت اعلى .. " ماذا يجري يا فنار ؟؟"

امسكت كفه وسحبته ليجلس وهي تقول بهدوء...

" اهدأ لم يحدث شيء ... ساحكي لك كل شيء من البدايه... "

روت له كل ماجرى لابيها الى ان وصلت لمعرفة امها بالموضوع عند حضورها الى هنا بالصدفه وسفرها مع عمها وخالتها ...

نهض صارخا ...

" ماذا تقولين ؟؟ كل هذا يحصل وانا لااعلم ؟ لماذا ؟

ألست انا ايضا ولده ؟ ممكن ان اتفهم خوفكم على امي ولكن أنا لن اسامحكم على عدم ثقتكم بي واستهزائكم بمشاعري ! "

انطلق خارجا بسرعه يلحقه رفيقاه تتبعهما فنار راكضه والكل يسأل الى اين ذاهب الان

رد عليهم وهو يفتح سيارته...

" ساسافر .. لم يعد هناك سبب لبقائي هنا ..

فتح محمود الباب المجاور له وهو يشير لفنار قائلا : " سارافقه .. لن اتركه يسافر لوحده وهو بهذه الحال .. "

تحرك بسيارته وهو يصدر صوتا واخته تقف بالباب تقرأ وتدعوا لهما بالوصول سالمين بينما ابن الخال سلم على فنار وعاد لبيتهم لوحده ...

...................................

خرج رعد وهو يحتضن كتفي نوال ليجد الجميع يجلس في الحديقه .. نهض قصي اول المنتبهين لهما وتقدم نحوه يحتضنه قائلا...

"هل انت من تركتك منذ قليل عندما خرجت من المستشفى أم تم تبديلك؟

من يراك الان لن يصدق انك نفس ذلك المريض الواهن! "

التفت لفارس وهو يغمز له مسترسلا بمزاح...

"علينا ان نأتي بالممرضه كي تراه الان ... لتقول لنا رأيها في النور الذي يشع من وجهه... "

ابتعدت نوال قليلا عنه وهي تتخصر وتسأل زوجها ..

"اي وجه واي نور ذاك الذي يشع ... ماذا كان يحصل في المستشفى ؟"

صوت ضحكة رعد التي ملأت الاجواء اعادت الابتسامه لوجوه الجميع والراحة لقلوبهم وهو يرد "

" الم اقل لك انه سمج .. لماذا تنظرين لي وتسألين ؟.. هذا ابن عمك امامك اسأليه لماذا كان مرابط عندي في المستشفى حتى وانا غائب عن الوعي؟ "

اقترب قصي من زوجته التي كانت نظراتها لاتبشر بالخير وهو يسحبها من كتفيها ويقبل اعلى رأسها، يستطرد بوجه باسم...

( قصي لايهتم ويعبر عن مشاعره امام عائلته والمقربين منه بكل بساطه )

" هذا جزائي اني كنت خائف عليك .. عاد والتفت لابنة عمه قائلا "

" لاتحملي هم .. فوجه زوجك سبب الكآبة لكل كادر المستشفى .. لاادري كيف استطعتِ تحمل مقابلته طوال هذه السنوات "

ردتها له نوال بقولها " كما استطعت انت ان تتحمله سنوات اكثر... "

دخل الجميع وهم منشرحين فرحين بانتهاء ازمة كبيره كادت ان تشتت العائله

جلسوا بغرفة المعيشه رغم عرض رعد عليهم ان يبقوا جالسين في الحديقه ولكن خوفهم على صحته جعلهم يرفضون عرضه

اخر الداخلين كان وسام وقف مكانه وهو ينقل نظراته بين السرير واخيه قائلا

" انا اعتذر منكم ولكن يجب علي الذهاب الان "

أمسك فارس ياقته من الخلف وهو يسحبه للداخل قائلا ... "العب غيرها ياشاطر

لن تخرج قبل ان تعيد كل شيء كما كان "

ضحك الجميع بعد ان فهموا مايقصده الاخوين ... ولكن كانت الكلمه الاخيره لنوال عندما قالت

"لابأس عليكما ليبقى السرير مكانه لايام يرتاح عليه اباكم خلال النهار ... بدلا من بقائه داخل الغرفه "

ثم وجهت نظراتها لزوجها وهي تكمل كلامها لاولادها من مبدأ اكلمك بنتي واسمعي ياجاره ..

"هو لن يخرج من البيت الى ان اقرر انا .. "

ثم وجهت الكلام له مباشرة وباصرار واضح في نظراتها

"من الان اقول لك عليك ان تجد احد يساعدك بادارة المعمل ... لايمكن ان تعود للمجهود الذي كنت تبذله سابقا "

اكد كلامها فارس وهو يقدم لها ورقة الدكتور التي بها التعليمات الصحيه والذي شدد على تطبيقها كي لاتعود له الازمه لاسامح الله من جديد

كان رد رعد عليهم :

" لن احتاج للتعليمات من اي احد .. انا نويت بالفعل ان اقلل من التزاماتي ... وعليكم ان تتحملوا المسؤوليه من الان فهو بالاخير سيكون لكم ..

وسابدأ بالمصنع ... مارأيك ياوسام ان تترك عملك وتستلم ادارته من الان .. انت الوحيد باخوتك من نفذت رغبتي ودرست نفس اختصاصي الهندسي .. وكنت اهيأك لاستلام مكاني ..

حاولت معكم ثلاثتكم لتأخذوا مكاني وتكملوا طريقي ..

ولم انجح الا معك .. فارس من يومه كان منبهرا بزوج عمته القاضي اكرم عزالدين ويعتبره مثله الاعلى .. حتى انه اختار نفس التخصص القضايا الشرعيه

منذ صغره وقد حدد هدفه كان يقول .... سياتي يوما ما تسمعون من يناديني

القاضي فارس السلطان ...

وبسام كان تفكيره باتجاه اخر .. هو مقتنع ان مهنتان لن تتوقفا ابدا ... الاكل .. والطب .. لذا من يريد ان ينجح عليه الاختيار بين ان يكون صاحب مطعم او احد المهن الطبيه .. لان الانسان لايمكن ان يتوقف عن الاكل ولا الامراض ستنتهي ... لذا اختار تخصص بايولوجي ويريد ان يفتح مختبر تحليلات اذا تخرج ....

عاد لوسام وقال له : انت من طلبت ان تعمل بعد تخرجك بعيدا عن المصنع مادمت انا قادرا على ادارته .. واخترت ان تعمل في القطاع الخاص كي لاتلتزم بالعمل الحكومي ويكون تركك له متى اردت اسهل ودون مشاكل ... اعتقد الان حان وقت تحملك للمسؤوليه بدلا عني .. انا سارتب لك الوضع واوقع لك عقد براتب شهري باعتبارك مديرا للمعمل ..."

قاطعه ولده : " ما الحاجة للعقد يا أبي؟ .. هل انا غريب! "

هز والده رأسه مجيبا... "هكذا افضل.... لك ولاخوتك ..."

من بعدي سيصبح المصنع لكم وانت ستديره واخوتك ياخذون ارباحهم على الجاهز ولايمكن ان تأخذ انت بقدر ماياخذونه...

رد عليه وسام بحب...

" اطال الله عمرك ابي .. مالفرق بيني وبين اخوتي؟ .. وهل سنتحاسب بالمسطره هذا لك وهذا لي ؟؟ "

تدخل قصي يؤكد على حديث صديق عمره : " مايقوله ابيك صحيح ياولدي .... لايوجد احد دائم عليها وكلنا سنرحل ... المال والورث خرب الكثير من علاقات الاخوه ... وانا اتفق مع رعد في ما يقوله.. مادمت انت من ستدير المصنع فلك اجر على ادارته بالاضافه الى نصيبك المساوي لاخوتك في الأرباح...

والله يا رعد لقد الهمتني ان افعل مثلك ... مصطفى له عمله ووظيفته ولن يستلم مكاني لكن محمود هو من يساعدني الان وهو من اتكل عليه بعد ربي بان يدير عملي...

علي ان افكر كيف ارتب امور العمل من الان .. خصوصا وان عندي ازواج بنات غرباء وسيكونون مشاركين لهم ولا احد يعلم ماذا يخفي له الزمن .. "

رد عليه رعد باصرار الواثق من رأيه :

"ان الاوان لان نرتاح ياقصي .. تعبنا من الركض والسهر والحسابات وحرقة الدم ..

اذا سلمنا اولادنا عملنا الان سيجدوننا امامهم نرشدهم ونذلل لهم الصعاب ونعلمهم كل دهاليز العمل ... افضل من ان ياتي يوما ويصبحون مسؤولون عن عمل لايفقهون به شيئا ..."

دخل عليهم بسام كالصاعقه دون سلام ولا كلام .. ارتمى بحضن ابيه باكيا يقبل ركبتيه قائلا ...

"والله لم يخبرني احد بما حصل لك .. سامحني يا أبي.... "عاد وسحب يده التي تمسد رأسه مقبلا لها ...

"اطال الله عمرك وابقاك خيمة فوق رؤوسنا .. "

سحبه ابيه من كتفيه وهو يحضنه ويمسح دمعة نزلت رغما عنه وهو يبتسم مجيبا..

" ابكيتني ياولد .."

قبل بسام كتف ابيه وهو يبتعد عنه قليلا وليسأله ...

" كيف هي صحتك الان ؟"

التفت الى زوجته التي تجلس بجانبه وهو يرد على ولده بينما يمنحها نظرات محبة..

" الان باحسن حال ... اقوى منك..."

قالها وهو يلكم جانب ذقنه بخفه ويمازحه بالقول ...

" من يراك الان لايصدق انك من كنت تقود الثوره ضدي وتريد ان تاخذ امك مني وتبتعد بها ..."

نهض وامسك رأس ابيه وقبله قائلا باعتذار ...

" طيش شباب .. لاتهتم ..."

اعتدل وجلس بجانبه يقبل كتفه ويستطرد...

"هل انا مجنون لابتعد عن البنك المركزي ؟.... من سيمول مشروعي ويفتح لي سلسلة المختبرات؟..."

ضحك الاب من كل قلبه وهو يعيد كلمته .. " سلسلة! هل انت ابن الشيخ زايد وانا لا اعلم؟ ... احمد ربك ان حصلت على مختبر صغير.. "

تدخل قصي وهو يربت على ركبة بسام القريب منه قائلا بمرح..

" الا تعلم بالاخبار؟... الممول الرئيسي لكم قد تغير والبنك انتقل الان الى وسام ..

ومن يوم غد والدك هو من سياخذ مصروفه من اخيك ..."

الكل ضحك على شكل بسام المصدوم ونظراته لاخيه بعيونه المفتوحه على اتساعها

بينما يتقدم محمود ليسلم على عمه وهو يقول...

" المجنون كاد ان يتسبب لنا باكثر من حادث مما اضطرني لأن اوقفه وانزله من السياره لأستلم منه القياده رغما عنه..."

دفع بسام رفيه من ساقيه وهو يقول

" ابتعد يامحمود لنفهم الموضوع أولا ؟.... ماذا تقصد ياعم بكلامك؟ "

جائه الرد من ابيه ...

" ساسلم ادارة المصنع لوسام ..قررت ان اقضي الباقي من ايامي بالسفر والاستمتاع .. وتعويض امك عن كل ماحرمتها منه .. واولها ان اخذها لنؤدي فريضة الحج .. فقد سمعت ان هناك حج تجاري .. "

ايده قصي قائلا..

" انا ايضا سمعت به ولكن يارعد السعر غالي جدا ثلاث الى اربع اضعاف السعر الرسمي .. هذه سرقه علنيه ... "

" وماذا في يدنا لنفعله؟..."

قالها رعد واكمل ...

" ها انت ترى بنفسك... كم من سنه ونحن نسجل في القرعه ولكن اسمائنا لم تظهر لحد الآن؟... .. العمر يمضي بنا وانا كنت سابقا اتعلل بانشغالي بالعمل ...

الان ساتفرغ واترك العمل .. والحمد لله حالتنا الماديه جيده .. فلا بأس ان نؤدي فريضة الحج لمرة واحده مهما كان الثمن....

كبر الاولاد ولم يعودوا بحاجة لنا .. فلنستغلهم ونستمتع بالباقي لنا من حياتنا.. " ايده قصي قائلا " " معك حق .. والله افكر ان ان اقلدك .. ونذهب لاداء الفريضه معا "

تقدم وسام من ابيه وقبل رأسه بينما يخبره ...
" انت تأمر ياحاج .. اعطني مهلة لنهاية هذا الشهر باذن الله ... اصفي متعلقاتي مع الشركه التي اعمل بها...وبعدها انفذ لك كل ماتأمر به... "
قال فارس بمزاح ...

" لم يتبقى الكثير.... كلها اسبوع وينتهي الشهر وتصبح المدير التنفيذي وعندها ترفع انفك علينا ولن يعد بامكاننا ان نتكلم معك الا عن طريق السكرتير ابو علاء ..."

التفت لبسام يستطرد...

" اسمع ! ..علينا ان نستغل هذا الاسبوع ونتأمر عليه وأول الأوامر أن تعيد هذا السرير بعد 6 ايام للطابق الأعلى..."

لوى بسام فمه وهو يرد على اخيه :

" انت الكبير وتتامر عليه... لكن انا المسكين انا لاسلطه لدي عليه ان كان مدير او حارس ... ما إن افتح فمي حتى يُقال لي احترم الاكبر منك ياولد! .. "

لاعب حواجبه وهو يكمل : " الحمد لله زوجته زميلتي وهي من ستكون واسطتي للمدير .. ولايوجد واسطه افضل من الزوجه .. اسألوا حمامتي ..."

ضحكت امه بينما ابيه التفت اليه وامسك اذنه ولواها ...

" طول عمري وانا اسمعكم تنادون امكم حمامتي ولم اعرف السبب لحد الان وكلما سألت واحدا منكم يقول لااعلم سمعت الاخر يناديها ففعلت .. كنتم ترموني كالكره بينكم ... الان انتم الثلاث موجودين امامي ... اعترفوا لماذا تنادون امكم احيانا حمامتي؟..

المشكله أن هذا اللقب لاتستخدمونه دائما .. وكأنه شفرة بينكم .."

التفت إلى زوجته يوجه لها بقية حديثه...

" حتى انت لم تخبريني ما سر هذه التسميه .. وكلما سألتك تقولين اسأل اولادك هم من ينادوني هكذا .. ولست انا من طلبت منهم .."

التفت بسام لابيه وقبل كتفه وهو يقول...

" ارتاح يا ابي ولا تشغل بالك ... شاركه فارس قائلا لقد منعك الدكتور من الاجهاد والتفكير "

أكمل وسام قائلا ...

" لقد أكد على ان نجعلك ترتاح وتسترخي يا أبي .. واهم شروط الاسترخاء ان تفرغ تفكيرك من اي شيء ..."

لم تقاوم امهم محاولات اولادها الثلاث بتغيير الموضوع وتشتيت انتباه الاب لذا اطلقت ضحكاتها دون ان تستطيع كبحها ...

ابتسم وهي يسألها بتأنيب مرح..

" تضحكين؟ .. تعلمين جيدا ان الثلاث متفقين على عدم كشف سر هذه الشفره ولكني سأصل لها ... وعندها سيكون حسابكم معي..."

جهزت نور وبشائر مائدة العشاء.... اعدتا الكثير من الاصناف والمقبلات بعد ان رفضت ان يخرج فارس وياتي بالاكل الجاهز ...

قالت له..

الحمد لله البيت فيه الكثير وخالتي تملأ ثلاجتها بالكثير من الاصناف االمعده مسبقا .. لاتهتم اذهب للجلوس معهم ونحن سنعد كل شيء ...

طبخت لعمها شوربة دجاج منزوع الجلد خالي من الدهن .. واحضرت له صحن سلطة خضروات دون ان تضع فيها الملح ...

بعد العشاء شربوا الشاي وهم يتبادلون اطراف الحديث وبعد الانتهاء وقف قصي يستأذن ليعود لبيته...

كان اول اعتراض يتلقاه من رعد ولكن لم يستطع منع نفسه من مشاكسته قائلا

" يااخي انا رجل لااعرف ان انام الا باحضان زوجتي " ولم يهتم لشهقة زوجته وغلها له في خاصرته بل اكمل ..

" مابك ياامرأة .. لماذا تمنعيني عن قول الحق .. هو سينام في غرفته وباحضانه زوجته وانا يتركني في الصاله ... هل تريدين ان نكون فلم ثقافي لكل من هب ودب "

وقفت وسط ضحكات الجميع وهي تقول .." قم يارجل .. لافائده منك .. قلت سياتي يوما ويكبر ويترك كلامه الفالت .. لكن يبدوا اني علي ان اغسل يدي بصابون ديتول "

حاولت نوال ثنيهم ان الوقت تاخر وان يسافروا صباح الغد كما كان المتفق..

لكن رد قصي كان ..

" بما ان محمود جاء مع بسام فلا داعي لبقائنا لانه يمكنه السياقة ليلا والوقت لم يتاخر كثيرا..."

خرج الباقين تباعا بعد ان سافر قصي وعائلته ..

كان اخر الخارجين فارس الذي عاد بعد ان ساعد نور بنقل الصغيرين النائمين

سأل ابيه ان كان يحتاج اي مساعده ثم كرر السؤال لامه بعد ان تاكد ان صحة ابيه قد تحسنت كثيرا خلال الساعات الماضيه ولم يعد يحتاج لمن يسنده في حركته ...

وكأن ترياقه كان امه

ودعهما بعد وضح لامه جرعات الادويه الخاصه بابيه ... ثم دخل لبيته واغلق الباب خلفه وهو يشعر بالراحه والخفه بعد ان كان يشعر بالثقل وكأن جبلا من الهموم على كتفيه طوال الاسبوع الماضي ....

حمد الله على انتهاء الازمه التي طالت عائلتهم ومرت العاصفه بسلام ولم تترك اثرا مدمرا

..........................

تمت

يتبع بالخاتمه



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 31-07-19 الساعة 08:33 PM
um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس