عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-19, 09:23 AM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




المدينة المنورة ..
في ساحة جامعة اسلامية ..
اقتربت من مجموعة الاناث .. القت سلام وهي تبتسم بتوتر .. لم ترد عليها سوى اثنان فقط .. والبقية تجاهلا وجودها.. لم تهتم فهي لم تأتي سوى لأخذ ملزمة التي استعارت منها إحداهن والتي مرت اسبوع وتؤجل إعطائها .. فاختبارات على وشك .. وتريد المذاكرة باكراً ..
تلك كانت واقفة بغرور .. من عائلة غنية ولكن افعالها لا يدل على إنها فتاة من عائلة محترمة ..
.. حادثتها نجد باحترام وبرسمية " عزيزتي ابغى ملزمة حقتي .."
تلك تنظر لها باحتقار واستصغار .. فهي ترى كل من حولها أقل منها ولا شيء .. حتى صديقاتها التي ايضاً اغنياء ومثل أطباعها لا تراهم شيء!! ..
كان مزاجها معكراً .. فوالدها موافق على ولد اخيه .. وهي لا تريد زواج تقليدياً و ليس مطابق لمواصفات الشريك حياتها !! ..
ارادت افراغ غضبها التي لم تستطع على والدها خوفاً منه .. فوجدت ضحية .. لقد مرت أربعة سنوات عن أخر تمرد لها وايذاء زميلاتها.. ولكن ماذا لو افرغت كل طاقتها سلبية عليها .. هذا ما جال في بالها!..
كررت تلك سؤالها مرة أخرى .. وتعتقد أنها لم تسمعها ..
أخذت من إحداهن ملزمة التي لا يخصها ولا لنجد ..
ورمت على الارض..
واقتربت منها بخبث .. "يوه آسفة "
لم تهتم هي فقط تريد الابتعاد عنهما .. جلست لكي تأخذ ملزمة وتغادر .. ولكن وضعت تلك بحذائها رياضي على أناملها .. وضغطت بقوة صرخت تلك بوجع .. والتي سمعها الجميع التي كانو بقرب منهما صوت كسر .. وضربت على بطنها وهي تضحك ..
بعجرفة "أظن ما تعرفي تتكلمي مع الاكابر كيف .. أنا ياااا اذا ناديت عليكِ وقلت لك تعالِ خذي ملزمة حقتك .. تعالِ هديكة ساعة وخذيه .. اما الحين انسيه .. هه .. مستحيل أشكالك الحثالة زيك يعرفو مقامهم .. "
ودفعتها بقوة وغادرت .. واتجهت الى استراحة مع صديقاتها .. وهي تشعر براحة ..
..
قبل الحادث .. بعدة دقائق..
أفاقت من سرحانها .. على صوت تلقيها رسالة النصية منه .. عقدت حاجبيها .. قرأت النص ..
.. بسخرية حادثت نفسها " كان فكرت بمليون ريال أفضل لي كان " عضت شفتها سفليه .. وهي تضع هاتفها النقال في حقيبتها بعد ارسال رسالة نصية لنجد .. تخبرها لذهابها الاستراحة .. ووضعت البطاقة حفلة الزفاف ..
.. وغطت عيناها من نظارة الشمسية ومشت متجهة الى استراحة لتشرب مشروب دافئ بسبب برودة الجو .. ولكنها توقفت من المشي وهي تنظر ما حصل لنجد ومغادره مجموعه اناث ..
اقتربت منها .. وجلست بقربها على الارض اخرجت من حقيبتها منديل ومسحت برقه دموعها .. ووقفت و مسكت يدها لكي تسندها ..
.. شكيلة باستغراب" من هي وليش سوت فيكِ كذا ؟!!.."
..نجد ببكاء .. وتضع يدها على بطنها .. " ما عليكِ منها يا شكيلة .. حسبي الله عليها .. دي حقت المشاكل "
ردت بغضب .." ويعني راح تسكتي لها ؟!.."
نجد .." أكسري الشر يا شكيلة .. واصلا ما راح اجيب لنفسي غير المشاكل "
اقتربت من الكرسي .. بعدما شاهدتها تجلس ..ابعدت يدها بصمت ومشت بخطوات سريعة .. ابتسمت وهي تتذكر قائمة اوامره .. حتماً سيثور عليها غاضبا .. .. زفرت وهي تتذكر .. طلبات اوامره .. ستفعل ما يميل لها ضميرها ..
اقتربت من إحداهن وأخذت من أمامها كوبها ما زال بداخله بقايا القهوة والبخار يتصاعد منها .. وكأنها شربت دون ان تشعر بحرارته .. اذن ليس هناك اي خطر .. اتجهت اليها .. وهي تنظر اليها والمكان مليء بضحكتهم!! .. وقفت بقرب راسها .. ورفعت كوب إلى أعلى وسكبت اليها .. شهقت تلك ورفعت راسها وتريد معرفة من هي التي تتجرأ بفعل معها هكذا ولعنتها ووجهت بغضب سباب خادش اليها ..
بغرور نظرت اليها بطرف عيناها .." أعذريني بنت الاكابر ما شافتك!! " .. ووخزتها بإصباعها على مقدمة راسها مرتين .. هي ما زالت كانت مذهولة من فعلتها ..
صرخت عليها بغضب .. ولم تستوعب ما يحصل لها !!.. وقفت وشمرت اكمامها لكلتا يديها " كيف زيك الحقيرة تمد يدها علي يا بنت ال .. أظن ما تعرفي أنا بنت مين !!؟ ما أكون بنت أبوي لو ما خليتك مهزلة .."
وقبل أن تقترب منها .. مسكت مرافقتها يدها سريعاً بقوة ولوت إلى خلف ظهرها وابعدتها عن شكيلة .. صرخت بألم .. اقتربت منها وبطرف اصابعها ضربت على خدها الايمن .. مبتسمة " أجل راح استناكِ بفارغ الصبر يا بنت أبوكِ !! " و مشت بخطوات مبتعده عنها وولحقت بها مرافقتها بين حشد طالبات الواقفات مذهولات .. فهما يعلمان ان هذه المجموعة فاسده .. لم يتجرأ أحدهم لكي يعترضو طريقها! .. فهي معروفة بإيذاء الاخرين .. ويصعب تصديق انثى مسالمة مثلها تأتي وتهينها !..
توقفت والتفت اليها.. ونظرت اليها .. وازاحت قليلاً نظارتها الشمسية عن اعينها .. وبأمر " أحذرك أشوفك مرة ثانية .. وملزمتها ترجع لها مثل ما كان .. وتعتذري لها " مسحت يدها بشموخ .. ورمت منديل بقرب طاوله .. فترة وجيزة دخلت مشرفة ومديرة التي طلبتهم في مكتبها .. بعد ما ذهبت إحدى طالبات لإخبار المشرفة .. أخرجت هاتفها النقال سريعاً من حقيبتها .. وأرسلت له رسالة نصية .. سترهقه مثلما هو يرهق تفكيرها! ..

.
.
.
.
.
كان ذاهب بنفسه إلى منزل ذاك الذي وثق به .. ما زال يثق به يريد التقاء به ويسأله بنفسه ..
ولكن علم من والده أنه غادر مسرعاً في ذلك اليوم ولم يحضر وجبة العشاء عائلية ..وتعذر ولم يقل سوى أن يريد لقاء بك ويريد إعطائك ملف مهم يخص العمل ..
خرج من المنزل ركب سيارته .. تنهد وفاة ابنته .. وعلاقته باردة مع أماني .. ووافدة متمردة ..و تحقيق بات معقداً وطويلاً .. يشعر أنه مرهق ومتعب من كل شيء .. ولا يستطيع الوقوف في نصف طريق .. ولن يجعل دم ابنته يذهب هدر .. انتظرني يا سامي سأصل لك .. وسأسجنك بيدي .. ولن يفيدك الهروب !..
التقتَ جواله ويرى أيقونة الرسالة منها .. رفع حاجبه باستغراب .. فتح رسالتها وعقد حاجبيه بغضب .. أنها تجعله أن يعاملها بأسوأ معاملة .. ويخرج بأسوأ الحال!! .. سيعاقبها ستندم على فعلتها ..
ساق بسرعة عالية .. وهو يتصل
.
.
.
في مكتبة المديرة ..
لم تصدق المديرة انها مسالمة ومتفوقة في دراستها .. ويصعب تصديق انها تشاجرت معها .. سألتها عن السبب .. ابلغتها دون أن تتردد..
اما هي غضبت و تمردت وطلبت والدها .. وانها سترفع قضية عليها .. وانها مظلومة واعتدت عليها دون أي سبب .. كانت صامتة وتجلس امامها بشموخ .. وكأن ما يحصل أمامها لا يهمها ..مبتسمة تخفي غضبها .. رن هاتفها برقم غريب .. ردت برسمية ..
نظرت لها مديرة .. وبهتت تعابير وجهها بما سمعت لتو ..لم تكن تعلم ان هي زوجة رجل ذا جاه ومنصب وابنة رجل تاجر كبير .. فهي من نفس القبيلة .. احترمته وابلغته بقرارها وانهت مكالمة معه .. و الاخرى تم فصلها من الجامعة فترة مؤقتة عقاباً على ما فعلته وابلاغ ولي امرها .. أخفت ابتسامتها .. لقد نجحت في عقد صفقة مع ذاك المغرور .. لا يهمها فصلها ايضا لمده اسبوع .. ولكنها أطفئت قليلاً من غضبها .. وقفت واستأذنت وخرجت من المبنى .. فهي ليس لديها أي محاضرة آخرى .. كانت تنتظر نجد .. لتدعوها على حفلة الزفاف ..
..التفت اليها بعدما كلفتها تعتذر للفتاة الذي استعارت منها قهوة .. وتجلب لها كوب آخر .. وسألتها بفضول وهي تبتسم" منتي خايفة راح تخسري وظيفتك لأنك ما تدخلتي ؟!! وكمان بلغته !!"
بادلتها ابتسامة .." ما حسيت إنك اخطأتي .. وأشكرك انك تعاملتي معاها .. ولا كنت ناوية أجرم فيها " بفضول .." بس القهوة كانت حار؟!! "
ضحكت .. وهي تقف وترتب حجابها " اعرف اني ماني في وضع يسمح لي اقول لك كذا بس اكيد ايش ما يصير راح اجاهد اني ما اخسرك! .." وعقدت حاجبيها .. و زفرت وخرج بخار من بين شفتيها بسبب برودة الجو" بس ما يصل لبرودة المدينة .. حاسه بموت من البرد .. ابغى أطمن على نجد .. قلقانة عليها مرة .."
ابتسمت لها .. تمتلك هذه الانثى هالة غريبة ! .. صامدة أمام كل ما تمر بها ..
خرجا سوياً .. بعد ما اطمئنت على نجد التي غادرت مع عبد العزيز .. ووجدت خارج المبنى سيارتين !! .. سيارته التي يقف بقربه !.. منشغلاً في مكالمة ما .. وسيارة سائق .. نظرت إليه بتوتر عندما امر مرافقتها .. برجوع إلى منزل مع سائق .. تحت نظراتها غادرت سيارة سائق .. التي تمنت أنها ذهبت معه .. جلس في سيارة .. زفرت بضيق .. ومشت بخطوات غير متزنة .. وجلست بصمت وهي تضع حزام الأمان .. هدوئه يزيد من توترها ..
بللت شفتيها .. وتشعر أن رجفة باردة يسري في جسدها .. هي تعلم أنه لأن يترك اليوم يمر بسلآم !..
حادثته بتردد .. بصوت منخفض .." نقدر نأجل الموعد ؟ .."
نظرت إلى مؤشر التي كان يؤشر على سرعته العالية .. وصمته الذي زاد من توترها .. ستموت بلا شك اليوم !! ..
.
.
.
.
الاردن ..
في المدينة عمان
.. في داخل الغرفة العناية المركزة .. جسده كان ملقاه على سرير .. بقايا عظام .. ويحيط به اجهزه من كل جهات .. وتلك اسلاك موصولة بجسده .. والبخار يتصاعد من داخل ماسك الاكسجين .. وهالات سوداء يحيط بعيناه .. قبل عدة ساعات القى عليه دكتور خبر .. اسقطها على الارض .. وفقدت وعيها .. كان كثير عليها لكي تتحمل هذه الفاجعة .. حالته تقدمت وعلاج لن ينفعه !..
في جهة اخرى من المستشفى .. داخل جناح العمليات .. بعد ما انتهى من العملية .. خرج من الغرفة العمليات .. ونزع من راسه ماسك خاص للعمليات الذي كان يربطه على راسه لكي تغطي شعره .. وضعه بقرب المغسلة .. نزع عباءة طويله ذا لون ازرق خاص بالعمليات ووضعه في داخل سلة الملابس الغسيل ..
مشت بخطوات سريعة .. وبحثت بعيناها ووجدته اقتربت منه واخبرته بما حصل .. ذاك اتجه الى مكتبه .. ودخل غرفة خاص به .. داخل مكتبه .. وغير ملابسه وخرجا مسرعا .. متجه الى غرفة تلك المسنة ..
اقترب من دكتوره وهو يريد الاطمئنان عليها .. التي كانت ذاهبة مبتعدة عن الغرفة خاص لشخصيات الكبار .. ردت عليه باحترام وهي تخبره بحالة تلك المسنة الوقورة .. شكرها وابتعد عنها ودخل الغرفة .. وجلس على كرسي ينتظر استيقاظها .. لم يكن لديه قوة للذهاب الى غرفه الذي يمكث فيه رجل الذي سرق المرض منه صحته .. وجعله بقايا عظام ..
.
.
.
.
امريكيا ..
في وانشطن ..
في مبنى عملاقة .. يضم عدة شركات الكبرى .. ومن ضمنها مكتب إبن رجل أعمال كبير .. سامي الذي يديره .. ومحلات تجاريه .. ومطاعم وأسواق
لقد مرة ساعتان ونصف .. وأقترب الوقت إلى غروب الشمس ..
كان يجلس خلف مكتبه .. يظهر أنه مشغولاً ..أو مهلوكاً بين تلك الملفات مختلفة .. التي أمامه .. ولكنه مشتتاً ذهنياً بوجودها .. لقد فقد تركيز عندما حضرت هي !..
مكتبه في دور عاشر .. خلفه نافذة كبيرة مظللة و مطل إلى المباني الاخرى .. مكتبه ذا لون فستقي كلاسيكي .. وكرسيه بلون بني .. وامامه طقم كنب بجلد ذا لون بني وفي وسطه طاولة صغيرة .. وبمزهرية صغيرة .. وغرفة خاص لراحه داخل مكتبه .. التي يضم أريكة فردية طويلة .. ورفوف يضم كتب .. وركن لصانع القهوة .. وكرسيان خشبيان بسيطة .. واستاند خاص للملابس معلقه ببدلات له .. وعدة احذيه رسمية ..
لم يكن معتاد لحضورها لمكتبه .. دهش عندما علم بسفر جاسر .. ووجودها هنا في مكتبه .. هذه ثالث مرة تأتي لزيارته .. مستغرب لعدم ذهابهم للشهر العسل ..تنهد هناك جزء بداخله يبلغه انها سعيد لعدم مغادرتهم .. ورؤيتها الان .. فهي تجعل المكان بوجودها تزدهر بألوان الفرح .. كانت تجلس منذ نصف ساعة وهي تتصفح بعض الكتب التي يوجد في تلك الغرفة .. التي يقرأه عندما يكون مضغوط في عمله ليقلل من ارهاق العمل .. وتحتسي قهوة بهدوء .. كانت تشتت انتباه طوال الفترة بجلوسها .. ولكن نظر إليها بدهشة .. عندما حادثته بنعومة التي جذبها اليه .. لاول مرة عندما التقى بها ..
لولوة .." أحس وجودي مخليك ما تقدر تركز في عملك!؟ .."
نظر إليها ورجع ينظر للملف الذي أمامه .. واقفله ووضعه على جانب الايمن .. وفتح ملف آخر ..
.. أكملت وهي تبتسم .. عندما لم تجد منه أي رد .. رفعت كتاب التي كان بين متناول يديها .." أقدر استعير "
.. عقد حاجبيه .. نظر اليها مطولاً .. ابتسم لها " ومن متى تميلي لكتب زي كذا ؟! .. " كان للكاتب محمد علوان موت الصغير ،..
زادت وسعة ابتسامتها .. وتخفي نواياها .. اقتربت منه وجلست على طرف طاولة وميلت ساقيها .. وبدلع " مفروض أنا إلي اسالك !! .. تدري نادر كل ما اجي مكتبك اكتشف فيك شي جديد .. انت غريب وجذاب فيك و .."
قاطع حديثها عنه .. وابعد كرسيه عن المكتبة ..نادر " صار ثلاث الظهر أكيد جوعانة !؟ .."
تنهد وهو يقف .. مشى بخطوات سريعة مبتعداً عنها .. فمؤلم أن يسمع هذا المديح من أنثى أحبها بجنون سابقاً .. دهش عندما أكملت حديث وهي تمثل اللامبالاة .. التفت إليها وهو يلبس جاكيته الرسمي ..
لولوه .." ما أدري ليش يومي يمر معاك غير .. وبما اني ازعجتك بعزمك انا .. اوك " مسكت حقيبتها اليد وخرجت من مكتبه .. وزاد وسعة ابتسامتها .. تعلم أنها استطاعت اسقاطه بكلماتها البسيطة .. انه احمق يسقط سريعاً .. لا تحتاج لفتره طويلة لترهق نفسها معه ..
عض على شفته سفلية .. تمنى لو صديقه يختفي عن الوجود هذه اللحظة .. تمنى رجوع إلى الأيام الذي تقابلا لأول مرة .. وعرض عليها اقتران به ..
.
.
.
.
في بريطانيا ..
مدينة لندن ..
واحده ظهراً .. انتهى محاضرتهم ..
عقدت حاجبيها .. وبغضب " حسبي الله ونعم الوكيل ليه يبغاني اعيد له وانا متأكدة ما في له شي "
ضربتها بكوعها .. وغير مبالاة .. موضي " لا تتحسبي عليه يمكن من جد .. مو معقوله يغلطك كذا .. امشي خلينا نروح و .. "
قاطعت حديثها .. وهي على وشك البكاء .." ذا مو بس اتحسب عليه بدعي عليه كمان .. والله يرحم والدينك امشِ مالي خلق لهذرتك الفاضي .. ولا أقول لك خليني لوحدي"
تخطتها بخطوات سريعاً إلى مبنى التي يقطنه هو .. تنفست لن تبكي أمامه لكي لا يشفق عليه .. طرقت الباب بتوتر وبخفة ..
دخلت بعدما اذن لها بدخول .. مازال يده ملفوف بشاش أبيض الناصع .. وتلك الجرح على عينه الايسر اختفت .. نظرت إلى مكتبه غير مرتب .. وجاكيته على طرف المكتبة .. إنه غريب الاطوار ..لا يدل انه شخص فوضوي .. هناك شي مريب في هذا الرجل .. لماذا طوال الوقت صامت ويراقب الأخرين وكأن فريسته .. عقدت حاجبيها لقت اتت لكي تتناقش معه .. ولكن كيف لها أن تنخرط في تفكير به!! .. كان يقف بقرب النافذة .. اخرج يده الايسر من جيب بنطلون الرسمي ذا لون بني .. مسك كوب .. ورشف من قهوته .. واتجه إلى مكتبه ونظر اليها بهدوء .. وهو يعلم مسبقاً سبب وجودها .. وضع كوبه على طاولة مكتبه .. ووضع ساق على الأخر ..
قايد " نعم يا أماني .. مو قلت ما ابغى احد يجيني ويكلمني .. ليه تبغي تعيدي سنة مرة ثانية؟!! "
بللت شفتيها بتوتر ونبرتها يحمل رجفتها .. أماني .. "السلام عليكم.. أعتذر على إزعاجك يا دكتور قايد .. لو ما كنت تعبت على مشروع ما كان جيت لك .. ابغى اعرف سبب .. ايش الي خطأ لقيت عشان تبغاني اعيد مرة ثاني؟! .."
رفع حاجبه بسخط .. غير طريق جلوسه ..عندما شاهد اسم والده على جواله .. مسك هاتفه ووضعه على صامت" ههه .. لا حضرتك علميني كيف اشتغل .. وبلغي بقية مافي إعاده .. وتفضلي الحين .. لان سبق وحذرت ان لا احد يجي ويكلمني!.. "
أماني بتوسل .." بس يا أستاذ "
قايد .. انهى النقاش وبأمر " اتفضلي يا أماني .. ولا تبغي أسوء من كذا؟! .. "
خرجت بصمت .. لو أطالت ستبكي بلا شك .. تنهدت ستأتي مرة أخرى وتطلب منه .. لو علما الجميع سيكرهونك يا أماني ..
تنهد .. شاهد عيناها التي كانت محمرة بسبب حبسها لدموع ..
عاود على اتصال والده ..
كان باله مشغولاً طوال المكالمة .. انهى سريعاً ..وهو يفكر في ملاذ ما .. تمنى لو يأخذها معه ويهرب في مكان بعيد .. بعيد لا يصل اليه احد ..
مال راسه الى الخلف .. على طرف الكرسي الذي كان يجلس عليه .. واغمض عيناه وهو يغرق في تفكيره ..
.
.
.
.
في امريكيا ..
مدينه واشنطن ..
في حديقة .. كانت تجلس وتنظر الى فراغ .. وغارقه في تفكير ..
و ساعة يدها يشير عاشرة مساءاً .. ينتهي عمله ساعة رابعة عصراً .. ولكن لما تأخر ..
رشفت رشفة واحدة من كوبها .. وهي تفكر بسبب تعكير مزاجه ذاك الوقت .. اتفقا سوياً أن لا يكون أسرار بينهما .. وكلاهما سيخبران بعض بكل شيء .. وسيكونان صريحاً في علاقتهما المجهولة في وقت الحاضر ..
لم تغادر تلك الانثى بجمالها الطاغية عن بالها .. شعرت بندم على ارتباطها به سريعاً .. فهو مازال غامض لها .. ازاحت افكارها عن عقلها .. ونظرت إلى ساعة لقد تأخر الوقت .. ولم يأتي بعد !..
مسكت كوبها وشربت في آن واحد .. مسحت شفتيها من كفها الأيسر ..
وقفت .. ودخلت الى الغرفة نوم لكي تلهي نفسها في أي شي .. سمعت صوتاً في غرفة تبديل الملابس .. اتجهت إليه بخطوات سريعة .. توقفت بقرب الباب .. وشاهدته .. كان يلبس بدلة ذا لون سكري .. وجاكيته الرسمي مخطط رفيعة راسياً ذا لون بني .. وربطة عنقه غير مرتب .. وزرين من تي شيرت البيضاء مفتوحين بعشوائية .. التفت وابتسم لها .. واعتذر لها .. وحضر الصمت بينهما الذي كان المؤقت والتي كسرته .. باقترابها منه .. ابتسمت له وابعدت يديه وفتحت ربطة عنقه ووضعت على طاولة .. عقدت حاجبيها .. اقتربت منه لكي تكسر شكوكها ..
ابتعدت عنه خطوتين .. ووضعت كفها الايمن على انفها بدهشة .. وبنبرة غاضبة التي لم تستطيع ان تخفيه " نادر فين كنت .. وايش ريحة القرف جاي منك!؟ .. انت شارب ؟؟ "
نظر إليها .. وببرود " بعدين يا ... " نظر إليها مطولاً .. فهوه معتاد اقتران بنساء سراً .. مرر يده الايسر في الهواء .. ولم يهتم لها .. واتجه بخطوات غير متزنة الى الاستحمام .. شعرت بغصة في حنجرتها .. لم تتشافى من جرحها الاول .. فكيف يأتي هذا ويزيد !!.. لم تتمالك جلست على أرضية باردة .. وغرقت في بكائها الجنائزي ..
لعل يقلل من وطء وجعها !..
.
.
.
.
المدينة المنورة ..
في إحدى الفنادق بقرب المسجد النبوي ..
نظرت إليه باستغراب ..
كان يقف بقرب باب السيارة طلب منها الخروج .. نظرت سريعاً الى حولها من خلف نظارة الشمسية التي يخفي عيناها .. كان بقرب إحدى الفنادق قريبة من المسجد النبوي الشريف .. استغربت سبب وجودهما هنا ؟! .. ابتسمت جزئياً انه لم يرفض طلبها .. تذكرت عندما ابلغتها عزة انها ستأتي المدينة لأجل تجهيزات الزفاف .. اذن جلبها هنا لأجل ان تكون برفقه عزة ..
نزلت من سيارته .. وعندما دخلا تباطأت خطواتها .. نظرت ولم تجد سوى رجال الامن .. في ملابس عادية .. وسماعات لاسلكية في اذنهم الايسر ..
شعرت انها تائهة .. اغمضت عيناها بخوف .. وهي تشعر أن هناك اعين يراقبها من خلف .. شعرت وكأنها تتنفس أكسيد الكربون .. بل غرقت بداخله .. ادارات راسها ولم يكن سواهما .. نظرت الى امام .. و ذلك اليوم يمر في ذهنها كالمسرحية .. أرادت الرجوع و الهروب من كل شيء .. لم تكن بهذه الجبن من قبل ! .. واجهت كل مخاوفها وحزنها .. ولكن ذلك الوجه مسلوخ .. عالق على شماعه ذاكرتها .. ويزيد خوفها .. عندما دخل في ممر ضيق خالي من كل شيء؟! ..
.." إحنا ليش هنا؟!" سألته بنبرة التي لم يكن متزن بسبب توترها! .. وخوف الذي لازمها عند مشاهدتها لرجال الشرطة ..
لم يجيب على سؤالها ..
مسكت طرف عباءتها بخوف .. شعرت حنجرتها جافة .. وكأن فصل صيف حل في حنجرتها باكراً .. ويحرقها بحرارته ..
بغضب وهي تشعر أنها ليست في المصعد .. بل في تابوت .. سالته بخوف مرة أخرى " إحنا ليش هنا ؟! .. لي حق أعرف .. "
خرج بخطوات صامتة .. تركها في حالة ذعر والخوف ..
زاد غضبها .. وعاندته " ما راح أمشي معاك .. الين أعرف ايش جا .. "
قطعت كلامها دخول مجموعة رجال من المعتمرين .. دخل وجرها من معصمها الايسر .. دفعها بداخل الجناح .. وأقفل الباب خلفهما .. وقبل ان تصطدم ب حافة طاولة زجاجية .. ابتعدت سريعاً .. مسكت حجابها لكي لا يسقط من رأسها .. وقفت ونظرت إليه يقترب منها ..
.. حادثها بهدوء مخيف .. وهو ينظر إليها بأعين حادة " مو معاي تتفاوضين يا بت .. يكفي على سواد وجهك في الجامعة طلعتِ منها بسكات .. ولا كان مفروض تخيسي في السجن .. وصل فيكِ تحرقي الخلق ! .. لو بيدي ارميكِ في السجن ذا اقل شي في حقك يا محترمة .. " وباحتقار اكمل حديثه " له كامل احقية يرميكِ ويتخلص منكِ ! لأن وجودك بحد ذاته غلط .. " القى عليه كلماته ببرود .. نظر الى امام واراد الخروج .. وبأمر " نص ساعة بتشوفي إلي جابك المستشفى .."
أحرقت دموعها .. داخل اعينها بكبرياء .. زمت شفتيها .. لن تعطيه فرصة لكي يقتلها بسوط كلماته .. اقتربت منه بخطوات سريعة .. ومسكت ذراعه الايمن وجعلته يدير وجهه اليها ..وبنبره غاضبه مرتفعة .. حادثته بثقة هي ايضاً " مين قال لك وجودي غلط ؟! .. مين اعطاك حق تحتقرني .. وحط في بالك ما ندمت على الي سويت .. واحذرك يا ج .. "
بتر كلماتها داخل حنجرتها .. وهو يضع كفه الايمن على فكها بقوة .. وضغط عليها .. شعرت بألم في فكها التي تشعر أنه سينكسر بين يديه .. ووضعت كلتا يديها على كفه لكي تبعده ..
.. وبفحيح .. " وأنا أحذرك من غضبي يا شكيلة "
دفعها بقوة .. وخرج بصمت .. أغمضت عيناها .. وزفرت بضيق .. وصوت خطوات لرجل الامن يقترب من الصالة الخارجية ..
مازالت كانت على الأرض .. تنفست ببطء وكأنها ستفقده بعد قليل .. كيف يعاقبها بشكل مشين .. ليس لديها أي استعداد لمقابلة من انقذها الآن .. او من اجرم في حقها .. لقد رادوها حلم مخيف صباح اليوم .. ذلك اليوم تريد محوه من ذاكرتها .. ولكنه يعاقبها بقسوة على إحياء لها .. لا تملك قوة كافية لمواجهة احدما .. ومزاجها معكر ايضاً .. شعرت بطعم سائل الأحمر البغيض خرج من لثة إحدى اسنانها .. وقفت بصعوبة مشت بخطوات هزيلة إلى حمام .. نزعت حجابها واقتربت من حوض استحمام الذي كان خلف الباب وهي غارقة في زخات ندى التي يسقط من جبينها .. لم تتمالك سقطت على أرضية حمام الباردة .. وأخرجت وجعها التي كان عالق في داخلها منذ فترة طويلة .. فتحت صنبور الماء .. وتتنفس بصعوبة واقتربت منه شفتيها .. واسقت حنجرتها جافة .. رجعت مرة أخرى وتقيئت .. حتى جسدها اصبح لـا ينصت إليها ! .. وخرج عن ارادتها .. احمرت عيناها .. وهي تنصت إلى دقات قلبها .. التي يزيد رجفتها .. وضعت مقدمة راسها على طرف بانيو .. بكت بكاء جنائزي .. بكت وجعاً .. وألماً وخوفاً .. بكت على حرب التي لا تستطيع الفوز به .. بكت على وحده التي يحيط بها كل ما تكبر هي .. بكت على حبها لرجل القاسي .. التي جاهدت بتجاهله .. ولكن لم تستطع .. لقد خرج امر من يديها! .. رفعت راسها الى الاعلى .. وهي تشعر أن ليس لها ملاذ آخر غير أن تمر بواقعها الموجع !..
سقطت في قاع ذاكرتها ..
غرست اناملها بقوة في خصلاتها رمادية .. انزلت راسها الى اسفل .. وأغمضت عيناها كوسيلة أخيرة .. للهروب من يومها هذا .. بل جميع ايامها الموحشة ومؤلمة ومخيفه لها ..
و تذكرت كل لحظات مؤلمة التي مرت بها .. حتى موت والدتها امامها .. الذي قتلها لأجل راته يسرق .. والقى جسدها على ارضية باردة امامها .. شاهدت والدتها تموت بوجع امامها ببطء .. شاهدتها وهي تتعذب ..
وتركني اعيش تحت رحمة حزني البائس ..
تذكرت اعين باردة تنظر اليها .. ووجه مسلوخ .. تذكرت ابتسامة خبيثة وانفاسه الفاسدة على وجهها ونحرها ..تذكرت أعين وحشية التي يرافقها ك ظلها .. وكأنهما أصبح كيان واحد .. تذكرت تمرد مجموعه طالبات عليها في المتوسطة .. وايذائهم اليها .. ونبذهم ببساطه بسبب لون شعرها ..
تذكرت والدها التي ساء ظن بها مثل جنيد ..
فقط لأنها لم تصمت .. ودافعت عن نفسها ..وهنا لأجل صديقتها ! ..
تذكرت نظرات الاستحقار لرجل الذي اعجبت به .. دون سابق الانذار !! ..
لما جميعهم سيئون معي ولا يثقون في !؟ .. تريد ان تبرر لهم تصرفاتها ولكن نظراتهم يجعلها تصمت .. وتتجاهل الامر !..
..
اليوم هي كالغصن جاف .. مكسور مهترئ بسبب الحزن ..
استيقظت على صوت طرق الباب .. مسكت طرف بانيو وأسندت نفسها .. كانت تسعى للانتقام على ما حصل لها .. ولكنها وجدت نفسها ضعيفة جداً .. انه ليس بتلك البساطة .. حقا تريد تخلص من امور يؤذي عقلها .. والعيش براحة دون المخاوف ..
انتظرها لمدة عشرة دقائق ..
التفت وجهه الى جهة الباب عندما سمع صوت فتح الباب .. نظر إليها ويريد الاطمئنان عليها .. لم يكن يريد إيذائها ولكنها لـا تتوقف عن عصيانه ..
كان يعم الصمت في ارجاء الجناح وكأنه مهجور ..
مررت نظراتها إلى كل شيء .. تخطته بخطوات سريعة الى صالة داخلية واتجهت على حقيبتها ومسكت نظارتها الشمسية واخفت عيناها .. و جلست على اريكة للفرد بصمت .. وهي تتلو آيات القرآنية في داخلها ..
هل شعرت مرة في حياتك وكأنك في المقبرة ؟..
وحيداً مع أوجاعك ..
وعليك قضاء وقتك بصمت معه !..
وكأنه لن يؤنسك سواه ..
غرزت أظافرها بحدة داخل كفها .. وتناست الم .. بللت شفتيها بخوف .. وهي تشعر باختناق وكأن يحيط بها حفرة صغيرة ويخنقها ..
كان يراقبها بصمت اقترب منها
ووضع كفه الأيمن على كتفها لكي لا تشعر بخوف .. وهو يقف خلفها .. و بدأ بتحقيق معها ..
رفعت عيناها ببطء وقطرة وجعها عالقة بين أهدابها .. إلى ذلك الذي يجلس امامها .. وكأنه مسن .. يمتلك وجه شاحب .. ممتلئ قليلاً .. ذا سمار البدوي .. يبدو في أواخر الاربعينات .. وخصلات الشيب في شعره القصير .. هناك ندبة بين حاجبه الايمن .. سقطت عيناها إلى ذاك الاعين دائري مجعدة ..
أخفضت راسها إلى أسفل سريعاً بخوف .. وهي تنظر إلى أرض .. خائفة يعيد ذاك اليوم مرة أخرى .. ويقتلها ..
ذاك أراد دفاع عن نفسه .. ولكن منع من المحادثة معها .. لكي لا تخاف هي .. وتغير شهادتها ..
ولكن شيء ما شعرت آنه مريب .. رفعت راسها وأطالت النظر إلى عينيه .. تلك الاعين كانت باردة كالأموات .. لم يكن بداخله أي مؤشر للحياة ..
تلك سواد يحيط بعينيه .. وينظر ساخراً إلى ضحيته ..
كان يحمل رائحة نتنة .. رائحة دماء !..
رائحة الكره ..
والمكر ..
وكأنه كائن غريب بين البشر ..
.. كرر سؤاله .. وهو ينظر إليها ويراقب رجفة يديها .. واحمرار كفيها ..
جنيد اقترب من اذنها وبهمس .. بلطف لكي لا تشعر بالخوف " ايوه يا شكيلة نفسه هو الي شفتيه في الورشة ؟!"
.. ردت بصوت منخفض" ماادري .. "
نظر اليها جنيد ..حادثها بغضب بصوت منخفض مرة اخرى .. " نزلي الزفت ذا الي حاطه فوق عينك عشان تقدري تعرفي نفسه ولا لأ؟ .."
التفت إليه .. ونظرت من خلف نظارتها إلى عينيه .. ابتسمت ابتسامة باهتة .. " أجل على كذا اقدر اتهمك انك اجرمت قبل شوي في حقي! " انهت حديثها بنبرة ساخرة ..
بات جو متوتراً .. فالجميع يعرفون أنها قريبته .. ولأول مرة أنثى تتحدث معه بعجرفة .. وتسخر منه .. كان صوتها منخفض ولكن بسبب هدوء يحيط الجو .. فاستطاع البعض الذين كانو قريبين بسماع ما قالته هي له .. وكتم الجميع ضحكتهم ..
عقد حاجبيه .. وهو ينظر اليها .. عندما تكون متوترة وخائفة .. تستغل الفرص لكي تتخلص من شعورها المتبلد! .. حسناً ليس الوقت والمكان مناسب .. لكي يغضب عليها .. بادلها الابتسامة .. وهو يرد عليها ببرود الظاهري .. ويكرر سؤال عليها وكأن لم يسمع ما قالته قبل قليل .. وهو يبعد عن عيناها نظارة شمسية .. " متأكدة مو نفس الشخص؟! .."
نظرت اليه كان قريباً منها .. حسنا لن تنكر انه ك فاصل بينها وبين خوفها .. رفعت إصبعها سبابة ووجهت إلى عينيِ ذاك الرجل .. ونظرت اليه .. حادثته بأريحية عندما عرفت أنه ليس ذاك الوغد " عينه اليسار مسوي له عملية زراعة عين ! .. " وتذكرت امراً .. تكلمت بنبرة منخفضة وكأنها توجه لنفسها " وكنت مكبلشة "
كان ينتظر الى ردة فعلها .. عندما ازاح عن عينيها نظارة الشمسية .. ولكنها كانت وديعة .. نظر اليها باستغراب لم تبلغه اخر مرة عندما القت شهادتها على كل ما حصل .. شعر بغضب فهي اكدت على ما قالته .. " كبلشك!؟ .. طب تتذكرينه هو الي انقذك "
.. نظرت اليها وبتردد فكان نظرها مشوش ذاك اليوم .. فقط رات من يحملها ويرمي على وجهها ماء .. وتذكرت من بينه ذاكرتها المشوش لقد نظرت الى حاجبها الايمن قبل ان يحملها بين ذراعيه .. " ايوه "
ذاك جثى باكياَ وهو يحمد الله .. القت نظراتها بشفقة عليه .. و شعرت بحزن اليه .. هل لان تأذى بسببها .. لأجل انقاذها .. ما زال هناك ارواح النقية لم تتلوث .. وقف وشرطيان خلفه معه وقبل ان يغادر .. وقفت بقرب جنيد .. حادثته باحترام .. " آسفه يا عم بسببي تأذيت واتهمت .. شكرا لك لأنك ساعدتني .. الله يطول بعمرك في طاعته .. ويأجرك عليه .. والي سويت لي عمري ما راح انسى .. وقبل ما تروح أبغاك تسامحني يا عم .. "
التفت اليها .. " الله كريم .. ومسامحك يا بنتي .. مالك ذنب على الي حصل .. والله يفضح الي سوا فيكِ كذا ويجازيه .. "
زاد وسعة ابتسامتها .. جلست مرة اخرى براحة البال .. لقد تبدد شكوكها .. ذاك ايضا كان يحمل نبرة خشنة غليظة .. وانها ممتنة لأنه انقذها .. اغمضت عيناها واراحت راسها بخفه على ظهر اريكة .. ولكن ثواني وسعادتها تبددت عندما شعرت بشعور مخيف .. وكأن تلك الاعين كانت تراقبها لوهلة .. ادارت راسها سريعاً بخوف .. ولم يكن سواها في الصالة .. وقفت وسمعت صوت خطوات يقترب منها .. تنفست براحة عندما رات جنيد ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس