عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-19, 09:24 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



.
.
.
.
روسيا ..
في مدينة موسكو ..
في إحدى أحياء الفاخرة .. التي لا يمكثها سوى المشاهير والاغنياء .. ورجال الاعمال والامراء .. وكأن جزيرة وليس حي داخل مدينة موسكو .. داخل الفلة بتصميم الكلاسيكي ..
في جناح الشرقي ..
غرق في نظر إلى ملامح البدوي الكاسر .. عيناها ناعستين ذا لون بندقي .. وحاجبيها الكثيف مرسومه بشكل متقن وجذاب .. وشفتيها طويلتين صغيرتين يزيدها فتنة ابتسامتها .. وخصلات الشعر ذا لون أسود كالسواد الليل التي يصل الى اسفل اردافها .. وثوب البدوي القديم التي يرسم على جسدها الفاتن .. أحبها بكل جوارحه وكأن ليس هنآك انثى في الدنيا سواها .. تزوجا مرتين ولم تستطع اي انثى مثلها تخترق قلبه .. تزوجا فقط للأجل من يرث أعماله التي نصفها شرعية التي أوكل اولاده .. ونصفها التي غير شرعية يديرها هو .. تنهد بوجع وغصة يعيق تنفسه .. يشعر كالسكاكين .. وكأن سيتقيأ الدم.. كان رجل جبان .. لم يفكر بها .. كان أنانياً بهروبه وتركها لوحدها .. لم يكن يعرف ان هنآك في أحشائها طفل ..بقايا حبه الاول والاخير .. بقايا ايامه الجميلة التي قضاها معها .. لم تهتم لفقره تمردت وهربت معه وتزوجته .. ولكن هو خذلها .. قتلها قهراً!! .. عرف صدفة قبل خمس سنوات أن لديه ابن منها .. كان سعيداً جداً .. ولكن حزن عندما لم يجد أثر له .. لقد عرف عندما أحد ما أرسل له صندوق وبداخله فقط صورة لتلك الحسناء .. ورسالة أن لديه ابن "
دخل سكرتيره ومساعده في العمل .. والتي لازمه طوال مسيرته المهنية ..
أخفى صورتها بين كتاب قديم اهدته هي له في يوما ما عندما كان يلتقيان سراً .. كانت اخت صديقه .. سقط احدى ايام عيناه عليها سهواً .. كانت تقف بقرب الباب وتوبخ احدى اطفال الجيران التي كان في السن التاسعة .. على كسر اناره فوق باب منزلهم .. اتى مع اخيه من مدرسة .. التي لم يكن مهتم .. فقط لان يمكث عند عمه .. فلم يكن لديه اي خيار اخر .. فقط امتثال امر عمه .. ولكن بعد وفاته تغيير كل شي في حياته جذرياً! ..
جلس هو وبابتسامة .. فهد " عسى خير يا ابو نادر !؟"
مسح عيناه بإصبعين .. أشعل سيجارة ووضع بين شفتيه .. وأخذ نفس عميق .. سامي " سلامتك ..بشرني ايش صار لقيت شي "
فهد .." تدري صعب بدون اسم وصورة طال عمرك .. لا تشغل بالك ان شاء الله قريب راح نلاقي وراح تقابله "
حرك راسه .. ووجه اصبعه وبينه سيجارته.. ودخان يتصاعد من بين شفتيه ويغطي ملامحه قليلاً .. سامي" قايد مخبي علي شي .. شوف ايش مسوي في لندن .. "
فهد .." حاضر طال عمرك "
.
.
.
.
.
مر اليوم طويلا بارداً ..
لم يكن هادئ كبقية الايام ..
ساعه ثانية عشر صباحاً ..
ابعدت لحاف عن نفسها بغضب .. وهي تشعر بألم في كاحلها الايسر .. شتمته بغضب وهي تتذكر أيضاً ماذا فعل بها .. عندما خرجا من الفندق .. كانت تجلس معه في سيارة ..
وجنيد لم يتحمل وجودها في السيارة معه .. اوقف سيارة عند اقترابهم من ديرة والذي كان يبعد ساعه ونصف في سيارة .. وخرج من سيارة استغربت فعلته .. ولكن زاد دهشتها عندما مسك معصمها الايمن ودفعها خارج سيارة وابلغها بإكمال الطريق لوحدها .. وغادر وتركها وحيداً .. تحت سماء باردة ..
تنهدت بضيق ووقع نظراتها في ركن غرفتها الى صندلها عملي بكعب3cm ذا لون ازرق بربطة من امام على شكل اكس .. الذي تخلى عنها ايضاً بعد عشرون دقيقة .. عندما مشت بخطوات سريعة .. وانقطع ربطة رجلها الايمن .. شعرت ذاك الوقت انها على وشك الموت بسبب الجو الذي اصبح بارداً .. نزعت صندلها من رجلها الايمن .. واخر ايضاً مسكت في يدها واكملت طريقها بحافية قدمين .. ما زالت لم تتخطى صدمتها .. وهي تنظر الى طريق هادئ الذي لم يكن هناك سواها .. جلست بتعب على ارضية ترابيه .. ابعدت قليلا من عباءتها عن ساقها الايسر ونظرت الى كاحل الذي اصبح بقعه واضحه جداً ..
زفرت بضيق ..
وقفت بصعوبة و أكملت طريقها بصمت ..
كيف اخبركم ؟! ..
انني لست خارقة ..
وأن ظهري ليست جدار التي لا يهُد ولا يلين ..
وقلبي التي انطفئ ضوئها .. وبات مظلماً بارداً ..
وروحي تعكر لونها وفقد رونقه ..
كيف اخبركم ان صدري ليس وسيعاً ! ..
كيف اخبركم انني طفلة باكية .. وبسيطة ..
وانني ورده اسقط من نسمه موجعه ..
..وصلت بقرابه ساعه تاسعه .. دهشت عزة من منظرها .. التي كانت تنتظر حضورها بقرب مدفأة .. .. سالتها ماذا حصل معها .. لم تحادثها ابعدت يدها عن ذراعها بهدوء .. واتجهت الى غرفتها ورمت صندلها .. واقفلت خلفها بأحكام باب لكي لا يأتي احد ما ويزعجها .. مشت الى سريرها بخطوات متعثرة .. والقت جسدها على سرير وغرقت في النوم ..
تنهدت واستغفرت بصوت منخفض ..
ووقفت بصعوبة ومشت بخطوات متعرجة .. متجهة الى ثلاجة صغيره في ركن غرفتها .. فتحت ومسكت قارورة ماء وشربته دفعه واحده .. وبعدها اتجهت الى حمام وما زالت تشعر بألم وارهاق بكامل جسدها ..
في داخل الملحق ..
كانت تعلم انه سيقلها من جامعه وستقابل المجرم اليوم مساءً .. وصدمت من منظرها وكأنها متشردة .. لم تتعرف عليها الا عندما نزعت الحجاب من راسها ..
هي ايضا نزلت المدينة للتو رجعت من زيارة زوجة ثابت .. لقد تكفلت هي واختها بتجهيز كل شي ..
واليوم كان غمرتها لم يكن احد سواهما هي واختها وريلام وخالتها ..
كانت تجلس في صالة لم تغادر غرفتها عندما سألت الخادمة عن شكيلة اخبرتها انها لم تأتي .. انتظرت لكي تطمئن عليها .. ولكن منظرها جعلها غاضبة ..
التفت ونظرت اليه بدهشة على ما سمعته .. لقد اخبرها بعدما ألَّحت عليه فتره طويلة .. وهي تنظر اليه الذي لم يكن مهتم على ما تفوه للتو ..
عزة بنبرة غاضبة .. " ايش !! سبتها في نص الطريق ! .. وكل ذا بس عشان ضاربت مع وحده في الجامعة ؟! ..مجنون انت لو صار لها شي ايش كان سويت .. على الاقل كان دقيت على سواق وخليت يجي ياخذها من البداية "
نظر اليها .. وبهدوء حادثها وبغير مبالاة .. جنيد .. " رجعت البيت بسلامة وما حصل لها شي .. ليه مكبره الهرجة! .." وبسخرية غاضبة اكمل كلامه .. التي لم يستطيع كبته على ما قالت عزة .. فهو يشعر انه ما زال لم يعاقبها على فعلتها .. " ههه ..عادي على برنسيسة تتمشكل مع الخلق لان اشك هي بنت !.. لان مافي اي وحده محترمة عاقله يطلع منها هالحركات همجية .."
وقفت عزة وبزعل .." ما توقعت يطلع الكلام ذا منك يا جنيد .. ما ادري انت وامك ليش كارهينها كذا .. ما الومها المسكينة على كرهها إن تجلس دقيقه في البيت ذا .. وكمان ايش ما سوت مالك حق ترميها في طريق وتخليها لوحدها .. "
خرجت واقفلت باب بقوة .. صادفت ثابت باحترام الذي ادار ظهره ..الذي لم يكن حاضراً فهو مشغول في بحث عن دليل على جرائم سامي .. فجريمة قتل ابنة جنيد كان هو محرض .. و ايضاً لا يوجد دليل على اعماله غير شرعية .. التي يجعلهم يعتقلوه في اقرب وقت .. للتو رجع من مشرحة ومعه ملف تشريح جثة ماجد ..
..في حياته لهما دور كبير .. وعلى ما وصل اليه .. انه سعيد جداً .. ان تلك شعور الوحشة التي يلازمه عندما يكون لوحده مؤلمة .. حقاً سعيد لان يمتلك عائلة طاهرة .. فوالدة جنيد لم تعامله كغريب اعتبرته كابنه .. عندما راته لاول مره .. وسعدت عندما عرفت انه يريد ان يستقر .. لم تتوقف ادعيتها الجميله ونقيه وهي تدعي له والى الذي سيقترن به .. اخجلته بفعلتها عندما ابلغته انها ستتكفل بكل تكاليف زواجه .. لطالما كانت كريمة ولطيفه معه منذ مراهقته ..
كان يعلم ذهابهم الى من سيقترن به ..
" السلام عليكم .. كيف حالك ياعزة "
عزه الذي طلبت منه ان لا يناديها خاله .. فهي تحب اسمها ولا يعجبها اي كنيه او اسم اخر يقال لها ..
وضعت الحجاب على راسها وغطت نصف وجهها .. ابتسمت له .. عزة " وعليكم السلام .. يا هلا فيك .. الحمدلله .. شخبارك انت عساك بخير .. والف الف مبروك يا ثابت عسى الله يوفقك .. "
ثابت .." الله يبارك في عمرك .. والله يسعدكم زي ما اسعدتوني .. ما ادري كي"
قاطعت كلامه .. وبلطف " لا تقول كذا انت من اهل البيت .. واظن الي نسوي لك شي قليل في حقك تستاهل اكثر من كذا .. "
شعر انه لن يوفيه بحقها هذه لحظه .. دعا لها بصدق .. " الله يسلمك ويحفظك .. "
وجنيد خرج في هذه اللحظة .. لكي يستنشق الهواء .. نظرت اليه بطرف عيناها .. ومجرى افكارها تغيرت .. قبل ذهابها القت فتات حديثها ساخر الى جنيد .. بل اشبه بالقنبلة .. كانت انانية منها عندما فكرت انه مناسب لها ..لن تكون هي سبب تعاسة تلك الصغيرة .. انها تستحق من يريد الاقتران بها ..
استغرب ثابت ونظر الى جنيد .. الذي كان يقف عاقد حاجبيه .. بصمت مدهوشاً بما سمعه من عزة .. الان عرف سبب اصرارها في الأوان الاخير .. بإعلان زواجه .. تنهد وهو ينظر الى ثابت .. الذي كان ينظر اليه مبتسماً ساخراً منه ..
رفع حاجبه الايسر .. بغضب " لا تسألني شي" وادار وجه وذاك لحق به وهو يضحك عليه ..
.
.
.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
داخل احدى احياء الراقية في المدينة .. في شقة فاخرة .. رحبت بهم ام جنيد ولم توافق على مكوثهم في فندق ..
في غرفة .. كانت تجلس على سجادتها للتو انهت صلاة الوتر .. مازالت تجلس وتستغفر وتنظر الى فراغ .. تذكرت ذاك اليوم .. ابتسمت ابتسامه باهتة .. وهي تسقط في قاع وجعها ..
ومازالت تشعر بمراره كلمات بغيضة كصديد في حنجرتها ..
عندما حضرت خالتها بعد ترتيب حاجياتها في المنزل ..
لقد فكرت كثيراً .. كرهها لا يفيدها شيء .. ستغفر كل زلاتها .. وتطمس ايام الموجعة ..
مشت بخطوات سريعة .. كانت سعيدة جزئياً .. وهي تفكر في ردة فعلها .. توقفت عندما سمعت اسم لجين ..
ابو لجين .. بلطف " خلاص يا حرمه .. الي تبغيه راح يصير .. "
ابعدت عن وجهها منديل بعدما مسحت دموعها برقه .. وبحسرة " اكيد .. تدري يا عبدالرحمن تمنيت لبنتي كل ذا .. ياليت كانت هي! .. و تدري كمان ايش الي خلاني انطم بس عشان نفتك من سيرة البيت ومنها .. ولا ترا لحد ال .. "
شعرت باختناق .. وغصة عالقة في حنجرتها .. تمنت انها تأخرت قليلاً .. قطعت كلامها بمغادرتها .. لم تستطع الوقوف على ساقيها .. دخلت الغرفة وادارت المفتاح وأغلقت خلفها الباب ..
جثت على الارض وبكت ..
وكأنها سقطت من حافة سماء على الارض ..
كانت امنياتي بسيطة ..
احلام بسيطة طمستها لي الحياة ..
لا يهمها سوى ان تعيش تحت سقف الذي عاشت فيه طوال حياتها .. لم تكن مهتمة لمنصب الذي تقدم لها .. لقد عرفت بصدفه من خالتها .. ماذا يعمل هو ..
غرقت في البكاء ..
البكاء احياناً يزيد مرارة الوجع .. ونحتاج لتلك مرارة ليقلل من وطء حزننا ..
استيقظت من سبات تفكيرها .. مررت اناملها على اطراف اهدابها ومسحت بقايا دموع .. نظرت في ارجاء الغرفة .. الذي كان مليء بهدايا لها .. سعدت بحضور ام جنيد وعزة وخاصة ام جنيد التي كانت لطيفة معها .. وحضور عزة خفيف .. كانت بين فترة وفترة تلقي عليها بهمس كلمات عنه .. والتي يجعلها تشعر بخجل وتضحك هي .. وعندما حضرت نقاشة .. لم تكن مهتمة وكزتها بلطف عزة وهمست لها .. وهي تخبرها ان اختها اذا علمت ستوبخها ولن تفلت من محاضرتها .. لقد قضت نصف يوم معها .. ولم تشعر بالوقت معهم .. وكأنها سندريلا القى عليها سحر وانتهى مفعوله بعد مغادرتهم .. ورجعت الى بؤسها ..
نظرت الى اناملها التي زاد جماله بنقوش حنه بسيطة .. والى خاتم بسيط انيق الذي كان في اصبعها .. والذي كان عبارة دبلة وفي وسطه مغروس حبات الماس صغيرة ..
تنهدت ووقفت ونزلت رداء صلاة .. وفتحت دولابها التي كان يحمل فستان نظرت اليه .. مررت اناملها بخفه خائفة من مستقبلها المجهول .. بللت شفتيها لن تغرق في وحل حزنها .. لن تتركه يستعمر عليها كالعادة .. ستقامر بأيامها المجهولة ولن تخسر .. لا تحتاج الى طمس ايامها البائسة ولا شطبه ببكائها .. بل ستقطع اوراقه وتبدأ ببداية جديدة .. وتعيش فقط بين جنبات ماضي الجميل .. الذي لم يكن يحمل لها سوى البسمة ..
.
.
.
.
في مدينة عمان ..
كان ينتظرها في عيادتها .. دخلت نظرت اليه .. اصبح وجهها شاحب .. ابعدت نظراتها عنه ..
التفت اليها وهو ينظر اليها وابتسم لها ..
ياسر .." اعتذر لو ازعجتك .." اقترب منها ومثل انه مهتم بها " وزعلت الي سوت فيكِ شكيلة انتي بخير .. اول ما سمعت الي صار معاكِ جيتلك "
نظرت اليه مستغربة منه .. تعلم انه اخيها .. ولكن لما يقف معها .. ابتسمت لـا يهم لطالما ان الجميع يصدقون قصتها الكاذبة .. ويقفون معها .. اذا لما تهتم اذا زاد عدد الاغبياء في صفها .. كل ما يهمها ان لا يكتشفون حقيقتها ..
مثلت عدم اهتمام .. وبرسمية سلمى .." حصل خير والله يهديها .. في شي ثاني ؟! .."
اطال نظر اليها .. ياسر " ما اظن في وحده زي طيبتك راح الاقي .." نظر الى ساعة معصمه " في مقهى جديد مفتوح اقدر اعزمك .. اذا منتي مشغولة؟ "
وضعت ملف على طاولة .. سلمى " اوكِ .. "
ابتعد عنها واقترب من الباب ..ياسر " اذن راح استناكِ في المقهى "
وخرج واختفى ابتسامته .. شعر انه يريد ان يتقيأ .. لقد عرف بصدفة من احدى ممرضات .. انها سبب على ما حصل في شكيلة ..
غادر وهو يفكر ..
مسكت حقيبتها .. ووضعت قلوس على شفتيها .. وبخت عطر على ملابسها وخرجت من عيادتها .. بعدما رتبت نفسها .. ابتسمت بسعادة .. الكل متعاطفون معها بعد مغادرة شكيلة .. كان يجب ان تتخلص منها مبكراً .. لقد كانت خائفة تخسر كل شيء بسببها ..
.
.
.
.
في مدينة واشنطن..
غاصت الشمس بين الغيوم .. واصبح الجو بارد يميل لدفء ..
كانت ترتدي فستان شتوي انيق من قوتشي .. اقتربت من سرير ومسكت طرف لحاف .. وابعدته عنه بقوة ودفعته بيديها من سرير سقط على ارضيه بارده .. ونظر اليها بدهشة على ما فعلت به .. وباستغراب
رفعت احدى حاجبيها .. بسمة " ساعه وحده .. مو وقت النوم ما غير جايب كأبه في البيت .. "
ابتعدت عن سرير بعد ما رتبته واتجهت الى نافذه وابعدت ستاره وفتحت نافذه وقفت امامه فتره وجيزة .. عندما لامس وجهها نسمه بارده .. ابتعدت وهي ترفرف في داخل الغرفة ..
شعر بخجل وهو يتذكر جزئيا ما حصل امس .. لقد حضر المنزل في حالة سكر .. لم يكن موافق على شرب ولكن اصرت عليها لانها حزينة لعدم ذهاب لشهر العسل بسبب اعمال جاسر .. وتحتاج ان تشرب برفقة احدما وليس هناك احد يريد مشاركتها .. كان لا يريد قضاء اليوم معها لقد شعر بذنب للحظة ولكن رفضت هي لحضورها .. زفر ونظر اليها كانت ترتدي فستان شتوي عودي سادة ويظهر جزء قليل من ساقيها .. وبأكمام طويل .. ورسم فستان ضيق تضاريس جسدها الجميل .. وخصلات شعرها كيرلي متمرد من بين ضفيرتها .. وطلاء وردي باهت على شفتيها .. ورسمة عين التي لم يعتاد عليها .. كانت فاتنه ومغرية بجمالها البسيط .. خرجت من الغرفة وهي تدِّعي بعدم الاهتمام .. شعرت بعينيه التي كان يخترقها من خلف بصمت .. وضعت يدها على قلبها وتنفست بصعوبة وكأن جرت لفتره طويله .. اتجهت الى حديقة بخطوات سريعة .. وجلست على كرسي .. جلبت لها الخادمة قهوتها والتي لحقت بها عندما شاهدتها تذهب الى حديقة ..
عضت شفتها احبته وكيف لا تحبه معه شعرت انها انثى .. وليست عبدة .. القسوة التي كان يحيط بها منذ صغرها .. عانقها هو بلطفه في فترات الماضية وانهى وجود قسوة من ايامها التي قضت معه .. وجعلها تتخطى وجعها .. كان جدار التي تستند عليه .. ولكن ما حصل امس جعلها تسقط باكيه .. كانت خائفة من العيش معه بعد ما راته .. لطالما كرهت تلك رائحه البغيضة فاسده .. خائفة ان تعود الحياة مرة اخرى وتقسو عليها .. لا تمتلك القوة لكي تتحمل مرارته ..
تنفست وهي تبعد عن بالها افكار التي كرهته ..
كان الجو دافئ .. بعد سقوط بلورات ثلج ..
بحث عنها ووجدها في الحديقة اتجه اليها .. واقترب منها وجلس على كرسي ..
ابتسم لها .. نادر " صباح الخير يا جميلتي "
رشفت من قهوتها ببرود وكأن ليس هناك احدما يشاركها في الجلوس .. نظرت اليه بعد فترة طويلة .. وتحدثت بنبرة هادئه .. وبسخريه " امسينا يا استاذ نادر .. ههه ما الومك بصراحة لو كنت في وعيك اكيد تعرف تفرق بين الصبح و الظهر "
ابتسم لها .. يعلم انها لن ترضى بسهولة .. " وأنا صباحي يبدأ بشوفتك!! "
عضت شفتها سفلية .. يعرف كيف ينتقي كلمات .. ويغرقها به .. لن تضعف .. قاومت كلماته لذيذة على قلبها .. وضعت كوب .. ووجهت نظراتها الى زرع .. بسمة " واذا نويت مره ثانيه تبلع زفت روح في اي داهيه بس لا اشوفك قدامي "
شعرت أنها على وشك البكاء .. وقفت متجهة الى داخل ..
وهو اقترب منها قبل مغادرتها وعانقها بصمت من خلف .. وطبع قبلة على راسها .. و حادثها بهمس " آسف يا حلوتي "
بللت شفتها .. ردت بهمس هي أيضاً .. وقاومت دموعها .. وببحة " العلاقة الي يتكرر فيها الاعتذار تنهار سريع يا نادر .." واكملت بنبرة صادقه " وانا ما ابغى علاقتي معاك تنهار .. "
ارادت ابعاده عن نفسها .. ولكن حضنها بقوة ووضع راسه على شعرها وغرق في رائحتها .. مازالت نقية بريئة .. لم تتلوث من بيئة التي عاشت بداخله .. والظروف القاسية التي مرت به لم يغيرها بتاتاً .. اعتاد على صدقها وصراحتها معه .. انها فريدة كزهرة توليب .. انه اقترن بإناث لتسلية مثلما اعتاد .. منذ مراهقته كان يجلب والده لها اناث كهدية ليتخلص من مزاجيته متقلبة .. ولكنها هي غرقته في عالم التي يخصها فقط ! .. انه يخجل من افعاله طائشة امامها .. وانها ليست كبقية عاهرات التي لم يفكرن بسوى اغرائه واستغلاله لأنه يمتلك ثروة .. يعترف بداخله اقترن بها فقط لفترة لكي يتخلص من خيال انثى أحبها ولكن وجد نفسه غارق بها .. وشفق عليها في تلك اللحظة .. عندما شاهدها بقرب بار مع زوجها ..
زفر بضيق .. كره ما حصل البارحة .. لم يكن لديه نية لشرب فقط مرافقتها ولكن كان مع انثى خسرها .. ولم يفكر سوى تخلص من افكاره .. كانت قريبه منه بدرجة لم يتمالك شرب الى ان فقد وعيه ..
مسحت سائل الذي تمرد ونزل سريعاً ..ابعدته عن نفسها والتفت اليه .. مسكت وجهه بأنامل مرتجفة .. مثلما هو انقذها من حطام التي كان يحيط بها .. ستنقذه هي ايضاً الجفاء لا يفيدها شي .. ولم تعتاد على قسوة معه .. وايضا لم تذهب لإزعاجه وايقاظه لأنها اشتاقت له .. ما زالت تشعر بمراره حزنها في قلبها .. ولكنها تحتاج تتنازل لأجله فهو يستحق ذلك .. فهو مازال غامض لها .. لم تتذكر انه حادثها عن نفسه .. يكون صامت عندما تكون برفقته احيانا .. ولا يتحدث الا قليل عندما يكون بمزاج جيد ..
بلطف .. بسمة " نادر امس في حاله الي شفتك فيه تمنيت اموت .. ولا شفتك في حالة دي .. امس حسيت نفسي اني مع رجال غريب .. مو شخص الي عرفته خلال شهر .. الحياة دي سرقت مني كل شي .. وما ابغى تسرقك مني الحين .. اذا من جد اعني لك شي .. اوعدني انك ما راح تشرب .. تعال لي انا كل ما حسيت انك محتاج لاحد .." انهت حديثها بصوت منخفض غير واثقة بطلبها ..
.. ابتسم لها " ابشري يا قلب نادر "
عانقها مرة اخرى .. وترك اثر شفتيه على عنقها الطويل البارد ..
عقدت حاجبيها وتذكرت امر ما .. ابتعدت عنه وبنبرة غاضبة .. بسمة " وعلى فكرة المعفنات الي كانو في حياتك سابقة !.. كويس ما تعرف اساميهم " واشارت على نفسها بإصبعها وبغرور يليق بها .." اما تنسى اسمي راح يكلفك مرة .. لا تتقرب مني لسه زعلانه منك " انهت كلامها بأمر عندما شاهدته يقترب منها .. مشت بخطوات سريعة متجهة الى داخل .. ضحك على فعلتها ..
نظر الى سماء ..تنهد بضيق ..
عندما رن هاتفه النقال .. نظر الى اسم ينير شاشته .. رفع حاجبه الايسر .. تنهد مرة .. يعرف سبب اتصال والده له .. لقد كشف في لقاء اخر مرة مع صحفية .. انه اقترن بإحداهن وسيعلن زواجه قريب .. بلل شفتيه ..رد بعد عدة رنات .. على والده ..
.
.
.
.
.
في مكان أخر داخل المدينة ..في إحدى فنادق الفاخرة .. لقد انهت للتو ترتيب القاعة في الفندق الذي سيقام فيه حفلة الزفاف ..القت نظراتها سريعاً في ارجاء المكان .. لقد اشرفت على تنسيق المكان بنفسها والذي قضت بداخله نصف يوم .. و كان عبارة الاسقف مصنوعه من ورد طبيعي ذا لون ابيض متدلية بشكل جميل .. وفي نصف القاعة زاد جمال المكان ثريات ضخمة مصنوعة من الكريستال .. وطاولات ذا شكل مربع يكفي لشخصين بمفارش لون اسود ومفرش دانتيل صغير كزينه ذا لون ابيض وشمعدان على شكل اوراق بلون فضي اضاف جمالا ورونق .. وعليه شموع طويله ذا لون ابيض .. وورد الياسمين منثور على طاولة .. وعلبة صغيرة ذا لون اسود يضم شوكولاتة فاخرة بطلب خاص .. وقنينة ماء زجاج ذا شكل مستطيل مع كأستين ..
فتحت مذكرة في هاتفها النقال ودونت ما تحتاج لأمور الباقية غداً .. خرجت ومتجهة الى منزل نجد اوصتها شكيلة بزيارتها .. لا تستطع الحضور هي .. لقد رفض جنيد مغادرتها من منزل .. وقفت امام البناية دخلت واتجهت الى دور الثالث ووقفت امامه وضغطت على جرس المنزل .. فتحت لها الباب بعد معرفتها من هي ..
دخلت وجلست في صالة صغيرة .. يضم فقط اريكتين منفردة .. وطاولة الطعام .. وضعت باقة التي جلبت معها قبل قدومها ..
ابتسمت عندما نظرت الى نجد ..
.. عزة بلطف " ليه متعبة نفسك .. مريت اطمن عليكِ ورايحة.. السواق واقف تحت .. يستناني .. "
نجد ابتسمت لها " بالعكس مبسوطة بجيتك .. وبالمرة كنت ابغى اكلمك على موضوع الي كلمتك فيه آخر مرة .."
بهتت ملامح عزة .. انها لا تستطيع رفض وينفضح امرها .. انها متزوجة .. فهذا شي بين والدها وجنيد ..وضعت كاسة على طاولة ..
اخفت توترها .." تدري على الي حصل في شكيلة ما لقيت وقت افتح معاها الموضوع .. يلا استأذن يا قلبي "
وقفت ولبست نقابها سريعاً ..
استغربت ردة فعلها .. ولكن جارتها مبتسمة ..
اقتربت منها وحضنتها.." تمنيت تتغدي معايا "
عزة " مرات الجاية يا غلاتي .. يلا مع سلامة "
وخرجت وهي غارقة في افكارها .. لقد القت كلماتها ولم تجد ردة فعل من ذاك الاحمق .. تحتاج الى جلوس معه بعد زفاف ثابت .. انها خائفة من رفض شكيلة له .. كانت غاضبة عندما جلسا سوياً صباح اليوم .. لقد القت كلماتها بقصد بطريقة غير مباشرة .. ووجدت رافضة فكره ان تقترن برجل مثله .. تنهدت وتمتمت " الله يهديك يا جنيد "
وتلقت رسالة .. جعلها تفتح عيناها بصدمة ..
لقد سحب من حسابها .. 7الاف ريال ..
.
.
.
.
كان يلازمه حمى منذ البارحة .. لم يهتم يجلس خلف مكتبه يراجع بحوثات طلبة .. ولكن زاد حرارته ..وسائت حالته .. لم يذهب الى مستشفى لطالما كرهه منذ صغره .. ساعه عاشرة ونصف .. في صيدلية ..
وصف له صيدلي ادوية .. ادخل في جيب بيجاما بنطاله يده لم يجد محفظته .. ولا هاتفه النقال ..
نظرت اليه كان يملك هالات تحت عينيه .. واحمرار انفه بسبب زكام الذي لديه ..
تنهدت وكأنه عارض خرج من إحدى مجلات للتو ..
اقتربت بهدوء من كاشير .. سألته عن حسابه ..
التفت باستغراب الى جهة اليسار عندما سمع صوت مألوف له !!..
شعر انه يتلهوس .. لكثرة تفكير بها! .."

انتهى جزء 17 ..
وانتظر تعليقاتكم !..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس