عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-19, 04:29 PM   #7

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 - ليست طفلة

سمعت سارة في وقت متأخر من تلك الليلة, وأذ كانت متمددة في سريرها الفخم توقف سيارة أمام باب المنزل , وأحست فجأة بالحياة تدب في جسدها أذ لا بد أنه جارود , فمن سواه يأتي في مثل هذا الوقت المتأخر؟ وأنتابتها رعشة غريبة , لم عاد بهذا الشكل المفاجىء؟ هل تحدث مع جي كي؟ وأذا كان الأمر كذلك , ما الذي قيل بينهما؟
أرتدت الروب الموضوع عند سريرها وأحست بالحاجة لمعرفة أن القادم هو جارود نفسه وأن تراه لتتأكد من وصوله.
فتحت باب غرفة نومها وخرجت الى الممر ثم سارت ببطء الى مكان تستطيع فيه رؤية الصالة بوضوح ,كان هناك ضوء خافت ينير الصالة وسمعت سارة صوت الريح في الخارج بينما ساد الصمت أرجاء المنزل , ثم سمعت صوت باب السيارة ينفتح وبعد لحظات دخل جارود المنزل , مرتديا بدلة غامقة اللون ومعطفا مناسبا معها , وأضطربت سارة لمرآه فأدركت أن مشاعرها تختلف عن الكراهية.
طوال حياتها لم ترغب من قبل لمس رجل , ولم تجرب معنى الأحاسيس المادية كما لم تتصور حتى في أحلامها, أنها ستنجذب الى رجل يبلغ عمره ضعف عمرها , ألا أنها لا تستطيع أنكار ذلك الآن , خاصة بعد رؤيتها له, لم تكن تحبه , كلا , أذ أن الحب مختلف , لأنه عاطفة رقيقة ودافئة تختلف عما تحس به نحوه من رغبى مجنونة , أنها تدرك الآن , على الأقل, ما تعانيه لورين في علاقتها به خصوصا مع علمها بعلاقته الأخرى مع تريسي ميرك , أذ أنه رجل تعلم أرضاء شهواته بدون الأرتباط جديا بأمرأة ما.
أستدارت سارة لتعود الى غرفتها بعد أن لاحظت توقف جارود لألقاء نظرة على كومة الرسائل الموجودة على المنضدة بأنتظاره , كلا ستحاول جهدها التخلص من فكرة وجوده ومن أحاسيسها , أن ما حدث لها أمر سخيف ولن تسمح له بأن يعكر صفو حياتها.
لفت روبها حول جسمها بأحكام وتحركت بضع خطوات , ألا أنها كانت متأخرة أذ أكتشف جارود وجودها هناك , وصعد السلم بسرعة ليقف أمامها قائلا:
" مساء الخير يا سارة , من الرائع أن أجدك واقفة في أنتظارى!".
" لم أكن في أنتظارك , أعني... أعذرني ".
وسارت سارة محاولة العودة الى غرفتها ألا أنه منعها قائلا:
" لا تذهبي , لم ننه محادثتنا بعد".
" لا نستطيع مناقشة أي شيء الآن , دعني أذهب رجاء , أذ لا داعي لأيقاظ والدك بسبب صراخي طلبا للنجدة".
" وما الذي يدفعك للأعتقاد بأنني سأفعل شيئا يدفعك للصراخ طلبا للنجدة؟".
وأحس جارود بجمالها وجاذبيتها أذ وقفت هناك متناثرة الشعر , مرتدية روبها المنزلي وزاد هذا من غضبه وتعبه لرحلته السريعة من لندن الى مالثورب.
" لا شيء , لا شيء..........".
أحست سارة بأنفاسه تحيط بها , بحرارة جسمه وعطره وهو على وشك ملامستها , أضافة الى ذلك لم تكن قد أستطاعت التخلص من مشاعرها الخاصة نحوه منذ لحظة دخوله المنزل.
وفقدت رغبتها في الهرب منه وتساءلت في قرارة نفسها عما سيحدث أذا ما أقتربت منه أكثر لتجعله يحس بوجودها.
كان جارود واعيا لما أثارته اللحظة بينهما , وأصبحت نظراته دافئة ومثيرة وكان أرتجاف شفتيه دليل عواطفه , رفع جارود يده ولمس خصلات شعرها ولم يتوقف للحظة عن التحديق في وجهها فدمدمت هامسة أسمه ,وبدا كأن ذلك دفعه لأستعادة وعيه فأبتعد عنها مسرعا وقال:
" عودي الى فراشك يا سارة".
نظرت اليه بصمت بدون أن تتحرك فقال غاضبا:
" بحق السماء يا سارة , عودي الى غرفتك قبل أن أغير رأيي".
نظرت بأتجاهه عدة لحظات ثم عادت الى غرفتها , أغلقت الباب خلفها وتوجهت مب
شرة الى المرآة لترى أنعكاسها مواجها أياها , فكرت بأنها لن تنسى ما فعلته أبدا , وأنها لن تغفر لنفسها موقفها المخزي.
حين نزلت صبيحة اليوم التالي لتناول الأفطار , بدا عليها التعب بوضوح الى حد أن جي كي لاحظ ذلك فقطب جبينه متسائلا:
" ألم تستطيعي النوم؟".
" كلا , أذ كانت الريح قوية".
بدا على جي كي الشك ثم قال صابا لنفسه قدح قهوة آخر:
" جاء جارود الليلة الماضية".
سيطرت سارة على نفسها بصعوبة قائلة:
" آه, صحيح؟ هل كنت تعلم بقدومه؟".
" كلا , رغم أنني ظننت أنه قد يأتي بعد جدالك معه تلفونيا , ربما أراد الأعتذار لك وهذا سيمنحنا الفرصة الأفضل لمناقشة تفاصيل الرحلة , أظن أنه من الأفضل لكما بدء الرحلة عند نهاية الأسبوع".
" نهاية هذا الأسبوع؟ لكن هذا غير ممكن".
" لم لا ؟ جوازك جاهز منذ عدة أسابيع , ولا شيء يمنعك من السفر , كما أن جارود يعرف بقرب موعد المغادرة".
فارقت سارة شهيتها وقررت أن ليس في مستطاعها السفر مع جارود , ليس الآن على الأقل , أحتاجت بعض الوقت للتفكير ولأستجماع عواطفها المشتتة ولتمنع نفسها من أرتكاب المزيد من الحماقات.
"أين جارود؟".
" غادر الساعة السادسة والنصف صباحا , وأظن أنه سيتناول أفطاره مع عائلة ماكسويل".
" آه ".
وأتمت تناول عصير البرتقال:
" ما الذي قاله؟".
" لا شيء , لماذا؟".
وتفحصها جي كي بعينيه الحادتين :
" لا بد أنه لم ينم جيدا الليلة الماضية , حيث وصل بعد منتصف الليل , ثم غادر مبكرا , ربما كان ضميره يؤنبه.......".
شكّت سارة بذلك خاصة بعدما حدث الليلة الماضية, وأذ لاحظ جي كي أحمرار وجهها قال:
" لا تدعي جارود يؤذيك , لسانه السليط هو سلاحه كله".
" هل تعتقد ذلك؟ كم أتمنى لو أنك لم تقترح الرحلة الى جامايكا , أنها ستكون مستحيلة".
تنهد جي كي وقال:
" أفهميني يا سارة , أنك سترحلين مع جارود فقط, وحين تصلان ستقضين معظم وقتك مع هيلين وستهتم بك , ثم أن جارود يحب جامايكا وأراهنك بأنك ستجدينه أفضل بكثير حين يكون بعيدا عن تأثيري".
سمعت صوتا باردا وساخرا يقول:
" أنك مصيب في قولك يا جي كي , يا له من حديث شيق".
" لا تهزأ الى هذا الحد يا جارود , أين لورين؟ ظننت بأنك ستتناول الأفطار معها؟".
جلس جارود وصبّ لنفسه قدح قهوة:
" لم أر لورين ولم أذهب لرؤيتها , أذ فضلت وحدتي هذا الصباح".
ثم نظر الى سارة فأحنت رأسها متجنبة النظر اليه:
" هل أصبحت تقودين سيارتك هذه الأيام؟".
" كلا".
" لم تفعل سارة أي شيء منذ مرضها وأعتقد أنني ذكرت لك ذلك عدة مرات , أنها ليست بصحة جيدة , أو على الأقل أنها لم تستعد نشاطها بعد أن قضت فترة طويلة طريحة المرض , لذلك طلبت منك أخذها الى جامايكا".
تفحص جارود رأس سارة المنحني وسألها:
" ما رأيك بالموضوع يا سارة؟".
" كما أخبرتك الليلة الماضية , لا أرغب في أزعاجك أطلاقا , قد أبدو شاحبة ومتعبة , ألا أنه ما أن يتحسن الجو سأشعر بالحياة تدب في أطرافي من جديد".
" كلا , لن تتحسني بالسرعة الكافية , جارود أخبرها بأنك ستأخذها الى جامايكا بدون أي أزعاج ولا تجعل الطفلة تعاني بهذا الشكل".
" ولكن , هل قلت أنا ذلك؟ هل قلت بأنها مصدر أزعاج ؟".
" يبدو لي أنك قلت ما فيه الكفاية أنك مشغول بقضاياك الخاصة الى حد لا تهتم فيه بأي شخص آخر".
" أوه , رجاء , لا تتجادلا من أجلي , أذ أخبرتكما أنني لا أريد الذهاب".
وعندما قامت من مقعدها , نهض جارود أيضا وخاطبها بنعومة:
" بالطبع ستذهبين , حيث تم أجراء الترتيبات الزمة , أتصلت هذا الصباح بوكالة السفر في لندن وشرحت لهم ما أريد".
حدقت سارة في وجهه:
" أنها التاسعة والربع الآن وما كان في أمكانك الأتصال بالوكالة قبل التاسعة".
ضحك جارود لسذاجيها:
" عزيزتي سارة , حين يكون العميل مديرا لمؤسسات كايل , فأن مدير الوكالة , روبرت ليتون مستعد لفتح مكتبه في الساعة الثانية صباحا أذا ما طلبت منه ذلك".
" أنك واثق من نفسك الى حد الغرور أليس كذلك؟ ولا تصدق بأنني قد لا أحب السفر معك".
" بصراحة , كلا, ليس لأنك تحبين صحبتي, ولكن لأنك تحبين السفر كما أخبرتني من قبل ولن تدعي هذه الفرصة تفلت منك".
" جارود , توقف رجاء , أنها ليست ندا لك ولا تملك لسانك السليط , أتركها رجاء , قلت بأنك أجريت اللازم؟".
" نعم وسيأتي ماث معنا ".
" ماث؟ لماذا؟".
" لأنني قررت ذلك".
" ومتى أتخذت قرارك هذا؟".
" هذا الصباح .... ألديك أعتراض؟".
تنهدت سارة , من هو ماث الذي يتحدثان عنه؟ ولم ستسافر معهما الى جامايكا؟ هل لذلك علاقة بسلوكها الليلة الماضية؟
بدا وكأن جي كي أحس بأتجاه أفكارها فقال:
" أنه جون ماثيوز وندعوه ماث , أنه مساعد جارود الشخصي وصديقه , أنه لطيف وستحبين صحبته, جارود هل ستأخذان الطيران المباشر؟".
" كلا , سنغادر يوم السبت ونقضي الليلة في نيويورك , ثم نستقل الطائرة الى كنغستون عصر يوم الأحد".
" وما الذي تود عمله في نيويورك؟ لا أظن توقفك سيحدث بمحض الصدفة؟".
" سألتقي بجفرسون مساء يوم السبت في نيويورك".
" جارود , تذكر بأن الرحلة ليست للعمل".
" جي كي , أنني أتصرف بالطريقة التي أختارها لنفسي , لا تحاول فرض شروطك علي لأنني لن أصغي لها أطلاقا".
" أتمنى لو تطلعني أحيانا على طرقك الخاصة".
أبتسم جارود :
" هذا ما ظننته , ولا بد أن سارة تشعر بالطريقة ذاتها.... ولكن لا أظن الوقت والمكان ملائمان لمناقشة تفاصيا شخصيتي ".
وأذ لاحظ توجه سارة نحو باب الغرفة قال:
" سارة , هل ستكونين مستعدة خلال ثلاثة أيام؟ ستأتين الى لندن مع بوتر يوم الجمعة وتستطيعين قضاء الليلة في شقتي , سأطلب من تريسي البقاء هناك معك , ليكون كل شيء على ما يرام".
" حسنا جارود , سأشرف على هذه التفاصيل بنفسي".
تنهدت سارة أذ بدت عاجزة عن الأختيار , ثم أن ماث سيأتي معهما مما سيجنبها البقاء وحدها مع جارود.
" أريد الذهاب لغسل شعري".
" هل أنت منزعجة؟".
" كلا , بالطبع كلا".
" جيد لأنني سأسافر اليوم وأكره أن أراك منزعجة مني".
" لا أظن أن رأيي بك سيغير شيئا".
ولم تستطع تصديق أن جارود الساخر الهازىء دائما هو ذاته , نظر اليها برقة ولمسها الليلة الماضية , كلا ما كان ذلك ممكنا.
وأذ غادرت الغرفة قال جارود:
" سأراك عند الغداء أو عصر يوم الجمعة".
" حسنا".
أجابته سارة وأحست بالتعب فلم تستدر للنظر اليه, كل ما رغبت فيه هو الأبتعاد عنه لتفكر بهدوء.
كانت بناية فينتورا مؤلفة من مجموعة شقق يسكنها رجال أعمال , وبعض نجوم التلفزيون حيث يعيشون في مكان منعزل , بعيدين فيه عن ضغوط العالم الخارجي , وكان حارس البناية يقظا لمراقبة كل قادم.
بدا المكان لسارة باردا ورغم دفء الأمسية , أرتجفت لسبب لا تعرفه.
وحمل بوتر الحقائب الى الشقة وقرع الجرس , وألقت سارة نظرة أخيرة على بدلتها البرتقالية الآن وتمنت لو أنها بقيت في مالثورب.
كان أسم كايل محفورا على باب الشقة وبحروف ذهبية اللون .
" ها نحن أخيرا يا آنسة , أتمنى لك قضاء رحلة سعيدة في جامايكا , أنني أحسدك على ذلك".
وأبتسمت سارة قائلة:
" صدقني يا بوتر أتمنى لو أستطيع أستبدال مكاني معك".
بدا على بوتر الذهول فظنت بأنه ما كان من الملائم قول ذلك له , ألا أن بوتر كان أكثر من مجرد سائق ولا بد أنه علم أنها غادرت المكان آسفة لترك جي كي لوحده , ومن العجيب أنها لم تشعر بالطريقة ذاتها مع جدها , بينما أحست بأنها ستفتقد جي كي والأحساس بالأمان الى جانبه , بعد لحظات من تركها أياه وتمنت لو أستطاعت العودة راكضة اليه لتستعيد ثقتها بنفسها.
وفتح رجل باب الشقة فقال بوتر موضحا لسارة:
"أنه هاستيفز ".
وأومأ برأسه قائلا:
" آه نعم ".
كان يشبه موريس ثم أكتشفت سارة بعد ذلك بأنه أحد أقرباء موريس.
" أدخلي يا آنسة , أن السيد جارود غير موجود الآن ألا أن الآنسة ميرك في أنتظارك".
وبدأ قلب سارة يدق بعنف , ها هو عائق آخر أمامها , وتمنت لو أن جارود ترك لها فرصة البقاء وحدها في الشقة , ألا أن عليها لقاء صديقة أخرى له , نسخة أخرى من لورين ماكسويل مستعدة للسخرية منها.
تركها بوتر عند مدخل الصالة المؤثثة كغرفة الطعام ثم ساعدها هاستيفز على خلع معطفها وأقتيادها الى غرفة الجلوس.
تبعت سارة هاستيفز حيث نزلت درجتين الى غرفة الجلوس وأخبرها بأن الآنسة ميرك ستريها غرفتها فيما بعد , ثم فتح بابا جانبيا الى غرفة أخرى طويلة مؤثثة , كانت الأضاءة خافتة واللوحات المعلقة على الجدران جميلة جدا , وكان أحد الجدران زجاجيا ومغطى بستارة سحبتها سارة فيما بعد فأنسحرت لمشهد رائع لمدينة لندن.
كانت هناك فتاة تحاول تثبيت الصورة في جهاز التلفزيون , نهضت واقفة عند دخولهما , كانت طوسلة ونحيفة وذات أناقة ملحوظة:
" آهلا سارة".
قالت مبتسمة بحرارة:
" أنا تريسي ميرك, هاستيفز هل تستطيع جلب بعض الثلج لنا؟".
أومأ هاستيفز برأسه وغادر الغرفة , ذهلت سارة لمرآى تريسي ثم أبتسمت لترحيبها الحار.
" أجلسي الى جانبي يا سارة , وأخبريني عن نفسك , قال جارود أنك في السابعة عشرة , هل هذا صحيح ؟ أنه أمر رائع حين ستكونين في عمري ستلاحظين أن الخامسة والعشرين سن متقدمة".
أسترخت سارة وفقدت حذرها السابق ,لم تكن تريسي تشبه لورين , بل كانت طيبة ودودة وواضحة السلوك.
أحتجت على قول تريسي:
" أن سن الخامسة والعشرين لا يعني العجز؟".
" أشعر أحيانا بأنني عجوز , أن الرجال محظوظون أكثر من النساء أذ لا يبدو عليهم تقدم العمر بوضوح مثل النساء , والرجل في الثلاثينات أكثر أثارة من المرأة في العمر نفسه, متى ستبلغين الثامنة عشر؟".
" خلال العشرة أيام المقبلة , لقد مرّ الوقت بسرعة لا أستطيع التصديق الآن".
" سيكون في بداية نيسان أذن , سأكون في السادسة والعشرين حينئذ , لنتوقف عن الحديث عن العمر الآن , هل تتطلعين بشوق للذهاب الى جامايكا؟".
ترددت سارة ثم قالت:
" نعم ولكنني أتمنى لو كان في مقدرة جي كي الذهاب معي".
" من , آه , أنه والد جارود , لماذا؟ ألا تودين جارود؟".
" نعم, ولكنني واثقة من أنه لا يريد الذهاب معي بل يفضل البقاء مع أصدقائه هنا , وخاصة معك".
" أؤكد لك بأن جارود يلتقي بنا بما فيه الكفاية أنه صديق والدي لذلك يقضي معظم الوقت في منزلنا , تعرفت به منذ كنت في عمرك وأنا مولعة به , أنه أفضل صديق لي , وأنا متأكدة بأنك ستتمتعيته بصحبته في جامايكا , أقنعيه بأخذك للغوص , أنه رائع في هذا المجال".
كان حديث تريسي معها معبأ بكلمات رنانة مثل رائع ولا مثيل له , حتى بدأت سارة تفكر بأن سلوكها لا يتناسب مع عمرها , ألا أنها كانت ودودة مما ساعد سارة على التخلص من ضيقها وحرجها , وبقيتا تتحدثان مثل صديقتين حيث أخبرتها سارة عن حياتها مع جدها وعن حياتها مع جي كي , ثم سمعتا صوت الباب معلنا عن قدوم جارود , أحست سارة بخيبة الأمل بينما نهضت تريسي وأسرعت نحوه لترحب به , كاشفة بسلوكها عن أحاسيسها نحوه.
كان جارود لا يزال في الصالة وعلى وشك خلع معطفه , وسمعته سارة يقول :
" كلا , ليس الآن , هل وصلت سارة؟".
" آه جارود , أنك شخص كريه , نعم سارة موجودة هنا , وقضينا وقتا ممتعا سوية".
وأجبرت سارة نفسها على البقاء في مكانها رغم رغبتها في الهرب بأقصى سرعة.
نظر جارود متفحصا سارة , مأخوذا بمظهرها الجذاب:
" حسنا يا سارة , هل أنت مرتاحة ؟ ما رأيك بشقتي؟".
" أنها جميلة.........".
" يا له من ثناء , هل سمعت ذلك يا تريسي ؟ الطفلة تحب المكان".
" أنها ليست طفلة يا جارود , أذ ستكون في الثامنة عشر بعد عشرة أيام حين ستكونان في جامايكا تتمتعان بالشمس".
قطب جارود جبينه :
" صحيح , سأحاول تذكر ذلك الموعد".
" يجب ألا تزعج نفسك ".
دمدمت سارة آملة ألا يسمعها , ألا أنه رفع رأسه غاضبا فعلمت بأنه سمع كل حرف نطقت به.
بعد أن تناولوا العشاء سوية قال جارود لسارة:
" من الأفضل لو نمت مبكرة الليلة , أذ يجب علينا التوجه الى المكار في السابعة صباحا".
تساءلت تريسي عند سماعها جملته:
" وهل ستنام مبكرا؟".
فكرت سارة بعدم أحتمال ذلك , بل كان عليها مغادرة الغرفة لترك جارود وتريسي لوحدهما , ألا أنها لم تكن مصيبة في رأيها :
ط كلا , يجب أن أتوجه للقاء ماث , أذ علينا أعداد بعض الأشياء , في كل حال لا أظن الذهاب الى الفراش مبكرا سيؤذيك يا تريسي".
بدا على تريسي الهم لأول مرة فقالت:
" لست طفلة يا جارود , هل أستطيع مرافقتك ؟ أنا متأكدة بأن عملك لن يستغرق وقتا طويلا , ثم أن سبب بقائي هنا بالدرجة الأولى سخيف جدا , أن جي كي فقط , قادر على التفكير بهذه الطريقة , أذ أنك تبلغ من العمر ما يؤهلك لأن تكون والدا لسارة ولا أدري لم لا يثق بك".
" أنه لم يقل شيئا كهذا , أن حضورك هنا فكرتي الخاصة , أذ لا أريد مس سمعة سارة بسوء لمجرد بقائها معي في الشقة".
" لم تخدش سمعتها لبقائها معك؟ "
وضحكت بعصبية , بينما أحست سارة بالألم يعصر قلبها .


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس