عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-19, 04:36 PM   #9

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 - وبدأت الغيرة

أستيقظت سارة صبيحة اليوم التالي شاعرة بالتعب والترقب
لم تستطع في البداية تذكر سبب ذلك ثم أستعادت ما حدث الليلة الماضية , وأذ لم ترغب بأستعادة التفاصيل نهضت من فراشها بسرعة وتوجهت الى النافذة.
كان المشهد رائعا وكما توقعته , والمنزل محاطا بما يشبه الغابة , ورأت بعض سقوف البيوت القريبة , كانت الأشجار والنباتات غريبة فتساءلت في قرارة نفسها عن أسمائها وطبيعتها , لمحت وجود حوض سباحة في الحديقة تحيط به أكاليل الزهور , أضافة الى الكراسي المتناثرة قربه والمظلات لتحمي من يرغب بالأستلقاء هناك من أشعة الشمس الحارة , كان المشهد جميلا الى حد رفع معنوياتها , فنظرت الى الساعة لتعرف الوقت , كان الوقت مبكرا لم يتجاوز السابعة والنصف , ألا أنها لم تستطع اعودة الى سريرها.
ألقت نظرة سريعة على حقائبها فأختارت تنورة قصيرة مغ فانيلا بيضاء بلا أكمام تتناسب معها , تحممت بالماء البارد بسرعة ثم مشطت شعرها وأرتدت ملابسها , ثم فتحت باب الغرفة بهدوء لتتجنب أيقاظ بقية النائمين.
تسللت عبر الممر ثم نزلت الدرجات الى الصالة , وتوقعت عدم وجود أحد هناك , ألا أنها سمعت ضجة منبعثة من الزاوية البعيدة فخطت بهدوء محاولة أستقصاء مصدر الصوت , عبرت الصالة الى غرفة الطعام ومنها الى الصالة حيث وجدت الطاولة معدة للأفطار وماث جالس يستمتع بقراءة جريدته الصباحية بعد أن أنهى أفطاره.
أقتربت منه سارة فرفع رأسه منتبها الى وجودها:
" أهلا سارة , هل تودين تناول الأفطار؟".
" نعم , شكرا".
أومأت برأسها ثم عادت لتلقي نظرة من النافذة فأطلقت صيحة أعجاب مفاجئة , حين رأت مياه البحر الكاريبي قريبة الى حد بدا وكأن المنزل مبني على البحر , كانت غرفتها واقعة على جانب البيت لذلك لم تر البحر من تلك الجهة , وأبتسم ماث لحماسها.
" أنه مكان رائع لتناول الأفطار , أليس كذلك؟ ".
ثم طوى صحيفته متأملا أياها.
" أنه يبدو كمشهد مأخوذ من أحد الأفلام , كيف يتحمل جارود ترك هذا المكان والعودة الى بريطانيا؟".
أدركت سارة حالما تلفظت جملتها الأخيرة بأنهما لم يكونا الوحيدين الموجودين في الغرفة , فأستدارت لتواجه هيلين كايل , وتذكرت ما أجبرت هيلين مساء اليوم الماضي عن مخاطبتها جارود بأسم السيد كايل وها هي الآن تقول جارود كما لو أنها فعلت ذلك طوال حياتها.
" صباح الخير يا سيدة كايل".
" صباح الخير , أنك مبكرة في نهوضك".
" نعم , أذ أن الجو جميل الى حد يأسف فيه الأنسان على البقاء في الفراش".
ثم حاولت النظر مرة أخرى الى البحر لتستعيد أهتمامها.
جلست هيلين على الطاولة وحين جاء الخادم سألت سارة:
" ما الذي تودين تناوله يا سارة؟ لدينا الأفطار الأنكليزي التقليدي والخبز والزبدة , عصير الفواكه.... فما الذي تختارينه؟".
" سأتناول الخبز مع عصير الفواكه".
" هل سمعت ذلك يا ريموس؟".
" نعم ......".
أنحنى ريموس ثم خرج من الغرفة لأعداد اللازم , عاد حاملا معه أناء القهوة والقشطة وتمنت سارة لو أن هيلين لم تكن موجودة , أذ تستطيع الأسترخاء والتلذذ بأفطارها مع ماث , حيث لا تحس معه بالأضطراب والخجل.
" ما هي خطتك اليوم يا ماث؟".
سألت هيلين بصوت خافت.
" لا أعرف بالضبط , ذكر جارود شيئا عن الذهاب باليخت , ما لم يغير رأيه".
تعجبت سارة لما سمعته فقالت:
" يخت؟ وأين هو الآن؟".
" هناك في الخليج".
رفع ماث ذراعه مشيرا الى نقطة محددة وأستطاعت سارة رؤية يخت بعيد:
" أنه يحمل أسم ساحرة البحر , هل تعرفين كيفية الأبحار؟".
" حسنا , الأبحار ليس شائعا بين الناس أمثالي".
وضحكت فأحست بتخلصها من التوتر قليلا.
قالت هيلين في محاولة للتودد الى سارة:
" يملك والد ماث حوضا لصناعة السفن في نورفوك , أليس كذلك يا ماث؟".
أومأ ماث برأسه أيجابا بينما قطبت سارة جبينها , أذ أنها ظنت , طوال الوقت , أن ماث يشبهها من ناحية الحالة الأجتماعية , أما أن يكون والده مالكا لحوض صناعة السفن فهذا أمر آخر.
" وقد بنى أرنولد , والد ماث اليخت ( ساحرة البحر) أنه يخت جميل أليس كذلك؟".
أكتفت سارة بالقول نعم ثم لاحظت نظرات ماث اليها.
" ماذا حدث؟ هل دهشت لأنني لست مثل جارود أمارس مهنة والدي ذاتها؟".
هزت رأسها نفيا وقالت:
" أظن أنني فكرت بك طوال الوقت بأعتبارك .........".
ثم توقفت لتنظر الى هيلين وأخيرا واصلت القول:
" مجرد مساعد لجارود".
بدا أن هيلين فهمت ما عنته سارة أسرع من ماث فأجابت:
" أن ماث يفضل عالم رجال الأعمال علىحياة المصنع الهادئة .... رغم أن أرنولد يتلقى الطلبات من مختلف أرجاء العالم , ثم أن لمساعدة جارود أهمية خاصة".
تنهدت سارة وقالت:
" نعم , أوافقك الرأي".
ثم سألت هيلين فجأة :
" أين جارود الآن؟".
أنهى ماث قهوته فأجابها:
" غادر المكان مع أرستوتل منذ ساعة , أعتقد بأنهما توجها الى الساحل أذ حملا قناني الأوكسيجين معهما".
فتحت سارة عينيها دهشة أذ ظنت أن جارود لا يزال نائما , وأذ علمت بأنه مستيقظ وقد يعود في أي لحظة , أنتابها الخوف من جديد , هل تستطيع مواجهته بعدما حدث الليلة الماضية؟
تألف أفطار هيلين من القهوة والسكائر , كانت تدخن بأستمرار ولعل هذا سبب نحافتها وأرتدت ذلك الصباح سروالا وقميصا حريريا مما يجعلها تبدو في عمر تريسي ميرك وقوامها.
نظرت هيلين الى سارة وقالت:
" ماث , ربما كان من الأفضل أخذ سارة الى الساحل.........".
محاولة بذلك فرض ما تريده , على كليهما.
" كلا.......حقا؟".
بدأت سارة بالأعتراض ألا أن ماث قال:
"نعم وسأكون مسرورا لذلك , أفترض أنك تريدين الأختلاء بجارود؟".
أبتسمت السيدة كايل.
" أنك تفهمني تماما يا ماث , بالطبع أريد قضاء بعض الوقت مع جارود لوحدنا , وأين ستذهبان؟".
" بما أن جارود أخذ معه معدات الغطس , أعتقد من الأفضل لو أخذت سارة الى نقطة العاج حيث الساحل هادىء ويظلله النخيل والماء ملائم للسباحة".
" هل تسبحين؟".
سأل سارة.
" نعم , ولكن ليس من الضروري أزعاج نفسك بمصاحبتي , أذ أستطيع الأهتمام بنفسي , ثم أن حمام السباحة هنا يناسبني ".
ولم تدع هيلين كايل ماث فرصة الأجابة بل قاطعت سارة قائلة:
" لا تكوني حمقاء يا سارة , أنا أصر على أن تتجولي في المكان الذي أقترحته لقضاء عطلتك , ثم سيأخذك الى كنغستون للغداء , لذلك رتبي نفسك لذلك أيضا".
علمت سارة بأن هيلين كانت تملي على ماث ما سيفعله وأنفعلت لأنها فهمت أن والدة جارود أرادت أبعادها عن المنزل , خاصة وأنها فضلت البقاء في البيت بعد رحلة الأمس الطويلة ,كما أن حوض السباحة موجود , فلم أبعادها الى مكان آخر؟
ألا أن ماث لم يتأثر بلهجة هيلين بل أكتفى بمخاطبة سارة بعد أنهائها أفطارها:
" أجلبي معك بدلة السباحة ونظاراتك فقد تحتاجينها".
نهضت سارة واقفة وأطاعت ما طلبه ماث , قد تكون بوابة فلامنكو لودج مفتوحة ألا أنها أفتقدت حريتها التي تمتعت بها في مالثورب , فأنتابها الأحساس بالغربة والشوق لجي كي وقررت أن تتصل به تلفونيا , ثم أنه أخبرها من قبل أن في أمكانها أستخدام مصروفها لأي شيء ترغب فيه , ألا أنها لم تلمس مصروفها بعد , ثم في أمكانها الأتصال به هاتفيا وأن تطلب منه دفع الكلفة أذ أنها متأكدة بأنه لن يعترض , وأرتاحت للفكرة أذ قربها ذلك من البيت والوطن حيث بدأت تعتبر ماثورب بيتها.
وضعت بدلة سباحتها ذات اللونين الأزرق والأحمر في حقيبة صغيرة جلبتها معها , كما وضعت فيها مشطا , قلم أحمر شفاه ونظاراتها الشمسية , ثم ألقت نظرة سريعة على حقائبها , ألا أنها أجلي ترتيبها لحين عودتها.
كان ماث في أنتظارها في الصالة , مرتديا قميصا أزرق وسروالا أبيض , وبدا طويل القامة جذابا , ذا شعر أسود , فتساءلت سارة في قرارة نفسها عما يمنعها من التحمس لفكرة الذهاب معه.
قدمت هيلين لتتمنى لهما وقتا طيبا وخمنت سارة بأنها جاءت لتطمئن على مغادرتهم المكان , غير أنها أسفت فيما بعد لأطلاقها أحكاما غير عادلة حول هيلين.
كانت سيارة الليموزين في أنتظارهما وساعدها ماث على الجلوس في مقعدها , ثم عاد ليجلس في مقعده , وأبتسم أذ أرتدت نظاراتها الشمسية:
" يا لي من محظوظ ".
" لماذا؟".
وأحتارت سارة لتعليقه.
" حسنا , ها أنا هنا , مدفوع الأجرة لأصطحب واحدة من أجمل الفتيات للتنزه".
" مدفوع الأجرة؟".
" بالطبع , يصر جارود على دفع أجري كاملا أثناء العطل".
أسترخت سارة لهذا التوضيح.
" أنك مهذب جدا , شكرا يا ماث لكن قد تكون مقيدا بي".
" لا تنطقي بالسخافات , صدقيني لو لم أرغب في صحبتك لما جئت سواء أحبت هيلين ذلك أم لا".
" هل لاحظت دفعها أياك لمغادرة امكان؟".
" لا تستطيع التلاعب بي , أذ أنني لست دمية , وقد تظن هي ذلك , هذا كل ما في الأمر , يجب أن تتعلمي الأصغاء لهيلين والتظاهر بالأصغاء لنصائحها ثم فعل كل ما يحلو لك".
" هل هذا ما يفعله جارود؟".
" جارود, كلا .... أذ أن جارود يتصرف وفق ما يريده هو , ولا تجرؤ هيلين على طلب شيء منه , وهذا ما حدث لها من قبل مع والده جي كي , ألم يخبرك أنهما لم يتفقا أبدا؟".
" نعم".
"ولا بد أنك لاحظت أن جارود يشبه والده".
" نعم".
" ذلك أذن أفضل جواب لسؤالك , ألا أن هيلين ترغب ببقاء جارود قريبا منها قدر الأمكان , فلا تستغربي أذا ما حاولت هيلين تخطيط حياتك وفق ما تهوى , ولكن , كما قلت لك , أفعلي ما تريدين فعله , جارود سينصحك بالشيء ذاته".
شكّت سارة بصحة ذلك وتنهدت:
" أنها مسألة معقدة , أتمنى لو أنني لم أحضر الى هنا".
نظر اليها ماث بدهشة:
"لماذا؟ لا تدعي هيلين تسيطر عليك".
وجاء تحذير ماث لها متأخرا , أذ أحست بأن هيلين قد قضت على فرصتها بالتمتع بعطلتها , أضافة الى سلوكها الغريب نحو جارود .
رغم تفكيرها السلبي وكآبتها , قضت سارة يوما متعا مع ماث , حيث توجها في الصباح الى الساحل وتمتعت سارة بالسباحة لأول مرة في ماء البحر الدافىء , ثم أستلقيا على الرمل وتشمسا وبدا أن ماث تمتع بالنظر الى وجه وجسد سارة المستلقية الى جانبه ولم تجد سارة في ذلك حرجا خلافا لما يثيره فيها جارود عادة , ولعل سبب ذلك يعود الى أعتبارها ماث صديقا بدلا من تخيلها أشياء أخرى.... هل تخيلت جارود حبيبا لها؟
قال ماث أثناء تناولهما الغداء في أحد فنادق كنغستون الفخمة:
" أخبريني! لم دهشت حين أخبرتك هيلين عن والدي وحوض صناعة السفن؟".
" ربما لأنني فكرت بك كمستخدم لدى جارود , أعني شخصا يعمل ليحصل على ما يكفي لمعيشته , بينما أنت في الحقيقة ندا له".
" حين كنا طلابا كنا في جامعة كامبريدج سوية وكان متحمسا للعمل في مجال الأنسجة وتطوير المؤسسة فنقل حماسه الي فأصبحت مهتما بذلك أكثر من صناعة السفن , كنت مهتما بالتصميم , أذ أعتبرت نفسي فنانا الى حد ما وشجعني جارود , وأذ أنضم جارود الى مؤسسة والده عينني كمساعد شخصي له".
" ألم يمانع والدك؟".
" كلا , أذ لدي ثلاثة أشقاء وشقيقتان , وكلهم مهووسون بصناعة السفن , لذلك لم يفتقدني أحد".
" آه , وهل ترسم الآن؟ هل تصمم الأشياء كالسابق؟".
" أحيانا , رغم أنني أفضل الرسم كهواية الآن , وغالبا ما أقضي وقتي أرسم المشهد الجميل الذي رأيته صباح اليوم في الشرفة".
بدا على سارة الأهتمام:
" هل لديك بعض اللوحات الآن؟ هل أستطيع ألقاء نظرة عليها؟ أذ أنني أهوى الرسم وأود ألقاء نظرة على أعمالك".
" بالطبع سأريك محاولاتي".
وأخذها ماث عصرا في جولة حول المدينة حيث رأت قبر الأدميرال بينبو ثم مقر حكومة الجزيرة وأخيرا الميناء المزدحم والسوق الملحق به ,وسحرت سارة بكثرة عربات البيع وألوان الملابس والمعروضات الزاهية , ثم أنتقلا الى سوق الفاكهة , المكان الذي لم تر سارة له مثيلا من قبل.
كان الوقت مساء حين باشرا رحلة العودة الى فلامنغو لودج وأنطوت سارة على نفسها , رغم أنها كانت مرحة وطبيعية طوال اليوم.
" ما الذي يزعجك؟ أنا موجود الى جانبك أذا ما أردت أي مساعدة".
نظرت سارة اليه بمودة :
" صحيح؟ أنك تجعلني أشعر بالتحسن".
" بينما جعلتني أشعر بالتقدم في العمر".
" ولكنك لست متقدما في العمر".
" أنني في الرابعة والثلاثين , أي ضعف عمرك".
" نعم الآن ولكني سأبلغ الثامنة عشر بعد تسعة أيام".
" يجب أن نقيم حفلة بهذه المناسبة".
" كلا , رجاء لا تخبر السيدة كايل , أذ لا أريد أثارة أية ضجة".
" حسنا سارة ,والآن أسترخي , أذ لا شيء يستدعي عصبيتك".
كانت أضواء المنزل متألقة عن بعد ولم تفرح سارة لمرآها ,بل أحست بالخوف والترقب وزاد ذلك رؤيتهما لجارود واقفا عند السلم:
"أين كنتما؟".
فرد عليه ماث بهدوء:
" أنت تعلم أين كنا , أذ لا بد أن هيلين أخبرتك أننا ذهبنا الى نقطة المرجان".
كان جارود مرتديا سرواله الأسود وقميصا غامق اللون وبدا جذابا كعادته فتمنت سارة لو أستطاعت تجنب تلك اللحظة.
" ذهبتما الى نقطة المرجان منذ عشر ساعات , وذهبت الى هناك بنفسي بعد فترة الغداء , ولم تكونا هناك".
" ولم فعلت ذلك؟".
سأل ماث بلا مبالاة ثم ساعد سارة على صعود السلم.
" ذهبنا الى كنغستون لتناول الغداء ثم قمنا بجولة حول المدينة".
قضم جارود نهاية سيكاره:
" لا يهمني ما تعرفه هيلين أو لا تعرفه".
لم يتأثر ماث , بل قال ببرود:
" أهدأ الآن , نحن هنا... أليس كذلك؟ بخير وسلام ,كما قضينا يوما ممتعا... أليس كذلك يا سارة؟".
أومأت سارة موافقة ولم تتجرأ على الحديث أذ رأت عيني جارود تتفحصانها وخاصة تنورتها القصيرة.
" حسنا , أنها السابعة والنصف الآن ,وسيقدم العشاء في الثامنة وقد دعت هيلين عائلة ماكي , أقترح عليكما الذهاب والأستعداد لذلك".
" حسنا جدا ".
قال ماث متعجبا لموقف جارود :
" تعالي يا سارة".
وأسرعت سارة بالدخول مما دفع ماث للقول:
" لا تستعجلي أن جارود طيب ومجنون فأمنحيه بعض الوقت ليتخلص من غضبه".
" ولكن لماذا؟ أعني لماذا غضب؟".
" أعتقد أنه يتصرف بأعتباره وصيا عليك , وأظن أن من حقه معرفة الأماكن التي تذهبين اليها , لأنك فتاة جذابة ويخشى أن يخدعك الشباب , ربما يعتبر نفسه أبا لك".
"فهمت الآن , حسنا سأراك فيما بعد وشكرا لليوم الرائع".
أجابها ماث :
" شكرا لك".
ثم دخل غرفته.
وجدت سارة ملابسها مكوية ولم يعد أمامها غير الأغتسال وتغيير ملابسها فذهبت الى الحمام , لأعداد الماء ثم ألقت نظرة متأملة على باب الغرفة ,حيث لاحظت وجود مفتاح في قفل الباب , بالتأكيد لم يكن المفتاح هناك من قبل , من وضعه هناك ؟ ليس جارود أذ ليس هناك ما يدعوه لمعرفة رغبتها في أغلاق الباب في وجهه.
ولأن المفتاح كان موجودا الآن , أقفلت سارة الباب قبل دخولها الحمام , عند خروجها تفحصت ملابسها حيث أرادت أختيار شيء جذاب ترتديه , شيء يكشف عن أنوثتها ويخفي صغر سنها , فأختارت فستانا من الحرير الأزرق , تبدأ تنورته من أسفل صدرها وتحت حافة غطتها لآلىء , كان الفستان بلا أكمام وكشف عن لونها الخمري بتأثير تعرضها للشمس.
وصلت العائلة المدعوة عند نزول سارة السلم فوجدت الجميع يتحدثون في الصالة ,كان هناك ماث وجارود وهيلين وزوجين آخرين , فرانك ولورنا ماكي , ثم أبنتهما وأبنهما مارك وفرجينيا , عرّفت هيلين سارة بالجميع , بينما ناولها جارود عصير تفاح وليمون مخلوط بكمية من الثلج.
" شكرا".
قالت سارة ثم أنطوت على نفسها متنهدة , كم هو بارد ومهذب هذه الليلة , هل كان يفكر بشيء معين؟ هل لاحظ وجودها؟ هل أعجب بفستانها؟ أو ربما كان وجودها جزء من ديكور المكان؟
كانت فرجينيا ماكي فتاة أخرى تنجذب الى جارود, ووجدت سارة الأمر محتما ما دامت هيلين صديقة مقربة من لورنا ماكي , أما مارك فكان شابا شاحبا ,أكبر سنا من سارة .... ألا أن سارة لم تشجعه حين حاول التحدث اليها , فبعد مصاحباتها لماث وجارود بالطبع ,وجدت مارك مملا , ربما لأنها قضت طوال حياتها في صحبة رجال أكبر منها سنا.
تناولوا العشاء في غرفة الطعام الصغيرة وكانت الطاولة مغطاة بقماش أبيض من الدانتيلا , أكلت سارة قليلا رغم مظهر الطعام الشهي ,ورغم أن جارود لم يتحدث معها , ألا أنها أحست بمراقبته أياها , وعند أنتهاء العشاء أرتاحت لفكرة الهرب من المكان كله واللجوء الى الشرفة , أستخدمت هيلين ماث لفرش السجادة في الصالة أستعدادا للرقص, أما فرجينيا فقد أنشغلت مع جارود في النظر الى بعض الأسطوانات والأشرطة , وسمعت سارة صوت الموسيقى.... أيقاع رتيب لفرقة عزفت موسيقى الجزيرة المحلية , وسمعت كذلك صوت الضحك في الداخل ألا أنها لم ترغب العودة والمشاركة.
وتمتعت بوقوفها في الشرفة حيث تأملت المشهد الساحر وشمت عطر الليل الغريب.
ذهلت لسماع صوت خلفها أذ ظنت أن لا أحد يعرف بمكانها , ألا أن ظلها فضحها , وعرفت فورا أن القادم هو جارود وراقبته أثناء تقدمه منها.
" حسنا؟ أظن أنك وجدت صحبة ماث ممتعة؟".
" ألا يحق لي ذلك؟".
" لا أدري , ما الذي فعله لك".
" ما الذي تعنيه بسؤالك؟ لم يفعل شيئا أطلاقا , سبحنا أولا ثم أستلقينا على الرمل وتوجهنا بعد ذلك الى كنغستون لتناول الغداء , ولم أكن أعلم بوجوب تقرير مفصل عن تحركاتي لك وألا لأخذت معي دفتر ملاحظات أسجل فيه كل شيء".
" لا تستفزيني يا سارة ".


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس