عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-19, 10:57 PM   #3

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول حبيباتي ❤
غمامات سوداء كعصابات تحيط براسها تستنشق الالم و الحزن مع كل نفس يحترق بصدرها .
ها قد غادرتها امها كما سبقها ابيها، و كل من انتمت اليهم لولا تلك الكف الحانية الرابتة برفق؛ مواسي علي كتفيها لتهشمت روحها كما تهشم امنها و سندها
همسات مشفقة تواري ما يعتمل في داخل صاحبتها من الم و مراره و خوف علي تلك الباكية المسكينة
"استهدي بالله يا ابنتي ، و استغفري ربك و اعلمي ان قدر الله كله خير استبشري بالخير تجديه بأذن الله "
بصبر يقاتل جزعها و حزنها
"راضية انا و مستبشرة رغم كل شيء ،انت منحة الله اليّ خالتي ،ماذا كان سيحل بي من دونك ،لولاك انت و السيد عمر لكنت .. " .....
.قاطعتها بأسي و حنان يتشبع بالمرارة
" انا كوالدتك زهراء رجاء رحمها الله كانت اخت ، و ليست جارة و عمر كأخيك ،اما انت فانت الأبنة التي طالما دعوت الله ان يهبني اياها ، كلامك هذا يزيد الحزن بقلبي ،يكفي اني مكتوفة اليدين لا اقدم لك الكثير "
احتوتها بين ذراعيها ، تهمس علي صدرها
" لا اعلم ما الذي كنت استطيع فعله من دونك يا خالتي، بارك الله فيك وحفظك ،كنت سأضيع لولا ان من الله علينا بجارة غالية عطوفة مثلك "
مسحت دموعها ، تصطنع الجدية
"هيا معي الأن الي بيتي ، فبانتظاري الكثير هناك، قد اهملته الايام الماضية بما يكفي، و الان ستاتين انت معي ،
لن اتمكن من الاهتمام بشيء و انت تشغلين بالي "
قاطعتها
" ولكن خالتي "
صاحت بنبرة حاسمة
" و ارجوك لا تجادليني زهراء، فانا لن اتركك هنا تجترين احزانك ، وتذكرين الماضي ، و الحاضر و تبكي علي ما قدر الله "
لم تشأ زهراء ان تجهدها ؛ فيكفيها قلقها عليها ، و ما تحملته معها في الاسابيع الماضية ، و ازعاجها الدائم لها و لولدها ؛ فقد قاما بكل شيء يتوجب عليها هي فعله ...
انها حتي لم تستطع حضور دفن امها لسوء حالتها ،و كيف لا تسوء !! ليتها هي من اختارها الله فقد اصبحت غصن جاف معطوب بعد امها . ...
لقد توفي والدها و هي في العاشرة ، و ظلت امها لها كل شيء لم يعرفا قريب ، عطوف و لا عائله ينتميان لجذورها و يستظلا به .
فتمتمت
" امرك يا خالتي سأرتدي حجابي و نقابي ، و أحضر جوالي ....سأحاول مهاتفة عمي مرة اخري فجواله مغلق دائما لم اخبره عن .. " ....
لم يطاوعها لسانها لتنطقها فهمست ببؤس
" عن امي حتي الان .. "
مطت سعاد شفتيها ، و هي تحدث نفسها بأسي
"اي عم ايتها المسكينة، ذلك الوحش الجشع الذي لا يعودهم الا لمنفعة، و حين علم بمرض امها...
لم يسل الا عن ما ستتركه لزهراء من ارث ،و يسال عن كشف رصيدها في البنك لتحرر له توكيل
به ،لان ابنتها عديمة النفع كما سماها ستضيع
كل شيء ،و تصير عالة لا فائدة من ورائها.....
ان كان هناك ما تخشاه عليها ؛ فهو ذلك الجشع الطامع ؛ الذي ما ان يصل اليه خبر وفاة امها ؛ سياتي اليها
ليستحوذ علي كل ما ستطوله يداه " ....
رفعت عينيها و هي تدعو الله سرا؛ ان يحفظ تلك المسكينة ، ، و يبعد عنها شرور الناس ..
تنهدت سعاد ، و هي تقبض علي يدها لتتجه بها الي الشقة المواجهة لشقتها فمنذ انتقلا اليها هي و امها ،التي ما ان اتت سعاد اليها مرحبة كجارة جديدة حتي اصبحتا
اختان ، فسعاد بحنانها و رعايتها وجدت في رجاء و ابنتها ، الاخت والابنة التي حرمت منهما ، و مع حالهما وانقطاع الجميع عنهما بقصد او بدون؛ زادت اواصر الود بينهم فأصبحت الشقتان واحده ،الا انها لم تخطو بيت خالتها كما كانت تدعوها ابدا، فهي دائما منعزلة عن الجميع ،
لا تغادر غرفتها الا قليل ، و لكنها كانت تحب سعاد و تشكر لها مؤانستها امها ، و السؤال الدائم عنها و حسن عشرتها معهما ،و ازداد الود بينهم بعد مرض والدتها فقد اقامت لديهم لشهر كامل لتمريض امها و رعايتها
لا تغادر لمنزلها الا قليل ؛
من اجل ولدها و ما يحتاج منها ، او حين يعود اخيه من سفره فتظل بجانبه ، ثم ترد اليها مرة اخري ...
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
خطت الي شقة جارتها تحثها بلطف
"ارتاحي انت هنا ، و اكشفي وجهك حبيبتي فلا يوجد سوانا ...حاولي الاتصال بعمك ، و انا سأذهب لأعداد الطعام انت في بيتك حبيبتي "
انهمكت سعاد فيما تفعل ؛ فقد كان بالفعل عليها القيام بالكثير، حتي صدمها صوت عمر ابنها الاوسط من خلفها، و هو يكاد يثقب أذنيها
"أمي متي سننهي هذه اللعبة المملة؟؟ ارجوك أمي احترمي رغباتي، حاولي الاقتناع اني لن اتزوج.....انا لن اتزوج هل اكتبها ببطاقات لاصقة ..و اضعها في اركان المنزل ، ارحميني امي من هذه المناورات "
صاحت باستنكار غاضب
"ما بك يا ولد !! هل جننت اخيرا كما كنت اتوقع ؟؟ما هذا الهراء اي زواج و اي مناورات؟ ثم ، منذ متي يعلو صوتك علي امك يا عديم التهذيب !! "
حاول ان يسيطر علي انفعاله
"تلك الفتاة التي تجلس بالخارج بأريحية ،و كأنها في بيتها
اليست احدي مخططاتك لانتشالي من براثن العزوبية؟؟ و لكن اسمحي لي امي لقد ساء ذوقك كثيرا عن سابقتها "
.ضربت امه علي صدرها بعد ان ادركت ما يعني
"اخرس ..و ابتلع لسانك انت تعني زهراء "
قاطعها باستخفاف
"زهراء !!! ان كانت هذه زهراء فمن غبراء ،سوداء، شنعاء "
قطع سخريته مفكرا
"هل تقصدين انها........
لم تدعه يتم حديثه، و هي تزيحه عن طريقها
و هي تتوعد
"اقسم يا عمر ان لم تحترم نفسك وتخرس في الحال ان ينالك مني ما لا ترضي ....و ادعو الله انها لم تسمع هراءك و تفاهتك ، و سلاطة لسانك لأني وقتها سأقطعه لك "
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
نهضت عندما سمعت دخول سعاد الي الغرفة و هي تحاول ان تبدد قلق مضيفتها
"سأذهب خالتي...
لقد اتصلت بي احدي صديقات أمي تواسيني ، و تتأسف عن عدم مجيئها للتعزية ،و انشغلت معها ،و لكن اظن اني سمعت باب الشقة يغلق " .....
ارتبكت تتوسل الكلمات
"انه عمر ابني عاد باكرا اليوم عن موعده... انا اسفه يا ابنتي لأني لم استطع تنبيهك "
"لا عليك خالتي، لا تتأسفي حبيبتي، انا سأعود الان لبيتي"
امسكت بذراعها برفق
"انا سأوصلك، و سأعود لأحضر الطعام لنتناول غداءنا سويا، هيا حبيبتي ادخلي ،و انا دقائق و سأعود اليك"
اطمأنت علي دخولها ،لتعود و هي تغلي كالبركان الي ذلك البغل سليط اللسان
"هل شعرت بالراحة هل خمدت نارك؟؟... لما لم تقم بطردها لتهدئ؟؟"
حاول مداهنتها لتهدئ
"اهدئي يا قرة عيني انا ابنك ، و ما فعلته له مبرراته فسوابقك كثيره ، و مكائدك اكثر لإيقاعي
في فخ الزواج ،
و هي استفزتني ببرودها ،فقد كانت عيني بعينها ، و لم تستح ، و تغض طرفها حتي لتبرهن و لو كذبا علي خجلها"
لكمته امه في كتفه ، و هي تقول من بين اسنانها
"ذلك لأنها لم ترك اصلا ايها المغفل ،انها ابنة جارتنا رجاء رحمها الله ،لو كنت تنصت اليّ حين اتحدث معك لعلمت
ان ابنة جارتنا اسمها زهراء ، و هي بالمناسبة فقدت بصرها منذ زمن لذلك هي ليست عديمة الحياء كما انت عديم البصيرة و الذوق ،بل هي سعيدة الحظ لأنها حرمت من رؤية سحنتك "
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
كشفت نقابها و هي تحمد الله ؛ كون سعاد صدقت انها لم تسمع
تلك الاهانات و التفاهات التي نطق بها ابنها
كانت لدهشتها تشعر بالسخف ، و الاستخفاف تجاه ذلك المتحذلق ؛ الذي يظن ان الفتيات خلقن ليدرن في فلكه ،كانت تلك الكلمات المهينة لتسحق كرامتها كأنثى اما الان فلم تشعر سوي
بالشفقة علي خالتها ؛ التي شعرت انها علي وشك الأغماء حين دخلت الي غرفة المعيشة ؛ لتكشف من ردة فعلها هل سمعت زهراء تفاهات ولدها ام لا .
جلست و هي تتنهد بإنهاك ، ماذا عليها ان تفعل الأن ؟؟
بعد موت والدتها لم يبق لها احد هنا ، و لا تستطيع ان تبقي وحيده في القاهرة ، و عائله والدتها لم يتبق منهم احد تعلم بمكانه ؛ اذن هل عليها العودة الي الصعيد لعائلة ابيها ، اتذهب ؟؟ و تلقي بحملها و عبء مرضها عليهم مع وجود عمها رشاد ذلك القاسي الذي اصدر فرمانا يوم علم باشتداد مرض والدتها ، بأن تبيع شقتها و يضع الثمن في رصيده بالبنك ، لأنها ليست مؤهله كأنثى اولا ، و عمياء ثانيا.. ان تتحكم بأموال ، و سيعمل علي تدبير زيجه بأحد ابناء عمومتها كزوجة ثانيه ؛ و هذا افضل ما يمكن تدبيره لوضعها الحالي...
كاد راسها ان ينفجر من التفكير و البحث عن مخرج ، فهي لا يمكنها ان تسلم ذمام امرها لذلك الظالم المتجبر يسيرها كيف يشاء....
و كذلك لا يمكنها ان تبقي عبء علي خالتها التي اكرمتها، و اعتبرتها ابنه لها ، و بذلت الكثير لتخفف عنها ، و لتحل مكان والدتها قولا و فعلا ، تلك العزيزة الغالية التي عرضت عليها بجدية ؛ ان تنتقل للعيش معها فهي تخشي عليها وحدتها ،
و تعلم حاجتها لمن يرعاها و يهتم لأمرها....
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
بكت تلك الليلة بعد مغادرة سعاد ، وتناولها الغداء سويا كما لم تبك من قبل ؛ فقد ذبحها ردة فعل عمها الذي رد علي اتصالاتها اخيرا ، و بعد علمه بوفاة زوجة اخيه ؛ لم يواسيها حتي ، و لو بكلمات زائفة ...
بل امرها بتلك اللهجة المنفرة التي تقبض قلبها حين تسمعها
"ان تحزم امتعتها ،و لا تتجرأ علي العبث بأي اوراق او اموال ،مما خلفته امها حتي يأتي ليصحبها الي بلدتهم "
لهج قلبها قبل لسانها بالدعاء ؛ ان يجعل لها ربها مخرج ؛ هو اعلم بكسرها و ضعفها.....
لم تستلم لنومها و خوفها يفترسها ، حتي صرعها سلطان النوم فوقعت اسيرته ، و يدها علي قلبها الخافق عله يستمد من دعاءها الثبات و السكينة .
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
ترك هاتفه و هو يرفع بصره بدهشة و تساؤل الي والدته
التي كانت تنظر اليه و لم ترمش منذ دقائق ثم شعر بالقلق لتلك النظرة المبهمة الموجهة اليه و التي عادة ما تسبق النطق بكارثة حلت او ستحل علي رأسه ،وقد صدق حدثه حين تحدثت
" ستتزوج زهراء يا عمر "
نظر اليها ، و كادت عينيه ان تخرج من محجريهما هاتفا
"ماذا!!!!امي ماذا تقولين ؟"
قالت بهدوء بارد بدي لأذنيه كشفرة قاطعة
"ما سمعته ستتزوج زهراء و هذا اخر ما عندي ، انت لا تحب فتاة ، انت لست مرتبط بزواج و لا بخطوبه ، و لا تريد الزواج اصلا و لا تفكر بعائلة ، اذن فهي مناسبة لك "
رد صارخا في وجه امه ، و هو يكاد ان يجن مما
تقوله
" لا هذا يعني انني لا اريد ان اتزوج من زهراءك ، و لا من اي فتاه ، هذا يعني ان الفتيات الان لا يمكن اجبارهن؛ فبتالي لا يمكن اجباري علي هذه الجنازة ؛ علي اعتبار انني رجل من وجهة نظرك امي "
نظرت اليه بذهول ، و هي تقسم سرا انها لن تخسر هذه المعركة.....
صاحت و قلبها قد وصل نبضه لاذنها
" اقسم ان لم تتزوجها سأغضب عليك ليوم الدين و لن يرضي عليك قلبي اتسمعني... اتسمع.. "
.لم تستطع انهاء جملتها فقد قرر قلبها انه اكتفي من انفعالها فسقطت فاقده الوعي تحت قدمي ابنها...


بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس