عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-19, 03:16 AM   #4

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول ج2

********************

إلتفتت غزل بجسدها و هى تطالعه بإزدراء قائلة بجمود :
_ صدقنى يا علاء I will back to egypt و إنت عارفنى لما بحط حاجة فى دماغى بعملها .
تمالك علاء غضبه .. فهو يعلم أخته جيدا و يعلم لأى مدى يصل عندها .. إستقام فى وقفته و نزع رابطة عنقه و قال بتعقل لتهدئتها :
_ يا زولا يا حبيبتى إنسى مصر بقا خلاص .. و باعدين شعب مصر كله بيتمنى يبقى مكانك هنا فى أميريكا .
حاربت غزل دمعات تعاند للظهور فى مقلتيها و قالت بقوة :
_ لأنهم ما مجربوش الغربة و العنصرية اللى هنا .. لازم تعرفوا إنى بفكر بجد إنى أرجع مصر .
و تركتهم و صعدت لغرفتها .. إرتمت بجسدها على فراشها و هى تفكر بجدية فى العودة .. فى الخلاص من مصير محتوم كمصير والدتها و التى تفتقدها بشدة ......
بحثت عن هاتفها فلم تجده. ترجلت بهدوء للطابق السفلى لمنزلها ليصل لمسامعها حوار والدها و أخيها......
_ يابابا هى لازم تفهم إنه مافيش رجوع تانى .. حضرتك مدلعها جدا .
قالها علاء بعصبية.. فأجابه شاكر بضيق هامسا :
_ أفهمها إزاى إنى لو رجعت مصر هيتقبض عليا .
أشاح علاء بيده قائلا بجمود :
_ ما هو إنت السبب برضه يا بابا ربنا يسامحك .
تلفت شاكر حوله بخوف ثم قال هامسا :
_ وطى صوتك يا علاء لغزل تسمعك .
أغمض علاء عينيه بملل و قال بحدة :
_ ما تسمع يمكن تريحنا من موضوع رجوعنا ده .. عموما بكرة لما مجد يتجوزها هينسيها الموضوع ده .
جلس شاكر بوهن على أقرب مقعد مضيفا بشك :
_ و تفتكر هى هتوافق يا علاء .
إقتربت منهم غزل و قالت بقوة :
_ لأ مش موافقة يا دادى .. مجد ده لو آخر راجل فى الدنيا مش هتجوزه .. و باعدين إيه موضوع إننا لو رجعنا مصر حضرتك هتتسجن .
إبتلع شاكر ريقه بصعوبة و قال بتوتر :
_ فى حاجات مش لازم تعرفيها أحسنلك يا غزل .
تسائلت غزل بإهتمام :
_ لأ يا دادى أنا لازم أعرف كل حاجة و فورا .
مرر شاكر أنامله فى شعراته و قال و هو يهز كتفيه بتسليم :
_ هقولك .... أنا متهم فى قضية إغتلاس من عشرين سنة .. و علشان كده هربت بيكم من مصر لأمريكا .
تهاوت بجسدها على أقرب مقعد بجوارها بعدما إكتشفت أن والدها لصا .. صدمتها فى والدها أكبر من قدرتها على التحمل .. ألا يكفيها جرمه مع والدتها .. فهمت الآن سبب إنعزال والدتها و عزوفها عنه .. جاهدت عبراتها التى تجمعت فى عيناها و تمالكت أعصابها و سألته بتوجس :
_ وحضرتك إغتلست الفلوس دى بجد .
أجابها علاء بضجر من الإستمرار فى حديث غير مجدى :
_ مش وقته الكلام ده ..إحنا فى أزمة مالية كبيرة و الحل إنك تتجوزى رجل الأعمال مجد مختار و إوعى ترفضى .
علت شفتيها إبتسامة خافتة .. ثم إتسعت إبتسامتها و أصبحت إبتسامة عريضة لتتحول لضحك هستيرى .... إقترب منها شاكر وقال بقلق :
_ calm down .. مالك يا غزل إهدى يا حبيبتى .
توقفت فجأة و إكفهر وجهها و هى تجيبه بسخط :
_ بتسألنى مالك you are kidding .. ولا أى حاجة أخويا عاوز يبيعنى و يقبض التمن و أبويا طلع حرامى .
لم يتمالك علاء نفسه أكثر و صفعها على وجهها بقوة .. فصرخت متألمة:
_ آآآآه .

هنا ضغط فارس رأسه بكفيه متألما من صراخها المتكرر برأسه و جلس على فراشه مرة أخرى و هو يزفر بملل...... وصل لأذنيه آذان الفجر .. فإستغفر ربه و دعاه أن يرحمه من هذا النداء الخفى و الذى بات يؤرقه .. ترك فراشه و ذهب ليصلى الفجر .

وضعت غزل كفها على وجنتها و قد إمتلأت عيونها بدموع متحجرة .. ثم إنتصبت فى وقفتها أمام علاء بقوة و قالت بنبرة عميقة :
_ أنا ممكن بقانون البلد اللى إنت فرحان و فخور بيها أحبسك فى السجن وأرحلك على مصر كمان.
إجتذبها علاء من ذراعها بالقوة و قد إنغرست أظافره فى لحم ذراعها وهو يهزها بعنف قائلا بغضب إسود كقلبه :
_ بصى بقا من الآخر كده .. هتتجوزى مجد و هتعملى كل اللى إحنا عاوزينه غصب عنك و إلا الدبان الأزرق مش هيعرفلك طريق .
صرخ بهم شاكر قائلا بضيق :
_ إنتم إتجننتم .. إيه اللى بتعملوه ده .
أجابه علاء بعصبية و هو يحدجها بوعيد :
_ دى قليلة أدب و لازم تتربى .
إنتزعت غزل ذراعها من بين قبضته و قالت بحزم و هى ترمقه شرزا :
_ أنا متربية أكتر منك .. و هرد عليك على بلاطة برضه أنا موافقة أتجوز مجد بس بشرط واحد .
قطب علاء جبينه متسائلا بعدم فهم .. ثم سألها بفضول :
_ شرط إيه ده ؟!
ردت غزل مسرعة وهى تحدجه بإشمئزاز :
_ دادى يتنازلى عن نصيبه فى بيتنا اللى فى مصر .. و أظن اللى هتسرقوه من مجد بعد ما أتجوزه أكتر بكتير من اللى بطلبه .
عاينها علاء بشك وقال بريبة :
_ لو كنتى هتتجوزى مجد عاوزة نصيب بابا فى بيته ليه ؟!
ضحكت بإستخفاف و قالت بتحدى :
_ ببص لباعدين و هو ده اللى عندى ... I don't have time .. فا ياريت تردوا عليا بسرعة .
و دلوقتى.
و تركتهم و صعدت لغرفتها و دموعها قد إنطلقت بحسرة و ألم على أقرب من لديها بدنيتها البائسة .. هى على يقين من تأثير علاء بوالدها .. و تعلم جيدا أن والدها سيتنازل لها عن نصيبه ........
ولجت لغرفتها و أغلقت ورائها الباب و جلست أمام حاسوبها و حجزن على أول طائرة عائدة لمصر .


************************************************** **********



يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 23-10-19 الساعة 12:21 AM
ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس