عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-19, 12:07 AM   #6

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الرابع


بين موجات ذلك اللحن الشرقي الراقص تمايل خصر نادية يمينا و شمالا يخوض بنعومة بحرا دافئا وهميا ، يرتفع مرة ، ينخفض أخرى .
تهتز له و معه باقي منحنيات جسدها كأنها تؤازه و تؤيده ، تكشف عن تفاصيل محرمة عن غير عيني صاحبتهن .
و صاحبتهن شابة صغيرة ، جميلة و حلوة و من حقها أن تحلم و أن تتغنج .
هكذا حدثت نادية نفسها و هي ترفع ذراعيها فوق رأسها و تعود لتنزلهما بحركات رقيقة متشابكة كأنهما غصنين غضين يحركهما نسيم ساحر فتان .
انخفضت درجة صوت المغنية إلى درجة الهمس فانخفض معها خصرها ملتويا برشاقة لتجلس على ركبتيها و تسدل جفنيها تعيد ظهرها إلى الوراء و تحني رأسها حتى التقت أطراف شعرها الناعم بسطح السجادة القديمة .
للحظات ظلت في نفس الوضع بينما نصفها الأعلى يواصل التثني متباطئا دافعا بين دمائها نشوة ماكرة متملصة ، نشوة ممتعة حد الألم و هي تدفعها لتغوص حتى الأعماق في كيانها الأنثوي قبل أن تصحو فجأة مع توقف النغمات المسكرة لتواجه صورتها داخل المرآة و قد سقط عنها رداء أحلامها المؤقتة : امرأة عاملة واقعية وحيدة جدا .
أين أنت أيها الدافئ ؟ تنهدت تخاطبه و هي تبحث داخل هاتفها عن أغنية أخرى تسافر بها إلى عالم منسوج من غزل الخيال .
أين تختبئ مني ؟
أين تتواجد في هذه اللحظة ؟
أكيد وراء مكتب شركتك الدولية الفخمة أو ربما داخل قاعة اجتماعك الواسعة البراقة ذات الجدران الزجاجية ؟
أو ربما تحلق في هذه اللحظة في طائرك الخاصة لتأكل بعض الكافيير الفرنسي ثم تحلي ببعض القشدة الهولندية ؟
أو ربما أنت ذلك اللاعب الشهير الذي يتبختر الآن فاردا صدره الرياضي اللامع أمام جماهيره العريضة بعد أن فجرت قدمه الذهبية مرمى الخصم بذلك الهدف الماسي ؟
أي هؤلاء تكون ؟
أيا كنت فاظهر و بان و لك مني كل الأمان .
لا تخف حبيبي مني فلن أقيدك برباط مداه طول العمر ، بصراحة أنا إنسانة ملولة و الحياة أقصر من أن أضيعها مع رجل واحد .
كل ما أريده منك أن أعيش معك يومين ،
يومان أرى فيهما ما لم أره طوال حياتي ، أعيش فيهما دون حسابات ، دون عد للفكة التي في جيب محفظتي ، تعرف لماذا ؟ لأنه لن تكون هناك محفظة أصلا .
فأنت لا تتعامل سوى بالشيكات و تلك البطاقات الإلكترونية المعقدة .
يومان و ينتهي الأمر و يغادر كل منا فرحا راضيا بصفقة العمر .
أنا بمبلغ مؤخر الصداق الذي سيغنيني طوال حياتي الباقية و أنت ؟
أنت ستعيش يومين مع امرأة دون إضافات ، كلها طبيعي في طبيعي ، ما رأيك ؟
ألم تمل من كل أولئك الفاتنات الشقراوات ذوات الأجساد الصاروخية المتخمة سيلكون ؟
ما رأيك في ؟ جميلة لا تنكر .
طول و موجود .
خصر منحوت و إلى هذه اللحظة موجود ، الحقه قبل أن يختفي .
و عيناي ما رأيك بهما ؟
رمشت ثلاث مرات بإغراء لخيال رجل تكاد تراه على سطح مرآتها ثم واصلت بهمس و هي تضم شفتيها بإغواء تعلمته من تلك الفنانة و تلك الراقصة و تلك المغنية و تلك و تلك .
و هاتان الشفتان يرضيك أن تتركهما هكذا ؟ دون ...
أستغفر الله العظيم ، أسرع يا رجل قبل أن أنحرف .
صمتت مؤقتا و هي ترفع يدها لشعرها تنزع منه اللفافات بلطف لتنساب الخصلات الأمامية ملتوية بتموج ناعم ، معطية لتقاسيم وجهها تلك الرقة التي تحتاجها .
تشعر أنها عندما تجمع شعرها كله إلى الأعلى يبدو طبعها الحازم الجاف واضحا على ملامحها .
و اليوم هي ليست تلك المرأة العاملة المكافحة التي تضرب أكتاف الرجال بكتفيها لتمر في شارع الحياة .
اليوم هي العروس اللطيفة الهشة التي ينتظرها ذلك العريس المحتمل داخل ذلك المقهى المكيف الفخم .
و للأسف لم يكن رجل أعمال أو مدير شركة أو لاعبا شهيرا .
كان مجرد شاب مكافح مهاجر يعيش في سويسرا .
تبددت أفكارها فجأة مع صوت رنة الهاتف المرتفعة بتلك الأغنية الهندية التي تتغنى باسمها هي : نادية .
احتضنت الهاتف بين كفيها و أغمضت عينيها لحظة صغيرة تسمح لجليد أيامها بالذوبان قليلا تحت وهج الصوت الرخيم الآتي من ذلك المكان البعيد النائي حيث تستحم الأنوثة بندى الأحلام .
لكن ليس هذا وقت الأحلام ، تمتمت و هي تصفع نفسها ذهنيا مرتين .
الأحلام للاتي تقفن خلف حاجز الخامسة و العشرين أما هي و الثلاثين تُلَوِّح لها على بعد سنوات ثلاث فقط من العمر فليس أمامها سوى خيار الواقع .
و الواقع يقول أن الثلاثين سن جميل حين تكون المرأة داخل بيت زوجها محاطة بقطيع من الصغار لكن نفس الثلاثين تصبح سنا غير ظريف حين تكملها في بيت أسرتها ، تصبح سنا تعيسا حين يكون رب الأسرة مثل والدها هي نادية .
تنهد بثقل خيبتها ارتفع من جوفها حتى شفتيها لتطلقه على شكل زفرات ثلاث قبل أن تعود للتماسك و تضغط زر قبول المكالمة .
- إيثار ، ماذا تريدين مني الآن ، غيرت رأيك بهذه السرعة و تريدين الاحتفاظ بالعريس من أجلك ؟
- كلا شكرا ، بالي مشغول تماما بغيره هذه الأيام .
- الشاب الغامز ؟
- كلا ذاك أصبح تاريخا ، عموما ليس هذا وقته نادية ، أنا فقط أتصل كي لا تحرجيني مع الرجل .
أرجوك لا تتأخري عليه ، تعلمين أنه يعيش خارج البلد منذ فترة طويلة و المواعيد هناك شيء مقدس .
- أنت تحذرينني أنا يا بنت ؟ أنا زملائي يظبطون ساعتهم علي .

عدة كلمات أخرى تراوحت بين مزاح و تحذير انتهت بعدها مكالمتهما القصيرة لتلتفت نادية إلى طقمها الأنيق المفرود على السرير ، تتقدم نحوه بتردد واضح و هي تتحدث كأنما إليه :
- هي ضربة أخرى ، مجرد ضربة أخرى .
ربما تصيب و ربما تخيب ... كالعادة .

*
*

تنهد آخر عاد من حيث أتى ، إلى بئر التنهدات الأعمق بكثير من سنوات و إحباطات عمرها .
و ها هو أحدث هذه الإحباطات يجلس مقابلا لها ، مباعدا ما بين ساقيه في تلك الحركة التي تكرهها في الرجال ، مسترسلا في مونولوجه الممل .
تشجعه ابتسامتها المصطنعة التي تعودت أن تلجأ إليها في هكذا مواقف لأنها إما تبتسم أو تموت بكمدها .
منذ اللحظة الأولى التي دفعت فيها الباب الزجاجي تخطو داخل المقهى و داخل هذه المغامرة الجديدة شعرت بشيء لا يبشر بخير و هي تراه يقف في الطاولة التي اختارها تتوسط المكان و يشير لها بكل ...
تملك .
ربما لم يكن تملكا بالضبط لكنها مع ذلك لم تسترح لوقفته و إشارته و خاصة الطريقة التي تفحصها بها بطيئا متمهلا محتفظا على ما يبدو بكل شاردة و واردة ، مجريا ربما مقارنة سريعة بينها و بين أيقونة الأنثى المثالية التي تعشش داخل فكره .
لم تعجبها كذلك لمعة الرضا التي برقت داخل عينيه بوضوح .
لأن هذا بالضبط ما كانت تهرب منه باعتراضها العنيد المستميت على زواج الصالونات ، ترفض ذلك الشعور بالرخص و هي تعرض كبضاعة محلية متوفرة ، صندوق فاكهة غير ممنوعة متاحة للنظر و التخير و التفضيل .
و لكن يبدو أنها كأنثى لا يمكن إلا أن تعرض مهما تشبثت بحق الاختيار .
لم تساعد لباقته الأجنبية و هو يؤخر الكرسي من أجلها و يسألها بلطف عن طلبها ، لم يساعد أي من ذلك على الارتياح له أو لشخصه .
لكنها غصبت جسدها على التسمر مكانه فقط لتعطي نفسها فرصة .
هذه المرة لن تستسلم لطبعها الصعب ، ستحاول مجاراة قوانين الحياة فالبقاء ليس للأقوى ، البقاء للأكثر تأقلما .
ارتشفت جرعة متوسطة من عصير الليمون المثلج تحت نظراته المشتعلة التي طافت في بقاع وجهها بكل حرية .
تجاهلته بصبر و هي تواصل ممارسة الفن الذي تجيده : الاستماع بصمت ظاهره قبول باطنه تهكم و اعتراض .
- إذن آنسة نادية كما ترين ، قال و هو يعود للوراء قليلا في كرسيه مسترخيا أكثر في جلسته ، أنا رجل عصامي و لم أعتمد على أحد سوى على ذراعي و الحمد لله .

" اسمح لي أن أؤجل التصفيق لوقت لاحق " ، تمتمت تجيبه في سرها و هي تمط ابتسامتها قليلا لترضي فخره الذكوري .
لكنه ظل يتأملها منتظرا المزيد ، كتمت تنهدا آخر و معه تثاؤبا طويلا ثم قالت باستسلام هادئ :
- يعجبني الإنسان العصامي .

و كأنها فتحت على نفسها ماسورة مضغوطة !
اتسعت عيناها الفاتحتان و هي تتعرض لعدة طلقات من الغزل المندفع المفاجئ :
- و أنت أيضا أعجبتني للغاية آنسة نادية ، جدا جدا في الواقع .
اعذري صراحتي لكن فيك كل ما أبحث عنه ، إنسانة راقية ، جميلة ، أنيقة جدا في لبسك و حركاتك .

تنفس بقوة و هو يمرر يده في خصلات شعره و يوصل بحرارة نظراته ما لم يجرأ على قوله بكلماته .
كل هذا و هي تجلس أمامه في مقهى عام ، وسط فوج من البشر ، منكمشة على نفسها في طقمها المحترم .
" الحمد لله أني لست معك في أتوبيس مكتظ " ، أطرقت برأسها قليلا تهرب من الاشتهاء الواضح داخل نظراته و قسماته .
عادت ترفعه عندما رفع مستوى الحديث و هو يستمر بصوت خالط ثقته بعض الاضطراب :
- ستضطرين لتعلم اللغة الألمانية لكي أقدر على إتمام أوراق الإقامة لك هناك .
و منذ الآن أريد أن أوضح لك أني لن أعيش هناك مدى الحياة ، خمس سنوات أخرى هذه أقصى مدة أنوي الاستمرار بها في الغربة لأنه ما إن يكبر أبناؤنا حتى نعود إلى أرض الوطن .

لأول مرة منذ فتح فمه للكلام تجد نادية نفسها تنتبه بحق ، دون شعور تحرك جسدها مائلا قليلا باتجاهه و كلها آذان صاغية لأسبابه .
- أنت تعرفين أن القوانين هناك صعبة و تزداد صعوبة مع الأيام .

مالت أكثر و الاهتمام يكبر داخل عينيها فأضاف بنفس درجة الثقة :
- هناك أساليب التربية تختلف كثيرا عن أساليبنا .
- فعلا ، وافقته دون تردد .
- و أنا آنسة نادية رجل تقليدي و أؤمن بشدة أن الضرب لا غنى عنه في تأديب الأطفال و توجيههم و للأسف قوانينهم هناك تُجَرِّمُه .
- للأسف ، رددت نادية وراءه و في داخلها يد عملاقة تدق آخر مسمار في نعش علاقتهما المفترضة .

" شكرا يا دنيا " ، تمتمت و هي تغمض عينيها براحة مرة .

*
*

- كيف سارت المقابلة ؟ أتاها صوت بريهان الناعم عبر سماعات هاتفها فأبطأت خطواتها تلقائيا و ثقل غادِر يتمكن من قلبها .
- لم تَسِر ، شُلّت في مكانها ، تنهدت بعمق ، كما هو الحال دائما .
- كيف تشعرين الآن حبيبتي ؟

" لا أريد اهتمامك المراعي بيري ، ليس الآن " كادت تنطقها لكنها تراجعت في آخر لحظة و قالت بعبث نادية التي يعرفها الجميع :
- أشعر بنفس شعور الهائم في بلاد البهائم .
- هل رقصت كعادتك قبل المقابلة ؟
- نعم ، ردت بملل ، و بعد ؟
- حبيبتي لم لا تجربين مرة الصلاة ، الدعاء ؟

زفرت نادية بضجر و قالت و هي ترفع يدها كارهة تشير لإحدى سيارات الأجرة الطائرة :
- تعرفين بيري ذلك الإحساس بالشيء و ضده ، حين تعرفين أن ذلك الفعل هو الصحيح و مع ذلك تجدين نفسك تفعلين الأمر الغلط ؟
هذا ما أتعرض له قبل أي مقابلة ، لا أدري ما السبب ، ربما هي نفسيتي المعطوبة و ربما شيء في طبعي ، لا أستطيع وضع يدي على موضع العلة .
لكن تعرفين فكرة الصلاة تبدو لي رائعة في هذه اللحظة .
رفعت يدها تشير للمرة الخامسة و هي تستمر :
- الصنف الذي قابلته منذ قليل يجعلني أتمنى أن أصلي صلاة الجنازة عليه و على أمثاله .
- لا إله إلا الله ، وصلتها نبرات بريهان المصدومة بينما تضع جسدها أخيرا في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة .
ما لا يعجبك حبيبتي غيرك يرضيها و يسعدها أيضا .
- بالهناء و الشفاء على قلبها ، تمتمت نادية بصوت مختنق .
- حبيبتي هل تبكين ؟
- أبكي !؟ استنكرت بصوت عال و هي تكاد تغص باللقمة في فمها .
- صوتك ما به إذن ؟
- أنا آكل بيري ، ألتهم إحدى ألواح الشوكولاتة التي أحضرها لي من سويسرا .

حشرت ربع لوح آخر في فمها و هي تواصل الكلام بفم مفتوح ، أسنانها تغوص بتلذذ في خليط الكاكاو و اللبن ، الخليط الساحر إلى الأبد .
- إذن خرجت بشيء على الأقل من المقابلة ، لم تكن فاشلة تماما ، رنت ضحكة بريهان برقة أرغمتها على الابتسام .
- بالفعل خسرت عريسا و ربحت كيسا لا بأس به من الشوكولاتة ، صفقة لا بأس بها .
- Bon appétit
- لا تقلقي سأترك لكما نصيبكما ، لا يعقل أن نتقاسم الخيبات و أحتفظ بالشوكولاتة لذاتي مع أنها محرومة .
أما تلك ال.... إيثار فلي حساب معها ، أخبرتها أنه لم يعجبني صوته عندما اتصل بي و لكنها أصرت علي .

ضحكة من كلتيهما انتهت على إثرها مكالمتهما لتشرد نظرات نادية فورا و ذكرى غير بعيدة تفيق من غفوتها بعد كلمتها الأخيرة لبريهان .
صوته ...
ذلك الصوت العميق الذي تحرك له شيء ما بأعماقها ، اهتز بدفء ، بقوة حتى أنها كادت تغمض عينيها لتسيطر على تزعزعها اللحظي .
الواقع ، همست دون وعي منها .
الواقع ، نادية ، كررتها في سرها و هي تشيح بوجهها عن نظرات السائق المستغربة ، الواقع هو ما تعيشين فيه ، هو ما تواجهينه لذلك ركزي عليه نادية ، فقط عليه .

*******************

في مكان آخر ، بعد ساعات .
جلس آصف يستعد لنوبة عمل ليلية بينما يخرج تلك الورقة الممزقة التي احتفظ بها في جيب طقمه الرسمي .
وضعها ببطء داخل منفضة السجائر ثم ببطء شديد كأنه يريد تأخير تلك اللحظة إلى الأبد ، قرب طرف الوَلاَّعة و ضغط يقدح الزناد ، ضيق عينيه و هو يتابع هجوم النيران الصغيرة على طرف أول قصاصة و كيف تتابعت العدوى لتتآكل الحروف و تتشوه أمام ناظريه .
نادية سليمان المعلاوي ، هذا كان اسمها الثلاثي و لسبب ما يرفض الاختفاء من صفحة ذاكرته .
لا ينكر أنه عندما رأى خصلات شعرها المتطايرة استفزته .
ظنها واحدة من أولئك الفتيات المتهورات اللواتي طفت فئتهن و طغت مؤخرا .
لكن أجبره على تغيير رأيه وجهها العابس ، رأسها المطأطأ ، التحدي الذي تكلمت به جميع حركات جسدها ما عدا عينيها اللتان تجنبتا بإصرار الالتقاء بعينيه سوى في تلك اللحظة الخاطفة .
و ما الذي فعلته به تلك اللحظة .
دفقة عتمة مع دفقة نور صنعتا الأعاجيب بلون عينيها و متجمدا شاهد لون عينيها يتحول كأنما بفعل ساحر غابات من الكستناء إلى حدائق من البندق .
حينها شعر بذلك القرار في داخله يهتز و ينسيه مؤقتا بل مطولا ضغط الدبلة المؤلم على خنصره .
تنهد و هو يستلقي بعد أن ذوت آخر شعلة و تهاوت أطراف الورقة المتبقية .
و في أعماقه كذلك يتهاوى و يذوي نوع من الأمل .
أمل ولد على شكل امرأة .
*******************


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس