عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-19, 10:25 PM   #26

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس ج2


وقفت كلا من ليال و غزل تطالعا تلك المتطفلة عليهما بضيق ..... فإبتلعت ليال ريقها بتوتر و أجابتها بتلعثم :
_ دى .... دى غزل بنت خالتى حور .
و فجأة ضحك ذلك الكائن الأنثوى ذو الوزن الزائد و الطول الفاره و المرتدى عبائه ضيقة ضحكة رنانة طويلة ... رفعت غزل حاجبيها و هى تتطلع إليها بتعجب من ضحكتها و التى سمعتها من قبل فى فيلم كانت بطلته راقصة ... أرادت و بشدة أن تصفق لها و تقول بإعجاب " عاش النفس " و لكنها إلتفتت ناحية ليال المذعورة و سألتها بريبة :
_ مين دى يا ليال .
أجابتها ليال و هى تحتمى بباب شقتها من خوفها قائلة :
_ دى الآنسة مهجة جارتنا .
ضحكت غزل بسخرية و إلتفتت ناحية مهجة و قالت بقوة :
_ أهلا يا جارتنا ....فى بقا سبب لسؤالك و لا فضول منك و خلاص .
رفعت مهجة حاجبها الرفيع بضيق و هبطت درجتين من الدرج و قالت و هى تحرك عنقها يمينا و يسارا ببراعة كتلك الراقصة بالفيلم :
_ لأ بنتعرف يا عنيا .. قولتيلى بقا إسمك غوزل ... و لا غزالة ... ولا إيه .
إبتسمت غزل ساخرة و قالت بثقة و هى تقترب منها ببطء :
_ إسمى غزل ... غزل يا ااااا .
حاولت تذكر إسمها و التى قالته ليال منذ لحظات .. فقالت بتلقائية بريئة :
_ يا اااا ..... يا بؤجة .
دخلت ليال فى نوبة ضحك عالية حد الدموع .... و قالت بلهاث :
_ بؤجة .... ده إنتى جبارة يا غزل .
لم تفهم غزل مقصدها و لكنها إقتربت أكثر من مهجة و مالت برأسها يمينا و يسارا تطالع ضخامة إمكانياتها و طولها قائلة بمزاح :
_ و إنتى بقا يا آنسة معاكى تصريح بالإرتفاعات الزيادة و البروز الأوفر دى و لا .... شكلى كده هطلعلك طلب إزالة .
زادت ضحكات ليال بصوت عالى و قد إنحنت قليلا و صفعت ركبتيها .... بينما صكت مهجة أسنانها و قالت بغضب :
_ لعبتى فى عداد عمرك يا سحلية إنتى .
و هبطت الدرجات الفاصلة بينها و بين غزل بسرعة ... فواجهتها ليال قائلة بتحذير قوى :
_ هكلم رامى و إنتى عارفاه و مجرباه قبل كده .... لو فكرتى تلمسى غزل أو بس تبصيلها بعنيكى .
وقفت مهجة أمام غزل و حدجتها بغضب و قالت من بين أسنانها :
_ مسيرك هتقعى تحت إيدى يا سحلية إنتى و ساعتها هتندمى ندم عمرك .
و تركتهم و صعدت لشقتها و شحمها ينتفض مع حركتها الغاضبة .... زفرت غزل بإرهاق و قالت بوهن :
_ لأ بجد ده يوم عمرى ما هنساه .... يالا ندخل يا ليال لتحصل حاجة تانية .
ولجا للشقة فإرتمت غزل بجسدها على أقرب أريكة ... أتاهما صوت رأفة قائلة :
_ غزل جت يا ليال .
ردت عليها مسرعة :
_ أيوة يا تيتة ... هترتاح من السلم و تجيلك .
أسندت غزل رأسها على الأريكة و قالت بتعب :
_ محتاجة شاور سخن أريح بيه أعصابى و بعد كده عاوزة أكل خروف جعانة جدا .
إبتسمت ليال برقة و قالت و هى تحدجها بإشفاق :
_ فعلا قومى خدى شاور و أنا محضرالك أكل كتير جدا ... ملوخية ... و فراخ مشوية ... و طاجن لسان عصفور ... و مكرونة بشاميل .
إبتلعت ريقها الذى إنطلق مع وصف ليال و تحسست معدتها قائلة بجوع :
_ أنا بقول أكل الأول و بعد كده أبقى آخد شاور .... حضرى الأكل يا لولو على ما أصلى .

فى المساء جلست غزل و معها ليال بالشرفة الواسعة و تحيطهم بعض النباتات العطرية و التى أضافت لجلستهم عطرا مريح للأعصاب .... إرتشفت غزل من قهوتها .... بينما تنفست ليال مطولا و زفرته على مهل قائلة بإبتسامتها الهادئة :
_ الجو النهاردة حلو جدا .
إحتضنت غزل كوبها بين راحتيها و غمزت لليال بعينها قائلة بعبث :
_ قوليلى يا لولو مين رامى اللى إنتى خوفتى بيه بؤجة ده .
ضحكت ليال بخجل و رفعت كفها أمام وجهها متطلعة بخاتم خطبتها الذهبى بشوق و قالت برقة :
_ خطيبى .
رفعت غزل حاجبيها بتعجب و قالت :
_ مبروك ........ بتحبيه بقا .
تنهدت ليال تنهيدة حارة وأجابتها بإقتضاب :
_ لأ .
ضيقت غزل عيناها و وضعت كوبها على الطاولة و إلتفتت إليها قائلة بدهشة :
_ نعم !!! مش بتحبيه ........ أمال مخطوبين إزاى .
هدأتها ليال قائلة بسرعة :
_ إهدى يا ماما ..... أنا بحبه طبعا بس كلمة بحبه دى قليلة قوى على اللى حساه ... إنتى عارفة يا غزل أنا فتحت عنيا على الدنيا ما شوفتش غيره .
إرتاحت ملامح غزل و حملت كوبها مجددا ترتشف منه بينما أردفت ليال قائلة ببساطة :
_ هتصدقى لو قولتلك إنه خطبنى و أنا عندى 14 سنة .
بصقت غزل القهوة من فمها بعدما توقفت بحلقها و أخذت تسعل بقوة فاقدة القدرة على التنفس ... وقفت ليال مسرعة و ضربتها بضهرها بالقوة حتى إستطاعت أخذ نفسها بصعوبة ... بعدما إنتهت و إنتظمت أنفاسها حدجتها بدهشة و قالت بصوت عالى :
_ نعم !!!! are you crazy .... إنتى مجنونة يا بنتى 14 سنة !!!
جلست ليال مجددا بجوارها وقالت بإبتسامة حالمة :
_ مش هتفهمينى لأنك مش عارفة أنا و رامى عاملين إزاى ... و بنحب بعض إزاى .
أشاحت لها بيدها و قالت بضجر :
_ بناقص مش عاوزة أعرف .... طب و أختك إتجوزت إزاى ؟!
عدلت ليال من حجابها بقلق و قالت بتلعثم :
_ ب .. بلاش تعرفى أحسن .
وضعت غزل كوبها على الطاولة و وقفت و كتفت ذراعيها و إستندت على سور الشرفة تطالع الطريق من أسفلهم و قالت بضيق :
_ إصدمينى ......... واضح كده إنه إحنا التلاتة مالناش حظ .
وقفت ليال و تقدمت نحوها و وقفت بجوارها و قالت بأسى :
_ ميناس بقا حكايتها حكاية ... بعد مرض ماما و بعد بابا ما هرب و سابنا لواحدنا الحاج صبرى إهتم بينا و إتكفل بمصاريف علاج ماما و مصاريفنا ... و ده خلى ميناس تتعلق بيه هو طنط زينب مراته و ده اللى إحنا كنا فاكرينه .
إلتفت غزل برأسها ناحيتها تتابع سردها بشغف ... بنما تابعت ليال قائلة :
_ بعد موت ماما بقت تزورهم أكتر قولنا يمكن طنط زينب علشان حنينة عليها فا هى بتحب تقعد معاها ... لغاية حادثة حمزة ما حصلت لقيناها مهتمية بيه جدا و بتعمله كل اللى بيحتاجه .... و فجأة عمى صبرى طلبها لحمزة و قولنا كلنا إنها هترفض بس صدمتنا و وافقت .
سألتها غزل بفضول :
_ و كنتم متوقعين رفضها ليه ؟!
تنهدت ليال بأسى و قالت بحزن :
_ لأن حمزة مشلول و قاعد على كرسى بعجل .
شهقت غزل بقوة و إتسعت عيناها بذعر كادا أن يخرجا من محجريهما و صاحت بها قائلة بغضب :
_ مشلول .... ده... دى أكيد لسه آنسة صح .
أومأت ليال برأسها و أجابتها قائلة بألم :
_ أيوة آنسة .
ضربت غزل بقبضتها سور الشرفة و قالت بغضب :
_ و إزاى الحاج صبرى ده يعمل فيها كده هو علشان مافيش حد معاكم يظلم ميناس بالشكل ده .
ربتت ليال على كفها برقة و قالت بهدوء :
_ ما تظلميش عمى صبرى يا غزل ... إنتى مش عارفة هو عمل و بيعمل إيه علشانا .... ميناس هى اللى عملت كده و حسست حمزة إنه رغم إصابته إنه أحسن واحد فى الدنيا ... و هو عوض النقص اللى فيه بنظراتها و كلامها ... فا حب يثبت رجولته و إنه لسه مرغوب فيه و طلب يتجوزها و عمى صبرى و طنط زينب رفضوا و كلنا رفضنا .
توقفت قليلا لإلتقاط أنفاسها و تهدئة دقات قلبها و تابعت قائلة بألم :
_ بس ميناس وافقت و ضغطت علينا و قعدت بالأيام ماتاكلش ... لغاية ما تيتة خافت عليها و وافقت يتجوزها ... ما حدش كان يعرف إنها راحت لعذابها برجليها .
قطبت غزل جبينها بتوجس و سألتها بقلق :
_ قصدك إيه بإنها راحت لعذابها برجليها ؟!
إحتقن وجه ليال وقد خانتها دموعها و سقطت على وجنتيها و قالت بصوت مختنق :
_ لأن الأستاذ حمزة كل يوم يصبحها بعلقة و يمسيها بعلقة .
مررت غزل كفها على وجهها فاقدة صبرها و هتفت بعبوس :
_ و إنتوا ساكتين إزاى ... مستنين لما فى مرة يتهور و يموتها .... أنا حاسة إن مخى هينفجر .. اللى إنتى قولتيه ده حقيقى .
كتفت ليال ذراعيها أمام صدرها و قالت بمرارة :
_ قولتلك بتحبه يا غزل و حاولنا أكتر من مرة نطلقها منه بس هى رفضت و متمسكة بيه جدا .... دى حتى سابت الكلية بتاعتها علشان تفضل جنبه زى ما هو أمرها طبعا .
ضغطت غزل شفتيها و قالت من بين أسنانها من شدة حنقها :
_ حب إيه و زفت إيه ... دى مجنونة .
أجابتها ليال من بين دموعها بشرود :
_ ربنا يهديها للطريق الصح .
كففت غزل دموعها الهادئةو قالت بإبتسامة باهتة لتغير الموضوع :
_ و إنتى بقا فى كلية إيه و سنة كام .
تنحنحت ليال بقلق من ردة فعل غزل و قالت بخوف :
_ أنا آخر سنة كلية تجارة و الحمد لله بنجح بتقدير جيد جدا كل سنة ... بس ..... مش بروح الجامعة و بذاكر فى البيت .
لوت غزل ثغرها و سألتها بريبة :
_ و الله خايفة أسألك ليه .
مسحت ليال أنفها الذى تورم من بكائها بكم عبائتها و قالت بإرتباك :
_ أصل .... رامى مانعنى أنزل الشارع و أيام الإمتحان هو بيودينى و بيجبنى ... و طلبات البيت هو اللى بيجيبها .... و كل حاجة ليها علاقة بيا هو المسئول عنها .
رفعت غزل كفيها و لوحت بهما بفقدان صبر و قالت بضيق :
_ لا كده كتير أنا أدخل أقعد مع تيتة أحسن ما أرميكى من البلكونة و أخلص منك و أريحك و أرتاح .
ضحكت ليال عليها و فجأة تصلبت ملامحها و قالت بتنهيدة طويلة :
_ رامى .
و إلتفتت مسرعة تطالع الطريق .... و قفت غزل بجوارها تطالع ما بدل حالها فرأتها تتطلع ناحية سيارة چيب عالية ... ترجل منها شابا طويل يرتدى چاكيت بدلة إسود و تي شيرت أبيض و بنطال چينزى ضيق و يبدو عليه الهيبة و الجلالة رغم وسامته الهادئة ... زمت غزل شفتيها و قالت بسخرية :
_ هو ده بقى روميو .
أومأت ليال برأسها و قالت بلهفة :
_ أيوة .
ضيقت غزل عينيها و هى تتابع لهفتها و تنهيداتها المشتعلة ... و عندما إكتفت قالت بضيق :
_ لأ أنا ماليش فى السهوكة دى ...... أنا هروح أقعد مع تيتة أحسن .
و تركتها و دلفت للداخل ... أغلق رامى سيارته و رفع عينيه صوب شرفة حبيبته فتكحلت عينيه برؤيتها تبتسم إليه بهدوء .... بادلها إبتسامتها و دلف لبنايتهم المقابلة لبناية رأفة ...إلتفت ليال و إستندت بظهرها على سور الشرفة و رفعت كفها ناحية قلبها المنتفض بقوة ... ثم رفعته تتحسس حرارتها العالية و سخونة و جنتيها من مجرد رؤيته .....
حملت الأكواب و دلفت للشقة ..... بينما تمددت غزل بجوار رأفة فى فراشها و قالت بكسل :
_ أنا هنام فى حضنك النهاردة يا تيتة .
إجتذبتها الجدة لحضنها و قالت و هى تحدجها بحنان :
_ رغم إنك شبهى و أنا فى سنك ... بس شايفة فيكى حور بنتى .... تعرفى يا غزل لما وصلنى خبر موتها وقعت من طولى و من ساعتها و أنا راقدة فى السرير بقالى خمس سنين .... الله يرحمها .
إبتلعت غزل تلك الغصة المؤلمة و التى تصيبها كلما تذكرت والدتها و تذكرت ما حدث معها و لكنها قالت بأسى :
_ كانت هتموت و ترجع مصر مافرحتش ثانية واحدة هناك .... و كانت بتشتغل و تصرف على نفسها و رفضت تاكل من فلوس بابا الحرام ... وقتها ما كنتش فاهمة هى بتعمل كده ليه ... بس باعدين فهمت .
توقفت عند هذا الحد و لم تكمل ما حدث مع والدتها و حادثة موتها و هذا ما حولها و جعلها تكره الرجال جميعا و أولهم والدها ...... حاولت تغيير الموضوع فبحثت حولها قائلة بمداعبة :
_ هى ليال راحت فين إختفت يعنى .
إمتعض وجه رأفه و زمت شفتيها بضيق و قالت بحدة :
_ أكيد رامى جه و بتكلمه .
إنتبهت غزل لتبدل ملامح جدتها فسألتها بقلق :
_ مالك يا تيتة .... إتغيرتى لما جت سيرة اللى إسمه رامى ده .
أجابتها بصوت قاتم و قالت بأسى :
_ أنا عارفة إنه بيحبها و بيحبها قوى ..... بس تحكمه فيها و سيطرته عليها مخوفنى لتبقى زى أختها حياتها كلها ضرب و إهانة ... و هى هبلة ماشية وراه لو قالها إرمى نفسك فى النار مش هتتأخر .
رفعت غزل عينيها ناحية رأفة و قالت بحزم :
_ ما تقلقيش يا تيتة موضوع ميناس أنا اللى هحله إن شاء الله ... لازم اللى إسمه حمزة ده يعرف إن ليها ضهر .... أما بقا الهيمانة هانم ليال فأنا وراها لغاية ما يبقى ليها شخصيتها و تبقى قوية .... و لو اللى إسمه رامى ده فكر يزعلها هيلاقينى قدامه .
إحتضنتها الجدة بشدة و قالت بحنو :
_ رجعتى فى وقتك يا حبيبتى .... لو جرالى حاجة يا غزل ليال و ميناس فى رقبتك يا بنتى دول غلابة قوى .
دفنت رأسها بصدر جدتها الرحب و قالت بعزم :
_ ما تقلقيش يا تيتة عليهم و ربنا يديكى الصحة و يخليكى لينا .
ملست الجدة على شعراتها السوداء الناعمة و قالت بضيق :
_ قوليلى يا بنتى الواد إبن عمك ده زرق دراعك كده إزاى .
دلفت ليال الغرفة و على ثغرها إبتسامة بلهاء و وجنتيها متوردتين بشدة .... تطلعا الإثنان ببعضهما و دخلا فى نوبة ضحك على هيأتها الملتاعة ... تطلعت ليال نحوهم و قالت بغضب :
_ بتضحكوا على إيه ؟!
أشاحت غزل بيدها و قالت بسخط :
_ سيبك منها يا تيتة الهيمانة هانم دى .... المهم إسلام جرى و رايا و حاول يرجعنى معاه بالقوة ... فحاولت أبعد عنه و صرخت فيه .... فا جه شاب كده طول بعرض و أسمرانى و كيوت و قام ماسك إيده و شدنى و وقفنى وراه و قعد يخوف إسلام و يزعقله ... خلاه واقف قدامه زى الكتكوت المبلول .
ضربت ليال كفيها ببعضهما و قالت بتعجب :
_ عشرين سنة فى أمريكا و اللى يسمعك يقول ما فارقتيش مصر ثانية .
أجابتها غزل مسرعة :
_ لأنى كنت وقت فراغى قاعدة قدام النايل سات و بشوف كل البرامج و بعرف مصر ماشية إزاى خصوصا بعد الثورة .... ده غير إنى كنت بتفرج على الأفلام على النت و بسمع أجدد الأغانى حتى المهرجانات .... و إحنا فى البيت كنا بتكلم بالمصرى .
إبتعدت غزل عن صدر جدتها و إعتدلت فى نومتها و قالت بتثائب :
_ يالا على أوضتك يا ليال هانم ... و إطفى النور هقوم بدرى أدور على شغل .
فسألتها ليال بفضول :
_ صحيح إنتى بتشتغلى إيه ؟!
أجابتها غزل و هى مغمضة عينيها :
_ دكتورة باطنة قسم جراحة و مش عاوزة أى سؤال تانى بكرة نبقى نكمل .... يالا برة .
إبتسمت ليال و إتجهت ناحية جدتها قبلتها بوجنتها و إلتفت حول الفراش و مالت ناحية غزل و قبلتها بوجنتها و قالت برقتها الناعمة :
_ تصبحوا على خير .
و أغلقت الإضاءة و خرجت .... إبتسمت غزل و رفعت كفها ولامست مكان قبلة ليال الحنونة و قالت بداخلها :
_ أوعدك يا ليال هحميكى إنتى و ميناس من أى حد و من نفسكم و لو لزم الأمر .
و تركت النوم يتسللها ببطء و يغزوها حتى راحت فى سبات عميق ..... جدا ......


فى الصباح وقفت غزل بين يدى الله و أدت صلاة الضحى و أطالت سجودها و هى تدعوا الله أن يوفقها فى العثور على عمل مناسب .... أنهت صلاتها و بدلت ملابسها و خرجت من غرفتها .... جلست مع ليال بغرفة جدتها تتناول فطورها ... هزت ليال رأسها و هى تطالع ملابس غزل و قالت لها بمداعبة :
_ طريقة لبسك دى يا غزل ماتنفعش هنا .... إحنا فى حارة مش فى المعادى .... أنا مش مصدقة أصلا إنك خرجتى إمبارح من الحارة .
وقفت غزل و هى تمضغ أخر قطعة خبز بفمها و قالت ببساطة :
_ عادى يعنى يا لولو و باعدين أنا معايا بودى جارد و إسمه أحمد .
قطبت رأفة حاجبيها و سألتها بتعجب :
_ مين أحمد ده يا غزل .
حملت غزل حقيبتها و قالت بإبتسامة متسعة :
_ ولد صغير عنده تقريبا 8 سنين بس إيه عسل .... إدعيلى يا تيتة ربنا يوفقنى و ألاقى شغل .
مصمصت رأفة شفتيها و قالت بزهو :
_ و هما هيلاقوا دكتورة و أمريكانية و زى القمر و حفيدتى فين ..... إن شاء الله يا حبيبتى ربنا هيجبر بخاطرك و هتلاقى شغل .
أرسلت إليها غزل قبلة بالهواء و إلتفت ناحية ليال و قالت لها بقوة :
_ أنا هجيب الطلبات اللى كنتى كتباها و لو عوزتى أى حاجة كلمينى ... تمام .
أومأت ليال برأسها موافقة ... فإتجهت غزل ناحية باب الغرفة للخروج ولكنها توقفت و إستدارت ناحيتهم و قالت متذكرة :
_ صحيح كلمى ميناس و قوليلها إننا هنروح نزورها النهاردة .
إبتسمت إليها ليال إبتسامتها الهادئة و قالت :
_ حاضر يا حبيبتى ... توكلى على الله و هو هيوفقك .
لوحت لهم غزل و خرجت ... هبطت الدرج بحماس و على ثغرها إبتسامة مشرقة ... خرجت إلى الطريق بحثت بعينيها عن أحمد فلم تجده ... فهزت كتفيها بتسليم و مضت فى طريقها ...
خرج فارس و رامى من بنايتهم .. لوح فارس لرامى بيده و قال بجدية :
_ سلام يا صاحبى .
و توجه لسيارته و فجأة وصل لأنفه عطر مميز سحره بالأمس فأغمض عينيه مستمتعا بتلك النسائم الناعمة ... إنتبه رامى لحالته فإقترب منه و سأله بقلق :
_ مالك يا عوو .... إنت كويس .
أجابه فارس مسرعا :
_ إنت شامم البرفان ده .
شم رامى الهواء من حوله و هز رأسه قائلا بنفى :
_ لأ مش شامم حاجة ... برفان إيه اللى بتتكلم عنه .
هز فارس رأسه نافضا تلك الهلاوس المسيطرة عليه و أجابه بتلقائية :
_ أنا شامم برفان البنت اللى حكيت لك عنها إمبارح .
غمز له رامى بعينه و قال ساخرا :
_ الله ... هى علقتك و لا إيه يا مريسة .
سحب فارس نظارته الشمسية من فتحة قميصه و قال بضيق و هو يبتعد عنه :
_ صحيح إنت إمتياز فى الإستفزاز و أنا مش عاوز أحط عليك عالصبح ... سلام .
تابعه رامى بعينيه و هو يبتسم بمشاغبة و قال بمكر :
_ عليا النعمة علقتك .
ثم رفع عينيه ناحية شرفة ليال عله يبدأ يومه برؤيتها فلم يجدها ... تنهد بشوق و إتجه لسيارته إستقلها و إنطلق بهدوء .


إنتظرونى فى الفصل السابع


قراءة ممتعة



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-09-19 الساعة 12:38 AM
ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس