عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-19, 10:08 PM   #11

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السابع.....

دخلت عاليا النادي بثقه .. ترتدي بنطالها الجينز و بلوزتها الرياضيه البيضاء .. ترفع شعرها اعلي رأسها في رابطه واحده .. كانت تدور بعينيها في كل مكان تبحث عن شيء معين .. تحججت بشجن حتي تأتي إلي هنا ..
لا تعلم لما تريد ان تراه فهو يشغلها و يضايقها في نفس الوقت .. لكنه يستفز بها مشاعر متناقضه في كل شيء ..
لمحته هناك يتبادل الحديث مع إحدي الفاتنات .. فهي علمت عنه الكثير .. ارتدت نظارتها و تحركت ..

حين لمحها قادمه .. تسمر ينظر اليها كأنه ممغنط .. مسحور .. استأذن و تحرك تجاهها ..وظهر امامها فجأه يقول مبتسم و قد إلتقط ورده من بستان النادي ..
" صباح الخير يا فاتنه .. " تصنعت التزمر و الضيق و قالت " انا انتظرتك أمس ان تخرج لي من صنبور المياه .. فلم تخرج " ابتسم ابتسامه صفراء واضحه من مزحتها وقال " احببت ألا اثقل عليك " تحركت تتركه ولكنها تعثرت أمامها فحاول إسنادها معلقا بسخريه
" ها قد بدأنا .. قلت لك مرارا انت بالكاد تتحسسين طريقك .. أتعبتني معك يا صغيره " نظرت له عابسه ضامه حاجبيها " اتركني .. انا بخير و عد إلي رفقيتك .. " تسمر مكانه لثواني و إبتسامته التي تظهر يحاول اخفاؤها و يتصنع ضيقه.. تعالي معي الآن اجلسي علي هذه الطاوله .. كيف يتركك أبويك وحدك هكذا .. "
ضحكت في سرها و لكنه رآها وهي تبتسم فوقف لدقيقه ثم قال " أووووه .. لم اكن اعرف انكي تعرفين كيف تبتسمي .. كنت سأحاول تعليمك اياه .. و لكن تبدين أجمل بكثير حين تبتسمين" ازدادت ابتسامتها عمق و اطرقت في خجل لم تستطع منعه ..
ابتسم و مد يده لها بالورده الممسك بها وقال " فنعتبرها ابتسامه لبدايه جديده .. صباح الخير " إلتقطت منه الورده بخجل و قالت تحرك كتفها " صباح النور .. " مد ذراعه لها لتسبقه الي مكان الطاوله ثم حرك الكرسي ليجلسها .. جلس امامها ينظر لها دقيقه .. ثم قال مبتسم ابتسامته الساحره كعادته ..
" لقد تعارفنا من قبل .. ولكن فالنبدأ من جديد .. انا عنان العشري .. من المفترض اني اعمل مع والدي في شركته ولكني اكره الرسميات.. أحب الحياه و أعشق الخيل .. و معظم وقتي اقضيه هنا مع فرسي " قاطعته و هي تقول " وفاتناتك " تسمر لثواني .. فتوترت من تسرعها .. رجع بظهره يستند الي كرسيه و يخلع عنه نظارته ثم قال وهو يبتسم نصف ابتسامه بها بعض من الغرور .. " يبدو انني لست الوحيد الذي يجمع عنك معلومات " ازداد توترها و قالت بغضب " ما هذا الذي تقول .. من تكون حتي اجمع عنك المعلومات ؟!" رفع يديه لتهدأ ثم قال
" اهدئي قليلا .. لقد بدأنا صفحه جديده للتو.. لا نريد تعكيرها مره اخري " هدأ توترها بعض الشيء .. ثم اضاف و هو يعود لابتسامته و لمعان عينيه .. " هلا خلعتي نظارتك رجاءا .. " قالت له متزمره " مابالك بنظارتي .. لما تضايقك هكذا " قال وهو يقترب بوجهه منها " لانها تحجب عني جمال قارورات العسل في عينيك " ابتسمت بخجل مره اخري مما جعله ينتفض من مكانه قائلا بنبره اعلي " الله اكبر .. لقد ابتسمت مرتين في عشر دقائق .. والله لقد اشرقت لي الدنيا اليوم .." ثم تحرك ناحيتها يمسك بظهر كرسيها و يقول بغموض عينيه " هلا قمت معي .. اريد ان اعرفك علي شخص مهم لي جدا " ظلت ساهمه امامه فاغره فمها فلم ترد .. ثم قال مره اخري " عاليا .. هيا بنا" هزت رأسها لتستفيق ثم قامت معه و اتجها معا لإسطبلات الخيل...


دخلت عاليا معه .. تنظر بقلق حولها .. و تنظر له بطارف خفي .. ييدو كأمير بوسامته و مشيته .. قال لها بثقه حين وصلا إلي الفرس " اعرفك علي صديقي الوحيد .. جواد " ابتسمت بتوتر فهي تخاف من الحيوانات جدا .. فأضاف وهو يتلمس وجه و رقبه جواده..
" لا تخافي .. ان جواد مثل فارسه يعشق الفاتنات " حينها مد يده لها وقال اعطيني يدك .. " نظرت إلي يده متوجسه مما سيفعله .. فهزت رأسها رافضه و لكنه ظل مادا يده لها قائلا ببعض نظرات الدعم و الثقه " اعطني يدك .. و ثقي بي " ..
مدت يدها له بخوف و عندها اخذ كفها الصغير بين اصابعه.. فسرت الرجفه في اوصالها ..
لا تعلم ان كانت رجفه خوف أم رجفه ملمس أصابعه ليديها ..
شدها ناحيه جواد ووضع كفها علي وجهه و شعره .. كانت تنتفض من الخوف .. نظر لها من هذا القرب و قال " اهدئي قليلا .. لا تخافي .. انتي معي " اقتربت ترتعش ولكنه ألتقط كفها كله بين يده وهي علي وجه جواده .. بدأ خوفها يهدا شيئا فشيء من ملمس جواد الناعم و لكن رجفتها من ملمسه هو تزداد .. التفتت تنظر له بخجل و مازالت ايديهم علي الفرس فرفع نظارتها بيده الاخري اعلي رأسها وقال بهمس مبحوح
" هكذا اجمل " ....


لم تكن تعلم حينها انه يوجد عينان بغابات زيتونيه تحترق وهي تراقب هذا المشهد أمامها ..
كان يحترق بمعني الكلمه .. لأول مره يشعر بهذه النار المستعره .. لأول مره يشعر أنه لن يستطيع ان يتحمل فكره ان تكون هي لغيره .. لن يتحمل كما قال عمه ..
ولكن هي .. هذه النظرات بينهم بها شيء غريب .. هل فعلا وجدته .. هل ضاعت منه عاليا .. لم يستطع الصمود اكثر من ذلك فأنطلق خارجا بدخان قلبه و عينيه لا يري أمامه .. حتي انه اصطدم ب احدهم .. وحين هم ليعتذر وجدها شجن تنظر له بإستغراب شديد و قالت " استاذ حمزه .. هل انت بخير " رد بحالته الغريبه وكأنه سقط فجأه علي هذا المكان لا يدرك كينونته ولا هويته يحرك عينيه في كل مكان " ااا .. ااهلا شجن .. " ثم اضاف " ااانا .. بخير .. شكرا لكي " تركها و انطلق ... انطلق بغضبه و لم ينظر خلفه .......

................ ...............

اتصلت شجن بعاليا .. حيث تنتظرها علي طاوله قريبه .. بعد دقيقتين وجدتها قادمه ومعها عنان .. تسمرت مكانها متفاجئه متسعه العينين .. تقدمت عاليا اليها تحتضنها ثم عرفتها علي عنان الذي بدوره لم يفقد ابتسامته الجذابه امامها ..
مازالت شجن علي نفس النظره البلهاء .. تريد ان تفهم ما يحدث .. فقال عنان ممازحا " آنسه شجن .. هل بي شيء خاطيء .. هل ابدو فضائي لهذه الدرجه .. "
انتبهت شجن لحالتها .. فهزت رأسها و رمشت بعينيها بحركات سريعه ثم قالت " لا .. ابدا .. اهلا سيد عنان .. انت غني عن التعريف طبعا "
رد بتهذيب "شكرا لك .. عذرا .. سأترككم لبعض الوقت فلدي موعد هام "
وألتفت ل عاليا التي مازالت تنظر له هائمه وقال هامسا لها " سنتقابل مره اخري .. بيننا تعارف لم ينتهي بعد " أومأت بخجل .. فلوح لهم و انطلق

ظلت عاليا بهذه الحاله تنظر له وهو يبتعد .. حتي نادت عليها شجن .. فلم تسمعها .. فنادت شجن مره اخري بنبره اعلي " عاالياا.. "انتفضت عاليا وقالت مفزوعه
"نعم .. نعم "وضعت شجن كفها تحت ذقنها منتظره تفسير لما يحدث فقالت لها بتزمر " هلا جلستي وفسرتي لي ما هذا المشهد الرومانسي "
جلست عاليا هائمه تغمض عينيها وقالت بطريقه حالمه " هل رأيته ..هل رأيتي كم يبدو كأمير ..انه وسيم جدا و شديد الرقه ... و..... " صرخت بها صديقتها بحده " عاليا .. ما هذا .. هل دون عن كل الشباب لم تجدي الا عنان العشري .. وانا نبهتك من قبل عنه "
افاقت عاليا من غيبوبتها الرومانسيه وتنحنحت وقالت "لا يوجد شيء يا شجن .. انا فقط اعبر عن رأيي به .. لا تجعلي افكارك تأخذك لبعيد "
أطرقت شجن وقالت لها بجديه " عاليا اتخذي حذرك منه .. عنان ليس هينا علي الاطلاق .. لا تنساقي وراءه فهو رقيق مع الفتيات بشكل لا يوصف .. " سكتت شجن عندما رأت توتر و ضيق صديقتها .. فقالت عاليا "لا تخافي علي صديقتك .. يا شجن ..اطمئني "
تغيرت تعابير عاليا فجأه .. و بدت متحمسه فقالت " المهم .. اخبريني ما حدث أمس.. وبالتفصيل" اخفضت شجن رأسها و حركت اصابعها بتوتر .. فقالت لها عاليا ممازحه لتهدأ " لما هذا التوتر اهدئي ..لن اعاقبك علي خداعك لي .. ها .. ولكن احكي لي الان "
قالت شجن بحزن .. فهي فعلا تحتاج الي ان تحكي... ان تخرج ما في قلبها
" عاليا .. انا اخاف ان اضعف مره اخري .. انتي لا تعرفين ما عشته سابقا .. لا تعرفين كم... احبه .. وكم عذبني هذا الحب .:" قالت عاليا "ولما الخوف يا غبيه.. ألا ترين بعينيك .. ام تحتاحين نظاره طبيه .. ان نظراته كلها تبحث عنك .. نظراته بها شوق كبير اليكي .. يحوم حولك ..لقد كاد ان يأكلك بعينيه يا فتاه .. "
اطرقت شجن .. تنظر متوتره لاصابعها علي الطاوله .. قالت " يا عاليا .. انتي لا تعرفينه مثلي .. مالك يحتاجني دائما بجانبه .. ولكنه لا يراني الا في مكانه واحده .. احيانا اشعر بأنني أمه ولست صديقته و اكون سعيده جدا بهذا .. لكنه لا يراني بعين عاشق .. هل تفهمين ما اقوله " سكتت شجن لثواني ثم اضافت
" ثم إنه لن يستغني عن حلمه ... لن يترك اي شيء يعطله ..... سيعود يا عاليا .. سيعود بعد اسبوعين ..."
بدت عاليا حزينه من اجل صديقه عمرها .. لا تعرف هل ما تقوله شجن صحيح ام انها تبالغ.. ولكنها رأت تغييره و اهتمامه بها .. ثم قالت " شجن أعطيه فرصه اخري يجب ان يعرف أنك لست ملكا لغيره .. "
نظرت شجن مره اخري الي يديها التي تحركها بتوتر علي الطاوله و قالت " كنت سأفعل .. لقد قابلته اليوم .. وتحمست لأقول له .. ولكني تراجعت حين علمت أنه سيرحل مره اخري .. سيتركني .. يتسلل إليي مره اخري ثم يتركني .. لن أستطيع يا عاليا .. " واخذت تبكي بلوعه قلبها الذي يحتاجه و عقلها الذي يخاف قربه
نظرت إليها عاليا بقلب حزين .. ثم قالت بتأثر " لم اكن اتخيل انكي تحملين كل هذا بقلبك .. انتي عاشقه للنخاع يا بنت ... وانا من تخيلت نفسي رومانسيه .. " ثم اقتربت منها وقالت " لا تحزني يا صديقتي .. ولا تحملي قلبك فوق طاقته .. و انا اري ان مالك قد تغير كثيرا و لكنكما تحتاجان لبعض الوقت لتستوعبا هذه المشاعر .. " ثم اضافت وهي تنظر في عين صديقتها " شجن .. يجب ان يعرف الحقيقه يا شجن ... يجب ان يأخذ فرصه جديده " .. اطرقت شجن تفكر في كلام صديقتها .. ثم نظرت لها مما جعل عاليا تومأ برأسها لتعطيها كامل الدعم
قالت عاليا مغيره الموضوع بطريقتها الطفوليه المرحه .. " ما رأيك في بعض المثلجاات .. " نظرت لها شجن مبتسمه من طفوليتها المحببه و هزت رأسها بالموافقه ....


.............. ................


علي شاطيء البحر ينظر لعينيها بوله و دقات قلبه تزداد .. اقترب منها بوجهه انفاسه تختلط بأنفاسها ينظر لوجهها .. لعينيها ..لشفتيها .. يقترب بيده من يدها التي تسندها علي رمال البحر .. مازال القلب ينبض .. يكاد يقفز من مكانه ..عينيها بكل اتساعهما بهما عشق و حنان الدنيا .. و بهما شقاوه المحبين .. عينان بهما الدار و السكينه .. والراحه بعد التعب .. اقترب ليلمسها بشفتيه يشتم رحيقها الذي اشتاقه و لكنهت ابتعدت .. قامت وتحركت ناحيه البحر و هي مازالت تبتسم تمد له يدها .. قام وراءها و هي تتحرك بظهرها للبحر .. تتحرك تتحرك حتي تلاشت ابتلعتها الامواج .. اخذ ينادي بعلو صوته ... شجن ... شجن ..... شجن ......

كان ينتفض .. يتصبب عرقا و نبضه يعلو .. انفاسه تتسارع .. "شجن" قالها هامسا.. فتح عينيه علي اتساعهما ثم سكت يتأمل حوله انه كان حلم .. حلم جميل و لكن لما تحول الي كابوس ..
إعتدل في جلسته ينظم انفاسه اللاهثه ..حينها شعر بباب غرفته يفتح .. و كائن قصير القامه يدخل عليه يتلصص " قال بصوت مبحوح من أثر توتره " تعالي .. رأيتك يا فأره " دخلت غاضبه تزم شفتيها و ترفع حاجبا واحد ..تضع يدها علي خصرها..
" انا لست فأره من فضلك .. لابد ان تعرف اني اصبحت فتاه في الثانيه عشر من عمرها .. يجب ان تتعامل معي بما يليق.." كان ينظر اليها فاغر الفم غير مستوعب ان هذه التي تتكلم هي اخته الصغيره .. لملم تعبيره الغريب و اشار لها لتأتيه وهو يبتسم ابتسامه صفراء ..عندما اقتربت منه قالت بتزمر " نعم .. ماذا تريد " فمسكها من ياقه منامتها كالصوص وقال بغضب
" ماذا تريدين الآن يا ليدي ريم .. ماذا تريدين مني انا مازلت تحت تأثير منام غريب " قالت بتهكم بصوتها الطفولي " اعرف .. فصوتك وصلنا بالخارج .. لقد كنت تنازع في نومك .. ازعجت الجيران وارسلو لنا يشتكون "
نظر لها في حيره و جذبها من ذراعها حتي جلست بجانبه وقال ممازحا "متي كبرتي لهذه الدرجه يا أم الخير.. اعتقد انكي اصبحتي متزوجه ولديكي ثلاثه اطفال " ضحكت من سخريته و قالت تتلائم " قل لي يا اخي .. بمن كنت تحلم ..ها " ضربها علي مؤخره رأسها وقال " هذا ليس من شأنك" .. قامت من مكانها تتمايع و قالت " عموما .. لست مضطرا لشرح اي شيء .. فأنا اعرف..و ربما تحتاج لاستشارتي في يوم من الايام .. و...." قطعت كلامها حينما وجدته يشير اليها لتأتيه مره اخري .. و حينما ذهبت اليه مبتسمه معتقده انه سيحكي عن حلمه فاجأها انه قبض عليه مره اخري كالصوص ثم قال و هو يبتسم نفس الابتسامه الصفراء ..
" اخرجي من هنا يا أم الخير .. لن اضمن رده فعلي معك اذا انرتي غرفتي اكثر من هذا ... " جذبت ياقتها منه وقالت غاضبه " حسنا .. انت الخاسر " و اتجهت ناحيه الباب ثم قال لها بنبره اعلي " شكرا لخدماتك .. " ثم سألها "هل انتهي الغداء " قالت لتضايقه
" ليس لك طعام هنا ..." قطعت كلامها و ركضت من امامه حين القي عليها وسادته
قام ليأخذ حمامه .. وهو مازال يفكر في هذا الحلم او الكابوس لا يعلم .. و لكنه علي قدر ما اسعده علي قدر ما اخافه .. لا يعلم ماذا اصابه منذ عودته لقد بات مشتاق لها حد اللوعه .. لقد زاد احساسه بها اكثر من ذي قبل يريدها بكل كيانه .. بكل خليه في جسده .. لما ضعف هكذا .. هي ليست له .. وهو ملك لأحلامه .. وفي كل الحالات هو موضوع مغلق من جميع النواحي

في صباح اليوم التالي ..
وجد مالك نفسه يذهب الي هناك مره اخري نفس المكان .. ولكنه كان يريد ان يراها .. يريد ان يملاء روحه منها قبل ان يعود .. فهي دعمه و قوته و سكينته .. لم يكن يعلم انها تسكن روحه الا بعدما فقدها ... كانت دائما امامه فلم يكن يعي مكانتها الا بعد ان ضاعت منه ..
جلس في نفس المكان ينتظرها و لكنها لم تأتي مرت الساعات ولم تأتي ..
"لما .. لما لم تأتي .. هل تهرب مني .. هل اصبحت من الماضي .. صديق مع ايقاف التنفيذ .. " كان يهمسها لنفسه غاضبا .. غاضبا من ضعفه و من احتياجه الغريب لها .. و شوقه الذي يضنيه .. لقد كاد يجن .. لما لم تأتي اليوم لقد قالت له انها تأتي يوميا ..

في مكان اخر من شباكها .. تنظر الي الشمس .. تشعر من داخلها انه هناك .. في نفس المكان .. و لكنها تخافه .. وتخاف ضعفها تجاهه .. كانت تود ان تحكي له الحقيقه .. و لكنها ايضا تخاف ان يخذلها.. وان تعود معه لنقطه البدايه .. انها تفتقده بشده .. حتي انها تفتقد احتياجه لها .. التفتت حين سمعت تنييه بوصول رساله علي هاتفها .. التقطت هاتفها .. وحين فتحتها ووجدت اسمه انتفض قلبها من مكانه أسرعت لتفتحها فوجدتها اغنيه

ياللى بتغيب عليا لو تعرف ايه الى بيا
لو تبعد يوم ولا راحه ولا نوم بعدك بتشوفها عنيا

والليالى الحلوة من ايام ما راحو
قلبى عايش بين اهاتى وانشغالى
لو رضيت انك تسيب قلبى ف جراحه
قلبى يرضى وبرضه مستنيك يا غالى
برضه مستنيك يا غالى

وكأنها تطير في السماء اخذت تبتسم و قلبها ينبض .. لقد ارسل لها هذه الكلمات .. كانت تشعر به كعادتها .. يشتاقها و يحتاجها .. هو الآن هناك .. انتفضت حين سمعت رنين هاتفها
ففتحت المكالمه.. وصلها صوته .. كل نبره من صوته تغمرها .. صوته به بحه رجوليه تدغدغها و تشتاقها .. قال متقطعا
" مرحبا شجن .. كيف حالك .. هل انتي بخيير .. انا .. كنت " ثم اضاف بغضب " لما لم تأتي اليوم .. " ابتسمت في سرها .. فطفلها الكبير يبدو غاضبا تصنعت الجديه و قالت
" ماذا بك مالك .. هل انت بخير ؟!" رد و قد زاد من نبرته الغاضبه " لا تتلائمي يا شجن .. لما لم تأتي .. " قالت تلاوع " احسست انني مرهقه بعض الشيء .." بدأ يلف حول نفسه لا يعرف ما يقوله ثم قال بتردد
" ألم يصلكي شيء " ردت مبتسمه " بلي وصلني ..ولكن ما معني هذا " قال بغضبه الطفولي " معناه انكي غبيه .. يا غبيه " علت ضحكتها و قلبها يود لو يخرج من مكانه يحتضنه وهو في هذه الحاله الغاضبه ..
هدأت نبرته وقال بهدوء .. " ألن تأتي يا شجن .. اريدك ... ااا... في امر هام.. " قالت " يا مالك انا سأذهب للجامعه الان " قاطعها و قال " و ستتركي طفلك يحتاجك في قارعه الطريق .. ألا يوجد في قلبك رحمه يا عديمه الرحمه ... شجن نصف ساعه و تكونين أمامي ... ولا تتأخري " و اغلق الهاتف دون انتظار الرد ...
حينها قامت باعاده تشغيل الاغنيه مره اخري وارتمت علي سريرها شعرها يتناثر حولها ابتسامتها تمليء وجهها ...و فراشات قلبها تطير فوق رأسها و داخل قلبها..

يا حبيب العمر محتاجلك تعالى
قلبى بعدك يا حبيبى حالته حالة
وانت مهما بعدت عنى جوه منى
رجع الايام لا للبعد لا لا.....

............. ...........


طرقت عاليا باب شقه حمزه تريد ان تطمئن عليه.. لم يظهر منذ ان قابلته صباح أمس .. وقد اخبرتها شجن برؤيته بهذه الحاله في النادي .. حاولت الاتصال به ولكنه يرفض مكالمتها ..
فتح الباب .. وظهر حمزه بحاله مزريه .. كأنه لم ينم من دهور .. حين رأها ازداد لهيب عينيه كأنه تذكر ما رأها .. او كأنه رآه في التو ..
قالت له متخوفه " صباح الخير يا ابيه .. ماذا حدث ... اقلقتني عليك .. ما هذه الحاله التي اراك عليها .. " ادار ظهره لها و قال بحده لم يعتدها في تعاملهم .. " عاليا .. كفي ثرثره .. انا بخير اذهبي الي الشركه .. فأنا لن احضر اليوم و يجب ان تكوني موجوده " تفاجأت من طريقته العصبيه .. لأول مره يتعامل معها بهذا الجفاء .. حمزه شخصيه رزينه .. غامضه .. و لكنها حنونه خاصا فيما يتعلق بها .. ولكن هذه اول مره يتعامل معها بهذا الغضب
قالت متفاجئه متوتره " ابيه حمزه .. لما كل هذا الغضب .. لن اتركك بهذه الحاله "
صرخ بها بقوه " عالياااا.... اتركيني الآن رجاءا .. فالنتحدث في وقت اخر " تحركت ببطيء تنظر له .. هذا ليس حمزه ابدا .. وكأنه تبدل .. ماذا اصابه .. التفت للدرج و انطلقت لا تصدق ما رأت منه و ما سمعت ..
اغلق بابه يستند عليه بظهره .. ينظر لأعلي لا يعرف كيف يخمد هذا الغضب .. هذه النار بداخله .. نعم هو يحبها .. يعشقها .. ولم يكن يتخيل ابدا انه سيموت اذا كانت لغيره ..
لا .. عاليا له .. ولن تكون لغيره ....

.............. ..............


علي جلسته يتأمل الامواج التي اختطفتها منه .. في اجمل حلم .. حلم يتحول الي كابوس يجعله يرتجف كلما تذكره ..
اتصل بيه كريم في هذا الوقت .. رد عليه مالك ممازحا كعادته " لا تقل يا عريس .. انت لم تسطع العيش بدوني .. من الواضح انك فضحتنا " رد كريم مبتسم " لا تقل هذا يا وحش فانا ربيبك .. " قال مالك " اذن قل لي يا بطل .. كام نتيجه المباراه" رد كريم بغرور " لا تقلق .. النتيجه سترضيك يا وغد .."
رد مالك مبتهج " اووووه .... هذا ابني حبيبي ... رفعت رأسي يا ولد "
قال له كريم " اسمع يا مالك انتم مدعون في نهايه الاسبوع سنجتمع جميعا قبل سفرك .. و سوف اتصل بك مره اخري حتي لا تنسي كعادتك ..و نور ستبلغ صديقاتها " رد مالك بفرحه .. من الواضح انه يتحين اي فرصه ليكون معها " طبعا يا عريس .. لا تقلق لن انسي ابدا "
اغلق مالك الخط .. و نظر للبحر يفكر .." و بعد يا مالك .. ما اخر هذا الطريق .. انت تخطو بلا تفكير .. " ولكنه عاد يطمئن نفسه .. انه حلم وسينتهي .. و سيعود كل منهم لحياته السابقه.. ولن يتغير شيء ابدا ..


ظهرت شجن امامه .. وحينها ردت اليه روحه .. و كأنه لم يكن يفكر في اي شيء .. ينسي كل قيوده حين يري عينيها ..
قالت بابتسامتها الجميله " صباح الخير .. " تصنع الغضب و نظر للجهه الاخري ولم يرد .. قالت وهي توجه له ساعه يدها " نصف ساعه بالتمام .." استدار اليها وقال بحده
" شجن .. انت تتلائمين و انا اعرفك جيدا " .. قالت ببراءه وهي ترمش بعينيها " انت لم تقل لي انك ستنتظرني اليوم .. هل تريد ان تثير جنونك المعتاد يا مالك " .. و اضافت مبتسمه " ثم انني جئت راكضه حين طلبتني .. لا تكن جلفا كعادتك " رد عليه بغضبه الطفولي " غبيه كعادتك " جلست بجانبه .. واعطته بعض السكاكر وقالت " تفضل .. علنا ننول بعض الرضا .. " اخذها منها يكتم ضحكته ثم قالت " ها .. ماذا كنت تريد " زم شفتيه وقال " لا اريد منك شيئا " قالت بنبره اعلي " ماالك ... ماذا كنت تريد .. " التفت اليها ينظر لها بدون ان يبتسم يحرك عينيه علي وجهها ثم قال هامسا بنبرته الرجوليه " الا يحق لي ان اشتاق لكي .. ان اشبع عيني من رؤياكي " وبدأ يغوص في عينيها و اضاف " الا يحق لي ان ابحر داخل عينيك .. ان ارتوي من حنان قلبك ... ان... " قطع كلامه حين ادرك انه سيفقد اتزانه و ستخرج الامور عن سيطرته .. رجع بنظره الي البحر.. اما هي كانت تطير في سماء كلامه تغوص في جمال عينيه .. تود ان تحطم رأسه العنيده هذه .. ثم تحتضنها داخل قلبها
حين التفت للبحر .. قالت له " ماذا بك يا مالك .. انت بداخلك صراع لا تود ان تحكي لي عنه .. انت تصارع نفسك .. " اطرق مالك لا يعرف ماذا يقول.. شجن تعرفه اكثر من نفسه .. تقرأ دواخله من عينيه بدون ان يبوح بها .. تشعر به عن بعد .. قال لها
" مهما يحدث .. ومهما حققت .. اشعر انه ينقصني شيئا ما .. شيء يجعلني مضطرب الروح .. فاقد للامان ... " ردت شجن بحزم وقالت " مالك .. انظر لي " التفت ينظر لها فقالت
" هل تفتقده " اظلمت عيناه و احمر وجهه .. وقال بغضب " من .. افتقد " قالت شجن .. " والدك " .. صرخ بها يمسك باعلي ذراعها بعنف " شجن .. قلت لك مرارا .. لا تفتحي معي هذا الموضوع .. لا تفتحي فوه بركان لا تعرفين مدي دماره .." قالت بحده
" مالك .. يجب ان تتصالح مع نفسك اولا حتي تهدأ روحك .. حتي تجد امانك و ترضا بما قسمه الله لك .."
نظر لها و عينيه تشتد بغضبها وقال يكز علي اسنانه " انا لا اريد الا ان اكون نفسي.. ان ابني مستقبلي .. ولن يعطلني عنه شيء يا شجن .. هل تفهمي .. لن يعطلني عنه شيء ... حتي ..... انتي ....



انتهي الفصل السابع
اتمني ان ينول اعجابكم
قراءه سعيده 😍😍😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس