عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-19, 07:05 PM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



كان ذلك عايض ..
الذي توقف هو الآخر في المحطة .
حين اضطر للعودة باكرا من أجل عاطف , دون والديه وإخوته الذين سيلحقون بهم فيما بعد .
فعاطف مدرس , ومن المفترض أن يذهب إلى عمله منذ الأحد .. واليوم ثلاثاء .
كان بداخل المتجر , حين لفتت انتباهه سيارة حسناء التي أوقفتها ونزلت .
حدثته نفسه أن يستغل الفرصة , ويتحدث إليها لبضع ثوانِ على الأقل .
ليرى إن كان هناك بعض الأمل حقا , كما قالت نجد .
لم يستغرب ردة فعلها أبدا حين طرق على النافذة بخفة .
أسرته تلك العينان الواسعتان , حين اتسعت أكثر ونظرتا إليه بخوف .
ابتسم لها بهدوء , وأشار لها أن تنزل النافذة .
علم أنها مترددة جدا .
وخائفة أيضا .
ما جعله يغضب من هذا الشيء .
لمَ تخاف منه ..!
ظل يطرق على النافذة وهي تهز رأسها بالنفي , حتى قال بغضب / بسرعة هي كم كلمة أبي أقولها قبل لا تجي حسناء .
فتحتها أخيرا على مضض , بعد أن ازدردت ريقها .
وأخفضت رأسها بخجل .
رفعته مرة أخرى متفاجئة , حين سقط عليها كيسا صغيرا , به بعض الشوكولاتات على ما يبدوا .
تنهد عايض ليسأل / متى ناوية تنسين وتكملين حياتك ؟
أجابت بعد عدة ثوانٍ / قاعدة أكمل حياتي الحين , هذي أنا رجعت للمدرسة .
عايض بهدوء / وأنا يا يُمنى ؟ إلى متى المفروض أنتظر ؟
رفعت عيناها إليه بصدمة , وارتبكت وهي ترى ملامحه التي لطالما فتنتها , لتبتلع ريقها وتقول بنبرة مرتجفة / لا تنتظرني عايض , انت تستاهل انسانة احسن مني بميلون مرة , وأنا ما ودي أجرحك أكثر .
ابتسم عايض بسخرية / انتي تجرحين يا يُمنى ؟ صدقيني كل شيء يجي منك أنا راضي فيه , أنا ماني زعلان أبدا على اللي صار , أنا راضي , إيش تبين أكثر من كذا ؟
تجمعت الدموع بمحاجرها , وشعرت بقلبها ينقبض من الألم / سامحني يا عايض , بس صدق .. لو ما قدرت تنساني , حاول أكثر من اليوم , لأني لو فكرت فيك حتى مجرد تفكير أتمنى لو اني اموت ولا أحس بالاحساس الفظيع اللي يجيني وقتها .
غضب عايض / قايل لك أنا راضي , ليش مانتي راضية تفهمين ؟ إيش فيك انتي ؟
يُمنى بنبرة مبحوحة من البكاء / ما فيني شيء يا عايض بس أنا مو قادرة أسامح نفسي والله مو قادرة , عايض أرجوك .
النبرة التي نطقت بها ( أرجوك ) .. طعنته بشدة .
ما الذي تريده هذه المخلوقة بالضبط ؟
من أي شيء صنعت !
أغمض عيناه بقهر / مو قادرة تسامحين نفسك على إيش بالضبط ؟ انك خليتيني أطلقك غصبا عني ؟
أغمضت عيناها بقوة , وضغطت على كفها حتى ابيضت مفاصلها , حين خرجت نبرتها وكأنها على وشك الانهيار / على كل شيء يا عايض , على كل شيء .
عض عايض شفته بقلة حيلة , ليقول بنبرة قاسية / لو تبين ترتاحين صدق , سامحي نفسك على هالشيء بس , إنك خليتيني أطلقك .
نوى عايض أن يوبخها أكثر وينبهها , علها تستيقظ على الواقع وحتى الحقيقة من حولها , وتنسى الماضي .
إلا أن صوت عاطف العالي منعه / عايض إيش عندك يلا مشينا .
نظر إليها نظرة أخيرة , عميقة .. مليئة بالشوق والغضب والعتاب .
هي أيضا رفعت عيناها المحمرتان والمليئتان بالدموع .
لتلتقي أعينهما , في حديث صامت .. موجع لكليهما .
كل منهما يهمس لنفسه بشيء , ويود لو أن الآخر يسمعه فيستجيب .
يُمنى ترجوه أن يسامحها .
وعايض يرجوها أن تنسى وتعود إليه .
فالشوق حقا , قد أعلّ قلبه !


اقترب من السيارة , ليفتح الباب من جهة عاطف / سوق انت .
نظر عاطف إلى ملامحه المتجهمة والمتعبة , لينزل ويجلس بمكان السائق ويلتفت إليه / لو كنت عارف إنك بترجع كذا ما خليتك حتى تكلمها .
أسند عايض رأسه على المقعد , بعد أن أعاده إلى الخلف ليغمض عيناه / اسكت يا عاطف .
نظر إليه عاطف بحزن , وشغل المحرك ليبتعد وفكره مشغول باثنين , شقيقه ونوف .
قبل خروجه جعل لينا تسأله إن كانت تريد العودة , فأخبرتها أنها عادت إلى المنزل بالأمس فعلا , برفقة عمر .
عمر الذي تحول إلى شخص يملك قنبلة موقوتة بداخله بعد فقدانه لابنته بسبب خطأ غير مقصود .
ينفجر فجأة , ويعود إلى طبيعته بذات السرعة .
قلِقَ عليها بشدة .
تلك الضعيفة , التي تتأُثر سريعا وتتأذى من أي كلمة مهما كانت صغيرة وقد لا تؤثر على أي شخص عادي .
في نفس الوقت ..
تتظاهر بالقوة , وتدعي أنها لا تتأثر بشيء .. إطلاقا .
إلا أنه يشعر بها دائما .
وصلوا إلى المنزل أخيرا ..
لينزل عايض , ويتجه عاطف إلى العمل .
دخل إلى حجرته , وبدل ملابسه سريعا .
واستلقى على سريره .
أغمض عيناه بتعب , والذكريات تعصف بعقله .
تتعبه بشدة .


ذلك اليوم , حين استدعاه والده إلى منزل عمه .
بعد سنة مما حصل بيُمنى .
حين دخل إلى مجلس عمه , ليجده ووالده .
جلس بجانب والده مرتبكا , يمرر عيناه عليهما .
حين أخبره عمه بالصاعقة .. واتسعت عيناه بصدمة .
هل حقا .. يريد منه أن يتزوج يُمنى ؟
نطق بصدمة / بس ليش يا عمي ؟ ليش تبي تزوجها بهالسرعة ؟ هي لسه صغيرة , وأنا بعد توي دخلت العشرين .
عمه بهدوء / بس ملكة يا عايض , أبيك بس تملك عليها والزواج بعد ما تخلص دراستك إن شاء الله .
ظلّ عايض ينظر إليهما بصدمة وغير تصديق .
ليقول وهو يضحك / بس ليش يعني ؟ ليش تبي تزوجها بهالسرعة .
ابتسم له عمه / أنا أيامي معدودة يا ولدي , وما أدري متى بموت وأترك هالضعيفة لوحدها , عمتك بعد صارت تضعف وما تقدر تنتبه عليها أكثر .
ضحك عايض مرة أخرى بغير تصديق / طيب ليش أنا ؟ ليش مو أحد غيري من أولاد عمي ؟
أكمل بعد صمت قصير / انت أكيد خايف عليها من بعد اللي صار العام , واللي أنقذها ذاك اليوم كان سلمان , ليش ما تزوجها إياه .
رد والده بحدة / إنت تعرفه يا عايض زين , عمك لو كان يثق فيه ومرتاح له ما كلمك , انت شخصيا تكره حركاته .



تأفف عايض بداخله , نعم يكره سلمان .. ويكره صفات سلمان الغير سوية .
ولكن فكرة زواجه من يُمنى غير معقولة إطلاقا .
تلك الطفلة ..
التي غابت عن عيناه منذ عام واحد فقط .
لا زال يشعر وكأنها مثل شقيقاته !
سأل عمه / انت ليش ما تبيها يا عايض ؟
ارتبك عايض / مو لشيء يا عمي , بس أنا ما أشوفها إلا كأخت لي , وهي صغيرة وأنا بعد صغير , حتى لو الزواج بعدين مو قادر أستوعب الموضوع .
رفض بشدة , واعترض ألف مرة .
قبل أن يجد نفسه جالسا في مجلس عمه الواسع مرة أخرى , بحضور الجميع .. أعمامه واشقاء يُمنى .. ووالده الذي أرغمه على فعل ما لا يريد .
ويجد نفسه ينطق بالموافقة .
لتصبح يُمنى زوجته بين ليلة وضحاها .
كالحلم كان ذلك الأمر !


______


نوف ..


كانت منشرحة الصدر , مرتاحة الخاطر .
حين استيقظت وتذكرت أن هيفاء ليست موجودة .
اغتسلت وارتدت لباسا مريحا , ووضعت مكياجا خفيفا .
لتنزل وهي تغني بصوت منخفض .
حتى وصلت إلى الأسفل .
واتجهت إلى المطبخ , فتحت الأنوار .. وبدأت تعد الإفطار وهي مرتاحة البال تماما .
حين انتهت جهزت الطعام على الصينية , وحملتها حتى غرفة والدتها .
فتحت الباب على مهلها بعد أن وضعت الصينية على الأرض .
وجدت أمها تجلس على سجادتها على الأرض , وتقرأ القرآن .
اقتربت منها وقبلت رأسها / تقبل الله يا أمي .
أغلقت المصحف ووضعته على المنضدة / منا ومنك حبيبتي , وش هالصباح الحلو يا نوف ؟ من متى ما نزلتي لي في الصباح .
ابتسمت نوف وهي تجلس أمامها / معليش يمه سامحيني , وهذا فطورك .
بدآ بتناول الطعام وهما يتحدثان ويضحكان .
كما لو أنهما لم يجلسا مع بعضهما منذ فترة طويلة , وهذه حقيقة !
حتى وقف عمر بجانب الباب , ينظر إليهما بصمت , ثم قال بابتسامة / ما عزمتيني على الفطور يا نوف .
رفعت نوف رأسها متفاجئة , لتقول بارتباك / تعال تونا جالسين .
اقترب منهما عمر , وقبل رأس والدته .
التفت إلى والدته حين سألت / وين هيفاء ما رجعت معك أمس ؟
أجابها عمر وهو يمضغ لقمته بامتعاض / ما رضت ترجع , ودها تقعد كم يوم بعد .


ضايقت نوف النبرة التي تحدث بها عمر .
إلا أنها ابتسمت رغما عنها وهي تقف / بروح أجيب الشاي .
أسرعت نحو المطبخ , وقلبها يخفق بعنف .
لقد كان يقصد أن تشعر بالذنب مرة أخرى .
تنفست بعمق , وأغمضت عيناها حتى لا تبكي .
عادت إلى غرفة أمها بيدها صينية الشاي الذي أعادت تسخينه والأكواب الصغيرة .
انصدمت واتسعت عيناها بدهشة وهي تسمع ما يقوله عمر لأمه / حاولت أقنعها كثير يا يمه , بس والله ما هي راضية ترجع , تقول مستحيل تقعد أكثر في بيت فيه نوف , وأنا ما ألومها يا يمه تحملتني كثير والعيب مني , ويوم جبنا هالبنت بصعوبة راحت منها قبل لا تفرح فيها زين , وحاليا فرصة الإنجاب معدومة بالنسبة لي .
توقف قليلا قبل أن يكمل بصعوبة وهو يبتلع ريقه بمرارة / أنا مضطر أطلقها مثل ما تبي يا أمي , ما عندي خيار ثاني .
شهقت نوف بصدمة , وأسقطت الصينية دون أن تشعر .
ليسقط الشاي الساخن على فخذها الأيمن , مرورا على قدمها .
الغير مصابة !
سقط قلب أمها وهي تسمع صراخها العالي .
وركض عمر نحو الباب , عيناه متسعتان بصدمة .
لينحني ويجلس بجانب رجلها التي تضعها يدها عليها وتتلوى .
سرعان ما ابتل وجهها بالدموع .
وصراخها يعلو ويعلو بنحيب حزين .
أسرع عمر نحو المطبخ , بينما قامت أمهما بصعوبة من مكانها .
وشهقت وهي ترى ابنتها تتلوى بفعل الشاي الساخن والذي أنزلته نوف من الموقد للتو .
بكت على الفور , وهي تجلس بجانبها .
وليس بيدها أي حيلة .
سوى اللجوء إلى الله أولا بالدعاء .
ثم الاتصال بالإسعاف بيد مرتجفة .


عاد عمر من المطبخ يحمل بيده سطل ماء بارد .
وسكبه على فخذ نوف التي تعالت صرخاتها أكثر , قبل أن تتمكن الأم من منعه !
رفع يديه إلى رأسه , وهو لا يعرف ماذا عليه أن يفعل .
وترته صرخاتها وأربكته .
صعد إلى حجرتها , لينزل وهو يحمل عباءتها .. وقميص طويل وجده معلقا على المشجب .
أعطاهما لوالدته الجالسة بجانب نوف تحاول تهدأتها / لبسيها يمه بانتظر برة .
وصل الإسعاف في الوقت المناسب , بعد ان انتهت الأم من تبديل ملابس نوف , وارتدائها بالعباءة وهي منهارة تماما .
ليس فقط بسبب ألم الحرق .
بل أيضا بسبب ما سمعته .
كانت سبب فقدان أخيها للطفلة , الآن لا تريد أن تكون السبب في فقدانها لزوجته ومحبوبته أيضا .


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس