عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-19, 08:18 PM   #15

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي الفصل التاسع ..

الفصل التاسع ......

استشعرت عاليا حالته الغريبه .. انه ليس حمزه .. خافت عليه كثيرا فاقتربت منه اكثر تتلمس جبهته ووجنته تعتقده مريض .. مما جعله يغمض عينيه .. اضاعته لمستها .. اضاعت ما تبقي منه .. فتح عينيه بهدوء و ابتلع ريقه و بصوت مبحوح هامس .. قال لها ..
" هل تتزوجيني ؟! ....."

اتسعت عيناها لدقائق تنظر لعينيه فاقده للنطق .. حاولت الكلام لم تستطع .. كأنها نسيت كيف تتكلم .. كأن لسانها معقود بألف عقده.. كأنه يأبي ان ينطق ..
رجعت بخطوات بطيئه الي الخلف .. حتي اصطدمت بكرسي خلفها .. كادت ان تقع .. فلحق بها حمزه يضع يده حول ظهرها احني جزعه ليرفعها اليه حتي بات قريبا منها وجهه أمام وجهها .. جنه حدائق عينيه بكل عشقهما تتوغل داخل عينيها المتسعه بصدمه .. و انفاسها المضطربه تختلط مع انفاسه اللاهثه ...

اعتدلت في وقفتها سريعا وهي علي نفس النظره المصدومه .. فأسعفها لسانها الذي
بدات تنحل عقده ..
" ابيه حمزه .. ماذا تقول " اقترب منها مره اخري .. امسك بيديها الباردتين .. وقال بنبره اشد ولكن ممتلئه بالعشق
" هل تتزوجيني عاليا ".. وجدت ساقيها لم تقوي علي حملها .. كانها رخوه مصنوعه من هلام ..لم تستطع الوقوف .. جلست مكانها و هي رافعه رأسها تنظر له .. بنفس ملامح الصدمه .. لا تصدق ابدا ما تسمعه ..وكيف سيكون ردها .. هذا حمزه الاخ الكبير و السند .. لم تكن تراه الا سندها و اخاها .. بدأت تتلعثم بكلامها وقالت
" انا .. ابيه انا ... " بدأ يستشعر ترددها و خوفها .. بدأ يشعر بتعرقها و تجمع الدموع داخل عينيها .. امسك كفيها ليوقفها .. كان كفيها كقالب ثلج .. قال و قلبه ينتفض .. سيخرج من موضعه.. سيخترق ضلوعه..
ولكنه يحاول تمالك نفسه
" عاليا .. انظري الي " رفعت وجهها المتعرق من اثر التوتر .. قال بصوته الدافيء " عاليا .. انتي لي من يوم مولدك ..كتبتي لي انا .. انا اول من رأي لون عينيكي .. انا اول من حملك علي يديه .. كنت معك بأول خطوه خطيتها .. كنت اراكي تكبرين امام عيني .. وخطواتك لا تخطي الا معي .. "
كانت تنظر له و تغيم عينيها بالدموع لا تستوعب هذا كله .. فتحت فمها بصعوبه بالغه تقول بحذر " ابيه حمزه .. انت ....... انت اخي الكبير .... مكاا " انتفض يقبض علي ذراعيها بقوه .. يقول بنبره غاضبه ..غاضبه جدا " انا .. لست اخوكي .. يجب ان تدركي هذا جيدا .."

قاطعته ودموعها تخونها " انت اخي يا ابيه .. انت من يجب ان تدرك هذا .. سنين عمري كلها انت بجانبي .. ظلي .. سندي .. حمايتي .. خرجت للدنيا مستنده عليك بكل خطوه .. كنت بمثابه اخي الذي لم تلده امي .. لكن ... لكن انا ... لم " تقطع كلامها لم تستطع قول شيء كيف تفعل هذا .. كيف تجرح حمزه بكلامها او ترفضه .. باغتها هو " انا من سيكمل يا عاليا " نظر داخل عينيها بقوه .. و تكلم بنبره تحدي " انتي لا تريني حبيب .. لم تريني الا اخ .. ولكن دعيني اسألك هل يوجد شخص آخر بقلبك " توترت.. اهتزت حدقتاها و اخفضت عينيها .. لم تستطع النظر له .. لم تستطع الرد .. قلبها يؤلمها بشده .. عاد ليسألها بنفس النار المتقده بداخله .." لم تردي .. هل يوجد من امتلك قلبك يا عاليا " ازدادت الدموع في عينيها وهي تنظر له تهز رأسها بيأس رافضه ما يحدث لها الأن .. تود لو كان كابوس .. ياليته كان كابوس ..شدد قبضته علي ذراعيها وقال وهو يقربها منه جدا وازداد فحيح صوته غضبا ..و حينها تحول زيتون عينيه الي نيران مشتعله
" اذن .. يوجد من احتله ..يوجد من احتل قلبك .. ولكن هذا لن يحدث يا عاليا .. لن اسمح به .. ضعي هذا ببالك يا عاليا .. انتي لي انا .. ولن اسمح بغير هذا "
جحظت عيناها اكثر .. فتركها و تحرك ناحيه الباب فتحه وانطلق للخارج و اغلقه خلفه بقوه .. وقفت مكانها تنظر للباب المغلق متسعه العينين دموعها علي وجنتيها .. كأنها كانت تصارع روحها الان .. تحاول ان تستوعب هذه الاعاصير التي ضربت بها ....

هل كان حمزه هنا فعلا .. هل طلبها للزواج .. طلبها ..لا .. هو تحداها .. إنه اضحي شخص اخر لا تعرفه ..
وضعت اصابعها علي جبهتها بارتعاش .. توتر هذه اللحظات كاد ان يقتلها .. التفتت تجر ساقيها الي غرفتها .. تسير فاغره فمها .. متسعه العيون بدموع تسيل ببطيء علي وجهها ... دخلت غرفتها و اغلقت الباب خلفها ..
حينها خرج والدها من غرفته الذي كان يتابع كل هذا عن بعد ... كان يعرف انه لابد من هذه المواجهه خاصا بعد ما ادركه ليله أمس .. يجب ان يخطو حمزه اليها .. يقف في وجهها .. ارتعابها الحالي ما هي الا صدمه مؤقته .. رد فعل طبيعي ..

اطرق مفكرا ..و اخذته قدميه الي صوره زوجته الراحله عنه وعن حياته .. يحتاجها و يحتاج دعمها الان اكثر من اي وقت .. قال بحزن يهمس لها .. " احتاجك بجانبي الان يا حبيبتي .. انا لم اتسرع في قراري ..و لن اظلم ابنتنا الوحيده .. هي اغلي ما عندي .. و اذا جاء الميعاد و استرد الله امانته .. ستكون بأمانه رجل يعشقها بكل ذره في كيانه.. فهي روحه التي تعيش داخله .. هواءه الذي يتنفسه .. رجل يعرف قدرها فهي ربيبته .. عاليا لن تكون بأمان و سعاده الا معه .. اطمئني يا حبيبتي .... "

............. ..............


طرق علي الباب الغرفه جعلها تسقيظ من نومها العميق .. كانت تراه في منامها .. تري عينيه امامها .. كأنها تناديها ..كانت تتمني فقط ان يتكلم .. عاشت سنوات عمرها معه تتمني فقط ان تري نفسها في عينيه .. تتمني ان تسمع كلمه واحده من بين شفتيه حتي لو كانت في احلامها ..كلمه بها كل امنيات سنينها معه .. حتي لو لم تكن حقيقه .. ولكن لم يحدث .. لم يقل اي شيء .. كان حلمها خالي من اي حديث ولكنها رأته في منامها.. رأت عيناه برغم قسوتهما بهما شيء غريب ..
شيء يخطف قلبها يجذبها الي بئر عشق عميق .. كأن به مغناطيس قوي .. عيناه بهما سلطان عليها لم تستطع الهروب منهما مهما فعلت ..
خرجت من ذكري حلمها الجميل علي صوت طرق الباب للمره الثانيه .. فتحت عينيها و همت تعتدل في جلستها .. سمعت صوت يحيي ينادي بمزاحه اللذيذ علي قلبها " شوشتي .. هل ادخل " ابتسمت بمحبه وقالت " تعالي يا محتال " دخل يحيي يضع كفيه في جيبه يدخل متبختر ا في غرور .. كان يستعد للخروج لجامعته .. مهندم الشكل كعادته .. قال بتهكم " ما كل هذا النوم يا كسوله .. هيا استيقظي " نظرت له مبتسمه رافعه حاجبا واحدا
" اوووه .. ما هذه الوسامه يا يويو .. انتبه فأنا اغار عليك بشده .. ولن تجرأ احداهن علي خطفك مني " قال بغرور " هذا اقل شيء عندي ..ولا تخافي علي .. برغم وسامتي المفروغ منها .. ولكني لست سهلا معهن علي الاطلاق .. لقد انتهيت من نصف بنات الجامعه.. و يبقي النصف الثاني .. ادعي لي " وغمزها بطارف عينه.. فضحكت من طريقته ثم اكمل بملامح بها بعد الجديه
" المهم .. هيا لنفطر سويا .. اريد ان اتحدث معكي قبل ان اخرج فأنا لدي محاضرات بعد ساعتين من الان "
تملكها القلق و قالت " ماذا هناك يا يحيي .. ماذا تريد .. " ظل صامتا لدقيقه ينظر لها و يديه في جيبه .. فتوجست من هذه النظرات .. من الواضح انه لا يجد بدايه لحديثه .. يحيي رغم مرحه الدائم لكنه لا يحب المراوغه .. لا يري غير الخطوط المستقيمه .. جلس بجانبها ينظر لها .. يقول بحنانه المعهود لها ..
" ماذا يحدث معكي يا شجن .. " اهتزت شجن قليلا .. ولكن حافظت علي هدؤها الخارجي .. قالت بهدوء " ماذا بي يا يويو .. انا بخير " .. تخلل عينيها التي لم تسطع ان تكذب عليه يوما .. نظر لها قائلا " شجن .. انتي يوجد ما يؤرقك .. يتعب روحك .. هناك شيء يحدث معك .. " تغيرت تعابير وجهها و لم تسطع ان تطل النظر له كانت خائفه من تعري مشاعرها امام اخيها .. هذا ما لن تقدر عليه .. لن تتحمله .. " ازاحت الاغطيه و قامت من سريرها .. قالت بتوتر تحرك شعرها الناعم خلف اذنها .. " يحيي .. ما هذا الكلام .. انا بخير جدا .. ولا يوجد ما يؤرقني .. "
نظر اليها وقال بنبره لئيمه يود كشف روحها " شجاان .. انا يويو .. يحيي .. اعرفك جيدا .. و لن تجدي الاعيبك هذه معي " التفتت اليه تقرص وجنته و تقول بتهكم " انا لا اتلاعب يا باشمهندس .. انا لست من هذا النوع " وقف امامها يمسك رسغيها بحب .. وقال لها بحنان اخوي " شجن .. لن اضغط عليكي .. ولكني لن اتركك طويلا.. انا يويو ياشجن .. "
نظرت ارضا في حرج .. يجب ان تعترف لنفسها ان توترها و انقلاباتها زادت كثيرا ..
و يحيي يحفظها عن ظهر قلب .. نظر يحيي ارضا لثانيه ثم عاد اليها يقول بتوجس
" شجن .. هناك امر اخر .. " رفعت اليه وجهها مترقبه... " احمد .. اتصل بي " ضيقت عينيها فأضاف يحيي بنبره ثابته " احمد يريدك يا شجن .. يريدك من قلبه .. انتظرك كل هذه المده حتي تهدأ الامور .. ولكن الرجل لم يستطع ابعادك عن قلبه " اطرقت شجن في خجل و خوف تحرك اصابعها بتوتر .. فقال يحيي ..
" انه يريد ان تعودا لبعض ... و طلب مني ان يتصل بكي .. وان تعطيه فرصه اخري " سكتت شجن تنظر الي اخيها تحرك عينيها بتوتر .. ماذا عساها ان تقول .. رفعت نظراتها اليه لتتكلم .. فباغتها يحيي ورفع سبابته امام فمها .. وقاال بهدوء
" لا تردي الان .. سأتركك لتفكري بالامر .. ولكن .. " صمت لثواني وهو يقترب منها ببطيء يلف شعرها مره اخري خلف اذنها و قال " انا من رأيي اعطيه فرصه يا شجن .. اسمعيه مره اخري .. " دخلت في حضن اخيها تشتم رائحه حنانه و تستعيد ثقتها و دعمها .. ربت علي رأسها وقال يداعبها " هيا بنا اسرعي يا هانم .. اريد ان اكل يا ظالمه " ابتسمت شجن في احضانه و قبلته علي وجنته و قالت " حالا يا يويو .. اسبقني و سأكون عندك حالا "

تركها يحيي و خرج .. ظلت واقفه مكانها تفكر فيما قاله اخوها .. احمد شاب مهذب و محترم يعشقها من قلبه.. يعشقها منذ سنوات .. و لكنها لم تقدر علي خداع قلبها و خداعه .. لا يستحق منها هذا ابدا .. لم تستطع حتي التقابل معه في نقطه واحده .. حتي ان خلافاتهم اصبحت علي اتفه الاسباب .. كان قلبها محطم منذ تركها مالك .. كأنها ظلت جسد بلا روح .. فروحها كانت معه .. كل مكان كانت تسير به بدونه كأن به مرار كالعلقم .. لانه كان معها في كل مكان في كل خطوه .. كانت تسير تبحث عن روحه.. رائحته التي فقدتهم منذ سفره .. الدنيا وقتها كانت معتمه لا حياه فيها .. لم تكن تري اي شيء الا روحها المحطمه منذ سفره و رحيله عنها .. هذا ما جعل الوضع بينها و بين احمد اسوء مما كانت تتخيل .. شعرت انها تظلمه .. هو يستحق من تحبه .. وهي قلبها و روحها ملك لغيره ..

اطرقت تلف في غرفتها .. و تفكر ماذا تفعل .. وجدت حاسوبها امامها .. ففتحته تطلع الي صورهم القديمه معا .. كانت اسعد لحظات حياتها .. حين تكون معه .. حين اخذها يجذبها من اساور بلوزتها وهي لا تعلم الي اين ذاهبه ..
# # الي اين تأخذني يا بني آدم .. انت اصبحت متسرع في قراراتك وتسحبني وراءك دائما كالنعاج .. " قال لها بتهكمه و هو لا ينظر اليها اصلا " تعالي معي اريد ان اكل .. " قالت بضيق من طريقته و هو يسحبها خلفه هكذا " ولما لم نأكل في الجامعه .. " التفت اليها ويقول " لان امعائي تجمدت من اكلهم .. هيا .. سيعجبك المكان هناك " نظرت له بعينين تقدح شررا .. وقالت بغيظ " والمحاضره يا استاذ.. " قال يلتفت لينظر لها ببراءه عينيه اللئيمه " سأعوضها لكي .. هيا شجونتي انا اتضور جوعا " حن قلبها له كالمعتاد و تحركت معه ولكن في هذه اللحظه كان من المفترض ان يعبروا الطريق المليء بالسيارات .. لم تكن تعلم ان اصابعه امتدت تلتف حول اصابعها .. ضربه قويه احدثت خلل و زلزله في قلبها .. و نبضات تتسارع .. حتي انها لم تكن تدرك انها تعبر طريق مليء بالسيارات .. جذبت يدها منه برفق و تحركت بجانبه عندها التفت اليها .. لم تنسي ابدا شكله في هذه اللحظه .. كان هو الاخر كانه كان يجاهد مع نفسه .. لم تكن تعلم ان زلزالها داخل قلبها .. كان في قلبه هو مدويا اكثر منها ..رعده قويه سرت بأوصاله حين استشعر لمسه اصابعها بين يديه .. و التهبت نيران قلبه و لم يكن يدرك ماذا يحدث له وقتها .. ظل ينظر لها بوجه محمر من اثر التوتر .. وهي تطرق بوجهها تحاول السيطره علي نفسها و تنظيم انفاسها .. تنحنح مالك ليخرج نفسه من هذه الدائره التي لا يفهمها .. وقال " هذا هو المكان."
نظرت شجن للمكان بامتعاض و قالت " اي مكان يا مالك .. انه مازال تحت الانشاء " قال مالك " من قال هذا الا ترين هناك طاولات و كراسي .. يااا شجن انها مجرد شكليات " اتسعت عيناها ثم قالت بغيظ تكز علي اسنانها " شكليات .. سنأكل وسط هذا التراب و الخراب " قال بمرحه المعتاد " لا تقلقي .. المكان يعمل علي قدم و ساق.. ستأكلي احلي طعام هنا .. " مد ذراعه للامام في حركه مسرحيه لتتقدمه .. و حقيقا كان الطعام من احلي ما اكلت.. كانت سعيده جدا بهذا اليوم .. كانوا مجانين .. منطلقين .. كان هو سعيد يضحك من قلبه ..وهي سعيده اكثر لانه معها ###

اخذت تقلب ف صورهم المجنونه سويا .. و خرجت من ذكراها علي صوت يحيي يصرخ .. " هيا يا شجن .. انا انتظرك من اول امس .. جائع يا عالم " .. اغلقت شجن حاسوبها بسرعه و تحركت تخرج مهروله له حتي لا يأكلها..

............. ...............

شركه العشري ..

يفتح هاتفه علي موسيقي كلاسيكيه .. منشغل في اوراقه بشده .. فقطع انشغاله اتصال مساعدته .. " عنان بك .. استاذه لمي هنا .. تريد مقابلتك .. " زم شفتيه و قال وهو يعود لاوراقه .. وقال " دعيها تدخل "
فتح باب المكتب و هو يضع رأسه في اوراقه منشغل بما يقرأه.. سمع نقر كعبها الرقيق علي الارض .. ورائحه عطرها الغاليه وصلته قبل دخولها .. رفع رأسه .. وقال بذوق " مرحبا لمي .. حمدلله علي سلامتك .. متي وصلتي .." ثم عاد لاوراقه ..دخلت لمي بخطواتها الرقيقه و جسدها الرشيق .. تقترب من مكتبه .. رفع نظراته بهدوء يتأملها .. بفستان خريفي يصل الي ركبتيها و شعر طويل اسود بلون الليل .. قالت بثقه " كيف حالك عنان ... "
رد بنصف ابتسامه .." انا بخير ..اشتقنا اليكي " ردت بتهكم " هذا واضح .. " قال يغير الموضوع " متي وصلتي ؟! " تقدمت خطوه اخري تقول وهي تخلع نظارتها " منذ يومين .. ألم يصلك الخبر .. " قام عنان من مكانه يلتف حول المكتب ويستند علي حافته وقال وهو يقترب من وجهها " لا .. لم يكن عندي علم .. عموما .. حمدالله علي سلامتك " ..
اقتربت منه تضع كفها علي كتفه .. تقول بصوت خافض " عنان .. اشتقت اليك .. " رد وهو يمد يده ليرفع كفها عنه .. " وانا ايضا " نظرت له بغيظ داخلي ابت ان يراه في عينها " ماذا هناك يا عنان .. لم تغيرت هكذا .. لم تعد تهاتفني منذ سافرت . ودائما تتحجج بعملك .. " رد ببردو ظاهري
" وهذا فعلا صحيح .. فأنا مشغول جدا .. كما ترين " اقتربت منه تنظر داخل عينيه بتحدي رافعه حاجبا واخدا وقائله .. " عنان .. لا تتلاعب بي.. انا احفظك جيدا .. و تصلني اخبارك اول بأول " ابتسم بسخريه .وقال " هذا جيد .. اتعينين جواسيسك لنقل اخباري .. كنت اشعر بهذا منذ وقت كبير " ابتعد عنها و ولاها ظهره متجها الي نافذه مكتبه .. قالت بنبره متألمه " عنان .. لما كل هذا الغضب .. انا لمي يا عنان " واقتربت من ظهره تضع كفها علي ظهره .. فتشنجت عضلاته من لمستها ..
تنهد و قال بتعب حاول مداراته بنبرته الحاده .. " اعرف جيدا انك لمي .. ماذا تريدين الان " ردت وهما مازالا علي نفس وقفتهما " اريد ان اعرف ماذا يحدث معك .. لم تغيرت هكذا معي .. " التفت اليها يدخل الي عمق عينيها و يبتسم نصف ابتسامه بسخريه قائلا " اسألي نفسك استاذه لمي .. " تركها و جلس علي كرسي مكتيه الفخم .. وهي مازالت توليه ظهرها .. و تنقر بكعب حذائها بعصبيه .. التفت وقالت له
" عنان .. كل هذا بسبب مشاجرتنا قبل سفري .. لقد اعتذرت لك مرارا و لكنك لا تقبل اعتذاري .. ماذا حدث لكل هذا .. الموضوع لا يستحق .." قال متهكما وهو يستند بمرفقه علي كرسيه " فعلا معك حق .. لا يوجد موضوع من الاساس حتي لا يستحق .. "
رجع الي اوراقه ثم قال لها بنبره جديه " لمي.. اعذريني انا مشغول جدا الان .. فالنتحدث في وقت اخر .. " نظرت اليها نظرات تغلي من الغضب .. جذبت حقيبتها التي نسيتها علي مكتبه بعنف و تحركت ناحيه الباب ..
عندما اغلق باب مكتبه رفع رأسه ينظر للباب المغلق .. ألقي قلمه علي سطح مكتبه بتعب و استند بظهره علي كرسيه ينظر لاعلي .. لمي هي قصه حبه الوحيده منذ كان شاب بدأ يشعر بالحب .. كانت مشاعر حقيقيه .. دق قلبه لها منذ ان قابلها اول مره بعيد ميلاد احد اقاربه .. كانت كهديه اهدت له هو .. بلسم للروح .. اعطاها كل مشاعره بدون تأني .. احبها بصدق .. لكنه اكتشف بعد فتره طويله .. انها لا تستحق هذا الحب .. ربما مازال متعلق بها قليلا .. و لكن ليست لمي التي كانت تقف امامه .. فهي الان كتمثال جميل بلا روح .. هو ينشد لمي القديمه التي رأها لاول مره و احبها ولكن اين هي ضاعت منه ..لن يجدها .. و لن يبحث عنها....

............ ..............


يقف هناك من بعيد .. ينظر الي وقفتها المتأمله للبحر .. و حركاتها المدغدغه لرجولته حين تغلق جفونها برموشها الطويله وهي تستنشق نسيم البحر .. يعشقها بلون حجابها الوردي .. يود لو يختطفها كما هي يخبئها بداخل نبضات صدره .. حتي تسري في كل خلاياه .. كل تفصيله .. كل حركه منها يعشقها .. لم يكن يريد ان يتحرك من مكانه يكفي ان يمليء قلبه و عينيه من رؤيتها .. لتكون صورتها في قلبه معه وهي بعيد.. تنير حياته في ظلمتها وهو وحيدا .. لم يكن يعلم ان شجن تسكن روحه بهذا القدر .. لم يكن يعلم انه بمجرد رؤيتها مره اخري ستكون كإدمان يسري في جسده .. يطالبه بالمزيد ..

هم ليقترب منها .. فوجد شاب يقترب منها و هي تتلفت له .. تسمر مكانه و عيناه تبرقان بشرار قاتل .. يفكر من هذا .. من يتجرأ ليتكلم معها .. ولما تعطيه الفرصه .. خطا خطوه اخري ناحيتها .. ولكنه تسمر مره اخري وهو يضيق عيناه لملامح هذا الشاب الواقف امامها .. وهي تتكلم معه بهذا الخجل .. لا تطيل النظر اليه ولكن طريقه نظراته هو غريبه .. من يكون هذا الشاب .. ملامحه ليست غريبه عنه مطلقا .. لقد رآه سابقا .. نار تغلي بداخله .. تزداد اشتعالا من نظرات الشاب لشجن ..
اتسعت عيناه حين بدأ يستجمع ذاكرته و اين رأه .. امام الجامعه .....

#### حينها كانوا في السنه الثالثه في الجامعه .. كان يوم طويل مليء بالمحاضرات .. خرجت شجن من محاضراتها مرهقه بعض الشيء .. ولكنها اخذت تبحث عنه في كل مكان .. فوجدته يجلس مع فتاه جميله كان يكن لها حب او مشاعر .. كان دائم البحث عن فتاه احلامه .. احيانا يجدها .. و احيانا تكون وهم يعيش فيه لبعض الوقت .. و الغريب انها برغم محاولاته المتعدده مع فتيات كثيره .. تتجلد ظاهريا .. و لكن داخليا تموت الف مره ..
تحركت اليهم وقالت بتعب " مالك .. انا سأعود للبيت .. " تحركت توليهم ظهرها لترحل لكنه ناداها وترك حبيبته و خطي لها خطوتين ليلحقها .. ينادي بمزاح " تعالي هنا يا كئيبه .. " لم تلتفت اليه .. هرول اليها يقف امامها .. يمنعها من مواصله سيرها " شجن .. ماذا بكي .. ماذا حدث .. هل يوجد ما يغضبك " نظرت اليه بتعب جسدي ونفسي يحاصرها وقالت " لا شيء يا مالك .. انا فقط تعبت فاليوم كان مشحون .. وانت جالس هنا تعيش حاله حبك .. " .. اقترب منها وقال " هل حدث شيء يا شجن .. هناك ما تخفيه عني " نظرت جانبا بضيق وهي تحتضن كتبها .. ابتلعت ريقها و قالت " لا شيء يا مالك اتركني الان ارجوك انا ذاهبه " تحركت من امامه تهرول للبوابه .. و لكنه راها من بعيد وقفت تتحدث مع شخص ما .. شاب انيق .. وسيم بعض الشيء و لكنه يراه لأول مره .. كانت عيون هذا الشاب تحكي عشقه لها .. تجمد مكانه و انتابه شعور غريب من الغيره و الغليان .. ولكنه اعتقد انه احساس الغيره الاخويه .. او احساس التملك .. من وقت ما عرف شجن وهي له وحده .. لأول مره يشعر انها ليست ملكيه حصريه له .. ظل ينظر لهذا المشهد أمامه .. و غليانه يزداد شيء فشيء .. لم يستطع ان يقاوم فتحرك ببطيء حتي اقترب منهم .. رأه كيف ينظر لها بحب .. كيف كانت نظراته لها ..
شعر بتيار يسري في عموده الفقري .. ولم يفهم وقتها ما كان يحدث ... بعد وقت ليس بطويل رحل هذا الشاب .. و ظلت شجن في مكانها تنظر لنقطه وهميه امامها .. حتي اقترب هو منها ..
اقترب ببطيء اكثر وجدها واقفه كالتمثال .. و دمعه وحيده علي وجنتها .. وحين رأته امامها ازدادت الاسي بداخلها .. نسي حبيبته و تقدم منها متسائلا بقلق " شجن .. ماذا حدث .. ماذا يبكيك .. و من يكون هذا " .. رفعت شجن رأسها تقول بتعب " هذا الشخص يريد الزواج مني " توتر قليلا وقال .. "اذن .. هل تعرفينه " قالت ببرود و ببقايا دموعها " نعم .. انه قريب لابي .. يريدني منذ فتره .. و اتصل بأبي يريد الارتباط بي " نظر اليها طويلا .. تلجم لسانه.. لا يجد ما يقوله .. يوجد شيء يحدث به غير واضح المعالم .. قال بتوتر لم يحاول اظهاره " وما سبب هذه الحاله .. اقبلي او ارفضي .. .. انتي حره في هذا " ... ضيقت عيناها تنظر له بحزن فأضاف متسائلا " هل تحبينه ؟!" هزت رأسها بهدوء رافضه .. وقتها ارتاحت تعابير وجهه .. كان يشعر بالرضا لهذا .. يعلم انها شعور اناني منه .. ولكن القرار كان منها هي .. لم يضغط عليها لتقبل او ترفض .. و هذا ما اراحه بعض الشيء #######


وقتها تذكر مالك كل شيء.. انه احمد خطيبها .. فلقد سافر قبل خطبتها له ..وحتي لو كان موجود فلن يستطيع وقتها ان يراها عروس لغيره .. بعد ما ادرك مشاعره نحوها ... و ها قد عاد خطيبها .. و لم تعد شجن من حقه مره اخري .. لن يجروء حتي علي الحديث معها .. ااااه مما تفعله به الدنيا .. تجمد مكانه و تحول ذهوله الي حزن و بركان .. حتي رآهم يتحركون من مكانهم .. تأخذ روحه معها و تذهب مع غيره .. اه لو تعلم هي ما في قلبه و روحه لها .. اه لو تعلم ان فقدانها يعني له فقدان جزء من روحه .. بل كل روحه ....

............. ................

في شركه الرحابي ..

" ما معني هذا الكلام يا ابراهيم بك .. هل هذا اجبار .. انا لن اقبل بلوي ذراعي ... " قالها عادل العشري بغضب و استياء شديدين في مكتب ابراهيم الرحابي ..
قال ابراهيم بهدوء .. " عادل بيك .. هل ممكن ان تهدأ قليلا .. فلا داعي لكل هذا الغضب .. فالنسبه الموجوده لك في العقد ليست بقليله ابدا .. الموضوع لا يحتمل كل هذا "
احتد عادل العشري في كلامه قليلا وقال
" يحتمل يا ابراهيم .. لا تعطي الموضوع اقل من حجمه .. انت تفعل هذا متعمدا .. ولكنك بالطبع قد سمعت عني و عن مكانتي في السوق .. وانني لن اسمح بهذا مهما كلفني " سكت لثواني ثم اضاف .. " يجب ان نصل لحل يا ابراهيم .. لا تخوض بقدمك حروب
لن تقدر علي خوضها .. " التفت اليه ابراهيم بعينين تبرق بالثقه .. " هل اعتبر كلامك تهديد .. ؟!"
رد الاخر بتحد " لا .. اعتبره تحذير .."
قال له ابراهيم وهو ينتفض واقفا " وانا ارفض تحذيرك و تهديدك يا عادل بك " قام عادل هو الاخر غاضبا " هل هذا كلامك النهائي .. اذن تذكر .. انت من اخترت .." تركه و خرج بعنف من مكتبه
بعدها دخل عليه حمزه الذي كان ينتظر انتهاء جلستهم بالخارج .. دخل مسرعا لعمه الذي ظهرت عليه اعراض التعب من اثر الانفعال " عمي .. هل انت بخير " رد عمه بانهاك " انا بخير يا بني لا تقلق " ضغط حمزه علي الهاتف يطلب كأس ليمون لعمه.. ثم قال " عمي .. لما تصاعدت الامور بهذا الشكل .. لقد اخذ الموضوع بشكل شخصي " رد عمه متحاملا علي تعبه .. " يهددني في شركتي .. ماذا تتوقع مني .." .. ولكن حمزه حاول تنبيهه
" عمي هذا الرجل ليس بهين ..ولن يترك
حقه " انتفض عمه منفعلا " هذا ليس حقه
يا حمزه .. فليشرب من ماء البحر .. "
رفع حمزه يده ليهدا عمه قائلا " عمي ..
ارجوك اهدأ قليلا .. لا تنفعل هكذا .. دعنا نتنافش بهدوء " سكت عمه يطرق بقلمه علي سطح مكتبه يستغفر ربه سرا حتي يهدأ
" لا نقاش في هذا الموضوع يا حمزه .. انتهي الامر " اطرق حمزه يفكر .. فالامر خرج عن السيطره .. وهو متوجس من انتقام العشري .. ولكن حاله عمه تجعله يبتلع لسانه الان ...

تحرك حمزه ليخرج ولكنه عاد يجلس مستجيبا لنداء عمه بعد ان حاول استجماع بعض الهدوء " حمزه .. انت قد فعلت الشيء الصحيح مع عاليا .. ولكن امنحها المزيد من الوقت حتي تستوعب .. فالموقف كان اكبر منها "
اطرق حمزه مره اخري .. حالته منذ الصباح لم تكن جيده ابدا .. حين نزل صباحا الي شقته كان علي حافه الانهيار .. لم ينسي شكل ملامحها المصدومه .. دموعها التي ملئت عينيها .. ارتعاش يديها بين ذراعيه .. كلماتها حين قالت له بتحدي " انت اخي " .. كان يوقن بكل هذا .. لكن وقعه الحقيقي اصعب بكثير من التخيل
ولكنه حين وصل لمكتبه .. و استعاد جميع الاحداث امامه .. وجد قلبه يؤلمه لأجلها..
لاول مره يتحول الي هذا الشخص امامها لقد راي عينيها وهي تخافه لاول مره وهذا اوجعه اكثر .. عاليته .. عشقه الذي يسري في جسده .. لن يتحمل للحظه ان تكره او تخافه .. حينها كره نفسه و انفعاله امامها ..
اطرق يرد علي عمه وهو ينظر لاصابع يده المتشابكه " اعرف يا عمي .. ومعها كل الوقت ..و كنت اتوقع حدوث هذا .. " وعاد بنظراته لعمه يقول " ولكني لن احتمل بعدها او كرهها يا عمي .. انت لا تعلم ما اعانيه " اقترب عمه من مكتبه اكثر يضع ذراعيه علي سطح المكتب و يقول بحكمه السنين " اسمع يا حمزه .. يجب ان تتخلي عن انفعالاتك في هذه المرحله حتي لا تفقدها كما تقول .. دعها تري دواخلك .. قلبك العاشق هذا .. هي الان مصدومه .. ولكنك الان يجب ان ترفع عن قلبك هذه القشره التي تغلفه و التي تحجب عنها مشاعرك و عشقك .. "
ثبتت انظار حمزه لعمه الذي بدوره اومأ برأسه ليزيده ثبات و يدعم روحه ..


لم تستطع التحرك من سريرها منذ الصباح .. ما حدث اليوم كان فوق احتمالها .. كان اكبر من ان تستوعبه .. ظلت علي سريرها منذ الصباح تحدق في سقف الغرفه .. لا تري امامها غير وجه حمزه .. لا تعلم لما خافت منه اليوم .. صدمتها في مشاعره و انفعالاته المخيفه التي تراه عليه لأول مره ..
حمزه رجل ذو كبرياء و شموخ...حازم جدا في قراراته كلماته دائما محدده مقتضبه.. رجل يعتمد عليه .. ولكنه رغم حزمه مليء بالدفيء .. وجوده بجانبها يمدها بالامان ..
لكن اليوم تغيرت هذه القوانين .. اصبح لعينيه صدي مختلف .. لمشاعره تعبير مختلف .. اخافها .. و هدد علاقتها به ..

تذكرت في غمره حزنها عنان .. لما دخل عنان حياتها في هذا الوقت تحديدا .. و ماذا ستفعل معه و مع حمزه .. هي لن تتقبل حمزه كزوج.. و لن تستطيع رفضه .. لن تقدر علي جرحه ..

فتحت هاتفها ترسل رساله الي عنان " اسفه عنان .. لن استطيع مقابلتك اليوم .." ارسلت رسالتها .. و وضعت ذراعها علي عينيها تغطيهما ثم انحدرت دمعتين من عينيها .. فهي الان في موقف لا تحسد عليه .....

اما عنان .. حين رأي رسالتها .. حاول الاتصال بها فوجد هاتفها مغلق .. كان يحتاجها جدا الان .. اكثر من اي وقت .. هذه الجنييه تسللت اليه بصدق .. ولكن ظهور لمي المفاجيء اربك قلبه .. وهو لن يعود الي الوراء ابدا .....

............ ............

مساءا ..

تحاول الاتصال به مرارا منذ الصباح ولا يرد عليها .. امتكلها القلق .. ماذا حدث معه .. و اخيرا و بعد الحاح منها .. سمعت صوته .. قالت بقلق قلبها عليه " ماالك .. اين انت .. اقلقتني عليك .. " سمعت صوت انفاسه ثم قال " انا بخير يا شجن لا تقلقي .. كان هناك بعض الامور تحتاجني ولم انتبه الي الهاتف .." سكتت لثواني .. تحاول فهم نبره صوته الحزينه بعض الشيء. .. قالت متوجسه " هل هناك شيء .. هل والدتك بخير .. صوتك منزعج و حزين " تنهد مره اخري و اخترقت انفاسه اذنها و قلبها " لا تشغلي بالك .. انا بخير .. انا يجب ان اغلق الان .. اراكي غدا عند نور " و اغلق الهاتف دون تفسير لهذه الحاله .. مما جعل قلقلها يتضاعف .. و تاكدت بحدوث امر جلل معه ..


اليوم التالي ..

منزل نور و كريم ..
كان مالك لا ينظر اليها ... او يتعمد الا ينظر اليها .. حين دخل عليهم البيت كانت تجلس هي و نور و عاليا .. دخل ييحث عنها بطارف عينه .. ابتسم قلبه داخليا حين وجدها .. و لكنه تذكر وجيعته بالامس .. هي ايضا كانت تحاول طوال اليوم الدخول لعينيه و روحه .. ولكنه تهرب منها بنظراته .. ابتعد عنها قدر المستطاع .. كان يختلس النظر اليها دون ان تدري .. ليشبع قلبه برؤيتها علي الاقل ...

كانت الجلسه جميله وسط اصدقاء الجامعه .. و تذكروا احلي المواقف .. كان الضحك يمليء المكان خصوصا حين يجتمع مالك و كريم سويا .. الا عاليا التي كانت ساهمه في بعض الاوقات كأنها في واد اخر ..
حينها كان يجلس بالقرب من شجن احد اصدقائهم ..حيث كان يكن ل شجن بعض المشاعر ايام الجامعه ولاحظها مالك وقتها .. ازداد الحديث الجانبي بينهم .. مما لفت نظر مالك الذي كان يراقبهم خفيه بدأ يكز علي اسنانه من الغيظ و يقبض علي كفيه بقوه .. تمالك نفسه حتي لا يجذبها من هذه الجلسه بالقوه ..
حاول التحامل علي نفسه .. لكنه وصل الي قمه غليانه حين لمح ضحكهما بطارف عينيه..

قام من مكانه بعنف ينادي عليها بطريقه لفتت الانظار له " شجن ... اريدك في موضوع هام .. " سكتت الضحكات والهمهمات .. ولا يسمع الا الصمت .. الكل ينظر في توجس .. قامت شجن في حرج تتلفت حولها ثم تنظر لبركان عينيه .. تحركت معه حتي الشرفه ...
وقف بجانبها يغلي و يقبض يداه داخل جيبه يداري انفعاله .. نظرت له وقالت متزمره
" ما هذه الطريقه يا مالك .. كيف تتعامل معي هكذا امامهم .. " كز علي اسنانه و قال بفوران اعصابه .. " اسكتي يا شجن حتي لا ألقيك من هنا .. انا غير مسؤل ولا واعي في هذه اللحظه "
نظرت له بخوف ثم اقتربت حين استشعرت حالته الغريبه اوقفها حين قال بغضب " حين نعود لا تعودي لتجلسي بجانبه .. لا تضطريني انا ألكمه في انفه هذا اللزج .. " لا تعرف ما سر هذه الفرحه في قلبها الان .. وكيف تفرح في هذا الموقف .. ولكنها استشعرت غيره في عينيه .. مالك قلبها بدأ يشعر بها .. هل يوجد اجمل من هذا الشعور .. ابتسمت رغما عنها .. فلاحظ ابتسامتها .. فقال بغيظ اكبر .. " لا تستفزيني بهذه الابتسامه المستفزه .. حتي لا ألكمك انتي ايضا " استدار يوليها ظهره .. يداري انفعاله .. حينها اتسعت ابتسامتها بفرحه ..ولكنها لم تدم
حيث اضاف مالك بسخريه متألمه " مبارك عوده خطيبك .. لقد رأيتكم بالامس... في نفس المكان ."
تشنج جسدها .. و شحبت ملامحها فأدركت ان القادم اصعب مما قد تتخيله ..

قالت متلعثمه بخوف و جسدها كله ينتفض
" مالك .. انااا .... انا لست مخطوبه "


انتهي الفصل التاسع
اتمني يعجبكم
ومستنيه تعليقاتكم .... اوي🙏🙏
قراءه سعيده 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس