عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-19, 09:57 PM   #575

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


" شمس... شمس.."

مجفلة رمشت بعينيها وهي تلتفت لمعاوية الذي كان يناديها منذ دقيقتين دون أن يلاقي ردًا... ابتسم لها بحنانه المعهود وتقدم ليجلس بجانبها محيطًا كتفها بذراعه هامسًا وهو يقبل جبينها :
" كيف حالك حبيبتي..."

ردت بهدوء :
" الحمد لله"

لمس جبيرة قدمها وهمس بسعادة :
" سنذهب غدًا لنفك الجبيرة..."

فرحت بالخبر جدًا لا سيما والجبيرة تقيد حركتها جدًا مع أنها تشعر بتحسن قدمها بشكل ملحوظ... ابتسمت له ابتسامة واسعة وهي تهتف براحة :
" وأخيراً... كانت تضايقني... "

قبل خدها وقال بمشاكسة :
" هنا خبر آخر أيضًا..."

التمعت عينيها فضولًا وانتظرت متابعته للكلام ليعانق كفها قائلًا :
" سنعود للبيت بعد غد..."

انتابها العديد من المشاعر المختلطة... مشاعر لم تعرف ما هي حقًا ولم تستطع تفسيرها.... قالت بتردد :
" حقًا... "

هز رأسه ببهجة :
" أجل... لا تعلمين كم اشتقت لكل شيء هناك... لم أحبذ العاصمة يومًا "

قالت بفتور وهي تشرد بعينيها :
" هذا رائع... "
قطب وهو يرى ردة فعلها المختلفة عما توقع... وضع كفه على خدها وقال بقلق :
" ماذا هناك حبيبتي..."

نظرت له بتوهان أقلقه أكثر ولم ترد فشجعها قائلًا بحب :
" أخبريني حبيبتي... لا تتركيني فريسة للقلق.. "

وضعت يدها على صدره وقالت كطفلة ضائعة :
" إنه ليس أمرًا مقلقًا حقًا....لكن... الأمر فقط أنني أحلم هذه الأيام أحلامًا كثيرة تشتتني... "

قبل كفها على صدره وقد استشعر أهمية ما ستقوله :
" ما محتوى هذه الأحلام.... "

مسحت وجهها ثم نظرت له بتلكؤ :
" الكثير... أحلم بك... بلقطات من طفولتنا... أحلم بوالديّ.... أحلم.. به "

ازدادت عقدة حاجبيه وسأل :
" من هو... "

شحوب ملامحها بات جليًا ثم نظرت له وكأنها تخاف من ردة فعله وهمست ببطء :
" غـ.. غسان "
هذه المرة كان دوره ليشحب... تراجع للخلف نافضًا إياها عنه دون شعور صارخًا :
" ماذا!!! "

أمسكت ذراعه وهتفت بتوسل وهي تمنعه من الوقوف :
" انتظر... أرجوك..."

كانت ملامحه محمرة غضبًا وشعورًا آخر ليقول بحدة :
" هل يتسلل إلى أحلامك أيضًا... يا للروعة... "

قالت وهي تنظر لعينيه :
" ليس كما اعتقد..."

بادلها النظر وقرأ تلك النظرة في عينيها :
" أنا أعرف كل شيء شمس... لا تظني أن بإمكانك أن تخفي عني شيئًا... "

أغمضت عينيها وهي تتكأ برأسها على صدره :
" لقد تذكرته... "

هنا ظهرت ملامح الغيرة الوحشية على وجهه وقال وهو يشد على أسنانه بغضب :
" هذا ما كنت أخاف منه..."

رفعت رأسها بذهول فأكمل بابتسامة مجروحة :
" كنت أعرف أنه سيأتي يوم وتتذكرينه... تتذكرين رفيق طفولتك الدائم... تحنين إليه... وتحزنين على نهايته.... ثم تنسين كل شيء...."

فغرت فمها وهي تسمع كلامه وهمست :
" هل يجب ألا أنسى شيئًا... "

هزها من كتفيها وصرخ :
" بل يجب ألا تحنين إليه..."

دفعها وتحرك خارجًا لتلحقه بصعوبة وتصرخ هي أيضًا شاكرة أن لا أحد بالشقة الآن :
" أيها الغبي... "

التفت لها غاضبًا فهمست بتعب ودموعها تنهمر :
" أيها الغبي... كيف يمكنك أن تفهم الأمر بل وتحوره هكذا... "

هم ليتكلم فمنعته قائلة بألم :
" في مرحلة من حياتي... لم أكن أعرف غسان... لم أكن أتذكره وكأنه لم يكن موجودًا أبدًا... لكن عاد وظهر... بهيئة مجنونة وحشية... كنت أظنه مهووس مريض وحتى عندما أخبرني بكل الحقيقة لم أتذكره.... "

تقدمت منه وحدقت بوجهه الجامد لتكمل وهي تسمح دموعها بكفيها ببعض القوة :
" لقد كرهته... كرهته جدًا... ثم فجأة بدأ يزورني بأحلامي على هيئة مراهق أقرب إلى الطفل... على هيئة تناقض ما رأيته منه.... أنا لا أتذكر كل شيء لكنني استطعت التوصل لهويته ومعرفة من يكون بالنسبة لي..."

رفعت يدها لوجهه تلامسه بنعومة حزينة :
" لقد مات يا معاوية.... أمام عينيّ "

تآوه وهو يضمها لصدره بقوة هامسًا بوجع :
" ولقد مت ألف مرة وأنا أراكِ هناك مكدومة تصرخين بانهيار...لا تعلمين كم هو صعبًا علي... موجعًا لدرجة كبيرة... "

عانقت رقبته بذراعيها وشهقت :
" بل أعلم.. أعلم جدًا.."

دفن رأسه برقبتها وأنفاسه تتحشرج مانعًا نفسه من أن يبكي لتصله همستها التي أوقعت به شعورًا لم يدركه:
" معاوية... هل تعرف أين دفنوا غسان... "

*************************

أصوات الموسيقى الهادئة تختلط مع أصوات الهمسات الأنثوية والضحكات الرجولية... تضمهم قاعة كبيرة بألوان جدرانها الدافئة وأضوائها البسيطة الأنيقة...بينما تتنشر طاولات عديدة يحيطها قماش أبيض ناعم وكراسي بلون أزرق غامق.... الأضواء تتمواج ما بين الأبيض المشع والأصفر الهادئ.... والحضور لم يكن كبيرًا بل اقتصر على أفراد العائلة وبعض الأقارب والمعارف.... حفل زفاف يخلو من النفاق والرياء... يخلو من الابتسامات الصفراء والنظرات الحاسدة الغيورة....
وقفت علياء ببهاء وهي تراقب الجميع بنظراتها القوية الثاقبة... نظراتها ترتكز بشكل محدد على ابنتها مايا المتألقة بفستان أزرق ناعم تقف مع إحدى الفتيات وتتحدث معها بابتسامة مزيفة.... لم يكن زوجها معها وقد حرصت على تحذيره وبشكل جيد من أن يخطو خطوة داخل الحفل... لم يهمها أن يتكلم الناس... لم يهمها شعور ابنتها الآن فهي ستسعى لأن تخلصها من هذا العقرب السام... هذا الذي تجرأ وفكر بأن يخطو حدودًا ليست مسموحة له.... قضية الاختلاس كانت مقدمة البداية... وما زالت تريد أن تريه من هي حقًا فيبدو أنه نسيَ!

جالت بنظراتها على الحفل ورغم عدم رضاها عن مستوى الحفل لكن ماريا أحبته وبدت سعيدة به فلم تملك أن تعترض أكثر... وهي ماذا أرادت أكثر من أن تسعد ماريا؟

متوترة بل بغاية التوتر كانت تقف بوسط الغرفة... أصابعها تلامس التطريزات اللؤلؤية لفستان حفل زفافها... بينما شفتيها المصبوغتين بلون وردي ترتجفان .. قلبها ينبض بقوة ويكأنه سيخرج من مكانه بأي لحظة أما عقلها ما فتأ يخبرها بإلحاح " اليوم زفافي... زفافي أنا ووليد"
أغمضت عينيها وقالت :
" سكينة... كيف أبدو..."

ردت سكينة بابتسامة مبتهجة :
" تبدين بغاية الجمال آنستي..."

عادت ماريا لتسأل لكنها وجهة سؤالها كانت مختلفة :
" أفنان... هل أنا جميلة حقًا..."

وقفت أفنان أمامها وأمسكت بكفها قائلة بسعادة صادقة :
" مبهرة... كما دائمًا.."

تشبثت بكفها وهمست دون أن تستطيع :
" أنا خائفة..."

قبلت أفنان خدها وشدت على كفها :
" سأبقى معك لا تخافي... هيا بنا لننزل... وليد ينتظر.."

عند نهاية الدرج العريض كان يقف وليد بكامل حلته... يبدو وكأنه قد صغر بالعمر عشر سنوات بينما فراس يقف بجانبه ويمسك كفه وهو ينظر حوله بفضول طفولي.... انتبه وليد لصغيره الذي يحاول أن يفلت يده منه ويبدو أن هناك ما لفت نظره فتركه وراقبه يبتعد قافزًا بشقاوته المعهودة.... تنهد بارتعاش.... اليوم زفافه... ليلته المنتظرة... ليلته التي لا يعتقد أن هناك ما يشابه كمالها....رفع عينيه لتتجمدا على الهيئة الواقفة أعلى الدرج... هيئتها الحبيبة وهي بأبهى طلتها.... فستانها الأبيض يحيط بها بملوكية وحجابها الذي يشابهه لونًا يلتف حول رأسها ورقبتها بتطريزاته الناعمة اللامعة تعلوه طرحة بيضاء طويلة تلامس الأرض...
ابتسم بذهول هامسًا :
" ماريا..."

وكأنها سمعته فقد ارتسمت على وجهها ابتسامة لأول مرة يراها.... ابتسامة عاشقة... ونزلت الدرج ناحيته ببطء وحذر تقف بجانبها ابنة خالتها التي قد تعرف عليها خلال الأيام الماضية ماحيًا بعقله موقف رؤيتها لأول مرة.... وقفت أمامه فرفع كفه المرتجفة ووضعها على كتفها بينما ينخفض ليقبل جبينها قبلة قوية وكأنها ختم ملكية... تأبطت ذراعه بصمت وتوجها الاثنان إلى زفافهما.... إلى حياتهما القادمة... معًا...


يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس