عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-19, 12:06 AM   #20

Shimaaantar

? العضوٌ??? » 437008
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Shimaaantar is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر .....

الخداع ....كم هو مؤلم ان نفقد اهم من لدينا لمجرد كلمه او فعل .. والاصعب شعور افتقاد الثقه عند ممن اسكناهم تجاويف الفؤاد ... فجرح خداع الحبيب دائما ما يكون مؤلما لانه يأتي مباغتا ..دون سابق انذار .. دون ان نتوقعه ..

" مالك .. انااا .... انا لست مخطوبه "
ما اسهل نطقهاا.. و ما اصعب وقعها .. تسمر مالك مكانه يرفع رأسه بعينين متسعتين .. تكاد تخرج من محجريها .. استدار بكليته اليها علي نفس النظره المصدومه مستفهما
" نعم .. ماذا قلتي .. "
ارتعدت من هيئته المخيفه .. و طوفان الغضب القادم من عينيه .. كانت تقبض كفيها بجانبها .. محاوله اخفاء توترها ولكنها رفعت ذقنها بثقه ذائفه قائله " كما سمعت يا مالك .. انا لست مخطوبه .. لقد فسخت خطبتي بعد اربعه اشهر من اتمامها " .. اقترب خطوه و عينيه يزداد اتساعهما .. فابتعدت متوجسه خطوتين للوراء ..
قبض علي معصمها بقوه آلمتها و رفعه وهو يهدر من بين اسنانه غاضبا " لست مخطوبه .. تخدعيني كل هذا الوقت .. وانا .. وانا المغفل الذي يبكي اطلالك .. و يعيش ذنب فقدانك "

ازداد فحيح غضبه قائلا " تخدعيني يا شجن .. تجعليني اعيش في كذبتك كل هذا الوقت .. انتِ يا شجن "

هدر بجملته الاخيره بعنف مما جعل كريم ينتقض قائما من مكانه سريعا يتوجه اليه .. دخل عليهم الشرفه .. يجد مالك يقبض بشده علي معصم شجن و غضبه يخرج من عينيه .. التفت اليه مالك علي نفس النظره و ادرك في هذه اللحظه من نظرات صديقه انه تجاوز في غضبه .. ترك معصمها ببطيء .. و ابتعد عنها ..ثم التفت يخرج دون ان ينظر لاحد .. صافقا باب منزل صديقه بعنف مما جعل الوجهه تحدق في بعضها البعض في وجوم متسائلين ماذا يحدث ..

نظر كريم لشجن مستفسرا يهز رأسه .. و رأي تجمع دموعها داخل عينيها و التي تأبي خروجهم .. خرجت هي الاخري خلفه .. و وقف كريم ينظر لخرجهم بأسي ..

خارج البيت تحرك مالك يستشيط غضبا .. تجمد مكانه حين سمع صوتها من بعيد لكنه
لم يستدر اليها ..
"مالك انتظر من فضلك .. "
هرولت اليه بانفاس متقطعه .. التفت تقف امامه و قالت بحذر " مالك .. انا لم اخدعك .. كنت سأصارحك منذ رأيتك و لكني في كل مره يتلجم لساني .. واخر مره التقيتك بها كنت سأ .. " ابتلعت كلامها حين هدر فيها غاضبا ..

" وقبل ذلك يا شجن .. هل كنت تعلمين مدي عذابي وانا علي بعد ملايين الاميال احتاجك .. احتاج سماع صوتك .. اتعذب ببعدك عني .. في اشد اوقاتي ضيقاً كنت لا اريد سواكي .. كنت امنع نفسي عنكِ .. تعذبت مرارا لاقتلعك من داخلي .. " تحدق في وجهه بنظرات متوتره .. هل تفرح لهذا الهجوم ام تغضب .. هل قلبه من يحتاجها .. ام يحتاج دعمها ... حاولت ان تلملم دموعها داخل عينيها وقالت بنبره ثابته
" ماذا كنت تريد مني يا مالك .. وقتها تحديدا ماذا اردت " اشاح بوجهه جانبا يتنفس بعنف ويضع كفيه علي خصره .. ازداد لهيب نبرتها و قالت بحده " انت لا تري غير مالك ... تحتاج من يسندك .. يكوون بجانبك .. اما انا ادور حول ما اعانيه وما يتصدع بداخلي .. هل وصلك لاي مدي كان احتياجي اليك .. الي اي مدي كنت اموت بدونك .. كنت اجول الطرقات ابحث عن طيفك في كل مكان .. "
سكتت لثواني تستجمع نفسها .. ثم اضافت بدموع لم تستطع كبحها " كنت انت من احتاجه بجانبي .. من كل الدنيا لم ارد سواك .. ماذا فعلت ضربت بي عرض الحائط .. "

اقترب خطوه اخري .. و هو داخله يثور كالبركان .. يخرج غضبه في عينيه .. ثم قال ضاغطا علي كل حرف " خدعتيني يا شجن .. "
اطرقت في حرج .. ثم اضاف " انتِ الوحيده التي استثنيتها من اي قواعد .. من اي قوانين وضعتها لنفسي .. لم ولن اثق بإنسان كما وثقت بكِ .. انت بمكانه لم يستطع احد الوصول اليها .. كنت اعتقد انكِ كتاب مفتوح امامي .. ادركت الآن انكِ مثلهم جميعا .. "
اظلمت عيناها من هول التشبيه .. من رصاص كلماته التي تنطلق بلا هواده .. قالت بنبره يملؤها الأسي و الخذلان
" انا يا مالك بعد كل ما مررنا به .. كل هذا انا " قال مبتسما بسخريه يشدد علي كلماته
" انت مثلهم جميعا .. تستلذين بعذاب الاخرين .. و لكن انا لست اي شخص .. انا رفيق العمر كما كنت تتغنين دائما يا رفيقه العمر .. فعلت مثلهم جميعا .. شكرا لك يا صديقتي .. يا ثقتي التي كانت ليس لها مدي .. "
تحرك ليرحل .. و لكنه استدار لينهي ما بدأه بعينين غاضبتين خسرت خساره فادحه للتو ..
" انتي من تشبثت بها و خرجت بها .. ولكن الآن اذا كانت روحي بيدك سأزهقها بيدي يا شجن .. ولن تستلذي بعذابي لن تهنأي بعذابي " ..قالت شجن باكيه و لكن بثقه و تحدي " اطمئن لقد ازهقتها بالفعل .. ازهقت روحك و روحي يا رفيق العمر .."

افترقا كل في طريقه .. كل منهما يحمل مشاعر محطمه واشلاء حكايه ممزقه ..كل منهما يحمل رصاص كلمات الاخر التي اخترقت صدره و قلبه .. كل منهما افترق في طريق لكن روح كل منهما تسري في شريان الاخر .....


.............. ................


وصلت عاليا امام البنايه .. تتحرك في جمود .. كإنسان آلي ..او جسد بلا روح .. كطائر فقد موطنه واصبح هائما بلا مأوي .. دخلت البنايه بنفس الخطوات الحزينه .. حتي وصلت لشقتها فتحت بابها و .. قبل ان تخطو للداخل كان قد وصل إليها .. قال بحزن دفين .. حزن بفقدان عزيزته ..
" عاليا .. انتظري .. "
التفتت برأسها إليه .. وقالت بكل أسي اللحظات السابقه .." لن استطيع يا ابيه .. اتركني الان ارجوك .. "
اقترب منها يقول بعشق الاب والاخ و الحبيب .. " عاليا .. رجاءا .. لن اطيل .. " اطرقت لثانيه ثم أشارت له ليدخل ..

في الداخل اقتربت منه تقول وهي تُشيح بعينيها بعيدا عنه .. " ماذا تريد يا ابيه "

اقترب يقول بثبات و حزم شخصيه حمزه القويه و الدافئه بنفس الوقت ..
" جئت اعتذر يا عاليا "
التفتت بعينيها اليه مصدومه مره اخري .. كل تصرف من حمزه في الآونه الاخيره اصبح غريبا .. وكل تصرف منه يصدمها اكثر من ذي قبل
قالت بتعب " ولما الاعتذار يا ابيه .. و عما تعتذر .. لم يحدث شيء لتعتذر .. "
قال بنفس الثبات و عينيه في عينيها ..
" بلي فعلت .. فعلت ما وجب الاعتذار عنه .. سامحيني عاليا لم اكن بوعيي .. " اطرق و رجع لعينيها مره اخري ليضيف " رأيت في عينيك خوف و هلع مني انا .. لاول مره .. لن اتحمل خسرانك يا طفلتي .. لن استطيع ان اري خوفك مني و الخذلان الذي يظهر في عينيك .. "
نزلت دمعه وحيده وسط حاله الجمود التي تعيشها .. فأضاف حمزه وهو يقرب اصابعه ليمسح دمعتها ولكنها تجمدت في الهواء " لن اتحمل هذه الدموع بسببي .. هذه الحاله الحزينه بكي "
خطت عاليا بعيدا عنه و قالت
" انا فعلا ارتعبت .. ولكن ارتعبت لفقدانك .. هل تعلم ان اعظم حب بداخلي هو حبي لك .. حبي لك الاخوي .. فارق السن بيننا جعلني اضعك في مكانه الاب والاخ الكبير .. و هذه المكانه اغلي عندي من اي حب او زواج .. "

رجعت اليه و نظرت في عينه وسألت بتحدي
" هل تستطيع ان تجعلني استعيد هذه الحاله .. استعيد اخي حمزه .. ؟! "
هزت رأسها بيأس واضافت " اعتقد ان ما حُطم بداخلي في هذه الليله لن يعوضه اي شيء .. لن استطيع ان اراك اخي .. لن استطيع ان احتمي بحضنك من غدر الناس و الزمن .. خذلتني كأخ يا ابيه .. "
اقترب يقبض علي ذراعيه و في عينيه دفيء و ثبات " عاليا ... انا لم اخطيء .. ان قلبي ينبض لك انتِ .. هل تعلمين معني ان تعيشي و تتنفسي فقط لأجل شخص واحد .. قلبِك ينبض به و له .. سنين و انا احمل فوق صدري ابيات من عشق ولكني دفنتها داخلي .. حتي لا اري هذه النظره في عينيك .. حتي لا اخسرك .. كنت علي استعداد ان اكون جانبك بأي شكل و صفه ولكني .... ولكني ضعفت .. خُفت من المجهول .. حين تخيلتك في احضان شخص اخر .. لم استطع كبح نفسي .. "

ضيقت عيناها قليلا .. تتأمله .. كأنها تتعرف عليه لاول مره .. تستكشف دواخله .. تطّلع علي غياباته .. فأضاف بنفس الثبات و بنبره دافئه " انسي كل ما قلته .. انسي اليوم بأكمله .. و عودي الي يا عاليا .. عودي طفلتي .."
نظرت له نظره انكسار قائله " ليت ما نفقده نستطيع اعادته بهذه السهوله يا ابيه .. ليت تشكيل مشاعرنا و قلوبنا بإيدينا .. "
نظرت الي يديها المتشابكه في صمت .. ثم رفعت رأسها اليه بثقه وقالت " اتركها للايام يا ابيه .. علها تمحو هذه الغمامه .. "
تركته و استدارت تتدخل غرفتها .. وقف ينظر لبابها المغلق .. كان يتنبأ بحدوث كل هذا .. ولكن لم يتخيل ان يفقدها بهذا الشكل .. هل اخطيء حين تسرع في طلبه .. ولكن يجب ان يمهلها بعض الوقت .. كي تخرج من حالتها المنعزله ....
فخرج من بيت عمه وهو فاقدا للحياه .. بدون ضحكه طفلته هو فاقدا لروحه ....


في غرفه عاليا ..
اخذت تحدق لنفسها في المرآه بذهول .. لا تفهم حقا ما تمر به و ما ينتابها .. تتذكر كلامه معها .. و تشعر بنغز في صدرها .. من الصعب ان تري حمزه حزينا و بسببها .. و لكن صدمتها اكبر من ان تستوعبها الآن .. ..

سمعت طرقا علي الباب التفتت لتجد والدها يدخل .. فلم تشعر الا وهي تقوم من مكانها .. تهرول اليه دافنه نفسها في احضانه ..
تحتاج هذا الحضن الآن .. فحضن والدها هو اكثر الاماكن اتساعا .. وقتها تنقشع كل الاحزان .. ويحل محلها دفيء ابوي خالص ..

ربت علي شعرها بحنان .. و اسند ذقنه علي رأسها .. بعد دقائق صمت لا يسمع الي صوت انفاسها التي هدأت عندما دخلت ملجئها ...
قال والدها بحنان كلماته
" هوني علي نفسك يا ابنتي .. لا تحاكمي حمزه علي ما يشعر به .. انتِ لا تعلمي ما يكنه لكِ بقلبه يا عاليا .. "
تركت حضنه تنظر إليه بعلامات استفهام و تعجب تخرج من عينيها ثم قالت " هل كنت تعلم يا أبي .. "
تركها و ليجلس علي طارف سريرها..
" كنت اعرف حتي قبل ان يدرك حمزه ما في قلبه .. "
اخذت تحدق في وجهه بغرابه ما تسمعه وما تشعر به ثم اضاف " حمزه يعشقك يا ابنتي .. تعلّم قلبه ان يُحب علي يديكِ .. احتوي كل ما في قلبه و اخفاه حتي عن نفسه .. خنق احساسه بيده .. حتي لا يٌخطيء وحتي لا يخسرني و يخسرك .. حمزه رجل قلّما تجديه في هذه الحياه القاسيه .. "
اقتربت عاليا بخطوات ثابته بطيئه .. تكاد تجزم انها تحلم .. تعيش مع أُناس لا تعرفهم مطلقا .. حدسها يخبرها بشيء لا تفهمه .. " ابي بما تُطمئني .. انا اعرف ابيه حمزه جيدا هو من رباني معك .. هو حارسي وسندي .. هو اخي الذي لا اعرف سواه .. لكن من تتكلم عنه الآن لا اعرفه .. شخص اخر .. ماذا تنتظرون مني .. ان اطير من السعاده .. لا يا ابي .. انا فقدت اخي في هذه اللحظه و هذه اكبر خساره عشتها بحياتي .. ليته ظل اخي ..
حتي وان لم اتزوج لباقي عمري ... "

جلست بجانبه بوجه حزين تطرق في أسي
رفع والدها ذقنها ينظر داخل عينيها قائلا ..
" عاليا اعطيه فرصه .. و اعطي لنفسك بعض الوقت لتستوعبي .. لا تجعليه يكره نفسه لخسارتك .. و يكرهني لأني السبب "

اتسعت عيناها فجأه عند هذه الكلمه وقالت متسائله " ماذا تعني .. هل لك يد بهذا يا أبي"
رد بثبات " نعم يا عاليا .. انا من طلبت منه ان يتزوجك .. " قامت منتفضه من مكانها تحدق به بصدمه .. ثم قالت
" انت من طلبت هذا.. لماذا يا ابي " قام من مكانه .. يحاوط وجنتيها بكفيه .. ويقول " لأنه يعشقك يا ابنتي .. ولأني اخاف تركك وحيده في الدنيا من بعدي .. ولن اطمئن الا لوجوده بجانبك .. لم افعل هذا الا بيقيني انكِ تسري بداخله .. وهو لم ينطق لم يقل سره ..ولكن فضحته عيناه اينما تواجدتي أمامه .. "
سكت عن كلامه يتأمل عينيها الجميله بدموعها المتجمعه داخلها والتي تشبه عيون والدتها ..
" تذكري انها امنيه لي يا عاليا .. اذا فارقت هذه الدنيا .. لن تحتمي الا به .. سيكون حضنك الدافيء .. يكفي ما في قلبه لك ليغمرك به ما حييتِ .. "

جرت الدموع في مقلتيها و نزلت علي وجنتيها .. فدخلت الي حضنه مره اخري تحتمي قائله " لا حرمني الله منك يا وسيم .. اطال الله في عمرك يا حبيبي " و اخذت تبكي بحرقه ومراره ما تشعر به من اضطرابات و اتقلابات داخلها ..
تبكي بداخل حضن والدها و هو يمرر يده بشعرها بحنان .....


.............. ..............

مساءا ..

غرفه نور و كريم ..

اخذ كريم حمامه وخرج يلف جزعه بمنشفه كبيره.. حين خرج وجد امامه لوحته الجميله بقميص ذهبي من الحرير ترتدي فوقه مئزرها الناعم.. لم تنته لوجوده المسحور خلفها .. ساحرته الجميله ببشرتها الببضاء والتي تضيء تحت اللون الذهبي الذي ترتديه .. تحرك ناحيتها يحتضن خصرها .. اختضت من حركته المباغته .. التفت اليه تضربه بخفه علي كتفه العاري تقول
" افزعتني يا كريم .. متي ستنتهي من هذه الحركات الطفوليه .. " ضمها لصدره و ابتسم قائلا بهمس بجانب اذنها .. " لا اعتقد انني سأنتهي .. ما دمتِ تظهرين امامي فجأه بهذا السحر .. تجعليني افقد رشدي .. والله سأجن قريبا .. "
اقترب بوجهه يقبلها بجانب شفتيها بخفه .. و بداخل تجويف رقبتها .. استجابت له وضاعت من لمساته التي تذيبها .. ابتعد مره اخري يلهث .. يتأملها و يمليء عينيه بجمالها .. ابتعدت عنه مبتسمه فاستدار الي دولابه ليخرج ملابسه .. قالت له نور باستفهام متسائله
" كريم .. ماذا يحدث مع صديقك .. "
نظر اليها لا يعرف حقا ماذا يقول .. ان احوال مالك غريبه .. رغم انهم اصدقاء منذ سنوات كثيره .. و يعرف جيدا ظروفه الصعبه والتي صنعت منه شخصا عنيدا .. مندفعا .. غاضبا رغم مرحه الدائم .. ولكن منذ فتره طويله لا يفهمه .. ومالك يتهرب منه ..
قال بعد تفكير
" حقيقاً لا اعرف .. هناك شيء حدث بينه و بين شجن .. انتي تعرفي برغم قربهم الشديد .. الا انهم دائمي الشجار .. و بعدها يعودا كأن شيء لم يكن ..."
قالت نور و هي تجلس علي احد الكراسي الموجوده بالغرفه
" هل تعرف ان شجن فسخت خطبتها منذ فتره كبيره .. "
سكت كريم لدقيقه مفكراً فيما تقول من اكتشاف جديد ينضم لما يكتشفه عن هذا الثنائي منذ سنوات .. فقطعت عليه نور تفكيره الذي طال قائله " كريييم .... اين ذهبت " قال كريم متسائلا ..
" منذ متي تعرفين هذه المعلومه .. " ردت نور " اليوم فقط عرفت من عاليا .. لكنني كنت اشك منذ فتره " ثم اضافت
" كريم .. انا موقنه منذ ايام الجامعه ان مالك و شجن لن يفترقا .. هما جزء لن يتجزء .. برغم ان مالك ارتبط كثيرا بأُخريات وبالرغم من نزاعاتهم الدائمه كما تقول .. ولكني كنت اجزم في كل مره انهم لن يكونا إلا لبعضهما البعض .. حتي وقت خطبه شجن .. كانت واجمه حزينه .. بها شيء مكسور بداخلها .. "

ضيقت عيناها بنظرات خبيثه قائله .. " اعتقد ان ما حدث اليوم .. له علاقه بهذا " ظل كريم يحدق بها يجمع افكاره و يرتبها ..
و حين انتهي من ارتداء ملابسه اقترب منها يحني جذعه اليها و يستند الي ظهر الكرسي .. قائلا بإبتسامه متلاعبه وهو يشد طرف رباط مئزرها ..
" دعينا من مالك الآن و اخبريني .. هل احمر الشفاه هذا ثابت ام سيُمحي الآن بتقبيلك .. "

ابتسمت بخجل واقترب منها يلتهم شفتيها .. ولكنه انتفض بعنف حين اجفله رنين هاتفه ..
ذهب ليحضره فوجد اسم مالك امامه .. اتجه بهاتفه يقول اليها ..
" ها هو عفريت العلبه .. " فتح الخط بغيظ ..قائلا " نعم ماذا تريد في هذه الساعه يا .... " رد عليه مالك بضيق " كريم اين انت ... ماذا تفعل الآن " تلعثم كريم و توتر كأنه ضُبط بجرم علي العلن .. قال بوجه محمر

" مم... ما شأنك انت ماذا افعل .. هل تتصل بي الآن لتسألني هذا السؤال " ...
سمع طوفان من الشتائم .. ثم قال كريم وهو يبعد الهاتف عن اذنه " اهدء يا بغل .. ماذا حدث ؟!"
رد مالك بحده " اسمع يا .... انا تحت بيتك .. عشر دقائق و تكون امامي والا دخلت و سحبتك من جانبها .. ألا يوجد حياء ابدا "
واغلق الخط بعنف ..

نظر كريم لزوجته التي تنظر له بعلامات استفهام .. فقال لها يبتلع ريقه من الحرج .. " لقد ذهب عقله .. هل اودعه مستشفي امراض نفسيه لاتخلص منه " ابتسمت نور .. فقال لها " اسمعي . سأخرج له حتي لا يرتكب حماقه وهو بهذه الحاله .. رجاءا .. لا تنامي .. انتظريني و كما انتي ...
ها " ضحكت نور من قلبها فشدها لحضنه و هم بتقبيلها فضربته لتذكره بصديقه .. فهرول الي دولابه يستبدل ملابسه بسرعه و خرج راكضا لهذا المجنون .....


علي مقهي قريب كانوا الصديقين معا .. صامتين .. مالك يكتف يديه و ينظر الي السماء في وجوم .. كأنه يجلس بمفرده ..
اما كريم يضع كفه اسفل ذقنه ينظر الي صديقه في يأس .. ينتظر ان يحنو عليه بأي كلمه .. او يلتفت اليه .. ينظر لساعته كل فتره .. في انتظار انتهاء هذه الجلسه الصامته حتي يعود لزوجته ..
قال مالك بحده " هل ستظل تنظر في ساعتك هكذا .. اذا كنت مللت جلستي اذهب عن وجهي ولا توترني .. "
اخفض كريم يده و اتسعت عيناه و كان علي وشك لكمه .. فقال بغضب
" نعم ..يا حبيبي .. بعد كل هذا الصمت .. لقد ضاعت الليله وانتهي الامر "
نظر له مالك بامتعاض و قال.. " سافل "
نظر له كريم باستغراب اكبر
." يا ابني .. انها زوجتي .. ثم .. لما تتدخل في هذا الموضوع من الاساس " ..
سكت مالك مره اخري ينظر للسماء .. ثم قال هامسا وهو علي نفس جلسته
" كريم " رد كريم بنبره متهكمه وهو يضع كفه تحت ذقنه.. " يا روح كريم "
تنهد مالك و قاال " هل كنت تعرف " قال كريم متسائلا .." ما الذي اعرفه "
تغيرت تعابير مالك وقال بغضب يظهر علي وجهه ولكن بنفس النبره " هل كنت تعلم بفسخ خطبتها " ..
اطرق كريم بنصف ابتسامه .. حين اتضحت أمامه الرؤيه وقال بمكر يرفع حاجبه
" وماذا يهمك او يغضبك في هذا .. ؟ " التفت برأسه اليه " اجبني يا كريم بلا مرواغه .. " ابتسم كريم و قال " لا .. لم اكن اعرف .. ولكني شككت في الامر .."
التفت مالك اليه بجسده وقال " كيف اخبرني .. " قال كريم .. " لم يظهر معها منذ خطبتها ابدا .. بالاضافه الي انها لا ترتدي خاتم " ..
انتبه مالك لتفكير صديقه و كلامه فأضاف كريم بنفس الابتسامه و النظره الماكره
" مالك .. ما سبب ما حدث اليوم .. " رجع مالك لجلسته قائلا " هذا ليس من شأنك " ..

رفع كريم حاجبا واحده وقال بحزم " الهذه الدرجه .. تحبها " اغمض مالك عينيه من تأثير الكلمه عليه و قال لصاحبه وهو ينظر للسماء
" اري ان تهتم بشؤنك و بزوجتك و بقله حياءك "
تأثر مالك من حزن صديق عمره فقال ناصحا له " مالك .. يجب ان تخرج ما بداخلك يا صديقي .. انت صديق عمري و اعرفك جيدا .. انت تحبها يا رجل لا تنكر "
انتفض من جلسته يستدير اليه و يقول بحده " نعم ... نعم احبها .. احبها و اشعر بكل حرف في هذه الكمله "
هدأت نبرته و تغيرت .. اصبحت نبره يملؤها العشق .." اعشقها يا كريم .. وكأني لم اعشق قبلها .. هي اصبحت جزء من روحي من انفاسي .. " قاطعه كريم " اذن لما هذه الحاله يا ابني " ضرب مالك علي سطح الطاوله بغضب وقال
" لأنها خدعتني يا كريم .. جعلتني اعيش سنين غربتي الماضيه اموت بدونها .. اعتقدت اني فقدتها الي الابد ... تعذبت بكونها مِلك لآخر .. لم تكلف نفسها و تخبرني .. تخفف عني تعبي و فقداني وغربتي .. خدعتني يا كريم "

تأمل كريم هيئته المشعثه في ألم .. مهما حدث فمالك صديق طفولته فقال يؤنبه "
هل انت معقد يا مالك .. هل انت مغيب اعمي لا تري "
نظر له مالك مستفهما بغضب فأضاف يقول..
" شجن تحبك ايها البغل "
نظر له مالك محدقا متفاجئا فأضاف صديقه بحزم و حده .. " نعم يا غبي .. تحبك منذ سنوات لسوء حظها المسكينه و جميعنا لاحظنا ..عداك .. "
اهتزت مقلتي مالك في توتر فأضاف كريم
" وللاسف انت ايضا احببتها .. ولكنك جلف ادركت مشاعرك بعد فوات الوقت .. " سكت كريم لدقائق وقال
" هي لها كل الحق .. ومعها كل العذر .. لقد تحملت منك الكثير فلا تكن قاسي معها و مع نفسك يا رجل .. "
التفت مالك يتطلع امامه .. يقلب كلام صديقه الذي صدمه و اوجعه ..
اضاف كريم بنبره هادئه " يجب ان تفكر فيما قلته يا صديقي .. لا تخسر قلب كقلب شجن .. افتح قلبك و عينيك .. ولا تجعل عقدك القديمه تزيل في طريقها كل من احببت "
نظر له مالك بتعجب وقال له
" هذه جملتها .. لقد قالت لي هذا الكلام من قبل "
ابتسم كريم بمكر رافعا حاجبا واحدا وقال بسخريه " عشت حتي اليوم الذي اجدك فيه عاشقاً يا وحش "

تركه كريم و ظل علي جلسته يتأمل السماء التي ترسم وجهها مع النجوم ... كانت مفاجأه فعلا ان يعرف انها تحبه من سنوات الجامعه .. لم ينتبه ابدا لمشاعرها .. الهذه الدرجه كان غافلا عنها.. عند هذه الفكره تذكر كلامها ..

###" انت لا تري غير مالك ... تحتاج من يسندك .. يكوون بجانبك .. اما انا ادور حول ما اعانيه وما يتصدع بداخلي .. هل وصلك لاي مدي كان احتياجي اليك .. الي اي مدي كنت اموت بدونك .. كنت اجول الطرقات ابحث عن طيفك في كل مكان ."####

####" كنت انت من احتاجه بجانبي .. من كل الدنيا لم ارد سواك .. ماذا فعلت ضربت بي عرض الحائط .. " ####

اذن هي فعلا كانت تعشقه وهو كالاعمي لم يري الا احتياجه لها ..انتفض واقفا من مكانه ..يخطو بدون عقل .. ولم يشعر الا وهو يتجه الي بيتها .....


امام بيتها .. ينظر الي شباكها بعينين متمرده .. يخرج هاتفه ليتصل بها .. ولكنها لم ترد .. حين سمع انتهاء الجرس .. عاود الاتصال مره ثانيه و ايضا لم ترد .. احمر وجهه غضبا وقال بعصبيه ينظر لهاتفه " هذا ليس وقته يا غبيه "

كتب لها رساله " شجن ردي .. اريدك في امر هام .. " قرأت رسالته و لكنها لم ترد
فكتب مره اخري بمزيد من الغيظ .. " شجن .. هيا .. لا تكوني سخيفه .. انا اقف امام بيتك .. ان لم تردي سانادي بعلو صوتي من هنا و تحملي انتي وعائلتك هذه الفضائح .. ها "

رأت رسالته فتوجست من جنونه .. ارتدت اسدال صلاتها وخرجت تفتح نافذتها و هاتفها بيدها ..
رأته يقف من بعيد بهيئته المشعثه والذي يبدو عليه الغضب .. ولكنها غاضبه اكثر منه .. حزينه .. مواجهتهم اليوم كانت اصعب من ان تمر ..تركت اثر سيبقي طويلا .. طويلا جدا

فتحت الخط حين وجدته يتصل و قالت بحده
" نعم .. ماذا تريد .. " قال بحده اكبر " اريد ان اراكي "
ضمت حاجبيها و قالت " تراني .. هل جننت .. في هذا الوقت " قال بحده و بدأت نبره صوته تعلو " نعم يا شجن .. انزلي حالا.. "
قالت تعنفه .. " لا يا مالك .. لن انزل ..انت حقا فقدت عقلك .. اذهب رجاءا .. سينتبه لك الجيران "
بدأ يظهر وجهه لها من اناره الشارع فوجدته غاضبا جدا .. هم ليتكلم فقاطعته و قالت
" مالك .. ارجوك .. لا يوجد اي كلام يقال .. لقد قلنا كل شيء و انتهي الامر .. انتهي يا رفيق العمر .. والان رجاءا يجب ان اغلق .."

هدأت حده نبرته وقال " شجن .. انا سأعود بعد يومين" ... حاله من الحزن و الفقد انتابتها وقالت بهدوء و ثبات حزين " وفقك الله يا مالك .. اراك علي خير "

عاود نادؤها ببحه هامسه بها كل العشق ..
" شجن ... " ردت بتحدي رافعه ذقنها ولكنها تموت من داخلها .. " مع السلامه يا مالك " ...

اغلقت الخط وهي مازالت تنظر له .. وهو ظل علي وقفته ينظر لها من بعيد لم يري دموعها في هذا الوقت .. وهي لم تري قلبه بداخله لم تري عينيه تطلب وصالها .. تخاف فراقها ..
اغلقت نافذتها بهدوء و استدارت ترتمي علي سريرها .. تفرغ به دموع القهر و الظلم .. دموع السنين .. دموع عشق مزقها .. عشق دخل بجيوشه و استعمر قلبها .. احتله و دمره ..

اما هو فسار بدربه .. الذي اختاره لنفسه و بنفسه .. يتجرع كأس الحرمان و الفقد الذي صنعه بيديه .. حرمانه من وليفه عمره .. وكل نبته يجيء وقت حصادها .. وهو زرع بيده .. وها هو يحصد زرعته ..


................ ..................

صباح اليوم التالي

دخلت عاليا النادي تبحث عن شجن .. وجدتها جالسه في حزن تدور بإصبعها علي حافه فنجانها .. لا تشعر بمن حولها من البشر ..

جلست عاليا بجانبها تتأملها حزينه .. فقالت " صباح الخير يا شجن ... ماذا بكي يا حبيبتي .."
قصت عليها شجن ما حدث منذ تواجدهم بمنزل نور و قالت بعدها ..
"لقد ذبحني بكلامه يا عاليا .. فقدته ..
انا هنا فقدته و فقدت روحي .. لن اسامحه ابدا .. ابدا "
شدت عاليا علي كف صديقتها وقالت " ان مالك يحبك يا شجن .. انتم تعانون من اندفاع رهيب في الحب و في الغضب .. فهو شعله متقده من نار .. هذه النار تجعلك لا ترين ما بقلبه "
قالت شجن باكيه "سيرحل غدا يا عاليا .. سيرحل و قد ترك بقلبي أثر لن يمُحي .. ما قلناه امس .. حطم اشياء جميله تعيش بداخلنا .. جعل صورتنا في قلوبنا باهته .. مشوهه .....

ردت عاليا بثقه .. " ستُمحي يا شجن .. انتي و مالك ارواحكم متجانسه .. لن تفترقا ابدا .. مهما طالت الايام ... ستعودا .. ستعودا روحاً واحده ....

اطرقت عاليا صامته .. فتوجهت شجن تجلس بجانبها .. وقالت " ماذا بكي يا عاليا .. تبدين حزينه منذ فتره ... هل حدث معك شيء "

ردت عاليا بضعف " نعم .. حدث اشياء .. فقدت اعز ما لدي يا شجن " سكتت عاليا ثم اضافت تنظر امامها بحزن " اخر ما كنت اتوقعه .. لقد طلبني حمزه .. "
هزت شجن رأسها لتستوعب .. وقالت متلعثمه وهي بحاله من الذهول ..
" حمزه ... اي. ... اي حمزه .. ابن عمك .. هل تهذين " .. اومأت عاليا برأسها قائله " نعم .. هذا قمه الهذيان "


رفعت رأسها ببطيء تنظر امهامها .. وجدته يتقدم منها بخطوات ثابته .. بابتسامته الجذابه .. تقدم منهم و قال " صباح الخير .. كيف حالكم " نظرت له عاليا بافتقاد حزين و لم تنطق .. مما جعل شجن تتنحنح و تقول " احمم .. نحن بخير استاذ عنان .. شكرا لك "
عاد بعينيه لعاليا قائلا .. " هل لي ان اتحدث معكي لدقائق يا عاليا "
توترت عاليا تحرك اصابعها .. فقامت شجن بحرج من مكانها تقول .. " سأترككم لبعض الوقت .. اريد اجراء مكالمه هامه " تركتهم و انطلقت ..

اقترب عنان منها يتأمل ملامحها الجميله .. ثم قال " افتقدتك يا عاليا .. اين انتي .. لما تغلقين هاتفك دائما .. ولما لم تأتي .. "
نظرت داخل عينيه و تطرّق لعينيها فرأي فيهما كل الحزن .. قال لها بقلق " ماذا حدث يا عاليا .. تبدين حزينه " .. اطرقت في حزن تنظر الي اصابعها المتوتره ..
" لا شيء يا عنان انا بخير .. بعض القلق علي ابي "
قال بهمس عاشق " اشتقت اليك يا عاليا .. اشتقت الي عينيكي .. كنتِ معي في كل وقت ولكني افتقدكِ افتقدت حتي هذه النظره التي تقتلني بداخل عينيك .. .. ماذا فعلتي بي يا استاذه .. "

تنظر اليه بوله .. بعشق يعذبها لم تكن تدركه الا حين رأته .. و غلاله الدموع بدأت تظهر في عينيها .. قالت بحرج .." وانا ايضا اشتقت اليك يا عنان .. ولكن اعذرني هذه الفتره ..
انا امر بظروف صعبه .. و .. " قاطعها يقول " اششششش ... تعالي معي هيا ... جواد يريد ان يراكِ ... " ثم همس بقربها " يشتاق اليكِ .. جدا ... "

ابتسمت بحب .. و تحركت معه الي الاسطبلات .. توجهوا الي جواد و تلمسته بيديها .. و قالت تهمس له في اذنه .. " اشتقت اليك يا جواد .. و اعلم انك اشتقت الي .. "
نظر لها عنان بطارف عينه يقول بعيون ضاحكه لامعه .. " اعتدتي علي لمس جوادي يا جينيه .. و ايضا بينكم اسرار .. لقد بدأت اغار منه .. لقد وصل الاستاذ جواد لقبك .. وهذا لن اسمح به"
ضحكت لاول مره منذ ايام .. فبمجرد من رؤيه عنان .. تغيرت حالتها .. و بدأت عينيها باللمعان .. و انقشاع الألم بداخلها ...

وبين الحديث والابتسام كانت لمي هناك علي بعد خطوات تشاهدهم عن بُعد .. عيناها إلتقطا ذبذبات عشق بينهم .. توترت و ظهرت نيران غيره بداخلها .. اماتتها .. ضيقت عينيها في توعد ..
فهي لن تخسر عنان .. عنان لها مهما حدث .. ملكها منذ زمن .. لن تفقده .. لن تدعه لغيرها مهما حدث .....

بعد عده ساعات .. التقطت عاليا هاتفها الذي تصاعد رنينه .. و توجست حين رأت اسم حمزه .. ردت بخوف .. " ومع كل لحظه تتسع عينيها رعبا " اخفضت الهاتف من يدها و دموعها خرجت من عينيها تطلب العون ..

نظر عنان لها بقلق و تسائل قائلا .. " عاليا ... ماذا هناك ... ماذا حدث يا عاليا .. "

لم تنطق بكلمه و اسرعت دموعها بالانهمار .. قال عنان بحده " عاليا .. تكلمي رجاءا .. "
التفتت تنظر له بعيون باكيه منهاره وقالت ..

"... ابي ......"



انتهي الفصل العاشر
اتمني انه يعجبكم
ومستنيه رأيكم و تعليقاتكم 😍😍


Shimaaantar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس