عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-19, 10:08 PM   #586

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


انتفضت من نومها برعب وصوت انطباق باب الغرفة القوي جعلها تهب واقفة تراقب اندفاع زوجها مصعب للداخل بعين ترتجف رعبًا....تصلبت مكانها بينما هو توجه نحوها وأمسك بقدمها قميص نومها بقوة حتى تمزقت صارخًا أمام وجهها بأنفاس مشتعلة كالصفعات :
" أخبري والدتك بأن ما حدث لن يمر على خير...لن يمر على خير..."

همست وجسدها ينتفض خوفًا :
" ماذا... ماذا حدث..."

تركها بحدة مما تسبب يدفع جسدها للخلف ليقع على السرير وراقبته يفتح الخزانة ويخرج منها ملابسه ليلقيها بحقيبة سفر أخرجها من تحت السرير... لتنهض وتقف خلفه هاتفة :
" مصعب إلى أين أنت ذاهب... ماذا حدث.. أخبرني..."

توقف عما يفعله والتفت ينظر لها للحظات ثم انفجر ضحكًا كالمجنون ليردد بعدها :
" والدتك اللعينة.... لقد حسبتها بشكل صحيح.... توقعني بقضية اختلاس أموال من الشركة... اختلاس كانت صامتة عليه ولم تتفوه بكلمة... ثم تتسبب بطردي منها... كانت صامتة كل هذا الوقت حتى تلوي به ذراعي باللحظة المناسبة... اللعينة... اللعينة"

خلال كلامه كانت تفغر شفتيها بصدمة وكل الدماء تنسحب من وجهها ولم تجد ما تقوله ليعود ليضحك من جديد... ضحكة سوداء كسواد روحه
تقدمت منه وهمست بخوف :
" لمَ قد تفعل ذلك... ربما هناك سوء فهم... "

حدق بها بقرف ثم هتف مشمئزًا :
" كعادتك... عقلك أقصر وأضعف من أن يستوعب ما أقوله..."

ابتلعت غصة إهانته وأطرقت برأسها قائلة بخفوت :
" إذًا لمَ قد تفعل ذلك..."

ظهرت نوايا شريرة مخيفة على وجهه ثم برقت عينيه بشر واقترب منها.... عيناه السوداء المتوحشة تقابل عينيها البنتيان اللتان ترتجفان ضعفًا وخوفًا ثم ابتسم وبصق سمه :
" ببساطة لأنني لم أحبك... هه... تخيلي... كانت تريد إجباري على حبك بينما قلبي معلق بأحدٍ آخر.... أو لا لا... الأمر ليس كذلك.... لقد صمتت والدتك واختارت أن تعيشين مع شخص يبغضك لكنها ما أن شعرت بمشاعره تجاه ابنتها الأخرى الغالية برزت مخالبها وانقضت عليه....أنتِ أصلًا خارج حساباتها... "

ابتعد عنها وهو يراقب ملامحها التي أصبحت تماثل الجدار لونًا برضا ثم أغلق الحقيبة وحملها وقبل أن يخرج من الغرفة ألقى آخر رشفات سمه :
" آه نسيت أن أقول لكِ شيئًا يا زوجتي العزيزة.... أنتِ طالق "

قدماها تحولتا إلى هلام ولم تعد تستطيع السيطرة عليهما فوقعت على ركبتيها أرضًا وتخاذلتا ذراعيها بجانبها بينما صدى كلماته تدور وتدور من حولها كطوق من نار..... تدور وتدور.

***********************

بابتسامة واسعة... هادئة... تبتغي من خلالها منحه الاطمئنان كانت تمسك بكفه وتسير معه على الأرض الرطبة من مطر أمس... تتخطى الأعشاب التي تلتصق بالأرض كجلد ثاني بخطواتها التي تشوبها عرج خفيف بالكاد يظهر...
وقفا بحيرة أمام المقابر العديدة التي تحيط بالمكان... ورهبة الموت تسيطر عليهما بشكل تلقائي.... لمحت من بعيد شاهد قبر مخطوط عليه الاسم المطلوب فنظرت نحو معاوية وقالت :
" لقد وجدته... هيا..."

كان عابسًا عاقد الحاجبين فشدت على كفه وعقدت أصابعها بأصابعه وقادته معها حتى وقفا أمام القبر الذي يضم تحته جسد الإنسان الذي كان السبب بفرحتها لفترة من الزمن... وتعاستها لفترة من الزمن...
افلتت يدها من معاوية ووقفت تتأمل القبر بعينين غائمتين ووجه بلا تعبير... إنها تعجز لحد الآن أن تحدد شعورها تجاه هذا الإنسان... لكن ما يطفو على السطح هو الشفقة... الشفقة الشديدة وقد كانت قادرة بعد كل ما عاشته أن تستذكر وتشعر بحزنه الرهيب... ظلمه الرهيب.. لقد عاش بحزن وظلم ومات عليهما...
رفعت كفيها تجاه وجهها وبدأت تقرأ صورة الفاتحة بصوت هامس ليتبعها معاوية بنفس الحركة.... دعت له بالمغفرة والرحمة ثم التفتت لخطيبها.... لحبيبها وأمسكت كفه هامسة :
" هيا بنا..."

خطيا مبتعدان عن الماضي... عن كل ما ألمهما... وربما سيألمهما مستقبلاً لكن قطعًا لن يخلف ذات المرارة... وقبل أن تخرج من أسوار المقبرة استدارت خلفها وابتسمت ابتسامة صادقة


انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس