الموضوع: حفيف قلبها
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-19, 10:37 PM   #4

زهور عطره

? العضوٌ??? » 419954
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 190
?  مُ?إني » المدينة لمنورة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond reputeزهور عطره has a reputation beyond repute
¬» اشجع ahli
افتراضي تابع الفصل الأول .....حفيف ...قلبها

تابع الفصل الأول
مرت تلك الكلمات من مهند تكاد أنها لم تمر أصلا على أذن إياد ......لم تعيره اهتمام ولا لحظة من وقته ...غير أنه انطلق ....يهمهم في نفسه .... هي كيف تكون جميلة لهذه الدرجة ...ولما ذلك الجمال يراه كل كلب من كلاب الطرق فهو كان يعتقد أنه أيضا من أولئك الكلاب الذين يتربصون بفريستهم ....غير أنها بدت له غيرهم ....
عينيها ليست كأعين أحد غيرها ...متسعة شديدة الاتساع ولكنها ليست كتلك الأعين المخيفة في وسعها ...على العكس تماما ...كم بدى وسعها مبهرا.. رموشها تنافس حلكة الليل في سوادها وطوله ....أما لونها فلم يرى بجماله أبدا ..ما بين الخضرة والزرقة ومركزها لون كالعسل .....بدى بريقهما مع تلك البشرة الذهبية ساحرا ...حقا ساحرا ...
ثم ....استيقظ من شروده ..يفيق نفسه ....يصرخ فيها ...لابد من احتجابها عن كل الناس إلا هو .
فرك في رأسه يهزها ....
بأي حق له ......كيف اعتبرها ملك له ....وكيف تصرخ مشاعره هكذا لها من أول نظرة ...حتى دون ردة فعل لمشاعرها ......
.....انطلق يدفع قدمه ويحث الأرض تحته إلى حيث هي ..تتسامر وتضحك مع صديقاتها ....صعقت عندما أنذرها رفيقاتها إنه ذلك الشاب منذ برهة ...احدودقت عينيها ....ذلك المجنون فاقد العقل .. .ما الذي جاء به إلى هنا . ....تلبسها الرعب ..فهو يتقدم نحوها ..فأخذت تتقهقر خلفا ...حتى صدمت بأن لا مسافة ورائها تنجدها سوى حائط متصلب ....ارتطم ظهرها به ..فلا منجى من الطوفان ....
.......... أصبحت على مقربة منه مباشرة .....
أسند يديه على الحائط من خلفها يحوطها ...يرمقها بنظرة تتراسل بين أعينهما .......لاسيما أن عينيها قد سكنها الفزع

... ...وهو يقول بجدية لن يسبق لها أن رأتها .....
-من اليوم أنت لي وفقط وستكونين ملكي للأبد ...أعدك ستصبحين زوجتي ...وسأستولي على قلبك...وسأسكنه حتى لو كان رغما عنك ....هذا تحدي بيننا
....صاحت في وجه ....بقدر ما أفزعها هو
-ما تلك الوقاحة منك ....ابتعد عني ....من أوحى لك تلك الخرافات ...التي تهذي بها ....لست ملك لأحد ....لا تقترب مني مرة آخرى ..........لن أتنازل عن مبادئي لأكون للص مثلك يتسكع الطرقات يختلس نظرة هنا ونظرة هناك ......
ضحك بسخرية عندما اختلس نظرة للأرض ومالبث أن أعادها لها ......
-إذن لنرى من سيفوز إذا ....
ثم تركها وتهيأ لمغادرته وهو ويعبث بسلسة حول يديه يرجع طرف عينيه خلفه ...يودعها .....
-سلاما يا حبيبتي الآن ...... وزوجتي المستقبلية
.... رفيقاتها واللائي هربن عند مجيئه إلا من تلصصهن السمع من خلف ذلك الباب الزجاجي ....قد جاءوا مهرولين إليها ....
-أحقا ما رأيناه الآن ....هيا تكلمي ...ماذا كان يقول لك
هل أغضبتيه في شيء لهذا قد أتى .....هذه المرة الأولى الذي نراه يأتي خلف فتاة ....دائما الفتيات هم من يجرون خلفه .......
التفتت حلى إليهن متعجبة أحقا ما تقولانه
رددت الفتيات بذهول نظراتهم تكاد تحرقها ....
-إياك أن تقولي أنك لا تعرفينه أبدا كعادتك ؟؟
ردت وهي تستفهم بنظراتها ....ولما العجب ...إنه لا يثير اهتمامي من الأساس .....حتى إنه إن كررها ...فسأعرفه مقداره ....ومن هو ؟؟؟
جاءت الصيحات عليها ومن حولها تصم أذنها أحقا ما تقولينه .....ألا تعرفينه ...؟؟؟
-فهو الأول على دفعته في كلية العلوم حاصل على براءة اختراع منذ أن كان في المرحلة الثانوية يريد أن يصبح عالم في الذرة ....شهرته واسعة وحصل على عدة جوائز على صغر سنه واستضيف في أكثر من برنامج تلفزيوني ... وسافر أمريكا من قبل .....وفوق ذلك كله وسامته .....
صاحت الفتيات وهن يكدن أن يفقدن الوعي لأثر تلك الكلمة فقط عليهما
نزلت الكلمات عليها تترى لا تدري كيف تلاحق بعضها ... وكيف ترتبها .....ولما بدأت صراعات بداخلها حتى لو أنها كانت لمجرد لحظة عابره ......
قاطعت صراعتها وصرخات من حولها وتقلبها في استعادة الموقف معه متذ برهة .....وهي تصيح وكأنها تريد أن تلجمهم وتلجم نفسها أولا ...لتقطع عليها الطريق من بدايته ....
-حتى لو كان كما تقولون .....فلا دخل لي ...إنجازاته لنفسه تخصه هو وليس أنا ........كل ما يعنيني تسكعه في طرقات الجامعة مع الفتيات في كل زاوية حتى أنه لا يتوارى خجلا ...حتى لو كانوا هم من يلاحقونه ....على العموم هو ليس من يثير فضولي أبدا ...
...أما بينها وبين نفسها .غضت الطرف عن هذا كله .....فصيته يسبقه ...وسوء خلقه لا يختلف اثنان عليه أبدا
أفاقت على همسها في أذن ابنها وهو ما بين دفيء حضنها وحر دموعها
-الخطأ خطأي أنا التي لم أثبت على قراري فيما مضى أو بالأحرى قد أكون لم أقف بجانبه الآن وأتحمل تلك الصراعات لتي قهرت داخله فوق ما يتحمله بشر

حاولت أن تمحي بأصابعها الرقيقة دموعها وهي تحاول أن تفحم ابتسامة متصنعة خلالها ...لعلها تطمئن صغيرها أو تستغفله وتقنعه بأن لا شيء قد حدث ...ظنا منها أنه مازال في الثالثة من عمره وأنه لا يدرك شيء مما يحدث حوله ....
تأملت تلك النظرة منه والتي كانت شبه سابحة في عينيها تقرأ أفكارها ....لكنها سرعان ما قفز إلى قلبها تأمله كعادتها ......فكل شيء في حياتها حتى نفسها التي تنفسه يذكرها بحبيبها وعشقها الذي مهما بعدت المسافة بينهما ما زال يجري في دمائها ..
دندن قلبها ...
-..إنه مثل أبيه ...إنه مثل إياد
يشبه كتوأمه أو قد يكون هذا ما يحلو لها .....
كم كان إياد وسيما .... أوقعها وسامته هذه وخفت ظله في شراك حبه وسار كل شيء كما خطط هو له وأصبحت بالنهاية زوجته .....تذكرت كم كان
شعره بلون عينيه الواسعتين شديدا السواد مثل سواد الليل ينسدل من نعومته على وجه الذي كان كالبدر في تمامه ونقائه وبياضه ....لولا اتساع عينيه لظننته كوريا ....... كانت عندما تتأمله في عينيها تظنه هكذا .....
أردفت أبنها داخل حضنها مرت آخرى ....وهي تشيح بنظرها في المجهول ...تقول بنبرات لا تعرف إلى أي مدى سيكون بلغوها .....
-حسنا سنبقى بخير ....يا بني ....غدا سيكون أفضل بإذن الله
بكت وانتحبت وهي تدعوا الله أن يلهمها ويلهم زوجها ويلهم طفلها صبر فراق أرواحهما لبعضها ...وأن يكون غدا أفضل كما اختارت هي ........
..............يتبع ......................................


زهور عطره غير متواجد حالياً  
التوقيع
جهاد محمد