عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-19, 02:26 PM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عساكم بخير جميعاً ، اليوم موعدنا إن شاء الله لنكمل أحداث روايتنا .. أتمنى أن يكون الجميع بخير و أن تعجبكم الرواية ..

أرجو أن لا تلهيكم الرواية عن أداء واجباتكم و عباداتكم ..

و في نشوة العشق صرنا رماداً ، طِيفْ!

الجزء 2


***

أطل صباح روما الأول على عينيه الذابلتين اللتين لم تناما جيداً منذ زمن طويل .. تسللت خيوط الشمس و أخذت تداعب جفونه برفق حتى فتحها بهدوء ، نظر حوله متعجباً ، مستغرباً المكان الذي ينام فيه ، للمرة الأولى يستقيظ دون أن يرى والدته إلى جانبه ، أطبق عينيه مجدداً لوهلة و هو يستوعب تغير الزمان و المكان .. مد يده ليتناول جواله و ينظر إلى الساعة ، نهض بتثاقل و قال : اوف ، الساعة 10 و نص !
قبل أن يكمل استدراكه لتأخر الوقت ، جاءه اتصال عمر ، الذي جعل التأفف هو أول ما يفعله فهد فور استيقاظه من النوم : آلو ...
عمر : صباح الخير ، كنت نايم ؟
فهد و هو يفرك عينيه : ايه ، توني أقعد ..
عمر : مو مشكلة انت تعبت الفترة الماضية ، يلا قوم تجهز عبال ما أبعثلك السايق ياخذك ..
تأفف فهد و قال : عمي صدقني ماله داعي تكلف على نفسك و على بنتك ، أساساً أنا مالي خلق أروح أي مكان !
تغيرت لهجة عمر إلى لهجة الأمر : فهد ، لا تخليني أجبرك ، قوم و تعال برضاتك ..
رفع حاجبيه مستغرباً ، صمت لثوان ، ثم قال : طيب ، الحين بتروش و بطلع ..
عمر : في انتظارك ..

**

أخرج بذرة الزيتون من فمه ، تناول رشفة من كوب الشاي ، نظر إلى والده و قال : يبه ..
سلطان ينظر إليه : نعم ؟
دون أن ينظر إليه ، و بارتباك واضح أنه يحاول أن يخفيه : يبه أنا عارف إنك كنت صديق عمر حرب ، اللي كان يشتغل عنده مشعل شهران ، اللي انقتل قبل حوالي شهر ..
سلطان : المعنى ؟
يحيى : يعني ، عصام ، مسؤولي في الشغل ، قال لي يمكن عندك معلومات تفيدنا ، يعني عن طبيعة شغل مشعل مع عمر حرب ، و من هالأمور يعني ..
ابتسم سلطان : و ليش يبه خجلان مني ؟ قول عادي ، هذا شغلك .. شوف يبه صحيح عمر حرب صديقي بس أنا ماني على اطلاع كافي بأموره إنت عارف اهوة عايش في روما من 25 سنة تقريباً ، و آخر مرة نزل الرياض كانت قبل سنتين تقريباً ، يعني ما عندي شي أعرفه عنه ، و كنت أشوف مشعل معاه لما يزورني دائماً لأنه كان السايق ..
يحيى : طيب يبه عمر وش طبيعة شغله بالضبط ؟
سلطان و هو يمضغ اللقمة : عمك عمر تاجر ألبان و أجبان ، و عنده مصانع كبيرة هنا ، و لها فرع رئيسي في روما ..
رفع حاجبه الأيسر بتعجب ، أو إعجاب : طيب يبه انت تعرف ولده فهد ؟!
مد لقمة أخرى إلى فمه ، توقف عن مضغها و نظر إليه بطرف عينه : لا ، ما أعرفه !
يحيى : احنا في الشغل مستغربين إن فهد ترك الحارة و انتقل من بيته ، و بعد سافر روما .. يعني و أنا عارف إن أبوه ما كان حيلته شي ، شلون انقلبت أحوالهم بهالسرعة ؟!
نفض سلطان يديه و قال : الحمدلله رب العالمين .. " نهض عن الطاولة و هم بالذهاب " : يبه عمك عمر كان يحب مشعل ، و أكيد يبي يساعد ولده عشان كذا خلاه يستلم مكان أبوه ..أنا بمشي الحين عندي شغل في المكتب ..
يحيى و والدته يقولان بأصوات متفرقة : مع السلامة ..
التفت أم يحيى له و قالت : حبيبي ليش كل هالأسئلة لأبوك ؟ ماهي حلوة بحقه تقعد تحقق معاه !
يحيى : لا يمه ماهو تحقيق ، لو كان تحقيق كان استدعوه للمركز ، بس أنا كان عندي كم سؤال و قلت أسأله لأنه أكيد يعرف شي عن عمر حرب ..
نهض عن الطاولة و سحب مفتاح سيارته و جواله ليضعهما في جيبه ، و يخفي مسدسه في محفظته الخلفية : يلا يمه تآمرين علي بشي ؟
أم يحيى : سلامتك حبيبي انتبه على نفسك ..
يحيى بابتسامة : إن شاء الله ، السلام عليكم ..

**

في إحدى أزقة الحارات الضيقة ، يمشي الناس فيها ذهاباً و إياباً متلهفين لتأمين الرزق و لقمة العيش ، يقبع في الزاوية بيت صغير جداً ، يعيش بداخله أب مكافح ، شاب كثيراً حتى استطاع أن يحافظ على حياة أولاده حتى تلك اللحظة ، و زوجة مريضة لا تملك ثمناً لعلاجها إلا الدعاء ، شاب و فتاة ، تخرجوا من الجامعة ولا زالوا في منازلهم يواجهون الجدران باحثين عن فرصة تخرجهم إلى الدنيا .. يجلسون جميعهم على الأرض يتناولون إفطارهم البسيط الذي اعتادوا عليه ، تجلس شهد إلى جانب أمها المستلقية على الفراش لتطعمها ، يرن جوال طارق ، ينتبهون جميعهم إلى الرقم الذي اتضح أنه خارجي ، يرد طارق : آلو ؟
خلال ثوان بعد تعرف طارق على المتصل ، تبدو عليه علامات الفرحة و الابتهاج : هلا والله يا هلا بأخوي و حبيبي فهد ، شلونك يا رجال وين مختفي ؟ من وين تتكلم ؟
بينما تحاول شهد أن تخفي ابتسامة خرجت من قلب ملتاع لرؤية من كان يسترق النظر إليها دائماً من بعد ، لا يحاول والدها أبداً أن يخفي امتعاضه ، يلقي برغيف الخبز جانباً ، و ينهض بصعوبة من مكانه ، متجهاً إلى مغسلة صغيرة ليغسل يديه ريثما ينهي ابنه اتصاله .. تمد شهد لقمة أخرى لوالدتها ، تمتنع عن تناولها و تقول بصوت متعب : خلاص يمه الحمدلله شبعت ..
شهد ، تسترق النظر إلى والدها لتراقب ردة فعله على اتصال فهد ، تقول بغير تركيز : صحتين و عافية يمه ..
طارق : حبيب قلبي لا ولو ما طلبت شي ، إنت تآمر .. مع السلامة ياخوي مع السلامة ..
أبو طارق بلهجة غاضبة : أنا مو قلت اسم فهد شهران ما ينذكر في هالبيت ؟
طارق : يبه انت شفت إن الرقم خارجي و ماهو مسجل عندي ما كنت عارف إنه فهد ..
أبو طارق : و ليش ما قفلت الخط في وجهه لما قال إنه فهد ؟
طارق: يبه فهد صديقي و أخوي من زمان شلون تبيني أتصرف معاه كذا ؟
أبو طارق : صداقته ما تناسبنا ولا تشرفنا .. و بعدين وش طلب منك ؟
تنهّد طارق ، و أجاب : يبيني أروح لبيتهم الجديد و أتطمن على أمه ، لأنه مو قادر يوصللها .. وما يأمن غير فيني ..
أبو طارق بغضب أكبر : والله حلوة ؟ تشتغل عنده إنت ؟ وش ذنبك إذا هو ما عنده ضمير ترك أمه المريضة و سافر ؟؟
طارق : يبه ما نعرف وش ظرفه ، بعدين قبل لا يكون فهد صاحبي اهوة جاري و أنا ملزم فيه ، و الرسول عليه الصلاة و السلام وصانا بالجار ، إذا مو عشان خاطره ، عشان خاطر أمه المسكينة ..
زفر أبو طارق ، و قال بقلة حيلة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، طيب ، تروح و تشوف أحوالها ، بس المرة الجاي لا كلّمك نبه عليه ما يتصل عليك و ينساك نهائياً ..
انحنى طارق ليقبل يد والده : ولا يهمك يبه اللي تبيه بيصير ..

**

دخل إلى الحديقة ، مرتدياً كنزة بنصف الكم بيضاء اللون و جينز أسود ، وقف في منتصف الحديقة و هو يرى حسناء ترتدي كما يرتدي تماماً ، مع طاقية واقية للشمس ، معلقة في رقبتها كاميرا يبدو أنها حديثة ، و لا بد أنها تأخذ بعض التوصيات من والدها قبل أن تخرج ، لا أدري إن كان لا يأتمنني ، فلِم يجبرنا على الخروج سوية ؟!
بعد ثوان من الانتظار ، تترك حسناء والدها و تتقدم من فهد ، بابتسامتها المزيفة ذاتها ، لا بد أنها مجبرة على الخروج مثلي ، يلوّح عمر لفهد من بعد ، يبادله فهد التحية ، تصل حسناء ، تقف أمامه و تتفحصه بدقة مستغربة صدفة تناسق الألبسة بينهما في هذا اليوم ، عقد حاجبيه : في شي ؟
بابتسامة جانبية : لا ما في شي ، أبوك ما كان أنيق مثلك ..
رفع النظارة الشمسية عن عينيه ، كان على وشك الرد لكنه تراجع ، قالت حسناء و هي ترتكن بنفسها إلى ظهر السيارة : أكيد قاعد تقول لنفسك هذي شلون أمس شعرها قصير و اليوم هالطول .. أحب أقولك هذي وصلات ..
ابتسم فهد : بصراحة ما أركز على هذي الأمور ، و لو ما قلتِ ما انتبهت عالموضوع ..
غيرت الموضوع : تبي تسوق إنت أو أسوق أنا ؟
فهد : رغم إني ماني مؤمن بسواقة الحريم ، بس يلا ، لأني ما أعرف شي بهالبلد تفضلي انتِ سوقي ..
فتحت السيارة بجهاز التحكم ، و قالت و هي تتجه نحو باب السائق : اليوم بخليك تآمن بسواقة الحريم ..
جلسوا في السيارة ، تضع حسناء الكاميرا على المقعد الخلفية، ثم بدأت بتعديل المقعد و المرآة ، شغلت السيارة ، قالت و هي تضع كلتا يديها على المقود : أول شي بنروح نفطر لأني ميتة جوع و أنا ما أعرف أسوي شي إذا كنت جوعانة ..
دون أن ينظر إليها ، و هو يفتح نافذة السيارة : واضح من مسكتك للدولاب إنك محترفة ..
نظرت إليه بطرف عينها : وش تقصد ؟
فهد : لو محترفة فعلاً مثل ما تقولي ، عالأقل تمسكي الدولاب بايد وحدة ، مو بالثنتين !
أجابت و هي تربط حزام الأمان : ما أنصحك تستفزني أو تتحداني ..
ابتسم بسخرية ، و التزم الصمت .. حرّكت حسناء مفتاح السيارة و ضغطت على البنزين بكل قوتها ، حتى شعروا أن السيارة ستحلق في السماء ، انتفض فهد و صرخ : ايش قااعدة تسوي ؟!
بصوت عالٍ و بسخرية : خفت ؟؟؟
خففت السرعة بشكل تدريجي ، التقط فهد أنفاسه و قال بهدوء : أكيد ما خفت من السرعة ، بس خفت من اللي قاعدة تسوق بهالسرعة ..
حسناء : مصر إنك تستفزني !
مجدداً زادت السرعة بشكل فجائي ، ينظر إليها فهد بحقد و يقول : إنتِ طالعة تنتحري ؟ ترا ماني مستغني عن روحي !
حسناء : أجل خلاص لا تستفزني !


**

في الجهة الأخرى ، يدخل يحيى إلى مكتبه ، يرمق رفاقه بنظرات حادة لم يفهموا معناها ، و بعبوس يقول : صباح الخير ..
تبادل عصام و إبراهيم النظرات الاستفهامية فيما بينهما ، ثم يردان بصوت واحد : صباح النور ..
جلس يحيى خلف مكتبه ، قد اعتاد عصام و إبراهيم على مزاجه الصباحي و قلة كلامه ، لكن ما تبين لهم أنه كان على غير عادته ، و أن شيئاً ما يزعجه ، تساءل عصام : وش فيك ؟
رفع نظره : مين ؟ أنا ؟
عصام " ساخراً " : لا أنا !
هزّ رأسه و هو يتابع ملف القضية دون أن ينظر إلى عصام : لا ما فيني شي ..
إبراهيم : صار معاك شي جديد ؟
يحيى : بخصوص ؟
إبراهيم : أبوك ، سألته مثل ما اتفقنا ؟
أغلق يحيى الملف و ألقاه أمامه ، و بلهجة مبطنة بالغضب ، شبك أصابعه و أجاب : سألته .. و اللي طلبتوه صار ..
عصام : و ليش قاعد تكلمنا بهالطريقة ؟
يحيى : لأني حسيت إني قاعد أستجوب أبوي و حسيت إني قللت من احترامه ، و إنتوا ولا ع بالكم ! حتى أمي انتبهت على كثرة أسئلتي و لامتني على هالشي !
عصام : شوف يحيى ، إنت شب صغير و في بداية حياتك ، قبل 5 سنين ، ولد عمي كان شريك بجريمة ، و ما ترددت أبداً إني أستجوبه و أحقق معاه ، لازم تعرف إنك قبل لا تدخل هالمكان ، تترك عواطفك في البيت .. اللي يبي يحمي أمن البلد مو لازم يترك عاطفته تتحكم فيه ..
يكمل إبراهيم : و ترى ما قلنا إنك بتستجوب أبوك أو بتحقق معاه ! كل ما هنالك إن أبوك يعرف أطراف القضية و لذلك سألناه ، مثل ما نساوي بأي قضية تمر علينا ، مو ضروري كل واحد نسأله نكون شاكين بأمره ! إنت عارف إننا نحب عمي سلطان و نحترمه ..
يضع أصابعه في عينيه و هو يغلقهما ، يتأفف قليلاً ، ثم يقول : طيب ، المهم ، في جديد اليوم ؟
عصام بسخرية : يا رجال و قسماً بالله إنك دموي ! تبي كل يوم جريمة ؟
يحيى : بصراحة مليت ، حاسس عقلي متوقف من آخر قضية حليناها ، و ما قهرني إلا القضية الأخيرة اللي ما لقينا فيها ولا خيط يدلنا عالقاتل !
عصام : أبوك ما قال لك معلومة حسيتها غريبة ؟!
هز يحيى رأسه بالنفي : أبوي ما شاف عمر حرب من سنتين ، و ما عنده اطلاع بكل أموره ، كل اللي بينهم صداقة عادية بعيدة عن الشغل ..
عصام : ما في مشكلة ، أنا الحين عندي اجتماع ، لا أحد يروح قبل ما ينتهي الدوام !
يحيى يوجه كلامه لإبراهيم ضاحكاً : أكيد أنت عارف منو يقصد بكلامه ..
إبراهيم : طيب بس بس !


**

في أحد مطاعم روما ، جلست حسناء على الكرسي المقابل لكرسي فهد ، طاولة بيضاء صغيرة ، بعد أن طلبت من الجرسون وجبة إفطار خفيفة لكليهما ، نظرت إلى فهد الشارد في الأفق يتأمل شوارع روما و المارة ، لم يبدو عليه الاندهاش أبداً بتلك الحضارة الجديدة عليه ، و الأماكن التي لم يتخيل أن يراها إلا في الصور ، تذكرت حين سافرت لأول مرة إلى الصين برفقة والدها ، كانت تلك المرة الأولى التي تغادر فيها بلد إقامتها ، تنقلت فيها بين شوارع الصين كالفراشة ، و السعادة التي غمرتها و هي تكتشف أناس جدد و مناطق جديدة لم يكن بمقدورها وصفها ، أما فهد ، الذي تعلم جيداً أنه حتى لم يغادر الرياض إلى جدة ، يبدو عليه و كأنه مقيم قديم في روما ، يعرفها بتفاصيلها دون أن يدهشه ما يرى من أبنية و شوارع و بشر .. تساءلت بفضول : في شنو قاعد تفكر ؟
تنهّد بعمق ، و أجاب : أمي .. للمرة الأولى أنام بعيد عنها ، و أتركها بروحها ..
ظهرت على شفتيها ابتسامة يبدو من خلالها أنها تسخر فيها من حالها ، أردف فهد : شفيكِ ؟
حسناء : ما في شي ، بس الفرق بيننا كبير ، إنت أول مرة تنام بعيد عن أمك ، و أنا ما أتذكر حتى آخر مرة حضنتني فيها أمي ..
فهد : متوفية ؟
هزت رأسها بالنفي ، و أجابت : أمي و أبوي منفصلين ، كان عمري سنتين لما أمي تركت أبوي ، أنا أمي إيطالية ، تركته لأنها حبت واحد ثاني .. و الحين متزوجين و عايشين في لندن .. و من يومها ما شفتها ولا أعرف عنها شي ، رغم إنها حاولت تتواصل معاي ، بس ما رضيت أشوفها ولا أكلمها ..
عقد حاجبيه : ليش ؟
حسناء : لو كانت تحبني ما تركتني بهذا السن و تزوجت واحد ثاني .. و تركتني لزوجة الأب تربيني ..
شعر فهد أن حسناء تكبت في داخلها الكثير من الكلام ، و يبدو أنها لم تجد من يستمع إليها حتى اللحظة ، ولا يعرف لم اختارته تحديداً لتفصح له عما يجول في داخلها !
حسناء بابتسامة : تدري إنت أول شخص عربي أجلس معاه ؟ أقصد غير أهلي يعني .. صديقاتي في الجامعة كلهم أجانب .. ما عليك ، اليوم باخذك لأحلى أماكن في روما .. انسى همومك شوي ، واضح إنك ولا مرة جربت ترفه عن نفسك ..
فهد : لأن الرفاهية ما انخلقت لي .. وين بنروح اليوم ؟
حسناء : أول شي بنروح على نافورة تريفي ، هذي النافورة ولا ممكن تشوف مثلها إلا في الخيال ، و يسمونها نافورة الأمنيات ، تقول الأساطير إنك لو تمنيت أمنية و رميت فيها قطعة فلوس نقدية ، راح تتحقق أمنيتك " يضحك فهد على تلك الخرافة و تضحك معه حسناء ثم تكمل كلامها : ".. و بعدين بنروح ساحة نوفانا لما تشوفها راح تنبهر بجمالها ، و بعد كذا بنروح نتغدى في مطعم مرتب ، و بعدين على السينما اليوم بيعرضوا فيلم مرة حلو ..و بعد السينما بنتعشى ..
فهد : واضح عندك معلومات مو قليلة عن السياحة ..
حسناء : طبعاً ، أنا أدرس سياحة و آثار في الجامعة ، و أعشق الآثار ..
فهد : بس أتوقع ما راح يكون في وقت نزور كل هالأماكن ! يعني متى بنرد البيت على هالحالة ؟
ضحكت حسناء بصخب جعلت فهد يعقد حاجبيه استغراباً ، و قالت : فهد ، وش هذي ما في وقت ! إنت في روما ، و بعدين أنا ممكن أستوعب هالكلام من بنية ، مو من شب ! ما كنت تسهر في السعودية يعني ؟
فهد : أسهر ؟؟ أطول سهرة سهرتها في حياتي كانت في قهوة شعبية من قهاوي الرياض ، للساعة 12 و نص ، يومها أبوي مردغ عيشتي لأني تأخرت .. قلت لك إني ما كنت مرفه .. انكمش وجه حسناء معبرة عن انزعاجها : وش هالتعقيد !!!
فهد بجدية : ما هو تعقيد أبداً ، بالعكس هذا الصح ، الغلط إن بنت مثلك تتأخر عن البيت بدون أسباب داعية للتأخر ..
حسناء : ممكن ، بس إنت كان عندك مين يقلق عليك لا تأخرت .. و كان عندك مين يحاسبك ..
مرت لحظة صمت ، وصل خلالها النادل ليضع الأطباق على الطاولة ، ترفع خلالها حسناء الكاميرا المعلقة في رقبتها و تلتقط صورة لفهد بطريقة مباغتة جعلته ينظر إليها بريبة ، تساءل بعد انصراف النادل : ليش صورتي ؟
حسناء بقلة حيلة : أوامر الوالد ، ولا تسألني شي لأني ما أعرف .. تفضل خلينا نفطر ..


**


انتهى()

عارفة الجزء يعتبر قصير لكن ما حبيت أتأخر أكثر لكتابة بارت أطول إن شاء الله الأجزاء القادمة بتكون أطول بعد ما ترسخ في بالكم الأحداث و الشخصيات ، لا تحرموني من تفاعلكم و تشجعيكم ..

في أمان الله ، أختكم: طِيفْ!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس