عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-19, 09:53 PM   #612

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


" أريد أن أفهم ما حصل بالضبط...."

كانت هذه جملة مايا التي خرجت من فم شاحب وهي تنظر لوالدتها بعينين حمراوتين منتفختين...والدتها التي كانت تمشي أمامها بخطوات مشدودة كالوتر ثم قالت متجاهلة سؤالها :
" قلتِ لي بأنه غادر البيت.... حسنًا فليذهب...لكن ليي..."

قاطعتها مايا بنفس نبرتها الميتة :
" لقد طلقني..."

بانت الصدمة على وجه علياء لكنها لم تكن إلا لحظات وغادرتها وحل محلها وجهها القاسي :
" لا بأس... لم أعد يفيدني وقد حرصت جيدًا أن أجعله يخسر كل شيء.... لقد أصبح حاله كالمشردين بعد أن جردته من كل المال... مالي الذي كان يقتات عليه... ذلك الخسيس "

لم تبدي مايا أي ردة فعل إلا أن وجهها ازداد شحوبًا وهمستها ازدادت موتًا... إنها تشعر بكل لحظة بأنها تموت أكثر... :
" ماذا عني... "

توقفت والدتها بمنتصف الغرفة وقالت مستفسرة وحاجبها يرتفع بأناقة :
" ماذا... "

أشارت ماريا لنفسها تكرر همستها التي بدأت ترتفع :
" ماذا عني أنا..."

شعرت علياء بأمر غير طبيعي بابنتها لكنها كابرت وردت ببرود :
" ماذا تقصدين.. على كل حال هو لم ينفعك بل مجرد واجهة سطحية"

تفاجأت وهي ترى ابنتها الضعيفة دومًا... الخنوعة دومًا تثور وتصرخ :
" الآن!... الآن تخبريني بذلك.... أين كنتِ عندما كنت أشكيكِ بروده نحوي.... أين كنتِ عندما جُرحت ألف مرة منه... دائمًا كان ردك بأنني أتدلل... بأنني طفلة صغيرة لا أعرف أين مصلحتي.... حتى.. صدقتك..."

هتفت علياء بذهول :
" مايا... ما بكِ...."

ضحكت ابنتها ضحكة عصبية وملامح وجهها تحمر من الغضب ووشوك الانهيار :
" اه... آسفة.... أنتِ لم تعتادي مني هذا... فأنا مايا الهادئة المستلمة بذل.. والتي لا تعرف معنى كلمة لا....اعذريني فاجأتك...لكن طفح الكيل...طفح الكيل"

عندما همت علياء لتقول شيئًا... أي شيء لتسيطر على الوضع الذي بدأ يفلت من يدها... نهضت مايا ثم دفعت بكفها مزهرية ثمينة لتقع على الأرض وتتكسر آلاف القطع.... نظرت لها تلهث ثم رفعت نظراتها لوالدتها تقول بجمود :
" ذلك اليوم جاء مصعب وطلقني... أسمعني من الكلام ما لوثني ثم طلقني كأي خرقة... تركني أرتجف على الأرض... أتكسر كهذه المزهرية دون أن أجد أحد بجانبي.... لم ينفعني كلامك وتظاهرك المزيف بوقوفك بصفي.... ولم أجد ماريا لأنني أبعدتها عني بيدي غيرةً منها وخوفًا على مظهري.... هه.... أي مظهر كنت أخاف عليه.... مظهري المذلول كل يوم وأنا أتوسل الحب من مصعب.!... بينما هو كان.... كان.... "

ثم صمتت تشهق ببكاء موجوع وتحركت خارجة بعد أن ألقت آخر كلمتها :
" لقد نجحتِ بكل شيء إلا أن تكوني أمًا.... لا أريد رؤيتك بعد اليوم... "

عند الباب توقفت بغتة وهي تحدق بهيئة شقيقتها ماريا تقف أمامها... تراجعت خطوات وتمتمت من بين بكائها :
" مـ..ماريا... "

اندفعت إلى حضنها منهارة ببكاء عنيف.. متشبثة بجسد ماريا كالضائعة.... مستمتعة - لأول مرة منذ زمن- باحتضانها :
" آآآه ماريا... أنا أتوجع..."
طبطبت ماريا على كتفها هامسة :
" لا بأس... سيزول الوجع... وستبقى الندبة"

من بعيد وقف وليد ينظر لهما بتعاطف رغم عدم إدراكه لما يحصل.... لقد قرر وماريا الزيارة قبل أن يذهبا بشهر عسل وقبل أن يدخلا المنزل سمعا صوت صراخ فمنعته ماريا من أن يدخل معها قائلة بأنها ستعود بعد دقائق.... أدرك رغبتها ووقف عند السيارة رغم عنه يشعر بالقلق ولكن بعد مرور عشر دقائق لم يتحمل ودخل ليطمئن....
ابتسم بحنان لصغيرته يراها توزع طيبتها دون أن تتردد... فخور هو بها...وكل لفتة صغيرة منها تزيد من حبه أضعافًا...
بهدوء التفت وعاد للسيارة يجلس بها لتأتي بعد فترة قصيرة تتبعها أختها... تحية بالعينين تبادلها ومايا ثم سمع صوت ماريا تقول :
" تشجعي... أراكِ قريبًا... إلى اللقاء..."

ركبت ماريا بجانبه فالتقط كفها وقبله بلطف وهو يشغل السيارة وينطلق...
بالطريق كانت ماريا صامتة ونظرة متجهمة تعلو وجهها فقال باهتمام :
" لمَ العبوس حبيبتي..."

هزت رأسها بلا معنى فتنهد وركن السيارة جانبًا ثم استدار إليها يلف وجهها الحبيب إليه وينظر له بتدقيق وكأنما يراه للمرة الأولى... ألقى نظرة على صغيره فراس الذي غفى خلفهما ثم عاد إليها وقبل شفتيها قبلة سريعة عاطفية ليتخفف عبوسها وهي تمسك بذراعه هامسة :
" أنا قلقة على مايا..."

قطب بعدم فهم :
" لماذا..."

بدت مترددة قبل أن تقول له بتنهيدة خافتة :
" لقد انفصلت عن زوجها...."

لا يعلم لمَ يشعر بالصدمة... ربما لأن مصعب لم يبدو شخص متفاني بزواجه... حتى للملأ كان واضحًا هذا.... يا لحقارته

" حبيبتي.... أعلم أنها ستمر بفترة موجعة لكنها ستتخطى كل هذا ثقي بي..."

بدت ماريا مترددة غير مقتنعة لتفصح عن قلقها وهي تضع كفها على صدره :
" ما رأيك أن نؤجل سفرتنا قليلًا..."

ابتسم وشعر بالخيبة رغمًا عنه لكنه قال مراعيًا شعورها :
" لا مشكلة..."

ظلت ماريا تشعر بالتردد وجهها مرتبك لتقول أخيرًا :
" هذا سيزعج مايا... لقد أكدت علي بألا أتراجع عن السفر... لا أعلم"

شد على كفيها وهمس بحزم :
" إذًا لا تجعليها تشعر بالهم لأنكِ تراجعتِ عن الذهاب... دعيها لوحدها هذه الأيام"

نظرت له تلك النظرة التي تشعره بأنها تراه ثم ابتسمت وهي تميل لتقبل خده هامسة بحب :
" شكرًا... "

ليرد لها همستها بقبلة أخرى وعينيه تلمعان :
" أحبك..."

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس