عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-19, 09:57 PM   #613

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الخاتمة




" كيف أن كُل شيء يُزهِر بوجودك ، حتّى مُدن قلبي المُحترقة تُصبح بُستانا"


" هيا ماريا.. الكرة عند قدمك...."

ضحكت بانتعاش وهي تزيح شعرها المربوط إلى الخلف ثم تتحسس الكرة بقدمها لتدفعها للأمام بكل قوتها فيبتعد وليد عن اتجاهها وهو ينفجر ضحكًا لكنه لا ينفك يشجعها بكل قوته..... تقدم فراس وهو يلتقط الكرة ثم يرميها ناحية والده فيدعي وليد الجدية وهو يقول :
" يجب أن ننتصر عليها... أنظر إنها تستولي على كل الأهداف... هل ستهزمنا امرأة يا ولد..."

هز فراس رأسه بلا رغم أنه لم يفهم معظم الكلام بينما قهقهت ماريا قائلة بتصميم وهي تنحني بجسدها قليلًا وتتكأ بكلتا كفيها على ركبتيها :
" هيا أنا جاهزة...لن تخيفني..."

دفع الكرة باتجاه غير اتجاهها عكس ما كان يفعله منذ أن بدأوا يلعبون متعمدًا جاعلًا إياها تفوز... وراقب مستمتعًا إدراكها بأنها ضيعت الهدف حيث طرقت قدمها بالأرض وتخصرت بطفولية :
" أنت غشاش... لن أتابع اللعب معك..."

ثم بأناقة تحركت مبتعدة عنه بخطواتها الواثقة وقد باتت تحفظ البيت شبرًا شبرًا... لمع المكر بعينيه واندفع خلفها ليطوقها من خصرها واستدار يعيدها إلى حيث كانوا يلعبون بينما هي صرخت بفزع مصطنع :
" أتركني... أيها الغشاش..."

همس بإذنها :
" لن أفعل... أبدًا.."

تمدد على العشب الندي وهي بجانبه يحيطها بذراعه بينما جاء فراس وارتمى بحضنهما... بدوا كعائلة تغرق بالسعادة والرضا
قبل جبين كل واحد منهما وقد بدئا يغفوان على صدره... رفع نظره للسماء الصافية وابتسم ابتسامة من القلب... من الروح التي كانت طوال سنوات تنزوي على نفسها دون أن تجرؤ بالمطالبة باحتياجاتها
متجاهلة حاجتها للحب... للاهتمام... للراحة التي تأتي بعد أن يتحلق كل من يحبه حولها.... بالرضا الذي يخلفه قبلة على الجبين.... إنه يشعر بكل هذا الآن وأكثر..... حمدًا لله

**********************

" مبارك مبارك يا أحباب قلبي... مبارك جعلني أرى أبنائكما عما قريب..."

نظرا لها كل من معاوية وشمس بابتسامة سعيدة وهي تطلق زغرودة أكبر من التي قبلها ثم اقتربا يعانقاها ويقبلان كفها لتملس على رأسهما وتستطرد بعين دامعة :
" مبارك ولدي.... مبارك حبيبتي شمس..."

نطقت شمس بحياء زاد جمالها :
" شكرًا خالتي... حفظكِ الله لنا "

اقترب عمها منها هو أيضًا ينظر لعينيها مباشرة بنظرة مترددة ومباركة أكثر ترددًا فابتسمت له واقتربت تقبل كفه ثم عانقته هامسة :
" شكرًا يا عمي... لو أظل أشكرك من هنا لباقي حياتي لن أوفيك حقك.. "

ضمها بأحضانه يشدد عليها قائلًا بصوت متقطع :
" لا يا ابنتي... أنا من يشكرك... يعلم الله كم مكانتك بقلبي عالية... أنتِ قطعة من روحي والله"
ابتعدت عنه فتركها وربت على خدها لتزداد ابتسامتها اتساعًا وتنقلب إلى ضحكة مع دمعة كالماسة... شعرت بذراع معاوية تحيط كتفيها وهمسه يلامس وجنتها :
" أنا أغار...."

نظرت له بدهشة فهز رأسه مؤكدًا وتابع :
" وأموت شوقًا لعناق كهذا منكِ... "

تمتمت بمرح :
" إنه عناق أبوي..."

رفع حاجبه وقال بتكبر أضحكها :
" يمكنك اعتباري والدك... لكن ليس دائمًا..."

ضحكت من كل قلبها فنظر لها بفستانها الأبيض البسيط وشعرها المسدل على ظهرها إلا من تعرجات خفيفة ثم نظر للحضور الذي انحصر على النساء فقط بينما الرجال يجتمعون في صوان خارج المنزل كعادة أهل القرية في الأفراح ليتنهد ويميل لها :
" تبدين جميلة.... بغاية الجمال..."

حدقت به بخفر ليلامس كفها ويطبع قبلة عليه قبل أن يأتي وقت خروجه من هنا :
" وقلبي يحبك... جدًا"

بعد انتهاء الزفاف...

كانا يقفان أمام بعضهما عند باب الغرفة.. يحدقان ببعضهما بصمت وبعض الذهول وكأنهما لم يصدقا أنهما تزوجا أخيرًا وستجمعهما غرفة واحدة... اقترب منها يتمتم أمام وجهها :
" وأخيرًا... وأخيرًا شمس"

اومأت برأسها وقاومت دموعها... إنها لن تبكي الآن :
" نعم... وأخيرًا...."

تفاجأت به يعود خطوة للخلف قائلًا بشغف :
" لقد انتظرت هذه الخطوة منذ زمن"

تقوست حاجبيها بعدم فهم :
" أي خطـ... اه"

لم يدعها تكمل كلامها وهو ينحني ويرفعها بين ذراعيه وقبل أن تعترض كانت شفتيه تطبق على شفتيها بقبلة شغوفة مشتاقة...وكمغيبة رفعت ذراعيها وأحاطت عنقه بتشبث.... إنها أخيرًا... هنا.... مع حبيبها الأوحد.

********************

" هل أستدير الآن.."
" لا... إياك"

ضحك ثم قال بمرح :
" امممممم.... تزيدين من فضولي على نحو مخيف"

وقفت أفنان خلفه على بعد خطوات وجهها بغاية الارتباك وهي تنظر لملابسها الجديدة كليًا المختلفة تفصيليًا... لقد أحبت أن تفاجئه لكنها تشعر بأن هذه المفاجئة ستنقلب عليها من شدة التوتر والخجل... همست بتوسل :
" انتظر بالله عليك...يجب أن أمهد لك الموضوع... "

شعر عامر بترددها فلم يشأ أن يترك لها فرصة التراجع لذا قال ببساطة :
" حسنًا..."

انتظر لثواني وعندما بدأت بالتكلم باغتها واستدار فجأة لتنقلب ابتسامته الشقية لصدمة تامة بينما هي صرخت وتراجعت تريد الاختباء....
تقدم منها بسرعة وأمسكها من ذراعيها وهو يحدق بها ملئ عينيه ثم همس :
" أفنان...."

كانت غارقة بخجلها وحيائها فقالت بصوت خافت وهي تتلوى بين ذراعيه :
" لمَ فعلت... ذلك... لمَ لم تدعني أكمل.."

لم يهتم باعتراضها وهو يحدق بدئًا من ملابسها الطويلة المحتشمة... بل كاملة الاحتشام ولم يظهر منها إلا كفيها ثم ارتفع بنظرات لرأسها الذي يعلوه حجاب بلون أبيض... قال ببهوت :
" أنتِ ترتدين الحجاب..."

أطرقت برأسها بخجل أذابه :
" نعم... كنت أفكر بالموضوع منذ فترة... أ.. أردت ذلك... هل هو جميل"

قال بعاطفة وهو يحيطها بذراعيه :
" بل بغاية الجمال والنقاء... يليق بكِ حبيبتي"

ثم رفع كفها وقبله لتهديه أجمل ابتسامتها... عانق وجهها يحدق به بعشق ثم تمتم وهو يميل لشفتيها :
" زهرتي الجميلة الرائعة.... حبيبتي الشجاعة "

***************************

مدت كفها تتملس ما تلبسه ببعض الانبهار.. فستان طويل بملمس ناعم كالحرير... وذو حمالات رفيعة تستقر على كتفيها وتكشف جيدها وظهرها...

لقد أخبرتها سكينة بمواصفاته كاملة وبلونه الأحمر... أحمر!... إنها لا تذكر بأنها قد ارتديت قطعة بهذا اللون من قبل... فكيف طاوعت سكينة وارتدت هذا الفستان بقلة حشمته... الغير معتادة عليها...

بوجه يتخضب باللون الأحمر تمتمت بخجل :

" يا اللهي... ما الذي جعلني أرتدي هذا الفستان... هل أنا غبية"



رفعت كفها هذه المرة ليلامس شعرها المتناثر على ظهرها وذراعيها براحة... رباه كيف.. سيراها بهذا المظهر... حتمًا ستختفي من الخجل..

ارتعشت بخفة وصوتها يصلها قريبًا من الغرفة مناديًا بحيرة :

" ماريا... أين أنتِ.. "



شدت قبضتيها وتنفست بعمق لتقول بصوت مرتفع بعض الشيء لم يغب عنه الاضطراب :

" أنا... هنا..."



سمعت صوت الباب يـُفتح وبعدها بثوانِ همسته المذهولة للغاية :

" ماريا..."



ارتفع صدرها وانخفض بسرعة ثم حاولت أن ترسم ابتسامة على شفتيها وهي تقول بلطف :

" كل عام وأنت بخير..."



تقدم منها مذهولًا... منبهرًا بسعادة بمظهرها.. الخلاب...إنه لم يرى ماريا من قبل بهذه الهيئة الجريئة...

بدت جميلة جدًا... وساحرة جدًا جدًا...

همس بتشوش وهي بتأملها من رأسها إلى أخمص قدميها :

" كل عام وأنا بخير!... لماذا ما المناسبة"



عبست ببراءة وقالت بتعجب :

" عيد ميلادك... هل نسيت.."



يا لهذه الفتاة... تقف أمامه بهذه الروعة والطيبة... لتهنئه بعيد ميلاده الذي توقف منذ زمن عن الاهتمام بموعده... إنه يخشى أن يلمسها فتختفي... تختفي ببساطة كما ظهرت بحياته وقلبتها رأسًا إلى عقب... وحولت كل وحدة وألم ونبذ السنين إلى سيول متدفقة من الدفء.. والاهتمام... والحب الخالص...



تابعت كلامها غافلة عن حالته قائلة بخفر :

" لقد أصرت سكينة أن أرتدي هذا الفستان... لا أعلم لماذا... أشعر بـ.."



قطعت كلامها بدهشة وهي تشعر به يسحبها من ذراعه ويضمها إلى صدره.. محتضنًا إياها بقوة... علها تخترق صدره وتشعر بقلبه المنتفض من رقاده الطويل... همس يتأثر وهو يأخذ نفس قصير مجهد :

" آآآآه ماريا... "



ابتسمت وهي ترخي رأسها على كتفه وتضم جذعه بذراعيها وهو أكمل ببعض المزاح :

" هل صُدمتِ عندما اكتشفتِ بأنني كبرت بالعمر وأصبحت عجوزًا"



رفعت رأسها له هاتفة بحمية :

" لم تصبح عجوزًا بعد..."



رقت عيناه وهو يتأمل محياها الجميل ثم لامس بأصابعه وجنتها وفكها لمسات مترددة.. وكأنه يخشى أن يخدش بشرتها بخشونة أنامله...

أنزل رأسه وطبع قبلة ناعمة على خدها ثم رفعها من خصرها حتى أصبحت تقابل وجهه... فهمس من كل قلبه :

" أحبك ماري... أحبك جدًا "



أحاطت وجهه بكفيها وبعينين لامعتين وابتسامة تشبه الشمس بإشراقها ثم ردت له همسته بحب :

" وأنا لم أعرف الحب إلا معك... أحبك يا أبا فراس"

قهقه بمرح ثم أخفى وجهه برقبتها وهو يدور بها بسعادة... وهو لم يسترجع طعم الفرح المفقود... ولم يفقد طعم الألم الموجود... إلا معها.


" وقبلك لم أُوجد فلما مررت بي
تساءلتُ : هل كنت من قبل "


تمت



Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس