عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-19, 09:38 PM   #7

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ببطء وحرص كانت تهبط على درجات السلم تتابط ذراع والدها, مختالة تنظر له مباشرة بعينين محتالتين تتفحصه بإهتمام, وثقه.. هل أدركت سحرها الطاغي الذي كبله.. نفض رأسه بعنف وهو يقترب
يبادلها النظرات بعدم اكثرات, يحجم عنها نيران التملك الذي شعرها نحوها, لا هو لم يحبها هي فقط المناسبة, وإن كانت نظراته المشدوهة اليها تعكس أفكاره فأرجعه لسحر اللحظه التي بدات فيها بطلة بهية
بجدارة, وانتصار تحكم في ضربات قلبه العنيفة, يؤكد بثقة رهبة المكان والعرس المقام, هو ما يتحكم في إنفعالاته..
ليلة هادئة كانت ليلتهما كما أصر هو..
أخذ يدها من والدها بسلاسة مغيظة؛ وكأنه انسان آلي يتحرك, ويفعل ما هو مطلوب منه؛ حتى النظرات اليتيمة المنبهرهةالتي لمحتها في عينيه ؛حجبها عنها بمهارة..
قربها منه يطل عليها من علو مال بوجه بعنجهية, يرفع طرحه الزفاف عن وجهها يسدلها إلى الوراء, ويطبع قبله باردة على جبهتها..
أمسك ذراعها يلفه على ذراعه, ويتحرك بها مباشرة إلى حلبة الرقص المخصصة لهما, على نغمات هادئة..
لن تكذب تعشمت أن يمنحها رقصة حالمة, وأرادت يصل بها, ويحلق بمشاعرها إلى جوار القمر..
وبإحباط دائماً معه لم يفعل بعد وقت من رقصهما الهادئ شعر بالدموع تطفر من عينيها, قلبه خفق بعنف ليبدل إمساكه التقليدي بها؛
ويضمها إليه بدون تحفظ,
يهمس لها بحنان لأول مره تتذوقه معه:" مبروك يا آلاء.."
وبكل صدق استشعرته, أردف بإبتسامة دافئة:" انتي اجمل ما رأت عيني.."
لفت يديها حول عنقه بتردد ليزيد هو من ضمها إليه, يمنحها الثقة في تشبثها به, ويمحي ترددها..
سألته برجاء:" مش مهم شايفني ازاي.. المهم في اللحظه انت بتحبني؟.."
بهدوء اقترب من وجنتها يلثمها بخفة, يخبرها بصراحته الدائمة:" مش شرط يا آلاء الحب.. بس انا مرتاح ليكِ شايف انك نصي التاني أنتِ الاختيار.."
سريعاً رفعت يدها تضعها على فمه تخبره, وهى تغمض عينيها:"
متقولهاش يا فارس خلاص حفاظة انا الاختيار المناسب, وحقيقي لحد دلوقتي معرفش ازاي!.."
نظرت لعينيه وجهه, وسامته المفرطه, عيناه بلونهما الساحر النادر بين الرجال..
أردفت بقنوط وطواعية:" كان ممكن تلاقي الف غيري مناسبه يا فارس.. الفرق بنا كبير في الشكل على الاقل.."
للحظات لم يفهم ما تعنيه بالشكل؛ ليضربه الإدراك على الفور,
آلاء تقارن بينهما بإصرار مستمر, تقارن بين جمال امرأه ووسامة رجل (بلهاء) هبلائه هو يدرك أن آلاء رغم إندفاعها وإنطلاقها ،ولكنها تعاني من عقدة كثير من الفتيات, تعاني منها بسبب مجتمع أحمق مزدوج المعايير من حولهم, لم يبخل عليها وهو يميل يلثم عينيها نزول لوجنتها, أبعدته بخجل عندما أدركت وجهته التالية؛
لتوقفه بصرامة:" فارس انت اتجننت الناس بتتفرج علينا.."
ليهمس لها بحرارة صريحة, لن يضيع ليلة عمره فى خطط حمقاء, أو محاولة منه أن يشكلها لما يريد..
_آلاء ايا كان اللي بتفكرى فيه, الحقيقة الكاملة, ان مش شايف اجمل منك زي ما انتي قولتي بنفسك ..ايه اللي ممكن يجبرنى على اختيارك..

_ازاي يا فارس مش بتحبني لحد دلوقتي, وازاي شايفني جميلة؟..
إبتسامه ساحرة أسرت هدير قلبها العنيف, وهو يقبل طارف أنفها يخبرها:"
لاني دي الحقيقة انا كراجل من اهم شروطى في زوجه المستقبل جمالها الخارجي, والداخلي.. ودا الي شفته فيكِ ومتساليش ازاي يا بنت مصطفى هو كدا.."
حاولت الرد لتنتهي الموسيقى الراقصة, توقف يجاورها وهو يرى الأنظار المعلقة بهما, ضحك بخفة, يهمس لها:" اعتقد كلهم فاكرين اننا كنا بنقول كلام غزل, وحب, او حتى توعد مني ليكِ في ليله زي دي.."
عبثت ولم تفهم, ليردف بعبث, وهو يساعدها في الإنتقال إلى مكانهما المخصص للجلوس..
_اقصد بعد ما تنتهي الليله دي, وانفرد بيكِ يا ابتلاء..
_قليل ادب..
زمجرت بِه,
علت ضحكته وهو يخبرها:" عارف وهبقى معدومها تماماً, بعد شويه يا كارثه حياتي.. اه صحيح انا مش ناسيلك اللي حصل, تقدري تقولي انتِ فار تجارب النهارده.."
إحمرت وجنتيها, لتنكس رأسها بخجل حقيقي تمكن منها, لم تستطع أن تجاريه, أو حتى ترد على ما يشير إليه ضربتها السابقة له..
بعد وقت دلفت مجموعة مهيبة من الناس بوقار, وبين الوجه وجه رجل مهيب, اقترب يبارك لهما؛ ليقف فارس من كرسيه يرحب به بإهتمام, قُلب حفلهما الهادئ وسط هرج واضح..
لقد رأت هذا الرجل قبلاً؛ ولكن أين؟.. أين؟.. أن ،أخبرها فقط ماذا يعمل مازال يغيظها, وهو يقول اكتشفي بنفسكِ..
توقفت عن تأملهم بعد أن كانوا يباركون لها, اندمجوا مع فارس في حديث جانبي بإهتمام بالغ, على ما يبدو لم يعيرها إهتمام, أو يلتفت لها مره واحدة..
وهي اندمجت مع داليا صديقتها في حديث مازح جانبي, تحاول الخروج من توترها؛ لتشتم بعد وقت راحة نسيج محترق, وادخنه تتصاعد من جانب مقعدها,
التفت لداليا:" هي دي فقره من فقرات الحفله؟.."
هزت داليا رأسها بذعر, وهي تصرخ بجنون:" العروسة بتولع…"

_هي ليلة منيلة.. انا كان قلبي, حاسس هي ليلة سودة انا كنت عارف..

أخذ يرددها فارس بينه وبين نفسه, وهو يقطع الغرفة ذهاباً وإيابًا؛ بينما انطلق لسان آلاء بدون تحفظ تسبه تارة, وتتوعد له تارة أخرى, وتتهم بين توعدها وسبها بلهاءه العتيدة, تعتقد أنه هو من دبّر ما حصل..
المجنونة تعتقد انه أوصى أحد الأطفال؛ ليوقع شمعة على فستان زفافها؛ لينتقم منها..
تدعي أنها رأت أحد الأبطال فعلها في رواية من الروايات..
أغمض عينيه بيأس.. متى تفيق وتعلم أنه واقع وليس أحد أبطالها!.. لم يفعل معها شئء واحد يدل على إحتمالية أنه بطل..
بل تعامله تعامل رجل عادي..
سمع صوتها يأتيه بينما عيناها تملئاها غلالة دموع أخرى,
هاتفة بإنفعال:" مكنتش أتوقع تعمل فيا كدا, انا تولع فيا وبعدها ترميني في البسين!.."

اخرج نفسًا ساخنًا بنيران مشتعلة بنفاذ صبر يخبرها:" للمره المليون يا آلاء انا اتصرفت تبع الموقف, يا كنت اسيبك تولعي عبال ما حد يطفيكي, يا اما الاختيار الاسهل ارميكي في البسين.."
علا صراخها مره أخرى:" لا يا فارس انت قصدتها, شوف شكلي عامل ازاي, كل حاجه بتحطمها بقصد منك.."
بهوس كان رد فعلها, تشد شعرها وهو يراقبها بصمت..
تزايد في هدرها:" منك لله شعرى باظ تاني.. انت عارف انا صرفت عليه كام عشان يبقى ناعم كدا؟.."
تمتم ببرود يخبرها:" ميهمش طالما انا اللي دفعت أولاً.. ثانياً انا برضو اعتقد قولت عاوزه منكوش حابب انه يكون أشعث انتي مالك.."
التفت له بحدة تنظر إليه؛ وكأن من أمامها معتوه, صمتت فقط عيناها تفيضان بالدموع..
كان بدأ يشعر بالتعاطف معها,
لتتحفه وهي تقفز في وجهه بالأتهام التالي:" بس انا عرفت انت بتعمل كل دا ليه يا فارس!.. عاوزني زي ما انا المناسبة عاوز واحده تتحمل اي شيء منك وتستر عليك.. انت عندك مشكلة يا فارس صح انت عضلات منفوخه على الفاضي.. حيطه مايله.."
توسعت حدقتاه بصدمة, مع كل كلمة تخرج منها,
اقترب من وقفتها في منتصف الغرفة بتمهل خطر؛ ابتعدت هي خطوات للوراء فور ما قذفت بِه في وجهه, أدركت أنها أخطأت..
لينطق ببطء مرعب:" انتي قولتي ايه يا آلاء؟.. انا ايه مش سامع.."
قالها وهو يقرنها بفعل يمسك أذنه ويعطيها جانب وجهه في حركه مستهزئة؛ وكأنه يتحدي أن تنطق بما قالت مرة أخرى,
وقد ربح التحدي لم تستطع التفوه بكلمة واحدة..
ما حدث بعدها لم تستوعبه, عندما اقترب منها يمسك يديها يضمهما معاً في قبضة واحدة, ويزيحها إلى الخلف بعنف مقصود؛ لتقع تغوص في طيات فستانها بكتفيه الممزقين وشعرها المنكوش يقف حرفياً, يعلن عن غضبها سيطر على نفسه بصعوبة, ألا ينفجر ضحكاً, ومكياجها السائل يجعلها أشبه بدب باندا, أو حتى فزاعة أطفال!.. ليقع هو فوقها يرفع يديها التي في قبضته فوقها رأسها..
صرخت بأعلى صوتها بجنون:" كان يوم اسود يوم ما شفتك, خد بالك هتكسر ضلوعي.."
أمسك يديها التى بين يديه فوق راسها بتشدد يدعي الجد,ية والشراسة يتذكر غضبه السابق منها, وإتهامها له؛ ولكن رغم ذلك لم يستطع إلا الإعتراف لنفسه.. ممتعة كل تثير فيه من حيرة, وترقب مما يصدر عنها, ممتع تلهب بناريتها الصخب في حياته الرتيبة المملة من يوم رؤيته لها.. في كل ترتيباته العملية لحياته, لم يطرق في خياله أبداً أن يتزوج من (هبلة ) شقية بلا عقل, وأن تكون ليلة زفافه كارثية..
_اخرسي يا ابتلاء انسى بل انتي قولتيه وبتعمليه فقدتي أي ذره تعاطف, أو حرص مني علّيكي..
ليردف يدعي الغضب:" بقى انا يا ابتلاء عضلات منفوخه, طيب لازم نثبت عكس الحقيقه دي.. اه انتي فكره طبعاً عملتك السوده ليله كتب الكتاب, وكمان انا قولتلك انتي هنا فار تجارب عشان نعرف يا هانم حجم الكارثه اللي سبتيها.."
شهقت بإستنكار وهي تتلوى تحت ثقل جسد؛ لتقول بغيظ:" ان شاء الله يكون خرب يا بارد, يا وقح, يا عديم الحياء.."
عيناه العابثتين المتلاعبتين منحتها نظرة تذكرها من كان الوقح, وهي تتعقبه في كل مكان لدفعه بالزواج بها, تذكرها بأول لقاء مجنون بينهما..

نظرت بعنفوان, وتحدي يبرق بعينيها تشمخ بأنفها تخبره بقوة:" متحاولش يافارس مش هتطول حاجه, انا مش ندمانه لاني معملتش حاجه غلط, كل اللي حصل كنت مبهورة بيك بغباء اول مره.. واللي نطقت بيه كان اندفاع من غير ما احس, وانا مش ندمانه على اي محاوله للفت انتباهك ليا, اللي ندمانه عليه فعلاً اني وافقت واتجوزتك, وانا كنت أخدت قراري بشطبك من حياتي.."
لم يهتم بما تقول أحنى, رأسه فوراً يلثم وجهها نزولاً إلى نحرها, وباقي جيدها كان يجبرها على التفاعل معه, ويثبت أنها كاذبة, ولم تكرهه, لم يبالى بأمرها له بالابتعاد, ومقاومتها الشرسة له, بعد عدة دقائق, شعر أن ابتلاءه بدأت في التفاعل معه؛ إذ تراخت جميع أطرافها تحت ثقل جسده؛ ليبدأ هو الآخر أن يتعامل معها بنعومة؛ ليسمعها تقول بتراجدية تثير الضحك, والإمتعاض في وقت واحد..
(ابتعد يا متوحش)
ما يفعله جعلها تُجبر أن تنقاد لعاطفته رغمًا عنها لا تعرف ما الذي حدث!.. وقلبها يتابعه طواعية, لم تريد لكن عقلها يرفض الانصياع؛ لتحاول أن تدعي أن ما يحدث رغم إرادتها؛ لتكمل بكبرياء درامي:" انت تقدر تاخد جسمي؛ لكن قلبي لأ.. قلبي لأ.."
رفع وجهه ينظر إليها بدهشة, وطارف فمه يرتفع بإستنكار:" انتِ قولتي ايه؟.."
أكدت وهي تزيد في التراجيدية الدرامية, ولم تبدي حتى أي رد فعل للمقاومة؛ بل سكن جسدها تمامًا له مستسلمة:" بقولك تقدر تغتصبني زي ما انت عاوز؛ لكن أبداً مهما حاولت مش هتكسب... انا بكرهك.."
ابتعد عنها على الفور يجلس على طرف الفراش, وبدون أن ينظر إليها حتى أخبرها ساخرًا تمامًا:" وعلى إية يا ابْتِلائِي, انا لا عاوز جسمك ولا قلبك؛ خلي الاتنين ينفعوكي, قال اغتصبك قال!.."
لتهب تقف سريعًا أمامه مباشرة, تضع يدها في خصرها, وجسدها يهتز بإستعجال تناظره بتعجب؛ تخبره بإندفاع وكأنها (تردح له) حرفيًا:"
نعم.. نعم مش عاوز يعني ايه مش هتعمل زيهم, وتقولي انك مش مهتم وتاخذ اللي عاوزه.."
رفع حاجبيه وهو ينظر بتوجس لها, خرج تساؤله بطيء بحرص:" زي مين يا آلاء؟!.."
لم تنتبه للسؤال, ولا توجسه ووجهه المتحفز ككل عضلة في جسده..
_زيهم هما.. انت تحاول وانا ارفض مع اني مستسلمة, ورغم كدا تاخذ اللي عاوزه..
وقف ببطء يتفحص وجهها الغير مبالي بصدمته بما تقول,
قاطعها وهو يقف يمسكها بقوة يجذبها يسألها بشرر:" ليلتك سوداء يا ابتلاء
مين هما زيهم دول, وازاي بتدعي الرفض, وبعدها بتستسلمي انطقي!.."

لم تهتم وهي تجيبه بالقول الشهيرة, مع ضحكة ماجنة:" اصلهم حبو الموضوع اوووي.."
بجنون وما يصل إليه يصعقه, أخذ يهزها:" انت بتقولي ايه؟.. مين دول الى حبو الموضوع, عرفتي الكلام دا منين؟.."
أزاحت يديه عنها, وهي تهتز راقصة بإغاظة له تهمس داخلها بعد أن فهمًت ما وصل إليه تفكيره.. هه الأحمق يعتقد أنها تتحدث عن نفسها
(الله يعيني يا فارس واشلك, وانقطك زي ما انتَ شاللني)
فردت يديها تتمادى في رقصها تخبره:" انت قلبك آسي اوي اوي.. انت مش بتحس كذاز وكداز.."
ما تفعله جعله يفقد كل ذره دبلومسية, وعقل رزين يمتلك ليهجم عليها بقوة جعلت توازنهما يختل سوياً؛ ليقعا على أرضية الغرفة,
بشرر متطاير سألها:" اقسم بالله لو ما نطقتي يا ابتلاء؛ لكون قاتلك هنا ودافنك.."
تأوهت من أثر السقوط, وثقل جسده الذي يكبلها, ولكن لم يهتز لها جفن, ولم يحرك فيها غضبه شيء, نفخت في وجه غير مبالية..
_الروايات كل الأبطال بيغتصبوا البطلة ليلة الزفاف, أو حتى من غير جواز ممكن تكون قالته صباح الخير, وهو زعلان؛ فيقرر يغتصبها عادي, وانا هنا نرفزتك فمش هتعمل كدا ليه جات عليك!..
نظر إليها ذاهلاً, ليقول بغيظ يجذ على أسنانه:" الله يخرب بيتك يا ابتلاء, انتِ والروايات.."
أردف صارخًا وهو يعتصرها يتحسر على نفسه:" كنت عارف انها ليله سوداء مهبه بهباب.."
كانت جوازه منيلة (روايات مرة أخرى الا تكتفي )
ابتعد عنها وقد قرر أن ينهي هذا الجنون يسحبها من أفكارها التي ترسمها بإقتناع أنها موجودة؛ ليحركها لأرض الواقع معه..
وقف سريعًا على قدميه, يشدها لتقف على قدميها
ليبتعد خطوه وهو يفك رابطة عنقه ويخبرها بصبر:" غيري هدومك يا آلاء, وياريت تاخدي دوش تتخلصي من اللي انتي فيه دا.. وتهدي, وتعقلي وبعدها الحقيني بره.. لازم نتكلم.."
توجهت إلى حمام الغرفه ترغي وتزبد, تردد بحنق:" لازم نتكلم.. لازم نتكلم, ولا باخد منك كلام ولا غيره.."
_بتقولي حاجة؟..
سألها:" يا آلاء.."
ردت بعلة حقيقة سوف تنفجر منه:" لأ مبقولش حاجه.. خرست اهو.."
**************

بعد وقت كان يجلس في الشرفة الخارجية لجناحهما الذي صممه؛ ليكون خاص بهما يبتعد عن باقي أرجاء المنزل؛ ليمنحهما خصوصية, كان حريص عليها..
لمحها ترتدي بيجامة صيفية رقيقة.. كانت تخلصت من كل مكياجها الملطخ بفعل ما حدث؛ ليظهر وجهها بصفاء رغمًا عنه أعجبه من خلال المرات القليل التي قابلها فيها, أو اقترب منها استطاع أن يعلم جيداً أنها تمتلك بشرة رائعه الملمس تماثل بشرة الأطفال, ارجع الأمر ربما لعدم شغفها بأدوات الزينة, يستطيع أن يصفها بكلمة " واحده طبيعية"
مد ذراعه وهو يخبرها بهدوء مبتسم:" تعالي اقعدي جنبي.."
بطواعية اقتربت لتجلس بجانبه على تلك الأرجوحة فى جانب مظلم من الشرفة تحجبهما عن أي أنظار متلصصة..
فور أن جلست بجانبه يده امتدت تحاوط خصرها يقربها منه, ويضمها إلى صدره..
بتردد أحنت رأسها لتضعها على قلبه مباشرة, تتقبل مبادرة الحنونة لأول مره معها..
اخبرها بتفكه مرح:" شعرك حلو على فكره, وهو مبلول سيبيه كدا.."
ضحكت بخفر تماثله في الهدوء قائلة:" اول ما هينشف هبقى شبه عفريت العلبه.."
ابتسم وهو يؤكد بصوت أجش:" انا عارف كدا اول ما ينشف ابقي لميه, نظارتك الطبيه موجوده تأدي الغرض زي ما شفتك اول مره.."

صمتت ولم تجيبه على مزحته, تستمع بالهدوء معه الظلام المحيط بهما يتسلله ضوء القمر بإشعاع خجل, كان يمنحهما سكينة وحميمية ساحرة تلفهما سويًا..
بعد صمت غريب بينهما, كان فارس يكتفي بضمها إليه؛ وكأنه يريد أن يصل أو يجد شيء مبهم لا يعرف ماهيته, تخبطه الواضح مثلها, للغرابة منحها سلام داخلي, وطمأنينة انصياع وراء حلمها, وموافقتها على الزواج لم تكن خاطئة؛ هو نفسه يجهل ما يشعر به نحوها, ربما هو صادق ولم يحبها إلى هذه اللحظة, وهذا الشعور كان كفيل أن يبدد سكونها, ويجعل الخوف والندم يتسلل ببطء مكروه ينتشر في عقلها..
أخرجت نفسًا محترقًا مرتجفًا؛ جعله يخرج عن صمته, وهو يرفع يده يمسد على شعرها, ويميل بوجهه يلثم قمة رأسها يسألها:" مالك؟.."
بصدق حقيقى أطلقت لنفسها العنان معه؛ به شيء يجعلها منطلقة, وتعبر عما تريد مثلما تفعل به..
_خايفه اوي يا فارس..
سألها بحنان:" من ايه؟.. متتردديش تقولي كل حاجه.."
رفعت رأسها عن قلبه تنظر له, تسترسل في الحديث معه:" منك يا فارس من غموضك, من عدم فهمي لحد دلوقتي اي حاجه عنك, من سبب جوازنا من المستقبل.. هل هفضل طول عمري معاك الاختيار المناسب, طيب افرض ظهر اختيار مناسب افضل هتسبني يا فارس؟.."
أخذ أنفاسه بعمق؛ ليخبرها بصبر وحلم:" انتي عارفه ايه المشكله؟.."
_ايه يا فارس؟..
_انك فعلاً متعرفيش عني حاجة..
جاوبته بتسرع مندفع ساخر:" لا يا راجل.. قول غير كدا تصدق مكنتش اعرف.."
ضربها بخفة على جبهتها يأمرها بحزم:" بطلي تريقه شويه, وخلي عقلك يسبق لسانك.."
_طيب متزقش..
باستسلام وهو يأخذ نفسًا آخر, أردف:" انتي ليه محسساني اني متجوز واحد صاحبي.."
أردف على الفور قبل أن تتحفه بأحد أفكارها:" اسمعيني كويس يا آلاء.. لاني مش هكرر كلامي تاني..
أولاً لازم تعرفي اني مش انسان عديم المسئولية, أو مهزوز الأفكار عشان معرفش احدد انا عاوز ايه..
اعتقد اني كل الفترة اللي فاتت كل ما تسألي فعلا كان جوابي انتي مناسبه ليا.. عاوزه تعرفي ازاي.."
عينيها اللمعتين كانتا تسبقان لسانها بترجي أن يخبرها يشرح, ويوضح..
ابتسم بوقار, وهو لا يبخل بلإجابة:" آلاء يوم ما شفتك أول مره يمكن كان فعل لقاء غير مرتب؛ لكن سبب تواجدي كان عشان أتعرف على اهلك وأشوفك.."
توسعت عيناها وكأنها لا تصدق, تجنب تعبيرها وهو يخبرها:" والدتي كانت رشحتك ليا من سنه كاملة يا آلاء.. كان إلحاح مستميت عليكِ تعرفي ليه؟.."
تحشرج صوتها وهي تشعر بخيبة الأمل.. هل تزوجها لأنها اختيار لأمل فقط!..
_ليه يا فارس؟.. انا عارفه انها بتحبني.. بس هل دا سبب كافي لجوزاك مني؟..
هز رأسه بنفي رافض, وهو يقول:" لا طبعاً انا زيك عمري ما كنت هوافق اربط انسانه بيا عشان ارضي والدتي؛ ولكن كان سبب من الاسباب.."
حاول أن يجعلها تندمج معه, وهو يرفع يده يلمس أنفها بطارف إصبعه بمداعبة خفيفة:" قولنا بلاش تسرع واحكام.. كل الموضوع يا ستي انها كانت عاوزه تربطني بهنا, من وجهة نظرها عاوزه تضمن واحده بتحبها, تجبرني اني ارجع دايماً لحضنها, ومستمرش في شرودي من بلد لبلد ورا مستقبلي, انا ليا سبع سنين منزلتش هنا, كانت هي اللي بتجيلي في البلد اللي انا فيها.."
بحيرة وتخبط واضح أخبرته بيأس:" انا مش فاهمه برضو..
ايه علاقه دا بيا؟.. يعني أمل عاوزه تربط وتضمن انك ترجعلها, وترجع هنا تاخدوني انا سكه!.."
_بيئه يا الاء.. سكه!..
أخبرها بتأفف..
لوت فمها مع رفع حاجبها تخبره:" واذا كان عاجبك.."
ابتسم وهو يقول:" عاجبني جداً على فكره.. ونيجي للسبب الرئيسي,
انتي شدتيني يا آلاء يوم ما شفتك وجنانك, للاسف عجبني, لقيت نفسي بجاريكي.. مش هكدب معجبنيش كرجل شرقي مطاردتك, او خفتك معايا؛ لكن كنت بحس انك عفوية مندفعه, ويمكن دا اللي غفر لكِ عندي, وخلاني افكر فيكِ تفكير جدي.."
رفع يديه يحاول أن يجعل بينهما تواصل حميمي, يجذبها ويقنعها بما يقول يعد على أصابعها الواحد تلو الآخر:" أولاً سبب من أسبابي.. مرحك فيكِ شيء بيخرجني عن طبيعتي, ويخليني دايماً في تحفز, بتحرر معاكي يا آلاء.."
إبتسامة ساحرة, وعيناه بفضيتهما تفيضان بعذوبة جذابة؛ تجعلاها مقيدة بنظراته؛ حرك يده إلى غلإصبع الآخر يردف:" ثانياً رغم جنانك, واتهامهم ليكِ بأنك عايشه في الخيال, إلا انك عندك ثقافه عاليه.."
انزعاج طفيف ظهر على وجهه, وهو يقول:" اينعم افكارك غريبة, وعكس كل اعتقادتي؛ ولكن دا شدني ليكِ, انا عاوز ست أتناقش معاها تشاركني الشغف في أي مجال سياسي, علمي, تاريخ أو حتى لعبه كوره, ميكنش كل طموحها المكياج, والطبيخ, او تقارن نفسها بغيرها.. عاوز ست تمشي على دماغي فاهمه كلامي!.."
أومأت بصمت تفهم كل كلمة يخبرها بها فارس, فارسها بطلها وإن كان يصيبها بالإحباط الدائم, وإن كان بارد صريح, مغيظ, وإن لم تعش معه قَصه حب حارقة, تتوج بالزواج, وإن كان مجرد الزوج المناسب..

أكمل وهو يفرد كف يدها يمرر أصابعه في حركه بطيئة دائرية على باطنها, مداعبة..
يخبرها بود يشير لحديثهما السابق يوم أن كان يعلمها إطلاق الرصاص..
_أسبابي الباقية, انا قولتها قبل كدا.. وبعيدها يا آلاء تاني, انا عوز ست قويه تتحملني, ودا انا لمسته فيكِ متسأليش ازاي, تقدري تقولي انه نصيب وقدر خلانى احس انك المناسبة.. قدرنا يا آلاء ان تكون قصتنا الخاصه كدا.. نرسمها بنفسنا.."
بهدوء عاد لعينيها بعسليتهما الدافئة ينظر لها يخبرها بحبور, وصوت أجش:" انا مش بطل طلع من روايتك, ولا انسان غامض انا مجرد شخص عادي, بيحاول يسعى لحلمه, ويطارده بكل قوته.. انا ساعدت نفسي بنفسي, بنيت اسمي ومكانتي بدون مساعدة حد.. آلاء مطاردتك لحلمك هي اللي خلتك تشوفيني غامض؛ لكن انا كنت مكشوف طول الوقت كل اللي حصل وخلاني متشابه مع حلمك.."
بغرور مغيظ أخبرها:" اني وسيم حبتين علي رأيك.. حيطه أحلامك.."
ضحكت بخفر, وهي تبادله المشاكسة تؤكد له:" ايون انتَ حيطة أحلامي وعلى فكره انت غامض, انا معرفش انت حتى بتشتغل.. ايه ليه كل السريه دي؟.."
عاد يأخذ أنفاسه بقوة يخبرها:" على فكره أمل قالتلك قبل كدا انا بشتغل ايه.. وانت احيانا كتير كنت بتدخلي الجنينة وانا بشتغل, لو ركزتي شويه بس وحررتي عقلك من أحلامك اللي مصره تحطني في خانة الغموض كنتِ عرفتي.."
بنفاذ صبر أعادت له كلامه السابق:" اخلص يا فارس وبلاش فلسفه فارغه.."
_هو انا لو ضربتك دلوقتي يا آلاء حد هيلومني!..
بملل أجابته:" لا بس هيقول انك سادي, وانا مش هتردد اني أكد الكلام دا.."
كان مسيطر بقوة على نفسه معها يجريها بحكمة, وصبر يحجب عنها بمهارة نظراته التى تتأمل كل جزء, فيها يده التي تمسد هبوطًا وصعودًا على ظهرها فى حميمية بسيطة مراعية؛ وحمقائه كانت منخرطة معه وغير مهتمة,
همس لنفسه:" يا الله كم يريدها.."
والفكره نفسها صدمته هو يريدها قبلاً عندما كان يحاول أن يجبرها على التفاعل معه, عندما قبلها كان فقط رغبة, ربما لأنها أصبحت زوجته بعقد القرآن..
لكن شعوره في تلك اللحظة مختلف, بها شغف ترقب وإثارة لا تمت للجسد بأي طريقة, هو فقط يريد أن يستشعر دفئها.. يريد أن يتواصل معها.. هل أحبها!..
نفض رأسه يحاول أن يحجب أفكاره, يجب أن يرتبها..
أجلى صوته الذي خرج أجش خافت يخبرها, ويحرق آخر شيء لديه تعتقد هي أنه غموض..
_انا بشتغل المسئول الصحفي, والإعلامي لسفارة البلد في الخارج..
توسعت عيناها مع تدلي فكها بذهول, لم تستوعب للحظات ما يخبرها به ببساطة..
مد يده تحت فكها المتدلي, يخبرها بعبث:" اقفلي بوقك دا.. لاني في اللحظه دي هقفله بطريقة تانية.."
رفرفت بأهدابها عدة مرات, تسأله بعدم استيعاب:" انتَ بتتكلم جد؟.."
هز كتفيه بعدم اكتراث, وهو يؤكد لها:" معتقدش انها مهنه مبهره, او مستحيلة.."
ليردف بجدية عجيبة:" بس طبعاً افضل من اتهامك السابق ليا, بإني زعيم عصابه, أو قتال قتله.. اه السلاح قبل ما تسألي أي حد بيدخل المجال دا بيتدرب عليه كنوع من الحمايه مش اكتر, وبرضو يا آلاء كل شيء معاكي مبهم, بس انا عاوز بجد اعلمك اي حاجه اعرفها, عاوزك سند وعون ليا شريكة حياة متكافئة, وند ليا.."
لم تبدي رد فعل فقط عيناها عادتا تنظران إليه بهيام وانبهار مثل مرتهما الأولى..
أردف بقنوط منها:" انا حبيت انك ترتبطي بيا لشخصي يا آلاء, زي ما اخترتك لشخصك, مش عشان بهرتك, او صادف اني أشبه حلم يقظه حلمتيه.."
ما حدث بعد ذلك لم يفهمه على وجه التحديد..
تفاجئ بها تقفز عليه وتسكن بين أحضانه حرفياً, وتلف يديها حول عنقه,
تضع شفتيها على فمه, وتضغطها بقوة,
اللعنة.. لقد كانت تجتاحه لا هو من يجتاحها.. هل يحدث هذا مع أبطالها؟!..
كانت قبلتها رغم جموحها عبثية بشدة؛ ليسيطر على نفسه من صدمته
يلف يديها حولها يضغط جسدها الممتلئ بإثاره إليه يتولي اجتياحها
له, وهو يجتاحها هذه المرة كانت مختلفة له؛ كما هي مختلفة لها..
كان يبثها غرام رجل عاشق ,ولم يدرك عشقه بعد.. يداه تعبثان معها بحرية تامة, يتواصل معها ويخبرها بصمت عبر قبلة, أنها ليست المناسبة؛ بل بطلته الخاصة كما هي تعتقده بطلها الغامض..
كان يتعمق معها يقبل كل إنش منها, وجنتاها, عيناها, نحرها نزولنًا إلى جيدها.. سحر تحت ضوء القمر كان يلفهما معاً تغيب تام عن الواقع, وعن جنونهما..
عندما ترك شفتيها سمع همهمات خافتة هامسة, وهي تغمض عينيها, وكأنها تحدث نفسها:" دلوقتي بس عرفت يعني ايه, رجليا تلامس القمر, يعني ايه غيمه ورديه.."
ضحك بصوت مكتوم, وأنفاسه مضطربة, يسألها بهمس مثير:" مخيبتش ظنك يعني!.."
هزت رأسها وكأنها مقيده تجيبه بصدق:" لأ المره دي مختلفه.. انتَ دلوقتي فاهم مش حافظ, عاوزني انا مش رغبه صح يا فارس!.."
كان إلحاح ورجاء أكثر منه سؤال..
وقف يرفعها معه يلف ساقيها حول جذعه بتملك, يلصقها به,
همس لها:" صح انا عاوزك أنتِ وحدك.."
دفنت رأسها في عنقه, تهمس بصدق:" يمكن اول مره شفتك فيها, فعلاً شفت خيالي قدامي حقيقه؛ لكن انا اخترتك انتِ عشان فى حاجه جوايا, مش عارفه هي ايه, بتخلي قلبي يدق جامد لما يشوفك, عاوزه ابقى جنبك على طول, كنت بحاول أقاوم عشان انت مش محسسني انك ممكن تبادلنى شعوري دا فى يوم.."
وصل لفراش عرسهما ليضعها هذه المرة برفق,
يهمس أمام شفتيها بصدق مماثل لصدقها:" ولا انا كمان عارف يا آلاء, يمكن اختيارك فعلاً كان عقل, بس زي ما انتي قولتي المناسبات كتير؛ لكن انا مكنتش شايف غيرك انتي, في حاجه بتجذبني بقوة ناحيتك مش هقدر اعترف بحب انا مش متأكد منه؛ بس كل اللي اقدر أوعدك بيه انه في شيء في قلبي بيتحرك بقوة, وبسرعة ناحيتك, وانا متاكد مع استمرار حياتنا؛ هنوصل لحب فوق ما انتي كنتي بتحلمي بكتير.."
همست بدون أن تشعر أمام شفتيه؛ كالمسحورة, أو مغيبة, همسًا ولا تعلم لماذا لكنها تحتاج قوله:" فارس انا بحبك, ومعرفش السبب بس انا فعلاً بحبك.."
تأوه بخشونة, وهو ينضم إليها يحيطها بحضن دافئ ساحر راغب بها هي, لا غيرها..
كل ما يفكر به أنه لن يخذلها لم يمتلك القوة ليفعل؛ كأن همسها الناعم يجبره يقيده, ليتركه عاري من أي شعور لديه بأنه مسيطر, كان يريد أن يثبت لها أنه واقعي, رجل ليس خيالي تشبثها به لم يعطي عقله المغيب معها فرصه؛ ليتذكر ماذا يريد, أو ماذا يشعر؟.. ما كانت تفعله به كان يخيفه مشاعرها البريئة المترجية بين يديه؛ كانت تجعله خاسر لخيوط اللعبة في محاربة مشاعره المتأججة بنارية..
كانت تريد منحه أكثر من أن يأخذ منها, شعورها السابق المحبط الذي شعرته بين يديه, وجعلها تهاجمه؛ جعله يعوضها وهو يمنحها دفء حار لرجل عاشق, توقف عقله عن العمل يردد بتغيب عاشق؛ فيضمها أكثر إليه يتخبط معها, وفيها مثلها هي..
لقد وقع في الفخ, لا هي..

بعد وقت ابتعد عنها لاهثًا تمدد بجانبها يضمها إليه بقوه يغمض عينيه, يحجب عنها ما يشعره من مشاعر متأرجحة؛ لكن راضية وكاملة
أماهى كانت تغوص في الأغطية التي سحبها هو عليهما خجلاً وخوفًا!..
لا تتذكر إلا أنها همست بحبه؛ ليرفعها إلى دنيا قرأت عنها؛ ولكن دنياها هي الخاصة, لم يصفها أحد من قبل..
كان اكتساحه لها ضارياً عنيفاً بشوق, لم تفهم ولم تستوعب ما كان يخبرها أيًا كان رغم إنفلاته معها مراعياً ومطمئناً, فلم تستطع إلا الإستلام لكل ما يريد..
سمعت صوت الأجش يخبرها ويجذبها من ذلك العالم الخاص بهما يحاول المزاح:" كنت متوقع ان الليلة السوده دي هتنتهي بيا نايم في البلكونه
ودا مخططتش ليه أبدًا.. يوم فرحي بصراحه.."
لم ترد فقط كانت تنظر إليه تتامله هي تحبه, وسامته لم تكن السبب أو وظيفته..
هي تحب فارس لسبب مجهول لا يمكن أن تتبادل معه تلك المشاعر, إن لم تكن أحبته بصدق..
عندما لم ترد قبل كتفها العاري الظاهر من تحت الأغطية,
يسألها بصوت خشن, وهو يرفع حاجب واحد شرير مرح وكأنه يعلم الأجابة:" هل آذيتك؟.."
_نعم!..
بصدمة قالتها..
ضحك بخشونة بقهقه عالية لفت أرجاء الغرفة..
_ايه يا ابتلاء سألتك سؤال, جاوبي.. مش دا موجود في الروايات..
لم تتخلى عن صدمتها, وهي تسأله:" وانت عرفت ازاي؟.."
أمسك وجنتيها المكتنزتين قليلاً, يحدثها كأنها طفل يمازحها:" مش وحدكم اللي بتقروا روايات يا لولو.."
سيطرت على صدمتها؛ لتعود لناريتها تخبره:" عاوز الصراحه.. اه وجعتني هكدب يعني!.."
_نعم مش المتبع انك تدفني راسك في حضني, وتهزي راسك بخجل وتقولي لا..
_خجل ايه يا فارس بعد الهباب اللي حصل؟.. وعلى قولتك دا خياااااااااال..
إسبوعان مرا لم يخلوا من محاولة فارس استفزازها يمزحها يحيطها,
كان الرجل المثالي.. حنون, عطوف معها يتقبل كل ما تفعله بتفهم, وصبر وأحيان أخرى بغضب وتزمت, وعند أي نقاش حاد بينهما, ولا تقتنع بوجهة نظره كالعادة؛ يخبرها بتذمر أنها جاهلة صغيرة, وأمامها الكثير للتعلم..

هي وفارس لم يشبها بعضهما أبداً في الشخصية؛ بل تستطيع القول أنهما ثلج ونار, إن صح القول عادة طبعاً عن الفاصل الغرامي الذي يصبح فيه فارس آخر رجل عاشق, وإن لم ينطقها, وهي سوف تنتظر يوماً ما, سيقولها مازال أمامهما الكثير سوياً كما اخبرها..
سوف تصنع قصتها الخاصة بنفسها, وتخط كل سطر عاشق تنقشه
باسمه على قلبها..
_ابتلاء يا قدري..
كان صوته يقاطع أفكارها في عادة لن ينفصل عنها..
وصل إليها على الفور وهي تجلس على الأريكة في غرفة المعيشة تقرأ في إحدى الكتب التي منحها إليها..
سحب منها الكتاب وهو يرميه جانباً؛ ليتمدد على الفور يضع رأسه على ساقيها..
_وحشتك؟..
سألها..
جاوبته على الفور:" لأ انت لحقت.. دا هي ربع ساعه غبتها تقعد مع والدتك شويه!.."
نظر إلى وجهها المطل عليه, يخبرها برعونة:" انتي فصيلة يا شيخه, امال فين رومانسية الروايات اللي صدعتيني بيها.."
بتبرم من كلامه المتكرر, ردت:" يووه مش هتبطل بئي انسى.. فيش روايات خلاص.. انت روايتي الوحيده يا بيضه.." قالتها وهي تحيط وجهه بكلتا يديها, ليزيح يدها على الفور يدعي الغضب..
_مين دا اللي بيضه!.. شكلك انتي اللي ليلتك هتبقى سوده..
بثقة وهي تراقص حاجبيها هبوطًا, وصعودًا, أجابته بتحدي:" مش هتقدر يا فارس مش اخلاقك.."
_متأكده!..
أجابته بثقة:" ايوه.."
لم تعلم متى انقض عليها, وضحكتها تعلو بصخب رنان..
رفع وجهه عنها يأمرها:" اخرسي يخرب بيتك هتفضحينا.."
لتكون إجابتها الضحكه بعشق يلمع في عينيها, بهمس ناعم مغري يخرج ببطء من بين فمها الواسع المغري له:" بحبك اوى يا فارس.."
تذيبه بها وتجعله فاقد السيطرة, والمكان والزمان لا يستشعر شيء غير أنها بين يديه؛ ليسحبها معه؛ وكأنه مقيد بها ككل مرة لفاصل عشقي مجنون, يدمغها به كما تحب أن تسمعها منه.. يمتلكها..
************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس