[MooNy87]

* مقتطفات من سلسلة كوكتيل 2000 *

- إياك أن تصفعني على وجهي.
استدار إليه (فؤاد)، دون أن يتخيَل ما سيحدث ، و ...
وهوت المنفضة الثقيلة على جبهته ، بمنتهى العنف والقسوة ..
وشعر بشيء ينفجر داخل جمجمته ، وشقيقه (سمير) يعدو نحو (عماد) ،صارخاً:
- ماذا تفعل ؟! هل جننت ؟!
وارتفعت المنفضة النحاسية مرة أخرى ..
وعادت تهوى بنفس العنف والقسوة ..
ورصدت عينا (فؤاد) هبوطها ..
وبدت له عينا (عماد) أشبه بعيني شيطان رجيم ..
وفي أذنيه ، انطلقت صرخة سكرتيرته المذعورة ، وهي تعدو خارجة ، لاستدعاء رجال الأمن والشرطة ..
وفي أعماقه ، انطلقت صرخة أخرى ..
كل شيء أنهار ..
النسخة التي بذل كل مابذل من أجلها تقتله ..
وطبقاً للشرع ، فالقاتل لا يرث ضحيته قط ..
مهما كان ..
وهذا يعني أن ثروته كلها ستذهب إلى شقيقه ..
إلى (سمير) ..
وارتطمت المنفضة برأسه مرة ثانية ..
وشعر بذلك الانفجار الثاني داخل جمجمته ..
وتوقفت تلك الصرخة في أعماقه ..
وهوى ..
أمام كل العيون الذاهلة ، سقط (فؤاد صالح) عند قدمي (عماد) ، والدماء تتدفَق من رأسه في غزارة مخيفة ..
وتراجع (عماد) ذاهلاً مذعوراً ، وهو يحدق في (فؤاد) ، وكأنما لا يصدق أو يستوعب ما اقترفت يداه ، في لحظة غضب حمقاء ، ثم لم يلبث أن انفجر باكياً في انهيار ..
أما (سمير) ، فقد ألقى نفسه على شقيقه ، وراح يحاول عبثاً إيقاف ذلك النزيف الرهيب بيديه ، وهو يصرخ :
- لا يا (فؤاد) .. لا .. اطلبوا الإسعاف .. استدعوا أحد أطباء الشركة .. أسرعوا بالله عليكم .. أسرعوا ..
سمع (فؤاد) هذه العبارة ، وعيناه متسعتان عن آخرهما ، تحدقان في الآية المعلقة فوق مكتبه ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..﴿ إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده﴾ .. صدق الله العظيم ..
كان هذا آخر ماوقع عليه بصره ، قبل أن تظلم الدنيا أمام عينيه ..
وتظلم ..
وتظلم ..
ثم ينتهي كل شيء ..
إلى الأبد ..

العدد 27 ( الوريث )