عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-19, 01:34 PM   #2

غارقة بين ثنايا خواطري

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية غارقة بين ثنايا خواطري

? العضوٌ??? » 439245
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 805
?  نُقآطِيْ » غارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
افتراضي

الفصل الاول

ااااااااااااااااااااااااه




اغمضت عيني لاتحاشا رؤية وجهه الغاضب بقوة
دخل واغلق الباب خلفه بقوة محذثا صوتا عنيفا
تحاملت على وجع يدي لاقف وتناولت المكنسة من على الارض بقربي
ارتجفت
بدات بكنس عتبة الباب من فضلات الكلب المدلل
وكان الثلج يتساقط بفتور على الارض
يدي تالمني بقوة
والبرد ينهش عظامي بنفس القوة
كنت ابدو في مظهر بائعة الكبريت الصغيرة التي سمعت عن قصتها
من جدتي يوما ما
سمعت فجاة صوتا خافتا ينادي// مطر مطر
التفتت الى مصدر الصوت واذا بها ابنة جيراننا الاغنياء
ابتسمت لي بلطف وابتسمت لها والدموع عالقة بين اجفاني
مدت لي بعض الطعام الذي ارسلته لي والدتها الطيبة
وساعدتني قليلا في كنس الحديقة ثم غادرت
اكلت الطعام بشراهة لا مثيل لها
امسكت بالمكنسة من جديد
وهممت بالكنس
لكن يدي المتني بقوة
كتمت صوت صرختي لكي لا اعاقب
رفعت عيني الى السماء
بدعوة خاشعة
واكملت مهمتي القاسية
انتهيت اخيرا بعد ان نال مني التعب والارهاق
طرقت الباب بخوف طفلة
فتحت لي الباب زوجته البدينة
صرخت بصوت اشبه بفحيح الافعى /هل انتهيت من عملك
هززت راسي بخوف
ازاحتني عن طريقها بقوة لتتفقد جودة العمل
دارت حول الحديقة دورة كاملة ثم عادت وقد بدا عليها الاقتناع البسيط
وقالت بنفس نبرة الصوت المخيفة //ادخلي لتنامي
دخلت و لفحتني نسمات من الهواء الدافئة
رايت اطفالهما متحلقين حول الطاولة الكبيرة
يدرسون ومن لم يصل الى مرحلة الدراسة يجلس
في جوار والده متنعما بحنانه
اما انا فقد ابتلعت حسرتي
وتوجهت نحو الدرج
وارتقيت درجاته ببطئ ورتابة
وصلت الى العلية
دفعت الباب
فاصدر صريرا مزعجا
توجهت الى السرير الحديدي البارد
جلست
تلحفت باللحاف المهترئ
اتقاء للبرد
نظرت الى النافذة لارى صديقي القمر
لكنه لم يكن قد ظهر بعد
اثرت ان اراقب الثلج وهو يتساقط بفتور
ونمت بدون ان اشعر
/مطر
نعم ماما
تعالي الي حبيبتي
ركضت اليها وارتميت في احضانها الدافئة
و فاجاة
سمعت صراخا وركلا على الباب
انكمشت في حضن والدتي وتشبثت بها بقوة
فتحت عيني برعب وادركت انني كنت متشبثة بالوسادة القشية
وعلى راسي تقف ابنة عمي الكبرى زهور
تركل السرير الحديدي بغية ايقاظي
ابتلعت شوقي لامي
وقمت من السرير
باغتتني زهور بكف اطار النوم عن جمجمتي الصغيرة
واردفت تقول // تعالي لتظفي المنزل لدينا اليوم ضيوف
تمعنت جيدا في ثوبها المدرسي الجديد النظيف وفي شعرها المجدول بعناية فائقة
ابتلعت لوعتي للمرة الالف
ونزلت الدرج لابدا بالتنظيف متخيلة كمية الصحون التي علي ان
اغسلها اليوم بينما ابتسم بحسرة
لابنة عمي همس الحبيبة
التي اتجهت نحوي بحذر
بعد ان تاكدت من خلو المكان من العيون
قبلت خدي المثلج من البرد
ودست في جيب ردائي الهترئ قطعة حلوى
وانصرفت الى مدرستها بينما اكملت طريقي
جارة قدماي نحو المطبخ
منزلي الوحيد
بدات بتنظيف الارضية اولا
وكانت اصوات ضحكهم على طاولة الافطار تتسرب الي بخفة
لتذكرني بانه ليس لدي اي حق في الجلوس الى تلك الطاولة الحافلة بما لذ وطاب
كان الماء باردا كبرودة المثلجات
التي سربتها الي همس خفية يوما ما
وكانت يداي الصغيرتان مثلجتين
كما هو حال كل جسمي المرتجف
انتهيت من الارضية وتوجهت الى الطاولة لارفع الصحون المتسخة عنها
لم يكملوا طعامهم كالعادة
يالهم من مبذرين
التفتت حولي ومددت يدي الى الطعام لاسكت معدتي المزقزقة
لكنها لم تسكت فقد باغتتني عمتي اكل من طعامهم الفاخر وضربتني باول طبق راته
اصابتني ببعض الخدوش وسال الدم من وجهي
جففته بطرف ردائي
ورحت اتم ما علي من اشغال
و وجهي ينزف وقلبي ينزف
حان وقت الغذاء وحضر الضيوف
اللذين اقترن حظورهم بكميات هائلة من العمل وغسيل الاطباق
لم ار همس ذلك اليوم
فقد كانت مشغولة مع صديقتها الجديدة
مطر
يال الصدف
نحمل نفس الاسم لكن ليس نفس الهم
لم ار اكثر منها تبجحا وغرورا
لم ار فتاة فارغة العقل كتلك
وتاكدت بعد دقائق ان انشغال همس بها ماهو الى مجاملة لا اكثر
انتهى الغداء وانا على الطوى
تحاملت على نفسي واتجهت الى المطبخ لاغسل الصحون
وكان علي ان اقف على كرسي لاصل الى مستوى ارتفاعها وكثرتها
كنت حريصة حرصا يفوق حرصي على حياتي
ان لا اكسر صحنا فلو حدث وفعلت فلن يصبح لحياتي اي اهمية
كانت زوجة عمي حاملا في شهورها الاخيرة
وكنت قد حصلت من عمي على صك
يوجبني بان اقوم بكل مهامها بدون شكر
كان علي ان انظف ملابس الاطفال تاليا
و تسائلت الى اي صنف انتمي انا
وفي الحقيقة لم يكن هناك اي وقت للتسائل فقد
كان في انتظاري كومة من الملابس التي تحتاج الى غسيل ونشر ثم كوي
انتهيت من كل اعمالي مع انتهاء اليوم وحضر عمي من عمله واولاده من مدارسهم
تعشيت بفتاتهم وانسحبت لانام وفي الحقيقة لم يكن لدي اي وقت للنوم
فهذه حياتي

لا راحة فيها

انا مطر....




غارقة بين ثنايا خواطري غير متواجد حالياً