19-12-19, 03:04 PM
|
#8 |
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء |
ثم اتجه نحو الباب وطرقه عدة طرقات سريعة ثم دخل إلى حجرة ابيه , ولم يكد يفعل حتى تلاشى من ملامحه الاستعلاء والتجهم واكتست بخليط من الاضطراب والحنين والخجل , لدى رؤيته أباه على حين اسدل الاب على وجهه قناعا من الجمود يخفى مشاعره الجياشة التى تحركت فى قوة حينما رأى ابنه أمامه بعد غياب خمس سنوات وسمعه يغمغم :
- كيف حالك يا أبى ؟
نهض الاب من مقعده ووقف فى مواجهته وهو يقول فى خشونة مصطنعة :
ما الذى وصل إليه حالك أنت ؟ .. ضائع ؟ .. متشرد ؟ .. تتسكع فى شوارع أوروبا وتنتقل من عمل وضيع إلى آخر وبعد أن تنفذ نقودك وتبلغ حالة يرثى لها , ترسل الرسل لاستعطافى وإعلان ندمك .. ألم يكن هذا هو ما حذرتك منه منذ البداية , حينما أبيت أن تستمع إلى نصيحتى وتبقى هنا لإدارة المصنع .
- إننى لم أرفض .. أنت طالبتنى بترك إدارة المصنع , وبمعنى أدق .. طردتنى .
- لأنك فشلت فى الحفاظ على الثقة التى اوليتها لك , وبلغ بك الأمر حد اختلاس أموال المصنع , وبعثرتها على نزواتك ومظهرك الكاذب .. إنك فاشل دوما , لم تنجح فى نيل شهادة جامعية , ولا فى إدارة المصنع , وحتى فى الاعمال الوضيعة , التى زاولتها فى أوروبا .. لقد قلت - قبيل سفرك - أنك ستثبت لى قدرتك على النجاح من دونى , فأين هو ذلك النجاح ؟ |
| |