عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-20, 03:43 PM   #31

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جمعة طيبة للجميع

الفصل السادس
----------------------------------------

وما من لحظات إلا ورن تليفون بسمة وكالعادة ذهبت لتتحدث بجوار الشباك وكانت المتصلة هدى.
فقالت بسمة:- السلام عليكم، أيوه يا دودى.
فقالت هدى:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازيك يا بسومتى عامله أيه؟
فقالت بسمة:- والله انتي بنت حلال لسه كنت بفكر فيكي.
فقالت هدى:- اكيد طبعاً... بس كنتي عاوزة أيه؟
فقالت بسمة:- انتي فاضية النهاردة؟
فقالت هدى:- آه فاضيه موريش حاجه مهمة النهاردة، بس قوليلي في أيه قلقتيني؟
فقالت بسمة:- متقلقيش هو كل الحكاية أنى مضيقة شوية وفى حاجه محيراني وكنت محتاجه أتكلم مع حد، وانتي عارفه أنك اقرب واحده من صحابي.
فقالت هدى:- خلاص تمام أيه رأيك أعدى عليكى بعد الشغل.
فقالت بسمة:- أوكيشن، يللا سلام.
ومر اليوم على بسمة في المكتب وكأنها تعض على الجمر لم تشارك في أي حديث مما دار في المكتب إلا من كلمات قليلة عندما يوجه لها الحوار فلم تخبر أحد بما حدث معها في الصباح حتى آتى موعدها مع هدى وبالفعل تقابلتا وذهبتا إلى الكافيتريا التي اعتادوا أن يجلسوا فيها.
وهنا بدأت هدى الحديث قائلة:- ها يا ستي مالك وأيه اللي مضيقك أوى كدا؟
فقالت بسمة:- مضيقنى دي كلمة قليله جداً على اللي أنا حاسة بيه، تقدري تقولي أنى هطق، مفروسة، هتجنن خلاص بجد أنا لو فضلت في مستشفى المجانين دي اكتر من كدا هتجنن أكيد هيحصلى حاجه.
فقالت هدى:- معقول للدرجة دي، أهدى كدا وقوليلي في أيه، وفين مستشفى المجانين دي؟
فقالت بسمة:- هو في مستشفى للمجانين غير الشركة عندنا.
فقالت هدى:- ليه هي شركتكم بدل ما كانت بتاعة بترول غيرت النشاط وبقت بتنتج مجانين ولا أيه؟
فقالت بسمة:- لاء طبعاً هي زي ماهي بس الكائن الغريب اللي عندنا.
فقالت هدى وهي تحاول أن تمازح بسمة وتخفف مما هي فيه:- أيه دا هو في كائن فضائي لقيوه عندكم في الشركة في بير من الابار؟
فقالت بسمة:- كائن فضائي أيه بس أنتي كمان، أنا قصدي على الاشكيف اللي اسمه آسر دا.
فقالت هدى:- اااه... قولي الاشكيف، طب ما أنا عارفه أنه هو أكيد اللي مضيقك ومعصبك كدا، قوليلي يا ستي هو عمل أيه؟
فقالت بسمة:- دا بجد انسان غير سوي استحاله يكون طبيعي زي كل البشر.
فقالت هدى:- دا أنا خلاص عرفته كويس، اللي عاوزه اعرفه هو عمل أيه جديد خلاكي بالشكل دا؟
فحكت بسمة ما حدث معها.
فقالت هدى بتعجب:- أيه اللخبطه دي بقى؟!
فقالت بسمة:- أهو شوفتي أنتى نفسك استغربتي منين كنت لسه من كام يوم بتشكرنى وبتقول أن شغلي كويس وأنى أنجزت فيه ودى لوحدها حاجه غريبة وما تتصدقش ومنين دلوقتي بيعمل الحركات دي علشان يطفشنى من المكان وصمتت لثواني ثم اتبعت كلامها:- دا غير سوى أكيد عنده شيزوفرنيا.
فقالت هدى:- لاء... هو أكيد في حاجه احنا مش عارفينها، هو بيحاول يخليكى أنتى اللي تمشي.
فقالت بسمة:- قصدك أيه؟
فقالت هدى:- هو حاجة من اتنين يا أما هو حد معندهوش ضمير بيقرفك وعاوزك تغلطى علشان لما يكتب تقريره تبقى فعلاً انتي ما تصلحيش أنك تستغلى، أو يا أما هو حد فعلاً زي ما بيقولوا أنه في الشغل حمبلى يعنى عنده ضمير زيادة شويتين ولما بتعلمي شغل كويس بيقول ويديكى حقك فيه، بس في حاجه احنا منعرفهاش هي اللي مخلياه مش ضيقك وعاوزك أنتى اللي تقرري أنك تسيبي المكان سواء أنك تمشي خالص أو تتنقلي ولو هو من النوع دا يبقى ميتخفش منه لأنه مش هيخبى مجهودك أو أنه ينسبه ليه أو يدبسك في مصيبة.
فقالت بسمة:- استني هنا تقرير أيه اللي بتتكلمى عليه؟!
فقالت هدى:- أنتي ناسيه أنك لسه تحت الاختبار وفي 3 شهور تمرين يا أما مديرك يكتب تقرير يقول أنك فعلاً استفدى من التمرين وأنك تصلحي للعمل فيتمضى معاكى ويتعملك عقد أو تثبيت على حسب الشغل أو يتكتب في التقرير أنك لا تصلحي وساعدها هيتقالك باى باى.
فقالت بسمة:- معقول!... هو في حد ممكن يعمل كدا، وأيه اللي هيستفيده من قطع عيش حد دا الرزق بتاع ربنا.
فقالت هدى:- هو من ناحية في حد كدا فهو في كتير وبيعمله كدا علشان بيكون ليهم حد عاوزين يدخلوا في المكان دا، بس على ما اعتقد أن الاشكيف مش من النوعية دي بس هو في حاجه مخبيها وهى اللي مخلياه يتعامل معاكى بالطريقة دي ولازم نعرفها.
فقالت بسمة:- أنا عرفاله دا شخصية غريبة.
فقالت هدي- وعلى العموم خدى بالك واتعملى بحظر وخلى بالك من كل كلمه وتصرف بتعمليه علشان محدش يقدر يمسك عليكى حاجة وتقريرك يكون كويس لغايه ما يعدو ال 3 شهور دول على خير.
ثم تساءلت هدى:- هو فاضل من 3 شهور دول قد أيه؟ يعنى أنتى بدأتي الشغل أمتى؟
فقالت بسمة:- يعنى بقالي كدا شهرين وشوية، يعنى تقريباً قربت أكمل التلت شهور.
فقالت هدى:- يعنى دا أهم وقت خدى بالك وأن شاء الله خير.
فقالت بسمة:- ربنا يستر.
وبالفعل ظلت بسمة على هذا الحال فترة من الزمن تتبع فيها نصائح هدى وتحاول أن لا تنفع أو تتسبب في مشاكل وتراعي أدق التفاصيل في كل تصرفاتها مع حذرها الشديد في التعامل وخاصة تعاملها مع آسر وكان هذا يسبب لها ضغط شديداً فهي لم تعتاد على أن تترك أحد يتعامل معها بطريقة غير لائقة دون أن تأخذ حقها ممن أساء إليها.
حتى آتى يوم كان آسر خارج من المكتب وهو ممسك ببعض الأوراق ثم تبعته نهال مسرعة وهي تستوقفه خارج المكتب قائله:- آسر.
فقال آسر وهو يقف ويلتفت خلفه:- أيوه يا نهال.
فقالت نهال:- أنا من ساعة ما جيت أشتغل هنا واحنا بنعتبر نفسنا أصدقاء صح.
فقال آسر:- أكيد، بس أيه لزمة الكلام دا.
فقالت نهال:- يعنى أكيد صداقتنا دي تسمحلى أنى أسألك عن حاجه.
فقال آسر وقد بدا عليه الاهتمام:- خير يا نهال اسألى.
فقالت نهال:- بسمة... هي كدا تبقى تقريباً خلصت فترة الاختبار.
فقال آسر:- اااه... انتى قصدك التقرير.
فأشارت نهال بالموافقة.
فقال آسر:- أنتى متخيله أيه، المفروض صداقتنا اللي بتقولى عليها تخليكى تعرفي أيه اللي ممكن أكتبه في التقرير دا.
فقالت نهال:- ما ده اللي محيرنى أنت طول عمرك بتساعد الناس وخدوم جداً مع اللي تعرفه واللي متعرفوش وعمرك ما حبيت أنك تأذى حد أو تقطع عيشه بس معاملتك مع بسمة... وهنا سكتت نهال.
فقال آسر:- مش معنى أنى مش حابب وجودها معانا في المكتب يبقى أخالف ضميري وأكون السبب في قطع عيش حد أو أنى أظلم حد.
وهنا قالت نهال في خجل:- أنا عارفه دا طبعاً ومقصدش حاجه بس..
فقاطعها آسر:- مبسش خلاص على العموم أنا خلصت التقرير ورايح أسلمه وفي الاغلب خلال أيام هيطلبوا بسمة علشان يمضوها العقد. ثم ترك آسر نهال وغادر.
وفي المساء في بيت آسر كان يجتمع كلاً من عائلة آسر ووليد فكان والد وليد ووالدته يجلسون على كنبه الصالون ويجلس وليد على الكرسي المجاور له وكان آسر يجلس على الكرسي المقابل له وكان باب الغرفة في مواجهة الكرسي الذي يجلس عليه آسر وعندما دخلت كارما وهي تحمل الضيافة.
قالت أم وليد وكانت سيده في العقد الخامس من عمرها هادئة الطباع يبدو عليها الحكمة والرزانة كما يبدو عليها الذوق الرفيع في ملبسها الذي يتسم بالبساطة، تعلو وجهها ابتسامة رقيقة تشعر بالراحة والانجذاب لها عند رؤيتها والحديث إليها:- تعالى اقعدى جمبى يا عروستنا، يا أحلى عروسة وبالفعل قدمت كارما الضيافة وجلست بجوارها.
فقالت والدة وليد:- أنتى عارفة أنا طول عمرى كان نفسي يكون عندى بنت وأول ما أتجوزت بابا وليد وكنت حامل كان نفسنا تكون بنوته بس ربنا مأردش وربنا كرمنا بوليد وبعده أخو وائل وأخيراً ربنا كرمنا بعدها بوعد وأهو بقى عندى كارما كمان.
وهنا قال والد وليد:- أهي الحاجة ناهد سهلت الدنيا ودخلت في الموضوع اللي جاينله، احنا يشرفنا إن تكون كارما من نصيب وليد وتبقى بنتنا التانية.
فقال آسر:- دا احنا اللي نتشرف دا كفايه تربيتكم العالية لأستاذ وليد وأخلاقة وسمعتكم الطيبة.
فقال والد وليد:- أيه أستاذ دي بقى دا أنت تقوله وليد من غير حاجه ولا أنت لسه عامل فرق.
فقال آسر:- خلاص يا عمي اللي تشوفه، أكيد محدش هيقدر يتنيلك كلمه.
فقال والد وليد:- يبقى على بركة الله نتكلم بقى في التفاصيل.
فقال آسر:- هو أهم حاجه بالنسبه لينا أن وليد يتعامل مع كارما بما يرضي الله ويحافظ عليها ويصونها أما الماديات مش هنختلف عليها.
فقال والد وليد:- ونعم الناس ربنا يرحم والديك فعلاً ونعم التربية وعلى العموم كل حاجه أكيد هتتكتب في القايمة.
فقال آسر:- أنا امنت وليد على كارما اللي هي عندي أغلى من روحي مش هأمنه على عفش مهما كان عمره ما هيكون أغلى من كارما.
فقال والد وليد:- عندك حق بس برضو هيتعمل قايمة، كارما زي بنتي تمام واللي أرضاه لوعد لازم أرضاه وأعمله لكارما ولبنات الناس.
وكان اللقاء يسوده السعادة والفرحة فقد ائتلفت العائلتين وأصبح هناك تجانس سريع وغريب بين عائلة آسر وعائلة وليد وكأنهم يعرفون بعضهم من سنين وكأنما أصبحوا عائلة واحدة وخلال هذا الاجتماع تم تحديد كل شيء حتى ميعاد الخطبة وميعاد الفرح.
في المكتب كان يعم المكان الهدوء والكل كان مشغول بأنهاء العمل المكلف به ولكن كان يبدو على بسمة القلق والتوتر وعدم الارتياح وكأن شيء مفقود ولاحظ آسر هذه الحالة التي تبدو على بسمة لأول مرة.
فقال آسر:- أستاذة بسمة في مشكلة.
فقالت بسمة وهي تكابر و تحاول أن تكون ثابته:- لا مفيش حاجه مهمه، حاجه بسيطة في الحسبة الشهرية وبظبطها.
فكانت بسمة تحاول أن تحل المشكلة قبل أن يعلم آسر بها حتى لا تكون زريعة له عليها وتكون غلطه تحسب عليها ويستطيع بها آسر أن يأذيها أو تكون حجه عليها لتقديم تقرير سيء عنها فلم تكن بسمة تعلم أن آسر قدم تقريره بالفعل وتجنباً لردود أفعاله الحاده معها.
فقام آسر من على مكتبه واتجه إلى بسمة وهو يقول في اهتمام:- مشكلة في الحسبة الشهرية، ورينى كدا وأمسك دفتر الديون ودفتر الحسبة الشهرية وأخذ يقلب ناظره فيهما ويقارن بينهما حتى قال:- فعلاً في حاجة غلط الميزانية كدا مش مظبوطه كدا في عجز كبير تقريباً 250 ألف، راحوا فين دول، ثم حمل آسر الدفترين وتوجه إلى مكتبه وهنا ايقنت بسمة أن آسر سوف يسبب لها مشاكل ولكنها لم تستطع أن تصنع شيء لأنها بالفعل أخطأت في مرحلة ما ويقع على عاتقها جزء من هذا الخطأ، إن لم يكن كله.
وضع آسر الدفترين على مكتبه ثم توجه إلى الدولاب الموجود في المكتب وأخرج منه دفتر الشطب رقم 22٥ وأخذ ينظر فيه بأمعان وتوجه إلى مكتبه وأخذ يبحث بدقة فيه ويراجعه جيداً ثم عاد مرة اخرى وإلى الدولاب وأخرج منه دفتر 275 ثم رجع مرة أخرى لمكتبه ووضع الدفاتر الأربعة أمامه على المكتب واخذ يتنقل بين الدفاتر وهو ممسك بقلم رصاص يحاول أن يجد الخطأ ويتعرف على سبب هذا العجز وأين اختفى هذا المبلغ وظل على هذه الحالة من العمل المتواصل إلى ما يقرب من نهاية الدوام حتى لم يتبقى سوي ما يقرب الساعة على ميعاد الانصراف حتى صاح آسر:- اخيراً لقيته.
وهنا شعرت بسمة ببعض الراحة فأسوء ما سيحدث الأن أن تترك العمل بينما سابقاً كانت هي المسؤولة عن العجز ومن الممكن أن تتحول إلى قضية وتلزم هي برد المبلغ كامل.
فقالت بسمة بلهفة:- فين؟
فقال آسر:- في قيد من قيود اليومية اتشطب في الشطب والحسبة الشهرية بس منزلش من دفتر الديون ودا اللي عمل الفرق الكبير دا.
ثم وجه آسر كلامه إلى حسام وقال:- حسام مش دا القيد اللي أنت شطبته؟
فقال حسام وهو يتوجه إلى آسر:- انهى دا، معقول أكون غلط الغلطة دي؟!
فقال آسر:- مش دي استمارة قطع غيار أتوبيسات الشركة اللي جت من شركة موتورز لقطع الغيار؟
وهنا نظرت بسمة بتعجب إلى آسر فقد اعتقدت أنه سيلقى باللوم عليها ولكنه أعترف أن هذا الخطأ كان خطأ حسام ولكن هل سيكون هذا الاعتراف قاصر على من في المكتب وخارجه هكون أنا الملامة، وما من لحظات حتى حانت ساعة الانصراف ولكن بسمة ظل ما حدث يشغل تفكيرها ولكنها فضلت أن تنتظر في هدوء ماذا سيحدث معها غداً، فقد ايقنت أن غداً هو اخر يوم لها في العمل.
وبحلول الغد كانت بسمة طول اليوم في المكتب تترقب وتنتظر في أي لحظة يتم استدعاءها والطلب منها تقديم استقالتها، ولكن هذا لم يحدث ومر اليوم طبيعياً وهادئاً إلى حد بعيد إلا من تغيب حسام عن العمل هذا اليوم.
وفى بيت بسمة كادت الحيرة أن تذهب بعقل بسمة والفضول يحترق بداخلها، لماذا لم يتم استدعاءها حتى الآن، وهل بالفعل آسر لم يصعد الموضوع حتى الآن ولماذا؟ وفي هذا اليوم جاف النوم جفون بسمة فلم تتذوق للنوم طعم وفى اليوم التالي كان كالعادة آسر هو من يوجد في المكتب بمفردة حتى سمع صوت يأتي من خلفه:- ليه؟!
فألتفت آسر فوجد بسمة واقفة عند الباب فقد نجحت أن تكون هي أول من يصل بعد آسر قبل أي من الباقين لكى تستطيع معرفة ما يدور في رأس آسر وما ينويه تجاهها.
فقال آسر:- هو أيه اللي ليه دا؟ أنتى صاحية على الفوازير النهاردة ولا أيه؟
فقالت بسمة:- لا طبعاً لسبب بسيط جداً أنى منمتش من الأصل علشان اصحى.
فقال آسر:- ياااه... للدرجة دي؟!
فقالت بسمة:- ليه ساعدتني أمبارح وعرفت العجز فين رغم أنه كان صعب وأخد منك اليوم كله تقريباً، لاء وأيه عرفت كمان مين اللي كان السبب في الغلطة دي ووجهته بيها؟
فقال آسر:- ودا ضايقك ولا كنتى عاوزانى أقول أنك انتي اللي غلطانه؟
فقالت بسمة:- ايوة دا اللي كنت متوقعاه منك ومن طريقة معملتك معايا من أول يوم اشتغلت فيه هنا، ونتكلم بصراحة أكتر دي كانت فرصة كويسة جداً ليك تخليني أمشي من هنا.
فقال آسر بضيق وغضب واضح في كلامه:- طالما بنتكلم بصراحة بقى أسمعي بقى آه أنا كنت أحب أنك تتنقلي من المكتب هنا، لكن عمرى ما هسمح أن واحد يتعاقب مكان حد تانى ولا ضميري يسمحلى أنى أشوف غلط وأسكت عليه وأخلى حد تانى يشيل نتيجة غلطة هو معملهاش وأنا كنت متأكد أنك مش ممكن تختلسي أو أنك تغلطي الغلطة دي، وغير كدا لو فضلت نتيجة الميزانية كدا والعجز دا فضل موجود واتصعد الموضوع كنتي هتتحولى تحقيق ومش بس هتتنقلي من المكتب لا دا مش بعيد كانت توصل للسجن أو أنك تسددي المبلغ بالكامل وأقل أقل حاجه هتتعمل معاكي ساعتها أنك متحلميش أنك تشتغلي في أي حته تبع الحكومة تانى.
وهنا ترك آسر بسمة وخرج من المكتب تاركها في حالة ذهول وتحاول أن تستوعب ما أُلقى على مسامعها.
وما من لحظات حتى أتت نهال ورأت بسمة على هذا الحال فسألتها بلهفة:- مالك يا بسمة في حاجه حصلت؟
فأفاقت بسمة مما هي فيه وقالت:- لا أبداً مفيش حاجه متخديش في بالك.
وكان آسر ذاهب إلي سيارته يجلب منها بعض الاغراض وهو يشعر بالضيق والحنق الشديد وعندما جلس في السيارة خبط بيده على عجلة القيادة ثم مسك بكلتا يديه على عجلة القيادة وأسند ناصيته على يديه وكان أشد ما يغضبه أن بسمه ظنت به ما ظنت من انعدام الضمير وأنه يستحل ايذاء الغير وخاصه أن الغير هذا هو بسمة برغم أنه لا يستطيع فهم هذا الشعور الذى يشعر به ولماذا كل كمية الغضب هذه الذى كان سببه الصورة التي انطبعت لدا بسمة، فهو لم يهتم يوماً لما تظنه بسمه به.
وفي المكتب بعد أن وصل حسام إلى المكتب وكان يحمل بيده صندوق هدايا صغير توجه إلى مكتب بسمة وقال:- آنسة بسمة لو تسمحي تقبلي منى الهديه البسيطة دي.
فنظرت بسمة بتعجب لحسام ثم قالت:- أفندم.... أيه المناسبة.
فقال حسام:- دي اعتذار بسيط منى عن الموقف اللي اتحطيتى فيه بسببي، بسبب اللخبطه اللي حصلت أول امبارح .
فقالت بسمة بجدية تملأ صوتها:- أنا اسفة، أولاً أنا مبقبلش هدايا من أي حد وثانياً دا شغل يعنى وارد أن يكون في غلط بس المهم أن الغلط دا يتصلح قبل ما يأثر على مصلحة أي حد. وتالت حاجه ودا الأهم أن اللي يستحق الهديه دي فعلاً هو أستاذ آسر لأنه هو اللي قدر يعالج الغلط اللي حصل ويلم الموضوع والحمد لله عدا على خير.
وهنا عاد حسام إلى مكتبه وهو يجر اذيال الخيبة ويحاول أن يخفي أحراجه مما فعلته به بسمة.
وكان آسر يتابع الحديث بمسامعه دون أن يلاحظ أحد اهتمامه بالحوار القائم بين بسمة وحسام وكان يشعر بداخله بالأعجاب الشديد من بسمة وبمقدرتها على إيقاف كل شخص عند حده بطريقة صارمة.
وفي بيت بسمة كانت بسمة تجلس في غرفتها خلف مكتبها وهي تمسك بدبدوب لها تسند عليه رأسها ولكن عقلها كان في مكان وزمان اخر تدور في اذنها اصوات الذكريات حتى اعادها إلى هذا الزمان صوت أمها وهي نقول:- بسمتي مالك؟ فيكي أيه؟
فقالت بسمه:- ابداً يا ماما؟
فقالت الام:- أزاي بقى، دا أنا خبط كتير على الباب ولما ماردتيش دخلت اطمن عليكي لقيتك في دنيا تانيه ومحستيش بيا لغاية ما دخلت، أيه هتخبي على ماما حببتك، ولا خلاص مابقيناش أصحاب علشان تحكيلى اللي شاغل تفكير كدا، انتي بقالك يومين مش على بعضك؟
فقالت بسمة:- لا طبعاً، أنتى مش بس ماما دا أنتى صحبتي وأغلي واحده عندي، وانا متأكدة انك انتي الوحيدة اللي هتنصحينى باللي يفدني.
فقالت الام:- طب أحكيلى أيه اللي عامل فيكي كدا.
فقالت بسمة:- أنا مش قولتلك على موضع الغلطة اللي عملها حسام وكنت هلبس فيها أنا لولا الاشكيف عرف فين المشكله اللي كانت عامله العجز وحلها.
فقالت الام:- حرام عليكى يا مفتريه أنتي لسه مسمياه الاشكيف، الراجل كتر خيره في اللي عمله لولاه كنتى محتاسه ويا أما كنتى اتحبستى أو أننا نسدد العجز وكان زمانك قعده جامبى بتقشري بصل.
فقالت بسمه:- بصل.... بصل يا أم بسمة.
فقالت الام:- أنتى أخرك معايا البصل.
فقالت بسمة:- ماشي يا ست ماما المهم النهاردة سي حسام جه المكتب وجايبلى معاه هديه قال يعني بيعتذر بيها عن اللي حصل.
فقالت الام:- مممم... شكل طريقة كلامك عنه أنه شخص مش مريح.
فقالت بسمة:- أنتى عارفه يا ماما رغم أنه عكس تماماً الاشكيف في طريقة تعمله معايا وأنه دايماً بيحاول يهزر معايا إلا أنى بحس أنه ملصق.
فقالت الام:- ايه ملصق دي، هو صمغ، ولا اتكب عليه عسل؟
فقالت بسمة:- لاء بحس أنه متصنع مش بيتعامل بطبعته، مش عارفة بحس أنه في حاجة مابتريحنيش، مش عارفه بحس أنه مش هو الشخص اللي فعلاً يعتمد عليه وأن الواحد يكون مطمن وهو معه أو لو وقع أو حصله حاجة مش هو دا اللي يسنده ويقف جامبو بعكس الاشكيف رغم أن تعامله ناشف وجدي أوي بس فعلاً لو حصل حاجه تلاقيه هو أول مين يساعد ويحاول يحلها فعلاً سواء المحتاج له دا حد هو بيرتحله في التعامل أو أي حد تانى واقرب حاجه اللي عامله معايا رغم أنه مش طايقنى في المكتب، تصوري يا ماما أنه قالهالى النهاردة كدا وش.
فقالت الام:- بصي يا بسمة طالما هو عارف حدوده كويس ومابيحولش يتعداها خلاص متقلقيش، وبعدين أنا عارفه أنا مربية أيه يعنى اللي هيفكر بس مجرد تفكير أنه يتعدا حدوده معاكي أو أنه يعمل لنفسه في حياتك حجم أكبر من حجمه أنا متأكدة أنك هتطيريه.
فضحكت بسمة والام ثم أتبعت بسمة حديثها وهى ترتمي بين أحضانها:- أنتى عارفه يا ماما الموقف دا فكرني بأيه؟
فقالت الام:- بأيه يا حبيبت قلب ماما؟
فقالت بسمه:- بياسر.
فقالت الام:- وانتى أيه اللي فكرك بيه دلوقتى؟
فقالت بسمه:- كان في مرة واحدة ست كانت جيه ناحيتنا وهي ماسكه في ايدها ولد متعور والولد دا كان بيشاور عليا وبيقولها أنى أنا اللى عورته بالطوبة، وأول ما ياسر شاف المنظر دا جرى عليا ووقف قدما الست دي وخباني ورا ضهره وقالها مش بسمة هي اللي ضربتلك أبنك، اللي ضرب أبنك ولد أسمه محمود علشان أبنك خطف من ايده حلويات كان بياكل فيها وجري فمحمود رمي عليه طوب وجت واحده فيه.
فقالت الام:- يااااه... انتى لسه فكراه.
فقالت بسمة وهي تحدث نفسها وهى اللي زي دا ممكن يتنسى أو انه يتشال من القلب.
في بيت آسر كان تكسوه زينة تعلن عن أن ميعاد الخطبة قد حان وبالفعل تمت مراسم الخطوبة في حفل يجمع بين العائلتين والقليل من الأصدقاء المقربين وكانت الفرحة والسعادة تعم المكان ويشعر بها كل من كان موجود في الحفل.
وبعد انتهاء الحفل جلس آسر وكارما يتحدثان ويتذكران الماضي فقال آسر:- ياااه وأخيراً اليوم دا خلص، هو فعلاً كان متعب بس كان يوم حلو أوى.
فتساءلت كارما:- بجد يا آسر؟
فأجاب آسر:- اكيد طبعاً أومال أنتى كنتى فاكره أيه دا انتى كنتى زي ميكون أميرة من الاميرات.
ثم سكت قليلاً واتبع حديثه:- يااه معقول كبرتى بالسرعة دى دا انتى لسه امبارح كنتي البنوته الصغيرة اللي بنحايلها علشان ترضى تروح المدرسة.
فقالت كارما:- اومال أنت فاكر أيه يا أبيه العمر بيجرى عقبال متلاقي أنت كمان بنت الحلال اللي تسعدك وتفرح قلبك.
فقال آسر:- ماشي يا لمضة يللا بقى يحسن أنا خلاص فصلت يا دوبك اللي فاضل يوصلني لغاية أوضى ويا قدرت أغير هدومى يا البطارية تكون فضيت على كدا ثم أتكأ آسر بيده على مسند الكنبة ليقوم وتوجه إلى غرفته وبعد أن دخل آسر غرفته وابدل ملابسة ألقى بنفسه على سريره وتمدد وأستند برأسه على ظهر السرير ثم أمسك بمقبض درج الكومودينو المجاور لسريره وجزبه إليه واخرج منه صورة الذكريات وأخذ ينظر لها كعادته فقد أعتاد أن يكون اخر ما يغلق عليه عينيه هي صورة بوسي.
وهنا طرقت كارما الباب لتطمئن على آسر قائلة:- آسر قوم يللا علشان تاكل لقمة أنت تقريباً ماكلتش حاجة من الصبح وميهونش عليا تنام وانت على لحم بطنك.
فوجدت آسر ممدد على السرير ويمسك بصورة الذكريات فأكملت حديثها:- يييييي... هو انت لسه محتفظ بالصورة دي، ارحمها شوية كدا الصورة هتدوب.
فقال آسر:- اااه.. انتى شكلك فاضية ومش لقية حاجة تعمليها فقولتى لما تيجى تفوقي عليا، لا يا ماما عندك سي ويلو بتاعك دا أديلو شوية من بركاتك دي كلها.
فقالت كارما:- لا بجد فعلاً الصورة بان عليها أنها اتأثرت من الزمن رغم محفظتك الشديدة ليها، هي من أمتى واحنا متصورنها؟!
فتساءل آسر:- انتى عاوزة أيه دلوقتى؟
واجابت كارما:- طيب ليه مش تصورها على الموبايل أو حتى تسحبها على سكانر وتحفظها على الموبايل أو فلاشة كمبيوتر مش كدا يبقى أحسن؟ وعلى الاقل ساعتها هتكون معاك على طول ومفيش حاجة هتأثر فيها أو تغير من شكلها.
وهنا سكت آسر عن الكلام وأخذ يفكر في كلام كارما:- أزاى مخطرش على بالى أنى أعمل كدا.
فقطع شروده كارما وهي تقول:- متفكرش كتير ويللا تعالى علشان تاكل يحسن أنا هموت من الجوع وأمسكت بيده وجذبته لها.
فقام آسر وهو يقول:- طيب... طيب خلاص كله ولا جوعك، هو أنا مستغنى عن نفسي يللا يحسن تصحى من نومك تاكلينى.
وفي الصباح أول ما فعله آسر أن أفاق من نومة أمسك بالصورة وموبايله وألتقط صورة للبنت الصغيرة. وجعلها خلفية للمتصل.
وفى المكتب كان آسر يجلس على الكمبيوتر لينهي بعض من أعماله وكان يضع بجوار الكمبيوتر موبايله حتى آتى عم فتحي وهو المستخدم الخاص بمكتب المدير العام قائلاً:- أستاذ آسر المدير العام عاوز حضرتك ضروري في المكتب عنده.
فقال آسر:- حاضر يا عم فتحى أنا رايحله دلوقتى.
وقام آسر متجه إلى مكتب المدير العام ولكنه نسي موبايله بجوار الكيبورد وبعد قليل نظرت نهال في ساعتها وقالت:- بنات أنا رايحه أصلى الظهر في مصلى الشركة دقيقتين ومش هتأخر.
وخرجت من المكتب وكان حسام قد تخلف اليوم عن الحضور، وهنا قامت بسمة واتجهت إلى ترابيزة الكمبيوتر لتكمل بعض الاعمال.
ثم قالت مريم وهي تمسك بمجموعة أوراق:- بسمة أنا رايحه المكتب التانى أخلص شوية شغل.
فقالت بسمة:- خلاص تمام.... ربنا معاكى.
وأصبحت بسمة فى المكتب بمفردها وكأن القدر أراد أن تكون بسمة وتليفون آسر في مكان واحد لا يوجد احد اخر وكأنهما هما فقط انتقلا إلى عالم أخر لا يوجد فيه سواهما وما من دقائق حتى انشغلت بسمة في العمل على الكمبيوتر ولم تلاحظ وجود التليفون حتى رن وكأنه يحاول أن يلفت أنتباهها ويخبرها بوجوده، في بادئ الامر لم تهتم بسمة بالتليفون حتى لفت ناظرها صوره وكأنها تومض في عينها تحاول لفت انتباهها لها فأمسكت الموبايل للتأكد مما رأته، نعم أنها تعرف هذه الصورة جيداً ولم تشعر حتى وجدت نفسها تقول بصوت عالي:- أيه اللي جاب الصورة دي هنا، هي أيه الحكاية بالظبط؟! وما هي إلا لحظات واختفت الصورة وهدأ بعد ذلك التليفون وكأنه أتم مهمته المكلف بها على أتم وجه، ثم شعرت بسمة بأقدام أحد آتى إلى المكتب فأسرعت وتركت الموبايل في مكانه وتصنعت أنها منشغلة على الكمبيوتر.
وفي المدرسة قام زملاء وليد وكارما بعمل حفلة صغيرة بمناسبة إعلان خطبة وليد وكارما.
فقالت منى:- ألف مبروك يا كارما، ألف مبروك يا وليد رغم أنكم عملتوها من ورانا من غير ما تعزمونا.
فقالت كارما:- متزعليش هو الموضوع جه بسرعة وكنا عملينها على الضيق وأن شاء الله يوم الفرح أكيد الكل هيكون معزوم.
فقالت مروة:- ألف مبروك وربنا يتمملكم على خير بس في الفرح متنسوناش.
فقالت كارما:- لا اكيد... كل المدرسة هتكون معزومة.
وفى المكتب كان آسر هو من تسمع بسمة خطواته وعندما وصل المكتب وجد بسمة منشغلة في العمل على الكمبيوتر وأخذ آسر ينظر على المكتب وبين جنبات الغرفة باحثاً عن موبايله ثم من خلفه دخلت نهال وجلست على مكتبها، ولاحظت نهال أن آسر منشغلاً بالبحث عن شيءً ما فسألته:- أيه، بدور على حاجه، في حاجه ضيعه منك؟
فأجاب آسر:- آه... موبايلي مش لقيه.
وهنا تظاهرت بسمة أنها الآن انتبهت لحديث آسر وقالت:- في موبايل هنا في ترابيزة الكمبيوتر... هو دا؟
وتقدم آسر تجاه بسمة وأمسك منها الموبايل وقال:- آه هو دا شكراً.
فنظر آسر إلى موبايله فوجد هناك مكالمة فائتة.
ولكن كان كل ما يشغل تفكير بسمة هو كيف وصلت هذه الصورة إلى موبايل آسر وبعد قليل أمسكت بسمة بمجموعة أوراق لتعطيها إلى آسر ليراجعها لكي تضعها بعد الانتهاء منها في الدبارة الخاصة بها، فوقفت بجوار مكتبه ولم تنقل نظرها من على شاشة الموبايل الذى كان يضعه آسر أمامه على المكتب وكأنها كانت تتمنى وتدعي ربها أن تظهر هذه الصورة مجدداً وما هي إلا لحظات حتى رن الموبايل وظهرت الصورة المنتظرة وكأن دعاءها استجاب في الحال.
وهنا أمسك آسر الموبايل بعد أن تأكد أن بسمة رأت الصورة جيداً وكان يبدو على آسر التعجب الشديد فهو لم يعلم عن بسمة أنها فضوليه وكان عنده شعور خفي بأن بسمة تعرفت على من في الصورة.
ثم خرج من المكتب ليجيب على من يتصل عليه دون أن يسمع أحد حديثة ولكنه كان يحاول اختصار المكالمة قدر الامكان ليحاول أن يستشف إلى ماذا كانت ترمى نظرات بسمة للصورة وله.
وعندما احست بسمة أن آسر أنهى مكالمته اسرعت إليه وسألته:- مين اللي في الصورة دي؟.. حضرتك تعرفها؟!
فرد آسر بتعجب:- نعم!
فقالت بسمة:- أنا مقصدش أنى أكون فضولية بس استغربت شوية علشان تقريباً صاحبة الصورة دي أنا عرفاها.
وهنا تغيرت ملامح آسر وكأنما وجد ضالته المنشودة ولمعت عينيه بطريقة لم يسبق لبسمة أن تراها منذ بدأت العمل معه وبدا عليه الاهتمام:- انتى تعرفي بوسي بجد؟
فقالت بسمة بتعجب:- بوسي! (ولكن سرعان ما تداركت الامر دون أن يلاحظ آسر التعجب الذى بدا عليها) وأكملت قائلة:- آه دا أنا وهى كنا على طول مع بعض في المدرسة وتقريباً مكناش بنفترق ولغاية دلوقتى بنكلم بعض.
فقال آسر بلهفة:- وهى عمله أيه؟ ولسه زي ما هي ولا أتغيرت؟ لسه البنوته الرقيقة ولا الدنيا غيرتها؟
فقالت بسمة:- هي كويسة، بس أكيد ملامحها أتغيرت شوية ومفيش حد بيفضل على حالة.
فقال آسر:- آه... فاهم طبعاً أكيد ملامحها هتتغير شوية.
فقالت بسمة:- بس برضو حضرتك مقلتليش تعرفها منين... هي قربتك؟!
فقال آسر باندفاع:- آه هي قريبه ليه.
ثم صمت للحظات وكان يحدث نفسة قائلاً:- هي قريبة ليه أكتر مما تتخيلي، هي أقرب حد في الكون دا كله لقلبي.
في نفس الوقت كانت بسمة هي الاخرى تحدث نفسها بتعجب:- طيب أزاي!... معقول يكونوا فعلاً قرايب؟
وهنا أنتبه آسر لنظرات بسمة المتعجبة تجاهه وقال:- هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟
فقالت بسمة:- طبعاً اكيد، لو في أمكاني ليه لاء.
فقال آسر:- لو ممكن رقم بوسي أو أي حاجة ممكن أقدر اتواصل بيها معاها.
فقالت بسمة في تلجلج:- أنا أسفة يا أستاذ آسر، مش هقدر اديلك الرقم غير لما استأذنها الاول.
وصمتت للحظة وفي هذه اللحظة علا وجه آسر الحزن وخيبة الأمل.
ثم اتبعت بسمة حديثها قائلة:- بس ممكن أخلى بوسي هي بنفسها تيجي هنا.
وما أن سمع آسر هذه الكلمات حتى أشرق وجهه من جديد وقال بلهفة:- ياريت... لو فعلاً تقدري تخليها تيجي هنا.
فقالت بسمة وهي تمسك تليفونها:- ثواني وهتشوف.
ثم أخذت بسمة تبحث في التليفون عن اسم وما من لحظات حتى وجدته وأجرت اتصال به.

**قراءة ممتعة**





سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس