الموضوع: صَّدَي * مميزة *
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-20, 06:31 PM   #587

شَهيدة المحْراب
 
الصورة الرمزية شَهيدة المحْراب

? العضوٌ??? » 340780
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 709
?  نُقآطِيْ » شَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond reputeشَهيدة المحْراب has a reputation beyond repute
افتراضي

الحُب بين الكتابة و الجُنون :
" الحُب " :

لم أكتُب عن هذا الكائن مُذ زمنٍ طويل الأمد ، ربما لأن الكاتبَ بداخلِي خف وميض خيالهِ الخصب ، و استدار ليُحقق مكاسبًا معيشية على حسابِ قلمهْ ، لكن كما يُقال فِي الوسط الحبري ، الورق لـا يُشبع معدة فارغة ، لذلك يتحول الأديبُ فِي لحظة عابرة للحقيقة ، إلى كُتلةٍ من الإنتاج المُخزي ، يتحول إلى أداةٍ حادة ، تبحثُ عن شيءٍ فارهٍ يسد رمقَ انبهارها الغُولِي ، لأننا و إن كنا شريحة من المثقفين إلا أننا نبقَى عديمِي الأخلاق حينما تتحول الأسئلة الذكية إلى مزلاج يهشم الرأس و دواعيهِ الفكرية .

أضع الكثير من الأوراق الخاصة بتدوين نقاط معينة على المكتب ، أشاهدها عن قربٍ ، لعلها تنطقُ أو تُعلنُ نفسهَا للوجودِ ، أن تخرج من حيزها الورقِي ، لتكون فكرة خالدةً يتراشقُ بها المفكرون من بعدِي ، فَأضحكُ - فجأة - على سخافة العبارة أعلاه ، أجر الكاتب بداخلِي من عينيهِ ، و ألكزهُ نقدًا ، حتى يتصبب ظلمةً فيكتئبْ ، هكذا أضمن له نصا قادرًا على الشعور بالتحدي .

نحنُ لـا نكتبُ إلا إذا أصبحنا شريحة عدائية و سافلة ، فالكتابة بقدر ما هِي فن ، بقدر ما هِي عُري فاحشٌ وَ فلسفة إلحادية ، لن تكون صادقًا مع قلمك إلا إذا اعترفتَ أنك أقرب للحقارة من القداسة ، و أن الجمال الذي ينثره الآخرون على رفاتِ كلماتك ، ما هو إلا تنميقٌ لبشاعةِ روثِ أفكارك الحمراء ، التي ينقصها شيطان عملاقٌ يهدم الحاجز اللامرئي بينك و بينه ، فيعلنُ الحضور الكافر .

يا الله لما لم تصدقنِي أمي حينما أخبرتها أني أرى ما لـا يُرى و أن هناك ميت يمشي بغرفتِي ، و يُحدثني بلغتهِ الإنجليزية المترفة ، لكنه يتعمد فجأة أن يُكمل حديثه عنِ الحُزن الذي جعلهُ يتعلقُ بسردابِ رحيله .؟
أيمكن أن نكون أقرب إلى الجُنون حينما نُمسكُ بأطرافِ الحقيقة ؟؟
أيمكن لكَ أيها الطبيبُ النفسِي العارفُ بدينِ العلم أن تُمهل شكوايَ خُطوتينِ ، لأضعَ مولودِي اللابكر ، و أشترِي عصا تحول بيني و بين البحر الذي ما انشقَ بمعجزة أمامِي و ما أغرقَ فراعنة رؤايَ ؟؟

" الحُب " :

أستطيعُ أن أكتب لكم عنه باحترافية و بحزن متضخم ، حتى تبكون كالمطر ، لأني ببساطة لـا أومنُ بهِ ، و كل شيء لا تؤمنُ بهِ تتمكنُ من الإمساكِ بغجريةِ نواتهِ ، و احترافهِ بتهكم .









أمل الإدريسي
2012


شَهيدة المحْراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس