[jourouh]

حطامي انتثْر, زجاجي تشتّتْ, و صوتي في الفراغ تبعثرْ, أحلامي هُدمتْ و شيء ثقيل على قلبي وقعْ,هناك صوت رهيب أجشّْ يأتي من البعيد جدّاً يُذكّرني بصدى وقع الأقدام الأصمّْ و ذكرى لم تكن و لكنّها كانت هاجسي أن تتحقّق, يدان ترتعشان و عينان تحملان حزناً لا قاع لهْ
أخاف و خوفي نظرة يتيمة تصرخْ
أخاف و خوفي من الخوف أكبرْ
أخاف و خوفي من الوعد إذا انكسرْ
أخاف و خوفي ليس قصّة أو أبيات شعرْ
خوفي أكبر من هذا كلّه و ربّما أعظمْ
خوفي لا يُرى بالعين أو يُشعرْ
خوفي بداخلي كامن بصمت يسكنْ
خوفي متخفٍّ لعوب يلعبْ
يجيد اللّعب على الوترْ
خوفي كصيف حارّ لا يُحتملْ
إنّي أخاف الخذلان فهو يحطّم كلّ الجمال, يحطّم كلّ المعنى, يجعل من الرّوح المبتهجة ذابلة, الخذلان موت بطيئ لكلّ إحساس, إنّي أخاف الخذلان و لا أخجل, أخافه و أقولها بصوت مسموع و لا أخشى على نفسي من شيء أكثر منه.
تمسّكت بنفسي بقوّة بأكثر الأوقات صعوبة حاولت كثيراً ألاّ أطير مع العاصفة, حاولتُ أن لاّ أجرف بدوّامتها, حاولتُ حماية نفسي, روحي و قلبي من لكمات الحياة, لففتُ نفسي بالقطن و اختبئت, كنتُ سريعة البكاء أيضاً و إذا بكيتُ أبكي حتّى الإختناق, أبكي بلا توقّف بلا ندم أبكي بكلّ جوارحي و ما أملك من ألمْ
أبكي حتّى أتعب إجهاداً و صداعاً, لدرجة أظنّ بأنّ رأسي سينفجر.
إنّي من هذا النّوع الذي لا يكتفي حتّى بإظهار مشاعره و لو كانت الجدران هي التي أمامي, حتّى لو كانت تلك الزّهور الذّابلة على شرفة غرفتي حتّى لو كانت مكتبتي حتّى لو كنتُ وحدي,
أنا أُظهر مشاعري لنفسي, أتعرّى أمامي من كلّ ثيابي أرمي كلّ أقنعتي, أهدم كلّ ما بنيته في ثانية و انهار أمامي
باكية