عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-20, 05:39 PM   #8

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي البدايات الجديدة - الفصل الثالث

[b]الفصل الثالث
**************
وصل أشرف الى الجيم ليلتقي بأصدقائه .. هم أكثر من خمسة من الشباب ليس منهم من هو متزوج أو حتى خاطب .. أثنين منهم فقط أصحاب وظائف .. أما الثلاثة الباقين فهم عاطلين عن العمل .. يلتقون يوميا بعد مواعيد العمل ليؤدوا بعض التمارين الرياضية ثم يتوجهون الى النادى أو لبيت أحدهم ممن لم يتزوج بعد ليلهوا قليلا بلعب مباريات كرة القدم على البلاي ستيشن أو مشاهدة احدى مباريات فرقهم المفضلة أو المنتخب المصرى .. وعند المساء يذهبوا للهو على أحد المقاهي أو الكافيهات... هي كذلك حياة أشرف منذ أن تخرج من الجامعة وحصل على بكالوريوس التجارة الإنجليزية .. ثم أنهى عام الخدمة العسكرية و التحق بوظيفة محاسب في أحد البنوك .. وبعد أن أكمل عامين بالعمل كان خلالها قد أعجب برنيم .. التي التقى بها يوما في النادى وكان يراها للمرة الأولى .. فهى لم تكن مشتركة بالنادى ولكنها أتت بصحبة زميلة لها من رواد النادى..
ظلت علاقة التعرف والاعجاب بين أشرف ورنيم لمدة عام كامل .. ادرك بعدها انه يريد الارتباط بها فتقدم لخطبتها وتمت الموافقة من قبلها وأهلها وتزوجوا بعد عام آخر من الخطبة .. كان أشرف خلال هذين العامين وحتى بعد الزواج بأسبوعين شبه متفرغ لرنيم وقلما كان يذهب للقاء أصدقائه .. ولكنه بعد أسبوعين فقط من الزواج بدأ يحن الى عادته القديم ويحن الى لقاء أصدقائه اليومى .. لتبدأ المشاكل بينه وبين رنيم .. فكان يتركها يوميا بالساعات وحيدة في المنزل أو عند أهلها .. وكانت هي تمل ذلك كثيرا ..
دخل أشرف لغرفة تغيير الملابس بالجيم فألقى بحقيبة ملابسه وجلس بجوارها على بنش تغيير الملابس واضعا رأسه بين كفيه وقد ارتكز بكوعيه على ركبتيه وقد بدا لصديقه أيمن مهموما فساله ايمن : مالك يا عم أشرف شكلك مش زى العادة .. فين الضحك والهزار .. مالك مهموم كده ليه...
رفع أشرف رأسه لينظر أمامه ورد عليه بع أن نفخ في الهواء : مش عارف يا أيمن حاسس أنى مش مبسوط في الجواز .. الظاهر انى مكنش لى في موضوع الجواز ده .. او يمكن أنى أسأت الاختيار .. لدرجة انى ساعات بفكر في الطلاق..
رد أيمن : ايه يابنى الكلام اللى يتقوله ده .. هو أنت لحقت .. أنتم يا دوب مر على جوازكم شهور .. سكت للحظة ثم أردف بخبث : بس أرجع وأقولك .. مفيش أحلى من عيشة الحرية ..
رد أشرف وقد بدا أنه قرر أن ينسى التفكير في همه في الوقت الحالى ويستمتع بيومه خاصة أن اليوم هو يوم عطلة وهو يلتقى بأصحابه اليوم بطوله : سيبك يا أيمون من الموضوع النكد ده .. وقوللى .. قررتم ح نعمل ايه بعد الجيم وح نتغدى فين ؟
نظر له أيمن .. قائلا بدون مبالاه ؛ مش عارف خلينا نشوف باقى الشلة مقررة ايه..
كان أشرف قد اتم تغيير ملابسه وانتظر أيمن ليذهبوا معا للتدريب فقال : ياللا يا عم شهل علشان نروح نتدرب
ولكن أيمن .. ذلك الشاب الثرى الذى لا يعمل ولا يريد أن يعمل بشركة والده في مجال الاستيراد والتصدير أو أي وظيفة أخرى رد عليه وهو في حالة سرحان : روح أنت وأنا ح حصلك على طول ..
نظر له أشرف باستغراب للحظة ثم توجه لقاعة الأجهزة ليبدأ تدريبه..
ظل أيمن في مكانه يسترجع الماضى القريب .. حين كان يشاهد رنيم مع أشرف في النادى فأعجب بها وبجمالها الهادئ .. وتعلق بها قلبه أو بدا له ذلك .. ولكنه كبت مشاعره .. فه فىي هذا الوقت كانت على علاقة بأحد أصدقائه فكيف يتسنى له أن يفكر فيها .. ولكن كثيرا ما كانت تتغلب عليه نفسه ويبدأ في التفكير فيها بمجرد أن يتلاقيا صدفة ...
----------------------------------------------------------------
وصل أمجد بسيارته الى منزل خالد حيث كان ينتظره أسفل منزله منذ دقائق قليلة .. وعندما دخل خالد الى السيارة وجلس بالمقعد جواره .. ابتسم أمجد سائلا : اتأخرت عليك ؟ .. رد خالد وهو ينظر أمامه: لا أبدا .. مواعيدك دايما مضبوطة.. تبسم له أمجد قائلا وهو ينظر اليه : تمام .. بينا بقى على توفيق وبعدين نتوكل على الله على القاهرة .. ولا تحب نفطر الأول بعد ما نوصل لتوفيق؟؟ .. رد خالد باقتضاب وقد تغير وجه وظهر عليه الضيق : زى ما تحب يا أمجد .. أعمل اللى يريحك ..
لاحظ أمجد امتعاض وتغير وجه خالد عندما ذكر أمجد أسم توفيق .. فبادر بتعليق بلطف وابتسامة بسيطة تعلو وجهه : روق يا خالد على الصبح .. سكت للحظة ثم أردف : أنا مش عارف يا أخى أنت ليه مبتحبش توفيق بالشكل ده .. مع أنه جه وقت كنت بحسدكم على علاقتكم القوية في شبابنا.. نفسى أعرف ايه اللى حصل وغير اللى بينكم بالشكل ده .. خصوصا أن توفيق نفسه عنده نفس التساؤل ..
لم ينظر اليه خالد وظل ينظر الى الطريق أمامه للحظات ثم قال : ابدا مفيش حاجة معينة .. بس الناس بتتغير .. سبحان مقلب القلوب .. وبعدين يا أخى ما أحنا لسة صحاب أهو بدليل اننا مسافرين احنا الثلاثة علشان نزور صديقنا الرابع .. يعنى مفيش حاجة يا سيدى .. لم يجد أمجد بد من السكوت بالرغم من عدم اقتناعه برد خالد .. ولكن خالد في هذه اللحظة شرد فيما مضى وجعله يبغض توفيق بعد أن كان هو أقرب المقربين اليه.. تذكر خالد توفيق عندما جائه يزوره فى الموقع الذى كان يشرف عليه كمهندس مدنى وكان يومها مصطفى يعمل معه في نفس الموقع كمهندس منفذ للعمل وسلمى تتدرب لعامها الثانى معهما بنفس الموقع .. تذكر سلمى الجميلة التي كانت تملأ قلبه سعادة وحب كان يجعله يشعر أنه قد ملك الدنيا وما فيها .. كان هذا هو العام الثانى التي تأتى فيه في الاجازة الصيفية كى تتدرب معه ومع مصطفى .. كانت هي المدللة والمفضلة لهما في الموقع .. ولما لا وهى الانثى الوحيدة في الموقع والتي يحبها ويقدرها الجميع بالموقع .. ليس لانها انثى جميلة فقط ولها وجه ضحوك بطبعه به غمازتين خفيفتين تظهرا عندما تضحك فتبدو كالشمس المشرقة .. بل لان اخلاقها أيضا لم يختلف عليها أثنين ... ويظهر هذا جليا في تعاملها مع جميع العاملين بالموقع بداية من خالد المشرف على المشروع وحتى حارس الموقع .. كما كان يبدو هذا في ملبسها الذى كانت ترتديه بالموقع .. فالبنطال الفضفاض وفوقه البلوزة الطويلة التي تصل فوق الركبة بسنتيمترات والشعر الملموم كذيل حصان قصير لا يتجوز رقبتها .. أما من ناحية التصرفات وطريقة الكلام وردود الأفعال فكانت تدل على أنها من بيئة محترمة وان والديها قد احسنا تربيتها..
تذكر خالد كيف كانت تتنقل في الموقع كالفراشة لكن كانت دائما بصحبته أو مصطفى أو كلاهما معا .. وكم كانت سعادته حين يتغيب مصطفى عن الموقع لسبب أو لآخر .. فهذه فرصته للأحاديث الطويلة مع سلمى والتي يعشق الكلام معها حتى باتا الى أقرب ما يكونا سويا .. فقد كان خالد يبوح لها بكل ما يمر به يوميا ولا يستطيع أن يسيطر على نفسه في الأحاديث معها .. يتذكر كم كانت تحب أن تسمعه وتصغى اليه باهتمام وسعادة .. وكان عندما يطالبها بأن تحكى عن نفسها .. كانت ترد عليه بانها تحب أن تسمعه هو .. وأنه ليس في حياتها ما هو هام لتحكيه.. يتذكر كم الأشياء التي اتفقا على حبها أو كرهها .. من أغانى وموسيقى وأفلام وروايات.. وآراء في الدين والسياسة والهندسة وجميع مجالات الحياة.. يتذكر كيف تطورت العلاقة بينهما حتى سمحت له أن يغادرا الموقع كل لحاله ثم يلتقيا بعيدا عن عيون العاملين بالموقع فيمشيا سويا حتى يكملا موضوع ما قد بدؤه بالموقع .. ثم يفترقا قبل أن يصلا الى منزلها بمسافة .. ثم ربما يكملا الحديث بالتليفون المنزلى .. كل هذا ولم يبوح أي منهم للآخر بمشاعره .. لكن العيون أحيانا كانت تبوح بالكثير .. خاصة عيونه هو التي كانت كثيرا ما تجعل عينىى سلمى تهرب منها خجلا من أن يقرأ ما بهما .. يتذكر خالد كيف كانت له سلمى في هذه الأيام كل الحياة وكل السعادة ..
كان خالد يتذكر كل ذلك وهو يبتسم ابتسامة بسيطة كانه لا يزال يعيش تلك الأيام .. ثم فجأة شعر بالسيارة تتهادى فأفاق من شروده ليجد امامه توفيق وهو يشير لهما بيده فانقبض قلبه وبدا ذلك جليا على وجهه الغاضب ولكنه حاول جاهدا أن لا يظهر مشاعره الغاضبة تجاه توفيق فاومأ له برأسه بدون أي تعليق.. حين مر به ليفتح باب السيارة خلفه ليركب السيارة مازحا.. يا أهلا بالشباب ..
أكتفى خالد بالابتسام ولكن رد أمجد : أيوه.. جينا بقى لكلام المنافقين اللى يودى في داهية ....
كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهرا عندما وصلت سيارة أمجد ورفاقه الى القاهرة ..
قال خالد : ايه يا جماعة .. نتغدى الأول ولا ح نطلع على مصطفى على طول؟ وكانوا قد تناولوا الإفطار في احد استراحات الطريق بين الإسكندرية والقاهرة ..
رد توفيق وهو يتمطط للخلف والأمام ملوحا بيديه لأعلى من طول جلسته بالسيارة .. أنا بقول نتغدى الأول وبعدين ندور على هدية نزورهم بيها .. ميصحش ندخل عليهن وايدينا فاضية ....
رمقه خالد بنظرة بها شيئ من القرف والاستغراب .. في حين رد عليه أمجد باستهزاء : طول عمرك صاحب واجب .. ايه الكرم ده كله .. انت آخرك اتنين كيلو برتقال وازازة حاجة ساقعة تدخل بيهم على مصطفى وسالمى .. ثم قهقه هو وخالد .. لينظر اليه توفيق نظرة لزم وغضب ..
----------------------------------------------------------
أنتهت أمينة ورنيم من الإفطار .. وفى أثناء استعدادهم للخروج من البيت خرجت غادة من حجرتها وما زالت ببيجامة النوم تفرك عينيها .. قائلة باستغراب وهى تتثاءب .. صباح الخير .. انتم خارجين على فين كده على الصبح .. وفين باقى البشر .. قصدى بابا وأشرف ؟؟!!
ردت رنيم بابتسامة : صباح الخير يا غادة .. ايه يابنتى النوم ده كله ..و ردت أمينة باقتضاب : صباح الخير يا ست هانم .. نفسى تبطلى العادة الهباب دى .. كل يوم تسهرى للفجر وتصحى الظهر .. طول الليل على الزفت اللاب توب والنت ده اللى ح يوديكى في داهية .. ناسية ان عندك السنة الجاية ثانوية عامة .. ربنا يستر من النتيجة ..
ردت غادة مازحة تستلطف أمها : صباح السعادة يا أمينة هانم .. احنا النهاردة أجازة .. يعنى مفيهاش حاجة لما اسهر شوية .. وبعدين احنا فين والثانوية العامة فين .. باقى من الزمن عام كامل يا أمونة..
قاطعتها أمينة باستهزاء : أجازة !! .. ده انتى كل يوم على الحال ده .. أجازة ايه اللى بتتكلمى عنها وانتى بتروحى المدرسة على سطر وسطر .. كل يوم والتانى غياب .. ثم اردفت .. تعليم بايظ..
ابتسمت غاده :آه والله يا أمونة .. التعليم باظ من يوم ما جدو ياسين الله يرحمه طلع على المعاش .. الكل دلوقتى معتمد على الدروس ومبيحضرش للمدرسين في المدرسة .. والمدرسين ما صدقوا .. سكتت للحظة ثم اردفت .. بس برضه مجاوبتنيش .. على فين رايحين ..
ردت أمينة تنهرها : بنت .. احترمى ذكرى جدك .. وقبل أن تحدث مشكلة بينهما بادرت رنيم للرد على غادة لتنهى النقاش الذى بدأ يحتد .. عى الأقل من جهة أمينة : رايحين نتمشى ونقعد شوية في نادى اليخت .. وسكتت لحظة ثم أكملت ما تيجى معانا يا غادة ..
ردت عليها أمينة بسرعة وتلعثم : لا لا تيجى فين .. عندها مذاكرة ..هى ناقصة تضييع وقت ..ياللا احنا ..
قاطعتها غادة .. أنا أساسا مش عايزة أخرج النهارده .. واردفت وهى تتمطط .. أنا عايزة استمتع مع نفسى في البيت .. ثم نظرت الى أمها بطرف عينيها وهى تبتسم وأكملت : وأذاكر في الهدوء الجميل ده ..
ردت عليها أمينة دون أن تنظر اليها : أفلح ان صدق .. عموما الفطار عندك على السفرة .. بعد ما تفطرى ياريت فعلا تقعدى تذاكرى .. مش فاضل على الامتحان غير شهر ونص .. ثم نظرت اليها متمنية بتنهيدة : ربنا يهديكى يا غادة.. ثم التفتت الى رنيم قائلة .. ياللا بينا احنا يا رنيم قبل الشمس ما تحمى علينا ...
خرجت أمينة تتأبط يد رنيم وعبروا الطريق للتمشية على رصيف البحر .. كان الجو جميل به بعض البرد الذى تحاول شمس الشتاء تدفئته .. فكانت التمشية الى النادى والتي استغرقت حوالى النصف ساعة أو أكثر تمشية ممتعة فعلا.. كانا خلالها لا يتكلمون عن شيئ محدد فتارة يتكلمون عن المسلسلات وما آلت اليه من مستوى هابط من عرى والفاظ بذيئة أو خادشة للحياء وقتل ودماء وبلطجة ومخدرات... وتارة يتكلمون عن الأسعار وكيف تضاعفت في الآونة الأخيرة بشكل مبالغ فيه وعن السبب في هذا الغلاء .. هل هي الحكومة أو جشع التجار ..
وأخيرا وصلا الى النادى وكان في الصباح يكاد يكون خاليا الا من بعض كبار السن الذين أعتادوا ارتياد النادى تقريبا يوميا خاصة في مثل هذا الطقس الجميل من أيام الشتاء.. ولكنه يوم العطلة يكون مزدحما لحد ما ...
جلست أمينة ورنيم على ترابيزة قريبة من نافذة في احدى قاعات النادى تطل على البحر .. حيث تدخل الشمس من خلالها تدفئ المكان فيحلو الحديث والنقاش بينهما..
جاء الجرسون مبتسما .. صباح الخير يا هوانم .. تحبوا حضراتكم تشربوا شيء ..
ابتسمت له أمينة وقالت : صباح الخير يا عم درويش .. أنا ح آخد شاء بالنعناع .. ثم استدارت الى رنيم التي كانت تنظر الى البحر شاردة .. وقالت لها : رنيم حبيبتى .. تحبى تشربى ايه .. ردت رنيم وقالت .. أى عصير فريش ..
أنصرف الجرسون .. فالتفتت أمينة الى رنيم قائلة : ايه السرحان ده كله .. الظاهر ان الواد أشرف مزعلك اوى ..
لم ترد عليها رنيم واستدارت بوجهها تحاول أن تدارى دمعة حاولت جاهدة أن تمنعها من النزول من عينها ولكنها لم تستطيع ..
مدت أمينة يدها الى ذقن رنيم لتدير وجهها نحوها ونظرت اليها قائلة بهدوء : لأ لأ يا رنيم يا حبيبتى مينفعش كده .. احنا جايين النهاردة علشان نتكلم وأعرف ايه اللى مزعلك بالشكل ده .. وايه المشكلة وازاى نقدر نحلها .. ده انت يا بنتى يادوب عدى على جوازكم شهور بسيطة..
نظرت اليها رنيم بانكسار وحزن قائلة بصوت خفيض : والله يا ماما أنا فاض ما بى .. وأصبحت مش عارفة ارضيه ازاى او حتى اتفاهم معه ازاى .. انا مش عارفة هو اتجوزنى ليه ما دام مش طايق لى كلمة .. ثم سكتت أو سكت الكلام في حلقها من شدة انفعالها وهى تحاول ان تحبس صرخات بداخلها و دموعها التي تريد أن تنهمر بشدة.. فاخذتها العبرة ولم تستطيع أن تكمل ما بدأته للتو من كلام ..
نظرت اليها أمينة بكل حنان وربتت على كف يدها التي كانت ملقاة فوق التربيزة .. وقالت : بس بس يا حبيبتى ده انتى معبيه بشدة .. أهدى أهدى .. واشربى شوية ميه لغاية ما ييجى العصير ..
تلقت رنيم منديل وجففت دموع سقطت من عينيها عنوة حين ربتت أمينة على كفيها.. وقالت : سامحينى يا ماما .. بس أنا مش لاقية حد احكي له اللى جوايا .. وحمدت ربنا انك النهاردة طلبتى اننا نخرج .. بصراحة لو كنت رحت لماما البيت النهاردة وضعفت وحكيت لها معرفش الأمور كانت ممكن توصل لايه ..
قاطعتها أمينة .. اياك يارنيم في يوم من الأيام تحكى مشاكلك مع جوزك لأهلك .. أنا بنصحك يا بنتى متشيليش قوبهم منه .. ربنا يكملك بعقلك .. انتى يا حبيبتى ممكن تنسى له الإساءة وتسامحيه لكن أهلك ابدا ما ح ينسوا .. أوعى يارنيم تحسسيهم في يوم انه مزعلك .. وبعدين ياستى لما تحبى تضفضى أنا موجوده اهو الحمد لله ..
نظرت رنيم الى أمينة بانبهار من كلامها العاقل والذى تسمعه لأول مرة وكأنها وجدت ضالتها التي سوف تساعدها في حل مشكلتها مع أشرف .. ثم سألتها .. طيب قولى لى اعمل ايه علشان اللى بينا يرجع زى ما كنا أيام الخطوبة ..
ردت أمين .. طيب مش الأول أعرف هي ايه المشكلة ..
قالت رنيم بصوت متردد .. أشرف اتغير من بعد الجواز .. احنا تقريبا مكملناش شهر بعد جوازنا وكأنه بقى واحد تانى غير اللى ارتبطت به .. معظم الوقت مقضيه مع أصحابه .. يكاد يكون مبيجيش البيت الا علشان ينام .. ولو يوم جلس في البيت بيكون علشان كل واحد من شلته مشغول .. ساعتها يقعد ادام التليفزيون لأى ماتش كورة وأول ما الماتش يخلص أو يزهق منه يدخل ينام .. وأنا حاسة انى لوحدى حتى وهو معايا.. مبقتش حاسة ان للدنيا طعم .. يا أما محبوسة لوحدى بين اربع حيطان .. يا أما عند ماما وبرضه لوحدى .. وساعات كتير بحس أنهم مستغربين من وجودى الكتير عندهم .. واحيانا تسألنى ماما عن أحوالنا وليه أشرف مبيجيش معايا يزورهم .. اكدب عليها وأقولها أنه عنده شغل .. في البنك .. تدعيله ان ربنا يقويه ويوفقه .. ولو حصل انى اغضب من تصرفاته معايا يزعق لى ويقولى انى بحاول أفرض سيطرتى عليه وانه مش حيسمح بان ده يحصل .. او يقول لى انى بخنقه كل ما أطلب منه انه يقعد معايا في البيت لأنى بزهق من قعدتى لوحدى .. هي دى مشكلتى وهى دى حياتى واللى أصبحت عليه .. ياترى أنا غلطت لما سمعت كلامه واستقلت من الشغل .. على الأقل كان زمانى فيه حاجة بتشغلنى بعض من الوقت اللى بيمر عليا يوميا كأنه دهر ..
عندما أنهت رنيم كلامها كانت تكاد عينيها قد استنفذت جميع الدموع التي بها .. فارتشفت القليل من المياه في اللحظة التي وصل فيها الجرسون بطلباتهم فوضعها أمامهم بهدوء متسائلا .. اى خدمة تانية حضراتكم .. ردت أمينة بابتسامة بسيطة .. شكرا يا عم درويش ..
نظرت أمينة الى رنيم شاردة فيما سمعته منها للتو .. تفكر لحل لهذه المشكلة .. فهى لم تمر بها في حياتها مثل هذه التصرفات من قبل خالد .. ربما سمعت مثلها في مسلسل أو من أحد الأقارب .. لكن قلما كان هناك حل الا بالانفصال لا قدر لله لهما ذلك .. او يبقى الوضع على ما هو عليه حتى يأذن الله للرجل أن يتغير مع الأيام أو تستطيع الزوجة أن تفعل ما يجعله يتغير .. وفى كثير من الأحيان يكون الحل السحرى هو وجود الأطفال في حياتهما .. وفى النهاية .. كل الحول بأمر ومشيئة الله تعالى ..
أحست أمينة أنها أطالت النظر الى رنيم فقالت لها وهى شاردة : اشربى العصير يارنيم .. ح يهديكى شوية يا حبيبتى ..
وبعد فترة من الصمت والشرود لكلاهما انهت كل منهم مشروبها في بطئ وهدوء .. قالت رنيم متنهدة : عرفتى يا ماما اللى أنا فيه .. عرفتى المشكلة اللى بعانيها مع أشرف .. والله أنا ما بتجنى عليه ولا ببالغ في أي حاجة ذكرتها ..
ردت أمينة بحزن .. وهى تنظر الى البحر .. عارفة يا رنيم.. عارفة انك صادقة في كل اللى قلتيه لانى عارفة ابنى .. بس كنت فاكرة ان تصرفاته دى اتغيرت من يوم ما عرفك وخطبك .. مكنتش أعرف انه حينتكس تانى وترجع ريمة لعادتها القديمة .. لا حول ولا قوة الا بالله..
قالت رنيم بعصبية .. بس أنا خلاص تعبت ومش قادرة استحمل أكتر من كده..
قاطعتها أمينة قائلة بحزم : لا يا رنيم محبش أنك تكونى ضعيفة بالشكل ده وترفعى الراية بدرى كده .. احنا الستات ربنا خالق فينا قوة تحمل كبيرة .. أكبر من الراجل بكتير .. وح تعرفيها يا بنتى لما تحملى وتمرى بتعب الحمل .. ولما تولدى وتمرى بآلام الولادة وبعين لما تربى الأولاد ويمر عليكى مشاكل لا حصر لها ولا عدد .. وكل مشلكة مختلفة عن التانية .. يارنيم احنا الستات مش بنربى ولادنا بس .. يا بنتى أحيانا كتير بنربى ابهاتهم معاهم بدون ما ندرى .. الزوجة والأم يا رنيم مهمتها صعبة ومهمة في نفس الوقت .. أصبرى يا رنيم .. أصبرى مفيش مشكلة ملهاش حل وما اشتد الكرب الا وهان .. ربنا سبحانه وتعالى بيقول في قرآنه الكريم .. ان مع العسر يسرا ..
ردت رنيم وهى تحاول أن تخفى انبهارها من كلام أمينة للمرة الثانية وقد أعطاها كلام امينة دفعة وأمل وبث فيها حماس ولكنها أرادت المزيد فكررت بقليل من الخبث المشروع .. بس أنا حاسة انه بطل يحبنى ومش قادرة استحمل أكتر من كده.. الإحساس ده لوحده بيقتلنى في اليوم عشر المرات.. خصوصا بعد طلبه منى اننا نأجل الانجاب .. أحست رنيم انها أخطأت عندما ذكرت جملتها الأخيرة .. فقد وعدت أشرف أن لا تخبر أحد برغبته هذه حيث أن هذا الموضوع يخصهما وحدهما .. فسكتت واطرقت بنظرها الى كوب العصير الفارغ بيدها وتمنت أن لو كانت أمينة لم تأخذ بالها مما قالت ..
نظرت اليها أمينة متسعة العينين ومندهشة مما سمعت للتو ..............ثم تساءلت بانفعال : تأجلوا الانجاب .. ليه كفى الله الشر .. ايه الكلام الفارغ ده .. ه .. وازاى انتى توافقيه على كده .. وايه ادراكم ان ربنا يرزقكم بعد ما بتتشرطوا عليه سبحانه وتعالى وكأنكم انتم اللى في ايديكم تخلفوا أو متخلفوش .. هو ايه اللى حصل في الدنيا يا شباب اليومين دول .. لا حول ولا قوة الا بالله ..
وكما توقعت رنيم .. فمن انفعال أمينة أحست أنها أخطأت بان أخبرت حماتها بموضوع الانجاب والذى قد طلبه منها أشرف في بداية الزواج مقنعا إياها ان العمر ما زال امامهما وانهما يجب ان يتمتعا بحياتهما سويا أولا ثم ياتى الانجاب والأولاد بمسئولياتهم بعد ذلك ..
سادت بينهما لحظات صمت ليست بقليلة .. كانت أمينة تفكر فيها عن كيف تساعد رنيم في مشكلتها وفى نفس الوقت .. كيف تنقذ زواج أشرف ورنيم .. فهى تعمل جيدا كيف تعب ابنها واجتهد حتى استطاع أن يتزوج .. صحيح أن والده قد ساعده وأهداه شقة وهى المشكلة الكبرى لإتمام أي زواج .. لكنها تعلم أيضا أن أشرف قد قام بكافة مصاريف الزواج من شبكة وأثاث وهى تكاليف ليست بهينة على شاب في مقتبل حياته .. وتعلم أيضا أنه يحب رنيم وأنه سوف يندم يوما ما عليها اذا فشل زواجه منها .. ورنيم أيضا تحبه حبا كبيرا .. فما تراه اليوم منها يؤكد ذلك .. فليس هناك من تقبل وتتحمل سبعة شهور من الزواج تعانى مما تعانيه رنيم وخاصة حرمانها بدون ارادتها من الإنجاب والتمتع بنعمة الأطفال والأمومة..
ومع ذلك لم تجد أن الحل يكمن في تدخلها بينهم .. أو القاء النصائح على ولدها والتي تعلم جيدا انه لا يعمل بالنصيحة .. ربما يسمعها فقط ويشعرها انه أهل للنصيحة وقد يحاول أن يعمل بها .. ولكنه في النهاية سوف تغلبه رغباته وطباعه وما يمليه عليه هوى نفسه .. فهو في النهاية بشر وما زال في ريعان شبابه .. لذا تكلمت أمينة أخيرا وكانت رنيم شاردة حزينة تتلاعب بها الأفكار والظنون والأمنيات كما تتلاعب أمواج البحر أمام عينيها ..
اسمعى يا رنيم الكلام اللى ح قولهولك وفكرى فيه كويس يا بنتى .. ثم سكتت مترددة للحظة ثم أردفت .. مشكلتكم دى حلها في ايدك انتى وحدك .. مفيش حد ح يقدر يحلها غيرك .. المشكلة دى عايزة ذكاء وفطنة الأنثى ومن غيرها مفيش حاجة ح تتحل ويمكن تتعقد أكثر ..
ردت عليها رنيم بتساؤل : مش فاهمة يا طنط .. قصد حضرتك ايه .. وايه المطلوب منى انى اعمله ومعملتوش ..
قالت أمينة .. من الواضح أن أنتى .. سكتت للحظة ثم أردفت .. ومتزعليش منى يا حبيبتى احنا لازم نتكلم بصراحة علشان نحل المشكلة .. واضح انك عجينة طرية مع أشرف ..
قاطعتها رنيم بحزم .. مين قال كده .. أنا كل ما في الأمر بصبر عليه مش أكتر بس في نفس الوقت مش بسكت على تصرفاته وبعترض وساعات بتوصل للخناق ..
ردت أمينة : والنتيجة؟؟.. لا تقدم ولا حل .. شوفى يا رنيم .. الاعتراض مش شرط يكون بطريقة مباشرة ولا بالخناق .. والست الذكية هي اللى تحسس الراجل انها مش ند له لان الرجال وخصوصا الشرقى منهم مبيحبش الست الند له لانها بتحسسه انه متجوز راجل زيه.. لكن صدقينى الراجل بيحترم في الست عقلها أكتر من اى شيئ فيها .. وبيحب فيها انوثتها ورقتها اللى متغلفة بضعفها ادامه .. بالرغم انها في الحقيقة قوية .. ويمكن أقوى منه .. لان القوة الحقيقية عمرها ماكانت في الجسم .. القوة في العقل ورجاحته .. وفى حالة وطباع أشرف أنصحك بلاش تحسسيه انك بتحاولى تكونى ند له .. لأنه عنيد وح يزيد في عناده علشان هو شايف من وجهة نظره أن اللى بيعمله ده من حقه كرجل .. وان انتى ملكيش حق الاعتراض .. علشان كده الحل أنه يفهم ان اللى بيعمله ده يمكن يكون فيه جزء من حقه وصحيح بل صحى أيضا .. لكنه في نفس الوقت مش من أولوياته أو أولويات الحياة الزوجية اللى لا هو ولا أي راجل طبيعى يقدر يستغنى عنها.. ولازم يفهم أن الحياة بتسير بالأولويات مش ب اللى احنا بنحبه وبنرغب فيه حتى لو كان حلال .. وحتى لو كان اللى بنحبه ده وعلى هوانا ومشروع أو اتعودنا عليه .. يعنى لازم يحس انه المفروض يتغير لانه اصبح في وضع غير الوضع .. زى ما انتى المفروض تتغيرى علشان هو كمان يحس بيكى وبأهميتك في حياته وانك تستاهلى انه يتغير علشانك .. وده شيء طبيعى بين أي اتنين متجوزين .. في البداية بيكون فيه طباع ورغبات لكل واحد ممكن تسبب مشاكل بينهم .. لكن لو كل واحد حاول يغير من الطباع دى ويستغنى عن بعض الرغبات بيكون اثبت حبه للطرف التانى اللى بيعامله بالمثل .. وبكده تستمر الحياة بينهم ..
ردت ردنيم بحماس وقد احست بانها قد اقتنعت بكلام أمينة وانها على وشك دخول تحدى تحبه و تشتاق اليه بطبيعتها .. على الأقل سوف يكون هناك شيئا يحرك المياه الراكدة بينها وبين أشرف .. فقالت : ياه يا ماما انتى كنتى فين من زمان .. حطينى انتى على الطريق وملكيش دعوة باذن الله ح اشرفك وارفع راسك ..
ضحكت أمينة على تعليق رنيم حتى سمع لضحكتها صوتا وقالت وهى تضحك : الله يجازيكى يابنت .. محسسانى اننا داخلين على حرب و بنحضر لها خطتها .. ثم أكملت الضحك .. لتقاطعها رنيم بنفس الحماس : واكتر من الحرب وحياتك يا طنط..
قالت أمينة وهى تبتسم : ماشى يا حضرة الظابط .. ثم تحولت الى الجد وقالت: دلوقتى اسمعينى كويس ..
انتبهت لها رنيم .. تقترب اليها بوجهها قائلة : سمعاكى ..
قالت أمينة : انتى من دلوقتى لازم تبدأى تغيرى من اسلوبك مع اشرف .. ومن ردود فعلك على تصرفاته لكن مش فجأة كده .. أنا عاوزة الأمور تمشى زى ما هي بس انتى بتتغيرى من غير ما يشعر أو ينتبه للتغيير ده .. ومش حقولك تغيرى اتفاقك معاه بخصوص الخلفة والأولاد لان ده مش وقته .. و لانه بالرغم من أن وجود الأولاد بيغير الأب مهما كانت طباعة سيئة .. الا انى عايزاه يتغير علشانك انتى في المقام الأول ويحس انه ميقدرش يستغنى عنك حتى لو ما مبتخلفيش ولاد .. لا قدر الله .. باختصار كده .. عايزة اصحى فيه مارد الحب تجاهك واللى نام بعد ما اتجوزتم واطمئن انك بقيتى له ..
ردت رنيم بحماس زائد : ايوة أيوة يعنى اعمل ايه بالظبط ..
أكملت أمينة : يعنى مثلا .. أولا تبطلى خناق معاه لما ييجى يخرج لاصحابه .. بينى له فقط انك زعلانة .. وافضلى زعلانة ومكشرة في وشه لغاية ما ييجى ويصالحك ..
قاطعتها رنيم : .. طيب لو سابنى اتفلق ومفرقش معاه زعلى ..
ردت أمينة متسائلة .. انتى جربتى الحل ده قبل كده .. ؟
قالت رنيم ببلاهة : بصراحة لا .. كل مرة بعمل خناقة وبرضه بيسبنى ويخرج ولما بيرجع .. ترجع الأمور بينا عادى ..
ردت عليها أمينة : شوفى بقى أهو العادى ده بقى اللى لما بيرجع هو اللى مش عايزاه يحصل ابدا زى ما انا مش عايزة خناق منالاساس ..ثم اشارت باصبعها وطرف عينها وهى تقول : من هنا ورايح مفيش خناق .. ماشى يا رنيم .. بس مسموح بالزعل والغضب والتكشيرة اللى متتفكش الا بعد ما يعتذر ويصالحك ويتعب لغاية ما ترضى تصالحيه .. والموضوع ده مش علشان خرج وسابك في البيت لوحدك بالساعات وبس.. لا .. ده علشان يعرف ان لك شخصية وانك مش كرسى في البيت ولا كنكنة .. ثم اردفت .. الراجل بيحب الست اللى عندها كرامة وحاسة بيقمتها .. بس في نفس الوقت زى ما هي عارفة حقوقها .. برضه عارفة حقوق زوجها وواجباتها كويس و ما بتقصرش فيها .. اظن انك فاهمانى .. يعنى من الآخر متخلهوش يمسك عليكى غلطة في مسألة حقوقه دى .. أيا كانت نوعها .. حتى وانتى في حالة الزعل والغضب منه ..
ردت رنيم : طيب وايه تانى .. مهو مش معقول ح نقضيها غضب وزعل وبس ..
ردت أمينة وهى تبتسم على رد رنيم :متستعجليش على زرقك .. خلينا نمشيها خطوة خطوة .. ونشوف النتايج وهي اللى ح توجهنا للخطوة اللى بعدها .. بس اياكى حد غيرى يعرف اللى بنتفق عليه .. واياكى تحكى لحد أيا كان عن مشاكلك مع جوزك .. اتفقنا؟ .. وبدأتـ بعينيها تبحث عن عم درويش الجرسون .. لتعطيه حساب المشروبات وينصرفوا عائدين .. امينة الى بيتها .. ورنيم لمنزل والدها ..
-------------------------------------------------
بقلم : ممدوح السيد
الى اللقاء فى الفصل الرابع


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس